البداية دائمًا مع ضيف
《١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ميمي تبدو معجبة جدًا بغارفيل… لدرجة أنني أشعر بشيء من الغيرة.»
ما إن اخترق سوبارو شالحدود البيضاء حتى انقلب عالمه رأسًا على عقب.
«ما—؟! واه! غاااه!»
«أنا؟ سأبقى مع أخونا لفترة أطول قليلًا. انتهيت من كتابة الرسالة، لكني أرى فرصتي أخيرًا للفوز في الشطرنج. الآن وقد شرب أوتو، يجب أن يكون الأمر سهلًا.»
كانت هذه النتيجة الطبيعية لمَن يركض بأقصى سرعة. سواء أكان يسير على قدميه أم يقود مركبة، لا أحد يمكنه التوقف فورًا بمجرد أن يرغب بذلك.
«للأسف، سواء كان ذلك للأفضل أو الأسوأ، فإن لكل مرشح في الاختيار الملكي صفاته الفريدة التي تجعل من الصعب الوثوق بهم تمامًا. بصراحة، ليس هناك مرشح واحد، سواء كان سيدًا أو خادمًا، يمكن الوثوق به بنسبة مئة بالمئة، حتى في أفضل الظروف.»
اندفع سوبارو إلى الأمام متجاوزًا قدميه، وسقط على وجهه بين الأعشاب. على الفور، ألقى يديه أمامه وبدأ يتدحرج ليخفف من أثر الاصطدام الذي بدا حتميًا، واستمر بالتقلب حتى وجد نفسه ممددًا على الأرض.
أمسك أوتو برأسه وهمس بأسى في أذن سوبارو. وعندما نظر سوبارو حوله، أدرك أن غارفيل كان غاضبًا بوضوح، بينما وضعت رام على وجهها تعبيرًا يحمل معناه: ”ألم أخبركم؟“.
كانت أنفاسه متقطعة، وتذبذبت رؤيته نتيجة نقص الأكسجين. شعر بملمس الأعشاب تحت ظهره، وبين فراغات الأشجار لمح لمحات من ال
سماء البعيدة. استنشق سوبارو أكبر قدر من الهواء النقي، مالئًا رئتيه بنهم.
لكون رام قد وصفت الأجواء داخل الغرفة بغير المريحة، كان ذلك أمرًا مخيفًا بحد ذاته. ومع ذلك، شدَّ سوبارو عزمه؛ لأنه وجد فكرة البقاء خارجًا أكثر إثارة للقلق.
ثم رفع يده نحو السماء، وقبض كفه بإحكام.
بعد النجاة من هذه الضربة الكلامية، غمز سوبارو نحو بيترا. فقد كان واضحًا من حديثها حتى الآن أنها ما زالت تملك المزيد لتقوله.
«أوووووه!! يا لها من رحلة شاقة! لقد كان الوضع سيئًا للغاية! لكن الأمر انتهى! لقد نجحنا! وصلنا إلى الهــــــدف!»
استبدلت الزهور في المزهرية بانتظام، وجُدد ماءها يوميًا. ومع أنه علم أن جمال الزهور وعطرها لن يخففا من الألم، إلا أن ذلك أصبح عادة يومية لا يتخلى عنها.
رغم غمره بالعرق، أشرق وجهه بفرحة الانتصار التي دفعته للصياح بفخر.
«—أتفق معك تمامًا.»
كانت عزيمته قد كادت تتحطم مرارًا، لكن في كل مرة رفض الاستسلام، مستجمعًا قواه حتى يصل إلى غايته. ومع تكرار الفشل، أصبح النجاح في النهاية أكثر حلاوة.
«بالطبع سأفعل! إذا لم أكن هناك، فلن أستطيع النوم وأنا أتسائل عن نوع المحادثات الطائشة التي قد تجريها السيدة إميليا مع السيد ناتسوكي!»
أخيرًا، صار بإمكانه أن يقف بفخر أمام معلمه الذي علَّمه الكثير.
«أعتذر عن الانتظار. هذا هو فارسي، سوبارو ناتسوكي.»
«لقد أبلَيتَ بلاءً حسنًا هذه المرة يا سوبارو، على ما أظن.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لعنة عليكِ، أختي!»
بينما كان سوبارو مستغرقًا في لحظات انتصاره، ظهرت فتاة في مجال رؤيته. والغريب أنها كانت مقلوبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آسف. ليس لدينا نية لإهانة أخيك الأكبر. وبالمناسبة، أنا أدرك تمامًا أن قدراتي أدنى من قدراته. فلتغفر لنا يا سيدي، على غرار فتاة صغيرة غارقة في الكبرياء.»
بدت رائعة بجمال شعرها الطويل المتلألئ الذي التفَّ في تجاعيد مبهرة، وفستانها المزخرف البديع. مشهد تلك الفتاة الصغيرة، بعينيها المزخرفتين بنقوش فريدة من اللون الأزرق الفاتح، رسم ابتسامة مشرقة على وجه سوبارو.
قال أوتو وهو يضرب كأس النبيذ على الطاولة بانفعال.
«أوه، إنها أنتِ يا بيكو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تُجب الفتاة بشيء. ومع ذلك، استمرت هذه اللقاءات الليلية.
«طبعًا. أليس من واجبي كشريكة أن أثني على اجتهادك يومًا بعد يوم، يا ترى؟ إلى جانب ذلك، أصرت بيترا بشدة على أن أحضر لك منشفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أوووه، عذرًا، خرجت عن الموضوع مرة أخرى. بياتريس هي روح متعاقدة معي.»
«آه، شكرًا. إنها باردة ومنعشة. أشعر أنني عدتُ للحياة مجددًا.»
حملت ملامح سوبارو طابعًا من الحنان وهو يروي لريم النائمة أحداث يومه.
«لماذا لا تشكر بيترا مباشرةً، يا ترى؟ تلك الفتاة ستقفز من الفرح على الأرجح.»
«لكنك قد تخليت عن كونك تاجرًا منذ زمن بعيد، فلماذا تهتم الآن؟»
بينما وضع سوبارو المنشفة الباردة على رأسه، تحدثت بياتريس بوجه خالٍ من التعبيرات. لكنه لاحظ ابتسامة خفيفة تزين شفتيها، فلم يستطع إلا أن يبادلها ابتسامة صغيرة.
«لا تبدئي المشاكل فجأة! علاوة على ذلك، قوتي لا يمكن مقارنتها مع قوة جوليوس. ليس لديَّ أدنى فرصة ضده في معركة متكافئة. مَن يذهب لتحدي أساتذة الألغاز في لعبة ألغاز؟ بالتأكيد التحدي يجب أن يكون في لعبة سحق الإخوة، هذا هو السبيل للفوز.»
رغم أنه قضي كل لحظة من يومه مع بياتريس، إلا أنه ما زال يدهشه كيف لم يمل أبدًا من هذه اللحظات اليومية الصغيرة. بل إن علاقتهما تعمقت أكثر مع مرور كل يوم.
رسمت نبرة صوتها ونظرتها المُحبطة ابتسامة ساخرة على وجه سوبارو. حينها تذكر المنشفة الملفوفة حول عنقه.
«… من الصعب تصديق أن عامًا كاملًا قد مرَّ منذ أن عقدتُ وبيكو العهد، هاه.»
ترددت إميليا قليلًا، وظهر في عينيها ارتباك وهي تنطق اسم المدينة ببطء. لم يختلف حال سوبارو عن حالها.
«—؟ ما الذي جعلك تقول هذا فجأة، يا ترى؟»
«على أي حال، شقيق جوليوس الأصغر، أليس كذلك؟ الآن بعد أن ذكرت ذلك… إر، تلك النظرة الحادة في عينيك، والسخرية… أه، أسلوبك الراقي في الحديث، ولون شعرك الرائع… كله متشابه، هاه؟»
«ناه لا شيء، فكرت فقط في أن الوقت يمر بسرعة كبيرة. وأيضًا في مدى جمالك اليوم.»
بهذه الطريقة، تحوَّل حديثهم الثقيل إلى موضوعات تافهة، مضيفًا قليلًا من المرح بينما كانت الليلة تزداد عمقًا.
«أنتَ تقول هذا دائمًا، سوبارو. لكن أليس من الطبيعي أن يكون جمال بيتي أمرًا مسلمًا به، يا ترى؟»
على أي حال، فإن نمو سوبارو الملحوظ كان بفضل قاعدة التدريب السرية في الغابة. لم تبعد سوى عشر دقائق سيرًا على الأقدام من القصر، ولم يزورها أحدٌ سوى سكان القصر. العيب الوحيد في هذا المكان كان كثرة زياراتهم التي تُعيق تدريباته.
حقيقة أنها تقبلت الإطراء بكل فخر كانت دليلًا لا شك فيه على أن سوبارو قد أثر فيها كثيرًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن الموقع الذي يقف فيه ناتسوكي سوبارو لم يكن ليناً بما يكفي ليترك له مجالاً للتهاون أو الخمول.
عامٌ كامل. هذا هو الزمن الذي مضى منذ سلسلة الحوادث المرتبطة بالملجأ.
«نعم. هناك تركت الضيف. الأخت الكبيرة إميليا والبقية موجودون بالفعل.»
مر عام كامل بدا طويلًا وقصيرًا في آن واحد، وكأن الزمن يمضي بخطوات متباينة. تغيَّرت بعض الأشياء خلاله، بينما بقيت أشياء أخرى على حالها. وإن كانت أقوى الثوابت هي العلاقة التي جمعت بين سوبارو وأصدقائه، فإن أبرز التطورات بلا شك كانت—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تسبب انفتاح إميليا البريء على نحو مدهش في إجبار سوبارو على الخضوع سريعًا.
«—كم أصبحتُ أقوى هذا العام. لا يمكن لأحد أن يتعرف عليَّ الآن مقارنةً بما كنت عليه في الماضي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ميمي، التي أبدت فضولًا كبيرًا، تراقب تجاعيد شعر بياتريس بتركيز كبير. تحركاتها كانت سريعة كقطة تطارد فأرًا. نظرت بياتريس إلى سوبارو بتوسل طلبًا للنجدة.
«بففففف… يا-يا له من تعليق رائع… مزحة لا تقدر بثمن.»
لكن كلمات سوبارو لم تجد صدى لدى أوتو، الذي ازداد غضبه وهو يتمتم بكلمات غير واضحة: «النتيجة ليست كل شيء! العملية نفسها مهمة للغاية. أن نقرر نتيجة النقاش قبل خوضه… هذا هراء محض! ولهذا كنت دائمًا أصر على ألا نتخلى عن زمام المبادرة تحت أي ظرف… ولكننا وقعنا تمامًا في فخ خصمنا! كان ذلك أسوأ ما يمكن فعله!»
«كنتُ جادًا، يا فتاة!»
《١》
وضعت بياتريس يدها على فمها وهي تضحك دون القدرة على السيطرة على نفسها. أما سوبارو، فاكتفى بهز كتفيه بإظهار خيبة أمل مصطنعة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت مشاعر عدم الثقة التي تكنها بيترا لروزوال قد ترسخت فيها بعد سلسلة الأحداث التي وقعت في الملجأ. وبلغت هذه المشاعر حدًا يمكن معه تخيل أنها قد تعصر منشفة مبللة فوق الشاي الذي تقدمه له.
«حسنًا، ربما بالغت قليلًا، لكنكِ لستِ مضطرة للضحك بهذا الشكل. انظري إلى عضلاتي هذه يا بيكو! إنها كالصخر الصلب!»
وبعد تلك الملاحظة التي أعادته إلى وعيه، احمر وجه جوشوا وأمسك بذيل شعره في خجل.
«حسنًا، حسنًا، على ما أظن. بيتي ستدعمك حتى وإن لم يفعل أحد غيري.»
اعتذر سوبارو أيضًا بينما كان يفكر في نفسه أن هذا يجعل جوشوا الأخ الأسهل للتعامل معه.
«هذا ليس تأكيدًا على ثقتك بي! لقد كنتُ أبذل جهدًا مضنيًا كل يوم أيضًا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «من الوقاحة أن أكون هنا وأتحدث عن إميليا والبقية دائمًا. لو سمعت بيترا أو أي شخص آخر ذلك، لكانوا وبخوني بشدة.»
جلس سوبارو على الأرض متربعًا، ولف المنشفة الباردة حول عنقه، ثم أشار بذقنه نحو المنطقة خلفه. تابعت بياتريس اتجاه إشارته، قبل أن تغلق إحدى عينيها قائلة: «صحيح.»
«مهلًا لحظة! لنؤجل ذلك إلى وقت آخر. الآن يجب أن نركز على الأمور المهمة! أليس كذلك، أوتو، غارفيل؟!»
خلفهما كانت هناك مساحة فارغة، حيث قُطعت الأشجار لتكشف عن أرضٍ خالية. هذه البقعة التي أُعدَّت بعناية كانت أحد المشاريع التي تصدى لها سوبارو بعزيمة لا تلين— مكان خاص به للتدريب السري.
أشار جوشوا إليها، بينما حركت بياتريس رأسها بفضول.
مدفوعًا برغبة الحصول على مساحة يطلق عليها ملاذه الخاص، قام بتخصيص قطعة لا بأس بها من الغابة لهذا الغرض. ومن خلال استخدام أخشاب الأشجار التي قطعها، أنشأ مجموعة من التحديات، بما في ذلك حواجز للقفز فوقها وعوائق للتسلق، ليحوِّل المكان إلى مضمار مليء بالعقبات.
«إررر…» ترددت بيترا وهي تميل رأسها بنفس زاوية الاثنين الآخرين.
«قد يبدو هذا المكان ممتعًا، لكن بمجرد أن يحاول أحدهم تجاوز جميع الحواجز ضمن المهلة المحددة، فإن تصميمه القاسي سيجعل حتى الكبار يبكون… لقد صنعت شيئًا وحشيًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احمرَّت وجنتا بيترا أكثر بينما ارتسمت على وجهها لمحة من السعادة.
«أليس هذا مبالغة، يا ترى؟ علاوة على ذلك، أنتَ وغارفيل فقط منَ تسميان هذا المكان قاعدة سرية. هل تتوقع أن يأتي أطفال الحي للعب هنا، يا ترى؟»
«وفي النهاية، ما زلنا لا نملك أدنى فكرة عن سبب دعوة أنستاسيا لنا إلى مكان كهذا… من الصعب تصديق أنها دعوة اجتماعية بحتة.»
«تقصدين أن الأطفال قد يعاملونه كحديقة ألعاب؟ حسنًا، طالما أنهم لا يصابون بأي أذى، يمكنهم اللعب كما يحلو لهم. بالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن صانع المخططات الأصلية سيكون سعيدًا بذلك.»
كان الوحش الأسطوري الثالث يُعرف باسم الأفعى السوداء. ورغم إيمانه بقوة الكلمات، تمنى سوبارو بكل ما أوتي من عزم ألا يواجه هذا المخلوق على الإطلاق. إلا أن إجابة إميليا حملت ترددًا غريبًا.
بالتعامل مع التحديات بجدية، تحول المكان إلى نوع من التدريب القاسي، لكنه أيضًا أصبح مكانًا للتسلية لمَن ينظر إليه بعين المرح. حمل هذا المزيج في طياته إمكانيات كبيرة، وتحوله إلى وجهة محببة للأطفال كان خطأً سعيدًا ليس مقصودًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان يشير بذلك إلى البلورة السحرية التي ذكرها جوشوا كوسيلة للمساومة. تلك البلورة النقية كانت بمثابة الحافز الذي احتاجته إميليا لتشكيل عهد جديد مع باك.
«في الواقع، مع معرفتي بمعلمي، قد يكون الهدف منذ البداية الجمع بين المرح والتدريب في آن واحد…»
أما أنستاسيا، فقد بقيت أفكارها غامضة بالنسبة له، ولم يكن قادرًا على فك شفرة دوافعها، بما في ذلك الدعوة التي كانوا ينظرون فيها آنذاك. وعلى الرغم من أن سوبارو، على مضض شديد، بدأ يثق بجوليوس، إلا أن ذلك لم يغير حقيقة أن زعيمة الفصيل كانت أنستاسيا نفسها. كما أن جيشها الخاص، الأنياب الحديدية، كان قوة لا يمكن الاستهانة بها.
«لا شك أنه رجل يصعب فهمه. لكنه يعرف أصول التعامل، على ما أظن. يستحق الثناء على احترامه للروح العظيمة.»
«ضيوف غير متوقعين، واللطيفة إميليا تان تستدعيني… ألا يبدو أن شيئًا ما على وشك الحدوث؟»
«أظن أن هذا ليس السبب تمامًا.»
رغم غمره بالعرق، أشرق وجهه بفرحة الانتصار التي دفعته للصياح بفخر.
اعترض سوبارو على سوء فهمها، قبل أن يأخذ لحظة للتفكير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أشعر بالذنب من أجل أوتو؛ لأنني قررت كل هذا بمفردي.»
معلمه— كليند، كبير الخدم البارع الذي خدم عائلة ماذرز لسنوات طويلة. كان له فضل كبير على سوبارو خلال العام الماضي، إذ علَّمه الكثير، بما في ذلك كيفية تطوير لياقته البدنية. كان اللقب الذي أطلقه عليه يحمل جدية أكثر مما يبدو عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أووه، أحسنتِ يا بيترا. لست متأكدًا مما حدث من قبل، لكن هذا تصرف لطيف منك.»
رغم كفاءته وشخصيته الجديرة بالإعجاب، إلا أن سوبارو كان لديه تحفظ واضح—
«ها! لا تجعلني أضحك، أيها القائد. كم تعتقد أنني والجدة قضينا من الوقت معًا؟ الجدة تستطيع قراءة خطي حتى لو كتبته بيدي اليسرى.»
«لماذا يصر سوبارو على منع بيتي من الاقتراب من كليند، يا ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، من الصعب أن يصدق أحد أننا واجهنا اثنين من الوحوش الشيطانية العظمى في فترة قصيرة، فضلًا عن أننا قضينا عليهما. على الأقل، يمكننا أن ندعو ألا يظهر الثالث أيضًا.»
«الأمر ليس مقتصرًا عليكِ. الأمر نفسه ينطبق على بيترا، وأحيانًا على إميليا تان أيضًا.»
ومن بين أعضاء هذا الفصيل كان جوليوس جوكوليوس، الفارس الذي كانت علاقته بسوبارو معقدة للغاية. على أقل تقدير، لم تكن العلاقة بينهما على نحو يجعل سوبارو سعيدًا تمامًا برؤيته.
بالمناسبة، ليس هناك ما يدعو للقلق عندما يتعلق الأمر برام وفريدريكا. وبطبيعة الحال، لم يشكل كليند تهديدًا لسوبارو، أوتو، أو غارفيل، لأسباب واضحة.
«هل تكره أن تعترف بأنه ساعدك إلى هذا الحد؟!»
«على أي حال، لا بأس إن بقي هذا المضمار مجرد قاعدة سرية بالاسم فقط. يبدو رائعًا على أي حال.»
«كم أنتِ فظة.»
«لقد تفاجأت. بمجرد أن وصفتَه هكذا، بدأ غارفيل في مساعدتك بقطع الأشجار بعينين تلمعان بالحماسة… من المستحيل فهم السبب الذي يجعلكما تجدانه بهذه الجاذبية، على ما أظن.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لم أتخلَّ! اسمعني جيدًا، إن كنت تظن أنني سأبقى مستشارك المنزلي إلى الأبد، فأنت مخطئ تمامًا! حلمي أن أكون تاجرًا عظيمًا أمتلك متجري الخاص! وجودي هنا ليس سوى محطة مؤقتة!»
«إنه أمر يجذب كل الرجال. مهلًا، لكن ماذا عن أوتو؟»
«على أي حال، شقيق جوليوس الأصغر، أليس كذلك؟ الآن بعد أن ذكرت ذلك… إر، تلك النظرة الحادة في عينيك، والسخرية… أه، أسلوبك الراقي في الحديث، ولون شعرك الرائع… كله متشابه، هاه؟»
استعاد سوبارو وبياتريس في ذهنَيهما رد فعل أوتو الفاتر تمامًا تجاه هذه الفكرة.
هكذا فكرت الفتاتان الأقرب إلى سوبارو في تصرفاته.
على أي حال، فإن نمو سوبارو الملحوظ كان بفضل قاعدة التدريب السرية في الغابة. لم تبعد سوى عشر دقائق سيرًا على الأقدام من القصر، ولم يزورها أحدٌ سوى سكان القصر. العيب الوحيد في هذا المكان كان كثرة زياراتهم التي تُعيق تدريباته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مشاعر متنوعة ارتسمت على الوجوه: ارتياح، استياء، وشكوك. وكما توقع، التفت بعيدًا عن الوجوه المألوفة ليركز انتباهه على الشخص الذي ينظر إليه بشك.
«ما هذا العبث الذي تسميه عرقلة؟ ألا تؤدي بيتي واجبها كشريكة لسوبارو، يا ترى؟ ويا له من عمل روتيني، حقًا.»
تحول سوبارو إلى الجدية، في حين بدا غارفيل وكأنه يتعامل مع الأمر وكأنه مكلف بمهمة رعاية، بينما تذمر أوتو وهو يحتسي المزيد من النبيذ شيئًا فشيئًا.
«لقد تجاوزتِ الحد الآن. هذا ما يحدث للفتيات الصغيرات عندما يمتلئن غرورًا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذًا، عندما تصلون إلى بريستيلا، أرجو أن تزوروا مقر رايمنت المائي. هذا مكان… احم عفوًا، أقصد، سيكون هناك حيث تنتظركم حفلة السيدة أنستاسيا.»
«ماذا تفعل، يا ترى؟!»
أعاد جوشوا وضعيته بعد أن أعاد عدسته المفقودة إلى مكانها، ثم خفض صوته قليلًا ردًا على شرح سوبارو. التغيير في نبرة صوته والانفعالات المعقدة التي ملأت تلك الاستجابة جعلت سوبارو يعبس وجهه.
بما أنها كانت تتصرف بتلك الجرأة الممزوجة باللطافة، استخدم سوبارو كل قوته المكتسبة حديثًا ليرفع بياتريس ويضعها على ركبتيه، ثم أخذ يربت على رأسها كما يحلو له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تسبب انفتاح إميليا البريء على نحو مدهش في إجبار سوبارو على الخضوع سريعًا.
«أنتَ فظيع! أليس هذا إساءة للروح، يا ترى؟ يا له من متعاقد شرير!»
«إيهيهيهيهيهي… مضى وقت طويل، أيها السيد؟ كم كان؟ تقريبًا سنة كاملة!»
«مواهاهاها. حسنًا، أنتِ الحمقاء التي أبرمتِ عقدًا مع شخص مثلي دون الإتفاق على أي شيء.»
«…»
ضحك سوبارو بينما عبست بياتريس وهي ترتب شعرها المشعث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أما سوبارو، فقد تمسك بالقوانين التي نشأ عليها في عالمه الأصلي، حيث كان شرب الكحول محظورًا في سنه. وأرجع انخراطه في تلك المرة الوحيدة التي شرب فيها في القصر إلى اندفاع شبابي غير محسوب.
عندما أبرما عقدهما لأول مرة، ظن أنه أحبها بقدر ما يمكن أن يحبها إنسان، لكنه ظل يراجع هذا الافتراض يومًا بعد يوم. ما يُعرف بمذكرات تطوير بيكو -وهي سجل للأيام التي قضاها مع بياتريس- وصل بالفعل إلى جزئه الخامس. كان سوبارو متحمسًا لمعرفة إلى أين ستقودهما علاقتهما.
«مهلًا، ماذا؟… هل أنا الشخص الوحيد الذي يجد هذا غريبًا؟»
ففي النهاية، كان ألبوم الذكريات الثمينة أفضل بكثير من كتاب مليء بالصفحات الفارغة. وإذا كان هذا ألبومًا، فإن كثرة الصور وكثرة الأشخاص المسجلين فيه تجعل الألبوم أكثر ثراءً. ولهذا، أراد سوبارو أن يملأ قلب بياتريس بأكبر قدر ممكن.
بهذه الطريقة، تحوَّل حديثهم الثقيل إلى موضوعات تافهة، مضيفًا قليلًا من المرح بينما كانت الليلة تزداد عمقًا.
«بعبارة أخرى، بيكو، مضايقتي لكِ ليست سوى طريقة أخرى للتعبير عن حبي.»
بالطبع، لم يكن سوبارو وغارفيل يتسلَّيان بإزعاج أوتو عبثًا. بل كانت هذه طريقتهم المعتادة لمساعدته على التنفيس عن الضغوط التي كان يتحملها من كثرة العمل.
«هل قلتَ مضايقة للتو، يا ترى؟ لن أترك هذا يمر!»
«حقًا، أعترف بقدرتك على التخلص من أي شعور بالذنب، مهما كان صغيرًا.»
«أفضل لو أنكِ لم تتجاهلي جزء الحب بتلك السهولة.»
«لا داعي للقلق، سوبارو. فالقصر لا يزال فيه—»
«لا أعتقد أن هناك ما يدعو للقلق بهذا الشأن، على ما أظن. لديَّ ثقة كبيرة بأنني محبوبة.»
«قائد؟»
حينما تباهت بياتريس بهذه العبارة وعلى وجهها نظرة مفعمة بالثقة، اكتفى سوبارو بالرد بابتسامة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال ذلك ثم رفع كوبه من الحليب وشربه دفعة واحدة، ضاحكًا بينما كان الحليب يلطخ شفتيه.
ليس لديه كلمات تعبر عن السعادة التي شعر بها وهو يراها واثقةً من نفسها ومليئة بالحيوية كل يوم. كان هناك فقط دفء عميق وغير قابل للوصف ينبعث من صدره.
فهم سوبارو الآن أن المسألة تتعلق بالسمعة. أي شخص يُعرف بعدم الموثوقية سيجد نفسه محاطًا بالأعداء بسرعة. وكان ذلك أسوأ طريقة لإدارة الأمور، سواء كنت أحد زعماء الساموراي في عصر الولايات المتحاربة، أو مرشحًا للاختيار الملكي. كان على أصحاب النفوذ توخي الحذر عند اللجوء إلى الحيل والخداع.
«سيد سوبارو! بياتريس—!»
«هاه؟»
توقف الاثنان عن مشاغباتهما عندما سمعا صوتًا حادًا يناديهما. وعندما نظرا، لوحت فتاة بيدها وهي تركض نحوهما. كان الصوت المألوف والوجه ينتميان إلى خادمة صغيرة لطيفة تجسد معنى البراءة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، لم تتغير إطلاقًا، وهذا ما يجعل الأمر مملًا، أخي.»
«يسعدني أن أرى أنكما تستمتعان. من الجيد أنكما تتفقان هكذا.»
بالرغم من أن ارتداءه لسترة رياضية ربما قلل من هيبته، إلا أن تحيته كانت متقنة للغاية، إذ دربُّه عليها خادم ماهر حتى حاز على رضاه.
كانت بيترا، وقد وضعت يدها على صدرها وابتسمت براحة.
«أتسائل ما الذي كان هدف العدو هذه المرة. حتى الآن، لم تكن هناك أي مواجهات مع المرشحات الأخريات، فلماذا افتعال قتال علني فجأة؟»
رغم الحادثة الكبرى التي وقعت قبل عام، عملت بيترا حاليًا في قصر روزوال الجديد. وكما هو متوقع من فتاة في طور النمو، أصبحت أطول قليلًا، وبرأي سوبارو، ازدادت جمالًا قليلًا منذ ذلك الحين. ومع ذلك، بقيت في نظره كالأخت الصغرى التي لا تتغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أو ربما كان ذلك إحساسًا بأنانيته الخاصة، أو شعوره بالذنب لاستخدام تلك الفتيات كقرابين مرة في دورة سابقة.
«مهلًا، أشعر بالإهانة لأنكِ تصفين الأمر باللعب. لقد بذلت قصارى جهدي في التدريب وكل شيء.»
أشار جوشوا إليها، بينما حركت بياتريس رأسها بفضول.
«حسنًا، في الوقت الحالي، تبدو وكأنك تربت على رأس بياتريس وهي جالسة في حضنك؛ لذا…»
«لنبدأ بإلقاء نظرة على…»
«واه، الأمر ليس مجرد رغبة في مداعبة رأس بيكو. أولًا، عليك إخراجها من قصر يحترق، ثم بناء علاقتك معها تدريجيًا. غير ذلك، الأمر مستحيل.»
«رام؟ لماذا أنتِ هنا؟»
«أيعني هذا أن لا أحد غير السيد سوبارو يستطيع…؟»
«أظن أن الأمر سيكون على ما يرام. من المؤكد أن إميليا-تان ستذهب، وطبعًا سأرافقك كفارس لك، مع بيكو كشريكتي. بعد ذلك، سيأتي غارفيل كعضلاتنا، وأوتو كمستشارنا… وبصراحة، بدافع الشفقة أيضًا. في الحقيقة، كنت أود أن نأخذ بيترا وفريدريكا معنا كإجراء احترازي، لكن…»
رسمت نبرة صوتها ونظرتها المُحبطة ابتسامة ساخرة على وجه سوبارو. حينها تذكر المنشفة الملفوفة حول عنقه.
ما الذي تخفيه هذه الدعوة المفاجئة من نوايا؟
روى قصصه بأسلوب مرح، ونبرة صوته كانت رقيقة للغاية. تحدَّث بعناية فائقة، وكأنه يتحدث مع طفل صغير يأخذ قيلولة، وروى الأحداث بروح من الفكاهة.
«حسنًا، حظًا موفقًا. لكن لا تسهر طويلًا، فلن تنمو أطول بهذه الطريقة.»
«أوه، صحيح. شكرًا يا بيترا على المنشفة. فكرة ذكية تبريدها بهذه الطريقة.»
«— مُمثلًا عن السيدة أنستاسيا هوشين، سأقوم الآن بنقل كلمات سيدتي إليكِ، السيدة إميليا.»
«حقًا؟ يسعدني أنها أفادتك. في الواقع، فكرت في تبريدها باستخدام الثلج، لكن لم يكن هناك وقت، لذا طلبت المساعدة من الأخت الكبرى إميليا.»
ابتسمت برفق وهي تراقب سوبارو يلوح بقبضته في الهواء. ثم لمست بلطف القلادة ذات البلورة السحرية الزرقاء التي استقرت على بشرتها الناعمة، متألقة بضوءها الأزرق الباهر.
«أحب فيكِ هذا الجزء العملي، يا بيترا.»
قَطَعَت ميمي حديثهم وهي تقفز وتجلس بجانب جوشوا، تساعد نفسها في تناول الحلوى الموجودة على الطاولة بينما كانت تدفع خده بذيلها الطويل.
أُعجب سوبارو ببيترا، التي رغم كونها خادمة، لم تجد حرجًا في طلب المساعدة من سيدة المنزل.
«—أتفق معك تمامًا.»
أثارت هذه الإشادة العلنية ضحكة خفيفة ”هيي هيي هيي“ من بيترا التي احمرَّ وجهها بشدة قبل أن تتذكر شيئًا مهمًا.
«أليس هناك تناقض كبير بين بداية ما قلتِه ونهايته؟!»
«آه، صحيح. في الواقع، جئت إلى هنا لأعيدك أنتَ وبياتريس إلى القصر.»
أمسك أوتو برأسه وهمس بأسى في أذن سوبارو. وعندما نظر سوبارو حوله، أدرك أن غارفيل كان غاضبًا بوضوح، بينما وضعت رام على وجهها تعبيرًا يحمل معناه: ”ألم أخبركم؟“.
«ما الأمر؟ هل أعددتِ فطائر شهية جدًا أو ما شابه؟»
«—؟ هل هناك شيء غريب بشأن بيتي، يا ترى؟»
«ماذا؟! هذا أمر جلل، على ما أظن. أستطيع أن أفهم سبب استدعائك لنا بهذه العجلة.»
كان قرار سوبارو يستند إلى مبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. حتى لو بذل سوبارو أقصى جهده حتى الموت، فلن يصل أبدًا إلى مستوى قوة غارفيل، وحتى لو تخلى عن نومه ليلاً، لن يبلغ أبدًا كفاءة أوتو كمسؤول.
«أوه، هيا، بالطبع هذا ليس السبب. ليس الوقت مناسبًا للمزاح الآن.»
«تيي هيي، شكرًا لك.»
نفخت بيترا وجنتيها ورفعت إصبعها مؤنبةً الثنائي المستهتر، ثم أمسكت بيد سوبارو وسحبته ليقف.
«ا-انتظر لحظة، أرجوك! مَن هذه الفتاة؟!»
«سيكون هناك وقت للفطائر لاحقًا! الأهم الآن أن الأخت الكبرى إميليا تطلبك يا سيد سوبارو. وصل ضيوف… وهي تريدك أن تكون حاضرًا عند استقبالهم.»
«مدينة البوابة المائية بريستيلا؟ ولماذا تطلب منا الذهاب إلى هناك؟»
«ضيوف؟»
ضحك سوبارو وغارفيل عاليًا وهما يتبادلان صفعةً ودية على كفيهما.
أمال سوبارو رأسه في حيرة، فليس لديه أدنى فكرة عن هويتهم. بجانبه، قامت بياتريس بنفس الحركة وهي تتساءل بصوت عالٍ.
رغم أن غارفيل وصفها بالطفلة، إلا أن ميمي كانت تقارب عمره. ورغم ذلك، لم يقاطع سوبارو حديثه بمزحة ساخرة؛ لأنه رأى الجدية في عيني غارفيل.
«ضيوف غير متوقعين، واللطيفة إميليا تان تستدعيني… ألا يبدو أن شيئًا ما على وشك الحدوث؟»
ليس لديه كلمات تعبر عن السعادة التي شعر بها وهو يراها واثقةً من نفسها ومليئة بالحيوية كل يوم. كان هناك فقط دفء عميق وغير قابل للوصف ينبعث من صدره.
«إنه النمط المعتاد الذي يقود إلى المشاكل، على ما أظن. بيترا، أخبرينا عن نوع الضيوف الذين وصلوا.»
«ناه، سوبارو، الأمر ليس كما تتخيل. بريستيلا ليست مدينة تطفو على الماء. تُعرف عادة باسم مدينة بوابة المياه.»
«إررر…» ترددت بيترا وهي تميل رأسها بنفس زاوية الاثنين الآخرين.
طرق سوبارو دائمًا الباب قبل دخوله.
«أحدهم رجل يبدو أنه في عجلة شديدة. يكاد يتحرك بتوتر وكأنه خائف.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال سوبارو، وهو يخفض عينيه قليلًا بتعاطف خفيف: «هذا يجعل ريوزو مثيرة للإعجاب حقًا، لكنه ليس أمرًا تفتخر به أنت.»
«متوتر وقلق، هاه. بعبارة أخرى، يبدو… لا، انتظري. لا يجب أن نحكم على الناس بناءً على مظهرهم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احمرَّت وجنتا بيترا أكثر بينما ارتسمت على وجهها لمحة من السعادة.
«لقد تعلمت درسي سابقًا، لذا لا أفعل ذلك أنا أيضًا.»
أضافت إميليا كلمة قديمة أخرى إلى المحادثة ببراعة، ولكن سوبارو وافق على الرسالة على أي حال. فقد أصبحت علاقته ببياتريس طبيعية إلى حد أن هذا لم يعد يثير تعليقًا فكاهيًا من أوتو.
«أووه، أحسنتِ يا بيترا. لست متأكدًا مما حدث من قبل، لكن هذا تصرف لطيف منك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مع تردد زعيمتهم في الرد، بادر أوتو بالتدخل لاستقصاء الإجابة. كان في عيني جوشوا الذهبيتين بريق من التسلية، وارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة.
«العام الماضي، جاء غريب بوجه قاسٍ إلى القرية. ظننت أنه شخص غريب، لكنني كنت مخطئة تمامًا، لذا…»
«أعتذر عن الانتظار. هذا هو فارسي، سوبارو ناتسوكي.»
«هجوم مرتد غير متوقع!! علينا الحديث عن الانطباع الأول في وقت لاحق…»
دفعت رام سوبارو بحركة سريعة بقدمها، مما جعله يتعثر ويدخل الغرفة على مضض. وبمجرد دخوله، تحولت الأنظار نحوه.
بعد النجاة من هذه الضربة الكلامية، غمز سوبارو نحو بيترا. فقد كان واضحًا من حديثها حتى الآن أنها ما زالت تملك المزيد لتقوله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تفضل بالدخول. لا شيء سيحدث دون وجود القائد، وهذا سيزعج الضيف أيضًا. رؤية أوتو والسيدة إميليا يرحبان بالزائر ليست سوى عرض كوميدي!»
«على أي حال، هناك ضيوف آخرون أيضًا، صحيح؟ أصدقاء الرجل القلق المتوتر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «على أي حال، لا أعرف الكثير عن بريستيلا، لكنها مدينة مشهورة، أليس كذلك؟»
احمرَّت وجنتا بيترا أكثر بينما ارتسمت على وجهها لمحة من السعادة.
«إررر…» ترددت بيترا وهي تميل رأسها بنفس زاوية الاثنين الآخرين.
«—لقد جاء بصحبة قطة صغيرة لطيفة.»
«أخشى أن أكتشف ما الذي قد يكون قاله عني لعائلته.»
《٢》
«أخشى أن أكتشف ما الذي قد يكون قاله عني لعائلته.»
من الخارج، بدا قصر روزوال الجديد وكأنه قصر على الطراز الأوروبي، يشبه إلى حد كبير القصر القديم الذي احترق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في الواقع، يُعتبر هذا القصر المقر الرئيسي، وقد تم بناؤه حديثًا مقارنةً بالقصر الذي فُقد في الحريق. ولذلك، كان أكثر فخامة واتساعًا من القصر الريفي، مما جعل الحفاظ عليه تحديًا أكبر للخدم مثل بيترا.
من خلال سير المحادثة، بدا أن ميمي قد جابت أرجاء القصر دون إذن من سيدته أو من مرافقها.
«وها نحن هنا، عدنا إلى هذا القصر الفخم.»
«حسنًا، بوجود السيدة إميليا وبياتريس، سيكون الوضع بخير، قائد. وأعتقد أن هذا يعني أنني يجب أن أحمي أخونا. فقط كن حذرًا، حسنًا؟»
بعد مسيرة قصيرة استغرقت عشر دقائق من الغابة، فتح سوبارو والآخرون الأبواب المزدوجة ودخلوا قاعة الاستقبال بالقصر. افترض سوبارو أن الضيوف الذين سمعوا عنهم لا بد أنهم أُخذوا إلى إحدى غرف الاستقبال.
«مهلًا، سيد سوبارو. يبدو أن بياتريس قلقة حقًا.»
«لنبدأ بإلقاء نظرة على…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com متجاهلًا حيرة ميمي وانتقاد رام، قرع سوبارو باب غرفة الاستقبال. فُتح الباب فورًا، وبرز منه رأس بشعر أشقر قصير.
«أوه، مرحبًا! أليس هذا السيد! كيف حالك؟»
«أنتَ فظيع! أليس هذا إساءة للروح، يا ترى؟ يا له من متعاقد شرير!»
«ماذا—؟ واه؟!»
«آااه… أظن أنه حان الوقت للعودة، هاه؟ ووبس—!»
أوقفت التحية حماسية، وصدمته المفاجئة أي أفكار أخرى.
«حسنًا، حسنًا. عجبًا، سوبارو، أنت حقًا عنيد وغبي بطريقة ظريفة. ولكنك لا تستطيع التورط في شجارات مع جوليوس في بريستيلا. لقد أصبحت فارسًا نبيلًا يا سوبارو، والفارس لا يلجأ إلى قوته عبثًا.»
كان الصوت عالي النبرة، وشيء ما اصطدم به على مستوى صدره. مدَّ سوبارو يديه بسرعة ليمسك بشيء خفيف. سرعان ما أدرك مَن كان، فانتقلت تعبيراته من الصدمة إلى التعرف.
«حسنًا، يبدو أيضًا أنك مازوشي بعض الشيء، لكنني سأضع هذا الشعور جانبًا.»
تذكر الفرو الناعم جدًا وتلك الابتسامة العريضة المدهشة.
«لا يمكن أن تكون ميمي تخطط لشيء سيئ، ربما فقط تعجب بغارفيل.»
«كنت أشك في الأمر بعدما سمعت من بيترا… ولكن هذا حقًا أنتِ، ميمي!»
كانت بيترا، وقد وضعت يدها على صدرها وابتسمت براحة.
«إيهيهيهيهيهي… مضى وقت طويل، أيها السيد؟ كم كان؟ تقريبًا سنة كاملة!»
«هل قلتَ مضايقة للتو، يا ترى؟ لن أترك هذا يمر!»
كانت النصف إنسانة التي بين ذراعي سوبارو ذات فرو برتقالي لامع وترتدي رداءً أبيض. هي نصف بشرية ونصف حيوان بالتحديد نصف قطة كانت قامة ميمي أقصر من بيترا وبياتريس، ولم تكن مجرد كائن لطيف، بل كانت مليئة بالحيوية مثل جرو صغير.
«أعتذر عن الانتظار. هذا هو فارسي، سوبارو ناتسوكي.»
«نعم، مضت سنة كاملة. يبدو أنكِ تستمتعين حقًا. أنا سعيد من أجلكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت الفتاة ذات الشعر الفضي المتألق والجمال الرقيق الذي يعكس روحها النقية هي إميليا، التي بدت وكأنها تزداد سحرًا مع مرور الأيام.
«نعم! ميمي تستمتع بكل لحظة! وأيضًا، ميمي أصبحت أطول! أنا الآن تقريبًا ناضجة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أظن أن احتمالية أن تنقلب هذه الطريقة ضدكم مرتفعة للغاية!!»
«ما نوع النضوج الذي يجعل المرأة تقفز على رأس أحدهم بمجرد لقائه؟!»
«لقد استمر في الثرثرة طوال الوقت. حتى أذناي بدأتا تؤلمانني.»
وقفت ميمي على الأرض وهي ترفرف بذيلها الطويل وتنفخ صدرها.
«إنهما لطيفتان للغاية. أيضًا، تعليقات إميليا تثيرني على نحو كبير أحيانًا.»
رغم تصرفاتها الطفولية وشخصيتها الودودة، كانت ميمي إحدى القائدات في وحدة المرتزقة من البشر الوحشيين المعروفة باسم الأنياب الحديدية ومحاربة قوية تفوق قوتها قوة سوبارو عدة مرات. كانت قد خاضت معركة إلى جانب سوبارو خلال صيد الحوت الأبيض، ثم في معركة لاحقة ضد طائفة الساحرة، حيث قررت ميمي أنها وسوبارو رفقاء في الحرب.
بينما كان سوبارو مستغرقًا في لحظات انتصاره، ظهرت فتاة في مجال رؤيته. والغريب أنها كانت مقلوبة.
«حسنًا، لقد قطعتِ مسافة طويلة لتصلِ إلى هنا. أوه بالمناسبة، دعيني أعرفك بالجميع. هذه الخادمة اللطيفة هي بيترا، وهذه الطفلة المحرجة المختبئة وراء ظهري هي بياتريس.»
«قتال… لديك طريقة بسيطة جدًا في النظر إلى الأمور.»
«أوووه، فهمت! إذًا هي بيترا الخادمة، وهذه هي طفلتك!»
«الصراع مع عيوبنا هو ما يجعلنا ننمو. بياتريس تميل إلى الاستسلام دون المحاولة؛ لذا هذه فرصتها. لنبقى هادئين ونراقبها كأب وأم صالحين.»
«هل يمكنكِ تذكري بطريقة أقل إزعاجًا، يا ترى؟!»
كانت قدرات التفاوض لدى سوبارو وإميليا دائمًا موضع شك. إميليا كانت صريحة ومتعاونة بقدر ما تبدو عليه، أما سوبارو، رغم شخصيته العنيدة، فلم يكن متمرسًا في أمور العالم. من وجهة نظر أوتو، بدا الاثنان وكأنهما بطة برية تصطحب معها بصلة خضراء؛ هدف سهل سواء كانا معًا أو منفصلين.
ردت بيترا على استنتاج ميمي المشكوك فيه بحركة انحناء أنيقة، بينما أطلقت بياتريس نظرة حادة اخترقت الحرج الذي استمتع به سوبارو. حينها، نظرت ميمي إلى بياتريس بدهشة وقالت: «أوه! يا له من شعر مذهل! كيف تجعلينه بهذا الشكل الملتوي؟ إنه رائع!»
حملت ملامح سوبارو طابعًا من الحنان وهو يروي لريم النائمة أحداث يومه.
«كان ذلك بفضل فكرة والدتي. هذه هي ذروة تصفيف الشعر— عملي وأنيق في آن واحد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تودُّ السيدة أنستاسيا دعوة السيدة إميليا إلى مدينة بريستيلا، مدينة البوابة المائية.»
«ها، بجانب الأناقة، لا أعتقد أنه عملي على الإطلاق. كم مرة علق شعرك في أماكن مختلفة؟ أظن أنكِ عانيتِ من ذلك طوال العام الماضي.»
تدخل سوبارو وهو يراقب الكتابة قائلًا بابتسامة ساخرة: «واو، خطك رهيب للغاية. هل ستتمكن ريوزو حقًا من قراءة هذه الرسالة؟»
سواء داخل القصر أو في الخارج، أو حتى بين ذراعي سوبارو، كان شعر بياتريس دائمًا يتسبب في إزعاج. وبالنسبة لسوبارو، فقد أصبح مهارته في فك تشابك الشعر لا تضاهى، وربما يستحق لقب ”مشذب شعر بياتريس“.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أووه، أحسنتِ يا بيترا. لست متأكدًا مما حدث من قبل، لكن هذا تصرف لطيف منك.»
«صحيح، عملي وأنيق! رغم أنني لا أفهم معنى هذا.»
«مجرد حجة واهية. الجو داخل الغرفة لا يُطاق. وإذا لم تُسرع بالدخول، فسيموت أوتو من شدة القلق.»
«نظرتك أشبه بنظرة مَن لا يفهم شـ… مهلًا، هل يمكنكِ التوقف عن سحب شعري، يا ترى؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ماذا؟!»
كانت ميمي، التي أبدت فضولًا كبيرًا، تراقب تجاعيد شعر بياتريس بتركيز كبير. تحركاتها كانت سريعة كقطة تطارد فأرًا. نظرت بياتريس إلى سوبارو بتوسل طلبًا للنجدة.
كانت بيترا، وقد وضعت يدها على صدرها وابتسمت براحة.
ولكن، في لحظة التفكير في أن بياتريس قد تجد صديقة جديدة، قرر سوبارو تركهما لبعض الوقت.
《٤》
«مهلًا، سيد سوبارو. يبدو أن بياتريس قلقة حقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ولا تكثر من الشرب، أوتو. إن كنت تعتقد أن البقاء بلا فائدة مع صداع الكحول سيمر مرور الكرام، فستكتشف أن بيترا قد تصبح مخيفة للغاية.»
«الصراع مع عيوبنا هو ما يجعلنا ننمو. بياتريس تميل إلى الاستسلام دون المحاولة؛ لذا هذه فرصتها. لنبقى هادئين ونراقبها كأب وأم صالحين.»
«قد يبدو هذا المكان ممتعًا، لكن بمجرد أن يحاول أحدهم تجاوز جميع الحواجز ضمن المهلة المحددة، فإن تصميمه القاسي سيجعل حتى الكبار يبكون… لقد صنعت شيئًا وحشيًا.»
«أ-أم…؟ حـ-حسنًا…»
حتى وإن بدا الأمر وكأنهم يعودون للحوار على نحو طبيعي، فإن تصريح جوشوا المفاجئ والمتعالي أعاد توتر الجو مرة أخرى.
صمتت بيترا بخجل وقد احمرَّ وجهها، بينما تظاهر سوبارو بتمرير يده على ذقنه غير الموجودة. وقف الاثنان معًا يراقبان تلك اللحظة الدافئة التي جمعت بين بياتريس وميمي.
لكن كلمات سوبارو لم تجد صدى لدى أوتو، الذي ازداد غضبه وهو يتمتم بكلمات غير واضحة: «النتيجة ليست كل شيء! العملية نفسها مهمة للغاية. أن نقرر نتيجة النقاش قبل خوضه… هذا هراء محض! ولهذا كنت دائمًا أصر على ألا نتخلى عن زمام المبادرة تحت أي ظرف… ولكننا وقعنا تمامًا في فخ خصمنا! كان ذلك أسوأ ما يمكن فعله!»
«على كل حال، بما أن ميمي اتضح أنها القطة التي تحدثت عنها بيترا… فهذا يعني أن الرجل الذي بدا متوترًا ومضطربًا والذي جاء معها هو جوليوس، أليس كذلك؟»
عندما انحنى جوشوا للأمام بعنف لدرجة أن عدسته المكبرة سقطت، اعتذر أوتو بنظرة تعاطف في عينيه. بدا أن جوشوا لم يكن بنفس درجة الهدوء الذي يتمتع به شقيقه الأكبر.
عقد سوبارو ذراعيه، مستشعرًا أن حدسه في هذا الأمر كان في محله.
«أخيرًا أتيتَ، باروسو. لقد تأخرتَ كثيرًا، أليس كذلك…؟»
كان واضحًا أن سوبارو يحمل مشاعر طيبة تجاه ميمي على نحو شخصي. ولكن في الوقت ذاته، كانت ميمي جزءًا من الفصيل الذي يعمل تحت إمرة أنستاسيا هوشين، إحدى المنافسات السياسيَّات لإميليا في الاختيار الملكي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أيضًا، ترتبط بريستيلا ارتباطًا وثيقًا بهوشين السهول المقفرة. وبالنسبة للتجار، هو شخصية أسطورية؛ لذلك كنت دائمًا أرغب في زيارتها يومًا ما.»
ومن بين أعضاء هذا الفصيل كان جوليوس جوكوليوس، الفارس الذي كانت علاقته بسوبارو معقدة للغاية. على أقل تقدير، لم تكن العلاقة بينهما على نحو يجعل سوبارو سعيدًا تمامًا برؤيته.
«ليس هناك حاجة لمنطق معقد في القتال. الأمر كله يعتمد على ما يريده الطرف الآخر. وبصرف النظر عن ذلك الرجل الشاحب الآن… القطة الصغيرة التي جاءت معه، رغم مظهرها، تبدو قوية جدًا.»
لهذا السبب، فضل سوبارو تجنب مقابلة جوليوس قدر الإمكان، على الأقل حتى يأخذ وقتًا كافيًا ليُهيئ نفسه نفسيًا.
«صحيح، صحيح. هذه هي طفلتنا اللطيفة، بياتريس، أنا وإميليا تان.»
«لا تقلق، أيها السيد. جوليوس ليس هنا اليوم. وأيضًا، هيتارو وتي بي والقائد والسيدة ليسوا هنا أيضًا! ميمي وحدها تقوم بالمهمة!»
«حسنًا، حسنًا، على ما أظن. بيتي ستدعمك حتى وإن لم يفعل أحد غيري.»
«فيوه، هذا يبعث على الارتياح. لكن يا للعجب، يبدو أن طاقم أنستاسيا يمتلك مجموعة قوية حقًا.»
رأت إميليا رد فعله، فوضعت يديها على صدرها وقالت:
على الرغم من غياب جوليوس، لم يستطع سوبارو التخلص تمامًا من شعوره بالحذر. فمن الواضح أن أنستاسيا، كونها تاجرة بارزة، لن ترسل أي شخص عشوائي كمبعوث إلى إميليا؛ المنافسة في الاختيار الملكي. كانت أنستاسيا تدير شركة هوشين، وهي منظمة ضخمة مقرها مدينة كارارجي الواقعة في الغرب، وتمتع أتباعها بقدرات لا يُستهان بها سواء من حيث الكم أو النوعية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بمجرد أن ردَّت إميليا على الطعم، جاء رد فعل أوتو فوريًا. كان واضحًا أنه يفكر: ”لقد وقعنا في الفخ!“، وسرعان ما فهم سوبارو السبب؛ فإجابة إميليا أفقدتهم الفرصة لمناقشة الأمر فيما بينهم أولًا.
قرر سوبارو أن أفضل خيار هو التحدث مع هذا المبعوث والتعرف عليه عن كثب في أقرب وقت ممكن.
«صحيح، عملي وأنيق! رغم أنني لا أفهم معنى هذا.»
«حسنًا، هذه المرة سنتوجه حقًا إلى غرفة الاستقبال… أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم تصرفاتها الطفولية وشخصيتها الودودة، كانت ميمي إحدى القائدات في وحدة المرتزقة من البشر الوحشيين المعروفة باسم الأنياب الحديدية ومحاربة قوية تفوق قوتها قوة سوبارو عدة مرات. كانت قد خاضت معركة إلى جانب سوبارو خلال صيد الحوت الأبيض، ثم في معركة لاحقة ضد طائفة الساحرة، حيث قررت ميمي أنها وسوبارو رفقاء في الحرب.
«نعم. هناك تركت الضيف. الأخت الكبيرة إميليا والبقية موجودون بالفعل.»
«وما معنى تلك النظرة المشفقة في عينيك؟»
«يعني أن الضيف الآن مع إميليا تان، وأوتو، وغارفيل، وربما رام…؟ الأفضل أن أسرع لإنقاذ أوتو قبل أن يُصاب بقرحة معدية.»
«سيكون من المؤسف أن تغادروا بهذه السرعة»، قالت إميليا محاولة إقناع جوشوا ورفاقه بالبقاء لليلة، لكنه رفض عرضها بأدب وغادر القصر بصحبة ميمي بعد ذلك بفترة قصيرة.
«هل هناك مَن هو أكثر بؤسًا منه، يا ترى؟ لقد نفد حظه منذ اللحظة التي أمسكته فيها، يا سوبارو.»
«آه، يبدو أنك تفاجأت أيضًا، سوبارو. هذا صحيح، جوشوا هو شقيق جوليوس الأصغر. أليس من الرائع أن الشقيقين يعملان معًا لمساعدة السيدة أناستاسيا؟»
«مهلًا، كفي عن الحديث وكأنني خطفته ولم أتركه يرحل.»
بالطبع، كان وجود أوتو برفقة سوبارو أشبه بتحقيق أمنية. وبغض النظر عمّا قد يُقال صراحةً، لم يكن بالإمكان للمفاوضات أو للمعسكر نفسه أن يمضي قُدمًا دونه. كان الجميع يدركون هذا جيدًا.
ارتسمت على وجه بياتريس نظرة استياء بينما كانت ميمي، في مزاج رائع لا يُصدق، تمسك بيدها اليمنى بإحكام. وقادتهم بيترا باتجاه غرفة الاستقبال في الطابق الثاني، حيث تبعها سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ميمي تبدو معجبة جدًا بغارفيل… لدرجة أنني أشعر بشيء من الغيرة.»
عندما وصل الأربعة إلى وجهتهم، وجدوا فتاة وحيدة واقفة في الممر.
روى قصصه بأسلوب مرح، ونبرة صوته كانت رقيقة للغاية. تحدَّث بعناية فائقة، وكأنه يتحدث مع طفل صغير يأخذ قيلولة، وروى الأحداث بروح من الفكاهة.
«رام؟ لماذا أنتِ هنا؟»
«حسنًا، أعتقد أنني سأخلد أخيرًا للنوم. ماذا عنك، غارفيل؟»
«أخيرًا أتيتَ، باروسو. لقد تأخرتَ كثيرًا، أليس كذلك…؟»
أدار سوبارو رأسه بعناد مبتعدًا، بينما ظلت إميليا تحدق به بوجهها البريء. لم تلبث طويلًا حتى خارت قواها وانفجرت ضاحكة.
كانت رام خادمة جميلة المظهر، ولكن خلف هذا الجمال لسان حاد كالشفرة. استقبلت المجموعة ببرود، كما لو كانت تخاطب مَن هم أقل شأنًا منها، لكنها توقفت فجأة وأخذت تضيق عينيها الورديتين. ثم زفرت بعمق.
ما إن اخترق سوبارو شالحدود البيضاء حتى انقلب عالمه رأسًا على عقب. «ما—؟! واه! غاااه!»
«غير لائق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت تلك البلورة مهدًا لروح باك العظيم النائمة.
«أنتِ الغريبة هنا إذا كنتِ ترين هذا المشهد غير لائق! كيف يمكن أن يُعتبر هذا المشهد سوى أنه مفعم بالدفء؟!»
«ا-انتظر لحظة، أرجوك! مَن هذه الفتاة؟!»
«رجاءً، كفَّ عن تفسير كل شيء بناءً على ما تعتبره فضيلة في عقلك. تذكر هذا جيدًا يا باروسو؛ في عالم رام، لا يهم سوى وجهة نظر رام.»
«أما أنتما، فلم تتغيرا منذ لقائي بكما، وكأنكما ماء بارد يصب في وجهي!»
«أليس هناك تناقض كبير بين بداية ما قلتِه ونهايته؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ماذا؟!»
كان نقد رام للذاتية باستخدام ذاتيتها نفسها أنانيًا للغاية، لدرجة أن سوبارو وقف عاجزًا عن الرد. متجاهلةً ردود فعل سوبارو، عقدت رام ذراعيها ووجهت نظرتها نحو ميمي.
لكنها توقفت فجأة وخفضت عينيها البنفسجيتين. عرف سوبارو جيدًا الكلمات التي حاولت قولها. ليس هناك شك في أن رام لن تتهاون في أداء واجباتها، فلديها أسباب كافية لتجنب ذلك.
«أيها الضيف العزيز، إن طال غيابك أكثر من ذلك، سيزداد قلق مرافقك عليك.»
أمال سوبارو رأسه في حيرة، فليس لديه أدنى فكرة عن هويتهم. بجانبه، قامت بياتريس بنفس الحركة وهي تتساءل بصوت عالٍ.
«آااه… أظن أنه حان الوقت للعودة، هاه؟ ووبس—!»
«أعتذر عن الانتظار. هذا هو فارسي، سوبارو ناتسوكي.»
«نعم، من فضلكِ افعلي ذلك. وإلا، فالأمر سيصبح مزعجًا جدًا، خاصةً أن غيابك أجبر رام على مغادرة الغرفة بحثًا عنك.»
بينما وضع سوبارو المنشفة الباردة على رأسه، تحدثت بياتريس بوجه خالٍ من التعبيرات. لكنه لاحظ ابتسامة خفيفة تزين شفتيها، فلم يستطع إلا أن يبادلها ابتسامة صغيرة.
من خلال سير المحادثة، بدا أن ميمي قد جابت أرجاء القصر دون إذن من سيدته أو من مرافقها.
أخذ سوبارو يستعرض في ذهنه المرشحين الملكيين جميعهم، مع فرسانهم، ثم خلص إلى استنتاج بسيط: كل واحد منهم يمكن اعتباره غريب الأطوار بحق.
ومع ذلك، لم يكن من المستغرب أن تكون ميمي، بشخصيتها الطفولية، بعيدة كل البعد عن عدم إثارة المتاعب حتى لو لم تُترك وحدها. ثم التفت سوبارو نحو رام، وقد خطرت له فكرة.
«أريد التحدث إلى باك… هناك الكثير مما أود أن أسأله عنه. ولهذا السبب…»
«هل لي أن أسأل؟ أنتِ لم تبحثي عنها فعلًا، أليس كذلك؟ فقط وقفتِ هنا وذراعاك معقودتان أمام الغرفة.»
ما الذي تخفيه هذه الدعوة المفاجئة من نوايا؟
«مجرد حجة واهية. الجو داخل الغرفة لا يُطاق. وإذا لم تُسرع بالدخول، فسيموت أوتو من شدة القلق.»
«أنظر، هكذا تكون الأمور عندما تستخدم بيتي كموضوع مزاح. هل تعلمت درسك الآن، يا ترى؟»
«حقًا، أعترف بقدرتك على التخلص من أي شعور بالذنب، مهما كان صغيرًا.»
«حسنًا، بوجود السيدة إميليا وبياتريش، ستكون الأمور على ما يرام يا جنرال. وأعتقد أن ذلك يعني أنني يجب أن أحمي أخانا. فقط كن حذرًا، حسنًا؟»
كان لا بد من الإشادة بلامبالاتها الكاملة تجاه كونها في حضرة الضيوف، رغم أنها من المفترض أن تكون خادمة مثالية.
////
لكون رام قد وصفت الأجواء داخل الغرفة بغير المريحة، كان ذلك أمرًا مخيفًا بحد ذاته. ومع ذلك، شدَّ سوبارو عزمه؛ لأنه وجد فكرة البقاء خارجًا أكثر إثارة للقلق.
وبعد تلك الملاحظة التي أعادته إلى وعيه، احمر وجه جوشوا وأمسك بذيل شعره في خجل.
«شكرًا لأنكِ أوصلتنا، بيترا. هل سترافقيننا؟»
ما الذي تخفيه هذه الدعوة المفاجئة من نوايا؟
«آه، لديَّ ما يشغلني بخَبز بعض الفطائر الشهية؛ لذا أتمنى لكم حظًا موفقًا، أيها الأب.»
«كانت مجرد جلسة حديث بين الرجال. عليك التغاضي عن أمور كهذه أحيانًا.»
«آغه… بما أن الأم قد قالت ذلك، فلا مجال للتراجع!»
أمال سوبارو رأسه في حيرة، فليس لديه أدنى فكرة عن هويتهم. بجانبه، قامت بياتريس بنفس الحركة وهي تتساءل بصوت عالٍ.
جاء دور بيترا لتمازح سوبارو وكأنهما والدا بياتريس. بالطبع، كانت بيترا لديها عملها الخاص لتقوم به، وليس من المنصف أن يتوقع منها سوبارو أن تبقى معه على هواه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أو ربما كان ذلك إحساسًا بأنانيته الخاصة، أو شعوره بالذنب لاستخدام تلك الفتيات كقرابين مرة في دورة سابقة.
‹إنها لا تتخلى عني، صحيح؟› على الأقل، هذا ما أود أن أصدقه. ربما… أو قد يكون كذلك.
هذه النسخ التي تم تحريرها من الملجأ وإطلاقها في العالم كانت كالأطفال الأبرياء. وباعتبارها مَن حملت واجب تعليمهم عن الحياة، ابتعدت ريوزو عن حفيديها.
«حسنًا، لنمضي إذًا. لا يمكن الإمساك بشبل النمر إلا بالدخول إلى عرينه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «همم، ولكن، ألا يمكننا أن نصدق أنها ربما تريد فعلًا بناء علاقة جيدة؟»
[قال سوبارو هنا the tiger’s hole؛ لذا قالت ميمي أنه يقصد مؤخرة النمر.]
«لم أقصد هذا! هيا بنا فحسب!»
«أتعني مؤخرته؟»
بعد النجاة من هذه الضربة الكلامية، غمز سوبارو نحو بيترا. فقد كان واضحًا من حديثها حتى الآن أنها ما زالت تملك المزيد لتقوله.
«كم أنتِ فظة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يـ-يبدو وكأنه سعيد للغاية لسبب ما…»
«لم أقصد هذا! هيا بنا فحسب!»
راقب سوبارو ارتعاشة خفيفة في عينيها المغلقتين، ثم حك رأسه بصمت. لم يكن بوسعه سوى فهمٍ ضبابي لما تشعر به إميليا، مع إدراكه التام لعجزه عن تخفيف ما يثقل صدرها.
متجاهلًا حيرة ميمي وانتقاد رام، قرع سوبارو باب غرفة الاستقبال. فُتح الباب فورًا، وبرز منه رأس بشعر أشقر قصير.
أخذ أوتو، المستشار المنزلي الرئيسي لفرقة إميليا، يديه إلى جبهته محاولًا إخفاء عرقه البارد وهو يطلب من سوبارو أن يكبح محاولاته المتعثرة في الثناء.
«يو، تأخرت كثيرًا يا، أليس كذلك أيها القائد؟ أخونا على وشك أن يُصاب بثقب في معدته في أي لحظة.»
رغم كل شيء، كان الأمل معقودًا أن تكمل ريوزو مهمتها يومًا ما، لتعود وتعيش مع غارفيل وفريدريكا كعائلة واحدة. لكن الظروف الحالية جعلت تحقيق هذا الحلم مؤجلًا.
«أعلم، أُدرك ذلك. بصراحة، إنها مسألة وقت فقط، لكنني أود أن أحافظ عليه سالمًا لأطول مدة ممكنة.»
«لماذا لا تشكر بيترا مباشرةً، يا ترى؟ تلك الفتاة ستقفز من الفرح على الأرجح.»
«حقًا! هذا أشبه بثورة بحيرة أركل!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ولوَّح سوبارو بيده وهو يغادر الغرفة، تاركًا أوتو وغارفيل مجتمعين حول لوحة اللعبة بينهما.
تبادلا سوبارو وغارفيل الابتسامات الماكرة، وكأنهما طفلان يخططان لمقلب. ثم فتح غارفيل الباب على مصراعيه، ملوحًا بيده نحو الداخل بابتسامة ساخرة.
أعاد جوشوا وضعيته بعد أن أعاد عدسته المفقودة إلى مكانها، ثم خفض صوته قليلًا ردًا على شرح سوبارو. التغيير في نبرة صوته والانفعالات المعقدة التي ملأت تلك الاستجابة جعلت سوبارو يعبس وجهه.
«تفضل بالدخول. لا شيء سيحدث دون وجود القائد، وهذا سيزعج الضيف أيضًا. رؤية أوتو والسيدة إميليا يرحبان بالزائر ليست سوى عرض كوميدي!»
احتفل غارفيل بعيد ميلاده الخامس عشر مؤخرًا، مما جعله مؤهلًا قانونيًا لشرب الكحول وفق قوانين المملكة. إلا أن ضعفه أمام المشروبات الكحولية كان أمرًا مفاجئًا. فمنذ أن أغواه أوتو لتجربة النبيذ ذات مرة وأثقل رأسه حتى الثمالة -وهو ما جعله يتلقى نظرات غاضبة من رام- أصبح منظر زجاجة النبيذ كافيًا ليجعله يقطب جبينه.
«الآن، هذا عرض يستحق المشاهدة… غاه!»
«كانت مجرد جلسة حديث بين الرجال. عليك التغاضي عن أمور كهذه أحيانًا.»
«كف عن قول الحماقات وادخل. أنت تعيق الطريق.»
لكن كلمات سوبارو لم تجد صدى لدى أوتو، الذي ازداد غضبه وهو يتمتم بكلمات غير واضحة: «النتيجة ليست كل شيء! العملية نفسها مهمة للغاية. أن نقرر نتيجة النقاش قبل خوضه… هذا هراء محض! ولهذا كنت دائمًا أصر على ألا نتخلى عن زمام المبادرة تحت أي ظرف… ولكننا وقعنا تمامًا في فخ خصمنا! كان ذلك أسوأ ما يمكن فعله!»
دفعت رام سوبارو بحركة سريعة بقدمها، مما جعله يتعثر ويدخل الغرفة على مضض. وبمجرد دخوله، تحولت الأنظار نحوه.
«لم أقصد هذا! هيا بنا فحسب!»
«…»
«واه، الأمر ليس مجرد رغبة في مداعبة رأس بيكو. أولًا، عليك إخراجها من قصر يحترق، ثم بناء علاقتك معها تدريجيًا. غير ذلك، الأمر مستحيل.»
مشاعر متنوعة ارتسمت على الوجوه: ارتياح، استياء، وشكوك.
وكما توقع، التفت بعيدًا عن الوجوه المألوفة ليركز انتباهه على الشخص الذي ينظر إليه بشك.
«ماذا—؟ واه؟!»
كان الزائر شابًا وسيمًا، ذا ملامح رقيقة وجمال أخَّاذ. جسده النحيل كان مكسوًا بثياب احتفالية فاخرة، وشعره الذي بدا أطول قليلًا من المعتاد كان مجمعًا في شكل ذيل حصان. بدا في عمر مقارب لعمر سوبارو، إلا أن ملامحه المشدودة والنظارة الأحادية التي ارتداها على عينه اليمنى أضفتا عليه مظهرًا أكثر صرامة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إنه لأمر سيئ أن تكون طامعًا وأنت تفتقر إلى الكثير. تُرى، هل يمكن أن يكون سوبارو سوى متهور ومندفع؟ لهذا السبب، الآن وقد أصبح له مَن يدعمه، سنسمح له بهذا الطمع.
«إذًا، هذا هو…؟»
«أشعر أن هذه طريقة أكثر وقاحة للتعبير عن قبولك، لكن ربما هو مجرد وهم منِّي؟»
طرح الضيف سؤاله بصوتٍ جاف ونبرة صارمة، فأومأت الفتاة الجميلة الجالسة مقابله برأسها.
«بالضبط، مجرد وهم. على أي حال، منافسنا تاجر بارع وذكي للغاية. أعتمد عليك يا أوتو. غارفيل للقوة القتالية، أوتو للشؤون الثقافية، وأنا للحفاظ على الأجواء.»
«نعم، هذا صحيح.»
تمنى لو أنها تتجنب استخدام كلمات مثل الإعجاب والروعة بهذه البساطة.
كانت الفتاة ذات الشعر الفضي المتألق والجمال الرقيق الذي يعكس روحها النقية هي إميليا، التي بدت وكأنها تزداد سحرًا مع مرور الأيام.
«حسنًا، يبدو أيضًا أنك مازوشي بعض الشيء، لكنني سأضع هذا الشعور جانبًا.»
ابتسمت ابتسامة خفيفة، وأشارت إلى سوبارو بإيماءة رقيقة من إصبعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، لنقلل من قلقنا بشأن القصر ونركز على ما أمامنا… أليس كذلك، إميليا-تان؟»
«أعتذر عن الانتظار. هذا هو فارسي، سوبارو ناتسوكي.»
«تعازيَّ؟ ماذا تعني بذلك؟»
كلمات إميليا وهي تقدمه كفارسها جعلت قلب سوبارو يرتجف من التأثر. ففي كل مرة يسمعها تناديه بهذا اللقب، يتذكر اللحظة التي منحته فيها هذا الشرف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك سوبارو بينما عبست بياتريس وهي ترتب شعرها المشعث.
كانت تلك الذكرى الجميلة دائمًا ما تبعث القوة في قلبه الهش والمتقلب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، لنقلل من قلقنا بشأن القصر ونركز على ما أمامنا… أليس كذلك، إميليا-تان؟»
«يـ-يبدو وكأنه سعيد للغاية لسبب ما…»
«هل هناك مَن هو أكثر بؤسًا منه، يا ترى؟ لقد نفد حظه منذ اللحظة التي أمسكته فيها، يا سوبارو.»
«سوبارو، توقف عن صنع هذا الوجه الغريب. سيظن الناس أن هناك خطبًا بك… ولماذا تمسك بيدي بهذه القوة، يا ترى؟ انتظر، هذا مؤلم! آه، كفى! أووو!!»
فرك سوبارو جبينه بقلق قبل أن يرفع نظره مجددًا.
«—واه!! آسف، لقد شردت قليلًا دون أن أدرك ذلك.»
«آه، يبدو أنك تفاجأت أيضًا، سوبارو. هذا صحيح، جوشوا هو شقيق جوليوس الأصغر. أليس من الرائع أن الشقيقين يعملان معًا لمساعدة السيدة أناستاسيا؟»
كان مستغرقًا في أفكاره لدرجة أنه كاد أن يسحق يد بياتريس الصغيرة دون قصد.
«مهلًا، سيد سوبارو. يبدو أن بياتريس قلقة حقًا.»
وفي كل الأحوال، كانت بياتريس على حق؛ فقد كان الضيف يحدق به بشكٍ واضح. قرر سوبارو أن الوضع يحتاج إلى معالجة سريعة قبل أن يسوء أكثر، فتنحنح ليعيد ترتيب أفكاره، ثم وقف منتصبًا وقام بالتحية الرسمية التي تُميز الفرسان.
قال سوبارو وهو يبتسم: «لقد أصبحت مستشارًا ماهرًا تمامًا. إنكارك لذلك في كل مرة صار مزحة مألوفة الآن.»
بعد أن استقام وصحح تعابير وجهه، وضع يده اليمنى على صدره، محاولًا تهدئة دقات قلبه المتسارعة.
«سأفعل كل ما أستطيع فعله. هذه هي الطريقة المتطلعة للأمام التي قررت أنا وبياتريس اتباعها بعد أن تحدثنا بالأمر.»
«أعتذر عن سوء تصرفي. اسمحوا لي أن أُعرِّف بنفسي. أنا فارس السيدة إميليا، سوبارو ناتسوكي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تسبب انفتاح إميليا البريء على نحو مدهش في إجبار سوبارو على الخضوع سريعًا.
«…»
—هكذا استمرت هذه الفتاة الثمينة، ريم، في النوم لأكثر من عام.
بالرغم من أن ارتداءه لسترة رياضية ربما قلل من هيبته، إلا أن تحيته كانت متقنة للغاية، إذ دربُّه عليها خادم ماهر حتى حاز على رضاه.
ابتسمت برفق وهي تراقب سوبارو يلوح بقبضته في الهواء. ثم لمست بلطف القلادة ذات البلورة السحرية الزرقاء التي استقرت على بشرتها الناعمة، متألقة بضوءها الأزرق الباهر.
في الماضي، سخر سوبارو من كل هذه الطقوس المسرحية الخاصة بالفرسان، لكن بمجرد أن جربها بنفسه، وجد نفسه مأخوذًا بسحرها.
أظهر غارفيل أنيابه وهو يستعد للعب الشطرنج، عاقدًا العزم على توجيه غضبه نحو اللعبة. بينما كان سوبارو يراقبه بابتسامة صغيرة وهو يُرتب القطع في صفوف منظمة.
ورغم أنه لم يولد في هذا الدور، فإن العادات والمواقف الفارسية قادت سوبارو ناتسوكي تدريجيًا نحو تجسيد معاني الفروسية الحقيقية.
«ماذا تفعل، يا ترى؟!»
لقد كانت تحية سوبارو مؤثرة بالنسبة للجميع في الغرفة، باستثناء الضيف. أما ابتسامة إميليا الفخورة، فقد كانت كافية لتعزيز معنوياته إلى حدٍ كبير.
«قائد؟»
محاطًا بهذه الوجوه، ومع صمته الذي بدا أنه طال أكثر مما ينبغي، نهض الضيف أخيرًا وانحنى برأسه تحيةً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفضل لو أنكِ لم تتجاهلي جزء الحب بتلك السهولة.»
«… أشكركم على لطفكم. لقد جئت إلى هنا… أنا هنا ممثلًا عن السيدة أناستاسيا هوشين. اسمي جوشوا جوكوليوس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احمرَّت وجنتا بيترا أكثر بينما ارتسمت على وجهها لمحة من السعادة.
«لا، شكرًا لك. اسم جميل، جوشوا… جوكوليوس؟»
وفي كل الأحوال، كانت بياتريس على حق؛ فقد كان الضيف يحدق به بشكٍ واضح. قرر سوبارو أن الوضع يحتاج إلى معالجة سريعة قبل أن يسوء أكثر، فتنحنح ليعيد ترتيب أفكاره، ثم وقف منتصبًا وقام بالتحية الرسمية التي تُميز الفرسان.
في خضم تبادل التحيات الرسمية، توقف سوبارو فجأة عندما سمع الاسم العائلي المألوف.
على أي حال، كان اللقاء مع المبعوث جوشوا جوكوليوس قد انتهى بالفعل، وحلَّ المساء على قصر روزوال الجديد.
رأت إميليا رد فعله، فوضعت يديها على صدرها وقالت:
تدخل سوبارو وهو يراقب الكتابة قائلًا بابتسامة ساخرة: «واو، خطك رهيب للغاية. هل ستتمكن ريوزو حقًا من قراءة هذه الرسالة؟»
«آه، يبدو أنك تفاجأت أيضًا، سوبارو. هذا صحيح، جوشوا هو شقيق جوليوس الأصغر. أليس من الرائع أن الشقيقين يعملان معًا لمساعدة السيدة أناستاسيا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت تلك البلورة مهدًا لروح باك العظيم النائمة.
ارتعشت زاوية فم سوبارو بينما كان يستمع إلى تفسير إميليا، وعيناها البنفسجيتان تلمعان بالإعجاب. تمامًا كما قالت ميمي، جوليوس لم يأت بنفسه، لكن—
قال سوبارو وهو يبتسم: «لقد أصبحت مستشارًا ماهرًا تمامًا. إنكارك لذلك في كل مرة صار مزحة مألوفة الآن.»
«السيد ناتسوكي، أليس كذلك؟ سمعت عنك من أخي الأكبر، وكذلك من… لنقل، بعض الإشاعات المختلفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com متجاهلًا حيرة ميمي وانتقاد رام، قرع سوبارو باب غرفة الاستقبال. فُتح الباب فورًا، وبرز منه رأس بشعر أشقر قصير.
بدا أن جوشوا استغل ارتباك سوبارو ليواصل حديثه بنبرة يعلوها بعض التسلية. كانت النظرة الحادة في عينيه، إلى جانب أسلوبه المصقول الذي لا يخلو من اللذع، دليلًا كافيًا لسوبارو على أنه بلا شك شقيق جوليوس.
«الآن، هذا عرض يستحق المشاهدة… غاه!»
فرك سوبارو جبينه بقلق قبل أن يرفع نظره مجددًا.
«تبًا لكِ، أيتها الأخت!»
«أخشى أن أكتشف ما الذي قد يكون قاله عني لعائلته.»
«…»
«لا داعي للقلق. أخي رجلٌ عادلٌ للغاية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، لنقلل من قلقنا بشأن القصر ونركز على ما أمامنا… أليس كذلك، إميليا-تان؟»
تسبب هذا الرد في ابتسامة متوترة على وجه سوبارو، فرفع جوشوا حاجبه، غير قادر على تفسير رد فعله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لم أتخلَّ! اسمعني جيدًا، إن كنت تظن أنني سأبقى مستشارك المنزلي إلى الأبد، فأنت مخطئ تمامًا! حلمي أن أكون تاجرًا عظيمًا أمتلك متجري الخاص! وجودي هنا ليس سوى محطة مؤقتة!»
هذا هو بالضبط ما كان سوبارو يرغب في الرد عليه، لكنه أمسك لسانه.
«—هناك تاجر متخصص في بريستيلا يملك نوعًا من البلورات السحرية عالية الجودة التي تبحث عنها السيدة إميليا. أنتم تسعون الآن للعثور على محفز لاستدعاء روح عظيمة، أليس كذلك؟»
«على أي حال، شقيق جوليوس الأصغر، أليس كذلك؟ الآن بعد أن ذكرت ذلك… إر، تلك النظرة الحادة في عينيك، والسخرية… أه، أسلوبك الراقي في الحديث، ولون شعرك الرائع… كله متشابه، هاه؟»
«أظن أن هذا ليس السبب تمامًا.»
«هل يمكنك التوقف عن إطرائك الزائد؟ من الواضح تمامًا مدى سوءك فيه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لهذا السبب، فضل سوبارو تجنب مقابلة جوليوس قدر الإمكان، على الأقل حتى يأخذ وقتًا كافيًا ليُهيئ نفسه نفسيًا.
أخذ أوتو، المستشار المنزلي الرئيسي لفرقة إميليا، يديه إلى جبهته محاولًا إخفاء عرقه البارد وهو يطلب من سوبارو أن يكبح محاولاته المتعثرة في الثناء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتسمت على وجه بياتريس نظرة استياء بينما كانت ميمي، في مزاج رائع لا يُصدق، تمسك بيدها اليمنى بإحكام. وقادتهم بيترا باتجاه غرفة الاستقبال في الطابق الثاني، حيث تبعها سوبارو.
«يا رجل، هل فقدت الوزن منذ آخر مرة رأيتك فيها؟»
«هذه بيكو! طفلة السيد والسيدة—!»
«لم يمر وقت طويل منذ تلك اللحظة، لكن كل يوم هو معركة جديدة! يومًا ما، بلا شك، سأستسلم للبرد وألم المعدة! أيضًا، سمعت حديثك مع غارفييل في وقتٍ سابق!»
في الماضي، سخر سوبارو من كل هذه الطقوس المسرحية الخاصة بالفرسان، لكن بمجرد أن جربها بنفسه، وجد نفسه مأخوذًا بسحرها.
«حسنًا، لم أكن أخفيه على نحوٍ خاص. لا أنوي إخفاء شيء عنك إذا استطعت.»
تسبب هذا الرد في ابتسامة متوترة على وجه سوبارو، فرفع جوشوا حاجبه، غير قادر على تفسير رد فعله.
«هل يمكنك أن تحاول إخفاء بعض الأمور؟!»
«مهلًا، أشعر بالإهانة لأنكِ تصفين الأمر باللعب. لقد بذلت قصارى جهدي في التدريب وكل شيء.»
تجاهل سوبارو شكوى أوتو بكلمة ”أجل، أجل.“، ثم جلس بسلاسة بجانب إميليا. وعندما جلس، وضع بياتريس في حضنه، يداه تحيطان بجانب بطنها لدعمها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «معك حق. إرسال قريب بالدم لفارسهم يعادل الاعتراف بنا كأنداد. لطالما تساءلت لماذا لم يتعرض الرسل المهمون للأذى في درامات التايغا التي كنت أشاهدها، ومَن كان يظن أنني سأفهم الأمر من خلال تجربتي الخاصة؟»
فاصطف كل من إميليا، سوبارو (مع بياتريس)، وأوتو على أريكة غرفة الاستقبال.
«على أي حال، شقيق جوليوس الأصغر، أليس كذلك؟ الآن بعد أن ذكرت ذلك… إر، تلك النظرة الحادة في عينيك، والسخرية… أه، أسلوبك الراقي في الحديث، ولون شعرك الرائع… كله متشابه، هاه؟»
«الآن، عذرًا على التأخير. هل يمكننا متابعة الحديـ؟»
«مم، هذا صحيح. وأيضًا، أحتاج للاعتذار لأوتو لأنني تجاوزت النقاش دون إشراكه.»
«ا-انتظر لحظة، أرجوك! مَن هذه الفتاة؟!»
«أتعني مؤخرته؟»
«—؟ هل هناك شيء غريب بشأن بيتي، يا ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، حظًا موفقًا. لكن لا تسهر طويلًا، فهذا لن يساعدك على النمو أطول.»
أشار جوشوا إليها، بينما حركت بياتريس رأسها بفضول.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، يبدو أنك تستمتع بالتحديات الشاقة، لكنني سأدع هذا الشعور جانبًا الآن.»
«مهلًا، ماذا؟… هل أنا الشخص الوحيد الذي يجد هذا غريبًا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتسمت على وجه بياتريس نظرة استياء بينما كانت ميمي، في مزاج رائع لا يُصدق، تمسك بيدها اليمنى بإحكام. وقادتهم بيترا باتجاه غرفة الاستقبال في الطابق الثاني، حيث تبعها سوبارو.
«لا، أنا آسف حقًا. رد فعلك مفهوم تمامًا. إن كان هناك أي شيء، فهذا المكان هو حيث تموت الفطرة السليمة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مر عام كامل بدا طويلًا وقصيرًا في آن واحد، وكأن الزمن يمضي بخطوات متباينة. تغيَّرت بعض الأشياء خلاله، بينما بقيت أشياء أخرى على حالها. وإن كانت أقوى الثوابت هي العلاقة التي جمعت بين سوبارو وأصدقائه، فإن أبرز التطورات بلا شك كانت—
عندما انحنى جوشوا للأمام بعنف لدرجة أن عدسته المكبرة سقطت، اعتذر أوتو بنظرة تعاطف في عينيه. بدا أن جوشوا لم يكن بنفس درجة الهدوء الذي يتمتع به شقيقه الأكبر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لعنة عليكِ، أختي!»
اعتذر سوبارو أيضًا بينما كان يفكر في نفسه أن هذا يجعل جوشوا الأخ الأسهل للتعامل معه.
أما معسكر بريسيلا، فكان الأكثر صعوبة على الإطلاق في التنبؤ بتصرفاته.
«لقد أصبح وجود بيكو في حضني أمرًا طبيعيًا بالنسبة لي لدرجة أنني فعلت ذلك دون تفكير.»
أخذ أوتو، المستشار المنزلي الرئيسي لفرقة إميليا، يديه إلى جبهته محاولًا إخفاء عرقه البارد وهو يطلب من سوبارو أن يكبح محاولاته المتعثرة في الثناء.
«أصبح الأمر طبيعيًا لدرجة أن حتى أوتو لم يعلق عليه. أنا مذهول أيضًا.»
«نعم، بالطبع. من الطبيعي أن تكون متواضعًا عند مقارنة نفسك بأخي الأكبر.»
«لا أحد يقول مذهول بعد الآن…»
عندما وصل الأربعة إلى وجهتهم، وجدوا فتاة وحيدة واقفة في الممر.
أضافت إميليا كلمة قديمة أخرى إلى المحادثة ببراعة، ولكن سوبارو وافق على الرسالة على أي حال. فقد أصبحت علاقته ببياتريس طبيعية إلى حد أن هذا لم يعد يثير تعليقًا فكاهيًا من أوتو.
«لا شك أنه رجل يصعب فهمه. لكنه يعرف أصول التعامل، على ما أظن. يستحق الثناء على احترامه للروح العظيمة.»
«عجبًا، جوشوا بطيء جـــــدًا—»
«أعلم، أُدرك ذلك. بصراحة، إنها مسألة وقت فقط، لكنني أود أن أحافظ عليه سالمًا لأطول مدة ممكنة.»
قَطَعَت ميمي حديثهم وهي تقفز وتجلس بجانب جوشوا، تساعد نفسها في تناول الحلوى الموجودة على الطاولة بينما كانت تدفع خده بذيلها الطويل.
أمال سوبارو رأسه في حيرة، فليس لديه أدنى فكرة عن هويتهم. بجانبه، قامت بياتريس بنفس الحركة وهي تتساءل بصوت عالٍ.
«هذه بيكو! طفلة السيد والسيدة—!»
«ماذا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن الموقع الذي يقف فيه ناتسوكي سوبارو لم يكن ليناً بما يكفي ليترك له مجالاً للتهاون أو الخمول.
«صحيح، صحيح. هذه هي طفلتنا اللطيفة، بياتريس، أنا وإميليا تان.»
«يبدو أنك لم تدرس جيدًا. بريستيلا واحدة من المدن الكبرى الخمس في لوغونيكا، وتقع على حدود المملكة مع المدينة- دولة كاراراجي. إنها مدينة رائعة الجمال، مليئة بالقنوات المائية.»
استغل سوبارو دهشة جوشوا ليضربه على كتفه في ذات اللحظة.
ولكن، في لحظة التفكير في أن بياتريس قد تجد صديقة جديدة، قرر سوبارو تركهما لبعض الوقت.
«عجبًا. بالطبع لا. انظر ما فعلت. لقد أفزعت جوشوا. ربما قبلتك، يا سوبارو، لكن الأطفال لا يولدون من قبلة. تعلمت هذا على الأقل.»
لم يلاحظ جوشوا الدهشة التي سادت المكان، وكان من الواضح أن عدسته المعظمة قد أضاءت ببريق مثير للقلق.
«آه، آسف، إميليا تان. الأمر حقًا محرج؛ لذا هل يمكنك التوقف عن الكشف عن تفاصيل كهذه، امم، بتلك الصراحة؟ سأتوقف عن المزاح وسأقدمها على نحو صحيح.»
استغل سوبارو دهشة جوشوا ليضربه على كتفه في ذات اللحظة.
تسبب انفتاح إميليا البريء على نحو مدهش في إجبار سوبارو على الخضوع سريعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «الآن، عذرًا على التأخير. هل يمكننا متابعة الحديـ؟»
بالطبع، لم تكن معرفة إميليا بمسائل الإنجاب قد تقدمت إلى ما هو أبعد من ”القبلات لا تصنع أطفالًا“. مناقشة أي شيء يتجاوز ذلك كانت عقبة كبيرة بالنسبة لسوبارو، وعمومًا كان الجميع يتفقون على توافق غامض مفاده ”سنشعر بالقلق عندما تكبر“. في النهاية، كان الجميع ببساطة أكثر من حريصين.
استدعى سوبارو في مخيلته صور المدن المائية في عالمه، ولم يكن أمامه سوى أن يتذكر البندقية، تلك المدينة التي تشق قنواتها الماء وسط شوارع مرصوفة بالحجارة، مما جعلها مكانًا ساحرًا يستحق الزيارة. لكن، ما خطرت في باله هذه الصورة حتى أفسدتها الحقائق.
«أنظر، هكذا تكون الأمور عندما تستخدم بيتي كموضوع مزاح. هل تعلمت درسك الآن، يا ترى؟»
«كنت أفكر فقط في كم أنا محظوظ بوجودك معنا. لقد أصبحت فعلاً شخصًا يُعتمد عليه، غارفيل.»
«نعم، فكرت طويلًا فيما فعلته خطأ. من الآن فصاعدًا، سأفكر في مزاح أفضل.»
«هذا مثير. وصفك يجعلني أرغب في طباعة منشور دعائي عنها. ولكن مدينة تطفو فوق الماء، هاه؟ تذكرني بمدينة البندقية. لا شك أن هذا يجعلها مكانًا مذهلًا.»
«إررر، ما هي مكانة السيدة بياتريس الحقيقية…؟»
لم تختلف عن باقي غرف القصر في ترتيبها، ولم تحتوي إلا على أكثر الأثاث بساطة. السرير في وسط الغرفة، الستائر تغطي النوافذ، وطاولة بسيطة عليها مزهرية زهور؛ هذه كانت كل محتوياتها تقريبًا.
«أوووه، عذرًا، خرجت عن الموضوع مرة أخرى. بياتريس هي روح متعاقدة معي.»
«آه، سيكون ذلك مؤلمًا جدًا. وإذا حدث وكتبت في الرسالة أن أخونا ممل، فسأضطر إلى ضربك تعويضًا عن ذلك.»
«روح… متعاقدة…»
«آغه… بما أن الأم قد قالت ذلك، فلا مجال للتراجع!»
أعاد جوشوا وضعيته بعد أن أعاد عدسته المفقودة إلى مكانها، ثم خفض صوته قليلًا ردًا على شرح سوبارو. التغيير في نبرة صوته والانفعالات المعقدة التي ملأت تلك الاستجابة جعلت سوبارو يعبس وجهه.
لم يلاحظ جوشوا الدهشة التي سادت المكان، وكان من الواضح أن عدسته المعظمة قد أضاءت ببريق مثير للقلق.
«يا ضيفنا الكريم، هل لديك مشكلة يا في أن يأتي القائد بروح عظمى معه؟»
«—كم أصبحتُ أقوى هذا العام. لا يمكن لأحد أن يتعرف عليَّ الآن مقارنةً بما كنت عليه في الماضي.»
ركز غارفيل على انزعاج الشاب دون تردد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن الموقع الذي يقف فيه ناتسوكي سوبارو لم يكن ليناً بما يكفي ليترك له مجالاً للتهاون أو الخمول.
ابتسمت ابتسامة خفيفة، وأشارت إلى سوبارو بإيماءة رقيقة من إصبعها.
«لا.» أجاب جوشوا، وهو يهز رأسه باختصار. «لقد سمعت الشائعات، لكن فاجأتني حقيقة أن السيد ناتسوكي هو فارس روح حقيقي. وأعتقد أنك على دراية بأن أخي الأكبر كان أيضًا فارس روح… وكان في السابق الوحيد في المملكة.»
لأن أوتو نفسه كان واعيًا لقيمته، فقد استمر في حمل مثل هذه الأعباء الثقيلة على عاتقه.
«آااه، بالطبع نعلم ذلك. لقد كان مسـ… إنههه… مساعدة كبيرة لنا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «في الواقع، مع معرفتي بمعلمي، قد يكون الهدف منذ البداية الجمع بين المرح والتدريب في آن واحد…»
«هل تكره أن تعترف بأنه ساعدك إلى هذا الحد؟!»
«أتسائل حقًا… لو كنتِ مستيقظة، ريم، لا أعتقد أنكِ كنتِ ستغيرين الأمور كثيرًا. ربما لأنني فاشل في هذا الأمر برمَّته، أو لأنكِ دائمًا ما تضعينني في المقام الأول.»
لم يكن سوبارو عنيدًا إلى هذا الحد، بل كان يواجه صعوبة في التوفيق بين مشاعره عندما تذكر المعركة التي خاضها جنبًا إلى جنب مع جوليوس، بالإضافة إلى الألم الناتج عن الإصابات التي تعرض لها بعد ضرباته في ساحة التدريب، ناهيك عن مجموعة من الإزعاجات الأخرى.
«على أي حال، لا بأس إن بقي هذا المضمار مجرد قاعدة سرية بالاسم فقط. يبدو رائعًا على أي حال.»
«أفهم الآن. بالتأكيد كانت هناك أحاديث عن فارس آخر يستخدم الأرواح، على ما أظن. إذا كان هذا الشخص هو أخوك الأكبر، أقدم لك تعازيَّ.»
سواء داخل القصر أو في الخارج، أو حتى بين ذراعي سوبارو، كان شعر بياتريس دائمًا يتسبب في إزعاج. وبالنسبة لسوبارو، فقد أصبح مهارته في فك تشابك الشعر لا تضاهى، وربما يستحق لقب ”مشذب شعر بياتريس“.
«تعازيَّ؟ ماذا تعني بذلك؟»
«أليس من الواضح، يا ترى؟ سقوطه أمر حتمي. إنه فقط مسألة وقت. على الأقل، يمكنه أن يكون حجر أساس لانطلاق سوبارو وبيتي في مغامراتهما الرائعة… غااه!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أووه، أحسنتِ يا بيترا. لست متأكدًا مما حدث من قبل، لكن هذا تصرف لطيف منك.»
«لا تبدئي المشاكل فجأة! علاوة على ذلك، قوتي لا يمكن مقارنتها مع قوة جوليوس. ليس لديَّ أدنى فرصة ضده في معركة متكافئة. مَن يذهب لتحدي أساتذة الألغاز في لعبة ألغاز؟ بالتأكيد التحدي يجب أن يكون في لعبة سحق الإخوة، هذا هو السبيل للفوز.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صمتت بيترا بخجل وقد احمرَّ وجهها، بينما تظاهر سوبارو بتمرير يده على ذقنه غير الموجودة. وقف الاثنان معًا يراقبان تلك اللحظة الدافئة التي جمعت بين بياتريس وميمي.
بعد أن فرك سوبارو شعر بياتريس بسبب تعليقاتها الاستفزازية، انحنى في اعتذار لجوشوا. ومع رأسها الذي أصبح في حالة فوضى كاملة، فعلت بياتريس الشيء نفسه.
بعد مسيرة قصيرة استغرقت عشر دقائق من الغابة، فتح سوبارو والآخرون الأبواب المزدوجة ودخلوا قاعة الاستقبال بالقصر. افترض سوبارو أن الضيوف الذين سمعوا عنهم لا بد أنهم أُخذوا إلى إحدى غرف الاستقبال.
«آسف. ليس لدينا نية لإهانة أخيك الأكبر. وبالمناسبة، أنا أدرك تمامًا أن قدراتي أدنى من قدراته. فلتغفر لنا يا سيدي، على غرار فتاة صغيرة غارقة في الكبرياء.»
«إنهما لطيفتان للغاية. أيضًا، تعليقات إميليا تثيرني على نحو كبير أحيانًا.»
«نعم، بالطبع. من الطبيعي أن تكون متواضعًا عند مقارنة نفسك بأخي الأكبر.»
لكون رام قد وصفت الأجواء داخل الغرفة بغير المريحة، كان ذلك أمرًا مخيفًا بحد ذاته. ومع ذلك، شدَّ سوبارو عزمه؛ لأنه وجد فكرة البقاء خارجًا أكثر إثارة للقلق.
«هاه؟»
«بعبارة أخرى، بيكو، مضايقتي لكِ ليست سوى طريقة أخرى للتعبير عن حبي.»
حتى وإن بدا الأمر وكأنهم يعودون للحوار على نحو طبيعي، فإن تصريح جوشوا المفاجئ والمتعالي أعاد توتر الجو مرة أخرى.
«لقد تعلمت درسي سابقًا، لذا لا أفعل ذلك أنا أيضًا.»
لم يلاحظ جوشوا الدهشة التي سادت المكان، وكان من الواضح أن عدسته المعظمة قد أضاءت ببريق مثير للقلق.
أدار سوبارو رأسه بعناد مبتعدًا، بينما ظلت إميليا تحدق به بوجهها البريء. لم تلبث طويلًا حتى خارت قواها وانفجرت ضاحكة.
«نعم، أخي الأكبر رجل عظيم. في سن الثانية والعشرين، يُعترف به كأحد أعظم الفرسان في المملكة، وهو فعليًا نائب قائد الحرس الملكي. على الرغم من أنه حاليًا لا يؤدي هذا الواجب ليخدم السيدة أنستاسيا على نحو أفضل، لا شك أن أخي الأكبر سيصبح قائد الحرس الملكي عندما تصعد إلى العرش. حتى السير راينهارد، القديس السيف في هذه الحقبة، لا يمكن مقارنته بأخي الأكبر من حيث الفضائل الفروسية. حقًا، أخي الأكبر هو الفارس بين الفرسان! سيكون من السخافة حتى أن نذكر اسميكما معًا في نفس الجملة.»
من الخارج، بدا قصر روزوال الجديد وكأنه قصر على الطراز الأوروبي، يشبه إلى حد كبير القصر القديم الذي احترق.
«… صـ-صحيح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ماذا؟!»
كانت قوة وسرعة الكلام قد أثقلت على سوبارو، بل حتى بياتريس بدت متفاجئة.
«أظن أن هذا ليس السبب تمامًا.»
«أعتذر، لم تتح لي الفرصة لتحذيرك. هذه المرة الثانية التي ينفجر فيها هكذا.»
ليس لديه كلمات تعبر عن السعادة التي شعر بها وهو يراها واثقةً من نفسها ومليئة بالحيوية كل يوم. كان هناك فقط دفء عميق وغير قابل للوصف ينبعث من صدره.
أمسك أوتو برأسه وهمس بأسى في أذن سوبارو. وعندما نظر سوبارو حوله، أدرك أن غارفيل كان غاضبًا بوضوح، بينما وضعت رام على وجهها تعبيرًا يحمل معناه: ”ألم أخبركم؟“.
«هاه؟»
فهم أخيرًا السبب الذي جعل رام تفر من الغرفة. كانت غفلة جوشوا هنا توازي الحادثة الشهيرة لسوبارو في اجتماع مرشحي الاختيار الملكي. وبما أن حليف جوشوا الوحيد، ميمي، انشغلت بتناول الحلويات ولم تكترث بما يجري، كان واضحًا أنه يجب على شخص آخر أن يلقنه درسًا…
«أعتذر عن الانتظار. هذا هو فارسي، سوبارو ناتسوكي.»
«هيي هيي. جوشوا فعلًا يحب أخوه الكبير، جوليوس، أليس كذلك؟»
«ها! لا تجعلني أضحك، أيها القائد. كم تعتقد أنني والجدة قضينا من الوقت معًا؟ الجدة تستطيع قراءة خطي حتى لو كتبته بيدي اليسرى.»
لكن قبل أن يلتقط أحدهم أنفاسه ليتدخل، ابتسمت إميليا في وجه جوشوا. كانت غير متأثرة بتاتًا بتصرفاته الحادة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في خضم تبادل التحيات الرسمية، توقف سوبارو فجأة عندما سمع الاسم العائلي المألوف.
وبعد تلك الملاحظة التي أعادته إلى وعيه، احمر وجه جوشوا وأمسك بذيل شعره في خجل.
«آه، صحيح. في الواقع، جئت إلى هنا لأعيدك أنتَ وبياتريس إلى القصر.»
«أ-أعتذر جدًا. أنا أفقد توازني عندما يتعلق الأمر بعائلتي…»
«بالفعل، غارفيل يكتب كل يوم، مما يعني أن لدينا جبلًا من الرسائل.»
«أوه، لا داعي للاعتذار. لقد قدم لي جوليوس مساعدة كبيرة أيضًا. إذا أردت، سيكون من دواعي سروري أن أسمع المزيد عنك وعن جوليوس…»
«أوووه، فهمت! إذًا هي بيترا الخادمة، وهذه هي طفلتك!»
«مهلًا لحظة! لنؤجل ذلك إلى وقت آخر. الآن يجب أن نركز على الأمور المهمة! أليس كذلك، أوتو، غارفيل؟!»
«ما الأمر؟ هل أعددتِ فطائر شهية جدًا أو ما شابه؟»
«—إيه؟!»
عندما تدخل غارفيل مازحًا ليغيظه، عبس أوتو لكنه لم يُعلق.
عندما قاطع سوبارو الحديث، وغيَّر الموضوع على نحو قسري وطلب المساعدة، كانت ردود فعل أوتو وغارفيل واضحة تمامًا، فكأنهما يفكران: ”لا تجرنا إلى هذا!“ ومع ذلك، لم يتردد الاثنان في الإيماء بالموافقة لسوبارو. وعلى الرغم من أن عيني جوشوا لمعتا للحظة، بدا أنه استعاد توازنه حيث نظف حنجرته.
«هذا ليس تأكيدًا على ثقتك بي! لقد كنتُ أبذل جهدًا مضنيًا كل يوم أيضًا!»
«حـ-حسنًا، سأروي لكم قصص مجد أخي الأكبر في مناسبة أخرى. لكن إحم… يجب أن نسرع في إنهاء هذا الموضوع، وإرجاعه إلى السيدة أنستاسيا بأسرع وقت.»
بالطبع، كان وجود أوتو برفقة سوبارو أشبه بتحقيق أمنية. وبغض النظر عمّا قد يُقال صراحةً، لم يكن بالإمكان للمفاوضات أو للمعسكر نفسه أن يمضي قُدمًا دونه. كان الجميع يدركون هذا جيدًا.
«نعم، أتطلع لذلك… الآن، لقد أجلنا هذا لفترة طويلة، لكن لننتقل إلى القضية الأساسية…»
«قتال… لديك طريقة بسيطة جدًا في النظر إلى الأمور.»
وبينما عاد جوشوا إلى أداء دور المبعوث، عادت إميليا بسلاسة إلى وضعها كمرشحة للاختيار الملكي. على الفور، أصبح الجو في الغرفة أكثر توترًا قليلًا. بدا وكأن إميليا شخص آخر تمامًا.
«هجوم مرتد غير متوقع!! علينا الحديث عن الانطباع الأول في وقت لاحق…»
لم يكن سوبارو وبياتريس الوحيدان اللذان قد نما في العام الماضي. كانت إميليا قد قضت ذلك الوقت في صقل نفسها في جميع المجالات التي يُتوقع من مرشحة للاختيار الملكي أن تتقنها.
ركز غارفيل على انزعاج الشاب دون تردد.
«— مُمثلًا عن السيدة أنستاسيا هوشين، سأقوم الآن بنقل كلمات سيدتي إليكِ، السيدة إميليا.»
حاول سوبارو إخفاء إحراجه، فوضع إصبعه على أنفه كأنه يمزح.
أدى التغير الملحوظ في الأجواء إلى توتر تعبير جوشوا وهو يخرج رسالة من جيبه. نشرها على الطاولة، كاشفًا عن محتوياتها التي كُتبت بحبر أسود.
أُعجب سوبارو ببيترا، التي رغم كونها خادمة، لم تجد حرجًا في طلب المساعدة من سيدة المنزل.
«تودُّ السيدة أنستاسيا دعوة السيدة إميليا إلى مدينة بريستيلا، مدينة البوابة المائية.»
كانت رام خادمة جميلة المظهر، ولكن خلف هذا الجمال لسان حاد كالشفرة. استقبلت المجموعة ببرود، كما لو كانت تخاطب مَن هم أقل شأنًا منها، لكنها توقفت فجأة وأخذت تضيق عينيها الورديتين. ثم زفرت بعمق.
«بريستيلا…»
«أليس هذا مبالغة، يا ترى؟ علاوة على ذلك، أنتَ وغارفيل فقط منَ تسميان هذا المكان قاعدة سرية. هل تتوقع أن يأتي أطفال الحي للعب هنا، يا ترى؟»
ترددت إميليا قليلًا، وظهر في عينيها ارتباك وهي تنطق اسم المدينة ببطء. لم يختلف حال سوبارو عن حالها.
لكن الموقع الذي يقف فيه سوبارو ناتسوكي لم يكن بمثل هذا التهاون الذي يسمح له بالاستسلام بسهولة.
ما الذي تخفيه هذه الدعوة المفاجئة من نوايا؟
«ولكن هل يمكن أن تفعل السيدة أنستاسيا أي شيء مريب بعد أن أرسلت شقيق جوليوس الأصغر كرسول؟ أعتقد أن ذلك سيكون خطوة خطيرة جدًا من جانبهم.»
«مدينة البوابة المائية بريستيلا؟ ولماذا تطلب منا الذهاب إلى هناك؟»
أو ربما كان عدم نسيان هذا الفعل مجرد وسيلة للتأكد من عدم وجود رد—
مع تردد زعيمتهم في الرد، بادر أوتو بالتدخل لاستقصاء الإجابة. كان في عيني جوشوا الذهبيتين بريق من التسلية، وارتسمت على وجهه ابتسامة خفيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نفخت بيترا وجنتيها ورفعت إصبعها مؤنبةً الثنائي المستهتر، ثم أمسكت بيد سوبارو وسحبته ليقف.
في تلك اللحظة، بدا شكله وطريقة تعبيره نسخة طبق الأصل عن أخيه جوليوس، ما أثار في نفس سوبارو شعورًا سيئًا بما قد يأتي بعد ذلك.
عندما تدخل غارفيل مازحًا ليغيظه، عبس أوتو لكنه لم يُعلق.
«يبدو أن سيدتي ترغب في دعوتكم إلى حفلة. السيدة أنستاسيا تريد دعوة السيدة إميليا بدافع حسن النية، وأيضًا لتخبركم بأنها قد عثرت على الشيء الذي تبحث عنه السيدة إميليا.»
وعلى الهامش، كان سوبارو جيدًا في لعبة أوثيلو، لكنه كان في أسوأ المستويات في الشطرنجي.
«وما الذي يمكن أن يكون؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفضل لو أنكِ لم تتجاهلي جزء الحب بتلك السهولة.»
«—!»
«أعتذر عن الانتظار. هذا هو فارسي، سوبارو ناتسوكي.»
بمجرد أن ردَّت إميليا على الطعم، جاء رد فعل أوتو فوريًا. كان واضحًا أنه يفكر: ”لقد وقعنا في الفخ!“، وسرعان ما فهم سوبارو السبب؛ فإجابة إميليا أفقدتهم الفرصة لمناقشة الأمر فيما بينهم أولًا.
«هذا يجعلني أشعر وكأنني العنصر الأكثر مدعاة للقلق… ولا أرتاح لذلك إطلاقًا.»
ومع ذلك، لم يستطع سوبارو استيعاب الأمر تمامًا بعد. وبسبب تأخرهم في التفاعل، فقدوا كل المبادرة في الحوار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اجتهد أكثر، أرجوك!!»
«—هناك تاجر متخصص في بريستيلا يملك نوعًا من البلورات السحرية عالية الجودة التي تبحث عنها السيدة إميليا. أنتم تسعون الآن للعثور على محفز لاستدعاء روح عظيمة، أليس كذلك؟»
«—هناك تاجر متخصص في بريستيلا يملك نوعًا من البلورات السحرية عالية الجودة التي تبحث عنها السيدة إميليا. أنتم تسعون الآن للعثور على محفز لاستدعاء روح عظيمة، أليس كذلك؟»
وهكذا، باتت الخطوات التالية محسومة بالفعل.
اعتذر سوبارو أيضًا بينما كان يفكر في نفسه أن هذا يجعل جوشوا الأخ الأسهل للتعامل معه.
《٣》
أدار سوبارو رأسه بعناد مبتعدًا، بينما ظلت إميليا تحدق به بوجهها البريء. لم تلبث طويلًا حتى خارت قواها وانفجرت ضاحكة.
«أشعر بالذنب من أجل أوتو؛ لأنني قررت كل هذا بمفردي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com احمرَّت وجنتا بيترا أكثر بينما ارتسمت على وجهها لمحة من السعادة.
بينما كانت تجلس وحدها مع سوبارو في غرفتها، قالت إميليا هذه الكلمات بعينين منخفضتين تحملان مسحة من الندم.
لم يلاحظ جوشوا الدهشة التي سادت المكان، وكان من الواضح أن عدسته المعظمة قد أضاءت ببريق مثير للقلق.
كان سوبارو يجلس مقابلها، مرتسمًا على وجهه ابتسامة مشفقة.
فاصطف كل من إميليا، سوبارو (مع بياتريس)، وأوتو على أريكة غرفة الاستقبال.
«حسنًا، صحيح أن أوتو كان مرتبكًا بعض الشيء، لكنني أتفق مع قرارك، إميليا-تان. ما يقلقني فقط هو فكرة أن نذهب إلى أرض شخص آخر دون أن نكون مستعدين على نحوٍ كافٍ.»
رأت إميليا رد فعله، فوضعت يديها على صدرها وقالت:
«ولكن هل يمكن أن تفعل السيدة أنستاسيا أي شيء مريب بعد أن أرسلت شقيق جوليوس الأصغر كرسول؟ أعتقد أن ذلك سيكون خطوة خطيرة جدًا من جانبهم.»
«عجبًا. بالطبع لا. انظر ما فعلت. لقد أفزعت جوشوا. ربما قبلتك، يا سوبارو، لكن الأطفال لا يولدون من قبلة. تعلمت هذا على الأقل.»
«معك حق. إرسال قريب بالدم لفارسهم يعادل الاعتراف بنا كأنداد. لطالما تساءلت لماذا لم يتعرض الرسل المهمون للأذى في درامات التايغا التي كنت أشاهدها، ومَن كان يظن أنني سأفهم الأمر من خلال تجربتي الخاصة؟»
«هل يمكنك أن تحاول إخفاء بعض الأمور؟!»
فهم سوبارو الآن أن المسألة تتعلق بالسمعة. أي شخص يُعرف بعدم الموثوقية سيجد نفسه محاطًا بالأعداء بسرعة. وكان ذلك أسوأ طريقة لإدارة الأمور، سواء كنت أحد زعماء الساموراي في عصر الولايات المتحاربة، أو مرشحًا للاختيار الملكي. كان على أصحاب النفوذ توخي الحذر عند اللجوء إلى الحيل والخداع.
«هذا يعني أن الناس لم يحتفظوا بالأمر لأنفسهم. وعلى أي حال، حتى لو نجحنا في إعادة باك، فإن ذلك بالنسبة للآخرين سيعني أننا عدنا إلى نقطة البداية. بالنسبة لهم، إنها فرصة جيدة لجعلنا مدينين لهم.»
على أي حال، كان اللقاء مع المبعوث جوشوا جوكوليوس قد انتهى بالفعل، وحلَّ المساء على قصر روزوال الجديد.
ردّ غارفيل بينما كان سوبارو ينهض من مكانه، مشيرًا إلى لوحة اللعبة على الطاولة. كانت الشطرنجي لعبة شبيهة بالشطرنج الغربي أو الشوجي الياباني. كان أوتو ماهرًا للغاية في هذه اللعبة، وتحفز غارفيل لتحديه في حالته الضعيفة يشير إلى أنه كان في سلسلة من الهزائم المتتالية.
«سيكون من المؤسف أن تغادروا بهذه السرعة»، قالت إميليا محاولة إقناع جوشوا ورفاقه بالبقاء لليلة، لكنه رفض عرضها بأدب وغادر القصر بصحبة ميمي بعد ذلك بفترة قصيرة.
«حـ-حسنًا، سأروي لكم قصص مجد أخي الأكبر في مناسبة أخرى. لكن إحم… يجب أن نسرع في إنهاء هذا الموضوع، وإرجاعه إلى السيدة أنستاسيا بأسرع وقت.»
حصل على الرد الذي كان يرجوه؛ لذا لم يعد هناك ما يفعله هنا.
«قد يبدو هذا المكان ممتعًا، لكن بمجرد أن يحاول أحدهم تجاوز جميع الحواجز ضمن المهلة المحددة، فإن تصميمه القاسي سيجعل حتى الكبار يبكون… لقد صنعت شيئًا وحشيًا.»
«إذًا، عندما تصلون إلى بريستيلا، أرجو أن تزوروا مقر رايمنت المائي. هذا مكان… احم عفوًا، أقصد، سيكون هناك حيث تنتظركم حفلة السيدة أنستاسيا.»
«لا يوجد ما يضمن أنك ستجد مكانا تقضي فيه بقية حياتك بعد هذه المحطة.»
«إلى اللقاء، غارف! سأكون في انتظارك؛ لذا تأكد من المجيء، حسنًا؟»
«لا داعي للقلق. أخي رجلٌ عادلٌ للغاية.»
أثناء وداعهم، لم يستطع سوبارو تجاهل تعبير الارتياح الواضح على وجه جوشوا. في الوقت نفسه، كانت ميمي في مزاج رائع وهي تخاطب غارفيل على وجه الخصوص.
لأن أوتو نفسه كان واعيًا لقيمته، فقد استمر في حمل مثل هذه الأعباء الثقيلة على عاتقه.
كان غارفيل، الذي تولى مرافقة الضيوف إلى الخارج مع مراقبتهم بعين حذرة، يبدو متيقظًا، وكأن شيئًا ما يثير قلقه. ربما كان يشك في وجود دوافع خفية وراء هذه الدعوة.
كان غارفيل، الذي تولى مرافقة الضيوف إلى الخارج مع مراقبتهم بعين حذرة، يبدو متيقظًا، وكأن شيئًا ما يثير قلقه. ربما كان يشك في وجود دوافع خفية وراء هذه الدعوة.
«لا يمكن أن تكون ميمي تخطط لشيء سيئ، ربما فقط تعجب بغارفيل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صمتت بيترا بخجل وقد احمرَّ وجهها، بينما تظاهر سوبارو بتمرير يده على ذقنه غير الموجودة. وقف الاثنان معًا يراقبان تلك اللحظة الدافئة التي جمعت بين بياتريس وميمي.
«ميمي تبدو معجبة جدًا بغارفيل… لدرجة أنني أشعر بشيء من الغيرة.»
—هكذا استمرت هذه الفتاة الثمينة، ريم، في النوم لأكثر من عام.
«نعم، لا شك أنها تتصدر قائمة الكائنات الظريفة. لم أتحدث مع جوشوا طويلًا، لكنني أشعر أنه قد يكون أيسر في التعامل مقارنةً بأخيه الأكبر.»
عندما حاول سوبارو تهدئة أوتو قائلًا: «لا تكن شديد الحساسية حيال الأمر. إميليا تشعر بالندم على ما حدث. أنا آسف لأننا تقدمنا دون استشارتك مسبقًا. على أي حال، أعتقد أن النتيجة كانت ستظل كما هي حتى لو تحدثت إليك.»
نظرت إميليا إليه بملامح ماكرة وقالت: «يا لك من عنيد، سوبارو. هل ما زلت تحمل ضغينة بسبب شجارك مع جوليوس في القلعة؟»
«أشعر أن تلك الفتاة أصبحت أكثر صرامة معي مؤخرًا. ألا يمكنك أن تقول لها شيئًا، يا سيد ناتسوكي؟»
ارتعش وجه سوبارو حين عادت الذكرى السيئة إلى ذهنه، وردَّ قائلًا: «لن أنكر أنني لم أصل بعد إلى مرحلة أستطيع فيها الضحك على ذلك. كنت صغيرًا وقتها، وأعرف الآن ما هو أفضل… لكنني ما زلت أعتقد أنه تجاوز الحدود!»
ضحك سوبارو وغارفيل عاليًا وهما يتبادلان صفعةً ودية على كفيهما.
«التمسك بالماضي بهذا الشكل ليس شيئًا رائعًا، خاصة وأنكما تصالحتما بالفعل.»
تحول سوبارو إلى الجدية، في حين بدا غارفيل وكأنه يتعامل مع الأمر وكأنه مكلف بمهمة رعاية، بينما تذمر أوتو وهو يحتسي المزيد من النبيذ شيئًا فشيئًا.
«نغهههه… لكنني مجرد إنسان!»
«نعم! ميمي تستمتع بكل لحظة! وأيضًا، ميمي أصبحت أطول! أنا الآن تقريبًا ناضجة!»
أدار سوبارو رأسه بعناد مبتعدًا، بينما ظلت إميليا تحدق به بوجهها البريء. لم تلبث طويلًا حتى خارت قواها وانفجرت ضاحكة.
«ماذا تفعل، يا ترى؟!»
«حسنًا، حسنًا. عجبًا، سوبارو، أنت حقًا عنيد وغبي بطريقة ظريفة. ولكنك لا تستطيع التورط في شجارات مع جوليوس في بريستيلا. لقد أصبحت فارسًا نبيلًا يا سوبارو، والفارس لا يلجأ إلى قوته عبثًا.»
أما معسكر بريسيلا، فكان الأكثر صعوبة على الإطلاق في التنبؤ بتصرفاته.
«كما تأمرين، سيدتي. الحكمة دائمًا على لسانك.»
—هكذا استمرت هذه الفتاة الثمينة، ريم، في النوم لأكثر من عام.
حاول سوبارو إخفاء إحراجه، فوضع إصبعه على أنفه كأنه يمزح.
«ماذا تفعل، يا ترى؟!»
«على أي حال، لا أعرف الكثير عن بريستيلا، لكنها مدينة مشهورة، أليس كذلك؟»
«ا-انتظر لحظة، أرجوك! مَن هذه الفتاة؟!»
«يبدو أنك لم تدرس جيدًا. بريستيلا واحدة من المدن الكبرى الخمس في لوغونيكا، وتقع على حدود المملكة مع المدينة- دولة كاراراجي. إنها مدينة رائعة الجمال، مليئة بالقنوات المائية.»
ومن ثم—
«هذا مثير. وصفك يجعلني أرغب في طباعة منشور دعائي عنها. ولكن مدينة تطفو فوق الماء، هاه؟ تذكرني بمدينة البندقية. لا شك أن هذا يجعلها مكانًا مذهلًا.»
«ليس هناك حاجة لمنطق معقد في القتال. الأمر كله يعتمد على ما يريده الطرف الآخر. وبصرف النظر عن ذلك الرجل الشاحب الآن… القطة الصغيرة التي جاءت معه، رغم مظهرها، تبدو قوية جدًا.»
استدعى سوبارو في مخيلته صور المدن المائية في عالمه، ولم يكن أمامه سوى أن يتذكر البندقية، تلك المدينة التي تشق قنواتها الماء وسط شوارع مرصوفة بالحجارة، مما جعلها مكانًا ساحرًا يستحق الزيارة. لكن، ما خطرت في باله هذه الصورة حتى أفسدتها الحقائق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أشعر بالذنب من أجل أوتو؛ لأنني قررت كل هذا بمفردي.»
«ناه، سوبارو، الأمر ليس كما تتخيل. بريستيلا ليست مدينة تطفو على الماء. تُعرف عادة باسم مدينة بوابة المياه.»
ومن بين أعضاء هذا الفصيل كان جوليوس جوكوليوس، الفارس الذي كانت علاقته بسوبارو معقدة للغاية. على أقل تقدير، لم تكن العلاقة بينهما على نحو يجعل سوبارو سعيدًا تمامًا برؤيته.
«مهلًا، ماذا؟!»
بالطبع، حتى لو شاهدها سوبارو تفعل ذلك، فإنه كان سيتظاهر بعدم رؤية شيء، حفاظًا على مشاعرها.
«نعم، بريستيلا تقع وسط بحيرة؛ لذا تغمرها المياه عند سقوط الأمطار. ولهذا السبب، بنيت جدران عالية لحمايتها، وأقيمت عدة بوابات مائية للتحكم في مستوى المياه. هذه البوابات هي ما يجعل المدينة تحمل هذا الاسم.»
أشار غارفيل برأس قلمه الريشي نحو أوتو الذي بدا وكأنه استسلم فجأة: «مهلًا، مهلًا، لا تستمر في الجدال، يا أخي. إذا بقيت على هذا الحال، فلن أحرز أي تقدم في كتابة هذه الرسالة. الجدة طلبت مني ذلك.»
«بطريقة ما، تغيرت صورة المدينة في ذهني فورًا، من مدينة ساحرة وسط الماء إلى ما يشبه سجنًا مائيًا.»
خلفهما كانت هناك مساحة فارغة، حيث قُطعت الأشجار لتكشف عن أرضٍ خالية. هذه البقعة التي أُعدَّت بعناية كانت أحد المشاريع التي تصدى لها سوبارو بعزيمة لا تلين— مكان خاص به للتدريب السري.
لقد تحطمت صورته الذهنية عن المدينة الساحرة عندما علم بالأسوار العالية. تساءل في نفسه لماذا قد يختار أي شخص بناء مدينة على أرض تتطلب كل هذه الاحتياطات الجذرية.
كان الوحش الأسطوري الثالث يُعرف باسم الأفعى السوداء. ورغم إيمانه بقوة الكلمات، تمنى سوبارو بكل ما أوتي من عزم ألا يواجه هذا المخلوق على الإطلاق. إلا أن إجابة إميليا حملت ترددًا غريبًا.
«وفي النهاية، ما زلنا لا نملك أدنى فكرة عن سبب دعوة أنستاسيا لنا إلى مكان كهذا… من الصعب تصديق أنها دعوة اجتماعية بحتة.»
على الجانب الآخر من الغرفة، جلس غارفيل عند مكتب العمل الخاص بأوتو، ممسكًا قلمًا بريشة ومظهرًا تعبيرًا مشوبًا بالإرهاق، بينما يحتسي الحليب ببطء من كأسه.
«همم، ولكن، ألا يمكننا أن نصدق أنها ربما تريد فعلًا بناء علاقة جيدة؟»
اعتذر سوبارو أيضًا بينما كان يفكر في نفسه أن هذا يجعل جوشوا الأخ الأسهل للتعامل معه.
«للأسف، سواء كان ذلك للأفضل أو الأسوأ، فإن لكل مرشح في الاختيار الملكي صفاته الفريدة التي تجعل من الصعب الوثوق بهم تمامًا. بصراحة، ليس هناك مرشح واحد، سواء كان سيدًا أو خادمًا، يمكن الوثوق به بنسبة مئة بالمئة، حتى في أفضل الظروف.»
عندما قاطع سوبارو الحديث، وغيَّر الموضوع على نحو قسري وطلب المساعدة، كانت ردود فعل أوتو وغارفيل واضحة تمامًا، فكأنهما يفكران: ”لا تجرنا إلى هذا!“ ومع ذلك، لم يتردد الاثنان في الإيماء بالموافقة لسوبارو. وعلى الرغم من أن عيني جوشوا لمعتا للحظة، بدا أنه استعاد توازنه حيث نظف حنجرته.
أخذ سوبارو يستعرض في ذهنه المرشحين الملكيين جميعهم، مع فرسانهم، ثم خلص إلى استنتاج بسيط: كل واحد منهم يمكن اعتباره غريب الأطوار بحق.
«ماذا؟! هذا أمر جلل، على ما أظن. أستطيع أن أفهم سبب استدعائك لنا بهذه العجلة.»
وثق سوبارو بكروش لسماتها الشخصية المتميزة. ومع ذلك، بعد فقدانها للذاكرة بسبب مواجهتها مع الشراهة، لم يتبق له سوى الاعتماد على جوهر شخصيتها وخصالها الفطرية. أما فيريس، فقد كان خطرًا بطبيعته؛ لأنه على استعداد لفعل أي شيء من أجل كروش. ولم تكن مشكلات ويلهيلم المتعلقة بزوجته الراحلة أقل تعقيدًا، إذ جعلت منه عنصرًا غير مضمون.
حينما تباهت بياتريس بهذه العبارة وعلى وجهها نظرة مفعمة بالثقة، اكتفى سوبارو بالرد بابتسامة.
أما أنستاسيا، فقد بقيت أفكارها غامضة بالنسبة له، ولم يكن قادرًا على فك شفرة دوافعها، بما في ذلك الدعوة التي كانوا ينظرون فيها آنذاك. وعلى الرغم من أن سوبارو، على مضض شديد، بدأ يثق بجوليوس، إلا أن ذلك لم يغير حقيقة أن زعيمة الفصيل كانت أنستاسيا نفسها. كما أن جيشها الخاص، الأنياب الحديدية، كان قوة لا يمكن الاستهانة بها.
«أعلم، أُدرك ذلك. بصراحة، إنها مسألة وقت فقط، لكنني أود أن أحافظ عليه سالمًا لأطول مدة ممكنة.»
في معسكر فيلت، كان وجود راينهارد والعجوز روم يمنح شعورًا معينًا بالثقة، لكن ذلك لم يكن كافيًا، إذ ظل سوبارو عاجزًا عن فهم شخصية فيلت. وإن لم يكن هناك شيء آخر، فإن التزامها الكامل بالمشاركة في الاختيار الملكي جعل الحذر عند التعامل معها أمرًا لا مفر منه. تلك الفتاة المفعمة بالحيوية والمكر تتطلب يقظة دائمة، وإذا أقامت رابطة وثيقة مع راينهارد، فإن احتمالات التفوق عليها ستصبح ضئيلة للغاية.
«لكنك قد تخليت عن كونك تاجرًا منذ زمن بعيد، فلماذا تهتم الآن؟»
أما معسكر بريسيلا، فكان الأكثر صعوبة على الإطلاق في التنبؤ بتصرفاته.
اعترض سوبارو على سوء فهمها، قبل أن يأخذ لحظة للتفكير.
لم يكن هناك مجال للحديث عن الثقة أو الإيمان بين سيدة المعسكر وخادمها. على الرغم من أن آل، فارس بريسيلا، ينتمي إلى نفس موطن سوبارو، إلا أن ولاءه القوي لها جعله بعيدًا عن تقديم أي معاملة خاصة لسوبارو. أما بريسيلا نفسها، بشخصيتها المتقلبة وغير العقلانية، فقد كانت أشبه بكارثة طبيعية لا يمكن توقعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اجتهد أكثر، أرجوك!!»
باختصار، حتى بعد مرور عام كامل منذ بدء الاختيار الملكي، بقي بقية المرشحين لغزًا غامضًا. ولم يكن من الممكن كشف المزيد عنهم إلا من خلال التفاعل المباشر. وهذا كان أحد الأسباب لقبول دعوة أنستاسيا.
‹إنها لا تتخلى عني، صحيح؟› على الأقل، هذا ما أود أن أصدقه. ربما… أو قد يكون كذلك.
قال سوبارو متذمرًا بشفتين مائلة: «لا أخفي خوفي من فكرة أن نصبح مدينين لأنستاسيا. كيف عرفوا ما تحتاجه إميليا-تان؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ومع ذلك، وعلى الرغم من تأديته لدوره كأمين سر بكفاءة، كان أوتو يهمس أحيانًا لنفسه قائلًا: «لم يكن من المفترض أن تكون الأمور هكذا…»
كان يشير بذلك إلى البلورة السحرية التي ذكرها جوشوا كوسيلة للمساومة. تلك البلورة النقية كانت بمثابة الحافز الذي احتاجته إميليا لتشكيل عهد جديد مع باك.
«تبًا لكِ، أيتها الأخت!»
فبعد أن استنفد باك كل طاقته السحرية وسقط في سبات عميق، أصبحت الحاجة إلى بلورة سحرية قوية أمرًا لا بد منه لإيقاظه. وعلى مدار عام كامل، بحثت إميليا بلا كلل عن واحدة مناسبة، ولكن دون جدوى.
«أتعني مؤخرته؟»
«كل مَن في القصر رأى باك، وهم يعرفون أنني ساحرة أرواح. حاولنا إبقاء أمر البلورة سرًا، ولكن يبدو أنه كان من المستحيل إخفاؤه تمامًا.»
«… أشكركم على لطفكم. لقد جئت إلى هنا… أنا هنا ممثلًا عن السيدة أناستاسيا هوشين. اسمي جوشوا جوكوليوس.»
«هذا يعني أن الناس لم يحتفظوا بالأمر لأنفسهم. وعلى أي حال، حتى لو نجحنا في إعادة باك، فإن ذلك بالنسبة للآخرين سيعني أننا عدنا إلى نقطة البداية. بالنسبة لهم، إنها فرصة جيدة لجعلنا مدينين لهم.»
دفعت رام سوبارو بحركة سريعة بقدمها، مما جعله يتعثر ويدخل الغرفة على مضض. وبمجرد دخوله، تحولت الأنظار نحوه.
ومع ذلك، فإن عودة باك ستكون بمثابة دفعة معنوية لا تُقدر بثمن لإميليا.
ــ الأرنب العظيم، أحد الوحوش الشيطانية الثلاثة العظمى التي تم القضاء عليها في الملجأ.
فضلًا عن ذلك، فإن قدرتها القتالية سترتفع أيضًا، وإن كان ذلك مجرد تفصيل إضافي.
لكن كلمات سوبارو لم تجد صدى لدى أوتو، الذي ازداد غضبه وهو يتمتم بكلمات غير واضحة: «النتيجة ليست كل شيء! العملية نفسها مهمة للغاية. أن نقرر نتيجة النقاش قبل خوضه… هذا هراء محض! ولهذا كنت دائمًا أصر على ألا نتخلى عن زمام المبادرة تحت أي ظرف… ولكننا وقعنا تمامًا في فخ خصمنا! كان ذلك أسوأ ما يمكن فعله!»
أداؤها الفردي في المعارك لن يكون له تأثير كبير على نتيجة الاختيار الملكي، ولكن عودة باك ستضفي مصداقية أكبر على ادعاءات معسكرها بالتغلب على الأرنب العظيم، ذلك الكائن الذي يعتبر في نظر الكثيرين مجرد أسطورة مرعبة.
حاول سوبارو إخفاء إحراجه، فوضع إصبعه على أنفه كأنه يمزح.
ــ الأرنب العظيم، أحد الوحوش الشيطانية الثلاثة العظمى التي تم القضاء عليها في الملجأ.
«لقد تعلمت درسي سابقًا، لذا لا أفعل ذلك أنا أيضًا.»
على عكس مطاردة الحوت الأبيض ومعركة الكسل، لم تعترف العامة بمواجهتهم للأرنب العظيم. إذ لم يكن هناك أي شهود محايدين، وتم نفي الأرنب العظيم إلى بُعد آخر، دون أن يترك أي أثر وراءه.
كان غارفيل جالسًا على كرسيه، يخط رسالة بخط يد سيئ. وعلى الرغم من سنه الصغير، بدا الأمر وكأنه يأخذ المهمة على محمل الجد.
أيقن سوبارو ومن معه منذ وقت طويل أن كلماتهم لن تلقى التصديق، مهما بذلوا من جهد لإقناع العامة. وإذا لم يظهر الأرنب العظيم لعدة سنوات بعد ذلك، فقد يعزز تقرير رسمي مصداقية ادعائهم، لكن احتمال انتهاء الاختيار الملكي قبل تحقق ذلك كان قائمًا وبشدة.
عندما تدخل غارفيل مازحًا ليغيظه، عبس أوتو لكنه لم يُعلق.
«حسنًا، من الصعب أن يصدق أحد أننا واجهنا اثنين من الوحوش الشيطانية العظمى في فترة قصيرة، فضلًا عن أننا قضينا عليهما. على الأقل، يمكننا أن ندعو ألا يظهر الثالث أيضًا.»
«تعرف أننا لا يمكننا ذلك. روزوال مشغول بجمع النبلاء الغربيين لعقد اجتماع، وقد تقرر بالفعل أن تذهب بيترا معه كجزء من تعليمها… مع أنها لم تكن سعيدة بذلك إطلاقًا.»
«—أتفق معك تمامًا.»
كان الوحش الأسطوري الثالث يُعرف باسم الأفعى السوداء. ورغم إيمانه بقوة الكلمات، تمنى سوبارو بكل ما أوتي من عزم ألا يواجه هذا المخلوق على الإطلاق. إلا أن إجابة إميليا حملت ترددًا غريبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «يـ-يبدو وكأنه سعيد للغاية لسبب ما…»
لو لم يكن يعرفها جيدًا، لظن أنها تخفي شيئًا يتعلق بهذه الأفعى السوداء…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تودُّ السيدة أنستاسيا دعوة السيدة إميليا إلى مدينة بريستيلا، مدينة البوابة المائية.»
«على كل حال، بخصوص بريستيلا…»
في الواقع، يُعتبر هذا القصر المقر الرئيسي، وقد تم بناؤه حديثًا مقارنةً بالقصر الذي فُقد في الحريق. ولذلك، كان أكثر فخامة واتساعًا من القصر الريفي، مما جعل الحفاظ عليه تحديًا أكبر للخدم مثل بيترا.
انتقلت إلى الموضوع التالي قبل أن يتمكن من المتابعة. كان تصرفها كاشفًا لرغبتها في تجنب الحديث عن الأمر، مما أثار في نفسه شعورًا بعدم الارتياح. غير أن معرفته العميقة بقلبها علمته أن الضغط عليها في مثل هذه اللحظات لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية.
طرق سوبارو دائمًا الباب قبل دخوله.
«هل تعتقد أنه من المناسب أن نقبل الدعوة ونذهب معًا كما ناقشنا من قبل؟»
لقد تحطمت صورته الذهنية عن المدينة الساحرة عندما علم بالأسوار العالية. تساءل في نفسه لماذا قد يختار أي شخص بناء مدينة على أرض تتطلب كل هذه الاحتياطات الجذرية.
«أظن أن الأمر سيكون على ما يرام. من المؤكد أن إميليا-تان ستذهب، وطبعًا سأرافقك كفارس لك، مع بيكو كشريكتي. بعد ذلك، سيأتي غارفيل كعضلاتنا، وأوتو كمستشارنا… وبصراحة، بدافع الشفقة أيضًا. في الحقيقة، كنت أود أن نأخذ بيترا وفريدريكا معنا كإجراء احترازي، لكن…»
كان الزائر شابًا وسيمًا، ذا ملامح رقيقة وجمال أخَّاذ. جسده النحيل كان مكسوًا بثياب احتفالية فاخرة، وشعره الذي بدا أطول قليلًا من المعتاد كان مجمعًا في شكل ذيل حصان. بدا في عمر مقارب لعمر سوبارو، إلا أن ملامحه المشدودة والنظارة الأحادية التي ارتداها على عينه اليمنى أضفتا عليه مظهرًا أكثر صرامة.
«تعرف أننا لا يمكننا ذلك. روزوال مشغول بجمع النبلاء الغربيين لعقد اجتماع، وقد تقرر بالفعل أن تذهب بيترا معه كجزء من تعليمها… مع أنها لم تكن سعيدة بذلك إطلاقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بمجرد أن ردَّت إميليا على الطعم، جاء رد فعل أوتو فوريًا. كان واضحًا أنه يفكر: ”لقد وقعنا في الفخ!“، وسرعان ما فهم سوبارو السبب؛ فإجابة إميليا أفقدتهم الفرصة لمناقشة الأمر فيما بينهم أولًا.
«هذا لأن كره بيترا لروزوال متجذر فيها. رام لا تقول شيئًا لأن روزوال يجد الأمر مضحكًا، لكن قلبي دائمًا يرتجف عندما أشاهد تفاعلاتهم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، ربما بالغت قليلًا، لكنكِ لستِ مضطرة للضحك بهذا الشكل. انظري إلى عضلاتي هذه يا بيكو! إنها كالصخر الصلب!»
كانت مشاعر عدم الثقة التي تكنها بيترا لروزوال قد ترسخت فيها بعد سلسلة الأحداث التي وقعت في الملجأ. وبلغت هذه المشاعر حدًا يمكن معه تخيل أنها قد تعصر منشفة مبللة فوق الشاي الذي تقدمه له.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ميمي تبدو معجبة جدًا بغارفيل… لدرجة أنني أشعر بشيء من الغيرة.»
بالطبع، حتى لو شاهدها سوبارو تفعل ذلك، فإنه كان سيتظاهر بعدم رؤية شيء، حفاظًا على مشاعرها.
اعترض سوبارو على سوء فهمها، قبل أن يأخذ لحظة للتفكير.
«ثم لأننا نحتاج إلى أن تحضر فريدريكا أيضًا لمراقبتها، ستبقى رام وحدها في القصر… وهـــذا يجعلني قلقًا الآن.»
قال أوتو وهو يضرب كأس النبيذ على الطاولة بانفعال.
«لا داعي للقلق، سوبارو. فالقصر لا يزال فيه—»
«نعم. هناك تركت الضيف. الأخت الكبيرة إميليا والبقية موجودون بالفعل.»
لكنها توقفت فجأة وخفضت عينيها البنفسجيتين. عرف سوبارو جيدًا الكلمات التي حاولت قولها. ليس هناك شك في أن رام لن تتهاون في أداء واجباتها، فلديها أسباب كافية لتجنب ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «شكرًا لأنكِ أوصلتنا، بيترا. هل سترافقيننا؟»
«حسنًا، لنقلل من قلقنا بشأن القصر ونركز على ما أمامنا… أليس كذلك، إميليا-تان؟»
إنها صلتها بذلك الفرد من عائلتها الذي لا تزال تعرف يقينًا بوجوده، لكنها في الوقت الحاضر عاجزة عن التواصل معه. مررت إميليا إصبعها الرشيق برفق على سطح البلورة، كأنما تتمنى لو أن بإمكانها الحديث إليه مجددًا.
«مم، هذا صحيح. وأيضًا، أحتاج للاعتذار لأوتو لأنني تجاوزت النقاش دون إشراكه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com متجاهلًا حيرة ميمي وانتقاد رام، قرع سوبارو باب غرفة الاستقبال. فُتح الباب فورًا، وبرز منه رأس بشعر أشقر قصير.
«أوتو ليس من النوع الذي يأخذ الأمور على محمل شخصي، لكنه بالتأكيد من النوع الذي يطيل النقاش. دعيني أتحدث معه. سأخبره أنني وبختك حتى أجهشت بالبكاء.»
هكذا فكرت الفتاتان الأقرب إلى سوبارو في تصرفاته.
«تيي هيي، شكرًا لك.»
«التمسك بالماضي بهذا الشكل ليس شيئًا رائعًا، خاصة وأنكما تصالحتما بالفعل.»
ابتسمت برفق وهي تراقب سوبارو يلوح بقبضته في الهواء. ثم لمست بلطف القلادة ذات البلورة السحرية الزرقاء التي استقرت على بشرتها الناعمة، متألقة بضوءها الأزرق الباهر.
«آه، آسف، إميليا تان. الأمر حقًا محرج؛ لذا هل يمكنك التوقف عن الكشف عن تفاصيل كهذه، امم، بتلك الصراحة؟ سأتوقف عن المزاح وسأقدمها على نحو صحيح.»
كانت تلك البلورة مهدًا لروح باك العظيم النائمة.
«للتذكير فقط، بدوني، كل شيء سيتوقف تمامًا، هل فهمت؟! يا للعجب، أتمنى لو تفهم هذا وتقدِّرني أكثر!»
إنها صلتها بذلك الفرد من عائلتها الذي لا تزال تعرف يقينًا بوجوده، لكنها في الوقت الحاضر عاجزة عن التواصل معه. مررت إميليا إصبعها الرشيق برفق على سطح البلورة، كأنما تتمنى لو أن بإمكانها الحديث إليه مجددًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا يجعلني أشعر وكأنني العنصر الأكثر إثارة للقلق… ولا يروق لي هذا الشعور أبدًا.»
«أريد التحدث إلى باك… هناك الكثير مما أود أن أسأله عنه. ولهذا السبب…»
«يو، تأخرت كثيرًا يا، أليس كذلك أيها القائد؟ أخونا على وشك أن يُصاب بثقب في معدته في أي لحظة.»
لكنها صمتت فجأة، مغمضةً عينيها الطويلتي الرموش، تاركةً بقية أفكارها حبيسة صدرها.
«الأمر ليس مقتصرًا عليكِ. الأمر نفسه ينطبق على بيترا، وأحيانًا على إميليا تان أيضًا.»
راقب سوبارو ارتعاشة خفيفة في عينيها المغلقتين، ثم حك رأسه بصمت. لم يكن بوسعه سوى فهمٍ ضبابي لما تشعر به إميليا، مع إدراكه التام لعجزه عن تخفيف ما يثقل صدرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتسمت على وجه بياتريس نظرة استياء بينما كانت ميمي، في مزاج رائع لا يُصدق، تمسك بيدها اليمنى بإحكام. وقادتهم بيترا باتجاه غرفة الاستقبال في الطابق الثاني، حيث تبعها سوبارو.
«عُد سريعًا، أيها الروح القط المشاكس. لديَّ جبل من الشكاوى باسمه.»
عندما قاطع سوبارو الحديث، وغيَّر الموضوع على نحو قسري وطلب المساعدة، كانت ردود فعل أوتو وغارفيل واضحة تمامًا، فكأنهما يفكران: ”لا تجرنا إلى هذا!“ ومع ذلك، لم يتردد الاثنان في الإيماء بالموافقة لسوبارو. وعلى الرغم من أن عيني جوشوا لمعتا للحظة، بدا أنه استعاد توازنه حيث نظف حنجرته.
على الرغم من نبرته الساخرة، كان سوبارو فارس إميليا الوفي، وكان يتمنى بصدق أن تتحقق أمنيتها.
روى قصصه بأسلوب مرح، ونبرة صوته كانت رقيقة للغاية. تحدَّث بعناية فائقة، وكأنه يتحدث مع طفل صغير يأخذ قيلولة، وروى الأحداث بروح من الفكاهة.
《٤》
عندما حاول سوبارو تهدئة أوتو قائلًا: «لا تكن شديد الحساسية حيال الأمر. إميليا تشعر بالندم على ما حدث. أنا آسف لأننا تقدمنا دون استشارتك مسبقًا. على أي حال، أعتقد أن النتيجة كانت ستظل كما هي حتى لو تحدثت إليك.»
«لتعلم أنني دائمًا أحاول القيام بما هو في صالح الجميع!»
«مهلًا، سيد سوبارو. يبدو أن بياتريس قلقة حقًا.»
قال أوتو وهو يضرب كأس النبيذ على الطاولة بانفعال.
ففي النهاية، كان ألبوم الذكريات الثمينة أفضل بكثير من كتاب مليء بالصفحات الفارغة. وإذا كان هذا ألبومًا، فإن كثرة الصور وكثرة الأشخاص المسجلين فيه تجعل الألبوم أكثر ثراءً. ولهذا، أراد سوبارو أن يملأ قلب بياتريس بأكبر قدر ممكن.
في تلك الليلة، وبينما كان سوبارو يزور أوتو سوين في غرفته بعد حديثه مع إميليا وتناولهما العشاء، وجد نفسه أمام مستشار المعسكر الغارق في كأس النبيذ ومجموعة من الشكاوى التي بدا عازمًا على البوح بها حتى آخرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم رفع يده نحو السماء، وقبض كفه بإحكام.
«لقد استمر في الثرثرة طوال الوقت. حتى أذناي بدأتا تؤلمانني.»
كان غارفيل، الذي تولى مرافقة الضيوف إلى الخارج مع مراقبتهم بعين حذرة، يبدو متيقظًا، وكأن شيئًا ما يثير قلقه. ربما كان يشك في وجود دوافع خفية وراء هذه الدعوة.
على الجانب الآخر من الغرفة، جلس غارفيل عند مكتب العمل الخاص بأوتو، ممسكًا قلمًا بريشة ومظهرًا تعبيرًا مشوبًا بالإرهاق، بينما يحتسي الحليب ببطء من كأسه.
«إررر، ما هي مكانة السيدة بياتريس الحقيقية…؟»
«نعم، لا شك أنها تتصدر قائمة الكائنات الظريفة. لم أتحدث مع جوشوا طويلًا، لكنني أشعر أنه قد يكون أيسر في التعامل مقارنةً بأخيه الأكبر.»
احتفل غارفيل بعيد ميلاده الخامس عشر مؤخرًا، مما جعله مؤهلًا قانونيًا لشرب الكحول وفق قوانين المملكة. إلا أن ضعفه أمام المشروبات الكحولية كان أمرًا مفاجئًا. فمنذ أن أغواه أوتو لتجربة النبيذ ذات مرة وأثقل رأسه حتى الثمالة -وهو ما جعله يتلقى نظرات غاضبة من رام- أصبح منظر زجاجة النبيذ كافيًا ليجعله يقطب جبينه.
لو لم يكن يعرفها جيدًا، لظن أنها تخفي شيئًا يتعلق بهذه الأفعى السوداء…
أما سوبارو، فقد تمسك بالقوانين التي نشأ عليها في عالمه الأصلي، حيث كان شرب الكحول محظورًا في سنه. وأرجع انخراطه في تلك المرة الوحيدة التي شرب فيها في القصر إلى اندفاع شبابي غير محسوب.
«واه، الأمر ليس مجرد رغبة في مداعبة رأس بيكو. أولًا، عليك إخراجها من قصر يحترق، ثم بناء علاقتك معها تدريجيًا. غير ذلك، الأمر مستحيل.»
عندما حاول سوبارو تهدئة أوتو قائلًا: «لا تكن شديد الحساسية حيال الأمر. إميليا تشعر بالندم على ما حدث. أنا آسف لأننا تقدمنا دون استشارتك مسبقًا. على أي حال، أعتقد أن النتيجة كانت ستظل كما هي حتى لو تحدثت إليك.»
بعد النجاة من هذه الضربة الكلامية، غمز سوبارو نحو بيترا. فقد كان واضحًا من حديثها حتى الآن أنها ما زالت تملك المزيد لتقوله.
لكن كلمات سوبارو لم تجد صدى لدى أوتو، الذي ازداد غضبه وهو يتمتم بكلمات غير واضحة: «النتيجة ليست كل شيء! العملية نفسها مهمة للغاية. أن نقرر نتيجة النقاش قبل خوضه… هذا هراء محض! ولهذا كنت دائمًا أصر على ألا نتخلى عن زمام المبادرة تحت أي ظرف… ولكننا وقعنا تمامًا في فخ خصمنا! كان ذلك أسوأ ما يمكن فعله!»
«إنهما لطيفتان للغاية. أيضًا، تعليقات إميليا تثيرني على نحو كبير أحيانًا.»
على الرغم من سُكره، كانت حجة أوتو متماسكة على نحو مدهش، ما أثار إعجاب سوبارو رغم انزعاجه من الانفعال.
«لقد تعلمت درسي سابقًا، لذا لا أفعل ذلك أنا أيضًا.»
قال سوبارو وهو يبتسم: «لقد أصبحت مستشارًا ماهرًا تمامًا. إنكارك لذلك في كل مرة صار مزحة مألوفة الآن.»
«ما هذا العبث الذي تسميه عرقلة؟ ألا تؤدي بيتي واجبها كشريكة لسوبارو، يا ترى؟ ويا له من عمل روتيني، حقًا.»
«نعم، لم تتغير إطلاقًا، وهذا ما يجعل الأمر مملًا، أخي.»
‹إنها لا تتخلى عني، صحيح؟› على الأقل، هذا ما أود أن أصدقه. ربما… أو قد يكون كذلك.
«أما أنتما، فلم تتغيرا منذ لقائي بكما، وكأنكما ماء بارد يصب في وجهي!»
«… أشكركم على لطفكم. لقد جئت إلى هنا… أنا هنا ممثلًا عن السيدة أناستاسيا هوشين. اسمي جوشوا جوكوليوس.»
ضحك سوبارو وغارفيل عاليًا وهما يتبادلان صفعةً ودية على كفيهما.
أما معسكر بريسيلا، فكان الأكثر صعوبة على الإطلاق في التنبؤ بتصرفاته.
كانت الصداقة التي تجمع الثلاثة، بحكم تقارب أعمارهم، تحمل طابعًا خاصًا جعلهم يقضون وقتًا طويلًا معًا في القصر. بمرور الأيام، تحولت مناكفاتهم وتبادلهم للضحكات إلى طقس مألوف يتقنونه بأسلوب يبعث على الألفة.
«آغه… بما أن الأم قد قالت ذلك، فلا مجال للتراجع!»
أما أوتو، فكان يقضي أيامه مستشارًا رئيسيًا في معسكر إميليا. بفضل تعليمه الرسمي الذي تلقاه كابن لعائلة تجارية، وخبراته العملية كتاجر متنقل، كان إضافة لا تقدر بثمن للفريق. وكانت معجزةً أنهم صادفوه قبل أن يتعرض لخداع أو يُلقى به مهملًا على جانب الطريق، أو حتى يُباع عبدًا.
«الصراع مع عيوبنا هو ما يجعلنا ننمو. بياتريس تميل إلى الاستسلام دون المحاولة؛ لذا هذه فرصتها. لنبقى هادئين ونراقبها كأب وأم صالحين.»
ومع ذلك، وعلى الرغم من تأديته لدوره كأمين سر بكفاءة، كان أوتو يهمس أحيانًا لنفسه قائلًا: «لم يكن من المفترض أن تكون الأمور هكذا…»
على عكس مطاردة الحوت الأبيض ومعركة الكسل، لم تعترف العامة بمواجهتهم للأرنب العظيم. إذ لم يكن هناك أي شهود محايدين، وتم نفي الأرنب العظيم إلى بُعد آخر، دون أن يترك أي أثر وراءه.
كان أوتو، مثل سوبارو، واحدًا من أولئك الذين لا يعرفون متى يتوقفون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، أنا آسف حقًا. رد فعلك مفهوم تمامًا. إن كان هناك أي شيء، فهذا المكان هو حيث تموت الفطرة السليمة.»
«وما معنى تلك النظرة المشفقة في عينيك؟»
«ضيوف؟»
«حسنًا، كما تعلم، لا يمكنك التراجع الآن بعدما عرفت كل هذه المعلومات الحساسة… لذا كنت أفكر في سوء حظك بشكل عام.»
«نعم، مضت سنة كاملة. يبدو أنكِ تستمتعين حقًا. أنا سعيد من أجلكِ.»
«هلَّا توقفت عن الشفقة عليَّ بالفعل؟!»
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
«اهدأ يا أخي. سوف تسكب مشروبك. والقائد، لا تزعجه أكثر من اللازم، حسنًا؟ آخر مرة، اتفقنا على عشرة أوتوز يوميًا.»
كانت تلك الذكرى الجميلة دائمًا ما تبعث القوة في قلبه الهش والمتقلب.
«ما الذي تعدونه بالضبط؟ ولماذا عشرة في اليوم؟!»
أظهر غارفيل أنيابه وهو يستعد للعب الشطرنجي، عازمًا على توجيه غضبه نحو اللعبة. بينما تابع سوبارو المشهد بابتسامة صغيرة، وهو يراقب غارفيل يُرتب القطع في صفوف منظمة.
وهكذا، انتهت الجولة الأولى من انفعالات أوتو لهذا اليوم.
«حسنًا، حسنًا، على ما أظن. بيتي ستدعمك حتى وإن لم يفعل أحد غيري.»
بالطبع، لم يكن سوبارو وغارفيل يتسلَّيان بإزعاج أوتو عبثًا. بل كانت هذه طريقتهم المعتادة لمساعدته على التنفيس عن الضغوط التي كان يتحملها من كثرة العمل.
كلمات إميليا وهي تقدمه كفارسها جعلت قلب سوبارو يرتجف من التأثر. ففي كل مرة يسمعها تناديه بهذا اللقب، يتذكر اللحظة التي منحته فيها هذا الشرف.
«لو لم نفعل هذا، لما استطعت الأكل أو النوم. فقط اترك لنا تخفيف التوتر عنك!»
احتفل غارفيل بعيد ميلاده الخامس عشر مؤخرًا، مما جعله مؤهلًا قانونيًا لشرب الكحول وفق قوانين المملكة. إلا أن ضعفه أمام المشروبات الكحولية كان أمرًا مفاجئًا. فمنذ أن أغواه أوتو لتجربة النبيذ ذات مرة وأثقل رأسه حتى الثمالة -وهو ما جعله يتلقى نظرات غاضبة من رام- أصبح منظر زجاجة النبيذ كافيًا ليجعله يقطب جبينه.
«أظن أن احتمالية أن تنقلب هذه الطريقة ضدكم مرتفعة للغاية!!»
////
أشار غارفيل برأس قلمه الريشي نحو أوتو الذي بدا وكأنه استسلم فجأة: «مهلًا، مهلًا، لا تستمر في الجدال، يا أخي. إذا بقيت على هذا الحال، فلن أحرز أي تقدم في كتابة هذه الرسالة. الجدة طلبت مني ذلك.»
«أ-أم…؟ حـ-حسنًا…»
كان غارفيل جالسًا على كرسيه، يخط رسالة بخط يد سيئ. وعلى الرغم من سنه الصغير، بدا الأمر وكأنه يأخذ المهمة على محمل الجد.
«…»
تدخل سوبارو وهو يراقب الكتابة قائلًا بابتسامة ساخرة: «واو، خطك رهيب للغاية. هل ستتمكن ريوزو حقًا من قراءة هذه الرسالة؟»
«أليس من الواضح، يا ترى؟ سقوطه أمر حتمي. إنه فقط مسألة وقت. على الأقل، يمكنه أن يكون حجر أساس لانطلاق سوبارو وبيتي في مغامراتهما الرائعة… غااه!»
«ها! لا تجعلني أضحك، أيها القائد. كم تعتقد أنني والجدة قضينا من الوقت معًا؟ الجدة تستطيع قراءة خطي حتى لو كتبته بيدي اليسرى.»
تصرفات سوبارو المليئة بالمشاعر كانت تُراقب بصمت من قِبَل بقية ساكني القصر.
قال سوبارو، وهو يخفض عينيه قليلًا بتعاطف خفيف: «هذا يجعل ريوزو مثيرة للإعجاب حقًا، لكنه ليس أمرًا تفتخر به أنت.»
«… صـ-صحيح.»
كانت ريوزو جدة غارفيل وممثلة الملجأ. في الوقت الحالي، لم تكن مقيمة في هذا القصر، بل كانت تعيش في قرية إيرلهام القريبة من القصر القديم. فقد اختارت تحمل مسؤولية منح ”حياة يومية“ للأربعة والعشرين نسخة الذين وُلدوا مثلها؛ نسخ من ريوزو ماير، بأجساد مكونة من المانا مثلها تمامًا.
«بعبارة أخرى، بيكو، مضايقتي لكِ ليست سوى طريقة أخرى للتعبير عن حبي.»
هذه النسخ التي تم تحريرها من الملجأ وإطلاقها في العالم كانت كالأطفال الأبرياء. وباعتبارها مَن حملت واجب تعليمهم عن الحياة، ابتعدت ريوزو عن حفيديها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم كفاءته وشخصيته الجديرة بالإعجاب، إلا أن سوبارو كان لديه تحفظ واضح—
رغم كل شيء، كان الأمل معقودًا أن تكمل ريوزو مهمتها يومًا ما، لتعود وتعيش مع غارفيل وفريدريكا كعائلة واحدة. لكن الظروف الحالية جعلت تحقيق هذا الحلم مؤجلًا.
بالرغم من أن ارتداءه لسترة رياضية ربما قلل من هيبته، إلا أن تحيته كانت متقنة للغاية، إذ دربُّه عليها خادم ماهر حتى حاز على رضاه.
أما الرسالة التي كان غارفيل يكتبها، فكانت موجَّهة إلى تلك الجدة المحبوبة. كان غارفيل كاتبًا غزير الإنتاج على نحو غير متوقع، وكانت مشاعره تجاه جدته عميقة جدًا؛ لدرجة أنه كان يكتب لها رسائل يومية تقريبًا.
«سأفعل كل ما أستطيع فعله. هذه هي الطريقة المتطلعة للأمام التي قررنا، أنا وبياتريش، السير عليها بعد أن تحدثنا في الأمر.»
«ذكرت هذا من قبل، لكن الآنسة فريدريكا ترسل رسائل أيضًا، رغم أنني أعتقد أنها لا تكتب بنفس الكثرة التي يفعلها غارفيل.»
«أوه، مرحبًا! أليس هذا السيد! كيف حالك؟»
«بالفعل، غارفيل يكتب كل يوم، مما يعني أن لدينا جبلًا من الرسائل.»
«على كل حال، بما أن ميمي اتضح أنها القطة التي تحدثت عنها بيترا… فهذا يعني أن الرجل الذي بدا متوترًا ومضطربًا والذي جاء معها هو جوليوس، أليس كذلك؟»
رغم ذلك، كانت ريوزو مسرورة باستلام الرسائل من حفيديها. على ما يبدو، كانت تحتفظ بكل رسالة تصلها كما لو كانت كنزًا ثمينًا.
«كما تأمرين، سيدتي. الحكمة دائمًا على لسانك.»
«أعتقد أنه يمكننا القول إنني أستغل طريقة تفكير ريوزو، أليس كذلك…؟»
«ما نوع النضوج الذي يجعل المرأة تقفز على رأس أحدهم بمجرد لقائه؟!»
كان سوبارو أول مَن وافق على رغبة ريوزو في توجيه النسخ الأخرى. ربما كانت كلماته تلك غير موفقة، لكنه ببساطة لم يرغب أن تبقى تلك النسخ مجرد ”دمى“.
《٢》
أو ربما كان ذلك إحساسًا بأنانيته الخاصة، أو شعوره بالذنب لاستخدام تلك الفتيات كقرابين مرة في دورة سابقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ولا تكثر من الشرب، أوتو. إن كنت تعتقد أن البقاء بلا فائدة مع صداع الكحول سيمر مرور الكرام، فستكتشف أن بيترا قد تصبح مخيفة للغاية.»
«قائد؟»
«يعني أن الضيف الآن مع إميليا تان، وأوتو، وغارفيل، وربما رام…؟ الأفضل أن أسرع لإنقاذ أوتو قبل أن يُصاب بقرحة معدية.»
«… لا بأس. هناك الكثير مما يجب أن تخبر به ريوزو بعد ما حدث اليوم؛ لذا لن تواجه أي مشاكل في كتابة رسالتك. المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود شيء لتكتب عنه. حينها، لن يكون لديك خيار سوى محاولة اختلاق شيء مضحك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال سوبارو، وهو يخفض عينيه قليلًا بتعاطف خفيف: «هذا يجعل ريوزو مثيرة للإعجاب حقًا، لكنه ليس أمرًا تفتخر به أنت.»
«آه، سيكون ذلك مؤلمًا جدًا. وإذا حدث وكتبت في الرسالة أن أخونا ممل، فسأضطر إلى ضربك تعويضًا عن ذلك.»
«لماذا يصر سوبارو على منع بيتي من الاقتراب من كليند، يا ترى؟»
«لا تقلق. كتبتُ أن أخونا كان مضحكًا جدًا اليوم. آه، بالمناسبة، أيها القائد، هناك شيء أردت سؤالك عنه.»
«ما نوع النضوج الذي يجعل المرأة تقفز على رأس أحدهم بمجرد لقائه؟!»
رفع غارفيل قلمه مشيرًا إلى الجزء الذي ذكر فيه أوتو، ما جعل الأخير يعقد حاجبيه بانزعاج، ثم وجه حديثه لسوبارو.
«ماذا—؟ واه؟!»
«أتسائل ما الذي كان هدف العدو هذه المرة. حتى الآن، لم تكن هناك أي مواجهات مع المرشحات الأخريات، فلماذا افتعال قتال علني فجأة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أيضًا، ترتبط بريستيلا ارتباطًا وثيقًا بهوشين السهول المقفرة. وبالنسبة للتجار، هو شخصية أسطورية؛ لذلك كنت دائمًا أرغب في زيارتها يومًا ما.»
«قتال… لديك طريقة بسيطة جدًا في النظر إلى الأمور.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال ذلك ثم رفع كوبه من الحليب وشربه دفعة واحدة، ضاحكًا بينما كان الحليب يلطخ شفتيه.
«ليس هناك حاجة لمنطق معقد في القتال. الأمر كله يعتمد على ما يريده الطرف الآخر. وبصرف النظر عن ذلك الرجل الشاحب الآن… القطة الصغيرة التي جاءت معه، رغم مظهرها، تبدو قوية جدًا.»
«رجاءً، كفَّ عن تفسير كل شيء بناءً على ما تعتبره فضيلة في عقلك. تذكر هذا جيدًا يا باروسو؛ في عالم رام، لا يهم سوى وجهة نظر رام.»
رغم أن غارفيل وصفها بالطفلة، إلا أن ميمي كانت تقارب عمره. ورغم ذلك، لم يقاطع سوبارو حديثه بمزحة ساخرة؛ لأنه رأى الجدية في عيني غارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عُد سريعًا، أيها الروح القط المشاكس. لديَّ جبل من الشكاوى باسمه.»
«عندما قابلتها لأول مرة، ظلت تنظر إليَّ نظرة طويلة جدًا. استمرت في ذلك طوال الوقت الذي كنا نتحدث فيه. لا شك في أنها كانت تحاول معرفة أفضل لحظة لتشتبك معي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، أخي الأكبر رجل عظيم. في سن الثانية والعشرين، يُعترف به كأحد أعظم الفرسان في المملكة، وهو فعليًا نائب قائد الحرس الملكي. على الرغم من أنه حاليًا لا يؤدي هذا الواجب ليخدم السيدة أنستاسيا على نحو أفضل، لا شك أن أخي الأكبر سيصبح قائد الحرس الملكي عندما تصعد إلى العرش. حتى السير راينهارد، القديس السيف في هذه الحقبة، لا يمكن مقارنته بأخي الأكبر من حيث الفضائل الفروسية. حقًا، أخي الأكبر هو الفارس بين الفرسان! سيكون من السخافة حتى أن نذكر اسميكما معًا في نفس الجملة.»
«… هل أنت متأكد؟ أعترف بأن ميمي قوية جدًا، ومن الصحيح أنها تتحدث وكأنها عاشقة للقتال، لكن، امم…».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك سوبارو بينما عبست بياتريس وهي ترتب شعرها المشعث.
لم تبدو ميمي من النوع الذي يعتمد على الحيل أو التخطيط الخفي. وبالنسبة لرفيقها، جوشوا، فلم يكن مناسبًا للشر على الإطلاق، وهو أمر إيجابي بالطبع.
«على أي حال، هناك ضيوف آخرون أيضًا، صحيح؟ أصدقاء الرجل القلق المتوتر؟»
«على أي حال، إذا كنا سنتجاوب مع هذه الدعوة، فمن الأفضل أن نبقى على حذر. هذا يعني أنه ممنوع على القائد والسيدة إميليا التحرك بمفردهما. أما بالنسبة لأوتو، فربما يكون استثناءً، لكن إذا حدث شيء للقائد أو للسيدة، فكل شيء سينهار.»
«كنت أفكر فقط في كم أنا محظوظ بوجودك معنا. لقد أصبحت فعلاً شخصًا يُعتمد عليه، غارفيل.»
«للتذكير فقط، بدوني، كل شيء سيتوقف تمامًا، هل فهمت؟! يا للعجب، أتمنى لو تفهم هذا وتقدِّرني أكثر!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انتقلت إلى الموضوع التالي قبل أن يتمكن من المتابعة. كان تصرفها كاشفًا لرغبتها في تجنب الحديث عن الأمر، مما أثار في نفسه شعورًا بعدم الارتياح. غير أن معرفته العميقة بقلبها علمته أن الضغط عليها في مثل هذه اللحظات لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية.
رغم تذمر أوتو، لم يكن غارفيل يقلل من شأنه أبدًا. في الواقع، ورغم أنه لم يكن يميل إلى التعبير عن ذلك بوضوح، كان غارفيل يكن احترامًا كبيرًا لأوتو. وبالنظر إلى طبيعة غارفيل، فإنه لم يكن ليخاطب أحدًا بمثل هذه الألفة ما لم يحمل له تقديرًا خاصًا.
بدت رائعة بجمال شعرها الطويل المتلألئ الذي التفَّ في تجاعيد مبهرة، وفستانها المزخرف البديع. مشهد تلك الفتاة الصغيرة، بعينيها المزخرفتين بنقوش فريدة من اللون الأزرق الفاتح، رسم ابتسامة مشرقة على وجه سوبارو.
بالنسبة لسوبارو، كان التفكير في التطور الذي حدث منذ لقائهم الأول وحتى الآن أمرًا مؤثرًا جدًا.
«إررر…» ترددت بيترا وهي تميل رأسها بنفس زاوية الاثنين الآخرين.
«ماذ—؟ ما الأمر مع تلك النظرة الغريبة، أيها القائد؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صمتت بيترا بخجل وقد احمرَّ وجهها، بينما تظاهر سوبارو بتمرير يده على ذقنه غير الموجودة. وقف الاثنان معًا يراقبان تلك اللحظة الدافئة التي جمعت بين بياتريس وميمي.
«كنت أفكر فقط في كم أنا محظوظ بوجودك معنا. لقد أصبحت فعلاً شخصًا يُعتمد عليه، غارفيل.»
«حسنًا، حسنًا. عجبًا، سوبارو، أنت حقًا عنيد وغبي بطريقة ظريفة. ولكنك لا تستطيع التورط في شجارات مع جوليوس في بريستيلا. لقد أصبحت فارسًا نبيلًا يا سوبارو، والفارس لا يلجأ إلى قوته عبثًا.»
«هه، اترك الأمر لي. أنا لست جيدًا في التفكير العميق، لكن يمكنني شراء الوقت لك لتفكر. أعتمد عليك في الباقي، أيها القائد.»
على عكس مطاردة الحوت الأبيض ومعركة الكسل، لم تعترف العامة بمواجهتهم للأرنب العظيم. إذ لم يكن هناك أي شهود محايدين، وتم نفي الأرنب العظيم إلى بُعد آخر، دون أن يترك أي أثر وراءه.
قال ذلك ثم رفع كوبه من الحليب وشربه دفعة واحدة، ضاحكًا بينما كان الحليب يلطخ شفتيه.
«بالطبع سأفعل! إذا لم أكن هناك، فلن أستطيع النوم وأنا أتسائل عن نوع المحادثات الطائشة التي قد تجريها السيدة إميليا مع السيد ناتسوكي!»
كان الأمر مشابهًا مع إميليا، ولكن نظرة الثقة التي وجهها غارفيل نحو سوبارو كانت عبئًا معنويًا عليه، وشعر أنه يجب أن يبذل قصارى جهده ليكون عند حسن ظنهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذًا، مع وجود غارفيل، أصبح موقفنا آمنًا من حيث القوة القتالية… لكن هل ستأتي معنا، أوتو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردَّ غارفيل بينما كان سوبارو ينهض من مكانه، مشيرًا إلى لوحة اللعبة الموجودة على الطاولة. كانت الشطرنج لعبة مشابهة للشطرنج الغربي أو الشوجي الياباني. كان أوتو ماهرًا في هذه اللعبة، وحماس غارفيل لتحديه في حالته الضعيفة يشير إلى أنه كان في سلسلة هزائم طويلة.
«بالطبع سأفعل! إذا لم أكن هناك، فلن أستطيع النوم وأنا أتسائل عن نوع المحادثات الطائشة التي قد تجريها السيدة إميليا مع السيد ناتسوكي!»
«—كم أصبحتُ أقوى هذا العام. لا يمكن لأحد أن يتعرف عليَّ الآن مقارنةً بما كنت عليه في الماضي.»
كانت قدرات التفاوض لدى سوبارو وإميليا دائمًا موضع شك. إميليا كانت صريحة ومتعاونة بقدر ما تبدو عليه، أما سوبارو، رغم شخصيته العنيدة، فلم يكن متمرسًا في أمور العالم. من وجهة نظر أوتو، بدا الاثنان وكأنهما بطة برية تصطحب معها بصلة خضراء؛ هدف سهل سواء كانا معًا أو منفصلين.
ومن بين أعضاء هذا الفصيل كان جوليوس جوكوليوس، الفارس الذي كانت علاقته بسوبارو معقدة للغاية. على أقل تقدير، لم تكن العلاقة بينهما على نحو يجعل سوبارو سعيدًا تمامًا برؤيته.
«أيضًا، ترتبط بريستيلا ارتباطًا وثيقًا بهوشين السهول المقفرة. وبالنسبة للتجار، هو شخصية أسطورية؛ لذلك كنت دائمًا أرغب في زيارتها يومًا ما.»
«حـ-حسنًا، سأروي لكم قصص مجد أخي الأكبر في مناسبة أخرى. لكن إحم… يجب أن نسرع في إنهاء هذا الموضوع، وإرجاعه إلى السيدة أنستاسيا بأسرع وقت.»
«لكنَّك تخلَّيت عن كونك تاجرًا منذ زمن بعيد، فلماذا تهتم الآن؟»
«أنتَ تقول هذا دائمًا، سوبارو. لكن أليس من الطبيعي أن يكون جمال بيتي أمرًا مسلمًا به، يا ترى؟»
«لم أتخلَّ عن ذلك! اسمعني جيدًا، إذا كنت تعتقد أنني سأبقى مستشارك المحلي إلى الأبد، فأنت مخطئ تمامًا! حلمي هو أن أصبح تاجرًا عظيمًا أمتلك متجري الخاص! وجودي هنا ليس سوى محطة مؤقتة!»
«لا.» أجاب جوشوا، وهو يهز رأسه باختصار. «لقد سمعت الشائعات، لكن فاجأتني حقيقة أن السيد ناتسوكي هو فارس روح حقيقي. وأعتقد أنك على دراية بأن أخي الأكبر كان أيضًا فارس روح… وكان في السابق الوحيد في المملكة.»
«لا يوجد ما يضمن أنك ستجد مكانا تقضي فيه بقية حياتك بعد هذه المحطة.»
كان غارفيل جالسًا على كرسيه، يخط رسالة بخط يد سيئ. وعلى الرغم من سنه الصغير، بدا الأمر وكأنه يأخذ المهمة على محمل الجد.
عندما تدخل غارفيل مازحًا ليغيظه، عبس أوتو لكنه لم يُعلق.
«أوووه، فهمت! إذًا هي بيترا الخادمة، وهذه هي طفلتك!»
بالطبع، بالنسبة لسوبارو، كان وجود أوتو برفقتهم أشبه بتحقيق أمنية. وبغض النظر عما يُقال بصوت عالٍ، لم تكن المفاوضات أو المعسكر نفسه لتتحرك للأمام بدونه. كان الجميع في المجموعة يدركون ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، من الصعب أن يصدق أحد أننا واجهنا اثنين من الوحوش الشيطانية العظمى في فترة قصيرة، فضلًا عن أننا قضينا عليهما. على الأقل، يمكننا أن ندعو ألا يظهر الثالث أيضًا.»
لأن أوتو نفسه كان واعيًا لقيمته، فقد استمر في حمل مثل هذه الأعباء الثقيلة على عاتقه.
«سيد سوبارو! بياتريس—!»
«حسنًا، يبدو أيضًا أنك مازوشي بعض الشيء، لكنني سأضع هذا الشعور جانبًا.»
ربما في الواقع، لم يكن هناك في معسكر إميليا شخص أكثر اجتماعية من بيترا. السمة المميزة لسوبارو ورفاقه كانت أن كل واحد منهم يعاني في العلاقات الاجتماعية. حقيقة أن فتاة لم تبلغ الثالثة عشرة من عمرها تتفوق عليهم جميعًا كانت حكاية محبطة بالفعل.
«أشعر أن هذه طريقة أكثر وقاحة للتعبير عن قبولك، لكن ربما هو مجرد وهم منِّي؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ضحك سوبارو بينما عبست بياتريس وهي ترتب شعرها المشعث.
«بالضبط، مجرد وهم. على أي حال، منافسنا تاجر عظيم وذكي جدًا. أعتمد عليك، أوتو. غارفيل للقوة القتالية، أوتو للمسائل الثقافية، وأنا للحفاظ على الأجواء.»
«ليس هناك حاجة لمنطق معقد في القتال. الأمر كله يعتمد على ما يريده الطرف الآخر. وبصرف النظر عن ذلك الرجل الشاحب الآن… القطة الصغيرة التي جاءت معه، رغم مظهرها، تبدو قوية جدًا.»
«اجتهد أكثر، أرجوك!!»
أما أنستاسيا، فقد بقيت أفكارها غامضة بالنسبة له، ولم يكن قادرًا على فك شفرة دوافعها، بما في ذلك الدعوة التي كانوا ينظرون فيها آنذاك. وعلى الرغم من أن سوبارو، على مضض شديد، بدأ يثق بجوليوس، إلا أن ذلك لم يغير حقيقة أن زعيمة الفصيل كانت أنستاسيا نفسها. كما أن جيشها الخاص، الأنياب الحديدية، كان قوة لا يمكن الاستهانة بها.
كان قرار سوبارو قائمًا على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. حتى لو بذل سوبارو نفسه أقصى جهده حتى الموت، فلن يكون أبدًا بقوة غارفيل، وحتى لو فقد النوم ليلًا، فلن يكون أبدًا بنفس كفاءة أوتو كمسؤول.
استعاد سوبارو وبياتريس في ذهنَيهما رد فعل أوتو الفاتر تمامًا تجاه هذه الفكرة.
لكن الموقع الذي يقف فيه سوبارو ناتسوكي لم يكن بمثل هذا التهاون الذي يسمح له بالاستسلام بسهولة.
«متوتر وقلق، هاه. بعبارة أخرى، يبدو… لا، انتظري. لا يجب أن نحكم على الناس بناءً على مظهرهم.»
«سأفعل كل ما أستطيع فعله. هذه هي الطريقة المتطلعة للأمام التي قررت أنا وبياتريس اتباعها بعد أن تحدثنا بالأمر.»
«مستحيل. ليلة سعيدة.»
«حسنًا، بوجود السيدة إميليا وبياتريس، سيكون الوضع بخير، قائد. وأعتقد أن هذا يعني أنني يجب أن أحمي أخونا. فقط كن حذرًا، حسنًا؟»
«آغه… بما أن الأم قد قالت ذلك، فلا مجال للتراجع!»
«هذا يجعلني أشعر وكأنني العنصر الأكثر إثارة للقلق… ولا يروق لي هذا الشعور أبدًا.»
«ناه، سوبارو، الأمر ليس كما تتخيل. بريستيلا ليست مدينة تطفو على الماء. تُعرف عادة باسم مدينة بوابة المياه.»
تحول سوبارو إلى الجدية، في حين بدا غارفيل وكأنه يتعامل مع الأمر وكأنه مكلف بمهمة رعاية، بينما تذمر أوتو وهو يحتسي المزيد من النبيذ شيئًا فشيئًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم كفاءته وشخصيته الجديرة بالإعجاب، إلا أن سوبارو كان لديه تحفظ واضح—
بهذه الطريقة، تحوَّل حديثهم الثقيل إلى موضوعات تافهة، مضيفًا قليلًا من المرح بينما كانت الليلة تزداد عمقًا.
«بففففف… يا-يا له من تعليق رائع… مزحة لا تقدر بثمن.»
«حسنًا، أعتقد أنني سأخلد أخيرًا للنوم. ماذا عنك، غارفيل؟»
كان غارفيل جالسًا على كرسيه، يخط رسالة بخط يد سيئ. وعلى الرغم من سنه الصغير، بدا الأمر وكأنه يأخذ المهمة على محمل الجد.
«أنا؟ سأبقى مع أخونا لفترة أطول قليلًا. انتهيت من كتابة الرسالة، لكني أرى فرصتي أخيرًا للفوز في الشطرنج. الآن وقد شرب أوتو، يجب أن يكون الأمر سهلًا.»
«لا تقلق، أيها السيد. جوليوس ليس هنا اليوم. وأيضًا، هيتارو وتي بي والقائد والسيدة ليسوا هنا أيضًا! ميمي وحدها تقوم بالمهمة!»
ردَّ غارفيل بينما كان سوبارو ينهض من مكانه، مشيرًا إلى لوحة اللعبة الموجودة على الطاولة. كانت الشطرنج لعبة مشابهة للشطرنج الغربي أو الشوجي الياباني. كان أوتو ماهرًا في هذه اللعبة، وحماس غارفيل لتحديه في حالته الضعيفة يشير إلى أنه كان في سلسلة هزائم طويلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، لنمضي إذًا. لا يمكن الإمساك بشبل النمر إلا بالدخول إلى عرينه.»
وبالمناسبة، كان سوبارو جيدًا في لعبة «أوثيلو»، لكنه كان سيئًا جدًا في الشطرنج.
«حسنًا، لقد قطعتِ مسافة طويلة لتصلِ إلى هنا. أوه بالمناسبة، دعيني أعرفك بالجميع. هذه الخادمة اللطيفة هي بيترا، وهذه الطفلة المحرجة المختبئة وراء ظهري هي بياتريس.»
«حسنًا، حظًا موفقًا. لكن لا تسهر طويلًا، فلن تنمو أطول بهذه الطريقة.»
«لماذا لا تشكر بيترا مباشرةً، يا ترى؟ تلك الفتاة ستقفز من الفرح على الأرجح.»
«مهلاً، هل هذا صحيح؟ كنت أصدق ذلك وأخلد للنوم مبكرًا دائمًا، لكن لا أعتقد أن الأمر يجدي نفعًا مع عمري هذا.»
على الجانب الآخر من الغرفة، جلس غارفيل عند مكتب العمل الخاص بأوتو، ممسكًا قلمًا بريشة ومظهرًا تعبيرًا مشوبًا بالإرهاق، بينما يحتسي الحليب ببطء من كأسه.
«لست متأكدًا في حالتك. أعتقد أن فريدريكا سرقت منك بعضًا من ذلك.»
بعد مسيرة قصيرة استغرقت عشر دقائق من الغابة، فتح سوبارو والآخرون الأبواب المزدوجة ودخلوا قاعة الاستقبال بالقصر. افترض سوبارو أن الضيوف الذين سمعوا عنهم لا بد أنهم أُخذوا إلى إحدى غرف الاستقبال.
«لعنة عليكِ، أختي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نغهههه… لكنني مجرد إنسان!»
أظهر غارفيل أنيابه وهو يستعد للعب الشطرنج، عاقدًا العزم على توجيه غضبه نحو اللعبة. بينما كان سوبارو يراقبه بابتسامة صغيرة وهو يُرتب القطع في صفوف منظمة.
«يا رجل، هل فقدت الوزن منذ آخر مرة رأيتك فيها؟»
«لا أعتقد أن هناك ما يدعو للقلق بهذا الشأن، على ما أظن. لديَّ ثقة كبيرة بأنني محبوبة.»
«أيضًا، بريستيلا مكان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهوشين السهول المقفرة، تلك الشخصية الأسطورية في نظر جميع التجار. لطالما رغبت في زيارتها يومًا ما.»
ركز غارفيل على انزعاج الشاب دون تردد.
«لكنك قد تخليت عن كونك تاجرًا منذ زمن بعيد، فلماذا تهتم الآن؟»
بينما كان سوبارو يتحدث بجدية، بدا غارفيل وكأنه يتولى مسؤولية الرعاية، في حين أبدى أوتو تذمره وهو يرتشف النبيذ شيئًا فشيئًا.
«لم أتخلَّ! اسمعني جيدًا، إن كنت تظن أنني سأبقى مستشارك المنزلي إلى الأبد، فأنت مخطئ تمامًا! حلمي أن أكون تاجرًا عظيمًا أمتلك متجري الخاص! وجودي هنا ليس سوى محطة مؤقتة!»
ولكن، في لحظة التفكير في أن بياتريس قد تجد صديقة جديدة، قرر سوبارو تركهما لبعض الوقت.
«لا يوجد أي ضمان بأن تجد مكانًا تقضي فيه بقية حياتك بعد هذه المحطة.»
ركز غارفيل على انزعاج الشاب دون تردد.
حينما تدخل غارفيل بلهجة ساخرة لإغاظته، عبس أوتو ولم يُعلق بشيء.
ابتسمت برفق وهي تراقب سوبارو يلوح بقبضته في الهواء. ثم لمست بلطف القلادة ذات البلورة السحرية الزرقاء التي استقرت على بشرتها الناعمة، متألقة بضوءها الأزرق الباهر.
بالطبع، كان وجود أوتو برفقة سوبارو أشبه بتحقيق أمنية. وبغض النظر عمّا قد يُقال صراحةً، لم يكن بالإمكان للمفاوضات أو للمعسكر نفسه أن يمضي قُدمًا دونه. كان الجميع يدركون هذا جيدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انتقلت إلى الموضوع التالي قبل أن يتمكن من المتابعة. كان تصرفها كاشفًا لرغبتها في تجنب الحديث عن الأمر، مما أثار في نفسه شعورًا بعدم الارتياح. غير أن معرفته العميقة بقلبها علمته أن الضغط عليها في مثل هذه اللحظات لن يؤدي إلا إلى نتائج عكسية.
وبما أن أوتو كان مدركًا لقيمته، فقد استمر في تحمل هذه الأعباء الثقيلة على كاهله.
«أوه، إنها أنتِ يا بيكو.»
«حسنًا، يبدو أنك تستمتع بالتحديات الشاقة، لكنني سأدع هذا الشعور جانبًا الآن.»
لكنها صمتت فجأة، مغمضةً عينيها الطويلتي الرموش، تاركةً بقية أفكارها حبيسة صدرها.
«أشعر أن هذه طريقة أشد قسوة للتعبير عن قبولك، ولكن ربما هو مجرد وهم مني؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، لنمضي إذًا. لا يمكن الإمساك بشبل النمر إلا بالدخول إلى عرينه.»
«بالضبط، مجرد وهم. على أي حال، منافسنا تاجر بارع وذكي للغاية. أعتمد عليك يا أوتو. غارفيل للقوة القتالية، أوتو للشؤون الثقافية، وأنا للحفاظ على الأجواء.»
«ها! لا تجعلني أضحك، أيها القائد. كم تعتقد أنني والجدة قضينا من الوقت معًا؟ الجدة تستطيع قراءة خطي حتى لو كتبته بيدي اليسرى.»
«ألا يمكنك بذل المزيد من الجهد؟!!»
ربما في الواقع، لم يكن هناك في معسكر إميليا شخص أكثر اجتماعية من بيترا. السمة المميزة لسوبارو ورفاقه كانت أن كل واحد منهم يعاني في العلاقات الاجتماعية. حقيقة أن فتاة لم تبلغ الثالثة عشرة من عمرها تتفوق عليهم جميعًا كانت حكاية محبطة بالفعل.
كان قرار سوبارو يستند إلى مبدأ وضع الشخص المناسب في المكان المناسب. حتى لو بذل سوبارو أقصى جهده حتى الموت، فلن يصل أبدًا إلى مستوى قوة غارفيل، وحتى لو تخلى عن نومه ليلاً، لن يبلغ أبدًا كفاءة أوتو كمسؤول.
«—هناك تاجر متخصص في بريستيلا يملك نوعًا من البلورات السحرية عالية الجودة التي تبحث عنها السيدة إميليا. أنتم تسعون الآن للعثور على محفز لاستدعاء روح عظيمة، أليس كذلك؟»
لكن الموقع الذي يقف فيه ناتسوكي سوبارو لم يكن ليناً بما يكفي ليترك له مجالاً للتهاون أو الخمول.
«لم أقصد هذا! هيا بنا فحسب!»
«سأفعل كل ما أستطيع فعله. هذه هي الطريقة المتطلعة للأمام التي قررنا، أنا وبياتريش، السير عليها بعد أن تحدثنا في الأمر.»
حملت ملامح سوبارو طابعًا من الحنان وهو يروي لريم النائمة أحداث يومه.
«حسنًا، بوجود السيدة إميليا وبياتريش، ستكون الأمور على ما يرام يا جنرال. وأعتقد أن ذلك يعني أنني يجب أن أحمي أخانا. فقط كن حذرًا، حسنًا؟»
على الرغم من سُكره، كانت حجة أوتو متماسكة على نحو مدهش، ما أثار إعجاب سوبارو رغم انزعاجه من الانفعال.
«هذا يجعلني أشعر وكأنني العنصر الأكثر مدعاة للقلق… ولا أرتاح لذلك إطلاقًا.»
حينما تدخل غارفيل بلهجة ساخرة لإغاظته، عبس أوتو ولم يُعلق بشيء.
بينما كان سوبارو يتحدث بجدية، بدا غارفيل وكأنه يتولى مسؤولية الرعاية، في حين أبدى أوتو تذمره وهو يرتشف النبيذ شيئًا فشيئًا.
«لا داعي للقلق، سوبارو. فالقصر لا يزال فيه—»
هكذا، تحوّل حديثهم الذي كان جادًا في البداية إلى نقاشات خفيفة، مما أضفى جوًا من المرح بينما كانت الليلة تمضي وتزداد عمقًا.
ربما في الواقع، لم يكن هناك في معسكر إميليا شخص أكثر اجتماعية من بيترا. السمة المميزة لسوبارو ورفاقه كانت أن كل واحد منهم يعاني في العلاقات الاجتماعية. حقيقة أن فتاة لم تبلغ الثالثة عشرة من عمرها تتفوق عليهم جميعًا كانت حكاية محبطة بالفعل.
«حسنًا، أعتقد أنني سأخلد أخيرًا للنوم. ماذا عنك، غارفيل؟»
«يسعدني أن أرى أنكما تستمتعان. من الجيد أنكما تتفقان هكذا.»
«أنا؟ سأبقى مع أخانا لفترة أطول. انتهيت من كتابة الرسالة، لكن أرى فرصتي الآن للفوز في الشطرنجي. بما أنه شرب كثيرًا، يجب أن يكون الأمر سهلاً هذه المرة.»
تبادلا سوبارو وغارفيل الابتسامات الماكرة، وكأنهما طفلان يخططان لمقلب. ثم فتح غارفيل الباب على مصراعيه، ملوحًا بيده نحو الداخل بابتسامة ساخرة.
ردّ غارفيل بينما كان سوبارو ينهض من مكانه، مشيرًا إلى لوحة اللعبة على الطاولة. كانت الشطرنجي لعبة شبيهة بالشطرنج الغربي أو الشوجي الياباني. كان أوتو ماهرًا للغاية في هذه اللعبة، وتحفز غارفيل لتحديه في حالته الضعيفة يشير إلى أنه كان في سلسلة من الهزائم المتتالية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وها نحن هنا، عدنا إلى هذا القصر الفخم.»
وعلى الهامش، كان سوبارو جيدًا في لعبة أوثيلو، لكنه كان في أسوأ المستويات في الشطرنجي.
طرح الضيف سؤاله بصوتٍ جاف ونبرة صارمة، فأومأت الفتاة الجميلة الجالسة مقابله برأسها.
«حسنًا، حظًا موفقًا. لكن لا تسهر طويلًا، فهذا لن يساعدك على النمو أطول.»
«أخيرًا أتيتَ، باروسو. لقد تأخرتَ كثيرًا، أليس كذلك…؟»
«مهلًا، هل هذا صحيح؟ كنت سأصدق ذلك وأخلد للنوم مبكرًا دائمًا، لكن لا أظن أن الأمر يجدي الآن في عمري هذا.»
«بالضبط، مجرد وهم. على أي حال، منافسنا تاجر بارع وذكي للغاية. أعتمد عليك يا أوتو. غارفيل للقوة القتالية، أوتو للشؤون الثقافية، وأنا للحفاظ على الأجواء.»
«لست متأكدًا في حالتك. أعتقد أن فريدريكا سرقت منك بعضًا من ذلك.»
وقفت ميمي على الأرض وهي ترفرف بذيلها الطويل وتنفخ صدرها.
«تبًا لكِ، أيتها الأخت!»
وعلى الهامش، كان سوبارو جيدًا في لعبة أوثيلو، لكنه كان في أسوأ المستويات في الشطرنجي.
أظهر غارفيل أنيابه وهو يستعد للعب الشطرنجي، عازمًا على توجيه غضبه نحو اللعبة. بينما تابع سوبارو المشهد بابتسامة صغيرة، وهو يراقب غارفيل يُرتب القطع في صفوف منظمة.
«لست متأكدًا في حالتك. أعتقد أن فريدريكا سرقت منك بعضًا من ذلك.»
«ولا تكثر من الشرب، أوتو. إن كنت تعتقد أن البقاء بلا فائدة مع صداع الكحول سيمر مرور الكرام، فستكتشف أن بيترا قد تصبح مخيفة للغاية.»
بالرغم من أن ارتداءه لسترة رياضية ربما قلل من هيبته، إلا أن تحيته كانت متقنة للغاية، إذ دربُّه عليها خادم ماهر حتى حاز على رضاه.
«أشعر أن تلك الفتاة أصبحت أكثر صرامة معي مؤخرًا. ألا يمكنك أن تقول لها شيئًا، يا سيد ناتسوكي؟»
ارتعشت زاوية فم سوبارو بينما كان يستمع إلى تفسير إميليا، وعيناها البنفسجيتان تلمعان بالإعجاب. تمامًا كما قالت ميمي، جوليوس لم يأت بنفسه، لكن—
«مثل ماذا؟ أن تكون أشد حزمًا؟»
«للتذكير فقط، بدوني، كل شيء سيتوقف تمامًا، هل فهمت؟! يا للعجب، أتمنى لو تفهم هذا وتقدِّرني أكثر!»
«ألا يمكنك أن تطلب منها أن تكون أكثر لطفًا بدلًا من ذلك؟!»
كانت ريوزو جدة غارفيل وممثلة الملجأ. في الوقت الحالي، لم تكن مقيمة في هذا القصر، بل كانت تعيش في قرية إيرلهام القريبة من القصر القديم. فقد اختارت تحمل مسؤولية منح ”حياة يومية“ للأربعة والعشرين نسخة الذين وُلدوا مثلها؛ نسخ من ريوزو ماير، بأجساد مكونة من المانا مثلها تمامًا.
«مستحيل. ليلة سعيدة.»
«أتعني مؤخرته؟»
ولوَّح سوبارو بيده وهو يغادر الغرفة، تاركًا أوتو وغارفيل مجتمعين حول لوحة اللعبة بينهما.
«—واه!! آسف، لقد شردت قليلًا دون أن أدرك ذلك.»
اللون الذي عكسه الكريستال السحري على حائط الممر في القصر أشار إلى اقتراب منتصف الليل. لقد تأخر أكثر من المعتاد بعدما استغرق وقتًا أطول من اللازم.
قرر سوبارو أن أفضل خيار هو التحدث مع هذا المبعوث والتعرف عليه عن كثب في أقرب وقت ممكن.
«كانت مجرد جلسة حديث بين الرجال. عليك التغاضي عن أمور كهذه أحيانًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com متجاهلًا حيرة ميمي وانتقاد رام، قرع سوبارو باب غرفة الاستقبال. فُتح الباب فورًا، وبرز منه رأس بشعر أشقر قصير.
تمتم بهذه الكلمات وكأنها عذر وهو يتجه، ليس إلى غرفته، بل نحو الجناح الغربي حيث تقع غرف النساء.
«حسنًا، أعتقد أنني سأخلد أخيرًا للنوم. ماذا عنك، غارفيل؟»
ومن ثم—
«ناه، سوبارو، الأمر ليس كما تتخيل. بريستيلا ليست مدينة تطفو على الماء. تُعرف عادة باسم مدينة بوابة المياه.»
«—اعذريني على الإزعاج.»
ركز غارفيل على انزعاج الشاب دون تردد.
طرق سوبارو دائمًا الباب قبل دخوله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أوووه، عذرًا، خرجت عن الموضوع مرة أخرى. بياتريس هي روح متعاقدة معي.»
كان يعلم أنه لن يتلقى أي رد، لكن هل يعني ذلك أن عليه أن يتخلى عن الأمل؟
«سأفعل كل ما أستطيع فعله. هذه هي الطريقة المتطلعة للأمام التي قررنا، أنا وبياتريش، السير عليها بعد أن تحدثنا في الأمر.»
أو ربما كان عدم نسيان هذا الفعل مجرد وسيلة للتأكد من عدم وجود رد—
«نعم، لا شك أنها تتصدر قائمة الكائنات الظريفة. لم أتحدث مع جوشوا طويلًا، لكنني أشعر أنه قد يكون أيسر في التعامل مقارنةً بأخيه الأكبر.»
—كي لا ينسى أبدًا حرارة اللهيب الذي لا يزال يحترق في صدره بلا انطفاء.
رغم أنه قضي كل لحظة من يومه مع بياتريس، إلا أنه ما زال يدهشه كيف لم يمل أبدًا من هذه اللحظات اليومية الصغيرة. بل إن علاقتهما تعمقت أكثر مع مرور كل يوم.
كانت تلك الغرفة التي لا تجيب غرفة نوم بسيطة خالية من الزخارف.
ومع ذلك، فإن عودة باك ستكون بمثابة دفعة معنوية لا تُقدر بثمن لإميليا.
لم تختلف عن باقي غرف القصر في ترتيبها، ولم تحتوي إلا على أكثر الأثاث بساطة. السرير في وسط الغرفة، الستائر تغطي النوافذ، وطاولة بسيطة عليها مزهرية زهور؛ هذه كانت كل محتوياتها تقريبًا.
«على أي حال، شقيق جوليوس الأصغر، أليس كذلك؟ الآن بعد أن ذكرت ذلك… إر، تلك النظرة الحادة في عينيك، والسخرية… أه، أسلوبك الراقي في الحديث، ولون شعرك الرائع… كله متشابه، هاه؟»
استبدلت الزهور في المزهرية بانتظام، وجُدد ماءها يوميًا. ومع أنه علم أن جمال الزهور وعطرها لن يخففا من الألم، إلا أن ذلك أصبح عادة يومية لا يتخلى عنها.
«أظن أن هذا ليس السبب تمامًا.»
تصرفات سوبارو المليئة بالمشاعر كانت تُراقب بصمت من قِبَل بقية ساكني القصر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، لنمضي إذًا. لا يمكن الإمساك بشبل النمر إلا بالدخول إلى عرينه.»
—أعتقد أنه لو كان بإمكانه تجاوز الأمور بسهولة والمضي قدمًا، لما كنت لأتفاهم معه مهما تناقشنا. لهذا السبب، أحب سوبارو كما هو.
«نعم، بريستيلا تقع وسط بحيرة؛ لذا تغمرها المياه عند سقوط الأمطار. ولهذا السبب، بنيت جدران عالية لحمايتها، وأقيمت عدة بوابات مائية للتحكم في مستوى المياه. هذه البوابات هي ما يجعل المدينة تحمل هذا الاسم.»
إنه لأمر سيئ أن تكون طامعًا وأنت تفتقر إلى الكثير. تُرى، هل يمكن أن يكون سوبارو سوى متهور ومندفع؟ لهذا السبب، الآن وقد أصبح له مَن يدعمه، سنسمح له بهذا الطمع.
حاول سوبارو إخفاء إحراجه، فوضع إصبعه على أنفه كأنه يمزح.
هكذا فكرت الفتاتان الأقرب إلى سوبارو في تصرفاته.
اللون الذي عكسه الكريستال السحري على حائط الممر في القصر أشار إلى اقتراب منتصف الليل. لقد تأخر أكثر من المعتاد بعدما استغرق وقتًا أطول من اللازم.
«إنهما لطيفتان للغاية. أيضًا، تعليقات إميليا تثيرني على نحو كبير أحيانًا.»
«كانت مجرد جلسة حديث بين الرجال. عليك التغاضي عن أمور كهذه أحيانًا.»
تمنى لو أنها تتجنب استخدام كلمات مثل الإعجاب والروعة بهذه البساطة.
«صحيح، صحيح. هذه هي طفلتنا اللطيفة، بياتريس، أنا وإميليا تان.»
الكلمات كانت تعبِّر عن مشاعرها بوضوح، ومع ذلك لم تكن هناك تطورات عاطفية بين سوبارو وإميليا. ببساطة، لم تكن إميليا مستعدة لتقبل اعترافٍ عاطفي، وقلب سوبارو نفسه لم يكن مستعدًا لذلك على الإطلاق. قد يستغرق الأمر عامين، وربما ثلاثة— لا، وفي أسوأ الحالات، قد يستغرق أكثر من ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، هذه المرة سنتوجه حقًا إلى غرفة الاستقبال… أليس كذلك؟»
«من الوقاحة أن أكون هنا وأتحدث عن إميليا والبقية دائمًا. لو سمعت بيترا أو أي شخص آخر ذلك، لكانوا وبخوني بشدة.»
«أتعني مؤخرته؟»
ربما في الواقع، لم يكن هناك في معسكر إميليا شخص أكثر اجتماعية من بيترا. السمة المميزة لسوبارو ورفاقه كانت أن كل واحد منهم يعاني في العلاقات الاجتماعية. حقيقة أن فتاة لم تبلغ الثالثة عشرة من عمرها تتفوق عليهم جميعًا كانت حكاية محبطة بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أيضًا، ترتبط بريستيلا ارتباطًا وثيقًا بهوشين السهول المقفرة. وبالنسبة للتجار، هو شخصية أسطورية؛ لذلك كنت دائمًا أرغب في زيارتها يومًا ما.»
«أتسائل حقًا… لو كنتِ مستيقظة، ريم، لا أعتقد أنكِ كنتِ ستغيرين الأمور كثيرًا. ربما لأنني فاشل في هذا الأمر برمَّته، أو لأنكِ دائمًا ما تضعينني في المقام الأول.»
لم يلاحظ جوشوا الدهشة التي سادت المكان، وكان من الواضح أن عدسته المعظمة قد أضاءت ببريق مثير للقلق.
بينما كان يتحدث، سحب سوبارو كرسيًا وجلس بجانب السرير.
ومع ذلك، لم يكن من المستغرب أن تكون ميمي، بشخصيتها الطفولية، بعيدة كل البعد عن عدم إثارة المتاعب حتى لو لم تُترك وحدها. ثم التفت سوبارو نحو رام، وقد خطرت له فكرة.
وجه الفتاة النائمة كان مكشوفًا بالكاد بما يكفي لتجعل أشعة القمر المتسللة من بين فتحات الستائر ملامحها تتألق في الظلام.
بعد النجاة من هذه الضربة الكلامية، غمز سوبارو نحو بيترا. فقد كان واضحًا من حديثها حتى الآن أنها ما زالت تملك المزيد لتقوله.
رأى وجنتيها البيضاوين، وشفتاها الورديتين، وشعرها الأزرق. كانت هيئتها الجميلة مغطاة بثوب نوم رقيق. صدر الأميرة النائمة بالنسبة لسوبارو كان يرتفع وينخفض بإيقاع هادئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم الآن. بالتأكيد كانت هناك أحاديث عن فارس آخر يستخدم الأرواح، على ما أظن. إذا كان هذا الشخص هو أخوك الأكبر، أقدم لك تعازيَّ.»
—هكذا استمرت هذه الفتاة الثمينة، ريم، في النوم لأكثر من عام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حسنًا، حظًا موفقًا. لكن لا تسهر طويلًا، فهذا لن يساعدك على النمو أطول.»
«هناك الكثير لأخبركِ به اليوم. ضيف غير متوقع ألقى بمشكلة كبيرة على عاتقنا. أولًا، هذا الصباح، قمت بالأمور المعتادة—»
«يا رجل، هل فقدت الوزن منذ آخر مرة رأيتك فيها؟»
حملت ملامح سوبارو طابعًا من الحنان وهو يروي لريم النائمة أحداث يومه.
«وما الذي يمكن أن يكون؟»
روى قصصه بأسلوب مرح، ونبرة صوته كانت رقيقة للغاية. تحدَّث بعناية فائقة، وكأنه يتحدث مع طفل صغير يأخذ قيلولة، وروى الأحداث بروح من الفكاهة.
«لكنَّك تخلَّيت عن كونك تاجرًا منذ زمن بعيد، فلماذا تهتم الآن؟»
لم تُجب الفتاة بشيء. ومع ذلك، استمرت هذه اللقاءات الليلية.
أخذ سوبارو يستعرض في ذهنه المرشحين الملكيين جميعهم، مع فرسانهم، ثم خلص إلى استنتاج بسيط: كل واحد منهم يمكن اعتباره غريب الأطوار بحق.
في الليالي التي كانت الأخبار فيها كثيرة، كان سوبارو غالبًا ما يُصرُّ على همس حكاياته الحالمة إلى الأميرة النائمة حتى تقطع الليلة شوطها الأكبر.
ركز غارفيل على انزعاج الشاب دون تردد.
«…»
////
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «في الواقع، مع معرفتي بمعلمي، قد يكون الهدف منذ البداية الجمع بين المرح والتدريب في آن واحد…»
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
«كانت مجرد جلسة حديث بين الرجال. عليك التغاضي عن أمور كهذه أحيانًا.»
«هاه؟»
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
