القَسَم
الفصل 110 – القَسَم
“أنتَ لا شيء… سوى جبان.”
ما إن وطئت قدم يالي بوابة قصر الوردة، حتى ارتجف جسده بلا وعي.
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا. إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم. جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك، ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
رأى قصورًا كثيرة في حياته، سواء قبل انشقاقه عن المحكمة المقدسة أو خلال خدمته للبعثات العسكرية.
رأى ملاذ البابا، مزخرفًا بالملائكة والصلبان، متلألئًا كأن النور يسكبه من سقوفه.
زحف هناك بين قساوسةٍ في أرديتهم البيضاء، شعر بنفسه كنملة ترصدها عين فوق زجاج.
بل حتى حين استقبله ملك بليسي العجوز، كان قصرهم فخمًا، مزينًا بالدانتيلا والتطريز، تعجّ أروقته بنبلاء يتمايلون في أناقة باهتة.
رفع الشيخ عينيه يريد أن يتحدث، لكن الملك قاطعه بنظرة واحدة… وأسكت كل شيء.
كانوا جميعًا يرددون: “الحاكم في السماء”، لكن يالي حينها، وسط الزحام، لم يكن يرى إلا قطيع خراف يرعى بين الزهور والنفاق.
“نعم… من الصعب على الإنسان أن يحفظ قَسَمه دائمًا.”
أما قصر ليغراند، فكان شيئًا مختلفًا تمامًا.
أما قصر ليغراند، فكان شيئًا مختلفًا تمامًا.
خطوطه حادة، نحيلة، كأنها سيف رفيع أو خنجر طويل.
هيئته العامة تُشبه فارسًا في درعه الكامل، نبيلًا… لكنه وحيد.
قصر الوردة لا يعرف الصخب، صمته ثقيل، كأن النسيم الذي يمر عبر قبابه وممراته يحمل حزنًا قديمًا لا يزول.
“كما يُتوقع من قلب تنين…” همس الرئيس العجوز بجانب يالي.
وبرودته؟
كأن الجدران لا تؤوي ملوكًا ونبلاء، بل حارس ليلٍ ساهر، منعزل، لا ينام.
كان الملك شابًا، بل دون الشباب. لكن بردًا خفيًا انبعث من حضوره، تجمّدت معه أعينهم، فلم يجرؤوا على النظر إليه كندّ.
هنا، يجتمع المجد والموت على كل جدارية، على كل نُقش وُجد ليُخلّد.
كان الملك جالسًا على كرسي عالي الظهر، بجانب المكتب، يده التي تحمل خاتم الوردة تدلت بهدوء على حافة المسند. وما إن وقعت عينا يالي عليه… حتى ضاق بؤبؤاه.
“كما يُتوقع من قلب تنين…”
همس الرئيس العجوز بجانب يالي.
نظر يالي إلى الملك، ثم إلى أستاذه… ثم انحنى هو الآخر وركع.
كرّر يالي العبارة في سره، وشعر بقشعريرة غريبة تسري في عروقه.
تراجع يالي خطوتين، يتنفس بصعوبة، وكأن الضباب قد انقشع عن رأسه. ثم أدرك قلة لياقته، فانحنى فورًا بعمق أمام الملك معتذرًا.
في هذه اللحظة، توقف رئيس الشؤون الداخلية أمام باب منقوش بزخارف وردية.
استأذن، ثم فتح الباب.
ما إن وطئت قدم يالي بوابة قصر الوردة، حتى ارتجف جسده بلا وعي.
عاد يالي ليواجه ملك ليغراند الشاب.
لكن إلينور… كانت تحب موطنها أكثر من أي شيء. كانت تقرأ الطالع، تفتّش في النجوم عن نهاية لهذا الجحيم. الشيخ نفسه رأى رؤى مليئة بالدم والنار، وشعر أن الحرب مثل نهر جارف… لا أحد يستطيع إيقافه.
كان الملك جالسًا على كرسي عالي الظهر، بجانب المكتب،
يده التي تحمل خاتم الوردة تدلت بهدوء على حافة المسند.
وما إن وقعت عينا يالي عليه… حتى ضاق بؤبؤاه.
“يا طفلتي العزيزة… أثبتّ لي أن القدر يمكن تغييره فعلًا. أنا، الذي هرب طوال حياتي… سأذهب الآن إلى معركتي.”
دوامات من السواد والقرمزي تلاطمت في عيني الملك، كأنها مرآة تتكسر.
أحس يالي برغبة جامحة في الإمساك برأسه… رؤى غريبة لمعت أمامه، صور محطّمة، وكأن ذاكرته تنزف شيئًا كان قد نسيه منذ زمن بعيد.
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف… لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
“ما هذا…؟ ماذا يعني…؟”
دوامات من السواد والقرمزي تلاطمت في عيني الملك، كأنها مرآة تتكسر. أحس يالي برغبة جامحة في الإمساك برأسه… رؤى غريبة لمعت أمامه، صور محطّمة، وكأن ذاكرته تنزف شيئًا كان قد نسيه منذ زمن بعيد.
شعر الملك مباشرة بانقباض يالي، حدّق فيه للحظة ثم قال:
قالت له إلينور ذات يوم:
“تبدو أسوأ حالًا من آخر مرة رأيتك فيها، يا سيدي.”
دوامات من السواد والقرمزي تلاطمت في عيني الملك، كأنها مرآة تتكسر. أحس يالي برغبة جامحة في الإمساك برأسه… رؤى غريبة لمعت أمامه، صور محطّمة، وكأن ذاكرته تنزف شيئًا كان قد نسيه منذ زمن بعيد.
ثم التفت إلى الشيخ الذي بجانبه:
“هل وصلت بليسي والمحكمة المقدسة إلى هذا الحد؟ حتى عالم مثلك لا يجد من يطعمه ويكسوه؟”
لكن إلينور… كانت تحب موطنها أكثر من أي شيء. كانت تقرأ الطالع، تفتّش في النجوم عن نهاية لهذا الجحيم. الشيخ نفسه رأى رؤى مليئة بالدم والنار، وشعر أن الحرب مثل نهر جارف… لا أحد يستطيع إيقافه.
انحنى العجوز بأدب، ثم أخرج من طيات ردائه قلادةً بلورية تتدلّى من سلسلة فضيّة، وحرّكها مرتين أمام يالي.
لم يعلّق الملك. بقي صامتًا، كأن لا شيء في الدنيا يُدهشه بعد الآن.
تراجع يالي خطوتين، يتنفس بصعوبة، وكأن الضباب قد انقشع عن رأسه.
ثم أدرك قلة لياقته، فانحنى فورًا بعمق أمام الملك معتذرًا.
أما قصر ليغراند، فكان شيئًا مختلفًا تمامًا.
“لقد علمتُ مسبقًا سبب زيارتكم.”
قال الملك بهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ليلة التتويج، ودّعها الشيخ.
أجاب الرئيس بانحناءة أعمق وصوت مملوء بالخشوع:
“كان ذلك أسوأ قرار اتخذناه في حياتنا.” قال الرئيس بصوت مختنق، “نحن مدينون لإلينور، لقد خنّا ثقتها…”
“نشكر جلالتكم أن منحتمونا وقتًا رغم مشاغلكم.
نرجو منكم فرصة لنكفّر عن خطايانا.”
“هل هذا قدرنا؟” سأل نفسه مرارًا.
كان الملك شابًا، بل دون الشباب.
لكن بردًا خفيًا انبعث من حضوره، تجمّدت معه أعينهم، فلم يجرؤوا على النظر إليه كندّ.
كان الملك شابًا، بل دون الشباب. لكن بردًا خفيًا انبعث من حضوره، تجمّدت معه أعينهم، فلم يجرؤوا على النظر إليه كندّ.
ليغراند محظوظ بملكٍ كهذا.
رأى قصورًا كثيرة في حياته، سواء قبل انشقاقه عن المحكمة المقدسة أو خلال خدمته للبعثات العسكرية. رأى ملاذ البابا، مزخرفًا بالملائكة والصلبان، متلألئًا كأن النور يسكبه من سقوفه. زحف هناك بين قساوسةٍ في أرديتهم البيضاء، شعر بنفسه كنملة ترصدها عين فوق زجاج. بل حتى حين استقبله ملك بليسي العجوز، كان قصرهم فخمًا، مزينًا بالدانتيلا والتطريز، تعجّ أروقته بنبلاء يتمايلون في أناقة باهتة.
“خطايا؟”
ابتسم الملك ابتسامة باهتة.
“إن كنتَ تقصد دعمكم للحملة العسكرية، فلا أراها خطيئة. هل أعاقب جنودًا قاتلوا؟”
تولّى ويليام الثالث العرش وسط النيران. فقد اغتيل والده، تشارلز الأسد، ودُفعت والدته الملكة إيزابيل للزواج من الدوق بيديل، شقيق تشارلز.
ابتسامته لم تفارق وجهه، وصوته بقي لينًا…
لكن مع ذلك، انحنى الشيخ أكثر، ثم جثا على ركبتيه، واضعًا جبينه على أرض الرخام الباردة.
“ننتظر اليوم الفاصل. حين يتوقّف من يقرأون القدر عن الركوع له… وسنقف في وجهه معًا. أدعوك لتنضمّي إلينا.”
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف…
لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “خطايا؟” ابتسم الملك ابتسامة باهتة. “إن كنتَ تقصد دعمكم للحملة العسكرية، فلا أراها خطيئة. هل أعاقب جنودًا قاتلوا؟”
اختفت الابتسامة عن ملامح الملك، واشتدّ الجليد في عينيه.
قال بنبرة خافتة… لكنها تقطر سُمًّا:
“كما يُتوقع من قلب تنين…” همس الرئيس العجوز بجانب يالي.
“نعم، لقد خنتم والدتي.”
شيخ طاعن في السن من كويا وضع التاج على رأسها.
في لحظة، تجمّد الهواء.
في المقابل، كان ويليام الثالث والدوق باكنغهام مجرد صبيين. وهكذا انفجرت الحرب الأهلية، وزُلزلت الأرض. وانشغل الملك وأتباعه بكبح التمرد، بينما اقتنص أمراء الأطراف الفرصة لنهش الأرض.
نظر يالي إلى الملك، ثم إلى أستاذه… ثم انحنى هو الآخر وركع.
كانت جمالًا مُشتعلًا، كرمحٍ ملتهب، مجنونًا بروعته. منجّمة تقود فقراء وجنودًا هاربين، وتحارب مثل الذئاب.
“كان ذلك أسوأ قرار اتخذناه في حياتنا.”
قال الرئيس بصوت مختنق،
“نحن مدينون لإلينور، لقد خنّا ثقتها…”
أما قصر ليغراند، فكان شيئًا مختلفًا تمامًا.
لم يعلّق الملك. بقي صامتًا، كأن لا شيء في الدنيا يُدهشه بعد الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولما اكتمل الحلف، كتب رسالة لإلينور:
في تلك اللحظة، كانت إلينور، الملكة ذات الشعر الليلي والعينين الزمرديتين، جالسة وحدها على برج الحجر الأسود.
تمرّ بأصابعها على نصل منحنٍ، والرياح تعبث بخصل شعرها الطويل.
كانت تهمس بلحنٍ قديم، أغنية شعبية من أعماق كويا.
ليلة تتويج الدوق جون بصفته “مدافع الملك”، كانت إلينور واقفة في الظلال، تنظر عن بعد نحو شاعر جوّال وسط الحشود.
شيخ طاعن في السن من كويا وضع التاج على رأسها.
الأغنية الشعبية تبقى… تتوارثها الأجيال كهمس النار.
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا. إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم. جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك، ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
ما زال الشيخ يتذكّر تلك الفتاة ذات الشعر الليلي والعينين الخضراوين.
كانت أفضل طالبة لديه.
وقتها، لم يكن رئيسًا لاتحاد “التنبؤ والمصير”،
كان مجرد منجّم، رجل فرّ من قبضة المحكمة المقدسة، وعاش في الجبال متخفيًا.
كويا، من بين ولايات ليغراند الست والثلاثين، كانت الأصغر سنًا،
شعبها يحب السلام، الفن، والعزلة بين الجبال.
لكن السلام لا يعيش طويلًا في زمن تحكمه السيوف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في ليلة التتويج، ودّعها الشيخ.
تولّى ويليام الثالث العرش وسط النيران.
فقد اغتيل والده، تشارلز الأسد، ودُفعت والدته الملكة إيزابيل للزواج من الدوق بيديل، شقيق تشارلز.
كان الملك جالسًا على كرسي عالي الظهر، بجانب المكتب، يده التي تحمل خاتم الوردة تدلت بهدوء على حافة المسند. وما إن وقعت عينا يالي عليه… حتى ضاق بؤبؤاه.
كان بيديل يحمل ثأرًا قديمًا.
فأبوه مات في سبيل عرش لم ينله، والمرارة تسكن قلبه.
وبمجرد أن أصبح زوجًا للملكة، بدأ بمطامع السيطرة.
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا. إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم. جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك، ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
في المقابل، كان ويليام الثالث والدوق باكنغهام مجرد صبيين.
وهكذا انفجرت الحرب الأهلية، وزُلزلت الأرض.
وانشغل الملك وأتباعه بكبح التمرد،
بينما اقتنص أمراء الأطراف الفرصة لنهش الأرض.
تولّى ويليام الثالث العرش وسط النيران. فقد اغتيل والده، تشارلز الأسد، ودُفعت والدته الملكة إيزابيل للزواج من الدوق بيديل، شقيق تشارلز.
كويا، المدينة الحرة، وجدت نفسها فجأة في فوهة الحرب.
بين أمراء طمعوا فيها، وشعبها المسالم لا يعرف كيف يدافع.
“ننتظر اليوم الفاصل. حين يتوقّف من يقرأون القدر عن الركوع له… وسنقف في وجهه معًا. أدعوك لتنضمّي إلينا.”
لكن إلينور… كانت تحب موطنها أكثر من أي شيء.
كانت تقرأ الطالع، تفتّش في النجوم عن نهاية لهذا الجحيم.
الشيخ نفسه رأى رؤى مليئة بالدم والنار،
وشعر أن الحرب مثل نهر جارف… لا أحد يستطيع إيقافه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com الأغنية الشعبية تبقى… تتوارثها الأجيال كهمس النار.
“هل هذا قدرنا؟”
سأل نفسه مرارًا.
لم تكن ملكة مفروضة من عرش، بل اختارها الناس، وأحبوها كأنها إلهتهم الوحيدة.
قالت له إلينور ذات يوم:
ابتسامته لم تفارق وجهه، وصوته بقي لينًا… لكن مع ذلك، انحنى الشيخ أكثر، ثم جثا على ركبتيه، واضعًا جبينه على أرض الرخام الباردة.
“حتى القدر… يمكن تغييره.”
سافر الشيخ إلى أرض المحكمة المقدسة، وعبر مضيق الهاوية، وهناك… بدأ بتجميع المنجّمين الهاربين، وأسس تحالفًا جديدًا باسم “التنبؤ والمصير”.
عندما غزت جيوش الأمراء مرة أخرى،
كانت هي أول من عرف وجهتهم.
ارتدت درعها، ورفعت رمحها، وانطلقت.
لكن الآن…
في البدء كانت وحدها.
لكن يومًا بعد يوم، اجتمع خلفها عشرات، ثم مئات، ثم آلاف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولما اكتمل الحلف، كتب رسالة لإلينور:
في ذلك الزمن، لم تكن في ليغراند امرأة أجمل من إلينور.
وحين كانت تخترق النار بدرعها الأحمر،
كأن الضوء كلّه اختارها وحدها لتكون محور الكون.
نظر يالي إلى الملك، ثم إلى أستاذه… ثم انحنى هو الآخر وركع.
كانت جمالًا مُشتعلًا، كرمحٍ ملتهب، مجنونًا بروعته.
منجّمة تقود فقراء وجنودًا هاربين، وتحارب مثل الذئاب.
ليغراند محظوظ بملكٍ كهذا.
وفي وادٍ محترق، واجهت جيش أحد الأمراء.
وقفت وحدها على التلة، والنيران تحترق من خلفها.
الناس قالوا: هي إلهة الحرب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خطوطه حادة، نحيلة، كأنها سيف رفيع أو خنجر طويل. هيئته العامة تُشبه فارسًا في درعه الكامل، نبيلًا… لكنه وحيد. قصر الوردة لا يعرف الصخب، صمته ثقيل، كأن النسيم الذي يمر عبر قبابه وممراته يحمل حزنًا قديمًا لا يزول.
ارتعب الأمير، وسحب جيشه وانسحب.
ردد الملك بصوت منخفض:
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا.
إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم.
جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك،
ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
أما قصر ليغراند، فكان شيئًا مختلفًا تمامًا.
شيخ طاعن في السن من كويا وضع التاج على رأسها.
“ننتظر اليوم الفاصل. حين يتوقّف من يقرأون القدر عن الركوع له… وسنقف في وجهه معًا. أدعوك لتنضمّي إلينا.”
منذ تلك اللحظة… أصبحت كويا تملك ملكتها.
اسمها: إلينور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “خطايا؟” ابتسم الملك ابتسامة باهتة. “إن كنتَ تقصد دعمكم للحملة العسكرية، فلا أراها خطيئة. هل أعاقب جنودًا قاتلوا؟”
لم تكن ملكة مفروضة من عرش،
بل اختارها الناس، وأحبوها كأنها إلهتهم الوحيدة.
“هل هذا قدرنا؟” سأل نفسه مرارًا.
في ليلة التتويج، ودّعها الشيخ.
الجمهور انفجر بالتهليل، ورفعوا السيوف عاليًا. إلينور ترجّلت، وابتسمت معهم. جاءوا إليها كالسيل، وجمعوا من نار الحرب أغصان شوك، ونسجوا منها تاجًا بدائيًا.
قال لها وهو يمدّ إليها رقعة ورق:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر الملك مباشرة بانقباض يالي، حدّق فيه للحظة ثم قال:
“يا طفلتي العزيزة… أثبتّ لي أن القدر يمكن تغييره فعلًا.
أنا، الذي هرب طوال حياتي… سأذهب الآن إلى معركتي.”
هنا، يجتمع المجد والموت على كل جدارية، على كل نُقش وُجد ليُخلّد.
ثم افترقا على تلة تتصاعد فيها ألسنة الحرب،
وواعدا بعضهما أن يلتقيا مجددًا في الميدان.
اختفت الابتسامة عن ملامح الملك، واشتدّ الجليد في عينيه. قال بنبرة خافتة… لكنها تقطر سُمًّا:
سافر الشيخ إلى أرض المحكمة المقدسة،
وعبر مضيق الهاوية، وهناك… بدأ بتجميع المنجّمين الهاربين،
وأسس تحالفًا جديدًا باسم “التنبؤ والمصير”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “خطايا؟” ابتسم الملك ابتسامة باهتة. “إن كنتَ تقصد دعمكم للحملة العسكرية، فلا أراها خطيئة. هل أعاقب جنودًا قاتلوا؟”
ولما اكتمل الحلف، كتب رسالة لإلينور:
قال الملك، وصوته كالجليد:
“ننتظر اليوم الفاصل.
حين يتوقّف من يقرأون القدر عن الركوع له…
وسنقف في وجهه معًا.
أدعوك لتنضمّي إلينا.”
كان الملك شابًا، بل دون الشباب. لكن بردًا خفيًا انبعث من حضوره، تجمّدت معه أعينهم، فلم يجرؤوا على النظر إليه كندّ.
لكن الآن…
تراجع يالي خطوتين، يتنفس بصعوبة، وكأن الضباب قد انقشع عن رأسه. ثم أدرك قلة لياقته، فانحنى فورًا بعمق أمام الملك معتذرًا.
قال الملك، وصوته كالجليد:
“تبدو أسوأ حالًا من آخر مرة رأيتك فيها، يا سيدي.”
“لكنك نكثت قَسَمك.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر الملك مباشرة بانقباض يالي، حدّق فيه للحظة ثم قال:
انحنى الشيخ، وقال بصوت مرير:
ابتسامته لم تفارق وجهه، وصوته بقي لينًا… لكن مع ذلك، انحنى الشيخ أكثر، ثم جثا على ركبتيه، واضعًا جبينه على أرض الرخام الباردة.
“نعم…
من الصعب على الإنسان أن يحفظ قَسَمه دائمًا.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كويا، المدينة الحرة، وجدت نفسها فجأة في فوهة الحرب. بين أمراء طمعوا فيها، وشعبها المسالم لا يعرف كيف يدافع.
في المحكمة المقدسة، يومًا بعد يوم،
رأى قوة الطغيان تسحق العزائم،
حتى صار الإنسان خادمًا بلا إرادة،
يعيش، فقط ليموت يومًا بلا مقاومة.
ما زال الشيخ يتذكّر تلك الفتاة ذات الشعر الليلي والعينين الخضراوين. كانت أفضل طالبة لديه. وقتها، لم يكن رئيسًا لاتحاد “التنبؤ والمصير”، كان مجرد منجّم، رجل فرّ من قبضة المحكمة المقدسة، وعاش في الجبال متخفيًا. كويا، من بين ولايات ليغراند الست والثلاثين، كانت الأصغر سنًا، شعبها يحب السلام، الفن، والعزلة بين الجبال. لكن السلام لا يعيش طويلًا في زمن تحكمه السيوف.
ردد الملك بصوت منخفض:
رأى قصورًا كثيرة في حياته، سواء قبل انشقاقه عن المحكمة المقدسة أو خلال خدمته للبعثات العسكرية. رأى ملاذ البابا، مزخرفًا بالملائكة والصلبان، متلألئًا كأن النور يسكبه من سقوفه. زحف هناك بين قساوسةٍ في أرديتهم البيضاء، شعر بنفسه كنملة ترصدها عين فوق زجاج. بل حتى حين استقبله ملك بليسي العجوز، كان قصرهم فخمًا، مزينًا بالدانتيلا والتطريز، تعجّ أروقته بنبلاء يتمايلون في أناقة باهتة.
“من الصعب أن يحفظ الإنسان قَسَمه؟”
كانوا جميعًا يرددون: “الحاكم في السماء”، لكن يالي حينها، وسط الزحام، لم يكن يرى إلا قطيع خراف يرعى بين الزهور والنفاق.
كاد أن يضحك.
كرّر يالي العبارة في سره، وشعر بقشعريرة غريبة تسري في عروقه.
ألهذا انهارتم؟
إذن، ما موقع عائلة الوردة، التي ثبتت لألف عام؟
أين نضع الكيميائي الذي تحوّل إلى هيكل عظمي ليكمل عهده؟
ما معنى كل هذا إذًا؟
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف… لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
“أنتَ لا شيء… سوى جبان.”
تولّى ويليام الثالث العرش وسط النيران. فقد اغتيل والده، تشارلز الأسد، ودُفعت والدته الملكة إيزابيل للزواج من الدوق بيديل، شقيق تشارلز.
رفع الشيخ عينيه يريد أن يتحدث، لكن الملك قاطعه بنظرة واحدة… وأسكت كل شيء.
“أنتَ لا شيء… سوى جبان.”
“صحيح، حين تتصارع الأمم، لا يُلام الجنود ولا السيوف… لكن خيانتنا لم تكن في القتال… بل في خذلاننا لإلينور.”
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات