3 - اليوم الذي ضحك فيه ألفا أوريونيس.
《١》
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
«—تمهَّل، يا رئيس الأساقفة كورنياس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاه—؟»
الطريقة التي قدَّم بها الفتى نفسه بابتسامة كانت جوهر الشذوذ بذاته.
للمرة الثانية، تحمل ريغولوس هجمات فورتونا المفاجئة دون أن يصاب بأذى. كانت تكره أن تعترف بذلك، لكنها لم تستطع هزيمته— ولم يستطع جيوس أيضًا، وأي محاولة أخرى ستعرِّض حياته للخطر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بلمحة سريعة، بدا الفتى خاليًا من أي وضعية قتالية، وكأنه مليء بالثغرات. كانت عيناه تعكس الثقة والغرور، شيئًا لا يمكن أن يراه المرء في شخص حذر. ووجهه أوحى بأنه لا يمكنه حتى تخيل أدنى ضرر قد يلحق به.
«لماذا… لماذا أنتِ هنا…؟ ريغولوس كورنياس! لماذا جلبتها معك؟!»
نظرة حزم ظهرت على وجه جيوس وهو يتطلع إلى ريغولوس، وقد تلاشت منه كل علامات الهدوء الأولية.
في أوقات السلم، أو إن كان داخل حصن منيع، لما كان في ذلك أي مشكلة على الإطلاق. ومع ذلك، كان الفتى ضيفًا غير مرحب به، وأمامه وقفت فورتونا، وملامح العداء واضحة على وجهها ونظرة جادة في عينيها.
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
كانت محاجره متوهجة بلون قرمزيٍ صارخ. عيناه المغمورتان بالدماء، تائهتان؛ رغم أنه كان يحدق أمامه، كان من الصعب الجزم إن كان يرى العالم كما هو حقًا.
أن يحافظ على تلك الوضعية في مثل هذه الظروف تجاوز الهدوء إلى ما هو أبعد من الواقعي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تراجعت إيكيدنا خطوة إلى الخلف، لتأخذ مسافة بينهما دون أن ترد على سؤال إميليا. منحتها تلك المسافة موقعًا ممتازًا لمراقبة ساحة المعركة التي تحول المكان إليها.
لكن هذا الرجل -ريغولوس- كان شاذًا بقدرته على فرض وجوده على الآخرين.
«أنت تكرهني، أليس كذلك؟ لم يكن يجب أن تتورط في كل هذا. كل هذا فقط لأنك استضفتني وإميليا… هذه محنة لم تكن بحاجة إليها».
وأيضًا، تذكرت إميليا اللقب الذي يحمله هذا الرجل.
ذلك الصوت جعل الحدة في عيني فورتونا تتلاشى بهدوء ولطف.
«رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة من طائفة الساحرة… مثل الأشخاص الذين هاجموا القصر وقرية إيرلهام!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
«لماذا يوجد شخص كهذا في هذه الغابة…؟»
متذمرًا بصوتٍ عالٍ، غرس ريغولوس ذراعيه مجددًا في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار ذلك على التوالي.
«—ريغولوس كورنياس، رئيس الأساقفة! لماذا أنت هنا؟!»
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
كان جيوس الواقف في غابة الماضي، هو مَن صرخ بصوت حاد بالسؤال الذي أرادت إميليا طرحه بكل شدة. كانت ملامحه جادة، كما لو أنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الذي أبدى حبًا عظيمًا للشابة إميليا وفورتونا.
«لقد وُعدتُ بألا يتدخل أحد سواي في هذه الغابة وهذا الحدث!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نعم. كان الأمر تمامًا كما قال جيوس. كانت تشعر بالخوف من هذا العدو الغامض وما قد يفعله. ولكن بالتأكيد، كانت تعلم بالفعل أكثر الأمور إثارةً للرعب—
«وُعدت؟ هل هو اتفاق وضعته بنفسك وبدأته بقرار فردي، أليس كذلك؟ يا له من روح مغرورة، تحاول فرض ذلك على الآخرين وتجبرهم على طاعته. هناك حدود لتدخل الآخرين في إرادتهم وأفكارهم، فهل يمكنك التوقف عن التدخل في ذهني وجسدي بالفعل؟»
من خلال عدسة الماضي، دموع والدتها مزَّقت قلب إميليا. ورغم أنها وضعت كلتا يديها على وجهها بسرعة، لم تستطع إيقاف دموعها.
«هذا ليس ردًا! إذا لم تكن راضيًا عن الاتفاق، لكان يجب عليك إثارة القضية في الكنيسة! ومع ذلك، أظهرت وجهك هنا! بدايةً، مَن الذي أخبرك عن هذا المكا…؟»
«كانت هناك ساحرة خفية— اسمها باندورا. إنها جزء من طائفة الساحرة، الساحرة المحرمة في هذا العالم».
بدا أن جيوس الغاضب وريغولوس المتجهم يعرفان بعضهما البعض، لكن لم يكن هناك أي أثر للمودة بينهما، ولم تحمل محادثتهما أي أمل في الوصول إلى حل وسط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وحش الشيطان، الثعبان الأسود، قد أطلق في الغابة».
ومع ذلك—
«—لأنني مَن أمره بفعل ذلك.»
فجأة، قطعت صوت امرأة رقيق مثل رنين الجرس النقاش الحاد بينهما.
«إميليا».
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
وفي اللحظة التي رأى فيها ما يحدث، رفع أرتشي كفه نحو ساقه اليمنى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل يمكنكِ الركض باتجاه الزهور؟ بعد الزهور… إلى الأمام مباشرة…»
وبينما كانت إميليا تشاهد الماضي، شهقت بصدمة، بينما اكتفت إيكيدنا بالنظر بدهشة.
—تسللت فتاة واحدة من بين الفجوات بين أشجار الغابة، وظهرت في ذلك المكان.
«أحد رؤساء الخطايا السبع… لكن ما المشكلة التي تتجاوز ذلك؟»
توقفت الفتاة بجانب ريغولوس، لتقف في مواجهة إميليا والآخرين. كانت فتاة ذات جمال مروع وغير إنساني، جمال يرغم كل مَن ينظر إليها على الارتعاش دون قدرة على المقاومة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إلى جانب فورتونا، كان جيوس يحتضن كتفيه بكلتا يديه، بينما لفظ تلك الكلمات المملوءة بالعزم الدموي.
شعرها الطويل بلون البلاتين الشفاف، كأنه يشع وهجًا ناعمًا أشبه بضوء الشمس، خالقًا شلالًا من النور يمتد من كتفيها النحيلتين إلى أسفل ظهرها. أما عيناها، المحاطتان برموش طويلة، فكانتا زرقاوتين عميقتين، وكأنهما تسجنان العالم بداخلهما. ملامح وجهها كانت في غاية الروعة، حتى إنها جسدت الصورة المثالية لـ ”الجمال“ التي يحلم بها البشر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
«حـ-حسنًا…»
لو كان ممكنًا حقًا القتل بالجمال وحده، لكانت تمتلك ذلك الجمال القاتل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
شعر جيوس بالارتباك إزاء ابتسامة باندورا الأنيقة، رغم إدراكه بأن جسده قد شُفي.
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
أمالت الفتاة ذات الجمال القاتل رأسها، وطرحت ذلك السؤال البسيط.
نبرتها، ونظرتها العابرة، وحقيقة أنها خصصت له وقتًا— كل ذلك قد يغمر أي رجل عادي بسعادة غامرة، حتى إنه لن يكون غريبًا إن توقف قلبه فرحًا.
«هذا ليس ردًا! إذا لم تكن راضيًا عن الاتفاق، لكان يجب عليك إثارة القضية في الكنيسة! ومع ذلك، أظهرت وجهك هنا! بدايةً، مَن الذي أخبرك عن هذا المكا…؟»
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
«لا بأس… جسد من لحم سيفنى في يوم ما… الشخص الذي عهد إليَّ بهذا الجسد كان على علم بذلك بلا شك… الأهم، هل السيدة إميليا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما أرخى جيوس ملامحه الدامية بارتياح، جاءت كلماته لتثير صوت ريغولوس الغاضب.
«لماذا… لماذا أنتِ هنا…؟ ريغولوس كورنياس! لماذا جلبتها معك؟!»
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن إميليا وإيكيدنا وحدهما مَن شعرا بمدى غرابة هذا المشهد. حتى ريغولوس شعر بالأمر ذاته، حيث ألقى نظرة استفسار نحوها، فردَّت باندورا بوقف تصفيقها، مشيرةً إلى جيوس.
صكَّ جيوس أسنانه، وكأنه يحاول مقاومة الرغبات التي يصعب التصدي لها والتي تغلي بداخله. رفضه المشبع بالكراهية جعل ريغولوس يصدر صوتًا من ضجر، وعلامات الملل على وجهه واضحة.
فتحت يديها الرقيقتين، وكأن ذراعيها الصغيرتين بإمكانهما احتضان كل شيء وكل أحد.
«هل تقول إنني جلبتها إلى هنا؟ لحظة، لا يعجبني أن يقرر الناس مثل هذه الأمور عبثيًا. أنت تعلم أنني أكره إكراه الآخرين أكثر من أي شيء آخر، أليس كذلك؟ وجودها معي كان برغبتها الخاصة. هل لديك ضغينة ضدي كي تلقي عليَّ اللوم في كل شيء؟»
«…»
«إميليا».
«رئيس الأساقفة كورنياس، يبدو أن صديقنا مرتبك، فلا تكن قاسيًا عليه.»
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
من أجل مصلحتها، تدخلت باندورا للمرة الثالثة لتعيق ريغولوس— راقصةً بخفة في السماء، وضعت يدها النحيلة على رأس ريغولوس، مما دفع جسده المزعج للغوص في الأرض دون أي مقاومة ظاهرة. وفي لحظة، دُفن من أطراف قدميه حتى قمة رأسه.
لم تعد الكلمات المكتوبة أو المنطوقة كافية لوصف الشذوذ الذي يعبر عنه هذا الرجل البغيض.
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
—إذا كانوا يريدون ذلك الشيء، فلم لا تعطيه لهم فحسب؟
صوت جيوس، الذي كاد أن ينفد نفسه، جعل الفتاة ترتسم على وجهها ابتسامة رقيقة.
عبست فورتونا بغضب، وشوهت ملامحها الجميلة في قسوة، منهية المشهد المتألق بحزم شديد. انشقَّت السحب فوق الغابة، وسقطت كتلة جليدية ضخمة مباشرةً على باندورا، مرتطمة بالأرض الباردة كقبر جليدي.
«—!»
ابتسامة الفتاة الساحرة كانت تثير شعورًا بالسعادة ينافس جميع الأشياء المباركة في العالم. وتسامح الفتاة المسماة باندورا، متجاوزة كل ما حولها، كان بمثابة نعمة للعالم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان الجزء المتبقي من ساقه اليمنى المتجمدة يفقد لونه أعلى الركبة، متحجرًا كحجر مخبوز. بدا وكأن الأرض نفسها تجف.
فتحت يديها الرقيقتين، وكأن ذراعيها الصغيرتين بإمكانهما احتضان كل شيء وكل أحد.
«والآن، أحضر المفتاح والختم إلى هنا— حتى يتحقق أعظم أهداف طائفة الساحرة أخيرًا.»
«أمي… أ-أنا أحبكِ أيضًا… أحب… أحب…!!»
«باندووووورااا—!!»
«—نعم. فهمت».
تداخل إعلان الفتاة الرقيق مع صرخة فورتونا الغاضبة.
«هل هذا كذلك…؟ هذا أمر… مطمئن جدًا.»
حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما حاولت التفُوّه بهذه الكلمات، تجمدت إميليا، كما لو أوقفتها مشاعرها.
«عجبًا.»
«لكن!»
«سأعوض أخي بتحويلك إلى كومة من الأوتاد!!»
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
«مَن تظنين نفسك، تعودين فجأة وتقومين بانتشاله هكذا دون سابق إنذار؟ كنت على وشك أن أسحق رأسه بقدمي الآن! بأي حق، وبإذن مَن ، تجرؤين على أن تتدخلي! معي… معي معي معي معي معي معي معي معي معي معي أنا؟!!»
وبينما وقفت باندورا هناك بكل هدوء، أطلقت فورتونا هجومًا سحريًا لا رحمة فيه نحوها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنت تكرهني، أليس كذلك؟ لم يكن يجب أن تتورط في كل هذا. كل هذا فقط لأنك استضفتني وإميليا… هذه محنة لم تكن بحاجة إليها».
تساقطت الأوتاد الجليدية، كل واحدة منها بسماكة ذراع رجل بالغ، على باندورا بقوة هائلة. اخترقت الأطراف الحادة وجه الفتاة المذهولة، وانتشرت شظايا الجليد المتناثرة لتغطي الغابة باللون الأبيض.
«بهذا… ستختفين إلى الأبد—!!»
كان مرتبطًا بأسرار يخفيها الكبار، وأخذ الابتسامة التي كانت تخص إميليا وحدها، لذا ظنَّت أنها لن تستطيع مسامحته أبدًا.
عبست فورتونا بغضب، وشوهت ملامحها الجميلة في قسوة، منهية المشهد المتألق بحزم شديد. انشقَّت السحب فوق الغابة، وسقطت كتلة جليدية ضخمة مباشرةً على باندورا، مرتطمة بالأرض الباردة كقبر جليدي.
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
أمام هذا المشهد المهيب، ظلت إميليا الصغيرة، وحتى إميليا في الحاضر، عاجزة عن النطق.
«أرتشي! الغابة… هل الجميع في المستوطنة بخير؟!»
كانت تتساءل في داخلها إن كان بمقدورها، حتى وهي تستعين بقوة باك، استخدام سحرٍ مماثل لما فعلته والدتها الآن. لم تكن تنوي التقليل من قدرات فورتونا، إلا أن مستوى قتالها فاق كل توقعاتها، مما أثار دهشتها الشديدة. لكن—
«—مهلًا. هل تتجاهلينني تمامًا الآن؟ ومع ذلك، رغم كل ذلك، حاولتِ ضمي إلى هجومك… ما هذا؟ ألا يعتبر ذلك انتهاكًا لحياتي، ووجودي، وحقوقي، وإنسانيتي ذاتها؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انطلقت كلمات مشبعة بالضغينة من وسط الضباب الأبيض. وفي اللحظة التالية، تكسَّر الجبل الجليدي المتساقط. كان مشهد ريغولوس واقفًا بكل أريحية وسط هذا المنظر السريالي لشظايا الجليد اللامعة مرعبًا ومثيرًا للرعب. أما باندورا، الواقفة خلفه دون أدنى ضرر، فقد كانت بنفس القدر من الإرباك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
«إيكيدنا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن فورتونا تدللها، وكانت صارمة، لكنها أيضًا منحتها أشياءً ثمينة للغاية. على الرغم من قولها الدائم بأنها ليست أمَّها الحقيقية، إلا أن فورتونا كانت أمَّها، أمَّها الأولى والأهم.
من الواضح أن ريغولوس قد وقف أمام باندورا ليحميها، لكن ما حدث لم يكن مجرد مسألة قدرة على الدفاع. لم تستطع إميليا حتى أن تستوعب ما حصل تمامًا.
«إذًا، هذا هو تجسيد الجشع في هذا العصر. التفكير في أن لقاءً كهذا لا يحدث عادةً… إنه بالفعل مثير للاهتمام.»
«…إيكيدنا، هل تعلمين ما الذي حدث الآن؟»
«هل هذا كذلك…؟ هذا أمر… مطمئن جدًا.»
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
طرحت إميليا سؤالها على إكيدنا، التي خرجت من ظل الأشجار وانتقلت إلى مكان يمكنها من خلاله رؤية المعركة بوضوح. رفعت إيكيدنا طرفي شفتيها وهي تنظر إلى إميليا التي اقتربت منها وكأنها اعتادت الأمر، لكن سرعان ما تنهدت وتحدثت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت هناك مسارات عديدة يمكن للأرواح الصغرى المرور منها، ولكن لم يكن بوسع إميليا ذلك. تعثَّرت، وتعرَّض خدها للخدوش من فروع الأشجار، وسقطت، ثم بصقت التراب من فمها قبل أن تنهض مرة أخرى.
«أستطيع أن أخمِّن، لكن لا أزال غير متأكدة تمامًا. كنت أرغب في مراقبة الوضع لفترة أطول قبل التكهن بسلطته… لكن يبدو أن الظروف لن تسمح بذلك— إنهم يتحركون.»
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
«جيوس! جيوس، تمسك! ماذا فعلوا بك…؟ آه، ماذا عليَّ أن أفعل…؟!»
شعرت إميليا بالضيق من معرفة إيكيدنا الواسعة بما يجري، لكنها قررت تركيز اهتمامها على الماضي.
وهي تحدق في جيوس، الذي كان يلهث بينما يتهاوى وجوده في فوضى عارمة، زفرت باندورا بهدوء نفسًا متقدًا ومفعمًا بالإثارة.
صكَّت فورتونا أسنانها غضبًا من تصديهم لهجومها الأول. في تلك اللحظة، مد جيوس ذراعه أمامها.
«سيدتي فورتونا! أرجو أن تأخذي السيدة إميليا وتنسحبي من هذا المكان! حاليًا، نحن بلا حول ولا قوة أمام ريغولوس كورنياس!»
سوف تنقذ إميليا. سوف تعود إلى إميليا. وسوف تكون مجددًا مع جيوس وإميليا معًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واجه جيوس نظرة فورتونا الكئيبة بابتسامة، رغم أن التوتر كان يتسرب من كل مسام في جسده.
«لا…! هل تطلب مني الانسحاب بينما تقف تلك المرأة أمامي؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
«أرك…!»
وبخ جيوس فورتونا على موقفها العدائي. جعلها تعليقه تفتح عينيها على اتساعهما؛ تذكرت فورتونا أن ابنتها الحبيبة، التي تقف خلفها، كانت تتشبث بملابسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وُعدت؟ هل هو اتفاق وضعته بنفسك وبدأته بقرار فردي، أليس كذلك؟ يا له من روح مغرورة، تحاول فرض ذلك على الآخرين وتجبرهم على طاعته. هناك حدود لتدخل الآخرين في إرادتهم وأفكارهم، فهل يمكنك التوقف عن التدخل في ذهني وجسدي بالفعل؟»
«أ-أمي…»
«مـ-ما—»
«أرك…!»
«إميليا…»
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
«أرجوكِ انسحبي. واطلبي المساعدة فورًا من المستوطنة. إنني والتابعين الذين أتوا معي نتشارك نفس الرغبة. إنهم بلا شك سيكونون عونًا لكِ.»
«ليس فقط تتجاهلان سؤالي لفترة طويلة، بل الآن تبالغان في العواطف؟ أتساءل ما الذي قد تفكران فيه؟ ما معنى هذا؟ لقد أوضحت لكما تفوق قوتي وشرحت كل شيء بطرق سهلة الفهم، فلماذا تستمران في هذا التصرف؟ ماذا بحق تظنان؟»
«ولكن إذا فعلت ذلك، ماذا سيحل بك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فجأة، قطعت صوت امرأة رقيق مثل رنين الجرس النقاش الحاد بينهما.
ردًا على الصوت، عاد النور إلى عيني جيوس، رغم أن أنفاسه بالكاد كانت تتردد. كان لا شك في أن حياته كانت في خطر، لكن مع استمرار جيوس في التشبث بوعيه بصعوبة، أومأت فورتونا له مرات عدة.
«—اطمئني. لا أنوي البقاء هنا دون خطة.»
«أعفو عن أعمالك العنيفة، وأفعالك العنيفة، وكل ما فعلته. لقد أتممت بالفعل الغرض الذي جلبتك من أجله إلى هنا. يمكنك أن تذهب الآن.»
واجه جيوس نظرة فورتونا الكئيبة بابتسامة، رغم أن التوتر كان يتسرب من كل مسام في جسده.
أمام وجهه المبتسم بفخر، أغمضت فورتونا عينيها بقوة، كأنها تقطع كل تردد لديها.
كانت هذه الثقوب لا تُعد فعليًا، كآثار قطرات المطر على التربة المتشققة، فقد حفرت تلك الرمال الأرض بقوة اختراق هائلة لدرجة يصعب رؤية قعرها.
نادت إميليا على الجنيات، تلك الكائنات الخارقة التي أطلقت عليهما فورتونا وجيوس اسم الأرواح الصغرى. لم يكن لديهم كلمات، ومع ذلك استجابوا لإرادة إميليا، متحركين برفق نحو أعماق الغابة—
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
«—لديكِ الجرأة لتتدخلي حيث لا يجب، أيتها المرأة!!!»
في حضن والدتها، كانت إميليا الصغيرة تتحرك بعصبية، تصرخ بأعلى صوتها نحو جيوس الذي كان يتلاشى بعيدًا عنها.
«إيكيدنا، من طريقة حديثكِ الآن… يبدو وكأنكِ تلمحين لعدم وجود سبب معين للبقاء هنا.»
«ماذا حدث…؟ ما الذي، هـا؟!»
«جيوس—!!»
«آاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جلبت تلك المشاعر الطفولية البريئة ابتسامة هادئة على وجه جيوس، وهو يرفع يده مودعًا. وفي لحظات، غابت إميليا في أعماق الغابة، حتى لم تعد ترى جسد جيوس النحيل.
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
«بالطبع، ستستمر. هذا ماضٍ لم تشهديه من قبل، لكن كتاب المعرفة يعمل على تعديل مسار هذا العالم المستنسخ. وبما أنها محاكمة، فعليكِ متابعة ذاتك الخاصة. ما الذي ستفعلينه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
أجابت إيكيدنا على سؤال إميليا بتصريح مفاجئ، مشيرة إلى ضرورة تتبعها لفورتونا.
«هل تطلبين مني أن أترك هذا المكان؟ على الرغم من أن جيوس يقاتل بكل ما يملك؟!»
ظلت إميليا تحمل بعض الندم وهي ترى الهجوم المتواصل أحادي الجانب لجيوس ضد ريغولوس يزداد ضراوةً أمام عينيها. دموعه المختلطة بالدم استمرت في النزيف، وسال الدم أيضًا من أنفه وزاوية فمه. وكلما زاد تأثير ذلك الشيء على جسده من الداخل، زادت قوة ودقة التدمير غير المرئي بشكل كبير.
هذا الاقتراح أغرى قلب إميليا. كانت تسعى بكل يقين لاجتياز المحاكمة. ليس لديها أدنى شك بأن عليها متابعة ماضيها من أجل ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
ومع ذلك، كانت هذه اللحظة التي قاتل فيها جيوس بشجاعة، معركة وضع فيها كل ما لديه من أجل أن تهرب فورتونا، بل وأيضًا إميليا الصغيرة. بالإضافة إلى ذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تألفت المعركة من الهجوم الشجاع لجيوس وصد ريغولوس القاسي، وبينما كانت إميليا تراقب القتال، تحدثت إليها إيكيدنا من خلفها.
«هه، هل ستبقين هنا؟»
«إيكيدنا، من طريقة حديثكِ الآن… يبدو وكأنكِ تلمحين لعدم وجود سبب معين للبقاء هنا.»
«…»
وبينما كانت إميليا تشاهد الماضي، شهقت بصدمة، بينما اكتفت إيكيدنا بالنظر بدهشة.
«ربما أفكر في الأمر بشكل زائد، لكن الأمر يبدو وكأنكِ تريدين مني التوجه إلى هناك…»
«مهلًا الآن، لما قمتِ بتجنبها؟ فقط تقبليها وتحولي إلى لحم مفروم! هذا يشمل جيوس عديم الموهبة وتلك المرأة هناك! كنتُ لأقبل بضمك كزوجتي التاسعة والسبعين، فلمَ هذا التصرف الغبي، أليس كذلك؟ ها؟ ها؟!»
«—لَكِ حرية التفكير كما تشائين. علاوة على ذلك، حتى أثناء ترددكِ، الأحداث مستمرة في الحدوث.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
تراجعت إيكيدنا خطوة إلى الخلف، لتأخذ مسافة بينهما دون أن ترد على سؤال إميليا. منحتها تلك المسافة موقعًا ممتازًا لمراقبة ساحة المعركة التي تحول المكان إليها.
«بطلبٍ مني، غادر المتطفل المسرح. الآن يمكننا أن نأخذ وقتنا للحديث، أليس كذلك؟»
وفي تلك اللحظة، بينما وقف جيوس بثبات في ساحة المعركة التي انتشرت أمام عيني الساحرة، أطلق الرجل ذو الشعر الأبيض ضحكة ساخرة.
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أيها الجليد العتيق الغامض، شديد البرودة، أبيض لدرجة تجعل الزمن يرتجف، جليد عظيمٌ تسكن فيه الروح للأبد.»
«هممم، تقدُّم مثير للإعجاب، أليس كذلك؟ لكن، مَن الذي تمنعه من الهروب؟ أليس عملي الحقيقي معهما وليس معك؟ بمعنى آخر، تدخلك هذا هو تعدٍّ على أفعالي، وحقوقي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مرةً تلو الأخرى… ما الذي يلزم لقتلك…؟!»
«سمِّه كما تشاء، ريغولوس كورنياس. سأراهن على وجودي ذاته. لن أسمح لك بالاقتراب منهما خطوة واحدة!»
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
«هذا… سأريك إياه من الآن فصاعدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا…! هل تطلب مني الانسحاب بينما تقف تلك المرأة أمامي؟!»
تداخل صوتاهما، ورفعت فورتونا إصبعها الأوسط في إشارة استخفاف إضافية.
أمام ريغولوس، الذي اندفع بغضب محاولًا تبرير أفعاله بمنطق يخدم مصالحه، رد جيوس بجواب بسيط وهادئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هـ-هل سنكون حقًا… معًا…؟»
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
«لا… جيوس، ما الذي…؟!»
في هذا الوضع، حيث كان الجميع يحاول فرض إرادته، بلغ صبر ريغولوس القصير حده الأقصى وانفجر بأسوأ طريقة ممكنة.
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
«—!»
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
«مهلاً، لا تخبرني أنك…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
أخرج جيوس من ردائه صندوقًا أسود صغيرًا. وعندما وقعت عينا ريغولوس على ذلك الصندوق، تجعد حاجباه للحظة، لكنه سرعان ما حدق باندهاشٍ، مدركًا ماهية ما يراه.
نظرة حزم ظهرت على وجه جيوس وهو يتطلع إلى ريغولوس، وقد تلاشت منه كل علامات الهدوء الأولية.
«بالتأكيد، أنت تشعر بذلك، أليس كذلك؟ فبعد كل شيء، هذا شيءٌ سبق أن كان في يدك.»
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مَن الذي كان يضايق فورتونا وجيوس وأرتشي؟ ما الذي يتوجب عليها فعله لتستعيدهم؟ ما الذي كانوا يسعون إليه—؟
«أرجوكم. اذهبوا».
«بالتأكيد، أفتقد للتوافق معه. ولذا، كنت دائمًا أحتفظ به فقط، حاميًا الأمانة التي أوكلت إليَّ. غير أنني فعلت ذلك من أجل وقتٍ كهذا.»
بدا أن جيوس الغاضب وريغولوس المتجهم يعرفان بعضهما البعض، لكن لم يكن هناك أي أثر للمودة بينهما، ولم تحمل محادثتهما أي أمل في الوصول إلى حل وسط.
«أرتشي…؟»
على عكس الهالة الغاضبة التي أظهرها ريغولوس حتى تلك اللحظة، بدا جيوس هادئًا وهو يهز رأسه من جانبٍ إلى آخر.
الصوت الحنون الذي نادت به ليا جعل إميليا، ومشاعرها، تتحطم.
كأنَّ الغضب الأسود الراكد وعزيمة كالنار الزرقاء كانا يتصارعان داخل أعماقه—
كانت الغابة قد تبدلت بصورة درامية، لدرجة بدت معها وكأنها نسيت شكلها الأصلي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
أمام وجهه المبتسم بفخر، أغمضت فورتونا عينيها بقوة، كأنها تقطع كل تردد لديها.
كان ذلك اسمه. رفع رأسه عندما نُودي بتلك الطريقة، وبدأت باندورا تتحدث إليه برقة.
لم يعد يهم مَن أنجبها بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لنحاول كسب الوقت كي تتمكن إميليا من الهرب…»
«أتمنى لك رحلةً طيبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت كلماتها بركة، لم تحمل ضغينةً أو عداءً أو دوافع خفية، بل كانت مليئةً بالنوايا الحسنة.
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
«—سيدي فلوجل، أرجوك اغفر لي.»
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
قال هذه الكلمات، ثم ضغط ذلك الشيء الأسود على صدره، بكل ما يحويه الصندوق الصغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أستطيع… إنقاذ الجميع…!»
وبعد لحظة، أدركت إميليا نية الأضواء الفسفورية التي كانت تومض وكأنها ترشدها.
فوراً، انتشر السواد الغامض كأنما تناثرت قطرات ماء على صدر جيوس، وزاد حجمه بشكلٍ انفجاري حتى غطى جسده بالكامل. مشهد جيوس وهو يُلتهم بكيانٍ لزجٍ حي جعل إميليا تصرخ بلا وعي. كان هناك شيءٌ يمحو وجود جيوس بلا رحمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لكن!»
«أحمق.»
لأول مرة، نطق ريغولوس بكلمة ازدراءٍ مختصرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تمتم الرجل بألم، مما أثار حيرة أرتشي— وفي اللحظة التالية، سقطت ذراعا الرجل من كتفيه. كدمية سيئة الخياطة، انخلعت أطرافه الممتدة تمامًا، هكذا فقط.
«جيوس… ما الذي—؟ ماذا فعلت؟ ماذا…؟»
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
—وفجأةً، امتزج صوت تصفيقٍ غير متوقع مع صرخته.
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
«رائع.»
«رئيس الأساقفة ريغولوس كورنياس.»
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وهي تحدق في جيوس، الذي كان يلهث بينما يتهاوى وجوده في فوضى عارمة، زفرت باندورا بهدوء نفسًا متقدًا ومفعمًا بالإثارة.
«—!»
«إذًا، لماذا لا تصمتي وتراقبي فقط؟ أنا…!»
«سيدة باندورا؟»
«—رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
لم تكن إميليا وإيكيدنا وحدهما مَن شعرا بمدى غرابة هذا المشهد. حتى ريغولوس شعر بالأمر ذاته، حيث ألقى نظرة استفسار نحوها، فردَّت باندورا بوقف تصفيقها، مشيرةً إلى جيوس.
«رئيس الأساقفة ريغولوس كورنياس.»
«كانت هناك ساحرة خفية— اسمها باندورا. إنها جزء من طائفة الساحرة، الساحرة المحرمة في هذا العالم».
«نعم؟»
«إنه قادم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في اللحظة التالية، وجد ريغولوس جسده ينقلب فجأة وهو يُقذف عاليًا في السماء.
ورغم ذلك، استمرت المشاهد، والتي ليس لدى إميليا أي ذكرى منها، مما أوقعها في حيرة.
«هاه—؟»
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
كأنَّ طفلًا غاضبًا أمسك بدمية من قدميها وألقاها بكل ما يستطيع من قوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
وهو يُقذف في الهواء، بدا على وجه ريغولوس أنه لا يدرك ما يحدث، بينما مرَّ بجوار قمم الأشجار، ليبلغ بسرعةٍ نقطة الذروة، ومن هناك هبط بقوة نحو الأرض. كان وكأن قدميه لا تزالان ممسوكتين في قبضة طفلٍ غاضب، وليس لديه أدنى فرصة لتجنب الاصطدام برأسه بالأرض، مثيرًا سحابة ضخمة من الغبار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
بانفجارٍ مدوٍّ وارتجاجٍ عنيف، انفجرت الأرض وتهاوت شجرة تلو الأخرى، جرفتها قوة الاصطدام. سُحق الرجل تحت تأثير تلك الأشجار العظيمة، وساد الهدوء الغابة الصاخبة.
«—آه.»
لقد عهدت إليه بمسؤولية. أرتشي لم يكن ليتراجع عن ذلك.
فقدت إميليا صوتها، محاولةً تجميع شتات المشاهد التي جرت أمام عينيها.
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
—لم ترَ أيًّا منها. لكنها أدركت شيئًا واحدًا.
«لقد حدث تمامًا كمــــا… قلت لكم.»
هذا الكائن الخطير، كطفل سيء التربية قد يعضُّ أي شخص حسب مزاجه، كان يتمتع بقوة توازي التنين— هذا ما استنتجته فورتونا وهي تقيِّم هذا الرجل الشرير أمامها.
رأته أمامها، الرجل بزيِّه الأسود، راكعًا على الأرض، ودموعٌ من دم تتدفق من عينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أرادت إميليا البقاء مع والدتها مهما كلف الأمر، فعرضت كل ما تستطيع التفكير فيه. صوتها جعل فورتونا تحتضنها فجأة بشدة. لو لم تفعل، لرأت إميليا الحالة التي كانت عليها وجه أمها.
وبينما كان يحدِّق في سحابة الغبار المتناثرة بين فجوات الأشجار، وقف ذلك الرجل— يسعل بشدةٍ بعد النصر الذي حققه مقابل كل ما حمله من عزيمة.
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لنحاول كسب الوقت كي تتمكن إميليا من الهرب…»
كانت أنفاسه ضعيفة، وساقاه ترتعشان. غير أن روحه اشتعل بحرارةٍ تتأجج من نيران التصميم الراسخ.
ففي النهاية، كانت تلك دموع طيبة. وتذكرت كيف هدئتها فورتونا عندما ضمتها، فقامت بمداعبة رأس جيوس، ورغبت في البقاء بجانبه حتى لا يشعر ذلك الطفل الباكي بالوحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هنا… هنا تكمن الآمال، والإيمان العظيم الذي لا يُنسى نحو أهل هذا المكان…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اختلطت كلماته بسعالٍ ممتزجٍ بالدم، وكأن شعورًا بالواجب الجليل كان ينهش روحه، حتى وهو يتحدث. عبر سنواتٍ عديدة، لابد أن مشاعره قد نمت وتعاظمت؛ عمقها كان سرًا لا يعلمه أحد.
لا أحد، سوى الرجل نفسه، الذي استسلم تمامًا في خدمة تلك الأمنية، كي لا ينسى أبدًا ما هو أعز عليه ولو للحظةٍ واحدة.
«هذا ليس عدلًا…! أنتِ تعلمين أنه لا يمكنني الرفض عندما تتحدثين بهذه الطريقة… أ-أنا أريد أن أقاتل مع الجميع أيضًا…! ومع ذلك…!»
«تلك الأيام، تلك الرابطة، تلك الأمنية… هذه، هم منحوني إياها. ومهما طال الزمان، لن أنسى شيئاً… لهذا، في هذه اللحظة، ما دمت قادرًا على أن أسعل دمًا…»
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
جرت دموع الدم بغزارة. بلغ الدم واللحم نهايتهما، والرجل يتقيأ كتلة من الدماء وهو يتشبث بعنادٍ ببركاتٍ أبعد من متناول يده.
كانت محاجره متوهجة بلون قرمزيٍ صارخ. عيناه المغمورتان بالدماء، تائهتان؛ رغم أنه كان يحدق أمامه، كان من الصعب الجزم إن كان يرى العالم كما هو حقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
«ما الذي تراه بتلك العينين الحمر، رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، لم يتراجع الشاب الذي تلقى ذلك الهجوم القوي من الجهة الأمامية— ريغولوس الذي كان من المفترض أن يكون ميتًا— لم يظهر أي أثر للانسحاب. لم يظهر على جسده أي جروح من الأحداث السابقة ولا حتى خدش واحد.
«—الحب.»
كانت باندورا هي الوحيدة التي تلقت تلك النظرة، مدركة ببراعة أن عينيه القرمزيتين لم تكونا تنظران إليها. ومع ذلك، طرحت سؤالها دون اكتراث، فأجاب الرجل دون تردد.
جيوس—لا، اسمه كان بيتيلجيوس روماني كونتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
يا للسخرية، كان حوارًا بين شخصين قادتهما الأقدار إلى المكان ذاته، شخصين لا يمكن أن يقبلا بفكر الآخر بأي حال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
أسرت باندورا نفسها باعترافٍ بهمسٍ متقد. تلك الكلمات جعلت الرجل يغلق عينيه للحظة، ثم أطلق أنيابه نحو المرأة التي تجرأت على التصرف وكأنها الأكثر فهمًا له في العالم.
«تلك الأيام، تلك الرابطة، تلك الأمنية… هذه، هم منحوني إياها. ومهما طال الزمان، لن أنسى شيئاً… لهذا، في هذه اللحظة، ما دمت قادرًا على أن أسعل دمًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جيوس—لا، اسمه كان بيتيلجيوس روماني كونتي.
«أرجوك تمالك غضبك، يا رئيس الأساقفة كورنياس. لن أسمح لك بقتل أيٍ منهما هنا. ألا تشعر بشيء حين تنظر إليهما؟»
«إميليا… إميليا، إميليا، إميليا…!»
«لن تقتربي منهم. أنتِ… لن… تمرِّي!!»
شعرت إميليا بالضيق من معرفة إيكيدنا الواسعة بما يجري، لكنها قررت تركيز اهتمامها على الماضي.
《٢》
«أرك…!»
تتساقط دموع الدماء من عينيه، وقد سمح لذلك الشيء الأسود بأن يسكن داخله، صرخ جيوس بصوتٍ هائل.
كان صوته هادئًا، خاليًا من أي مشاعر على ما يبدو. لكن هذا الهدوء تلاشى لحظة بعد ذلك.
فوراً، انتشر السواد الغامض كأنما تناثرت قطرات ماء على صدر جيوس، وزاد حجمه بشكلٍ انفجاري حتى غطى جسده بالكامل. مشهد جيوس وهو يُلتهم بكيانٍ لزجٍ حي جعل إميليا تصرخ بلا وعي. كان هناك شيءٌ يمحو وجود جيوس بلا رحمة.
ذلك المشهد المروع، ممزوجًا بعزيمةٍ مقدسة تفوق كل تصور، أرسل برودةً قاسية تخترق عمق عمود إميليا الفقري.
«الحب… يا له من شيء رائع…»
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
«جيوس… ما الذي—؟ ماذا فعلت؟ ماذا…؟»
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
ماذا أخذ داخله؟ ما هي القوة التي استخدمها ليدفن ريغولوس بضربة واحدة؟ كان الأمر كما لو أن شيئاً حدث ولم تتمكن من رؤيته، ومع ذلك شعرت إميليا بشعور مألوف لم تستطع تفسيره.
—بنوعٍ ما، كان يشبه الضربة التي أنهى بها سوبارو مبارزته مع غارفيل.
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد أثبت عزمك بجدارة، يا رئيس الأساقفة بيتيلجيوس روماني كونتي.»
«… سأرافقك. رغم تقدمي في السن، إلا أنني ما زلت جزءًا من عائلة روماني كونتي».
وبينما صاح أرتشي بهذه الكلمات كأنها عهد، ارتاحت فورتونا، وقد ارتسمت الراحة على وجهها.
غير أن أفكار إميليا قاطعتها نبرة أشبه برنين الجرس.
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
بينما كانت تراقب جيوس وهو يلهث ويكحُّ دماءً، بقيت باندورا غير مكترثة وهي تعبر عن إعجابها. لم تُظهر أي ردة فعل لوفاة ريغولوس الذي كان يقف إلى جانبها؛ لم يتأثر جمالها الطبيعي بأدنى عيب.
«في هذه الحالة… سيدتي فورتونا… اتركي الأمر لي…»
«أنتَ، رغم أنك لم تمتلك الجسد المؤهل، قد نجحت في قبول عامل الساحرة بداخلك. باسم ساحرة الغرور، أمنحك شرفًا لعزيمتك وإرادتك الصلبة بمنحك لقب الكسل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
في نوبة من الغضب، قرفص ريغولوس وغرس ذراعيه في الأرض، ثم رفعهما بعنف، متناثرًا بالتراب الطري نحو فورتونا وجيوس. بدا تصرفه أشبه بطفل صغير يلقي بنوبة غضب، يبعثر التراب حوله—
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
تسارع نَفَسُها. كانت إميليا تمدُّ خطواتها الصغيرة بجدية، وتركض بكل طاقتها عبر الغابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مستحضرًا صورة فورتونا وإميليا اللتين ابتعدتا عن ساحة المعركة، سكب جيوس دم قلبه وحياته ذاتها في عزيمته ليمنح الثنائي فرصة للهرب، مادًا ذراعيه باتجاه باندورا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سأكون فتاةً جيدة، لذا…»
هذا الاقتراح أغرى قلب إميليا. كانت تسعى بكل يقين لاجتياز المحاكمة. ليس لديها أدنى شك بأن عليها متابعة ماضيها من أجل ذلك.
«الحب… يا له من شيء رائع…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
«أرجوك تمالك غضبك، يا رئيس الأساقفة كورنياس. لن أسمح لك بقتل أيٍ منهما هنا. ألا تشعر بشيء حين تنظر إليهما؟»
«إنه يحتوي على دفء لن تصل إليه أبدًا أكاذيبك!»
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
بينما همست باندورا بنشوة، صرخ جيوس موجهًا أفكاره نحو الهجوم. في اللحظة التالية، استطاعت إميليا أن تشعر بضغط غير طبيعي يتشكل من الهواء، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يحدث شيء. لم يكن بإمكان شيء أن يحدث. ومع ذلك—
«سيدتي فورتونا… تلك الفتاة… ربما ستكون بخير.»
«الغابة تتداعى…؟!»
«إنه يحتوي على دفء لن تصل إليه أبدًا أكاذيبك!»
«بالتأكيد، أفتقد للتوافق معه. ولذا، كنت دائمًا أحتفظ به فقط، حاميًا الأمانة التي أوكلت إليَّ. غير أنني فعلت ذلك من أجل وقتٍ كهذا.»
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
اقتُلعت الأشجار، انشقت الأرض، وتبعثرت كتل من التراب والأزهار والعشب في كل مكان. ووفقًا لإرادة جيوس، تحولت هذه القوة تدريجيًا من تدمير عشوائي إلى دمار أكثر استهدافًا. انهيار الغابة، وكأن عملاقًا يدوس عليها، تقدم في خط مستقيم نحو باندورا التي كانت واقفة بلا حراك.
تمكنت إميليا من تقبُّل حقيقة أنه صدَّ ضربة فورتونا الأولى دون خدش. إذا كان هناك فارق كبير في القوة بين المقاتلين، فربما يكون من الممكن صد هجمات شديدة مميتة.
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
كانت تفهم أن هناك مسافة صغيرة تفصل بينهم. كانوا مترددين، غير متأكدين تمامًا من كيفية التعامل معها. لكن الجميع كانوا دائمًا لطيفين معها، ولم يؤذوا إميليا أو فورتونا أبدًا. حتى غرفة الأميرة كانت شيئًا عمل الجميع بجد لتحسينه حتى تشعر إميليا براحة أكبر. ورغم صعوبة التواجد في ذلك المكان، إلا أنها أحبته على أية حال.
«انتظري لحظة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—!!»
بينما همست باندورا بنشوة، صرخ جيوس موجهًا أفكاره نحو الهجوم. في اللحظة التالية، استطاعت إميليا أن تشعر بضغط غير طبيعي يتشكل من الهواء، لكنها لم تستطع رؤية أي شيء.
«لقد جئتُ هنا. أنا هنا. ما هذا التفكير، تمضين في الحديث متجاهلةً وجودي؟ أظن أنه قد حان الوقت لشخص سخي وغير أناني مثلي أن يغضب قليلًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقبل أن تصل الضربة غير المرئية إلى باندورا، اعترضها شخصٌ أبيض اللون.
نظرة حزم ظهرت على وجه جيوس وهو يتطلع إلى ريغولوس، وقد تلاشت منه كل علامات الهدوء الأولية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٢》
في اللحظة التالية، وقع انفجار. ارتدت الرياح، وتغيرت جغرافيا الغابة بفعل الصدمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لنحاول كسب الوقت كي تتمكن إميليا من الهرب…»
ومع ذلك، لم يتراجع الشاب الذي تلقى ذلك الهجوم القوي من الجهة الأمامية— ريغولوس الذي كان من المفترض أن يكون ميتًا— لم يظهر أي أثر للانسحاب. لم يظهر على جسده أي جروح من الأحداث السابقة ولا حتى خدش واحد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا أصدق…»
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمكنت إميليا من تقبُّل حقيقة أنه صدَّ ضربة فورتونا الأولى دون خدش. إذا كان هناك فارق كبير في القوة بين المقاتلين، فربما يكون من الممكن صد هجمات شديدة مميتة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت هذه قوة تدميرية تكاد لا تُصدق، والأكثر رعبًا—
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
«ريغولوس كورنياس…!!»
«كم هو مزعج. أنت، مَن يرفض الاعتراف بعامل الساحرة، تجاهلت ثمنه وأجبرتَه على دخول جسدك، أليس كذلك؟ ألا يعتبر هذا إهانةً لنا نحن الذين نحمل مقاعدنا بحق؟ أليس هذا جرحًا لذاتي الصغيرة التي لا تتزعزع؟»
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
«قد تقول إنه بلا جدوى، ولكنني—!»
«أمكِ دائمًا بجانبكِ. عندما تغلقين عينيكِ، سأكون هناك، داخل ذكرياتكِ. عندما تحتضنين نفسكِ، سأكون الدفء الذي يملأ صدركِ. وعندما تنادين، سأكون الصدى تحت السماء. أمكِ معكِ. دائمًا، دائمًا، إلى الأبد، معًا».
ظلت إميليا تحمل بعض الندم وهي ترى الهجوم المتواصل أحادي الجانب لجيوس ضد ريغولوس يزداد ضراوةً أمام عينيها. دموعه المختلطة بالدم استمرت في النزيف، وسال الدم أيضًا من أنفه وزاوية فمه. وكلما زاد تأثير ذلك الشيء على جسده من الداخل، زادت قوة ودقة التدمير غير المرئي بشكل كبير.
أثناء حديث ريغولوس المستفز، اهتز رأسه فجأة كما لو تلقى ضربة غير مرئية. لكن عندما أعاد عنقه الملتوي إلى موضعه السابق، لم يكن هناك أي أثر للضربة على وجهه مجددًا. الرجل المقيت عبس بانزعاج واضح، واقفًا بلا حماية، بينما واصل استقبال هجمات جيوس المتلاحقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
وحتى لو لم يستطع جيوس التقدم، فقد استطاع تأخير خصمه. واصل شن هجماته لإبقاء ريغولوس في مكانه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صوت جيوس، الذي كاد أن ينفد نفسه، جعل الفتاة ترتسم على وجهها ابتسامة رقيقة.
«—هذا لن يوصلنا إلى أي مكان. خلال هذا الجمود، يبدو أن هناك تطورات في المكان الذي ذهبتِ إليه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تألفت المعركة من الهجوم الشجاع لجيوس وصد ريغولوس القاسي، وبينما كانت إميليا تراقب القتال، تحدثت إليها إيكيدنا من خلفها.
بمجرد سماع الصوت المرتفع والبكاء، استدارت إميليا بغريزة.
جعلها تصريحها الخالي من المشاعر ترفع حاجبيها الرقيقين وتضغط على أسنانها.
«هل تطلبين مني أن أترك هذا المكان؟ على الرغم من أن جيوس يقاتل بكل ما يملك؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«قد أجادل بأن قوة المشاعر لا تؤثر في النتائج، لكن للأسف، لا أنوي مناقشة ذلك معك. ليس لديَّ اهتمام كبير بمضايقة الضعفاء، وأجد صوتك مزعجًا للغاية.»
«إذًا، لماذا لا تصمتي وتراقبي فقط؟ أنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
«—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما حاولت التفُوّه بهذه الكلمات، تجمدت إميليا، كما لو أوقفتها مشاعرها.
حتى وإن لم يكن ذلك السبب، فقد اندلعت المعارك في كل ركن من أركان الغابة. لقد تحول وطن إميليا بالفعل إلى ساحة حرب.
بسرعة، مدت يدها ولمست الكريستال المتصدع عند عنقها. ذكَّرها هذا الإحساس بهدفها. لقد جاءت لتحدي المحاكمة والتصالح مع ندمها على الماضي.
«…نـ-نعم».
ربما كانت هذه اللحظة هي الفرصة الوحيدة التي تستطيع فيها مشاهدة معركة جيوس حتى نهايتها. لكن بذلك، ستخون كلًا من سوبارو، الذي ودَّعها عند مدخل القبر، وجيوس، الذي يضحي بكل شيء ليمنح إميليا الصغيرة وفورتونا فرصة الهروب.
في تلك اللحظات، حين كان جيوس على شفا الموت، نظر إليه ريغولوس من الأعلى، وتحدث دون حقد أو كراهية أو أي مشاعر أخرى؛ فلم يجد حاجة في تدخل العواطف الشخصية حين اقتصر على سرد حقائق.
أدخل جيوس يده في ردائه، وبمجرد أن رأت إميليا نظرة الرجل الذي استسلم لفكرة الموت، مدت يدها نحو الماضي محاولة الوصول إليه.
كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
«—بالتأكيد، حتى عقلك العاجز يستطيع فهم المسار الأكثر حكمة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
«أه، هوو…!»
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «كما لو… أن أحدًا سيسمح لك بالمرور…»
ظلت إميليا تحمل بعض الندم وهي ترى الهجوم المتواصل أحادي الجانب لجيوس ضد ريغولوس يزداد ضراوةً أمام عينيها. دموعه المختلطة بالدم استمرت في النزيف، وسال الدم أيضًا من أنفه وزاوية فمه. وكلما زاد تأثير ذلك الشيء على جسده من الداخل، زادت قوة ودقة التدمير غير المرئي بشكل كبير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أيها الجليد العتيق الغامض، شديد البرودة، أبيض لدرجة تجعل الزمن يرتجف، جليد عظيمٌ تسكن فيه الروح للأبد.»
لكن في المقابل، كانت قوة ريغولوس الدفاعية الغامضة ثابتة بلا تغيير. كان الموقف في حالة جمود تام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هااا…»
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
عندها، كما أشارت إيكيدنا، لاحظت إميليا كيف كانت باندورا مسحورة بمشاهدة القتال دون أن تُظهر أي نية للانضمام إليه. غرابة المشهد جعلت إميليا تشعر برعشة.
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
«إيكيدنا؟»
لم يكن الأمر أنه غاص في الأرض، بل إن حضوره بالكامل قد تلاشى فجأة. وفي الحقيقة، المكان الذي وقف فيه لم يظهر عليه أي أثر للدفن.
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
«—. لننتقل إلى مكان آخر ونتبعك أنت ووالدتك. لقد هربا إلى الغابة، أليس كذلك؟»
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
مع نقص الأوكسجين، بدأت رؤيتها تتلاشى، وشعرت وكأنها في حلم يقظة، بينما بدأت ذكريات تفيض في ذهنها.
للحظة، بدا أن شيئًا آخر استحوذ على انتباه إيكيدنا. ومع ذلك، لم يستمر الأمر سوى للحظة عابرة. وعندما خاطبتها إميليا، عادت إيكيدنا إلى وعيها على الفور، وأشارت بأصابعها أمام عيني إميليا. في اللحظة التالية، تلاشت رؤيتها، وتغير المشهد.
ثم، بينما تم فصلهما عن ساحة المعركة الشرسة، أول ما وصل إلى أذن إميليا كان—
«—سيدي فلوجل، أرجوك اغفر لي.»
«لا! أمي، لا! من فضلكِ، لا تتركيني!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «-!! لا أحد- ليس هناك شخص واحد بيننا يفكر بهذه الطريقة!!»
بمجرد سماع الصوت المرتفع والبكاء، استدارت إميليا بغريزة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أمامها مباشرة، رأت إميليا شجرة عظيمة مألوفة— وأمام الباب الذي يؤدي إلى غرفة الأميرة، كانت فورتونا تحاول إقناع إميليا الصغيرة الباكية بالاستماع إليها.
وبينما صاح أرتشي بهذه الكلمات كأنها عهد، ارتاحت فورتونا، وقد ارتسمت الراحة على وجهها.
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
«أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
لم يحدث شيء. لم يكن بإمكان شيء أن يحدث. ومع ذلك—
«لا! مستحيل! أمي، وجهكِ يشبه وجه جيوس! لماذا تبدين وكأنكِ لن تعودي؟! ماذا ستفعلين… لماذا تتركينني هنا…؟!»
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا كنتَ لا تحبذ فكرة انتزاع طرف واحد منك، سأنتزع الأطراف الأربعة جميعها! سأجعلك تندم على استهزائك بي… على استهزائك بالجشع!!»
بكل كيانها الصغير، تمسكت إميليا بأمها بشدة، حتى لا تبتعد عنها.
كلمات جيوس، ومشاعرها نحو ابنتها الحبيبة، جعلت كره فورتونا الداخلي يشتعل بشدة،
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
«رئيس الأساقفة ريغولوس كورنياس.»
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
لم يكن بوسعها البقاء هناك تبكي للأبد. لديها والدتها وجيوس وأشخاص آخرون لتُنقذهم، وعندما انهارت بالبكاء، جاءت الجنيات لمساعدتها. كيف لها أن تظلَّ منكِّسة الرأس؟
«لا تتركيني! دعيني أذهب معكِ! لن أكذب بعد الآن! لن أخلف أي وعد بعد الآن!! سأكون فتاة صالحة! سأكون فتاة صالحة، لذا… من فضلكِ، لا تتركيني…!»
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
بموجب الترتيل، استجابت الطبيعة لتحول المانا؛ ومع صوت التصدع، تحول إلى تدمير ملموس. كان صوت تشقق الغلاف الجوي يجعل ريغولوس يرفع رأسه، وهو يزمجر باستياء.
«إميليا… إميليا، إميليا، إميليا…!»
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أرادت إميليا البقاء مع والدتها مهما كلف الأمر، فعرضت كل ما تستطيع التفكير فيه. صوتها جعل فورتونا تحتضنها فجأة بشدة. لو لم تفعل، لرأت إميليا الحالة التي كانت عليها وجه أمها.
—لرأت ابنتها أمها وهي تغرق في دموعها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردت فورتونا بصوت رقيق وهي تنظر إلى جيوس، الذي كان مستعدًا للتضحية بنفسه، وقد تراخت وجنتاها بابتسامة خفيفة.
«أمي…»
وهكذا، بعينيها الواضحتين، رأت إميليا الحالية المشهد الذي لم تستطع إميليا الصغيرة رؤيته.
بالنسبة لإميليا، كانت فورتونا دومًا نموذجًا يُحتذى به، قوية وشامخة… والدتها كانت شخصًا تقدره، وكانت تؤمن بكل يقين أنه لا يوجد في جسدها عظمة ضعيفة واحدة. لم تتخيل يومًا أن تراها بهذه الدرجة من الألم، غارقة في حزن يكاد لا يُحتمل، والدموع الحارة تتدفق بحرية.
لقد وصل الفساد المتقلص بالفعل إلى أسفل صدره. لم يعد يشعر أن بإمكانه تحريك أي من ساقيه. فقدت بشرته لونها، واكتسبت ملمسًا أشبه بالحجر، مظهرًا أشبه بمسخ شيطاني مقزز.
من خلال عدسة الماضي، دموع والدتها مزَّقت قلب إميليا. ورغم أنها وضعت كلتا يديها على وجهها بسرعة، لم تستطع إيقاف دموعها.
«انتظر! أنا أحد أصابع رئيس الأساقفة روماني كونتي!»
وهي ترى ذلك المشهد، وتشاهد وجه والدتها من الحاضر، فهمت إميليا بعمق.
«—لا!»
لم تشك يومًا في الأمر، لكن في تلك اللحظة، اكتسبت يقينًا جديدًا.
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أمي… أنتِ أمي الحقيقية…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يعد يهم مَن أنجبها بالفعل.
بغض النظر عن مدى إصرار فورتونا على أنها مجرد بديلة لأمها وكم طالبت إميليا بألا تنسى أمها الحقيقية، هذا الأمر لن يتغير أبدًا.
«نعم، اطمئن. أنت آمن هنـ… لحظة، هل يمكن أن تكون…؟!»
على الرغم من حبها واحترامها العميقين لفورتونا، إلا أن تلك الكلمات وحدها كانت ترفض قبولها.
«أمي… أنا أحبكِ…!»
«رئيس الأساقفة…»
بسبب إحساسه بدنوِّ أجله، أرسل الفتاة بعيدًا عن موتها قدر المستطاع.
«—السيدة فورتونا! وإميليا أيضًا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نظرت إلى تصرفاتها، محاولة العثور على شيء يثبت أنها كانت السبب، السبب الذي أدى إلى حدوث كل هذه المآسي.
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا! مستحيل! أمي، وجهكِ يشبه وجه جيوس! لماذا تبدين وكأنكِ لن تعودي؟! ماذا ستفعلين… لماذا تتركينني هنا…؟!»
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
«أرتشي! الغابة… هل الجميع في المستوطنة بخير؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
«—. للأسف لا. الذين جاؤوا مع السيد رئيس الأساقفة يشتبكون مع مجموعة من الرجال!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تذمر ريغولوس بصوتٍ عالٍ، ثم غرس ذراعيه مرة أخرى في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار هذا الهجوم.
من المؤكد أن أرتشي لاحظ آثار دموع فورتونا، لكنه لم يتطرق للأمر، مفضلًا تقديم تقريره. وعندما سمعت التفاصيل، خفضت فورتونا عينيها، مما جعل مخاوفها تنعكس على إميليا. في محاولة لتهدئتها، قال أرشي مطمئنًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قال هذه الكلمات، ثم ضغط ذلك الشيء الأسود على صدره، بكل ما يحويه الصندوق الصغير.
«إميليا، ليس هناك داعٍ للخوف. لا تقلقي. ثقي بي وبالجميع في المستوطنة. بالإضافة إلى أن والدتكِ قوية ومرعبة جدًا أيضًا».
حررها أرتشي الذي جلس مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة، فوضعت إميليا قدميها على الأرض ونظرت في الاتجاه الذي أشار إليه. تأملت الشجرتين والزهور البيضاء التي خلفهما، ثم أومأت برأسها.
ثم انطلقت فورتونا، حاملةً إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تجري في أعماق الغابة، تاركةً تلك الكلمات وراءها.
«حـ-حسنًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!!»
«أرتشي، كلمة جدًا مبالغة. يا للعجب…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com فجأة، قطعت صوت امرأة رقيق مثل رنين الجرس النقاش الحاد بينهما.
«رائع.»
عندما ابتسم أرتشي لإميليا، جعلت كلماته فورتونا تعقد ذراعيها باستياء. وبعد أن استعادت جزءًا من رباطة جأشها المعتادة، تنهدت بحدة تقديرًا لتصرف أرتشي اللطيف.
«أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
«يؤسفني قول ذلك، لكن طالما أنها في هذه الغابة، فسيجدونها في نهاية المطاف. هدفهم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
«—هو الختم، على ما أعتقد. لا أعلم كيف سمعوا عنه، لكن حتى تلك المرأة ظهرت من العدم…»
رجل واحد، الشخص الذي أوجد هذا المشهد الصادم، واقفًا في مركز الدمار. وجهه مشوَّه بدماء طازجة، وأنفاسه متقطعة، لكن روحه لم تتراجع. إنه المذنب العظيم الذي احتضن داخله خطيئة مميتة لم تناسب جسده، مكتسبًا القوة بثمن قضم حياته— بيتيلجيوس رومانِي كونتي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت مشاعر الغضب التي تغلي في قلب فورتونا تجاه المهاجمين -وبالأخص باندورا- لا تُصدق. لا بد أن شيئًا ما حدث بينهما جعل فورتونا تفقد هدوءها إلى هذا الحد.
«كان الأمر أشبه بصيَّادٍ ينتظر أن يرتفع خوف فريسته قبل أن ينقضَّ عليها —»
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
حتى وإن لم يكن ذلك السبب، فقد اندلعت المعارك في كل ركن من أركان الغابة. لقد تحول وطن إميليا بالفعل إلى ساحة حرب.
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أتمنى لك رحلةً طيبة.»
«حسنًا. على أي حال، سأخرج الآن. لديَّ القوة القتالية الأكبر بين الجميع في الغابة، لذا ليس هذا وقت التباطؤ في مكان كهذا».
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
«لسان الثعبان الأسود السام…! أرجوك اهرب!»
«وإن هربنا من هنا، فماذا بعد؟ كل ما سنفعله هو السماح لهم بسرقة هذه الأرض المسالمة. وإذا خسرنا، فهذا يعني أن الختم سيقع في أيديهم. هذه المرة، سيتعرض العالم للدمار!»
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
شعرت إميليا بالضيق من معرفة إيكيدنا الواسعة بما يجري، لكنها قررت تركيز اهتمامها على الماضي.
عندما حاول أرتشي إقناعها بإعادة النظر، أسكتته فورتونا بنبرة أقوى. بعد ذلك، وبنوع من الإحراج بسبب ردها الغاضب، أضاف: «أنا آسف».
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
«أرجوكِ انسحبي. واطلبي المساعدة فورًا من المستوطنة. إنني والتابعين الذين أتوا معي نتشارك نفس الرغبة. إنهم بلا شك سيكونون عونًا لكِ.»
«أنت تكرهني، أليس كذلك؟ لم يكن يجب أن تتورط في كل هذا. كل هذا فقط لأنك استضفتني وإميليا… هذه محنة لم تكن بحاجة إليها».
«-!! لا أحد- ليس هناك شخص واحد بيننا يفكر بهذه الطريقة!!»
مع نقص الأوكسجين، بدأت رؤيتها تتلاشى، وشعرت وكأنها في حلم يقظة، بينما بدأت ذكريات تفيض في ذهنها.
«أرتشي…»
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
قابل أرتشي صوت فورتونا الحزين بردة فعل حادة، وكأن ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم يسمح لها بقوله. اشتد غضبه، وظهر الاحمرار على وجهه حتى أطراف أذنيه الطويلتين والمدببتين، وهي سمة مميزة للجان.
بمجرد سماع الصوت المرتفع والبكاء، استدارت إميليا بغريزة.
«من فضلكِ، توقفي عن معاملتنا كغرباء! صحيح أن أعمارنا الطويلة تجعل الوقت الذي قضيناه هنا يبدو كاللحظة العابرة! لكن— لكن رغم ذلك، هل نسيتِ الوقت الذي قضيناه معًا في هذه الغابة؟!»
«…»
«مهلًا الآن، لما قمتِ بتجنبها؟ فقط تقبليها وتحولي إلى لحم مفروم! هذا يشمل جيوس عديم الموهبة وتلك المرأة هناك! كنتُ لأقبل بضمك كزوجتي التاسعة والسبعين، فلمَ هذا التصرف الغبي، أليس كذلك؟ ها؟ ها؟!»
لم يكن دافع الفتاة الصغيرة إلى التحرك رغبةً منها في إثبات قدرتها، بل كان الأمل-الأمل بأن الذهاب إلى هناك قد يغيِّر شيئًا، ذلك الأمل الذي دفعها للتحرك.
«مَن يجرؤ على التفكير فيكِ… في العائلة كشيء غير مرغوب فيه؟! أنتِ، وأخوكِ، و… لا تصفينا كأننا ناكرون للجميل، لا يذكرون مدى امتنانهم لأم إميليا!»
ماذا أخذ داخله؟ ما هي القوة التي استخدمها ليدفن ريغولوس بضربة واحدة؟ كان الأمر كما لو أن شيئاً حدث ولم تتمكن من رؤيته، ومع ذلك شعرت إميليا بشعور مألوف لم تستطع تفسيره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انفجرت مشاعر أرتشي في وجهها، وكان صوته مشحونًا بالبكاء والتوسل. الجان الشاب، الذي لا يزال صبيًا في قلبه، جلس على ركبتيه، وهو يشهق بينما ينظر إلى فورتونا. كان وجهه قد جعل فورتونا تتسع عيناها من الدهشة.
عندما مسحت إميليا دموعها المتدفقة بيدها، اتسعت عيناها عندما لاح أمامها فجأة ضوء خافت. وحين رفعت وجهها، رأت جسدها محاطًا بأضواء متوهجة لا حصر لها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أجابت إيكيدنا على سؤال إميليا بتصريح مفاجئ، مشيرة إلى ضرورة تتبعها لفورتونا.
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
«لا، لقد ساعدتني على تذكر شيء مهم للغاية. لقد خيبت أمل مَن يحبونني مرارًا. ومع أنني ندمت على ذلك عدة مرات، إلا أنني أنسى مجددًا بعد فترة قصيرة. لهذا السبب…»
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
وهزت رأسها نحو أرتشي الذي كان راكعًا، ثم انحنت ببطء على إحدى ركبتيها أمام إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بصوت أجش، غطَّى أرتشي عيني إميليا الصغيرة وهو يذكر اسم العدو الذي أهلك رفيقهم.
«إميليا، اسمعي جيدًا. لدى والدتكِ واجب لحماية الجميع. إنه أمر بالغ الأهمية. لهذا السبب سأغيب لبعض الوقت فقط».
«… سأرافقك. رغم تقدمي في السن، إلا أنني ما زلت جزءًا من عائلة روماني كونتي».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —كانت ترغب في البقاء في ذلك المكان ومراقبة جيوس.
«لـ…لا، أمي. أ…أنا…!»
«أ-أمي…»
«ماذا حدث…؟ ما الذي، هـا؟!»
«من فضلكِ. افعلي ما أقول، فقط لفترة قصيرة. أريدكِ أن تذهبي مع أرتشي وتخرجي من الغابة. هذه الغابة… خطيرة حقًا، لذا أرجوكِ».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحدثت فورتونا إلى إميليا، التي كانت تهز رأسها وعيناها تدمعان، ثم التفتت إلى أرتشي. وعندما رأت العزيمة في عينيه البنفسجيتين، شعر أرتشي بأن جسده النحيف تيبس من التوتر.
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
«سـ-سيدتي فورتونا… أنا—!»
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
«أرتشي… ربما يكون الوقت مبكرًا، لكنني أوكل إليك مهمة الحارس. أرجوكَ، خذ إميليا معك خارج الغابة. صحيح أن العالم صعب، لكنني واثقة أن هناك أملًا. أعلم ذلك. لذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هااا…»
«من فضلكِ، لا تتحدثي وكأن هذه هي النهاية! سأبقى معكِ ومع الجميع حتى…»
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
«اعتنِ بإميليا. من أجل أخي وزوجته، ومن أجلي، فهي ابنتنا الثمينة، التي لا يمكن أن نعوضها».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تحدثت فورتونا بصوت ضعيف، كأنه شبح هائم، بعيد عن شخصيتها القوية والجليلة المعتادة.
«إميليا».
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
سماع كلمات فورتونا، كأم وكامرأة، جعل أرتشي يجهش بالبكاء، وقد غطى وجهه بيديه.
في نوبة من الغضب، قرفص ريغولوس وغرس ذراعيه في الأرض، ثم رفعهما بعنف، متناثرًا بالتراب الطري نحو فورتونا وجيوس. بدا تصرفه أشبه بطفل صغير يلقي بنوبة غضب، يبعثر التراب حوله—
«هذا ليس عدلًا…! أنتِ تعلمين أنه لا يمكنني الرفض عندما تتحدثين بهذه الطريقة… أ-أنا أريد أن أقاتل مع الجميع أيضًا…! ومع ذلك…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com يا للسخرية، كان حوارًا بين شخصين قادتهما الأقدار إلى المكان ذاته، شخصين لا يمكن أن يقبلا بفكر الآخر بأي حال.
سمعت فورتونا الكلمات من بعيد بينما شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدميها.
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
«انتظري لحظة.»
وضعت فورتونا يدها على كتف الشاب الباكي، طالبة منه المغفرة بألم. لم ينطق أرتشي بكلمة، لكن دموعه التي لم تتوقف كانت دليلًا على أنه قد قبل طلبها بالفعل.
«إميليا».
ورغم أنها كانت ابتسامة مُنهكة، فإنها لم تتلاشَ.
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
«—سيدي فلوجل، أرجوك اغفر لي.»
«أنتِ لستِ وحدكِ على الإطلاق. استمعي إليَّ.»
«ما الذي ينتظرني في عالم بدونك، في غابة لن تأتي إليها مجددًا؟ أنا أضعف من أن أعيش طويلًا في عالم لا تكون فيه.»
كانت إميليا تبكي وتنوح، وهي تغطي أذنيها محاولة منع نفسها من سماع كلمات الوداع من والدتها. رؤية ذلك جعلت إميليا الحالية تتمنى لو كانت تستطيع قرص خدود نفسها الصغيرة.
لقد كان كائنًا لا تُصيبه أعظم التعويذات القاتلة ولكنه قادر على القتل بمجرد بعثرة بعض التراب والحصى. ورغم ذلك، كانت حالته العقلية غير ناضجة كطفل رضيع، يغرق في أنانية مدمرة لا يستطيع أحد الوصول إليها.
لم يكن الأمر لأنها أرادت توبيخ عنادها. بل لأنها كانت تريد أن توصل لها أن كل كلمة قالتها فورتونا، كل حرف وكل عبارة، كانت أمورًا يجب أن تتذكرها الفتاة تمامًا.
«لقد تأكدنا من وجود أحد رؤساء الخطايا السبع المميتة: الجشع، قائد الفصيل المتطرف. رئيس الأساقفة يقاتله، لكن لا يمكن حل الوضع بمجرد طرده».
«إميليا».
ظهرت على وجه الرجل ملامح المرارة، ما جعل أرتشي يتمتم: «ماذا؟»
انحنت فورتونا بلطف، احتضنت إميليا وسحبتها نحوها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن إميليا وإيكيدنا وحدهما مَن شعرا بمدى غرابة هذا المشهد. حتى ريغولوس شعر بالأمر ذاته، حيث ألقى نظرة استفسار نحوها، فردَّت باندورا بوقف تصفيقها، مشيرةً إلى جيوس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أمسكت بذراعي إميليا، رغم أن الفتاة حاولت يائسة أن تغطي أذنيها، ووضعت رأسها بين خصلات شعر ابنتها الفضي. ثم قربت وجهيهما، تداعب خدها بخدها بلمسة حانية، وكأنها تخشى أن تجرح شيئًا أكثر قيمة من أي شيء آخر في هذا الوجود.
تمكنت إميليا من تقبُّل حقيقة أنه صدَّ ضربة فورتونا الأولى دون خدش. إذا كان هناك فارق كبير في القوة بين المقاتلين، فربما يكون من الممكن صد هجمات شديدة مميتة.
«أمكِ دائمًا بجانبكِ. عندما تغلقين عينيكِ، سأكون هناك، داخل ذكرياتكِ. عندما تحتضنين نفسكِ، سأكون الدفء الذي يملأ صدركِ. وعندما تنادين، سأكون الصدى تحت السماء. أمكِ معكِ. دائمًا، دائمًا، إلى الأبد، معًا».
«—كما تعلم، حان الوقت لتدرك أن هذا بلا جدوى حقًا.»
«كاذبة. كاذبة. كاذبة. كاذبة… أمي، أنتِ كاذبة…!»
«انتظر! أنا أحد أصابع رئيس الأساقفة روماني كونتي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا— أعدكِ».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لَكِ حرية التفكير كما تشائين. علاوة على ذلك، حتى أثناء ترددكِ، الأحداث مستمرة في الحدوث.»
رفضت إميليا كل مواسات والدتها، لكن تلك الكلمة الأخيرة جعلت نفسها تحبس أنفاسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
أمها المبتسمة مدَّت كفها أمامها، وكأنها تجذب كف إميليا حتى تلتقيا أخيرًا.
لكن هجوم جيوس غير المرئي كان أمرًا مختلفًا تمامًا. لقد رأت إميليا بوضوح كيف سُحق ريغولوس على الأرض، غير قادر على فعل أي شيء حيال ذلك— لماذا لم يتعرض لأي جرح؟ لم يكن حتى متسخًا.
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
«أمكِ وإميليا ستكونان معًا دائمًا. أعدكِ بذلك».
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ-هل سنكون حقًا… معًا…؟»
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
«لقد وُعدتُ بألا يتدخل أحد سواي في هذه الغابة وهذا الحدث!»
«نعم، حقًا. إميليا… ليا، أمكِ تحبكِ حقًا، أكثر من أي أحد في هذا العالم».
الصوت الحنون الذي نادت به ليا جعل إميليا، ومشاعرها، تتحطم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اندلعت شهقات البكاء، وانهارت إميليا، في الماضي والحاضر، بالبكاء على الفور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
«أمي… أ-أنا أحبكِ أيضًا… أحب… أحب…!!»
«أحبكِ. أحبكِ، أمي. أحبكِ حقًا كثيرًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان صوت أرتشي، وصوت فورتونا، وصوت جيوس— كل تلك الأصوات تتردد في ذهن الفتاة الصغيرة.
«أنتَ، أيها الشاب هناك—!»
في اللحظة نفسها، امتزجت مشاعر إميليا، في الماضي والحاضر، في محاولة يائسة لرد تلك المشاعر الحنونة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحبكِ. أحبكِ، أمي. أحبكِ حقًا كثيرًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صرخًا بأقصى قوتهما، وكأنهما يعلمان أن عليهما إخراج كل مشاعرهما الآن، وإن لم تشاركا أمَّهما كل ما يشعران به، فلن تتاح لهما فرصة أخرى.
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
«—ليا، أحبكِ».
طبعت فورتونا بلطف شفتيها الساخنتين على خد ابنتها، جفنها، وجبينها.
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
تلامسوا. تعانقوا. وفي تلك اللحظات الأخيرة، فعلت فورتونا كل ما في وسعها لتظهر حبها الأمومي— فقد كانت هذه هي اللحظة الوحيدة التي سمحت لنفسها فيها بأن تكون أم إميليا.
كلمات باندورا، التي نُطقت بدون خبث، جعلت فورتونا ترتجف بعمق.
«…أرتشي، من فضلك».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—نعم. فهمت».
بعد أن عبَّرت عن حبها الأبدي لابنتها الحبيبة بكل ما في قلبها، وقفت فورتونا وتوجهت إلى أرتشي.
تلقَّى الشاب الذي تملؤه الدموع إميليا من فورتونا، محتضنًا جسدها الصغير بين ذراعيه بقوة، بينما انحنى برأسه بعمق.
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
«ستتمكنون على الأرجح من الهروب بأمان…»
في اللحظة التالية، وجد ريغولوس جسده ينقلب فجأة وهو يُقذف عاليًا في السماء.
«نعم… فهمتُ! إميليا… لن يمسَّها أحد بسوء أبدًا!»
تحدثت فورتونا إلى إميليا، التي كانت تهز رأسها وعيناها تدمعان، ثم التفتت إلى أرتشي. وعندما رأت العزيمة في عينيه البنفسجيتين، شعر أرتشي بأن جسده النحيف تيبس من التوتر.
توصل جيوس إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه فورتونا، لكنه اختار طريقًا مختلفًا لتحقيق ذلك الهدف.
وبينما صاح أرتشي بهذه الكلمات كأنها عهد، ارتاحت فورتونا، وقد ارتسمت الراحة على وجهها.
بينما نظر ريغولوس إلى الثنائي، أطلق تنهيدة تعبر عن اشمئزازه العميق.
«من فضلكِ، توقفي عن معاملتنا كغرباء! صحيح أن أعمارنا الطويلة تجعل الوقت الذي قضيناه هنا يبدو كاللحظة العابرة! لكن— لكن رغم ذلك، هل نسيتِ الوقت الذي قضيناه معًا في هذه الغابة؟!»
ثم أشارت إلى الاتجاه الذي يؤدي إلى خارج الغابة.
«قد أجادل بأن قوة المشاعر لا تؤثر في النتائج، لكن للأسف، لا أنوي مناقشة ذلك معك. ليس لديَّ اهتمام كبير بمضايقة الضعفاء، وأجد صوتك مزعجًا للغاية.»
كانت فورتونا لا تزال غير قادرة على إبعاد إميليا عنها حينما ناداها صوت من خلفها.
«أرجوكم. اذهبوا».
الصوت الحنون الذي نادت به ليا جعل إميليا، ومشاعرها، تتحطم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهزت رأسها نحو أرتشي الذي كان راكعًا، ثم انحنت ببطء على إحدى ركبتيها أمام إميليا.
أرتشي، الذي لم يعد لديه كلمات ليقولها، انطلق راكضًا نحو الاتجاه الذي أشارت إليه فورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سأكون فتاةً جيدة، لذا…»
كانت إميليا بين ذراعي الشاب الذي يجري عبر الأشجار، ونظرت خلف كتفه للمرة الأخيرة… نظرة وداع لأمها التي تبتعد، مرفوعةً صوتها المتحشرج غير المفهوم.
فورتونا كانت والدة إميليا. ولهذا، لم تستطع ببساطة أن تتجاهل يد ابنتها الباكية.
الفتاة ذات الشعر البلاتيني كانت واقفة أمام الختم، وذراعاها مفتوحتان، وكأنها ترحب بقدوم إميليا.
ذلك الصوت جعل الحدة في عيني فورتونا تتلاشى بهدوء ولطف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—أحبكِ، يا إميليا».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بوجهٍ يعكس الألم العميق، وهو يتجرع نعمة باندورا التي كانت كأنها نصلٌ ينغرس في قلبه، فتح جيوس الصندوق الأسود الذي في يده— كان في داخله شيءٌ أسود متلوٍ يتحرك.
《٣》
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
في اللحظة التالية، وقع انفجار. ارتدت الرياح، وتغيرت جغرافيا الغابة بفعل الصدمة.
كانت إميليا، التي يحملها أرتشي، تراقب بعزمٍ الاتجاه الذي كانت تقف فيه والدتها، والتي لم تعد تراها الآن.
«نعم؟»
كان من المحتمل أن يُشعل مثل هذا العتاب غضب ريغولوس. ومع ذلك، انحنى ريغولوس لها باحترام، وابتسم بشفتيه الملتويتين بسعادة خبيثة.
لعلها لو واصلت النظر إلى هناك، قد يظهر طيف أمها المختفي فجأة. ربما لاحقتها أمها. ذلك كان الأمل الذي تعلقت به.
لم يكن هناك مجالٌ للتفكير بأن عدد أعدائهم قد نقص بواحد. ورغم أنهم لم يعودوا يواجهون عدوين جبارين، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على التغلب على هذا المأزق دون وسيلة للتعامل مع خصمهم الذي يبدو منيعًا.
«كانت هناك ساحرة خفية— اسمها باندورا. إنها جزء من طائفة الساحرة، الساحرة المحرمة في هذا العالم».
«إميليا…!»
«بالتأكيد، أنت تشعر بذلك، أليس كذلك؟ فبعد كل شيء، هذا شيءٌ سبق أن كان في يدك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وصلت آمال الطفلة البريئة حتى إلى أرتشي الذي احتضن جسدها الصغير. ماذا يمكن لأي شخص أن يقول لطفلة تم انتزاعها من حضن والدتها الحبيبة؟ لم يكن لأحد إجابة مرضية.
بكل كيانها الصغير، تمسكت إميليا بأمها بشدة، حتى لا تبتعد عنها.
«لماذا… لماذا…؟! لماذا انتهى الأمر بهذه الطريقة…؟ هل لأنني خنتُ وعدي… لأنني خرجتُ من الغرفة…؟»
«لا. أنتِ مخطئة، إميليا. إميليا، ليس هذا خطؤكِ! إنه ليس خطأ السيدة فورتونا، وليس خطأ أي أحد! لا يوجد سبب يجعلكِ تلومين نفسكِ!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهزت رأسها نحو أرتشي الذي كان راكعًا، ثم انحنت ببطء على إحدى ركبتيها أمام إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذًا لماذا…؟ لماذا يتركونني…؟ أمي، جيوس… هل-هل لأنهم يكرهونني… لأنني فعلت أشياء سيئة…؟»
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
الفراق المفاجئ جدًا دفع قلب إميليا الصغيرة إلى شفا الانهيار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
نظرت إلى تصرفاتها، محاولة العثور على شيء يثبت أنها كانت السبب، السبب الذي أدى إلى حدوث كل هذه المآسي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن لطبيعتها الخارقة أي جدوى، فقد كُتب على جسد الفتاة الميت أن يلتهم وسط غابة مدمرة.
«هل كان من الأفضل لو كنتُ وحدي… محبوسة في تلك الغرفة طوال الوقت؟ لو فعلت ذلك، هل كنت سأبقى مع الجميع… دون أن أخسر أحدًا…؟»
تداخل إعلان الفتاة الرقيق مع صرخة فورتونا الغاضبة.
«إميليا…!»
بنبرة إعجابٍ هامسة، كانت عينا باندورا تتلألآن، كعيني فتاة عاشقة.
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
«هل كنتُ فتاةً سيئة…؟ هل لهذا السبب يكرهني الجميع… لماذا سأبقى وحدي؟»
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مَن الذي كان يضايق فورتونا وجيوس وأرتشي؟ ما الذي يتوجب عليها فعله لتستعيدهم؟ ما الذي كانوا يسعون إليه—؟
«أنتِ مخطئة… أنتِ مخطئة، إميليا. لا أحد— لا أحد يكرهكِ أبدًا. هذا العالم لم يوجد ليجعلكِ تتألمين. هذا العالم، وكل مَن فيه، موجود لجعلكِ سعيدة…!»
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
كانت دموع الطفلة تتساقط باستمرار بينما حاول أرتشي جاهدًا أن يوصل كلماته إليها. كان جزء من ذلك لأنه أراد من إميليا أن تتوقف عن البكاء. وأكثر من ذلك، كان أيضًا لأنه رغب بشدة في أن يؤمن بذلك.
أرادت أن تدعو أرتشي والجميع إلى غرفة الأميرة في المرة القادمة.
وبينما حطت باندورا بجواره مباشرة، كان ريغولوس يحدق بها من الأسفل.
لم يقتصر الأمر على فورتونا أو جيوس. بل كل مَن ارتبط بإميليا في الماضي كان يحبها، يحميها، وسيفعل المستحيل لمساعدتها.
«—كي لا أدعك تموت… وإن كان لا بد أن تموت، فكي أكون إلى جانبك.»
«أمكِ دائمًا بجانبكِ. عندما تغلقين عينيكِ، سأكون هناك، داخل ذكرياتكِ. عندما تحتضنين نفسكِ، سأكون الدفء الذي يملأ صدركِ. وعندما تنادين، سأكون الصدى تحت السماء. أمكِ معكِ. دائمًا، دائمًا، إلى الأبد، معًا».
«أنتَ، أيها الشاب هناك—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —وفجأةً، امتزج صوت تصفيقٍ غير متوقع مع صرخته.
وبينما كان أرتشي يركض عبر الغابة، برز صوت حاد، وقد قفز شخص إلى الطريق أمامه.
بينما كان يهمُّ بالانطلاق، شعر بحرارة حارقة ترتفع على كاحله الأيمن. في اللحظة التي أدرك فيها أنه قد تم لعقه، انهارت إرادته.
رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
«انتظر! أنا أحد أصابع رئيس الأساقفة روماني كونتي!»
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
«الخلاصة أنك أردت رؤية وجوه الناس اليائسة حين يتم حصرهم في زاوية، أليس كذلك؟ هاهاها، إذا كان هذا كل شيء، عليك فقط أن تعبِّري عنه ببساطة كي يفهم الآخرون. تقديم عذر لا داعي له يبدو أنه مجرد مضيعة لوقتي.»
«رئيس الأساقفة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنتِ، ضعيفة…؟»
«نعم، اطمئن. أنت آمن هنـ… لحظة، هل يمكن أن تكون…؟!»
كانت إميليا، التي يحملها أرتشي، تراقب بعزمٍ الاتجاه الذي كانت تقف فيه والدتها، والتي لم تعد تراها الآن.
عرَّف الرجل الذي يرتدي الرداء نفسه، مما منح أرتشي شعورًا بالراحة. لم يمضِ وقت طويل حتى لاحظ الرجل أن أرتشي يحمل إميليا بين ذراعيه، وقد ظهرت عليه الصدمة. هزَّ أرتشي رأسه بجدية نحوه.
تراجعت إيكيدنا خطوة إلى الخلف، لتأخذ مسافة بينهما دون أن ترد على سؤال إميليا. منحتها تلك المسافة موقعًا ممتازًا لمراقبة ساحة المعركة التي تحول المكان إليها.
«لقد عهدت السيدة فورتونا إليَّ برعايتها. إنها تساعد الآخرين في المعركة. لن يمضي وقت طويل حتى تطهر الغابة من الأعداء…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفعت فورتونا جيوس، ناظرةً إليه بوجه بدا وكأنه تحرر من كل الأعباء. ارتجف جيوس واتكأ على ذراعها طلبًا للدعم، واحتضنا بعضهما البعض وهما يتقدمان للأمام.
«… يؤسفني أن أقول، لكن ذلك سيكون صعبًا بعض الشيء».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
«—آه.»
ظهرت على وجه الرجل ملامح المرارة، ما جعل أرتشي يتمتم: «ماذا؟»
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com للحظة، بدا أن شيئًا آخر استحوذ على انتباه إيكيدنا. ومع ذلك، لم يستمر الأمر سوى للحظة عابرة. وعندما خاطبتها إميليا، عادت إيكيدنا إلى وعيها على الفور، وأشارت بأصابعها أمام عيني إميليا. في اللحظة التالية، تلاشت رؤيتها، وتغير المشهد.
«لقد تأكدنا من وجود أحد رؤساء الخطايا السبع المميتة: الجشع، قائد الفصيل المتطرف. رئيس الأساقفة يقاتله، لكن لا يمكن حل الوضع بمجرد طرده».
لقد خالفت وعودها. خرجت من غرفة ليس مسموحًا لها بمغادرتها مرات عديدة. ذهبت إلى مكان عميق في الغابة كان محظورًا عليها الوصول إليه، اكتشفت ختمًا ليس من المفترض أن تعرفه— لم تستطع منع نفسها من التفكير بأن كل تلك الأمور قد أدت إلى هذا الوضع.
«أحد رؤساء الخطايا السبع… لكن ما المشكلة التي تتجاوز ذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وحش الشيطان، الثعبان الأسود، قد أطلق في الغابة».
«من فضلكِ، لا تتحدثي وكأن هذه هي النهاية! سأبقى معكِ ومع الجميع حتى…»
«لقد انفصل جيوس عنا… ماذا سيحدث الآن في المحاكمة؟!»
«الثـ-ثعبان الأسود—؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وضعت فورتونا يدها على كتف الشاب الباكي، طالبة منه المغفرة بألم. لم ينطق أرتشي بكلمة، لكن دموعه التي لم تتوقف كانت دليلًا على أنه قد قبل طلبها بالفعل.
صُدمت كلمات الرجل أرتشي. نظر بذهول نحو الغابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن فورتونا تدللها، وكانت صارمة، لكنها أيضًا منحتها أشياءً ثمينة للغاية. على الرغم من قولها الدائم بأنها ليست أمَّها الحقيقية، إلا أن فورتونا كانت أمَّها، أمَّها الأولى والأهم.
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
«هناك كائن… ساحرة، جعلت ذلك ممكنًا، وقد وصلت إلى هذه الغابة».
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
«ساحرة؟ ساحرة، تقول؟ هذا كلام مجنون أكثر! الساحرات بخلاف ساحرة الغيرة قد دُمرن منذ زمن، وينبغي أن تكون ساحرة الغيرة نفسها مختومةً في رمالٍ بعيدة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كانت هناك ساحرة خفية— اسمها باندورا. إنها جزء من طائفة الساحرة، الساحرة المحرمة في هذا العالم».
كانت إميليا بين ذراعي الشاب الذي يجري عبر الأشجار، ونظرت خلف كتفه للمرة الأخيرة… نظرة وداع لأمها التي تبتعد، مرفوعةً صوتها المتحشرج غير المفهوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
كانت تعتقد أنه ضعيف للغاية، وكانت ترى أنها لا تستطيع تركه وحيدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا… جيوس، ما الذي…؟!»
أحد رؤساء الخطايا السبع، وحتى ساحرة لم يسمع بها من قبل، قد وصلا— وكان ما أبقى قلب أرتشي من الانهيار في اليأس هو نبض صغير شعر به في صدره.
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
لقد عهدت إليه بمسؤولية. أرتشي لم يكن ليتراجع عن ذلك.
بعد أن قتل باندورا، ورغم أن الجنون الذي يسكن عينيه لم ينفد بعد، التفت ريغولوس نحو الاثنين الآخرين.
«… عهدت إليَّ السيدة فورتونا برعاية إميليا كي تهرب. مهما حدث لوطننا، عليَّ أن أحمي هذه الفتاة… أحمي أملنا!»
«لـ…لا، أمي. أ…أنا…!»
«… سأرافقك. رغم تقدمي في السن، إلا أنني ما زلت جزءًا من عائلة روماني كونتي».
كانت كلماتها بركة، لم تحمل ضغينةً أو عداءً أو دوافع خفية، بل كانت مليئةً بالنوايا الحسنة.
استثير الرجل بكلمات أرتشي، وانحنى بعمق للجان الشاب الذي يضم طفلته الأمل بين ذراعيه بقوة.
وبحركة سريعة من ردائه، اندفع الرجل المسن إلى الأمام، موجهًا نظره نحو الطريق الذي يقود خارج الغابة، بنية توجيههم—
«—لا!»
سمع صوتًا. سسس، سسس. كان صوت وحش شيطاني يلعق شفتيه بعدما لمح فريسته مباشرة أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ستدلونني على الطريق…؟»
في اللحظة التي بدأوا فيها الركض، صرخ الرجل فجأة، وصدى الاستعجال في صوته جعل أرتشي يتوقف على الفور. وبينما فتح أرتشي عينيه متسائلًا عن ما يجري، وقف الرجل وقد بسط ذراعيه.
كانت قد استسلمت سابقًا لفكرة أنها لن ترى إميليا مرة أخرى، وحتى اللحظة السابقة، كانت عازمة على المضي في هذا القرار.
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
«يا له من خطأ… أن يصل بهذه السرعة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ماذا حدث…؟ ما الذي، هـا؟!»
تمتم الرجل بألم، مما أثار حيرة أرتشي— وفي اللحظة التالية، سقطت ذراعا الرجل من كتفيه. كدمية سيئة الخياطة، انخلعت أطرافه الممتدة تمامًا، هكذا فقط.
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
لم ينفجر الدم من الذراعين الساقطتين، ولا من موضع بترهما. في الواقع، كانت الذراعان متجعدتين على نحو غير طبيعي لا علاقة له بالشيخوخة، متعفنتين مثل جذور شجرة عطشى تفتقد الماء.
«ماذا حدث…؟ ما الذي، هـا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تلامسوا. تعانقوا. وفي تلك اللحظات الأخيرة، فعلت فورتونا كل ما في وسعها لتظهر حبها الأمومي— فقد كانت هذه هي اللحظة الوحيدة التي سمحت لنفسها فيها بأن تكون أم إميليا.
«لسان الثعبان الأسود السام…! أرجوك اهرب!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لكن!»
لم يقتصر الأمر على فورتونا أو جيوس. بل كل مَن ارتبط بإميليا في الماضي كان يحبها، يحميها، وسيفعل المستحيل لمساعدتها.
«فات الأوان بالنسبة لي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٤》
صرخ الرجل بقوة مطالبًا أترشي بالهرب، ونظر خلفه، ووجهه يفقد لونه بسرعة. ظهرت بقع حمراء وسوداء على عنقه البارز من تحت ردائه، ووجهه يتداعى لدرجة جعلت عينيه تبدوان على وشك السقوط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا…! هل تطلب مني الانسحاب بينما تقف تلك المرأة أمامي؟!»
«بـ-بـ…آه، بُو…!»
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
يئن بألم، انهار الرجل الذي فقد ذراعيه على الأرض، وأخذ جذعه العلوي يتلوى. تدفق الدم الأسود من محاجر عينيه، ومن أنفه، ومن شحمتَي أذنيه، ومن أماكن أخرى، حتى توقَّف عن الحركة تمامًا.
كانت لحظات الرجل الأخيرة كفيلة بإدخال أرتشي، ناهيك عن إميليا الصغيرة، في حالة من الذعر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردت فورتونا بصوت رقيق وهي تنظر إلى جيوس، الذي كان مستعدًا للتضحية بنفسه، وقد تراخت وجنتاها بابتسامة خفيفة.
«بوتقة الأمراض… وحش الشيطان حامل الطاعون، الثعبان الأسود…!!»
عندما أدركت فورتونا التأثيرات، كادت أن تطلق شهقة لا إرادية.
ومع ذلك، لم تتوقف ساقاها عن الحركة. أُمرَت بألا تتوقف عن الركض، فاستمرت في تنفيذ ما طُلِب منها.
بصوت أجش، غطَّى أرتشي عيني إميليا الصغيرة وهو يذكر اسم العدو الذي أهلك رفيقهم.
«أرجوكِ فكِّري في الوضع! مَن تحمين الآن؟!!»
لم تكن تعرف كيفية فتح الباب. لم تفهم المعنى الحقيقي وراء الختم. لم تعلم إن كان ذلك سيغير شيئًا للأفضل. لكن كلمة الختم وحدها كانت كافية.
وبالطبع، لم يتفاعل العدو مع صوته. لكن وسط أصوات أنفاس أرتشي وإميليا المتقطعة، انبعث صوت مميز، مثل كائن ضخم يلعق شفتيه.
«كان الأمر أشبه بصيَّادٍ ينتظر أن يرتفع خوف فريسته قبل أن ينقضَّ عليها —»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رغم أنه اكتسب تلك القوة بتكلفة باهظة، فإن هدفه ريغولوس ظلَّ غير متأثر، بل وكان يضحك عليه بسخرية.
«—تبـ… تبًا!!»
وبخ جيوس فورتونا على موقفها العدائي. جعلها تعليقه تفتح عينيها على اتساعهما؛ تذكرت فورتونا أن ابنتها الحبيبة، التي تقف خلفها، كانت تتشبث بملابسها.
«… قبل ذلك، هل لي أن أسألك شيئًا؟ يجب أن تكوني ميتة، وقد تحطمتِ إلى أشلاء، أليس كذلك؟»
إدراكًا للخطر الذي يقترب، صرخ أرتشي بشتيمة وهرب. لم ج يعلم أي اتجاه يسلك، فهذه أرض الصيد للعدو، وقد جُرُّوا إليها دون أن يشعروا.
ابتعد قدر ما استطاع عن جثة الرجل، ولو أمكنه، لكان قد غادر الغابة بأسرها. مرتكزًا فقط على إحساسه بوجود إميليا المتشبثة بصدره، فرَّ أرتشي بشدة هربًا من التهديد.
«إميليا…!»
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
هرب، فرَّ، تابع الكان الشاب الهروب بكل قوته— «آه—»
بينما كان يهمُّ بالانطلاق، شعر بحرارة حارقة ترتفع على كاحله الأيمن. في اللحظة التي أدرك فيها أنه قد تم لعقه، انهارت إرادته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هـ-هل سنكون حقًا… معًا…؟»
انزلق اللسان الشيطاني على جلده العاري، ناشرًا المرض الذي ظهر على بشرته كندوب حمراء وسوداء أشبه بحروق.
وفي اللحظة التي رأى فيها ما يحدث، رفع أرتشي كفه نحو ساقه اليمنى.
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
«…فولا!»
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
ودون تردد، استخدم شفرة من الرياح لقطع ساقه المصابة من الركبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إذا ذهبتُ إلى ذلك المكان… آااه، لكن…»
وبحاجة إلى دعم ليبقى مستندًا، أسند جسده الساقط على جذع شجرة. أرتشي، الذي غمره العرق جراء الألم الشديد لفقدان ساقه، عضَّ على أسنانه، متحملًا إحساسًا أشبه بنار تشتعل في عقله وهو يواصل ترديد التعويذات.
أشار ريغولوس إلى الغابة بكلتا يديه وهو يتحدث إلى باندورا، دون أن يظهر أيَّ سرور من كلمات مديحها، فأومأت برشاقة معترفةً بكلامه.
«هيوما…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
بصوت الهواء المتصدع، جمدَّ أرتشي جذع ساقه المقطوعة. تصاعد بخار أبيض من الجرح، وأطلق أرتشي صرخة جديدة نتيجة لطريقة توقف النزيف القاسية للغاية.
سمع صوتًا. سسس، سسس. كان صوت وحش شيطاني يلعق شفتيه بعدما لمح فريسته مباشرة أمامه.
«—بالتأكيد، حتى عقلك العاجز يستطيع فهم المسار الأكثر حكمة.»
لقد كان قرارًا جريئًا وجذريًا. أظهرت السرعة والوسائل التي استخدمها عمق عزيمته ومهارته— ثم كان هناك ذلك العنصر المهم: لم يتخلَّ عن إميليا ولو للحظة واحدة خلال تلك العملية.
«… سأرافقك. رغم تقدمي في السن، إلا أنني ما زلت جزءًا من عائلة روماني كونتي».
«أرتشي…؟»
«لا! سنقاتل! سيدتي فورتونا، من فضلكِ خذي إميليا بعيدًا عن الغابة!»
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
بوجهها المضغوط بشدة إلى ذراعه، لم تستطع إميليا رؤية ما حدث. أرغم أرتشي ابتسامة على وجهه، جالسًا وهو يهون من أعظم ألم قد شعر به في حياته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ألمت رئتيها. سائل يسيل من أنفها، مسحت وجهها المبلل بالدموع والمُتَّسخ بالطين، غاضبة من جراح ركبتيها المتورمتين، بينما استمرت في الركض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أعتقد أنه حتى لو أعدت إميليا إلى غرفتها، فلن تبقى مخفية لفترة طويلة…»
«لا شيء… الأمر بخير… بخير، لذا…!»
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
«مهلاً، لا تخبرني أنك…!»
كان الجزء المتبقي من ساقه اليمنى المتجمدة يفقد لونه أعلى الركبة، متحجرًا كحجر مخبوز. بدا وكأن الأرض نفسها تجف.
ظل ريغولوس في وضعيته، ينظر للخلف نحو باندورا. لا تزال عيناه لا مشبعتين بالغضب، ويبدو أن حتى باندورا، حليفته، قد تتعرض لهجمته.
بدأ ما تبقى من ساق أرتشي اليمنى بالموت؛ لم يكن المرض سيتوقف هناك.
«رئيس الأساقفة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
«…إميليا. انظري، هناك، نحو الزهور البيضاء خلف هاتين الشجرتين؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حمت فورتونا إميليا الصغيرة خلف ظهرها، وصرخت وهي تستدعي أضواء زرقاء حولها. تحولت هذه النقاط الساطعة إلى أوتاد جليدية طويلة، بكميات كبيرة تملأ مدى بصر إميليا، وأطرافها الحادة موجهة نحو باندورا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…نـ-نعم».
على الرغم من أن جيوس قد امتص ذلك الشيء منذ لحظات قليلة فقط، إلا أنه لم يروِّضه بأي حال من الأحوال. لقد سمح له فقط بانتهاك كيانه من الداخل بدلًا من الخارج.
«…إميليا. انظري، هناك، نحو الزهور البيضاء خلف هاتين الشجرتين؟»
حررها أرتشي الذي جلس مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة، فوضعت إميليا قدميها على الأرض ونظرت في الاتجاه الذي أشار إليه. تأملت الشجرتين والزهور البيضاء التي خلفهما، ثم أومأت برأسها.
«هل يمكنكِ الركض باتجاه الزهور؟ بعد الزهور… إلى الأمام مباشرة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
«رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة من طائفة الساحرة… مثل الأشخاص الذين هاجموا القصر وقرية إيرلهام!»
«أ-أركض… أستطيع الركض. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا أصدق…»
«إذًا، اركضي…»
«—بالتأكيد، حتى عقلك العاجز يستطيع فهم المسار الأكثر حكمة.»
تأملت إميليا الصغيرة الزهور البيضاء، وقد حبست أنفاسها بينما كانت تسمع كلمات أرتشي.
«أنا آسفة— لقد كنت على وشك أن أرفض عائلتي مرة أخرى».
في اللحظة التالية، وجد ريغولوس جسده ينقلب فجأة وهو يُقذف عاليًا في السماء.
كانت كلمات قصيرة أطلقها ليبعثها في طريقها. حتى مع التردد الذي لاح في عينيها، أدركت أن حالة أرتشي ليست طبيعية إطلاقًا بينما كانت تنظر بينه وبين الزهور مرارًا وتكرارًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في أوقات السلم، أو إن كان داخل حصن منيع، لما كان في ذلك أي مشكلة على الإطلاق. ومع ذلك، كان الفتى ضيفًا غير مرحب به، وأمامه وقفت فورتونا، وملامح العداء واضحة على وجهها ونظرة جادة في عينيها.
لو ركضت، ستكون بمفردها. مرة أخرى، سيختفي شخص آخر من حياتها.
تعود الحكاية الآن إلى غابة مضت عليها مئة عام، زمن المحاكمة التي كانت تزورها فتاة واحدة.
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرتشي…»
من المحتمل أن الجميع كانوا على علم بأمرٍ ما تجهله هي.
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
«الآن، اركضي. مهما سمعتِ، لا تستديري… اركضي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صوت أرتشي الحاد جعل إميليا تقفز. خطت خطوة للأمام، ثم بدأت بالجري. أجبرت نفسها على عدم النظر خلفها لأن أرتشي قال ألا تفعل ذلك.
صوت سسس، سسس، كان نذيرًا باقتراب النهاية.
كان صوت أرتشي، وصوت فورتونا، وصوت جيوس— كل تلك الأصوات تتردد في ذهن الفتاة الصغيرة.
اشتعلت عيناه بعزيمة قتال لا تنطفئ، متجاهلًا ساقيه غير القادرتين على الحركة، واستخدم قوّة ذراعيه وحدها ليجلس منتصبًا. توقَّف الصوت المروع… كأن الوحش استعاد اهتمامه، مستحوذًا على الفريسة التي اعتقد أنها قد هلكت بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
ذلك التنافر العجيب هو ما جعل إميليا ترتجف دون توقف من وقع تلك الكلمات. وكان الأمر ذاته بالنسبة لجيوس.
«نعم، هذا صحيح. انطلقي، انطلقي… تمامًا كما جريتِ دائمًا وتسببين لنا كل تلك المتاعب…»
«لماذا يوجد شخص كهذا في هذه الغابة…؟»
«إميليا».
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
انفجرت مشاعر أرتشي في وجهها، وكان صوته مشحونًا بالبكاء والتوسل. الجان الشاب، الذي لا يزال صبيًا في قلبه، جلس على ركبتيه، وهو يشهق بينما ينظر إلى فورتونا. كان وجهه قد جعل فورتونا تتسع عيناها من الدهشة.
«هذه معركة بين رئيسي أساقفة الخطايا السبع. لن تميل الكفة بسهولة. ومع ذلك، لو تورط شخص آخر، لكان الأمر مختلفًا… ولكن من غير المعقول أن تنضم هي إلى المعركة.»
لقد وصل الفساد المتقلص بالفعل إلى أسفل صدره. لم يعد يشعر أن بإمكانه تحريك أي من ساقيه. فقدت بشرته لونها، واكتسبت ملمسًا أشبه بالحجر، مظهرًا أشبه بمسخ شيطاني مقزز.
«لماذا… لماذا…؟! لماذا انتهى الأمر بهذه الطريقة…؟ هل لأنني خنتُ وعدي… لأنني خرجتُ من الغرفة…؟»
«هيوما…!»
ثم، بينما تم فصلهما عن ساحة المعركة الشرسة، أول ما وصل إلى أذن إميليا كان—
سمع صوتًا. سسس، سسس. كان صوت وحش شيطاني يلعق شفتيه بعدما لمح فريسته مباشرة أمامه.
«بعد كل هذا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدم الوحش كما لو كان لينتزع الفتاة الهاربة، أمل الغابة، ويسلب أي معنى متبقٍ من وهج الحياة الضعيف في جسد أرتشي المتداعي.
أمام ريغولوس، الذي اندفع بغضب محاولًا تبرير أفعاله بمنطق يخدم مصالحه، رد جيوس بجواب بسيط وهادئ.
وفي وسط الغابة المدمَّرة، وقفت باندورا بلا أي تغيير يُذكر، تمامًا كريغولوس. تجسيد للجمال، ملامحها الرقيقة، ناهيك عن الثوب الأبيض الذي يلف جسدها الصغير الرقيق، ظلت على حالها دون أدنى تأثر.
«كما لو… أن أحدًا سيسمح لك بالمرور…»
ومع ذلك، لم تتوقف ساقاها عن الحركة. أُمرَت بألا تتوقف عن الركض، فاستمرت في تنفيذ ما طُلِب منها.
اشتعلت عيناه بعزيمة قتال لا تنطفئ، متجاهلًا ساقيه غير القادرتين على الحركة، واستخدم قوّة ذراعيه وحدها ليجلس منتصبًا. توقَّف الصوت المروع… كأن الوحش استعاد اهتمامه، مستحوذًا على الفريسة التي اعتقد أنها قد هلكت بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بسبب إحساسه بدنوِّ أجله، أرسل الفتاة بعيدًا عن موتها قدر المستطاع.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الأمر بخير، إميليا. لن… تكوني وحدك…»
«سيدتي فورتونا… تلك الفتاة… ربما ستكون بخير.»
أمام ريغولوس، الذي اندفع بغضب محاولًا تبرير أفعاله بمنطق يخدم مصالحه، رد جيوس بجواب بسيط وهادئ.
صوت سسس، سسس، كان نذيرًا باقتراب النهاية.
تحدث أرتشي بتلك الكلمات مبتسمًا ابتسامة رقيقة، محدقًا بظهر الفتاة التي بات من الصعب رؤيتها في البعد، بينما كان يخلع أكمام ردائه.
«هل كنتُ فتاةً سيئة…؟ هل لهذا السبب يكرهني الجميع… لماذا سأبقى وحدي؟»
سماع هذا الصوت، وإدراك أنه يمثل أقصى خطر على حياته، جعل أرتشي يبتسم بفخر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—! جيوس!»
«…»
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
ورغم أنها كانت ابتسامة مُنهكة، فإنها لم تتلاشَ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «الغابة تتداعى…؟!»
لم يكن لديها وسيلة للتدخل في قصةٍ تستعرض ماضيًا قد انقضى منذ زمنٍ بعيد.
《٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com نبرتها، ونظرتها العابرة، وحقيقة أنها خصصت له وقتًا— كل ذلك قد يغمر أي رجل عادي بسعادة غامرة، حتى إنه لن يكون غريبًا إن توقف قلبه فرحًا.
«إميليا».
كانت الغابة قد تبدلت بصورة درامية، لدرجة بدت معها وكأنها نسيت شكلها الأصلي.
تحوَّلت إلى أرض حزينة، كأن ثعبانًا عملاقًا غاضبًا وعنيفًا قد اعتدى على الأرض أثناء مروره.
«إذًا، اركضي…»
تم إسقاط العديد من الأشجار؛ وأخرى استقرت على جوانبها، وقد انكسرت عند الجذور. امتلأت الأرض بحفر عميقة لا يظهر لها قاع. لو ادعى أحدهم أن هذا كان أثر كائن غير طبيعي يجتاح سطح العالم، فإن هذا الدمار الطاغي كان ليقنع الكثيرين بتلك الحكاية العجيبة.
رجل واحد، الشخص الذي أوجد هذا المشهد الصادم، واقفًا في مركز الدمار. وجهه مشوَّه بدماء طازجة، وأنفاسه متقطعة، لكن روحه لم تتراجع. إنه المذنب العظيم الذي احتضن داخله خطيئة مميتة لم تناسب جسده، مكتسبًا القوة بثمن قضم حياته— بيتيلجيوس رومانِي كونتي.
كأنَّ طفلًا غاضبًا أمسك بدمية من قدميها وألقاها بكل ما يستطيع من قوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بإرادة صلبة، قمع الرجل المدعو جيوس تلك القوة غير الطبيعية وهو واقف. السُلطة التي يُمكن أن نطلق عليها الأذرع غير المرئية قد منحت جيوس الوسيلة لتحدِّي أسقف الخطايا السبع المميتة—
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتركيني! دعيني أذهب معكِ! لن أكذب بعد الآن! لن أخلف أي وعد بعد الآن!! سأكون فتاة صالحة! سأكون فتاة صالحة، لذا… من فضلكِ، لا تتركيني…!»
«—كما تعلم، حان الوقت لتدرك أن هذا بلا جدوى حقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
رغم أنه اكتسب تلك القوة بتكلفة باهظة، فإن هدفه ريغولوس ظلَّ غير متأثر، بل وكان يضحك عليه بسخرية.
واقفًا وسط سحابة من الغبار والدمار غير الطبيعي، بدا ريغولوس مستاءً. كان مشهد نجاته من كل هذا مشوهًا لدرجة بدت وكأن أحدهم قد وضع ملصقًا على لوحة مكتملة.
تقطعت كلماته، وأخبر أرتشي إميليا كذبًا أن شيئًا لم يحدث. كانت أفعاله تستحق الاحترام— ومع ذلك، فإن القدر القاسي كان على موعد مع عزيمته، مهما بلغت عظمتها، بالاستهزاء.
«بعد كل هذا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «جيوس—!!»
«حان الوقت لتقبل الواقع وتدرك أننا مختلفان، صحيح؟ أنتَ وأنا ممثلان معدَّان لخشبات مسرح مختلفة. الأمر لا يتعلق بما إذا كنت تستطيع التغلب عليَّ أم لا. لا أحد يمكنه هزيمتي. لا أحد يمكنه إيذائي. سواء كان قديس السيف أو التنين، كل ذلك بلا جدوى. كل شيء، كل جزء منه… بلا فائدة.»
سوف تنقذ إميليا. سوف تعود إلى إميليا. وسوف تكون مجددًا مع جيوس وإميليا معًا—
بحديثه المباشر إلى جيوس الذي كان يسعل دمًا، حرَّك ريغولوس ذراعه بلا مبالاة، وكأنه يبعد ذبابة. هذه الإيماءة، وكأنها طرد بسيط، جعلت جيوس في حالة تأهب، مُقدَّمًا جسده للقوة السوداء التي تتلوى داخله، مستعدًا لمواجهتها مهما كانت— ثم طارت ذراعه الأيمن بعيدًا.
«مـ… ماذا؟!»
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
«لقد سئمت رؤية رد الفعل هذا أيضًا. لقد تكبَّدت عناء منحتك وقتًا لتقضيه مع زوجتك وكل شيء. أردت على الأقل نوعًا من المكافأة على ذلك، لكن يبدو أنني توقعت أكثر من اللازم دون جدوى.»
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
«نغه… ماذا تكون…؟ غه، آغهه! وااه!!»
ضاغطًا على ما تبقى من ذراعه المبتورة، تعثر جيوس بشكل مذهل. وبفحص أدق، تبيَّن أنه تعرض لإصابات في كلا ساقيه، حيث ظهرت على فخذيه جروح بشعة وكأن وحوشًا التهمت لحمه بشراهة.
كانت هناك مسارات عديدة يمكن للأرواح الصغرى المرور منها، ولكن لم يكن بوسع إميليا ذلك. تعثَّرت، وتعرَّض خدها للخدوش من فروع الأشجار، وسقطت، ثم بصقت التراب من فمها قبل أن تنهض مرة أخرى.
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
«في النهاية، انظر، هذه هي كل تلك العزيمة والإصرار التي تتحدث عنها. لكن لا تشغل بالك بذلك كثيرًا. الأمر ليس متعلقًا بك؛ إنه يشمل الجميع. لا يمكن لأي شخص أن يحمل أكثر مما يمكن ليديه الاثنتين أن تحملا. عليك أن تعيش ضمن حدودك. هذا هو الطبيعي. أليس كذلك؟»
ومع ذلك، لم يتراجع الشاب الذي تلقى ذلك الهجوم القوي من الجهة الأمامية— ريغولوس الذي كان من المفترض أن يكون ميتًا— لم يظهر أي أثر للانسحاب. لم يظهر على جسده أي جروح من الأحداث السابقة ولا حتى خدش واحد.
كانت تفهم أن هناك مسافة صغيرة تفصل بينهم. كانوا مترددين، غير متأكدين تمامًا من كيفية التعامل معها. لكن الجميع كانوا دائمًا لطيفين معها، ولم يؤذوا إميليا أو فورتونا أبدًا. حتى غرفة الأميرة كانت شيئًا عمل الجميع بجد لتحسينه حتى تشعر إميليا براحة أكبر. ورغم صعوبة التواجد في ذلك المكان، إلا أنها أحبته على أية حال.
«غاه، آاه، آاه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آاه؟»
«حقًا، أكره هذا كله. قد تظن أنني أحب إيذاء الآخرين بدافع هواية سادية، لكنك ستكون مخطئًا، وسأعتبر ذلك تشويهًا عظيمًا لشخصيتي. لا أفعل هذا لأنني أرغب في ذلك. يبدو وكأنني أضايقك فقط لأنك ضعيف. ليس لديَّ رغبة في الاستمرار في القيام بأمور كهذه. للخير أو الشر، أنا رجل راضٍ، لا أريد أن أتدخل في حياة أحد آخر. أنا مكتفٍ، بلا حاجة. عليك أن تتقبل ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أرجوكِ، يا إميليا، افعلي ما أطلبه منكِ. لا تقلقي؛ قريبًا… نعم، قريبًا، سينتهي كل شيء، وسأعود إليكِ. لذا، من فضلكِ، فقط لبعض الوقت، ابقي هنا واختبئي.»
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مستحضرًا صورة فورتونا وإميليا اللتين ابتعدتا عن ساحة المعركة، سكب جيوس دم قلبه وحياته ذاتها في عزيمته ليمنح الثنائي فرصة للهرب، مادًا ذراعيه باتجاه باندورا.
في تلك اللحظات، حين كان جيوس على شفا الموت، نظر إليه ريغولوس من الأعلى، وتحدث دون حقد أو كراهية أو أي مشاعر أخرى؛ فلم يجد حاجة في تدخل العواطف الشخصية حين اقتصر على سرد حقائق.
بينما تهاوت عزيمتها، قام جيوس باستخدام يده اليمنى المستعادة ليمسك بخدَّها ويضغط عليه.
«هذا ما يحدث لمَن يتجرأ على إساءة الكلام معي. لماذا لا يستطيع الناس أن يعاملوني بالاعتبار الذي يستحقه أي شخص؟ لا تعترضوا طريقي. لا تقاطعوني حين أتكلم. لا تعترضوا على ما أفعله. هل هذا مطلب صعب؟ هيه، أنتما هناك… ما رأيكما؟»
بالنسبة لريغولوس كورنياس، كانت أفعال جيوس اليائسة لا تختلف عن نسمة ريح خفيفة— بل إن تلك النسمة كان لها على الأقل أن تثير خصلات شعره؛ وبناءً على ذلك، لم يكن لأفعال جيوس أي تأثير يذكر.
«اعتنِ بإميليا. من أجل أخي وزوجته، ومن أجلي، فهي ابنتنا الثمينة، التي لا يمكن أن نعوضها».
أمام ريغولوس، الذي اندفع بغضب محاولًا تبرير أفعاله بمنطق يخدم مصالحه، رد جيوس بجواب بسيط وهادئ.
وفي وسط الغابة المدمَّرة، وقفت باندورا بلا أي تغيير يُذكر، تمامًا كريغولوس. تجسيد للجمال، ملامحها الرقيقة، ناهيك عن الثوب الأبيض الذي يلف جسدها الصغير الرقيق، ظلت على حالها دون أدنى تأثر.
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا أسعى لمديحك، ولا أؤيد رأيك بأنهم رائعون أو شيء من هذا القبيل. على أي حال، ليس هناك داعٍ لي أو للثعبان الأسود للحضور، سيدتي باندورا. كان بإمكانك التعامل مع هذا بنفسك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —وفي تلك اللحظة، دفعت مشاعر إميليا الصادقة والمخلصة ذلك الكائن الذي كان يراقب روحها الشجاعة الصغيرة للتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تبادلت فورتونا وجيوس نظراتهما، ونطقا بصوتين متناغمين ردًا على ريغولوس الغاضب.
أشار ريغولوس إلى الغابة بكلتا يديه وهو يتحدث إلى باندورا، دون أن يظهر أيَّ سرور من كلمات مديحها، فأومأت برشاقة معترفةً بكلامه.
«هل تطلبين مني أن أترك هذا المكان؟ على الرغم من أن جيوس يقاتل بكل ما يملك؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهزت رأسها نحو أرتشي الذي كان راكعًا، ثم انحنت ببطء على إحدى ركبتيها أمام إميليا.
«نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
«أه، هوو…!»
«أ-أركض… أستطيع الركض. لكن…»
«الخلاصة أنك أردت رؤية وجوه الناس اليائسة حين يتم حصرهم في زاوية، أليس كذلك؟ هاهاها، إذا كان هذا كل شيء، عليك فقط أن تعبِّري عنه ببساطة كي يفهم الآخرون. تقديم عذر لا داعي له يبدو أنه مجرد مضيعة لوقتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أجد هذا الفهم للأمر لطيفًا جدًا.»
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسمت باندورا بابتسامة ساحرة للقلوب، فبادلها ريغولوس بابتسامة خبيثة. ثم حول نظره نحو جيوس المتهالك، متجهًا نحوه ليوقع به الضربة القاضية.
تمكنت إميليا من تقبُّل حقيقة أنه صدَّ ضربة فورتونا الأولى دون خدش. إذا كان هناك فارق كبير في القوة بين المقاتلين، فربما يكون من الممكن صد هجمات شديدة مميتة.
«حسنًا، حتى لو مات هذا الجسد، فليس كما لو أنك لا تملك احتياطيًا آخر. سحب ما بداخلك والتمسك بعنقك سيجعل التعامل معك أسهل. بالنسبة لشخص جعلني أضيع كل هذا الوقت، فأنت فعلًا مجرد فاشل بلا موهبة.»
وأمام نظراته الحادة، رفع جيوس ذراعيه نحو السماء، صارخًا بفمه المفتوح بينما ابتلعه الكائن بالكامل. وكأنما كان وجوده يُمزق، بين الألم واللذة ومشاعر لا يمكن وصفها.
بينما كان يتحدث، رفع ريغولوس قدمه فوق رأس جيوس. كان واضحًا أنه سيقوم بسحق رأسه كشمامة ناضجة— وما إن أوشك على ذلك حتى قطع صوت ما الصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبحركة سريعة من ردائه، اندفع الرجل المسن إلى الأمام، موجهًا نظره نحو الطريق الذي يقود خارج الغابة، بنية توجيههم—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهكذا، بعينيها الواضحتين، رأت إميليا الحالية المشهد الذي لم تستطع إميليا الصغيرة رؤيته.
«أل هيوما!!»
«مهما كلفني الأمر من دماء… حتى ينهار جسدي… سأشتري الوقت… لذا أرجوك، سيدتي فورتونا، اهربي…»
بينما تهاوت عزيمتها، قام جيوس باستخدام يده اليمنى المستعادة ليمسك بخدَّها ويضغط عليه.
بموجب الترتيل، استجابت الطبيعة لتحول المانا؛ ومع صوت التصدع، تحول إلى تدمير ملموس. كان صوت تشقق الغلاف الجوي يجعل ريغولوس يرفع رأسه، وهو يزمجر باستياء.
«أنا آسفة لأنني أحملكم الكثير من الأعباء بهذه الطريقة. سامحونا على هذا الظلم الذي فرضناه عليكم».
«إن لم يكن هذا، فهو شيء آخر…!»
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
نقر ريغولوس بلسانه— وفي اللحظة التالية، ارتطمت رمحٌ جليدي ضخم يكاد يحجب السماء مباشرة بوجهه، وتحولت الهزة الناتجة عن الاصطدام إلى موجة صادمة هائلة أحاطت بريغولوس، محطمةً جسده النحيف بالكامل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وحش الشيطان، الثعبان الأسود، قد أطلق في الغابة».
تتالت انفجارات الرياح واهتزازات الأرض بوتيرة جعلت من المستحيل عدَّها. تطايرت شظايا الجليد المحطم على سطح الأرض، مُغيرة المشهد لدرجة قد تجعلك تشك ما إذا كانت هذه الغابة يومًا ما.
انعكست أشعة الضوء على الجليد المتلألئ، وفي ذلك العالم المضيء الفوضوي— وقفت امرأة ذات شعر فضي بجوار الرجل الملقى أرضًا.
«اعتنِ بإميليا. من أجل أخي وزوجته، ومن أجلي، فهي ابنتنا الثمينة، التي لا يمكن أن نعوضها».
«جيوس! جيوس، تمسك! ماذا فعلوا بك…؟ آه، ماذا عليَّ أن أفعل…؟!»
كان يمكن لأي شخص أن يدرك من النظرة الأولى— أن هذا كائن خطير لا ينبغي أن يوجد في ذلك العالم.
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ردًا على الصوت، عاد النور إلى عيني جيوس، رغم أن أنفاسه بالكاد كانت تتردد. كان لا شك في أن حياته كانت في خطر، لكن مع استمرار جيوس في التشبث بوعيه بصعوبة، أومأت فورتونا له مرات عدة.
انزلق اللسان الشيطاني على جلده العاري، ناشرًا المرض الذي ظهر على بشرته كندوب حمراء وسوداء أشبه بحروق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، نعم، صحيح، أنا. جيوس، لأراك بهذا الحال…»
غير أن أفكار إميليا قاطعتها نبرة أشبه برنين الجرس.
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
«لا بأس… جسد من لحم سيفنى في يوم ما… الشخص الذي عهد إليَّ بهذا الجسد كان على علم بذلك بلا شك… الأهم، هل السيدة إميليا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك ماضٍ يتجاوز النضال الشجاع لجيوس، ماضٍ حقيقي نسيته إميليا.
«تركتها مع أرتشي… الحارس التالي، حتى تكون لديها فرصة للفرار. أنا واثقة أنهم بخير، بفضلك.»
«إيكيدنا؟»
«هل هذا كذلك…؟ هذا أمر… مطمئن جدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مَن يجرؤ على التفكير فيكِ… في العائلة كشيء غير مرغوب فيه؟! أنتِ، وأخوكِ، و… لا تصفينا كأننا ناكرون للجميل، لا يذكرون مدى امتنانهم لأم إميليا!»
«—ليس هذا جيدًا على الإطلاق!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنتِ مخطئة… أنتِ مخطئة، إميليا. لا أحد— لا أحد يكرهكِ أبدًا. هذا العالم لم يوجد ليجعلكِ تتألمين. هذا العالم، وكل مَن فيه، موجود لجعلكِ سعيدة…!»
بينما أرخى جيوس ملامحه الدامية بارتياح، جاءت كلماته لتثير صوت ريغولوس الغاضب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قام بتحطيم التربة المغطاة بالجليد، ودفع الضباب الأبيض بذراعيه، مظهرًا تعبيرًا غاضبًا. وشرع في تحريك رأسه بغضب، حيث استقر الحقد في عينيه، متجسدًا كما لم يكن من قبل.
«مَن تظنين نفسك، تعودين فجأة وتقومين بانتشاله هكذا دون سابق إنذار؟ كنت على وشك أن أسحق رأسه بقدمي الآن! بأي حق، وبإذن مَن ، تجرؤين على أن تتدخلي! معي… معي معي معي معي معي معي معي معي معي معي أنا؟!!»
«—مرحبًا. كنت بانتظارك.»
في نوبة من الغضب، قرفص ريغولوس وغرس ذراعيه في الأرض، ثم رفعهما بعنف، متناثرًا بالتراب الطري نحو فورتونا وجيوس. بدا تصرفه أشبه بطفل صغير يلقي بنوبة غضب، يبعثر التراب حوله—
«أرك…!»
«لا! هذه الشظايا… يجب عليكِ أن تتجنبيها بالكامل…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—السيدة فورتونا! وإميليا أيضًا!»
«إيه؟»
«أنا ضعيفة. كل ما فعلته هو التظاهر بالقوة من أجلك وأجل إميليا.»
تجاهلت فورتونا رشات التراب، محاولة تنقية المانا لتحضير هجوم مضاد، حين قام جيوس بدفعها نحو الأرض. اختار هذا التصرف عوضًا عن الدفاع أو الهجوم المضاد، فقد دفعها مباشرة نحو الأرض دون أن يكترث لكسر سقوطها— رفعت فورتونا صوتها، مستنكرة قرار جيوس… ثم رأت.
«هنا… هنا تكمن الآمال، والإيمان العظيم الذي لا يُنسى نحو أهل هذا المكان…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
الرمال والحصى التي قذفها ريغولوس خلَّفت ثقوبًا لا تُعد ولا تُحصى في سطح الأرض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «قد تقول إنه بلا جدوى، ولكنني—!»
كانت هذه الثقوب لا تُعد فعليًا، كآثار قطرات المطر على التربة المتشققة، فقد حفرت تلك الرمال الأرض بقوة اختراق هائلة لدرجة يصعب رؤية قعرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بعد أن أحضرتني إلى هنا، تطلبين مني الرحيل الآن بعد أن أرضيتِ نفسك؟ كم تعتقدين أن بإمكانك السخرية مني…؟»
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
«حياتي، واجبي، حبي… لأجلهم جميعًا، أنا…!»
كانت هذه قوة تدميرية تكاد لا تُصدق، والأكثر رعبًا—
استثير الرجل بكلمات أرتشي، وانحنى بعمق للجان الشاب الذي يضم طفلته الأمل بين ذراعيه بقوة.
«مهلًا الآن، لما قمتِ بتجنبها؟ فقط تقبليها وتحولي إلى لحم مفروم! هذا يشمل جيوس عديم الموهبة وتلك المرأة هناك! كنتُ لأقبل بضمك كزوجتي التاسعة والسبعين، فلمَ هذا التصرف الغبي، أليس كذلك؟ ها؟ ها؟!»
«إنه قادم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—! جيوس!»
تذمر ريغولوس بصوتٍ عالٍ، ثم غرس ذراعيه مرة أخرى في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار هذا الهجوم.
تساقطت الأوتاد الجليدية، كل واحدة منها بسماكة ذراع رجل بالغ، على باندورا بقوة هائلة. اخترقت الأطراف الحادة وجه الفتاة المذهولة، وانتشرت شظايا الجليد المتناثرة لتغطي الغابة باللون الأبيض.
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
لقد كان كائنًا لا تُصيبه أعظم التعويذات القاتلة ولكنه قادر على القتل بمجرد بعثرة بعض التراب والحصى. ورغم ذلك، كانت حالته العقلية غير ناضجة كطفل رضيع، يغرق في أنانية مدمرة لا يستطيع أحد الوصول إليها.
«حقًا، أكره هذا كله. قد تظن أنني أحب إيذاء الآخرين بدافع هواية سادية، لكنك ستكون مخطئًا، وسأعتبر ذلك تشويهًا عظيمًا لشخصيتي. لا أفعل هذا لأنني أرغب في ذلك. يبدو وكأنني أضايقك فقط لأنك ضعيف. ليس لديَّ رغبة في الاستمرار في القيام بأمور كهذه. للخير أو الشر، أنا رجل راضٍ، لا أريد أن أتدخل في حياة أحد آخر. أنا مكتفٍ، بلا حاجة. عليك أن تتقبل ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «في النهاية، انظر، هذه هي كل تلك العزيمة والإصرار التي تتحدث عنها. لكن لا تشغل بالك بذلك كثيرًا. الأمر ليس متعلقًا بك؛ إنه يشمل الجميع. لا يمكن لأي شخص أن يحمل أكثر مما يمكن ليديه الاثنتين أن تحملا. عليك أن تعيش ضمن حدودك. هذا هو الطبيعي. أليس كذلك؟»
هذا الكائن الخطير، كطفل سيء التربية قد يعضُّ أي شخص حسب مزاجه، كان يتمتع بقوة توازي التنين— هذا ما استنتجته فورتونا وهي تقيِّم هذا الرجل الشرير أمامها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعرها الطويل بلون البلاتين الشفاف، كأنه يشع وهجًا ناعمًا أشبه بضوء الشمس، خالقًا شلالًا من النور يمتد من كتفيها النحيلتين إلى أسفل ظهرها. أما عيناها، المحاطتان برموش طويلة، فكانتا زرقاوتين عميقتين، وكأنهما تسجنان العالم بداخلهما. ملامح وجهها كانت في غاية الروعة، حتى إنها جسدت الصورة المثالية لـ ”الجمال“ التي يحلم بها البشر.
«إذا كنتَ لا تحبذ فكرة انتزاع طرف واحد منك، سأنتزع الأطراف الأربعة جميعها! سأجعلك تندم على استهزائك بي… على استهزائك بالجشع!!»
أمالت الفتاة ذات الجمال القاتل رأسها، وطرحت ذلك السؤال البسيط.
«—تمهَّل، يا رئيس الأساقفة كورنياس.»
«هااا…»
أسرت باندورا نفسها باعترافٍ بهمسٍ متقد. تلك الكلمات جعلت الرجل يغلق عينيه للحظة، ثم أطلق أنيابه نحو المرأة التي تجرأت على التصرف وكأنها الأكثر فهمًا له في العالم.
«آاه؟»
لو كان ممكنًا حقًا القتل بالجمال وحده، لكانت تمتلك ذلك الجمال القاتل.
عندما كان ريغولوس على وشك استئناف هجماته، جاءت الفاتنة ذات الشعر البلاتيني تطلب منه الانتظار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ظل ريغولوس في وضعيته، ينظر للخلف نحو باندورا. لا تزال عيناه لا مشبعتين بالغضب، ويبدو أن حتى باندورا، حليفته، قد تتعرض لهجمته.
قابل أرتشي صوت فورتونا الحزين بردة فعل حادة، وكأن ذلك هو الشيء الوحيد الذي لم يسمح لها بقوله. اشتد غضبه، وظهر الاحمرار على وجهه حتى أطراف أذنيه الطويلتين والمدببتين، وهي سمة مميزة للجان.
في اللحظة التالية، وقع انفجار. ارتدت الرياح، وتغيرت جغرافيا الغابة بفعل الصدمة.
ومع هذا النظرة الخطرة لا تزال في عينيه، تحدث ريغولوس إلى باندورا، وشفتيه ترتجفان.
«يا له من رجل مزعج وصاخب. متى ستفهم؟ بالنسبة لنا، هناك إجابة واحدة فقط.»
«… ما الأمر، سيدتي باندورا؟ أنا الآن في خضم معاقبة هؤلاء السفهاء الذين يتعدون على حقوقي. ما الذي تريدينه مني؟ أيًا كان قصدك، اختاري كلماتك وأجيبي حالًا…!»
على الرغم من حبها واحترامها العميقين لفورتونا، إلا أن تلك الكلمات وحدها كانت ترفض قبولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
«أرجوك تمالك غضبك، يا رئيس الأساقفة كورنياس. لن أسمح لك بقتل أيٍ منهما هنا. ألا تشعر بشيء حين تنظر إليهما؟»
—لم ترَ أيًّا منها. لكنها أدركت شيئًا واحدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على عكس الهالة الغاضبة التي أظهرها ريغولوس حتى تلك اللحظة، بدا جيوس هادئًا وهو يهز رأسه من جانبٍ إلى آخر.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت كلمات باندورا غير متوقعة بالنسبة لفورتونا وجيوس على حدٍ سواء. لم يكن يُعقل أن تطلب هي، وهي عدوة لهما، من ريغولوس أن يعفو عن حياتهما.
ورغم ذلك، استجاب ريغولوس لكلماتها، متوقفًا عن الحركة. ثم نظر إلى فورتونا وجيوس، ليعود أخيرًا إلى باندورا.
هذا الاقتراح أغرى قلب إميليا. كانت تسعى بكل يقين لاجتياز المحاكمة. ليس لديها أدنى شك بأن عليها متابعة ماضيها من أجل ذلك.
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
كان صوته هادئًا، خاليًا من أي مشاعر على ما يبدو. لكن هذا الهدوء تلاشى لحظة بعد ذلك.
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
«—لديكِ الجرأة لتتدخلي حيث لا يجب، أيتها المرأة!!!»
«لـ…لا، أمي. أ…أنا…!»
في هذا الوضع، حيث كان الجميع يحاول فرض إرادته، بلغ صبر ريغولوس القصير حده الأقصى وانفجر بأسوأ طريقة ممكنة.
«أنتِ لستِ وحدكِ على الإطلاق. استمعي إليَّ.»
«الحب… يا له من شيء رائع…»
ورغم أنهم كانوا على نفس الجانب، ورغم احترامه لمرؤوسه، ألقى ريغولوس الرمال نحو باندورا دون تردد، وكأنه نسي علاقتهم تمامًا.
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم—
كانت قوة شظايا الأرض هائلة. فقد اجتاحت الرمال التي بعثرها أي جزء من الغابة اعترض طريقها بقوة غاشمة، مهددةً الفتاة الجميلة— وهذه الفتاة، أسطورة الجمال، قطعة فنية حية، تحولت بوحشية إلى سحابة من الدم.
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—أأنتِ تمزحين معي.»
«إنه يحتوي على دفء لن تصل إليه أبدًا أكاذيبك!»
متذمرًا بصوتٍ عالٍ، غرس ريغولوس ذراعيه مجددًا في سطح الأرض— كان بإمكانه تكرار ذلك على التوالي.
اختلطت كلماته بسعالٍ ممتزجٍ بالدم، وكأن شعورًا بالواجب الجليل كان ينهش روحه، حتى وهو يتحدث. عبر سنواتٍ عديدة، لابد أن مشاعره قد نمت وتعاظمت؛ عمقها كان سرًا لا يعلمه أحد.
تأملت إميليا الصغيرة الزهور البيضاء، وقد حبست أنفاسها بينما كانت تسمع كلمات أرتشي.
دون حماية، وقد أمطرها التراب، تفتت جسد باندورا تاركًا فورتونا في حالة ذهول. كان رد فعلها طبيعيًا؛ فخصمها المكروه قد لقي حتفه مثل الكلاب على يد رفيقه السابق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، قد يكون ذلك صحيحًا. ومع ذلك، كان عليَّ أن أرى بعينيَّ مدى إخلاص الناس في سعيهم لأهدافهم المقدسة، ومدى روعة ذلك في أثناء القيام به.»
لم تكن لطبيعتها الخارقة أي جدوى، فقد كُتب على جسد الفتاة الميت أن يلتهم وسط غابة مدمرة.
«ربما… أنتِ مخطئة في أمر ما؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا ما يحدث لمَن يتجرأ على إساءة الكلام معي. لماذا لا يستطيع الناس أن يعاملوني بالاعتبار الذي يستحقه أي شخص؟ لا تعترضوا طريقي. لا تقاطعوني حين أتكلم. لا تعترضوا على ما أفعله. هل هذا مطلب صعب؟ هيه، أنتما هناك… ما رأيكما؟»
بعد أن قتل باندورا، ورغم أن الجنون الذي يسكن عينيه لم ينفد بعد، التفت ريغولوس نحو الاثنين الآخرين.
ومع ذلك—
لم يكن هناك مجالٌ للتفكير بأن عدد أعدائهم قد نقص بواحد. ورغم أنهم لم يعودوا يواجهون عدوين جبارين، إلا أنهم لم يكونوا قادرين على التغلب على هذا المأزق دون وسيلة للتعامل مع خصمهم الذي يبدو منيعًا.
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
للمرة الثانية، تحمل ريغولوس هجمات فورتونا المفاجئة دون أن يصاب بأذى. كانت تكره أن تعترف بذلك، لكنها لم تستطع هزيمته— ولم يستطع جيوس أيضًا، وأي محاولة أخرى ستعرِّض حياته للخطر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… عهدت إليَّ السيدة فورتونا برعاية إميليا كي تهرب. مهما حدث لوطننا، عليَّ أن أحمي هذه الفتاة… أحمي أملنا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جرت دموع الدم بغزارة. بلغ الدم واللحم نهايتهما، والرجل يتقيأ كتلة من الدماء وهو يتشبث بعنادٍ ببركاتٍ أبعد من متناول يده.
«لنحاول كسب الوقت كي تتمكن إميليا من الهرب…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«في هذه الحالة… سيدتي فورتونا… اتركي الأمر لي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توصل جيوس إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه فورتونا، لكنه اختار طريقًا مختلفًا لتحقيق ذلك الهدف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا…»
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
«مهما كلفني الأمر من دماء… حتى ينهار جسدي… سأشتري الوقت… لذا أرجوك، سيدتي فورتونا، اهربي…»
وبينما صاح أرتشي بهذه الكلمات كأنها عهد، ارتاحت فورتونا، وقد ارتسمت الراحة على وجهها.
«لا تقول كلامًا سخيفًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل يمكنكِ الركض باتجاه الزهور؟ بعد الزهور… إلى الأمام مباشرة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واجه جيوس نظرة فورتونا الكئيبة بابتسامة، رغم أن التوتر كان يتسرب من كل مسام في جسده.
ردت فورتونا بصوت رقيق وهي تنظر إلى جيوس، الذي كان مستعدًا للتضحية بنفسه، وقد تراخت وجنتاها بابتسامة خفيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على الرغم من خطورة الموقف، وجدت الأمر غريبًا ومشرفًا أن تكون قادرة على الابتسام هكذا.
«هل تطلب مني أن أتركك وأهرب؟ لو كنت سأفعل ذلك، لما عدت أصلًا. حتى أنني ودعت إميليا لأتمكن من العودة. كيف يمكنك أن تطلب مني الهرب الآن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لكن… لماذا إذًا عدتِ…؟ أنا…»
«إذًا، هذا هو تجسيد الجشع في هذا العصر. التفكير في أن لقاءً كهذا لا يحدث عادةً… إنه بالفعل مثير للاهتمام.»
لم يقتصر الأمر على فورتونا أو جيوس. بل كل مَن ارتبط بإميليا في الماضي كان يحبها، يحميها، وسيفعل المستحيل لمساعدتها.
«—كي لا أدعك تموت… وإن كان لا بد أن تموت، فكي أكون إلى جانبك.»
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
«لا أسعى لمديحك، ولا أؤيد رأيك بأنهم رائعون أو شيء من هذا القبيل. على أي حال، ليس هناك داعٍ لي أو للثعبان الأسود للحضور، سيدتي باندورا. كان بإمكانك التعامل مع هذا بنفسك.»
حين التقت عينا فورتونا البنفسجيتان بعيني جيوس المليئتين بالدموع، اتسعت عينا جيوس، اللتان أضناهما النزيف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ضمت فورتونا جيوس، الذي أصبح أخف وزنًا نتيجة فقدانه لذراع واحدة وكثير من الدماء، وضغطته بقوة إلى صدرها وهي تتحدث.
سمعت فورتونا الكلمات من بعيد بينما شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدميها.
وبخ جيوس فورتونا على موقفها العدائي. جعلها تعليقه تفتح عينيها على اتساعهما؛ تذكرت فورتونا أن ابنتها الحبيبة، التي تقف خلفها، كانت تتشبث بملابسها.
«ما الذي ينتظرني في عالم بدونك، في غابة لن تأتي إليها مجددًا؟ أنا أضعف من أن أعيش طويلًا في عالم لا تكون فيه.»
تحمَّل الألم، وقد غلى الدم في فمه طوال الوقت. جعل هذا المشهد البائس ريغولوس يعبس.
«أنتِ، ضعيفة…؟»
«مَن تظنين نفسك، تعودين فجأة وتقومين بانتشاله هكذا دون سابق إنذار؟ كنت على وشك أن أسحق رأسه بقدمي الآن! بأي حق، وبإذن مَن ، تجرؤين على أن تتدخلي! معي… معي معي معي معي معي معي معي معي معي معي أنا؟!!»
«أنا ضعيفة. كل ما فعلته هو التظاهر بالقوة من أجلك وأجل إميليا.»
كانت باندورا، عدوَّتها المكروهة، خصمًا لا يمكن لفورتونا مواجهته. كل ما حدث في الغابة في ذلك اليوم كان قد تجاوز خيال فورتونا الضئيل.
كانت مشاعر الغضب التي تغلي في قلب فورتونا تجاه المهاجمين -وبالأخص باندورا- لا تُصدق. لا بد أن شيئًا ما حدث بينهما جعل فورتونا تفقد هدوءها إلى هذا الحد.
رفعت فورتونا جيوس، ناظرةً إليه بوجه بدا وكأنه تحرر من كل الأعباء. ارتجف جيوس واتكأ على ذراعها طلبًا للدعم، واحتضنا بعضهما البعض وهما يتقدمان للأمام.
لم يكن الأمر أنه غاص في الأرض، بل إن حضوره بالكامل قد تلاشى فجأة. وفي الحقيقة، المكان الذي وقف فيه لم يظهر عليه أي أثر للدفن.
بينما نظر ريغولوس إلى الثنائي، أطلق تنهيدة تعبر عن اشمئزازه العميق.
فوراً، انتشر السواد الغامض كأنما تناثرت قطرات ماء على صدر جيوس، وزاد حجمه بشكلٍ انفجاري حتى غطى جسده بالكامل. مشهد جيوس وهو يُلتهم بكيانٍ لزجٍ حي جعل إميليا تصرخ بلا وعي. كان هناك شيءٌ يمحو وجود جيوس بلا رحمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ليس فقط تتجاهلان سؤالي لفترة طويلة، بل الآن تبالغان في العواطف؟ أتساءل ما الذي قد تفكران فيه؟ ما معنى هذا؟ لقد أوضحت لكما تفوق قوتي وشرحت كل شيء بطرق سهلة الفهم، فلماذا تستمران في هذا التصرف؟ ماذا بحق تظنان؟»
«أرتشي…»
«يا له من رجل مزعج وصاخب. متى ستفهم؟ بالنسبة لنا، هناك إجابة واحدة فقط.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن في المقابل، كانت قوة ريغولوس الدفاعية الغامضة ثابتة بلا تغيير. كان الموقف في حالة جمود تام.
«أجـــــل، أعتقد ذلك…»
«…»
«—سيدي فلوجل، أرجوك اغفر لي.»
تبادلت فورتونا وجيوس نظراتهما، ونطقا بصوتين متناغمين ردًا على ريغولوس الغاضب.
«—كي لا أدعك تموت… وإن كان لا بد أن تموت، فكي أكون إلى جانبك.»
في حضن والدتها، كانت إميليا الصغيرة تتحرك بعصبية، تصرخ بأعلى صوتها نحو جيوس الذي كان يتلاشى بعيدًا عنها.
««—منَ يعرفك ومَن يهتم؟ أحمق!»»
تداخل صوتاهما، ورفعت فورتونا إصبعها الأوسط في إشارة استخفاف إضافية.
«…أعتقد أنك كنتِ محقة بعد كل شيء. لنلحق بأمي وبنفسي. جيوس هو…»
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
بينما نطقا بتلك الكلمات اللاذعة معًا، جمعا قوتهما في تحدٍ أثار غضب ريغولوس، فتوهج وجهه بلون أحمر من شدة الغيظ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«فات الأوان بالنسبة لي…»
«هذا يناسبني! سأحيلكما إلى برك من الدماء غير المميزة وأستخدمكما لتخصيب هذه الغابة القذرة—»
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
«—ألم أقل لك أن تنتظر، يا رئيس الأساقفة كورنياس؟»
جسدها الصغير بدا هشًا إلى درجة تجعل مجرد التفكير في حملها يشعر المرء بالتردد. ارتدت قطعة قماش واحدة فحسب، ومع ذلك، بدا وكأن فكرة أن يلمس أي شيء بشرتها العارية غير واقعية تمامًا.
من أجل مصلحتها، تدخلت باندورا للمرة الثالثة لتعيق ريغولوس— راقصةً بخفة في السماء، وضعت يدها النحيلة على رأس ريغولوس، مما دفع جسده المزعج للغوص في الأرض دون أي مقاومة ظاهرة. وفي لحظة، دُفن من أطراف قدميه حتى قمة رأسه.
كانت كلماتها بركة، لم تحمل ضغينةً أو عداءً أو دوافع خفية، بل كانت مليئةً بالنوايا الحسنة.
«هذا… ألا يُعتبر قاسيًا للغاية حتى بالنسبة لكِ، سيدة باندورا…؟!»
وبينما حطت باندورا بجواره مباشرة، كان ريغولوس يحدق بها من الأسفل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم… نعم، نعم!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مرةً تلو الأخرى… ما الذي يلزم لقتلك…؟!»
«لا تقل ذلك. قد تكون أحد مؤسسي طائفة الساحرة، وربما تجلس على هذا المقعد بفضل خدمات قدمتها في الماضي، لكن لو طُرحت الآن مسألة مَن يستحقه أكثر، لكان المقعد من نصيبي! هل تعتقد أنك تستطيع الفوز ضدي إذا حاولت بجد بما يكفي؟ ما نوع العقل الذي تحمله على كتفيك؟»
«أعفو عن أعمالك العنيفة، وأفعالك العنيفة، وكل ما فعلته. لقد أتممت بالفعل الغرض الذي جلبتك من أجله إلى هنا. يمكنك أن تذهب الآن.»
«أحمق.»
«بعد أن أحضرتني إلى هنا، تطلبين مني الرحيل الآن بعد أن أرضيتِ نفسك؟ كم تعتقدين أن بإمكانك السخرية مني…؟»
ظلت إميليا تحمل بعض الندم وهي ترى الهجوم المتواصل أحادي الجانب لجيوس ضد ريغولوس يزداد ضراوةً أمام عينيها. دموعه المختلطة بالدم استمرت في النزيف، وسال الدم أيضًا من أنفه وزاوية فمه. وكلما زاد تأثير ذلك الشيء على جسده من الداخل، زادت قوة ودقة التدمير غير المرئي بشكل كبير.
«أهذا غير مقبول إلى هذا الحد؟ إذًا سأعتني بالأمر. من المستحيل أن يكون رئيس الأساقفة كورنياس هنا. إنه يقضي وقته في قصره، محاطًا بزوجاته.»
«مـ-ما—»
وفي اللحظة التي ألقت فيها بذلك القول من طرف واحد، حاول ريغولوس أن يصرخ بشيء، لكنه اختفى فجأة عن الأنظار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يكن الأمر أنه غاص في الأرض، بل إن حضوره بالكامل قد تلاشى فجأة. وفي الحقيقة، المكان الذي وقف فيه لم يظهر عليه أي أثر للدفن.
توصل جيوس إلى نفس الاستنتاج الذي توصلت إليه فورتونا، لكنه اختار طريقًا مختلفًا لتحقيق ذلك الهدف.
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بطلبٍ مني، غادر المتطفل المسرح. الآن يمكننا أن نأخذ وقتنا للحديث، أليس كذلك؟»
«لماذا يوجد شخص كهذا في هذه الغابة…؟»
«… قبل ذلك، هل لي أن أسألك شيئًا؟ يجب أن تكوني ميتة، وقد تحطمتِ إلى أشلاء، أليس كذلك؟»
وبالتالي، سيتحول الدمار ليجعل من جسد باندورا الضئيل سحابةً من الدماء—
وجهت فورتونا هذا السؤال إلى باندورا، التي ابتسمت برشاقة ووقفت هناك وكأن ذلك الأمر هو الأكثر طبيعية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالتأكيد، تلك الابتسامة، وذلك الجسد الرشيق، كانا قد تحولا إلى شظايا من اللحم الملطخ بالدماء وتبعثرت حول الغابة بأكملها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لكن… إذا-إذا لم أفعل… شـ…ـيئًا…»
«إميليا».
ومع ذلك، اختفى المشهد المأساوي الذي كانت فورتونا واثقة أنها شهدته، وعادت الميتة إلى الحياة بطريقة غير طبيعية. أما فورتونا، التي لم تستطع إخفاء صدمتها، فقد أمالت باندورا رأسها نحوها برفق.
«هل تظنين أنني أرغب في مثل هذا اللقب؟ في هذه اللحظة، أرغب بشيء واحد دون أدنى شك… الهدوء لتلك الأم وابنتها—!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جرت دموع الدم بغزارة. بلغ الدم واللحم نهايتهما، والرجل يتقيأ كتلة من الدماء وهو يتشبث بعنادٍ ببركاتٍ أبعد من متناول يده.
«ربما… أنتِ مخطئة في أمر ما؟»
—تذكرت كراهيتها الشديدة لجيوس.
«سأعود لإنقاذك— سأفعل.»
«—!»
ضعف النزف من جسده، وخفت صوت جيوس إلى درجة لم يعد فيها قادرًا على الصراخ. أنفاسه الخشنة المتقطعة وتشنجات جسده أثارت الشفقة، كحشرة توشك على الانتهاء من حياتها.
كلمات باندورا، التي نُطقت بدون خبث، جعلت فورتونا ترتجف بعمق.
تداخل صوتاهما، ورفعت فورتونا إصبعها الأوسط في إشارة استخفاف إضافية.
«لا يوجد شيء خاطئ. جسدي… سليم، باستثناء ما يسكن داخله.»
رغم أن الأمر ليس كذلك، فإن العالم قد تغيَّر استجابةً لرأي باندورا. المشهد الذي رأته فورتونا بأم عينيها قد تم إنكاره، وأُعيد كتابة التاريخ بطريقة خارقة للطبيعة بمشهد لم تملك أي ذكرى له.
— لقد مُحيَت جثة، وعادت باندورا إلى الحياة. ريغولوس اختفى، ومعه كل أثر لوجوده.
لم تتوقف العواقب عند بقاء باندورا آمنة وسليمة، فقد اختفت الحفرة التي كان ريغولوس فيه الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم… نعم، نعم!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com من المؤكد أن أرتشي لاحظ آثار دموع فورتونا، لكنه لم يتطرق للأمر، مفضلًا تقديم تقريره. وعندما سمعت التفاصيل، خفضت فورتونا عينيها، مما جعل مخاوفها تنعكس على إميليا. في محاولة لتهدئتها، قال أرشي مطمئنًا:
عندما أدركت فورتونا التأثيرات، كادت أن تطلق شهقة لا إرادية.
انفجرت مشاعر أرتشي في وجهها، وكان صوته مشحونًا بالبكاء والتوسل. الجان الشاب، الذي لا يزال صبيًا في قلبه، جلس على ركبتيه، وهو يشهق بينما ينظر إلى فورتونا. كان وجهه قد جعل فورتونا تتسع عيناها من الدهشة.
«أل هيوما!!»
فتحت عينيها على وسعهما، وحركت أصابعها المرتجفة باتجاه جيوس، الذي كان على حافة الموت بلا شك— لقد شُفيت ذراعه المقطوعة، وكذلك جروحه العميقة في ساقيه.
«الأمر بسيط للغاية. بما أن رئيس الأساقفة كورنياس لم يكن هنا، فمن الطبيعي أن تتلاشى كل نتائج أفعاله. رغم ذلك، يمكنك اعتبار شفاء جروحك بادرة طيبة مني…»
«—!»
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
«جـ-جيوس، تلك الذراع…»
«لا يوجد شيء خاطئ. جسدي… سليم، باستثناء ما يسكن داخله.»
«—ريغولوس كورنياس، رئيس الأساقفة! لماذا أنت هنا؟!»
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
«لم أذهب إلى حد محو حقيقة أنك استوعبت عامل الساحرة في نفسك. أود أن أثني على أفعالك وأفعال المرأة التي عادت من أجلك. أرجوكِ اعتبري هذا نوعًا من اللطف مني.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رمق أرتشي بسرعة نظرة حذرة تجاه الشخص الذي ارتدي ثوبًا أسود وتسلل من خلال فجوة بين الأشجار. لكن الشخص الآخر استقبله برفع كلتا يديه، مشيرًا إلى أنه لا ينوي الأذى.
《١》
شعر جيوس بالارتباك إزاء ابتسامة باندورا الأنيقة، رغم إدراكه بأن جسده قد شُفي.
سمعت فورتونا الكلمات من بعيد بينما شعرت بأن الأرض تتهاوى تحت قدميها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —وفي تلك اللحظة، دفعت مشاعر إميليا الصادقة والمخلصة ذلك الكائن الذي كان يراقب روحها الشجاعة الصغيرة للتحرك.
كانت باندورا، عدوَّتها المكروهة، خصمًا لا يمكن لفورتونا مواجهته. كل ما حدث في الغابة في ذلك اليوم كان قد تجاوز خيال فورتونا الضئيل.
بمجرد سماع الصوت المرتفع والبكاء، استدارت إميليا بغريزة.
باندورا، التي لم تحرك ساكنًا منذ بدء المواجهة، ابتسمت وهي تخاطب جيوس.
أو ربما، في تلك اللحظة، ستتلاشى كل الأحداث ببساطة في الهواء—
«سيدتي فورتونا، أرجوكِ تماسكي!»
لم يأتِها رد. الأرواح الصغرى شكَّل فقط دربًا من الضوء يقودها نحو أعماق الغابة.
كان صوته هادئًا، خاليًا من أي مشاعر على ما يبدو. لكن هذا الهدوء تلاشى لحظة بعد ذلك.
«—! جيوس!»
«إن لم يكن هذا، فهو شيء آخر…!»
تحدثت فورتونا إلى إميليا، التي كانت تهز رأسها وعيناها تدمعان، ثم التفتت إلى أرتشي. وعندما رأت العزيمة في عينيه البنفسجيتين، شعر أرتشي بأن جسده النحيف تيبس من التوتر.
بينما تهاوت عزيمتها، قام جيوس باستخدام يده اليمنى المستعادة ليمسك بخدَّها ويضغط عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبالنظر إلى أنها كانت طفلة صغيرة، كان من السهل إبعادها عنها. ومع ذلك، لم تستطع فورتونا أن تقسو على ابنتها. السبب كان واضحًا أمامها، يملأ عينيها.
شعرت فورتونا بالدهشة من الألم، إذ كان جيوس يمسك كتفيها بكلتا يديه ويتابع حديثه.
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
«أنا متأكد أن لديكِ شكوكًا، ومتأكد أنكِ مرتبكة. ومع ذلك، فإن هذه الأشياء… يجب أن تُترك لوقت آخر. الأهم الآن… هو أن نفعل ما بوسعنا لأجل السيدة إميليا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ثم أشارت إلى الاتجاه الذي يؤدي إلى خارج الغابة.
شيئًا فشيئًا، أعاد توسل جيوس المُلِحُّ الحياة إلى روح فورتونا المنطفئة.
قوة الهجوم كانت جلية من نظرة واحدة إلى الأشجار الساقطة في محيطها؛ لقد تحولت إلى رقائق خشبية بسبب الثقوب الصغيرة التي غُرست فيها؛ جسد بشري يتعرض لنفس الهجوم لا شك أنه كان سيتحول إلى ضباب دموي.
نعم. كان الأمر تمامًا كما قال جيوس. كانت تشعر بالخوف من هذا العدو الغامض وما قد يفعله. ولكن بالتأكيد، كانت تعلم بالفعل أكثر الأمور إثارةً للرعب—
«حـ-حسنًا…»
واقفًا دون حراسة، لم يبذل أي محاولة للدفاع عن نفسه، ورغم أن جسده بأكمله تعرض لضربة تلو الأخرى، لم يسقط ريغولوس. كانت القوة التي راهن عليها جيوس بلا جدوى، ورغم ذلك لم يظهر عليه أي تراجع أو استسلام.
— إذا كانت أهداف هذه المرأة تتعلق بابنتها العزيزة والحبيبة…
«بغض النظر عمَّا حدث، لا يهمني. الآن—!»
«من فضلكِ، توقفي عن معاملتنا كغرباء! صحيح أن أعمارنا الطويلة تجعل الوقت الذي قضيناه هنا يبدو كاللحظة العابرة! لكن— لكن رغم ذلك، هل نسيتِ الوقت الذي قضيناه معًا في هذه الغابة؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يقع على عاتقنا نحن الاثنين إسقاطها! فإذا انهزمت، فإن الجنود المعتدين على الغابة سيتراجعون بلا شك! —سوف ننقذ السيدة إميليا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت قد سمعت أن لقب رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة يُمنح لقادة طائفة الساحرة— الجماعة التي أبدت عداءً لقصر روزوال وقرية إيرلهام، والتي كانت سببًا في لجوء القرويين إلى الملجأ. كما علمت أن أحد هؤلاء الأساقفة كان يطاردها شخصيًا، وأن آخر كان خصمًا لدودًا مسؤولًا عن نوم ريم العميق وغير الطبيعي.
كلمات جيوس، ومشاعرها نحو ابنتها الحبيبة، جعلت كره فورتونا الداخلي يشتعل بشدة،
كانت قد استسلمت سابقًا لفكرة أنها لن ترى إميليا مرة أخرى، وحتى اللحظة السابقة، كانت عازمة على المضي في هذا القرار.
أن يحافظ على تلك الوضعية في مثل هذه الظروف تجاوز الهدوء إلى ما هو أبعد من الواقعي.
ولكن الآن، دقَّت آمالها وطموحاتها في صدرها بقوة.
«—هذا لن يوصلنا إلى أي مكان. خلال هذا الجمود، يبدو أن هناك تطورات في المكان الذي ذهبتِ إليه.»
«هاه… هاه…!»
سوف تنقذ إميليا. سوف تعود إلى إميليا. وسوف تكون مجددًا مع جيوس وإميليا معًا—
«—أيها الجليد العتيق الغامض، شديد البرودة، أبيض لدرجة تجعل الزمن يرتجف، جليد عظيمٌ تسكن فيه الروح للأبد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
دارت المانا التي جمعتها لإسقاط ريغولوس حولها، تبحث عن مكان للانفجار. أعطت تلك الطاقة الكامنة شكلًا، هدفًا، ودورًا؛ لتتشكلَ مستعدة لتجميد العالم.
في نوبة من الغضب، قرفص ريغولوس وغرس ذراعيه في الأرض، ثم رفعهما بعنف، متناثرًا بالتراب الطري نحو فورتونا وجيوس. بدا تصرفه أشبه بطفل صغير يلقي بنوبة غضب، يبعثر التراب حوله—
السماء والهواء أنفسهما أصدرا أنينًا، مولدين رماحًا من الجليد ضخمةً بحيث يمكن لعملاقٍ أن يستخدمها.
جعلها تصريحها الخالي من المشاعر ترفع حاجبيها الرقيقين وتضغط على أسنانها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت أطراف تلك الرماح، التي تجاوزت العشرة، تشير إلى خصمها كأنها باقة من الزهور تدعو الخصم للانشطار والراحة في قبر جليدي أبدي.
—تذكرت حب فورتونا.
بهدف تمزيق تلك الابتسامة عن وجهها، تسببت قوتهما في ارتجاف العالم.
«حياتي، واجبي، حبي… لأجلهم جميعًا، أنا…!»
«انتظري لحظة.»
إلى جانب فورتونا، كان جيوس يحتضن كتفيه بكلتا يديه، بينما لفظ تلك الكلمات المملوءة بالعزم الدموي.
حررها أرتشي الذي جلس مستندًا إلى جذع شجرة كبيرة، فوضعت إميليا قدميها على الأرض ونظرت في الاتجاه الذي أشار إليه. تأملت الشجرتين والزهور البيضاء التي خلفهما، ثم أومأت برأسها.
تدفقت قوته تحت ردائه الممزق، وجسده المستعاد بدأ في التدهور مجددًا. انفجرت الدماء، تشققت العظام، وتلاشت الحياة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
أو ربما، في تلك اللحظة، ستتلاشى كل الأحداث ببساطة في الهواء—
«تعالوا، إذًا— دعوني أذوق احتضان صمودكما حتى النهاية المريرة.»
«هذا جنون -هذا غير ممكن! الثعبان الأسود هو كارثة خالصة، بل أكثر من الحوت الأبيض والأرنب العظيم- كارثة طبيعية لا تخضع لأحد. توقيت وصوله، بالتزامن مع هذا الهجوم— هذا…»
بهدف تمزيق تلك الابتسامة عن وجهها، تسببت قوتهما في ارتجاف العالم.
«سيدتي فورتونا… أنا-أنا لقد بالغت في كلامي…»
ثم—
كانت إميليا تبكي وتنوح، وهي تغطي أذنيها محاولة منع نفسها من سماع كلمات الوداع من والدتها. رؤية ذلك جعلت إميليا الحالية تتمنى لو كانت تستطيع قرص خدود نفسها الصغيرة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٥》
—كانت قد تجاوزت منذ فترة طويلة الزهور البيضاء التي أشار إليها أرتشي.
«من فضلكِ، توقفي عن معاملتنا كغرباء! صحيح أن أعمارنا الطويلة تجعل الوقت الذي قضيناه هنا يبدو كاللحظة العابرة! لكن— لكن رغم ذلك، هل نسيتِ الوقت الذي قضيناه معًا في هذه الغابة؟!»
ومع ذلك، لم تتوقف ساقاها عن الحركة. أُمرَت بألا تتوقف عن الركض، فاستمرت في تنفيذ ما طُلِب منها.
تسارع نَفَسُها. كانت إميليا تمدُّ خطواتها الصغيرة بجدية، وتركض بكل طاقتها عبر الغابة.
«لا بأس… جسد من لحم سيفنى في يوم ما… الشخص الذي عهد إليَّ بهذا الجسد كان على علم بذلك بلا شك… الأهم، هل السيدة إميليا…؟»
«أوه… آآآه!»
«ربما أفكر في الأمر بشكل زائد، لكن الأمر يبدو وكأنكِ تريدين مني التوجه إلى هناك…»
هزَّت رأسها. دموعها سالت على وجنتيها، بينما تحاول كبح شهقة كانت على وشك الخروج من زاوية فمها.
ما الذي كان يحدث الآن؟ ولماذا كان كل ذلك يحدث فجأة؟
قام بتحطيم التربة المغطاة بالجليد، ودفع الضباب الأبيض بذراعيه، مظهرًا تعبيرًا غاضبًا. وشرع في تحريك رأسه بغضب، حيث استقر الحقد في عينيه، متجسدًا كما لم يكن من قبل.
من المحتمل أن الجميع كانوا على علم بأمرٍ ما تجهله هي.
لم تكن تعرف شيئًا عن ما يجب أن تفعله. أحقًا لا يوجد شيء يمكنها القيام به؟
مَن الذي كان يضايق فورتونا وجيوس وأرتشي؟ ما الذي يتوجب عليها فعله لتستعيدهم؟ ما الذي كانوا يسعون إليه—؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ردت فورتونا بصوت رقيق وهي تنظر إلى جيوس، الذي كان مستعدًا للتضحية بنفسه، وقد تراخت وجنتاها بابتسامة خفيفة.
«أنا متأكد أن لديكِ شكوكًا، ومتأكد أنكِ مرتبكة. ومع ذلك، فإن هذه الأشياء… يجب أن تُترك لوقت آخر. الأهم الآن… هو أن نفعل ما بوسعنا لأجل السيدة إميليا!»
«الـ…ـخـتـم…»
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
كانت إميليا، التي يحملها أرتشي، تراقب بعزمٍ الاتجاه الذي كانت تقف فيه والدتها، والتي لم تعد تراها الآن.
«أنتَ، رغم أنك لم تمتلك الجسد المؤهل، قد نجحت في قبول عامل الساحرة بداخلك. باسم ساحرة الغرور، أمنحك شرفًا لعزيمتك وإرادتك الصلبة بمنحك لقب الكسل.»
«…»
ضمت فورتونا جيوس، الذي أصبح أخف وزنًا نتيجة فقدانه لذراع واحدة وكثير من الدماء، وضغطته بقوة إلى صدرها وهي تتحدث.
أُمرت بأن تستمر في الركض، لكنَّها توقفت فجأة. حتى إن نظرت خلفها، فقد ابتعدت بالفعل عن المكان الذي كان أرتشي فيه. لم تتمكن من رؤيته، ولا حتى رؤية فورتونا أو جيوس.
ظهرت نظرة خوف في عيني جيوس، وامتلأت عينا فورتونا بالغضب. وفي أحضان والدتها، تلبدت الدموع في عيني إميليا الصغيرة، بينما ارتسمت على شفتي ريغولوس ابتسامة خبيثة شريرة.
«غاه، آاه، آاه…»
«لكن… إذا-إذا لم أفعل… شـ…ـيئًا…»
رأته أمامها، الرجل بزيِّه الأسود، راكعًا على الأرض، ودموعٌ من دم تتدفق من عينيه.
تراجعت إيكيدنا خطوة إلى الخلف، لتأخذ مسافة بينهما دون أن ترد على سؤال إميليا. منحتها تلك المسافة موقعًا ممتازًا لمراقبة ساحة المعركة التي تحول المكان إليها.
إذا كان الختم مرتبطًا بأولئك الذين اقتحموا الغابة، فقد عرفت إميليا إلى أين يجب أن تذهب. إن كان الجميع يتألمون بسبب شيء كهذا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—إذا كانوا يريدون ذلك الشيء، فلم لا تعطيه لهم فحسب؟
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
«في هذا العالم، وفي هذه اللحظة، من المرجح أنني أحبكِ أكثر من أي شخص آخر.»
لم تكن تعرف كيفية فتح الباب. لم تفهم المعنى الحقيقي وراء الختم. لم تعلم إن كان ذلك سيغير شيئًا للأفضل. لكن كلمة الختم وحدها كانت كافية.
موجة من الدمار امتدت، كأنها أفاعٍ عملاقة شفافة تتلوى حول بيتيلجيوس.
لم يكن دافع الفتاة الصغيرة إلى التحرك رغبةً منها في إثبات قدرتها، بل كان الأمل-الأمل بأن الذهاب إلى هناك قد يغيِّر شيئًا، ذلك الأمل الذي دفعها للتحرك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذا ذهبتُ إلى ذلك المكان… آااه، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com واجه جيوس نظرة فورتونا الكئيبة بابتسامة، رغم أن التوتر كان يتسرب من كل مسام في جسده.
وهكذا، قررت إميليا الركض، لكنها ترددت قبل أن تخطو الخطوة الأولى. لقد ركضت كثيرًا دون هدف محدد. الآن، هذه الغابة -الغابة التي نشأت فيها- أصبحت مكانًا غريبًا عليها. فقدت الطريق المؤدي إلى الختم، وإلى المستوطنة، وحتى إلى مواقع والدتها وجيوس.
شعر جيوس بالارتباك إزاء ابتسامة باندورا الأنيقة، رغم إدراكه بأن جسده قد شُفي.
«—كي لا أدعك تموت… وإن كان لا بد أن تموت، فكي أكون إلى جانبك.»
«أه، هوو…!»
إزاء عجزها البائس، لم تستطع إميليا الصغيرة أن تكتم شهقاتها بعد الآن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل… أمرتِني لتوِّكِ بأن أتحكم في غضبي؟»
مع أنها كانت تملك شيئًا يجب عليها القيام به، إلا أنها تفتقر للقوة اللازمة لتحقيقه. لم تكن والدتها هنا لتنقذها في هذه اللحظة الحرجة. كانت تحتاج لأن تفعل شيئًا من أجل تلك الأم ذاتها، ورغم ذلك…
وبينما رفعت فورتونا إميليا الصغيرة بين ذراعيها، تحدث جيوس بصوت هادئ.
—وفي تلك اللحظة، دفعت مشاعر إميليا الصادقة والمخلصة ذلك الكائن الذي كان يراقب روحها الشجاعة الصغيرة للتحرك.
هناك، في المكان الذي افترقت فيه عن جيوس، كانت الفتاة ذات الجمال المرعب قد نطقت بتلك الكلمة. ألم يذكر كلٌ من فورتونا وأرتشي الختم نفسه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما مسحت إميليا دموعها المتدفقة بيدها، اتسعت عيناها عندما لاح أمامها فجأة ضوء خافت. وحين رفعت وجهها، رأت جسدها محاطًا بأضواء متوهجة لا حصر لها.
أرتشي، الذي لم يعد لديه كلمات ليقولها، انطلق راكضًا نحو الاتجاه الذي أشارت إليه فورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«جنِّية…؟»
«أنا أحد أعضاء طائفة الساحرة، رئيس أساقفة الخطايا السبع المميتة والمكلف بالجشع— ريغولوس كورنياس.»
—بنوعٍ ما، كان يشبه الضربة التي أنهى بها سوبارو مبارزته مع غارفيل.
نادت إميليا على الجنيات، تلك الكائنات الخارقة التي أطلقت عليهما فورتونا وجيوس اسم الأرواح الصغرى. لم يكن لديهم كلمات، ومع ذلك استجابوا لإرادة إميليا، متحركين برفق نحو أعماق الغابة—
وبعد لحظة، أدركت إميليا نية الأضواء الفسفورية التي كانت تومض وكأنها ترشدها.
«لا! أمي، لا! من فضلكِ، لا تتركيني!!»
«لا! هذه الشظايا… يجب عليكِ أن تتجنبيها بالكامل…!»
«ستدلونني على الطريق…؟»
كانت قوة شظايا الأرض هائلة. فقد اجتاحت الرمال التي بعثرها أي جزء من الغابة اعترض طريقها بقوة غاشمة، مهددةً الفتاة الجميلة— وهذه الفتاة، أسطورة الجمال، قطعة فنية حية، تحولت بوحشية إلى سحابة من الدم.
وأرادت أن تدوس بكل قوتها على قدم ذلك الطفل الباكي، جيوس، ليعرف حدوده.
لم يأتِها رد. الأرواح الصغرى شكَّل فقط دربًا من الضوء يقودها نحو أعماق الغابة.
«الآن، اركضي. مهما سمعتِ، لا تستديري… اركضي!»
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
«إيكيدنا، من طريقة حديثكِ الآن… يبدو وكأنكِ تلمحين لعدم وجود سبب معين للبقاء هنا.»
زاد توهُّج درب الضوء. مسحت إميليا دموعها بكل ما أوتيت من قوة.
تحدث الرجل كما لو كان يعصر كل كلمة، تاركًا أرتشي مذهولًا وكأن دلوًا من الماء قد صبَّ عليه ليوقظه من غفوته.
أمام ريغولوس، الذي اندفع بغضب محاولًا تبرير أفعاله بمنطق يخدم مصالحه، رد جيوس بجواب بسيط وهادئ.
لم يكن بوسعها البقاء هناك تبكي للأبد. لديها والدتها وجيوس وأشخاص آخرون لتُنقذهم، وعندما انهارت بالبكاء، جاءت الجنيات لمساعدتها. كيف لها أن تظلَّ منكِّسة الرأس؟
«نعم… نعم، نعم!»
«إذا تبعت هذا الطريق، سأصل إلى الختم؟ وسأتمكن من إنقاذ أمي والجميع…؟»
أومأت برأسها شاكرةً ومصممة، وانطلقت إميليا تركض، متَّبعةً ذلك الشريط من الضوء. تتبعت المسار اللامع الذي صنعته الأضواء الفسفورية، مؤمنةً أنه الأمل الوحيد الذي يمكنها التعلق به.
«بين العامة، ليس الجميع قادرًا على التفكير مثلك، وبالتأكيد ليس الجميع سيصل إلى المستوى الرفيع ذاته. أنت أكثر خصوصية من الآخرين، ويجب أن تكون راضيًا بذلك. تكوينك المكتمل رائع. وأما هم، الناقصون، فلهم روعتهم الخاصة.»
تجاوزت الحفر، وتسلقَّت المنحدرات، وقلَّصت من حجم جسدها بينما كانت تركض بين الأشجار الكثيفة المتراصة.
كانت هناك مسارات عديدة يمكن للأرواح الصغرى المرور منها، ولكن لم يكن بوسع إميليا ذلك. تعثَّرت، وتعرَّض خدها للخدوش من فروع الأشجار، وسقطت، ثم بصقت التراب من فمها قبل أن تنهض مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هاه… هاه…!»
لم تكن تعرف كيفية فتح الباب. لم تفهم المعنى الحقيقي وراء الختم. لم تعلم إن كان ذلك سيغير شيئًا للأفضل. لكن كلمة الختم وحدها كانت كافية.
ألمت رئتيها. سائل يسيل من أنفها، مسحت وجهها المبلل بالدموع والمُتَّسخ بالطين، غاضبة من جراح ركبتيها المتورمتين، بينما استمرت في الركض.
مع نقص الأوكسجين، بدأت رؤيتها تتلاشى، وشعرت وكأنها في حلم يقظة، بينما بدأت ذكريات تفيض في ذهنها.
انزلقت اليد التي كانت ممسكةً بيدها. بقيت يدها الممدودة معلقةً في الفراغ، غير قادرة على إيقاف تصميمه الثابت.
تذكرت إميليا كل اللحظات التي أمضتها في تلك الغابة، في تلك المستوطنة، حيث كانت محبوبة كما هي.
«لا!! أمي، أريد أن أكون معكِ! من فضلكِ! أرجوكِ أرجوكِ! أنا أطلب منكِ بلطف! دعيني أبقى معكِ!! لا أريد… لا أريد أن أكون وحدي!!»
—تذكرت حب فورتونا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «رئيس الأساقفة كورنياس، يبدو أن صديقنا مرتبك، فلا تكن قاسيًا عليه.»
«سيدتي فورتونا، هل هذا أنتِ…؟»
تذكرت أيامًا كانت تُوبَّخ فيها. تذكرت بكاءها واعتذارها، وفورتونا التي قضت الليل بأكمله وهي تضمها بين ذراعيها، وتستمر في مداعبة رأسها حتى الصباح، وكأنها لا ترغب في أن تستيقظ إميليا وحدها.
بكل كيانها الصغير، تمسكت إميليا بأمها بشدة، حتى لا تبتعد عنها.
لم تكن فورتونا تدللها، وكانت صارمة، لكنها أيضًا منحتها أشياءً ثمينة للغاية. على الرغم من قولها الدائم بأنها ليست أمَّها الحقيقية، إلا أن فورتونا كانت أمَّها، أمَّها الأولى والأهم.
««—منَ يعرفك ومَن يهتم؟ أحمق!»»
«لقد وُعدتُ بألا يتدخل أحد سواي في هذه الغابة وهذا الحدث!»
—تذكرت كيف كان أرتشي وكل شخص في المستوطنة طيبين معها ومع والدتها.
—أرادت أن تؤمن بأنه إن فعلت ما قيل لها، فسيعود كل شيء كما كان عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت تفهم أن هناك مسافة صغيرة تفصل بينهم. كانوا مترددين، غير متأكدين تمامًا من كيفية التعامل معها. لكن الجميع كانوا دائمًا لطيفين معها، ولم يؤذوا إميليا أو فورتونا أبدًا. حتى غرفة الأميرة كانت شيئًا عمل الجميع بجد لتحسينه حتى تشعر إميليا براحة أكبر. ورغم صعوبة التواجد في ذلك المكان، إلا أنها أحبته على أية حال.
عندما حاول أرتشي إقناعها بإعادة النظر، أسكتته فورتونا بنبرة أقوى. بعد ذلك، وبنوع من الإحراج بسبب ردها الغاضب، أضاف: «أنا آسف».
—تذكرت كراهيتها الشديدة لجيوس.
تحدثت فورتونا إلى إميليا، التي كانت تهز رأسها وعيناها تدمعان، ثم التفتت إلى أرتشي. وعندما رأت العزيمة في عينيه البنفسجيتين، شعر أرتشي بأن جسده النحيف تيبس من التوتر.
«أعرف ما هو. وبسبب معرفتي به، أعجز عن إيجاد كلمات لوصف مدى غبائك. هل أقنعت نفسك أن هذا هو ورقتك الرابحة؟ أتساءل لماذا لا تستوعب… أنت مَن قلت، أنت مَن قررت أنك غير مؤهلٍ لحيازته!»
كان مرتبطًا بأسرار يخفيها الكبار، وأخذ الابتسامة التي كانت تخص إميليا وحدها، لذا ظنَّت أنها لن تستطيع مسامحته أبدًا.
إزاء عجزها البائس، لم تستطع إميليا الصغيرة أن تكتم شهقاتها بعد الآن.
أمام هذا المشهد المهيب، ظلت إميليا الصغيرة، وحتى إميليا في الحاضر، عاجزة عن النطق.
ومع ذلك، عندما التقيا بالصدفة، بكى في اللحظة التي وقعت فيها عيناه على إميليا. بكى وبكى، سعيدًا لرؤيتها، وهكذا سامحته إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وكأنه، حينما قالت باندورا ”من المستحيل أن يكون هنا“، كانت كلماتها قد استُجيب لها من قِبل العالم نفسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وهزت رأسها نحو أرتشي الذي كان راكعًا، ثم انحنت ببطء على إحدى ركبتيها أمام إميليا.
ففي النهاية، كانت تلك دموع طيبة. وتذكرت كيف هدئتها فورتونا عندما ضمتها، فقامت بمداعبة رأس جيوس، ورغبت في البقاء بجانبه حتى لا يشعر ذلك الطفل الباكي بالوحدة.
«—لَكِ حرية التفكير كما تشائين. علاوة على ذلك، حتى أثناء ترددكِ، الأحداث مستمرة في الحدوث.»
كانت تعتقد أنه ضعيف للغاية، وكانت ترى أنها لا تستطيع تركه وحيدًا.
لم يحدث شيء. لم يكن بإمكان شيء أن يحدث. ومع ذلك—
ذلك الصوت جعل فورتونا تمسح دموعها بسرعة وتقف لترى من هناك. كان أرتشي، الشاب ذو الضفائر الثلاث المتمايلة. برغم القلق الذي بدا في عينيه الخضراوين، إلا أن رؤية فورتونا وإميليا معًا جعله يقول بارتياح ظاهر: «أنا سعيد لرؤيتكما».
—تذكرت كم كانت تحبهم جميعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فورتونا، جيوس، أرتشي، الجميع… كانوا أشخاصًا غاليين على قلب إميليا، وكانوا أغلى الناس لديها.
«مهما كلفني الأمر من دماء… حتى ينهار جسدي… سأشتري الوقت… لذا أرجوك، سيدتي فورتونا، اهربي…»
نادت إميليا على الجنيات، تلك الكائنات الخارقة التي أطلقت عليهما فورتونا وجيوس اسم الأرواح الصغرى. لم يكن لديهم كلمات، ومع ذلك استجابوا لإرادة إميليا، متحركين برفق نحو أعماق الغابة—
«أستطيع… إنقاذ الجميع…!»
بسبب إحساسه بدنوِّ أجله، أرسل الفتاة بعيدًا عن موتها قدر المستطاع.
أرادت أن تنام مجددًا في السرير بجوار فورتونا.
«الحب… يا له من شيء رائع…»
أرادت أن تدعو أرتشي والجميع إلى غرفة الأميرة في المرة القادمة.
تداخل صوتاهما، ورفعت فورتونا إصبعها الأوسط في إشارة استخفاف إضافية.
وأرادت أن تدوس بكل قوتها على قدم ذلك الطفل الباكي، جيوس، ليعرف حدوده.
«ما الأمر، أيها رئيس الأساقفة روماني كونتي؟»
أرادت أن تلتقي بالجميع مجددًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سأكون فتاةً جيدة، لذا…»
رأت باندورا عزم الثنائي، فلم تزد على أن فتحت ذراعيها على اتساعهما، متوردتَ الخدين.
وقد امتلأت عيناها بالدموع، تجاوزت فروع الأشجار المعتادة في الغابة المألوفة، متوقفة عند النقطة التي تحولت فيها الغابة إلى بياضٍ نقي. كان أنفاسها متقطعة ووجهها محمرًا عندما وصلت أخيرًا إلى الختم الذي كانت تبحث عنه—
«—مرحبًا. كنت بانتظارك.»
دارت المانا التي جمعتها لإسقاط ريغولوس حولها، تبحث عن مكان للانفجار. أعطت تلك الطاقة الكامنة شكلًا، هدفًا، ودورًا؛ لتتشكلَ مستعدة لتجميد العالم.
«هذا ليس عدلًا…! أنتِ تعلمين أنه لا يمكنني الرفض عندما تتحدثين بهذه الطريقة… أ-أنا أريد أن أقاتل مع الجميع أيضًا…! ومع ذلك…!»
الفتاة ذات الشعر البلاتيني كانت واقفة أمام الختم، وذراعاها مفتوحتان، وكأنها ترحب بقدوم إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إلى جانب فورتونا، كان جيوس يحتضن كتفيه بكلتا يديه، بينما لفظ تلك الكلمات المملوءة بالعزم الدموي.
////
رغم قوة الهجوم العنيفة، لم يُصب ريغولوس بأي أذى، ولم تتأثر ملابسه على الإطلاق، وكأنه ليس هناك من الأساس. أما باندورا، فاكتفت بتعديل شعرها الذي تطاير بفعل الرياح.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
