يوم عاصف
في يومٍ عاصف، مرة وراء أخرى، لوح الملك بسيفه تحت المطر الغزير. ابتل جسده بالماء بشدة، فاختلط عرقه بماء المطر.. ومن بعيد، وقف أخوه، يتذكر ماسمعه من ذالك الطائر واحداث تلك الحقبة البائسة.”
لقد نطق بكلمات ليست له تمامًا ولكن بنبرة غريبة: “بهذا، دمنا، هو دم الملك لوك”.
في يومٍ عاصف، مرة وراء أخرى، لوح الملك بسيفه تحت المطر الغزير. ابتل جسده بالماء بشدة، فاختلط عرقه بماء المطر.. ومن بعيد، وقف أخوه، يتذكر ماسمعه من ذالك الطائر واحداث تلك الحقبة البائسة.”
اهتز قصر الملك الفخم بينما لحسّت النيران سطحه الذهبي والفضي. وصل رعايا المملكة الذين طال قمعهم إلى زنزانة الملك، حيث حاول الاختباء بينما وقف حراسه عاجزين في وجه الغوغاء. جرّوه، الملك السابق، المحروم الآن من تاجه وعرشه، عبر أرضية الرخام المصقولة بعناية، ووضعوا سلاسل صدئة حول يديه وكاحليه. نفس السلاسل التي استخدمها الملك لسجن خصومه. جرّدوه من رداءه الطويل الفاخر، مستخدمين مجرد خرق بالية لتغطية جسده المشوّه. همس الملك العجوز، لكن سرعان ما أغلق الحشد الغاضب فمه.
انتقم المعذبون، لكن حتى من كانوا شركاء الملك انضموا إليهم. وقف المجرمون الذين قتلوا العشرات إلى جانب من كانوا يخشون حتى التحدث بسوء عن البلاط، وهتفوا جميعًا. سار اللصوص بفخر في وضح النهار، ففي ذلك اليوم، كان اللص الوحيد هو الملك، الذي سرق المملكة من شعبها، وكل ما فعلوه كان لخدمة العدالة. مات الأبرياء، وأصبح من تلطخت أيديهم بالدماء أبطالًا يُشاد بهم، لكن الحشد لم يكترث. كانوا نسورًا تتغذى على جثة عملاق، كان ضعيفًا وآثمًا، والآن أصبح وكرًا لأشياء أكثر قذارة منهم بكثير.
وبلغت الحفلة ذروتها عندما اقتيد الملك عبر الشوارع الطويلة إلى تلة صغيرة حيث تقف شجرة عتيقة. كانوا لوح الإعدام لقطع رأسه، لكن أحدهم اقترح أن الملك لا يستحق إعدامًا رسميًا، بل يجب أن يموت مجهولًا ومنسيًا. لذا اقتادوه إلى هنا، إلى مكان مهجور حيث كانت الشجرة كبيرة وطويلة بما يكفي لشنقه خصوصا أنها الشجرة التي رعاها الملك شخصيا . الملك، الذي زحف على ركبتيه المكسورتين طوال الطريق إلى هناك، لم يعد يشبه الملك بعد الآن. مغطى بالتراب والخرق، كان أقرب إلى المتسولين منه إلى أي شيء ملكي. ولكن حتى عندما بصق الناس عليه ولعنوه، لم يجرؤ أحد على النظر في عينيه. حتى مع كسر فكه، تمتم بكلمات غير مفهومة لم يرغب أحد في سماعها. لذلك صاح الحشد وصرخ بأعلى صوتهم، محاولين إخفاء الشعور المقلق الذي يحرك قلوبهم وعقولهم.
استمر الشغب، حيث اندفع المزارعون والعمال المُستغَلّون من طرفه سابقا، وحتى المواطنون الذين كانوا موالين وشرعيين سابقًا، إلى القصر للاستيلاء على نصيبهم من الكنز والثروة. ذُبح أتباع الملك وخدمه جميعًا بالسكاكين والسيوف، أو حتى بالعصي والحجارة الثقيلة بعضهم تم تمزيقهم بالأيدي فقط. حتى كبير الخدم الملكي لم يسلم. أُلقي القبض عليه وهو يبكي بينما أسند الناس رأسه على جدار القصر المُزخرف بجمال. كان قناعه الأسود ممزقًا على الأرض، وسرعان ما لطّخت دماؤه السجاد الملكي بينما اشتعلت النيران بصمت، مُدمّرةً القصر ببطء.
لكن حكماء المدينة لم ينضموا إلى هذا الموكب الجنوني. فعلى عكس الحشد غير المتعلم، كانوا يعرفون جيدًا ما تعنيه الأشياء في زنزانة الملك. لم تكن مجرد فساد وانغماس في الملذات، بل شيئًا أكثر قتامة، همسات ودعاءً لأشياء لا ينبغي تذكرها. ذكّرتهم الكتب والرموز كثيرًا بأسياد الهاوية القديمة، حتى أن السائل الأحمر الداكن في الكأس الفضية كان يشبه الدم بشكل مزعج. قط، كان يومًا ما حيوان الملك الأليف، تحول الآن إلى مجرد هيكل عظمي، عليه نقوش يتمنون لو لم يروها. وكانوا يعلمون أن الجنود سقطوا أمام الشعب الغاضب ليس لأن أسلحتهم لم تكن حادة أو دروعهم رديئة الصنع، بل لأن أجسادهم ضعيفة لدرجة أنهم لم يتمكنوا حتى من القتال. لم يكن الجنود شبابًا أصحاء كما كانوا عند تجنيدهم، فقد بدوا تائهين ومشوشين بأرواح مكسورة ومحطمة، كما لو أن شيئًا ما قد امتص حياتهم على مر السنين. لذلك فروا، وأخذ العلماء مخطوطاتهم، وأخذ الرسامون لوحاتهم وأدواتهم، تاركين هذه المدينة الملعونة دون النظر إلى الوراء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com (الغرّام الكوني طائر خيالي يشبه الغراب في الحجم والشكل العام، لكن ريشه أسود عميق تتخلله خيوط فضية كأنها نجوم أو مجرات صغيرة. عيناه تلمعان ككوكبين صغيرين، تتغير ألوانهما حسب حالته المزاجية.)
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لكن الهتاف في المدينة لم ينقطع. احتفل الناس بانتصارهم، يلقون القاذورات على الملك، ويلتقطون الحجارة لكسر عظامه الهشة مرة أخرى. حتى أصغر الأطفال نهضوا وركلوا الرجل العجوز، تاركين إياه يزحف في الوحل. بالكاد فهموا معنى كل هذا، لكنهم ضحكوا هم أيضًا مع الحشد. تجمعت الغرمان على الأغصان القريبة، وأصدرت أصواتًا حادة وقاسية تومض عيونها بلون أرجواني بارد ، كما لو كانت تسخر من الرجال في الأسفل.
في اليوم الثالث، استطاع من بقي على قيد الحياة أن يتحرك. لكنهم نهضوا فقط ليضعوا سكينًا على حناجرهم أو ليصرخوا وهم يمزقون وجوههم. تدفقت دماؤهم من منازلهم، فازداد النهر احمرارًا. فرّت جميع الحيوانات من المدينة، باستثناء الغرمان التي كانت في كل مكان تقريبًا. وقفوا يراقبون بصمت المدينة وهي تغرق في دوامة من الجنون. في الوقت نفسه، حفيف تربة قبر الملك. ضحكت الغرمان بنبرة خشنة بينما خرج الملك من قبره، والسلاسل حول يديه وكاحليه والحبل حول عنقه.
(الغرّام الكوني طائر خيالي يشبه الغراب في الحجم والشكل العام، لكن ريشه أسود عميق تتخلله خيوط فضية كأنها نجوم أو مجرات صغيرة. عيناه تلمعان ككوكبين صغيرين، تتغير ألوانهما حسب حالته المزاجية.)
وبلغت الحفلة ذروتها عندما اقتيد الملك عبر الشوارع الطويلة إلى تلة صغيرة حيث تقف شجرة عتيقة. كانوا لوح الإعدام لقطع رأسه، لكن أحدهم اقترح أن الملك لا يستحق إعدامًا رسميًا، بل يجب أن يموت مجهولًا ومنسيًا. لذا اقتادوه إلى هنا، إلى مكان مهجور حيث كانت الشجرة كبيرة وطويلة بما يكفي لشنقه خصوصا أنها الشجرة التي رعاها الملك شخصيا . الملك، الذي زحف على ركبتيه المكسورتين طوال الطريق إلى هناك، لم يعد يشبه الملك بعد الآن. مغطى بالتراب والخرق، كان أقرب إلى المتسولين منه إلى أي شيء ملكي. ولكن حتى عندما بصق الناس عليه ولعنوه، لم يجرؤ أحد على النظر في عينيه. حتى مع كسر فكه، تمتم بكلمات غير مفهومة لم يرغب أحد في سماعها. لذلك صاح الحشد وصرخ بأعلى صوتهم، محاولين إخفاء الشعور المقلق الذي يحرك قلوبهم وعقولهم.
استمر الشغب، حيث اندفع المزارعون والعمال المُستغَلّون من طرفه سابقا، وحتى المواطنون الذين كانوا موالين وشرعيين سابقًا، إلى القصر للاستيلاء على نصيبهم من الكنز والثروة. ذُبح أتباع الملك وخدمه جميعًا بالسكاكين والسيوف، أو حتى بالعصي والحجارة الثقيلة بعضهم تم تمزيقهم بالأيدي فقط. حتى كبير الخدم الملكي لم يسلم. أُلقي القبض عليه وهو يبكي بينما أسند الناس رأسه على جدار القصر المُزخرف بجمال. كان قناعه الأسود ممزقًا على الأرض، وسرعان ما لطّخت دماؤه السجاد الملكي بينما اشتعلت النيران بصمت، مُدمّرةً القصر ببطء.
انتقم المعذبون، لكن حتى من كانوا شركاء الملك انضموا إليهم. وقف المجرمون الذين قتلوا العشرات إلى جانب من كانوا يخشون حتى التحدث بسوء عن البلاط، وهتفوا جميعًا. سار اللصوص بفخر في وضح النهار، ففي ذلك اليوم، كان اللص الوحيد هو الملك، الذي سرق المملكة من شعبها، وكل ما فعلوه كان لخدمة العدالة. مات الأبرياء، وأصبح من تلطخت أيديهم بالدماء أبطالًا يُشاد بهم، لكن الحشد لم يكترث. كانوا نسورًا تتغذى على جثة عملاق، كان ضعيفًا وآثمًا، والآن أصبح وكرًا لأشياء أكثر قذارة منهم بكثير.
وبلغت الحفلة ذروتها عندما اقتيد الملك عبر الشوارع الطويلة إلى تلة صغيرة حيث تقف شجرة عتيقة. كانوا لوح الإعدام لقطع رأسه، لكن أحدهم اقترح أن الملك لا يستحق إعدامًا رسميًا، بل يجب أن يموت مجهولًا ومنسيًا. لذا اقتادوه إلى هنا، إلى مكان مهجور حيث كانت الشجرة كبيرة وطويلة بما يكفي لشنقه خصوصا أنها الشجرة التي رعاها الملك شخصيا . الملك، الذي زحف على ركبتيه المكسورتين طوال الطريق إلى هناك، لم يعد يشبه الملك بعد الآن. مغطى بالتراب والخرق، كان أقرب إلى المتسولين منه إلى أي شيء ملكي. ولكن حتى عندما بصق الناس عليه ولعنوه، لم يجرؤ أحد على النظر في عينيه. حتى مع كسر فكه، تمتم بكلمات غير مفهومة لم يرغب أحد في سماعها. لذلك صاح الحشد وصرخ بأعلى صوتهم، محاولين إخفاء الشعور المقلق الذي يحرك قلوبهم وعقولهم.
وبلغت الحفلة ذروتها عندما اقتيد الملك عبر الشوارع الطويلة إلى تلة صغيرة حيث تقف شجرة عتيقة. كانوا لوح الإعدام لقطع رأسه، لكن أحدهم اقترح أن الملك لا يستحق إعدامًا رسميًا، بل يجب أن يموت مجهولًا ومنسيًا. لذا اقتادوه إلى هنا، إلى مكان مهجور حيث كانت الشجرة كبيرة وطويلة بما يكفي لشنقه خصوصا أنها الشجرة التي رعاها الملك شخصيا . الملك، الذي زحف على ركبتيه المكسورتين طوال الطريق إلى هناك، لم يعد يشبه الملك بعد الآن. مغطى بالتراب والخرق، كان أقرب إلى المتسولين منه إلى أي شيء ملكي. ولكن حتى عندما بصق الناس عليه ولعنوه، لم يجرؤ أحد على النظر في عينيه. حتى مع كسر فكه، تمتم بكلمات غير مفهومة لم يرغب أحد في سماعها. لذلك صاح الحشد وصرخ بأعلى صوتهم، محاولين إخفاء الشعور المقلق الذي يحرك قلوبهم وعقولهم.
نُفِّذَ الإعدامُ بسهولةٍ وسرعة، إذ لم يتطلب سوى لفّ سلسلة طويلٍةحول عنق الملك، وطرفه مربوطٌ بغصن شجرةٍ كبير. شُنِقَ الملك، والسلاسلُ الثقيلةُ لا تزالُ على جسده، لأنَّ الناسَ شعروا بعدمِ الأمانِ في فكِّها. لقد ناضلَ كأيِّ مشنوقٍ في تاريخِ البشرية، لكنَّ الكلماتِ التي انسلَّت من شفتيهِ لم تكن كأيِّ شيءٍ تفوَّه به الآخرون. لم يطلبِ المغفرة، ولم يلعنْ رعاياه المتمردين، إذ كان يعلمُ أنَّهم قد لُعِنوا بالفعل. تفوَّهَ بكلماتٍ غيرِ إنسانيةٍ آتيةٍ من أماكنَ مظلمة، ثمَّ ضحكَ وضحكَ حتى آخرِ نفسٍ. ثمَّ ساد الصمتُ، إذ توقَّفَت يداه وقدماه أخيرًا عن الحركة.
————
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يعد هناك هتاف، إذ حاول الجميع مغادرة المكان بأسرع ما يمكن. لم يرغب أحدٌ في النظر إلى الملك الميت للحظة أخرى، فعيناه، الجامدتان والمتسعتان الآن، لا تزالان تحدقان بهم. ضاعت الشجاعة التي اكتسبوها عند الاستيلاء على القصر، وتحول الفخر والنصر الذي شعروا به إلى فراغ وخوف. شُنق الملك، لكن ضحكته كانت لا تزال تتردد على هذا التل الصغير.
زنزانة الملك، حيث كان العرش، مركز كل هذا، أصبحت الآن حفرة شوّهت المملكة بأكملها من الداخل. قلبت كل شيء رأسًا على عقب، جاعلةً إياهم مشوهين وغير بشريين. انحرف المكان، واختل الزمان، وأصبحت المدينة في مكان آخر، ليس تمامًا كما كانوا، ولكنه لا يزال حيث كانوا جميعًا. تحولت المدينة بأكملها وأُعيد بناؤها. انطلقت الغرمان وطافت حول المدينة، تبحث عن من لم يمتوا بعد، تنقرهم بمناقيرها حتى نزفوا بأشكال مشوهة مرعبة.
لم يقصدوا دفنه كما فعلوا في النهاية، لأنهم أرادوا أن يُكشف في البرية لتأتي الحيوانات وتنمو الديدان، ويتحلل جسده، حتى يموت الملك مهانًا. جاءت الغرمان، وحلقت حوله لكنها لم تهبط أبدًا. لقد ضحكوا فقط وضحكوا بأصواتهم القبيحة كما لو كانوا يسخرون من الحشد مرة أخرى. وكانت نظرة الملك الجامدة مستاءة ومقززة لدرجة أن الجميع أرادوا تغطية هذا المخلوق القذر بالتراب، كما لو أن مجرد التراب سيساعدهم على الهروب من نظرته البغيضة. ومع ذلك، لم يجعلوا له قبرًا، ودفنوا الملك بشكل سطحي فقط حيث لم يكن أحد على استعداد للبقاء طويلًا لحفر حفرة عميقة بما يكفي. ثم غادر الحشد. عادوا إلى المدينة، وانغمسوا في كنزهم المكتسب حديثًا، محاولين نسيان ما شهدوه.
انتقم المعذبون، لكن حتى من كانوا شركاء الملك انضموا إليهم. وقف المجرمون الذين قتلوا العشرات إلى جانب من كانوا يخشون حتى التحدث بسوء عن البلاط، وهتفوا جميعًا. سار اللصوص بفخر في وضح النهار، ففي ذلك اليوم، كان اللص الوحيد هو الملك، الذي سرق المملكة من شعبها، وكل ما فعلوه كان لخدمة العدالة. مات الأبرياء، وأصبح من تلطخت أيديهم بالدماء أبطالًا يُشاد بهم، لكن الحشد لم يكترث. كانوا نسورًا تتغذى على جثة عملاق، كان ضعيفًا وآثمًا، والآن أصبح وكرًا لأشياء أكثر قذارة منهم بكثير.
في يومٍ عاصف، مرة وراء أخرى، لوح الملك بسيفه تحت المطر الغزير. ابتل جسده بالماء بشدة، فاختلط عرقه بماء المطر.. ومن بعيد، وقف أخوه، يتذكر ماسمعه من ذالك الطائر واحداث تلك الحقبة البائسة.”
في اليوم الأول، لم يحدث شيءٌ حقيقي، باستثناء أن رجلاً مشرداً أبلغ عن سماعه أصواتاً غريبة قادمة من التل، حيث قتل الملك ودُفن. وقال أيضاً إن الغرمان تجمعت، وعيونها مثبتة على قبر الملك، كما لو كانت تنتظر حدوث أمرٍ ما. لكن هذا الكلام رُفض باعتباره كلاماً مجنوناً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما اخترقت الأشواك جسده الميت، ارتجف الملك. كاد أن يصرخ لولا أن الحبل جعله لا يتنفس، فالألم كان في روحه لا في جسده. كان سيعاني إلى الأبد، لكن هذا ما حدث، وأصبح حينها عرشه الشرعي الوحيد. ساد الصمت للحظة، ثم بدأت أنقاض القصر تهتز، وبدأت المدينة ترتجف. عادت النيران لتشتعل، لكنها كانت أشبه بشبح من الماضي، وبدأ الدم في النهر يغلي. نهض هيكل عظمي لقط وبدأ المواء.
في اليوم الثاني، ساءت حالة العديد من سكان المدينة. سعلوا ونزفوا وارتجفوا وهم ممددون على الأرض كما لو كانوا مقيدين بسلاسل ثقيلة صدئة. تحول النهر الذي يتدفق عبر المدينة إلى اللون الأحمر، وتفوح منه رائحة دم بشري. أما أولئك الذين تمتعوا بقوتهم وثروتهم الجديدة، فقد وجدوا أنفسهم عاجزين بعد يوم واحد فقط، متشبثين بالذهب الذي نهبوه من القصر وماتوا بجانبه.
نُفِّذَ الإعدامُ بسهولةٍ وسرعة، إذ لم يتطلب سوى لفّ سلسلة طويلٍةحول عنق الملك، وطرفه مربوطٌ بغصن شجرةٍ كبير. شُنِقَ الملك، والسلاسلُ الثقيلةُ لا تزالُ على جسده، لأنَّ الناسَ شعروا بعدمِ الأمانِ في فكِّها. لقد ناضلَ كأيِّ مشنوقٍ في تاريخِ البشرية، لكنَّ الكلماتِ التي انسلَّت من شفتيهِ لم تكن كأيِّ شيءٍ تفوَّه به الآخرون. لم يطلبِ المغفرة، ولم يلعنْ رعاياه المتمردين، إذ كان يعلمُ أنَّهم قد لُعِنوا بالفعل. تفوَّهَ بكلماتٍ غيرِ إنسانيةٍ آتيةٍ من أماكنَ مظلمة، ثمَّ ضحكَ وضحكَ حتى آخرِ نفسٍ. ثمَّ ساد الصمتُ، إذ توقَّفَت يداه وقدماه أخيرًا عن الحركة.
في اليوم الثالث، استطاع من بقي على قيد الحياة أن يتحرك. لكنهم نهضوا فقط ليضعوا سكينًا على حناجرهم أو ليصرخوا وهم يمزقون وجوههم. تدفقت دماؤهم من منازلهم، فازداد النهر احمرارًا. فرّت جميع الحيوانات من المدينة، باستثناء الغرمان التي كانت في كل مكان تقريبًا. وقفوا يراقبون بصمت المدينة وهي تغرق في دوامة من الجنون. في الوقت نفسه، حفيف تربة قبر الملك. ضحكت الغرمان بنبرة خشنة بينما خرج الملك من قبره، والسلاسل حول يديه وكاحليه والحبل حول عنقه.
مرّ بالشوارع التي جُرّ إليها قبل أيام قليلة، داسًا على دماء رعاياه السابقين. سار ببطء نحو أنقاض القصر الفخم الذي بناه قبل سنوات. سُرقت الكنوز، ولم يبقَ سوى جثث وأسلحة مكسورة. مرّ الملك قلادة مكسورة، كان يرتديهت كاهنه المفضل، لكنه لم يُعره اهتمامًا. سار نحو الزنزانة حيث وُضع عرشٌ مُغطى بمسامير حادة صدئة. ظنّ من استولوا على القصر أنه مُخصص للتعذيب، فلم يُكلفوا أنفسهم عناء نقله. تاركًا وراءه أثرًا من الدماء، صعد الملك على العرش، ومرر جسده عبر المسامير المعدنية الباردة.
في اليوم الثالث، استطاع من بقي على قيد الحياة أن يتحرك. لكنهم نهضوا فقط ليضعوا سكينًا على حناجرهم أو ليصرخوا وهم يمزقون وجوههم. تدفقت دماؤهم من منازلهم، فازداد النهر احمرارًا. فرّت جميع الحيوانات من المدينة، باستثناء الغرمان التي كانت في كل مكان تقريبًا. وقفوا يراقبون بصمت المدينة وهي تغرق في دوامة من الجنون. في الوقت نفسه، حفيف تربة قبر الملك. ضحكت الغرمان بنبرة خشنة بينما خرج الملك من قبره، والسلاسل حول يديه وكاحليه والحبل حول عنقه.
بينما اخترقت الأشواك جسده الميت، ارتجف الملك. كاد أن يصرخ لولا أن الحبل جعله لا يتنفس، فالألم كان في روحه لا في جسده. كان سيعاني إلى الأبد، لكن هذا ما حدث، وأصبح حينها عرشه الشرعي الوحيد. ساد الصمت للحظة، ثم بدأت أنقاض القصر تهتز، وبدأت المدينة ترتجف. عادت النيران لتشتعل، لكنها كانت أشبه بشبح من الماضي، وبدأ الدم في النهر يغلي. نهض هيكل عظمي لقط وبدأ المواء.
اهتز قصر الملك الفخم بينما لحسّت النيران سطحه الذهبي والفضي. وصل رعايا المملكة الذين طال قمعهم إلى زنزانة الملك، حيث حاول الاختباء بينما وقف حراسه عاجزين في وجه الغوغاء. جرّوه، الملك السابق، المحروم الآن من تاجه وعرشه، عبر أرضية الرخام المصقولة بعناية، ووضعوا سلاسل صدئة حول يديه وكاحليه. نفس السلاسل التي استخدمها الملك لسجن خصومه. جرّدوه من رداءه الطويل الفاخر، مستخدمين مجرد خرق بالية لتغطية جسده المشوّه. همس الملك العجوز، لكن سرعان ما أغلق الحشد الغاضب فمه.
زنزانة الملك، حيث كان العرش، مركز كل هذا، أصبحت الآن حفرة شوّهت المملكة بأكملها من الداخل. قلبت كل شيء رأسًا على عقب، جاعلةً إياهم مشوهين وغير بشريين. انحرف المكان، واختل الزمان، وأصبحت المدينة في مكان آخر، ليس تمامًا كما كانوا، ولكنه لا يزال حيث كانوا جميعًا. تحولت المدينة بأكملها وأُعيد بناؤها. انطلقت الغرمان وطافت حول المدينة، تبحث عن من لم يمتوا بعد، تنقرهم بمناقيرها حتى نزفوا بأشكال مشوهة مرعبة.
اهتز قصر الملك الفخم بينما لحسّت النيران سطحه الذهبي والفضي. وصل رعايا المملكة الذين طال قمعهم إلى زنزانة الملك، حيث حاول الاختباء بينما وقف حراسه عاجزين في وجه الغوغاء. جرّوه، الملك السابق، المحروم الآن من تاجه وعرشه، عبر أرضية الرخام المصقولة بعناية، ووضعوا سلاسل صدئة حول يديه وكاحليه. نفس السلاسل التي استخدمها الملك لسجن خصومه. جرّدوه من رداءه الطويل الفاخر، مستخدمين مجرد خرق بالية لتغطية جسده المشوّه. همس الملك العجوز، لكن سرعان ما أغلق الحشد الغاضب فمه.
الملك الغطى بالسلاسل، الجالس الآن في فناء مدينته الجديدة، المبنية على أنقاض القديمة، سيبقى هناك إلى الأبد. صعد الكاهن الميت، وارتدى قلادته المكسورة مرة أخرى، وقدّم للملك كأسًا فضيًا مملوءًا بالدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد نطق بكلمات ليست له تمامًا ولكن بنبرة غريبة: “بهذا، دمنا، هو دم الملك لوك”.
أخذ الملك الكأس، لكن يده كانت مكسورة ومثقوبة بنصل العرش الحاد. ارتجفت يده المندبة بشدة، وكانت أضعف من أن تمسكها. ثم سقطت الكأس على الأرض، وسُفك الدم على بلاطه الجديد من يدري هل أراد ذالك حقا أم أنه امر محتم؟.
————
ضحكت الغرمان، التي كانت تراقب، مرة أخرى بأصواتها القاسية وغادرت. غادرت المدينة بينما نهض الموتى من جديد، ينحنون بأجسادهم المكسورة لتشبه أشكال البشر. ساروا في الشوارع الجديدة الملتوية، واضعين أقنعة لتغطية وجوههم الملطخة بالدماء، وبدأوا يهتفون كما كانوا يفعلون يوم استولوا على القصر وهم أحياء. جابوا المدينة الجديدة وبدأوا كرنفالًا، كما لو كانت المأساة حفلة تنكرية ضخمة منذ البداية. ضحكوا وضحكوا حتى بدأ الملك يبكي ويصرخ، لكن حلقه لم يستطع إصدار صوت واحد، فبكى في صمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يعد هناك هتاف، إذ حاول الجميع مغادرة المكان بأسرع ما يمكن. لم يرغب أحدٌ في النظر إلى الملك الميت للحظة أخرى، فعيناه، الجامدتان والمتسعتان الآن، لا تزالان تحدقان بهم. ضاعت الشجاعة التي اكتسبوها عند الاستيلاء على القصر، وتحول الفخر والنصر الذي شعروا به إلى فراغ وخوف. شُنق الملك، لكن ضحكته كانت لا تزال تتردد على هذا التل الصغير.
وهكذا حكم الملك المدينة إلى الأبد، مع احتفال الموتى الملثمين واستعراضهم حتى تعفنوا هم أيضًا. ولكن حتى أولئك الذين فروا من المدينة عندما شُنق الملك لم يجدوا السلام. لقد كانوا مسكونين في لحظات اليقظة وفي الأحلام، لأن همسات من المدينة الملتوية وجدت مخابئها. لقد حلموا بتنكر الأرواح الفاسدة، عبر الممرات الطويلة للمتاهة وصولاً إلى البلاط الكبير للملك المشنوق. وعندما استيقظوا، كانوا يرتجفون خوفًا. لكنهم لم يتمكنوا من نسيان ما رأوه، كما لو أن مدينة الاضمحلال والنشوة قد ترسخت في أذهانهم. لذلك كتبوا مسرحيات وقصائد عن المدينة الملعونة، وألفوا أغاني ولوحات للملك الملعون. بعضهم ضاع ونُسي، لكن أولئك الذين نجوا من التاريخ الطويل سيجلبون مشاهديهم إلى متناول الملك المشنوق.
مرّ بالشوارع التي جُرّ إليها قبل أيام قليلة، داسًا على دماء رعاياه السابقين. سار ببطء نحو أنقاض القصر الفخم الذي بناه قبل سنوات. سُرقت الكنوز، ولم يبقَ سوى جثث وأسلحة مكسورة. مرّ الملك قلادة مكسورة، كان يرتديهت كاهنه المفضل، لكنه لم يُعره اهتمامًا. سار نحو الزنزانة حيث وُضع عرشٌ مُغطى بمسامير حادة صدئة. ظنّ من استولوا على القصر أنه مُخصص للتعذيب، فلم يُكلفوا أنفسهم عناء نقله. تاركًا وراءه أثرًا من الدماء، صعد الملك على العرش، ومرر جسده عبر المسامير المعدنية الباردة.
وخارج الأزقة الملتوية للمملكة، خلف العرش المدبب للملك لوك، تضحك كل الغرمان وتطير بعيدًا، بينما أخرج أحدهم تنهيدة طويلة ضاحكا “إذًا، هكذا هم الملوك.. ياله من عالمٍ ساحر .”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
————
كتابة: لوك
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كتابة: لوك
مرّ بالشوارع التي جُرّ إليها قبل أيام قليلة، داسًا على دماء رعاياه السابقين. سار ببطء نحو أنقاض القصر الفخم الذي بناه قبل سنوات. سُرقت الكنوز، ولم يبقَ سوى جثث وأسلحة مكسورة. مرّ الملك قلادة مكسورة، كان يرتديهت كاهنه المفضل، لكنه لم يُعره اهتمامًا. سار نحو الزنزانة حيث وُضع عرشٌ مُغطى بمسامير حادة صدئة. ظنّ من استولوا على القصر أنه مُخصص للتعذيب، فلم يُكلفوا أنفسهم عناء نقله. تاركًا وراءه أثرًا من الدماء، صعد الملك على العرش، ومرر جسده عبر المسامير المعدنية الباردة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات