الفخ (4)
تفجّر الدم من الجرح الذي سبّبته طعنة النصل الأسود في جسد خوان. وللحظة، لم يستطع خوان أن يستوعب الموقف أمامه، وفي الوقت نفسه، كان يفهمه أكثر من أيّ شخص آخر — لقد كان نفس ما حدث حينها.
كان خوان يعلم جيدًا أن جرارد قد خانه—فهو من اغتاله. لكنه، في الوقت نفسه، كان يأمل أن يكون لدى جرارد عذر لفعل ما فعله، وكان يتمنى أن تكون هناك أسباب قوية وحتمية وراء تصرفاته. ازداد هذا الأمل أكثر بعد لقائه مع راس.
هزّت سينا رأسها نافية.
لا يزال خوان لم ينسَ الهراء الذي تفوّه به جرارد المرتجف في ليلة الاغتيال. بل إنه شعر أحيانًا أن جرارد ربما كان تحت تأثير مؤامرة أو لعنة ما.
لم تكن تدرك أن الأومبرا يمكن أن ينفصل عن خوان، لكنها كانت متأكدة من شيء واحد—خوان لم يكن ليتخلى عن الأومبرا أبدًا لو كان لا يزال حيًا. فالأومبرا كان آخر ما تركه له ابنه راس.
لم يهاجم جرارد خوان في هايفدن، بل أنقذه أيضًا من تأثير تاج اللهب في دورغال. وجرارد الذي ظهر لينقذ قرويي أربالد كان بالضبط كما يتذكره خوان من الماضي. وقد جعل هذا الأمر خوان يشعر بعاطفة شديدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكن…”
كان خوان يريد أن يصدق أن جرارد ربما كان قد أُسيء فهمه أيضًا، تمامًا كما حدث مع راس.
وفي تلك اللحظة، سمعَت كلّ من سينا وهيلا طرقًا على باب المكتب. توقفت هيلا عن الحديث؛ كانت قد أخبرت الآخرين أن يطرقوا الباب فقط في حال وجود أمر عاجل. الرجل الذي دخل الغرفة كان والتر، أحد فرسان أمر فنرير.
سبلات!
كان خوان يريد أن يصدق أن جرارد ربما كان قد أُسيء فهمه أيضًا، تمامًا كما حدث مع راس.
لكن في هذه اللحظة، طعن جرارد خوان مرة أخرى في ظهره، وكأنه يسخر من أمله.
في الواقع، كان يشعر بذلك بشكل حدسي منذ اللحظة التي طُعن فيها بإلكيهل. لقد كان الأمر مطابقًا تمامًا لليلة اغتياله—لم يكن هناك مفرّ من هذا. كان خوان يشعر بقوته تتلاشى في كل مرة ينغرز فيها النصل الأسود في صدره.
سبلات! كراك! سكولتش! شنك!
حدّقت سينا بشرود في الكرة السوداء الموضوعة على الطاولة. لم يسبق لها أن رأت شيئًا مثل هذا من قبل، لكنها كانت تعرف تمامًا ما هو—كان جوهر نيغرارتو. اعتاد خوان أن يُطلق عليه اسم “أومبرا”. ومنذ أن تحطّم خنجر تالتير القصير، كان خوان يستخدم الأومبرا كدرع وسلاح في آنٍ واحد.
دخل نصل إلكيهل وخرج مرارًا وتكرارًا عبر جرح خوان—كما لو أن طعنة واحدة لم تكن كافية. كان خوان يرتجف بلا حول ولا قوة في كل مرة يغرس فيها جرارد النصل في جسده.
ظهر ساحر ذو شعر أبيض بحذر من بين الضباب، وكان يحمل بين ذراعيه شيئًا ملفوفًا بقطعة قماش كبيرة. انحنى الساحر أمام خوان.
استطاع خوان أن يرى نيينا وهي تصرخ بيأس وتركض نحوه، لكنه كان يعلم بالفعل أنها لن تستطيع إنقاذه، حتى لو وصلت.
لم تكن تدرك أن الأومبرا يمكن أن ينفصل عن خوان، لكنها كانت متأكدة من شيء واحد—خوان لم يكن ليتخلى عن الأومبرا أبدًا لو كان لا يزال حيًا. فالأومبرا كان آخر ما تركه له ابنه راس.
في الواقع، كان يشعر بذلك بشكل حدسي منذ اللحظة التي طُعن فيها بإلكيهل. لقد كان الأمر مطابقًا تمامًا لليلة اغتياله—لم يكن هناك مفرّ من هذا. كان خوان يشعر بقوته تتلاشى في كل مرة ينغرز فيها النصل الأسود في صدره.
كان القرويون لا يعيشون في الشمال الشرقي فحسب، بل كانوا يعيشون إلى جانب محاربي أربالد أيضًا. ومن الطبيعي أن يكونوا قد تأثروا بالشق، حتى لو كان بأقل درجة. كانت هيلا قد وجدت حتى آثارًا تشير إلى أن القرويين قد طالتهم العدوى من قبل، عندما صادفتهم أثناء المعركة أكثر من مرة.
‘ماذا كنت أتوقع؟’
“لم يتأثر أي من القرويين بالشق، جلالتك. كان أمر الجنرال نيينا هو إنقاذ من طالتهم عدوى الشق، لكن لم يعد هناك سبب لإنقاذهم. كنتُ أود طلب إعادة النظر من الجنرال نيينا، لكني مضطر لطلب قرارك، بما أن مقعد الجنرال شاغر.”
ضحك خوان بسخرية من نفسه؛ كان يشعر بوضوح أن مانا تالتير، وضباب غرونبالد، وجوهر نيغرارتو، ولعنة الأفعى الشريرة، كلها تغادر جسده مع الدماء المتدفقة. اختفت كميات هائلة من المانا من خوان في لحظة واحدة فقط. الموت كان يحدق في عينيه، وكان يشعر بنفسه يُسحب بيد جرارد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أرجوك، توقف عن إشعاع الحرارة، جلالتك!” قال أحدهم من داخل الضباب بنبرة مستعجلة. توقّف خوان عن زيادة الحرارة، لكنه لم يُنقص من كميتها أيضًا.
وفي تلك اللحظة، أمسك شيء ما بمعصمه بقوة. وعندما فتح خوان عينيه، رأى عيني نيينا المرعوبتين. ثم كان الإحساس التالي الذي شعر به هو نفسه يطفو في الهواء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أنتِ موهبة ثمينة كان جلالته يقدّرها. لا أعلم ما الذي رآه فيكِ، لكن لا أعتقد أنه كان يتوقع أن تنهاري وتنكرِي الواقع مثل الناس العاديين.”
***
ولم يكن أي من فرسان أمر فنرير قادرًا على اتخاذ قرار حاسم بشأن الإجراءات المستقبلية، إذ لم يكن أحد يتوقع أنهم سيواجهون أزمة بهذا الحجم في الشرق. كان المتمردون الشماليون مجرد فراخ مقارنة بوحوش الشق التي اعتاد أمر فنرير مواجهتها، ولم يتصور أحد أنهم سيفقدون الجنرال في معركة كهذه. وتزايد إحباط الفرسان مع مرور الوقت.
حدّقت سينا بشرود في الكرة السوداء الموضوعة على الطاولة. لم يسبق لها أن رأت شيئًا مثل هذا من قبل، لكنها كانت تعرف تمامًا ما هو—كان جوهر نيغرارتو. اعتاد خوان أن يُطلق عليه اسم “أومبرا”. ومنذ أن تحطّم خنجر تالتير القصير، كان خوان يستخدم الأومبرا كدرع وسلاح في آنٍ واحد.
وكان ذلك بسبب اختفاء نيينا مع خوان.
“هل هذا ما تركه راس خلفه؟”
وفجأة، شعرت هيلا بالقشعريرة عندما أدركت متأخرة أن أيا من القرويين على الساحل لم يكن يغني ترنيمة أو يتمتم باسمٍ منحه لهم الشق. وإذا تبيّن فعلًا أن القرويين لم يُمسّوا بالشق، فإن نيينا والجيش الشمالي كادوا أن يذبحوا أكثر من ألف مواطن بريء. وكان من المؤكد أن هذه المأساة كانت ستقع لولا تدخّل جرارد.
أومأت سينا برأسها بشرود عند سماع سؤال هيلا.
كانت كلمات هيلا مفعمة بالإصرار. وسرعان ما أدركت سينا خطة هيلا.
“…على حد علمي، نعم. هذا ما قاله لي أحد فرسان الهيكل الذين أعرفهم من هايفدن.”
لم تعرف هيلا كيف تتعامل مع هذا الوضع.
لقد منح كميل، النائب السابق لأمر الكراو البيضاء، سينا الكثير من المعلومات عن خوان، إلى جانب السيف المقدس. وكان من بين تلك المعلومات ما يتعلق بجوهر نيغرارتو الذي سلّمه راس إلى خوان. إلى جانب ذلك، كانت سينا قد شاهدت خوان وهو يقاتل باستخدام الأومبرا من قبل.
لا يزال خوان لم ينسَ الهراء الذي تفوّه به جرارد المرتجف في ليلة الاغتيال. بل إنه شعر أحيانًا أن جرارد ربما كان تحت تأثير مؤامرة أو لعنة ما.
لم تكن تدرك أن الأومبرا يمكن أن ينفصل عن خوان، لكنها كانت متأكدة من شيء واحد—خوان لم يكن ليتخلى عن الأومبرا أبدًا لو كان لا يزال حيًا. فالأومبرا كان آخر ما تركه له ابنه راس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لكن…”
التزمت هيلا الصمت عند إدراكها مدى أهمية الأومبرا بالنسبة لخوان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘ماذا كنت أتوقع؟’
كان جو الحصن بيلديف غريبًا إلى حد ما. فالوضع الرسمي لخوان يجب أن يكون إما سجينًا أو قائدًا لوحدة العقاب. ومع ذلك، لم يعتبره أحد هنا سجينًا—خصوصًا وحدة العقاب. فقد ظل أفراد وحدة العقاب متجمّدين بلا حراك وبتعابير متصلّبة عندما سمعوا ما حدث لخوان.
وكُشف ما وراء الضباب—تمثال لإنسان برأس نسر مصنوع من جميع أنواع المواد وأشكال الطاقة: الجليد، الحجر، النار، الرياح، الخشب، والمعدن. في المنطقة التي يُفترض أن يكون فيها القلب، كانت اللهب المتصاعدة والجليد الهائج يتصادمان ليسحبوا الضباب إلى جسده.
ولم تكن الأجواء مختلفة كثيرًا بالنسبة لبقية جنود الفرقة الرابعة، لا سيما مع انتشار شائعة تقول إن خوان هو الإمبراطور العائد. انتشرت شائعات مشؤومة في كل مكان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يتأثر أحد بالشق؟”
ومع ذلك، ظلت أجواء حصن بيلديف أكثر حيوية قليلًا مقارنة بأجواء الجيش الشمالي. كان فرسان فنرير والجيش الشمالي في حالة كآبة شديدة، لدرجة أن البعض اعتقد أنهم يُقيمون جنازة.
“أريد أن أكون معكِ. لكن…” فتحت سينا فمها بشفاه مرتجفة وكأنها مترددة. “لا أظن أن خوان قد مات بعد. أود أن أمنح نفسي بعض الوقت لأفكر بالأمر، حتى أتيقّن من موته.”
وكان ذلك بسبب اختفاء نيينا مع خوان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن في هذه اللحظة، طعن جرارد خوان مرة أخرى في ظهره، وكأنه يسخر من أمله.
“هل قلتِ إن جرارد جاين هو من طعن خوان؟” سألت سينا.
وفي تلك اللحظة، أمسك شيء ما بمعصمه بقوة. وعندما فتح خوان عينيه، رأى عيني نيينا المرعوبتين. ثم كان الإحساس التالي الذي شعر به هو نفسه يطفو في الهواء.
“نعم. رأيتُ ذلك بعيني. كان وجهه مغطى بالضمادات، لكنه بالتأكيد كان يملك نفس ملامح الشخص الذي أنقذني في السابق. استطعت التعرّف عليه من خلال التنين، وأسلوبه في القتال، وطريقة مشيه، وكذلك نظراته. طعن خوان عدة مرات في ظهره، وكأنه يحاول التعويض عن فشله في المرة الماضية،” ضحكت هيلا بذهول. “يبدو أنه لم يُرِد منح خوان فرصة أخرى للبعث هذه المرة.”
“سأخبركِ بما أنوي فعله الآن. حتى الآن، كنت مقيدة في الشرق، لكن الشرق حظي بفرصة جديدة بفضل الجنرال نيينا وجلالته. بالإضافة إلى ذلك، لدينا ورقة ضغط تُدعى سوفول تساعدنا في الضغط على العاصمة. وهناك احتمال كبير أن الجيش الشمالي سينضم إلينا إن تمكّنا من إقناعهم.”
هزّت سينا رأسها نافية.
لم يهاجم جرارد خوان في هايفدن، بل أنقذه أيضًا من تأثير تاج اللهب في دورغال. وجرارد الذي ظهر لينقذ قرويي أربالد كان بالضبط كما يتذكره خوان من الماضي. وقد جعل هذا الأمر خوان يشعر بعاطفة شديدة.
“لا يمكن أن يكون خوان قد انخدع بهجوم مباغت بسيط كهذا. ثم، ألم تقولي إن الجنرال نيينا كانت قد هزمت جرارد في تلك اللحظة؟ هل هناك احتمال أن يكون خوان قد تظاهر بالتعرّض للخديعة من أجل أن…”
“جلالتكِ…”
“الجنرال نيينا أيضًا تم سحبها إلى الشق،” قالت هيلا بحزم.
“سينا،” أمسكت هيلا بكتف سينا. “هل تعلمين من هو أكثر شخص يرغب في الموت الآن؟ إنه أنا. لقد فقدت ابني، وزوجي، وأحبائي، وأولئك الذين كنت أحترمهم على هذه الأرض.”
كان البحث لا يزال جاريًا عن نيينا وخوان عند الساحل. لم تكن هناك أي فرصة لأن تجد هيلا خوان أو نيينا قرب البحر؛ فقد رآهم الجميع يُسحبون إلى الشق أمام أعينهم. لكن هيلا كانت تبحث عنهم بيأس؛ لم تكن قادرة على السيطرة على الجيش الشمالي.
“أنوي التوجّه مباشرة إلى العاصمة الآن. سمعت أن الكنيسة بدأت تتغير حول القديسة الحالية. كما يُقال إن عائلة هيلوين بدأت تستعيد نفوذها من جديد. لن يكون من الصعب أن نحشد صفوفنا. وعندما نحصل على القوة الكافية…” أمسكت هيلا بيد سينا. “سأُعيد فتح التحقيق في حادثة اغتيال جلالته من البداية. لن تُستثنى لا شرور الكنيسة المتجذّرة، ولا حتى الوصي على العرش. قد يلعنني الناس ويقولون إنني خرفت، وقد أضطر حتى إلى إراقة الدماء. لكن أعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها رد الجميل لجلالته والجنرال نيينا. وهذا المسار يتطلب الكثير من الأشخاص الموهوبين. أريدكِ أن تكوني جزءًا منه يا سينا. ما ترغبين في معرفته والحصول عليه هو بالضبط ما أريده أنا أيضًا.”
ولم يكن أي من فرسان أمر فنرير قادرًا على اتخاذ قرار حاسم بشأن الإجراءات المستقبلية، إذ لم يكن أحد يتوقع أنهم سيواجهون أزمة بهذا الحجم في الشرق. كان المتمردون الشماليون مجرد فراخ مقارنة بوحوش الشق التي اعتاد أمر فنرير مواجهتها، ولم يتصور أحد أنهم سيفقدون الجنرال في معركة كهذه. وتزايد إحباط الفرسان مع مرور الوقت.
عضّت سينا شفتها وبقيت صامتة، بينما استمرت هيلا بالكلام بنظرة حازمة في عينيها.
لكن سينا لم تكن قد استسلمت.
حدّقت سينا بشرود في الكرة السوداء الموضوعة على الطاولة. لم يسبق لها أن رأت شيئًا مثل هذا من قبل، لكنها كانت تعرف تمامًا ما هو—كان جوهر نيغرارتو. اعتاد خوان أن يُطلق عليه اسم “أومبرا”. ومنذ أن تحطّم خنجر تالتير القصير، كان خوان يستخدم الأومبرا كدرع وسلاح في آنٍ واحد.
“لديه سابقة في العودة من الموت. ربما يعود هذه المرة أيضًا.”
استطاع خوان أن يرى نيينا وهي تصرخ بيأس وتركض نحوه، لكنه كان يعلم بالفعل أنها لن تستطيع إنقاذه، حتى لو وصلت.
“جلالته لم يتمكن من العودة إلا بعد مرور خمسين سنة تقريبًا، وحتى ذلك الحين عاد بهيئة طفل، على الرغم من امتلاكه قوة شبه مطلقة. أما هذه المرة، فقد طُعن عدة مرات، وسُحب إلى الشق. لا يمكنكِ مقارنة الوضع بما حدث في الماضي.”
***
“لكن…”
كانت الجدران المحيطة به هي جدران برج السحر، رغم أنها لم تكن واضحة بالكامل أمامه. لم يكن الهاوية واسعة بما يكفي لاستيعاب البرج، خاصة عند أخذ جميع الأشياء المخزنة في الهاوية إلى جانب البرج بعين الاعتبار—فالسحرة الذين في البرج لم يرغبوا في التخلص من أي من موادهم البحثية الثمينة. أما كبير السحرة على وجه الخصوص، فقد توسّل إلى خوان ألا يدمر برج السحر.
“سينا،” أمسكت هيلا بكتف سينا. “هل تعلمين من هو أكثر شخص يرغب في الموت الآن؟ إنه أنا. لقد فقدت ابني، وزوجي، وأحبائي، وأولئك الذين كنت أحترمهم على هذه الأرض.”
ظهر ساحر ذو شعر أبيض بحذر من بين الضباب، وكان يحمل بين ذراعيه شيئًا ملفوفًا بقطعة قماش كبيرة. انحنى الساحر أمام خوان.
تذكّرت هيلا أنها طلبت من خوان التحدث إلى جرارد قبل معاقبته. كان طلبًا بسيطًا، لكنها فقدت خوان ونيينا معًا نتيجة لذلك.
“سيتوقف تنفيذ الإعدام، لكني أطلب من أمر فنرير التحقيق مع جميع القرويين. لا تنسوا أن تتحققوا ممن التقوا بهم، وما الذي مرّوا به بعد أن طُردوا من القرية.”
“فكرت في أن ألقي بنفسي من على أسوار بيلديف لعل جرارد يظهر مجددًا لينقذني ويشرح لي ما حدث. لكن لا يمكنني حتى فعل ذلك، لأن هناك الكثير من المسؤوليات التي تقع على عاتقي.”
ضحكت هيلا بمرارة على أفكارها. فالناس من حول خوان كانوا يطاردونه وينجذبون إلى دوّامة مصير لا ترحم، بينما كان هو يتصرف كما يشاء ويضحك ساخرًا على مصيره. وكانت حقيقة تمكّنه من الحفاظ على هذا الموقف دائمًا تجعل هيلا تشعر بالغيرة منه.
“جلالتكِ…”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “ما الأمر، يا سير والتر؟ هل هناك مشكلة في المهمة؟” سألت هيلا.
“أنتِ موهبة ثمينة كان جلالته يقدّرها. لا أعلم ما الذي رآه فيكِ، لكن لا أعتقد أنه كان يتوقع أن تنهاري وتنكرِي الواقع مثل الناس العاديين.”
تبددت الضبابية التي كانت تغطي الأرض مع كل خطوة يخطوها خوان. كان الضباب كثيفًا إلى حد أن خوان شعر وكأنه يسبح داخل الماء. وعندما دفع الضباب مبتعدًا عبر إشعاع بعض الحرارة، جفّ الضباب على الفور وكشف ما حوله.
عضّت سينا شفتها وبقيت صامتة، بينما استمرت هيلا بالكلام بنظرة حازمة في عينيها.
ولم يكن أي من فرسان أمر فنرير قادرًا على اتخاذ قرار حاسم بشأن الإجراءات المستقبلية، إذ لم يكن أحد يتوقع أنهم سيواجهون أزمة بهذا الحجم في الشرق. كان المتمردون الشماليون مجرد فراخ مقارنة بوحوش الشق التي اعتاد أمر فنرير مواجهتها، ولم يتصور أحد أنهم سيفقدون الجنرال في معركة كهذه. وتزايد إحباط الفرسان مع مرور الوقت.
“سأخبركِ بما أنوي فعله الآن. حتى الآن، كنت مقيدة في الشرق، لكن الشرق حظي بفرصة جديدة بفضل الجنرال نيينا وجلالته. بالإضافة إلى ذلك، لدينا ورقة ضغط تُدعى سوفول تساعدنا في الضغط على العاصمة. وهناك احتمال كبير أن الجيش الشمالي سينضم إلينا إن تمكّنا من إقناعهم.”
“طفل.”
كانت كلمات هيلا مفعمة بالإصرار. وسرعان ما أدركت سينا خطة هيلا.
تبددت الضبابية التي كانت تغطي الأرض مع كل خطوة يخطوها خوان. كان الضباب كثيفًا إلى حد أن خوان شعر وكأنه يسبح داخل الماء. وعندما دفع الضباب مبتعدًا عبر إشعاع بعض الحرارة، جفّ الضباب على الفور وكشف ما حوله.
“أنوي التوجّه مباشرة إلى العاصمة الآن. سمعت أن الكنيسة بدأت تتغير حول القديسة الحالية. كما يُقال إن عائلة هيلوين بدأت تستعيد نفوذها من جديد. لن يكون من الصعب أن نحشد صفوفنا. وعندما نحصل على القوة الكافية…” أمسكت هيلا بيد سينا. “سأُعيد فتح التحقيق في حادثة اغتيال جلالته من البداية. لن تُستثنى لا شرور الكنيسة المتجذّرة، ولا حتى الوصي على العرش. قد يلعنني الناس ويقولون إنني خرفت، وقد أضطر حتى إلى إراقة الدماء. لكن أعتقد أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني بها رد الجميل لجلالته والجنرال نيينا. وهذا المسار يتطلب الكثير من الأشخاص الموهوبين. أريدكِ أن تكوني جزءًا منه يا سينا. ما ترغبين في معرفته والحصول عليه هو بالضبط ما أريده أنا أيضًا.”
“أظهر نفسك، دورموند. أعتقد أن لديك ما تقوله لي،” قال خوان.
عضّت سينا شفتها ولزمت الصمت. ثم سحبت يدها بلطف وابتعدت قليلًا، ما جعل هيلا تشعر بخيبة أمل.
“لم يتأثر أي من القرويين بالشق، جلالتك. كان أمر الجنرال نيينا هو إنقاذ من طالتهم عدوى الشق، لكن لم يعد هناك سبب لإنقاذهم. كنتُ أود طلب إعادة النظر من الجنرال نيينا، لكني مضطر لطلب قرارك، بما أن مقعد الجنرال شاغر.”
“أريد أن أكون معكِ. لكن…” فتحت سينا فمها بشفاه مرتجفة وكأنها مترددة. “لا أظن أن خوان قد مات بعد. أود أن أمنح نفسي بعض الوقت لأفكر بالأمر، حتى أتيقّن من موته.”
“نعم. رأيتُ ذلك بعيني. كان وجهه مغطى بالضمادات، لكنه بالتأكيد كان يملك نفس ملامح الشخص الذي أنقذني في السابق. استطعت التعرّف عليه من خلال التنين، وأسلوبه في القتال، وطريقة مشيه، وكذلك نظراته. طعن خوان عدة مرات في ظهره، وكأنه يحاول التعويض عن فشله في المرة الماضية،” ضحكت هيلا بذهول. “يبدو أنه لم يُرِد منح خوان فرصة أخرى للبعث هذه المرة.”
“لكن قد يستغرق منك ذلك عمرًا كاملًا لتتأكدي.”
وفي تلك اللحظة، سمعَت كلّ من سينا وهيلا طرقًا على باب المكتب. توقفت هيلا عن الحديث؛ كانت قد أخبرت الآخرين أن يطرقوا الباب فقط في حال وجود أمر عاجل. الرجل الذي دخل الغرفة كان والتر، أحد فرسان أمر فنرير.
“أنتِ من قلتِ إنه كان شخصًا يجعل الناس يكرسون حياتهم كلها لأجله، يا جلالتكِ،” قالت سينا بابتسامة حزينة.
ولم تكن الأجواء مختلفة كثيرًا بالنسبة لبقية جنود الفرقة الرابعة، لا سيما مع انتشار شائعة تقول إن خوان هو الإمبراطور العائد. انتشرت شائعات مشؤومة في كل مكان.
“…أجل، معك حق.”
“نعم. رأيتُ ذلك بعيني. كان وجهه مغطى بالضمادات، لكنه بالتأكيد كان يملك نفس ملامح الشخص الذي أنقذني في السابق. استطعت التعرّف عليه من خلال التنين، وأسلوبه في القتال، وطريقة مشيه، وكذلك نظراته. طعن خوان عدة مرات في ظهره، وكأنه يحاول التعويض عن فشله في المرة الماضية،” ضحكت هيلا بذهول. “يبدو أنه لم يُرِد منح خوان فرصة أخرى للبعث هذه المرة.”
‘لا بد أن هذه هي كَرمَة جلالته—أن يُجرّ من حوله إلى مصير كدوّامة لا مفر منها.’
دخل نصل إلكيهل وخرج مرارًا وتكرارًا عبر جرح خوان—كما لو أن طعنة واحدة لم تكن كافية. كان خوان يرتجف بلا حول ولا قوة في كل مرة يغرس فيها جرارد النصل في جسده.
ضحكت هيلا بمرارة على أفكارها. فالناس من حول خوان كانوا يطاردونه وينجذبون إلى دوّامة مصير لا ترحم، بينما كان هو يتصرف كما يشاء ويضحك ساخرًا على مصيره. وكانت حقيقة تمكّنه من الحفاظ على هذا الموقف دائمًا تجعل هيلا تشعر بالغيرة منه.
“سأخبركِ بما أنوي فعله الآن. حتى الآن، كنت مقيدة في الشرق، لكن الشرق حظي بفرصة جديدة بفضل الجنرال نيينا وجلالته. بالإضافة إلى ذلك، لدينا ورقة ضغط تُدعى سوفول تساعدنا في الضغط على العاصمة. وهناك احتمال كبير أن الجيش الشمالي سينضم إلينا إن تمكّنا من إقناعهم.”
“أخبِريني إن احتجتِ أي شيء، وتذكّري أنكِ مرحّب بك دائمًا لتنضمّي إليّ. وأيضًا…”
لم يهاجم جرارد خوان في هايفدن، بل أنقذه أيضًا من تأثير تاج اللهب في دورغال. وجرارد الذي ظهر لينقذ قرويي أربالد كان بالضبط كما يتذكره خوان من الماضي. وقد جعل هذا الأمر خوان يشعر بعاطفة شديدة.
وفي تلك اللحظة، سمعَت كلّ من سينا وهيلا طرقًا على باب المكتب. توقفت هيلا عن الحديث؛ كانت قد أخبرت الآخرين أن يطرقوا الباب فقط في حال وجود أمر عاجل. الرجل الذي دخل الغرفة كان والتر، أحد فرسان أمر فنرير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر خوان بانقباض في معدته وسحب الحرارة التي كان يطلقها. سرعان ما ملأ الضباب المسافة بينهما من جديد، لكن خوان اتجه نحو مصدر انبعاث الضباب. فظهرت كتلة باهتة من خلال الضباب. وعندما وضع خوان يده عليها، بدأ الضباب يتبدد بسرعة.
نظرت هيلا إلى والتر باستغراب عندما لاحظت أن يديه نظيفتان تمامًا. ففي الواقع، كان من المفترض أن تكون يداه ملوثتين، إذ كانت هيلا قد أوكلت مهمة تطهير قرويي أربالد إلى فرسان أمر فنرير بعد اختفاء جرارد وخوان. لكن لم يكن على يدي والتر قطرة دم واحدة. أمالت هيلا رأسها بدهشة؛ فقد كانت تتوقع من فرسان فنرير أن يقتلوا جميع القرويين.
“لديه سابقة في العودة من الموت. ربما يعود هذه المرة أيضًا.”
“ما الأمر، يا سير والتر؟ هل هناك مشكلة في المهمة؟” سألت هيلا.
“جلالتكِ…”
“جلالتك، لا يمكننا تنفيذ حكم الإعدام على القرويين،” أجاب والتر بتعبير معقّد على وجهه.
وفجأة، شعرت هيلا بالقشعريرة عندما أدركت متأخرة أن أيا من القرويين على الساحل لم يكن يغني ترنيمة أو يتمتم باسمٍ منحه لهم الشق. وإذا تبيّن فعلًا أن القرويين لم يُمسّوا بالشق، فإن نيينا والجيش الشمالي كادوا أن يذبحوا أكثر من ألف مواطن بريء. وكان من المؤكد أن هذه المأساة كانت ستقع لولا تدخّل جرارد.
“ماذا؟” شكّت هيلا في سمعها. “ما المشكلة؟”
“…على حد علمي، نعم. هذا ما قاله لي أحد فرسان الهيكل الذين أعرفهم من هايفدن.”
وجاء رد والتر ليزيد من ارتباك هيلا.
سبلات!
“لم يتأثر أي من القرويين بالشق، جلالتك. كان أمر الجنرال نيينا هو إنقاذ من طالتهم عدوى الشق، لكن لم يعد هناك سبب لإنقاذهم. كنتُ أود طلب إعادة النظر من الجنرال نيينا، لكني مضطر لطلب قرارك، بما أن مقعد الجنرال شاغر.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ‘لا بد أن هذه هي كَرمَة جلالته—أن يُجرّ من حوله إلى مصير كدوّامة لا مفر منها.’
“لم يتأثر أحد بالشق؟”
ولم يكن أي من فرسان أمر فنرير قادرًا على اتخاذ قرار حاسم بشأن الإجراءات المستقبلية، إذ لم يكن أحد يتوقع أنهم سيواجهون أزمة بهذا الحجم في الشرق. كان المتمردون الشماليون مجرد فراخ مقارنة بوحوش الشق التي اعتاد أمر فنرير مواجهتها، ولم يتصور أحد أنهم سيفقدون الجنرال في معركة كهذه. وتزايد إحباط الفرسان مع مرور الوقت.
كان القرويون لا يعيشون في الشمال الشرقي فحسب، بل كانوا يعيشون إلى جانب محاربي أربالد أيضًا. ومن الطبيعي أن يكونوا قد تأثروا بالشق، حتى لو كان بأقل درجة. كانت هيلا قد وجدت حتى آثارًا تشير إلى أن القرويين قد طالتهم العدوى من قبل، عندما صادفتهم أثناء المعركة أكثر من مرة.
كانت كلمات هيلا مفعمة بالإصرار. وسرعان ما أدركت سينا خطة هيلا.
وفجأة، شعرت هيلا بالقشعريرة عندما أدركت متأخرة أن أيا من القرويين على الساحل لم يكن يغني ترنيمة أو يتمتم باسمٍ منحه لهم الشق. وإذا تبيّن فعلًا أن القرويين لم يُمسّوا بالشق، فإن نيينا والجيش الشمالي كادوا أن يذبحوا أكثر من ألف مواطن بريء. وكان من المؤكد أن هذه المأساة كانت ستقع لولا تدخّل جرارد.
“لم يتأثر أي من القرويين بالشق، جلالتك. كان أمر الجنرال نيينا هو إنقاذ من طالتهم عدوى الشق، لكن لم يعد هناك سبب لإنقاذهم. كنتُ أود طلب إعادة النظر من الجنرال نيينا، لكني مضطر لطلب قرارك، بما أن مقعد الجنرال شاغر.”
لم تعرف هيلا كيف تتعامل مع هذا الوضع.
“أظهر نفسك، دورموند. أعتقد أن لديك ما تقوله لي،” قال خوان.
“سيتوقف تنفيذ الإعدام، لكني أطلب من أمر فنرير التحقيق مع جميع القرويين. لا تنسوا أن تتحققوا ممن التقوا بهم، وما الذي مرّوا به بعد أن طُردوا من القرية.”
نظرت هيلا إلى والتر باستغراب عندما لاحظت أن يديه نظيفتان تمامًا. ففي الواقع، كان من المفترض أن تكون يداه ملوثتين، إذ كانت هيلا قد أوكلت مهمة تطهير قرويي أربالد إلى فرسان أمر فنرير بعد اختفاء جرارد وخوان. لكن لم يكن على يدي والتر قطرة دم واحدة. أمالت هيلا رأسها بدهشة؛ فقد كانت تتوقع من فرسان فنرير أن يقتلوا جميع القرويين.
***
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عضّت سينا شفتها ولزمت الصمت. ثم سحبت يدها بلطف وابتعدت قليلًا، ما جعل هيلا تشعر بخيبة أمل.
تبددت الضبابية التي كانت تغطي الأرض مع كل خطوة يخطوها خوان. كان الضباب كثيفًا إلى حد أن خوان شعر وكأنه يسبح داخل الماء. وعندما دفع الضباب مبتعدًا عبر إشعاع بعض الحرارة، جفّ الضباب على الفور وكشف ما حوله.
وفي تلك اللحظة، سمعَت كلّ من سينا وهيلا طرقًا على باب المكتب. توقفت هيلا عن الحديث؛ كانت قد أخبرت الآخرين أن يطرقوا الباب فقط في حال وجود أمر عاجل. الرجل الذي دخل الغرفة كان والتر، أحد فرسان أمر فنرير.
كانت الجدران المحيطة به هي جدران برج السحر، رغم أنها لم تكن واضحة بالكامل أمامه. لم يكن الهاوية واسعة بما يكفي لاستيعاب البرج، خاصة عند أخذ جميع الأشياء المخزنة في الهاوية إلى جانب البرج بعين الاعتبار—فالسحرة الذين في البرج لم يرغبوا في التخلص من أي من موادهم البحثية الثمينة. أما كبير السحرة على وجه الخصوص، فقد توسّل إلى خوان ألا يدمر برج السحر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com التزمت هيلا الصمت عند إدراكها مدى أهمية الأومبرا بالنسبة لخوان.
في تلك اللحظة، شعر خوان بحضور خافت—كان ذلك حضور كبير السحرة. بدأ خوان يسير ببطء نحو الاتجاه الذي شعر بالحضور قادمًا منه. وكلما تقدم، ازداد الضباب كثافة. حاول خوان إزاحة الضباب باستخدام الحرارة، لكن الكمية الهائلة من الضباب كانت تحجب رؤيته باستمرار.
“جلالتكِ…”
عندها، زاد خوان من كمية الحرارة التي كان يطلقها.
سبلات! كراك! سكولتش! شنك!
“أرجوك، توقف عن إشعاع الحرارة، جلالتك!” قال أحدهم من داخل الضباب بنبرة مستعجلة. توقّف خوان عن زيادة الحرارة، لكنه لم يُنقص من كميتها أيضًا.
“ماذا؟” شكّت هيلا في سمعها. “ما المشكلة؟”
“أظهر نفسك، دورموند. أعتقد أن لديك ما تقوله لي،” قال خوان.
كان جو الحصن بيلديف غريبًا إلى حد ما. فالوضع الرسمي لخوان يجب أن يكون إما سجينًا أو قائدًا لوحدة العقاب. ومع ذلك، لم يعتبره أحد هنا سجينًا—خصوصًا وحدة العقاب. فقد ظل أفراد وحدة العقاب متجمّدين بلا حراك وبتعابير متصلّبة عندما سمعوا ما حدث لخوان.
ظهر ساحر ذو شعر أبيض بحذر من بين الضباب، وكان يحمل بين ذراعيه شيئًا ملفوفًا بقطعة قماش كبيرة. انحنى الساحر أمام خوان.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان البحث لا يزال جاريًا عن نيينا وخوان عند الساحل. لم تكن هناك أي فرصة لأن تجد هيلا خوان أو نيينا قرب البحر؛ فقد رآهم الجميع يُسحبون إلى الشق أمام أعينهم. لكن هيلا كانت تبحث عنهم بيأس؛ لم تكن قادرة على السيطرة على الجيش الشمالي.
“أنا أستطيع تحمّل الحرارة، لكن هذا الطفل لا يستطيع. أرجوك ارحمه، جلالتك.”
ولم تكن الأجواء مختلفة كثيرًا بالنسبة لبقية جنود الفرقة الرابعة، لا سيما مع انتشار شائعة تقول إن خوان هو الإمبراطور العائد. انتشرت شائعات مشؤومة في كل مكان.
“طفل.”
ضحك خوان بسخرية من نفسه؛ كان يشعر بوضوح أن مانا تالتير، وضباب غرونبالد، وجوهر نيغرارتو، ولعنة الأفعى الشريرة، كلها تغادر جسده مع الدماء المتدفقة. اختفت كميات هائلة من المانا من خوان في لحظة واحدة فقط. الموت كان يحدق في عينيه، وكان يشعر بنفسه يُسحب بيد جرارد.
شعر خوان بانقباض في معدته وسحب الحرارة التي كان يطلقها. سرعان ما ملأ الضباب المسافة بينهما من جديد، لكن خوان اتجه نحو مصدر انبعاث الضباب. فظهرت كتلة باهتة من خلال الضباب. وعندما وضع خوان يده عليها، بدأ الضباب يتبدد بسرعة.
“أخبِريني إن احتجتِ أي شيء، وتذكّري أنكِ مرحّب بك دائمًا لتنضمّي إليّ. وأيضًا…”
وكُشف ما وراء الضباب—تمثال لإنسان برأس نسر مصنوع من جميع أنواع المواد وأشكال الطاقة: الجليد، الحجر، النار، الرياح، الخشب، والمعدن. في المنطقة التي يُفترض أن يكون فيها القلب، كانت اللهب المتصاعدة والجليد الهائج يتصادمان ليسحبوا الضباب إلى جسده.
كان القرويون لا يعيشون في الشمال الشرقي فحسب، بل كانوا يعيشون إلى جانب محاربي أربالد أيضًا. ومن الطبيعي أن يكونوا قد تأثروا بالشق، حتى لو كان بأقل درجة. كانت هيلا قد وجدت حتى آثارًا تشير إلى أن القرويين قد طالتهم العدوى من قبل، عندما صادفتهم أثناء المعركة أكثر من مرة.
فتح خوان فمه بصوت منخفض بعد أن تأمل جسد الإله لبرهة.
لم يهاجم جرارد خوان في هايفدن، بل أنقذه أيضًا من تأثير تاج اللهب في دورغال. وجرارد الذي ظهر لينقذ قرويي أربالد كان بالضبط كما يتذكره خوان من الماضي. وقد جعل هذا الأمر خوان يشعر بعاطفة شديدة.
“ما الذي كنتم تفعلونه ببقايا مانانن ماكلير؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “لم يتأثر أحد بالشق؟”
لم تكن تدرك أن الأومبرا يمكن أن ينفصل عن خوان، لكنها كانت متأكدة من شيء واحد—خوان لم يكن ليتخلى عن الأومبرا أبدًا لو كان لا يزال حيًا. فالأومبرا كان آخر ما تركه له ابنه راس.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات