الاسم والعقد
الفصل 118 – الاسم والعقد
أجابه الشيطان وهو يحدق فيه: “الحكام عُبِدَت بأسماء مختلفة، ولكل اسم خصائصه وسلطاته. وكل حاكم أراد أن يحظى بالسلطة المطلقة. كان ذلك عصر حربٍ… تتصارع فيه الذئاب.”
جاءت الساحرة غريلا بخبرٍ سار للملك.
فبعد كل هذا الوقت، أكملت التحضيرات اللازمة لبقية طقوس الاستدعاء، ولم يبقَ سوى مساعدة الملك كي تتمكن من استدعاء قراصنة والوي الذين قضَوا بسبب الطاعون الأسود وإعادتهم إلى سفينة جيني على هيئة أرواح.
رجَت من الملك أن يأذن لهم بمغادرة نهر الموتى في الجحيم.
وما يثير الانتباه، هو أن نشأة المحكمة المقدسة وتطورها ظلّت دومًا مغلفة بالغموض. لأكثر من ألف عام، اجتهدت المحكمة في خلط الأساطير بالواقع، وفي ترسيخ عقيدة أن الرب العليم القدير هو من فتح هذا العالم، وأن إرادته تسري في كل مراحل تطور الحضارة.
رفع الملك نظره إلى الشيطان.
فابتسم الأخير قائلًا:
“يا صاحب الجلالة، إن الجحيم هو المقر الأخير لكل الآثام التي يتداولها الناس، وهو نهاية الموت.
لكن، قبل أن يُفتتح العرش الألفي، كان نهر الأرواح راكدًا، تتراكم فيه الأرواح فوق بعضها، غير قادرة على دخول نبع الهاوية الأخير…
أما الآن، فالأمر بات مختلفًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت نوايا الملك واضحة، بل فاضحة. لقد أراد استغلال تداعيات الطاعون على اقتصاد الجنوب الشرقي، لتثبيت سلطة التاج على التجارة. لم يعد هناك مجال لظهور ملك غير متوّج للبحر كتحالف الموانئ الخمسة مرة أخرى.
كان الملك يدرك تمامًا ما قصده بـ”مختلف”.
فالنهر اليوم بدأ يتدفق من جديد، وظهرت أرواح جديدة تتجلى فيه…
رغم أن عددها لا يزال ضئيلًا جدًا، ولا يوازي المعدلات المرعبة للموت في هذا العصر، ما يُثبت أن الجحيم لم يزل في بدايات انتعاشه، وأن أمامه طريقًا طويلًا ليبلغ ذروته كما كان يومًا.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا. ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية. فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
ذكرت غريلا في رسالتها أمرًا آخر:
الساحرات في مملكة بلاسي، أبدين رغبتهن بالاحتماء تحت جناح الملك.
وخاصة أن البيع الإجباري الذي فرضه الملك قبيل نزول الرب – تحت عنوان “قانون تعويض السلع المؤقتة” – أجبرهم على بيع مخزونهم بأسعار منخفضة لصالح الدولة.
“الساحرات…” تمتم الملك متأملًا.
في رسالتها، شرحت غريلا بعض الحقائق المجهولة عن تاريخهن.
وقد أجادوا ذلك تمامًا.
فالأصل أن مساكن الساحرات كانت في جليد الشمال القطبي.
وعلى خريطة العالم القديمة، لطّخ رسّامو الخرائط المساحات البيضاء في القطب الشمالي بصور الأفاعي والثعابين، وفي عقيدة الساحرات، تُعد “الأفعى” رمزًا محوريًا…
ترمز للأنوثة، وللخطيئة، وللظلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أجل… كانت مصممة في الأصل لتقاتل الحكام.” أجاب الشيطان، ثم اقترح: “بإمكانكم إرسال قراصنتكم بها إلى الجحيم، حيث ستُستعاد قواها تدريجيًا. أمممم… وسيكون من الرائع استخدامها لمفاجأة اللوردات في الحفل القادم.”
بعد انقضاء العصر الأسطوري، ضعفت قوى الساحرات، ولم يعد بإمكانهن تحمل قسوة البرد كما في السابق، فغادرن مواطنهن الأصلية.
وفي تاريخ الساحرات، يُطلق على القرن الأول الميلادي اسم “قرن الترحال”.
رفع الملك يده إلى جبينه، شعر أنه اقترب من لمسةٍ خفية لحقيقة كبرى.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا.
ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية.
فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
يا لها من صفعة مزدوجة.
وقد تواصلت مجموعة منهن مع غريلا، وأبدين عبرها رغبتهن في الانضمام إلى حماية الملك.
وقد أجادوا ذلك تمامًا.
وإن وُجد في هذا العالم مكان واحد يصلح أن يكون ملجأً لهؤلاء الملاحقات، فلن يكون سوى ليغراند.
فخلال فترة الحظر، بفضل سجل سفن الموانئ الجنوبية، أصبحت لدى الملك معلومات غير مسبوقة عن تجارة الجنوب الشرقي.
أنهى الملك قراءة الرسالة، فأدرك ما تطلبه الساحرات دون أن يُظهر شيئًا على وجهه.
فابتسمت الساحرة وقالت: “انطلقي يا جيني.”
“الآن…” قال، “فلننتقل إلى المفاجأة التي وعدتني بها.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحكت قائلة: “يبدو أنكم لا تثقون بي ولا بجيني… ستغضب السفينة منكم.”
ابتسم الشيطان وقال:
“إن السفن الشبحية التي يبحر بها سادة القراصنة من رجالكم، ما هي إلا نتاج خيمياء محرّمة أدهشت السماء ذاتها.
أتدري، جلالتك، لِمَ خُلِقت تلك السفن أصلًا؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “الساحرات…” تمتم الملك متأملًا. في رسالتها، شرحت غريلا بعض الحقائق المجهولة عن تاريخهن.
“سفن حربية؟” أجاب الملك، وقد لمعت عيناه بفراسة.
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
“أجل… كانت مصممة في الأصل لتقاتل الحكام.”
أجاب الشيطان، ثم اقترح:
“بإمكانكم إرسال قراصنتكم بها إلى الجحيم، حيث ستُستعاد قواها تدريجيًا.
أمممم… وسيكون من الرائع استخدامها لمفاجأة اللوردات في الحفل القادم.”
ذكرت غريلا في رسالتها أمرًا آخر: الساحرات في مملكة بلاسي، أبدين رغبتهن بالاحتماء تحت جناح الملك.
تأمل الملك لفترة ثم أومأ موافقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كأنها تؤدي مباشرة إلى الجحيم.
جنوب شرق ليغراند، ميناء كوث سويا.
“سفن حربية؟” أجاب الملك، وقد لمعت عيناه بفراسة.
مع تراجع الطاعون الأسود في الضفة المقابلة من مضيق الهاوية، إثر حادثة “نزول الحاكم”، رُفعت القيود عن السواحل الجنوبية الشرقية.
وسرعان ما انطلقت غرف التجارة التي لحقت بها خسائر فادحة، مستعجلة في تعويض نصف عامٍ من الشلل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحكت قائلة: “يبدو أنكم لا تثقون بي ولا بجيني… ستغضب السفينة منكم.”
في مقر غرفة التجارة الحرة، كانت السيدة العنكبوت السامة، الممثلة الملكية ورئيسة غرفة التجارة الملكية، إلى جانب سيد عائلة داوسون، منهمكين بلا راحة منذ رفع الحظر.
فقد سبقتهم أوامر الملك التي وصلت قبلها: “بعد رفع الحظر، يجب تعزيز السيطرة الملكية على تجارة الجنوب الشرقي.”
بعد انقضاء العصر الأسطوري، ضعفت قوى الساحرات، ولم يعد بإمكانهن تحمل قسوة البرد كما في السابق، فغادرن مواطنهن الأصلية. وفي تاريخ الساحرات، يُطلق على القرن الأول الميلادي اسم “قرن الترحال”.
كانت نوايا الملك واضحة، بل فاضحة.
لقد أراد استغلال تداعيات الطاعون على اقتصاد الجنوب الشرقي، لتثبيت سلطة التاج على التجارة.
لم يعد هناك مجال لظهور ملك غير متوّج للبحر كتحالف الموانئ الخمسة مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رد الملك بابتسامة باهتة: “حسنًا.”
فخلال فترة الحظر، بفضل سجل سفن الموانئ الجنوبية، أصبحت لدى الملك معلومات غير مسبوقة عن تجارة الجنوب الشرقي.
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
كان الدمار عظيمًا:
غالبية غرف التجارة الصغيرة أفلست، حتى الكبيرة منها تلقت ضربات موجعة.
وحينها، وصلت إلى العنكبوت السامة وداوسون مسودة قانون جديد من الملك، عنوانه “قانون حماية مؤقت لغرف التجارة”.
لكن التسمية خادعة، فالقانون كان بالأحرى ميثاق ضمٍّ إجباري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أجل… كانت مصممة في الأصل لتقاتل الحكام.” أجاب الشيطان، ثم اقترح: “بإمكانكم إرسال قراصنتكم بها إلى الجحيم، حيث ستُستعاد قواها تدريجيًا. أمممم… وسيكون من الرائع استخدامها لمفاجأة اللوردات في الحفل القادم.”
فبموجبه، يمكن للغرف المفلسة أن تحصل على دعم ملكي، شرط الانضمام المباشر للتاج.
أما الكيانات الأكبر، فتحصل على إعفاءات جمركية إذا قدمت تنازلات إضافية.
ثم قال الملك بخفة: “لا بأس… هو مجرد اسم. أتريد أن تستعيده؟”
وفي كلتا الحالتين، النتيجة واحدة: الخضوع للملك.
جنوب شرق ليغراند، ميناء كوث سويا.
ما إن صدر القانون حتى ملأ اللعن والشتائم أجواء غرف التجارة الكبيرة في الجنوب الشرقي.
في مقر غرفة التجارة الحرة، كانت السيدة العنكبوت السامة، الممثلة الملكية ورئيسة غرفة التجارة الملكية، إلى جانب سيد عائلة داوسون، منهمكين بلا راحة منذ رفع الحظر. فقد سبقتهم أوامر الملك التي وصلت قبلها: “بعد رفع الحظر، يجب تعزيز السيطرة الملكية على تجارة الجنوب الشرقي.”
وخاصة أن البيع الإجباري الذي فرضه الملك قبيل نزول الرب – تحت عنوان “قانون تعويض السلع المؤقتة” – أجبرهم على بيع مخزونهم بأسعار منخفضة لصالح الدولة.
كان الملك يدرك تمامًا ما قصده بـ”مختلف”. فالنهر اليوم بدأ يتدفق من جديد، وظهرت أرواح جديدة تتجلى فيه… رغم أن عددها لا يزال ضئيلًا جدًا، ولا يوازي المعدلات المرعبة للموت في هذا العصر، ما يُثبت أن الجحيم لم يزل في بدايات انتعاشه، وأن أمامه طريقًا طويلًا ليبلغ ذروته كما كان يومًا.
وها هو اليوم، وقد انقشع الطاعون، يقدّم تلك السلع الرخيصة التي اشتراها منهم، إلى غرف التجارة المفلسة كمساعدات!
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أُقصي الحكام الآخرون، وصار كل تعددٍ “هرطقة”.
يا لها من صفعة مزدوجة.
ذكرت غريلا في رسالتها أمرًا آخر: الساحرات في مملكة بلاسي، أبدين رغبتهن بالاحتماء تحت جناح الملك.
فليس ذلك فحسب، بل كي تستلم الغرف الصغيرة تلك البضائع، عليها أولًا توقيع سلسلة من الاتفاقيات تُخضعها تمامًا لسلطة الملك.
ثم، تبدل الشيطان.
النتيجة؟
الكبار يعضّون على أنيابهم من الغيظ، بينما الصغار يتنفسون الصعداء.
وها هو اليوم، وقد انقشع الطاعون، يقدّم تلك السلع الرخيصة التي اشتراها منهم، إلى غرف التجارة المفلسة كمساعدات!
وقفت الساحرة غريلا على سارية السفينة، تتأمل السفن التجارية تخرج من الميناء واحدة تلو الأخرى.
وخاصة أن البيع الإجباري الذي فرضه الملك قبيل نزول الرب – تحت عنوان “قانون تعويض السلع المؤقتة” – أجبرهم على بيع مخزونهم بأسعار منخفضة لصالح الدولة.
لم يغادر قراصنة والوي المنطقة بعد رفع الحظر، فهم الآن جزءٌ من البحرية الملكية، بأمر من الملك.
وقد كُلّفوا بمهمتين:
• مطاردة القراصنة الذين يحاولون استغلال هذا الفراغ.
• مراقبة أي تهديد محتمل من الضفة الأخرى من مضيق الهاوية.
وفي كلتا الحالتين، النتيجة واحدة: الخضوع للملك.
“هل أنتم مستعدون؟” سأل مساعد القبطان تشارلز بتردد.
لمّا استدارت غريلا نحوه، وقعت عيناها على بعض القراصنة يتظاهرون بالانشغال.
أجابه الشيطان وهو يحدق فيه: “الحكام عُبِدَت بأسماء مختلفة، ولكل اسم خصائصه وسلطاته. وكل حاكم أراد أن يحظى بالسلطة المطلقة. كان ذلك عصر حربٍ… تتصارع فيه الذئاب.”
أحدهم سقط في حفرة على السطح، فيما اكتفى آخرون بسحب الحبال أو مسح الأرضية.
وما يثير الانتباه، هو أن نشأة المحكمة المقدسة وتطورها ظلّت دومًا مغلفة بالغموض. لأكثر من ألف عام، اجتهدت المحكمة في خلط الأساطير بالواقع، وفي ترسيخ عقيدة أن الرب العليم القدير هو من فتح هذا العالم، وأن إرادته تسري في كل مراحل تطور الحضارة.
ضحكت قائلة:
“يبدو أنكم لا تثقون بي ولا بجيني… ستغضب السفينة منكم.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وإن وُجد في هذا العالم مكان واحد يصلح أن يكون ملجأً لهؤلاء الملاحقات، فلن يكون سوى ليغراند.
حلّ الظلام تدريجيًا، ومعه عادت جميع السفن الشبحية التابعة لقراصنة والوي من دورياتها، وانضمت إليها سفينة حاملة الجحيم.
وقفت غريلا بجانب هاوكينز على سطح السفينة، يلوّح لهم تشارلز مودعًا من على مركب شراعي بعيد.
“هل أنتم مستعدون؟” سأل مساعد القبطان تشارلز بتردد. لمّا استدارت غريلا نحوه، وقعت عيناها على بعض القراصنة يتظاهرون بالانشغال.
وغادرت تلك السفن دون ضوضاء، متجهة نحو عرض البحر.
وبعد أن اختفت عن الأنظار، انفجرت عاصفة في الأفق.
تدريجيًا، ترسخت فكرة أن النصر في الحروب يُمنح بإرادة الحاكم.
في خضم العاصفة، فتح هاوكينز ساعته الذهبية ليتحقق من الاتجاه.
وحين بلغوا الإحداثيات المذكورة في رسالة الملك، لاحظت غريلا أن المياه أصبحت حالكة السواد، وفي وسط ذلك الجنون، ظهرت دوامة ضخمة في البحر القريب.
ثم قال الملك بخفة: “لا بأس… هو مجرد اسم. أتريد أن تستعيده؟”
كان الضباب الأسود يخرج منها، والعاصفة تهدر من أعماقها، فتُشعِر الناظر بالقشعريرة من النظرة الأولى.
لم يغادر قراصنة والوي المنطقة بعد رفع الحظر، فهم الآن جزءٌ من البحرية الملكية، بأمر من الملك. وقد كُلّفوا بمهمتين: • مطاردة القراصنة الذين يحاولون استغلال هذا الفراغ. • مراقبة أي تهديد محتمل من الضفة الأخرى من مضيق الهاوية.
كأنها تؤدي مباشرة إلى الجحيم.
رفع الملك نظره إلى الشيطان. فابتسم الأخير قائلًا: “يا صاحب الجلالة، إن الجحيم هو المقر الأخير لكل الآثام التي يتداولها الناس، وهو نهاية الموت. لكن، قبل أن يُفتتح العرش الألفي، كان نهر الأرواح راكدًا، تتراكم فيه الأرواح فوق بعضها، غير قادرة على دخول نبع الهاوية الأخير… أما الآن، فالأمر بات مختلفًا.”
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
“وكيف كان شكل عصر الحكام؟” سأل.
فابتسمت الساحرة وقالت:
“انطلقي يا جيني.”
ذكرت غريلا في رسالتها أمرًا آخر: الساحرات في مملكة بلاسي، أبدين رغبتهن بالاحتماء تحت جناح الملك.
ثم أبحروا… مباشرة نحو دوامةٍ تبتلع كل شيء.
تدريجيًا، ترسخت فكرة أن النصر في الحروب يُمنح بإرادة الحاكم.
وفيما تشير السجلات إلى أن المحكمة المقدسة تأسست في القرن الأول بعد الميلاد، إلا أن قوة الحكام كانت قد بدأت تخفت تدريجيًا منذ حين، تاركة الساحة لأتباع الحاكم الاول.
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا. ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية. فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
أقدم سجل يذكر بوضوح سيطرة المحكمة على مجريات التاريخ، كان في مملكة بلاسي.
عام 217 ميلاديًا، خضعت مملكة الغراب للمحكمة، وبمساعدة حرس الحكام، وحدت مناطق كثيرة في الساحل الشرقي لمضيق الهاوية، وأسست مملكة بلاسي، متخذة المحكمة كدين رسمي.
وقد سُجّل حينها:
“رسم الكهنة الصليب على صدور الأبطال، ومنذ ذلك اليوم، صار الفرسان لا يُقهرون.”
كان الملك يدرك تمامًا ما قصده بـ”مختلف”. فالنهر اليوم بدأ يتدفق من جديد، وظهرت أرواح جديدة تتجلى فيه… رغم أن عددها لا يزال ضئيلًا جدًا، ولا يوازي المعدلات المرعبة للموت في هذا العصر، ما يُثبت أن الجحيم لم يزل في بدايات انتعاشه، وأن أمامه طريقًا طويلًا ليبلغ ذروته كما كان يومًا.
تدريجيًا، ترسخت فكرة أن النصر في الحروب يُمنح بإرادة الحاكم.
جيلًا بعد جيل، دأب فقهاء اللاهوت على تفسير كل حدث كبير وفقًا لرؤية دينية. حتى بات الإيمان بالحاكم متغلغلًا في أدق تفاصيل الحياة، بينما اختفت من الذاكرة العقائد القديمة.
وما يثير الانتباه، هو أن نشأة المحكمة المقدسة وتطورها ظلّت دومًا مغلفة بالغموض.
لأكثر من ألف عام، اجتهدت المحكمة في خلط الأساطير بالواقع، وفي ترسيخ عقيدة أن الرب العليم القدير هو من فتح هذا العالم، وأن إرادته تسري في كل مراحل تطور الحضارة.
كان الدمار عظيمًا: غالبية غرف التجارة الصغيرة أفلست، حتى الكبيرة منها تلقت ضربات موجعة. وحينها، وصلت إلى العنكبوت السامة وداوسون مسودة قانون جديد من الملك، عنوانه “قانون حماية مؤقت لغرف التجارة”. لكن التسمية خادعة، فالقانون كان بالأحرى ميثاق ضمٍّ إجباري.
وقد أجادوا ذلك تمامًا.
ذابت الابتسامة من وجهه، وغمره سكونٌ ثقيل، كأنه سيف دامٍ خرج للتو من غمده.
جيلًا بعد جيل، دأب فقهاء اللاهوت على تفسير كل حدث كبير وفقًا لرؤية دينية.
حتى بات الإيمان بالحاكم متغلغلًا في أدق تفاصيل الحياة، بينما اختفت من الذاكرة العقائد القديمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com النتيجة؟ الكبار يعضّون على أنيابهم من الغيظ، بينما الصغار يتنفسون الصعداء.
أُقصي الحكام الآخرون، وصار كل تعددٍ “هرطقة”.
انحرفت أشعة القمر، وغاصت ملامح الشيطان في الظلال، فلم يبقَ للملك سوى الشعور به واقفًا هناك، صامتًا، غاضبًا.
رفع الملك يده إلى جبينه، شعر أنه اقترب من لمسةٍ خفية لحقيقة كبرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أقدم سجل يذكر بوضوح سيطرة المحكمة على مجريات التاريخ، كان في مملكة بلاسي. عام 217 ميلاديًا، خضعت مملكة الغراب للمحكمة، وبمساعدة حرس الحكام، وحدت مناطق كثيرة في الساحل الشرقي لمضيق الهاوية، وأسست مملكة بلاسي، متخذة المحكمة كدين رسمي. وقد سُجّل حينها: “رسم الكهنة الصليب على صدور الأبطال، ومنذ ذلك اليوم، صار الفرسان لا يُقهرون.”
“وكيف كان شكل عصر الحكام؟” سأل.
أحدهم سقط في حفرة على السطح، فيما اكتفى آخرون بسحب الحبال أو مسح الأرضية.
أجابه الشيطان وهو يحدق فيه:
“الحكام عُبِدَت بأسماء مختلفة، ولكل اسم خصائصه وسلطاته.
وكل حاكم أراد أن يحظى بالسلطة المطلقة.
كان ذلك عصر حربٍ… تتصارع فيه الذئاب.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أجل… كانت مصممة في الأصل لتقاتل الحكام.” أجاب الشيطان، ثم اقترح: “بإمكانكم إرسال قراصنتكم بها إلى الجحيم، حيث ستُستعاد قواها تدريجيًا. أمممم… وسيكون من الرائع استخدامها لمفاجأة اللوردات في الحفل القادم.”
سأل الملك بهدوء، وهو لا يزال يتأمل:
“وما هو اسمك أنت؟”
فخلال فترة الحظر، بفضل سجل سفن الموانئ الجنوبية، أصبحت لدى الملك معلومات غير مسبوقة عن تجارة الجنوب الشرقي.
تردد الشيطان لحظة، ثم ابتسم بخفة وقال:
“اسمي؟
لا يُذكر بين الأسماء… ولا أظنك تود سماعه، مولاي.”
تدريجيًا، بدأن بالاختلاط مع البشر، لكن الهدوء لم يدم طويلًا. ومع توسع نفوذ المحكمة المقدسة، ضاق عليهن العيش، حتى أصبحت أيامهن معدودة تحت حكم الإمبراطورية الإلهية. فبينما قد تتسامح المحكمة مع منجّمين يقرؤون الكواكب تحت أعينها، تبقى هناك حدود لا تُغتفر تفصلها عن الساحرات.
لكن الملك ظل صامتًا، يحدق في خادمه الذي يخفي ابتسامة أبدية، ترافقها فراشة سوداء على كتفه.
رفع الملك يده إلى جبينه، شعر أنه اقترب من لمسةٍ خفية لحقيقة كبرى.
ثم، تبدل الشيطان.
ثم أبحروا… مباشرة نحو دوامةٍ تبتلع كل شيء.
ذابت الابتسامة من وجهه، وغمره سكونٌ ثقيل، كأنه سيف دامٍ خرج للتو من غمده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحكت قائلة: “يبدو أنكم لا تثقون بي ولا بجيني… ستغضب السفينة منكم.”
قال بصوتٍ هادئ، لكنه مثقلٌ بالدم والمرارة:
“لا اسم لي… فقدته منذ زمن بعيد.”
جيلًا بعد جيل، دأب فقهاء اللاهوت على تفسير كل حدث كبير وفقًا لرؤية دينية. حتى بات الإيمان بالحاكم متغلغلًا في أدق تفاصيل الحياة، بينما اختفت من الذاكرة العقائد القديمة.
تفاجأ الملك للحظة.
كان الصوت باردًا، لكن معانيه تنزف.
“لقد وصلنا.” قال هاوكينز وهو يغلق ساعته.
انحرفت أشعة القمر، وغاصت ملامح الشيطان في الظلال، فلم يبقَ للملك سوى الشعور به واقفًا هناك، صامتًا، غاضبًا.
قال بصوتٍ هادئ، لكنه مثقلٌ بالدم والمرارة: “لا اسم لي… فقدته منذ زمن بعيد.”
ساد الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وإن وُجد في هذا العالم مكان واحد يصلح أن يكون ملجأً لهؤلاء الملاحقات، فلن يكون سوى ليغراند.
ثم قال الملك بخفة:
“لا بأس… هو مجرد اسم.
أتريد أن تستعيده؟”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كأنها تؤدي مباشرة إلى الجحيم.
رفع الشيطان نظره، وفهم أنه لا يمزح.
فانفجر ضاحكًا، مزّق ضحكه برودة الغرفة، ثم انحنى وهو يبتسم:
“إذن، أرجو منك أن تساعدني في استرداده… حين يحين ذاك اليوم، يا مولاي.”
فالأصل أن مساكن الساحرات كانت في جليد الشمال القطبي. وعلى خريطة العالم القديمة، لطّخ رسّامو الخرائط المساحات البيضاء في القطب الشمالي بصور الأفاعي والثعابين، وفي عقيدة الساحرات، تُعد “الأفعى” رمزًا محوريًا… ترمز للأنوثة، وللخطيئة، وللظلام.
رد الملك بابتسامة باهتة:
“حسنًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أجل… كانت مصممة في الأصل لتقاتل الحكام.” أجاب الشيطان، ثم اقترح: “بإمكانكم إرسال قراصنتكم بها إلى الجحيم، حيث ستُستعاد قواها تدريجيًا. أمممم… وسيكون من الرائع استخدامها لمفاجأة اللوردات في الحفل القادم.”
رفع الشيطان نظره، وفهم أنه لا يمزح. فانفجر ضاحكًا، مزّق ضحكه برودة الغرفة، ثم انحنى وهو يبتسم: “إذن، أرجو منك أن تساعدني في استرداده… حين يحين ذاك اليوم، يا مولاي.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
