812.docx
812. الصعود
812. الصعود
1. بدا الشق كبيرًا، يكاد يتسع لمنطقة بأكملها. وكان مستقيمًا أيضًا، وهو مشهد غير مألوف لمثل هذه الظاهرة.
2. لدى الممارسين الأبطال القدرة على تحطيم الهواء ونسيج السماء، لكنهم سرعان ما تحوّلوا إلى شكلهم الأصلي، ولم يظهروا سوى ظلام دامس على الجانب الآخر. ومع ذلك، بدا هناك ضوء أبيض كثيف داخل الشق، الذي توسع ليُشكّل ما يشبه بابًا بيضاويًا واسعًا.
3. لم يُسلِّط الضوء على الأراضي الواقعة تحت الشق، وبقي خارج حدود الأراضي . بدا وكأنه عاجز عن عبور حدود ذلك العالم المفتوحة الآن.
4. لفت الحدث انتباه جميع الممارسين مرة أخرى، لكنه لم يكن عنيفًا كالمحنة السماوية. انفتحت السماء كما لو بدت حدثًا طبيعيًا، دون أن تُطلق موجات صدمية أو تُسبب كوارث على الأراضي الواقعة تحتها.
5. قال الشيطان الطائر في رسالة ذهنية موجهة إلى نوح: “ربما تجاوز يد الملك اليمنى محنة الأرض وهو مستعد للصعود!”. أدرك الشيطان هذا الحدث وشرحه فور وقوعه.
6. “هكذا يبدو الصعود”. فكّر نوح وهو يتوقف عن التدريب ويطير في الهواء ليشاهد الحدث من موقع أفضل.
7. بحلول ذلك الوقت، كانت الخلية قد نقلت مواردها ومبانيها القيّمة بالكامل، فقرر نوح استئناف تدريبه في المساكن تحت قبته. لم يستطع عزل نفسه في بُعد منفصل في تلك الفترة، و من المستبعد أن تعود جون إلى القصر قريبًا.
8. على أية حال، من المقرر أن يبلغه سبعة وثلاثون بعودتها، لكنه بحاجة إلى البقاء على السطح في حالة حدوث شيء غريب مرة أخرى.
9. “أتذكر أن المعلم شتم عندما رأى ذلك الضوء لأول مرة.” قالت الشيطانة الحالمة وهي تظهر خلف نوح. الشيطان الطائر معها، لكنه ظل صامتًا وهو يحدق في الشق الكبير البعيد بنظرة ذكريات.
10. “إنه شعورٌ جيد.” حكم نوح وهو يُحلِّل الضوء الأبيض داخل الشق. حتى لو كانوا في أبعد نقطة عن مركز القارة، بدا أنهم قادرون على استشعار الهالة التي يحملها ذلك التوهج تمامًا.
11. شعر نوح وكأن النور سيقوده إلى مكان مريح ومثالي، بعيدًا عن صراعات الأراضي. بدا شعورًا غريبًا، يكاد يكون مُدمنًا عليه، لكنه لا يزال بعيدًا جدًا عن مستواه.
12. “إنها كذبة، أليس كذلك؟” قال نوح.
13. لم يكن يثق بالسماء والأرض. يعلم أنهما كائنان واعيان يعملان لمصلحتهما، حتى وإن لم يستطع فهمهما.
14. أدى الضوء الأبيض إلى ولادة أحاسيس غير حقيقية، وإحساس بالكمال لا يمكن أن يوجد في مثل هذا العالم المتنوع، مما يعني أنه لابد أن يكون له غرض خفي، معروف فقط في السماء والأرض والكائنات السماوية.
15. ضحك الشيطانان عندما سمعا تعليقه، ولم يستطع الشيطان الطائر إلا أن يشرح سبب ردة فعلهما. “قال المعلم إنها عملية احتيال. لا عجب أنك تمكنت من الاستيلاء على ميراثه. لديك نفس العقلية.”
16. ” في ماذا كنتما تفكران في ذلك الوقت؟” سأل نوح.
17. “السعادة، القوة، الحماس، وأكثر من ذلك بكثير ” أجابت الشيطانة الحالمة. “هذه هي المشاعر المعتادة التي تشعر بها عند أول اتصال لك بالنور السماوي للأراضي الخالدة.”
18. اتسعت عينا نوح عند سماع كلماتها. لقد ربط بين العالم الأبيض المصوّر في منحوتة المهندس السماوي وذلك النور، لكنه لم يكن متأكدًا إن كانت فكرته صائبة. ومع ذلك، أكدت الشيطانة الحالمة تخمينه. هذا النور قادم من المستوى الأعلى المرتبط بالأراضي المختلفة!
19. “كيف يعمل؟” سأل نوح. لم يستطع كبح فضوله. “هل تعبر الشقّ فقط، وتبقى بداخله؟ ماذا عن الفراغ بين الأراضي ؟”
20. لكن فضوله لم يُقابل إلا برؤوس الشياطين المرتعشة. حتى هذه الكائنات القديمة والقوية لم تكن تعرف تفاصيل الصعود.
21. “وفقًا لما أخبرنا به المعلم،” بدأ الشيطان الطائر حديثه ” تفتح السماء والأرض البوابة عندما يصل الكائن إلى الملك بكل مراكز قوته. إذا رفضت الصعود، سينغلق الشق، وسيتعين عليك فتحه بنفسك في المرة القادمة.”
22. “هل من الصعب أن تفتحه بنفسك؟” تابع نوح أسئلته.
23. “فعلها المعلم بسهولة. قال إن السماء والأرض نفسيهما لم تعدا ترغبان به في وجوده في المستوى الأدنى.” أجابت الشيطانة الحالمة.
24. من الواضح أن الشيطان السماوي لم يشرح الكثير لتلاميذه، لكنه ترك فقط انطباعات قليلة بينما استمر في التقدم.
25. بدا نوح يُفضّل دليلاً وشرحاً شاملاً، مع اعتبارات شخصية ووصفٍ للطبيعة الحقيقية للسماء والأرض، لكن شخصية الشيطان السماوي كانت غريبةً بعض الشيء. ففي رأيه، على الشياطين أن يجدوا طريقهم ويكتشفوا ما يريدون. وتسليمهم كل شيء سيُنتج ممارسين ضعفاء الإرادة.
26. ظل الثلاثة يطفون في الهواء وهم ينظرون إلى الظاهرة الغامضة في الأفق.
27. لم تكن لديهم أي أوامر. بدا على القوى العظمى مراقبة سلوكهم وتحديد خطوتهم التالية. لذا، اكتفى نوح والشياطين بالمشاهدة واختبروا الهالة القادمة مما يُعتبر خط النهاية لرحلة التدريب.
28. بالإضافة إلى ذلك، كانوا بعيدين جدًا عن القارة. لن يتمكنوا من رؤية صعود يد الملك اليمنى حتى لو أرادوا.
29. انتشرت هالة غريبة فجأةً من أراضي إمبراطورية شاندال القديمة، ووصلت حتى إلى القارة الجديدة. لم يبدُ أن لها غرضًا. بدت تلك الهالة مجرد نتيجة طبيعية لوعي تجاوز حدود الرتب البطولية.
30. “إنهما يصعدان.” صدر صوت مطارد الشيطان فجأةً في أذهانهما. “كلاهما يصعدان.”
31. بدا صوته هادئًا، لكن الشياطين عرفوه جيدًا وشعروا بالحماس الكامن في نبرته. ومع ذلك، لم يقولوا شيئًا، وانتظروا بصبر آخر المستجدات.
32. مرت الدقائق كأنها سنوات. رسالة مطارد الشيطان التالية ستُعلن ما إذا الخلية ستنضم إلى الأمة الأخرى في هجوم على أقوى قوة في العالم.
33. ثم انغلق الشق فجأة، وعادت السماء إلى حالتها الطبيعية. حتى الهالة الغريبة التي بدت عليها اختفت بمجرد اختفاء الشق.
34. ساد الصمت، لكن سرعان ما كسره مطاردة الشيطان بإعلانٍ جعل نوح والشياطين يُظهرون ابتساماتٍ باردة. ” لقد عبر الملكان الصدع وغادرا الأراضي . الإمبراطورية في أضعف حالاتها حاليًا. احشدوا قواتكم، لدينا أمةٌ لننهبها!”
35. لم يتردد نوح والشياطين في تنفيذ أوامره، وانطلقوا نحو القباب لإعطاء الإعلان الذي طال انتظاره.
36. لقد حان الوقت لخلع الإمبراطورية من مكانتها باعتبارها القوة الأعلى في أراضيها .
37.
812. الصعود
812. الصعود
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
