2 - بداية الملجأ وبداية الخراب.
《١》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لنعد بالزمن قليلًا إلى المكان خارج القبر، حيث كانت إميليا تختبئ في تلك اللحظة.
راقبت ريوزو المشهد حتى النهاية، وقد نسيت كيف تتنفس، قبل أن تستعيد أنفاسها المتقطعة أخيرًا—
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
في البقعة العشبية أمام المدخل، كانت المجموعة التي ودَّعتها عندما دخلت لخوض التجربة تنتظر عودتها بسلام، ولكن—
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تنهَّد غارفيل، الذي لم يكن يرتدي سوى نصف ملابسه، وهو ينظر إلى سوبارو المنهار وكأن العالم قد انهار فوق رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
رغم كونه الضحية، كان لدى سوبارو الكثير مما أراد قوله لمرتكب الجريمة غير المبالي، لكن السبب الأساسي كان عدم حذره هو نفسه. ليس أمامه خيار سوى تحمُّل الخزي والعار.
《٣》
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
لدعم إميليا وتشجيعها على خوض المحاكمة داخل القبر، أمضى سوبارو الليلة الماضية في نحت أفكاره، الكبيرة والصغيرة، على جدران غرفة حجرية. كتب كل ما استطاع التعبير عنه بالكلمات، واستمر في الكتابة حتى عندما عجزت الكلمات عن نقل كل ما يريد قوله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لكنِّي لم أتصوَّر أن غارفيل سيذهب لحلِّ مشاكله أولًا…»
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
«…»
«عادةً أكون مستعدًا نفسيًّا لتجاهلها، وعندما تفعل ذلك، لا أشعر بالسوء! لكن هذه المرة كنت جادًّا! ورسالة الحب هذه التي كتبتها في جوف الليل… من أحرج الأمور على الإطلاق!»
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
غطَّى سوبارو وجهه الأحمر بكلتا يديه، فيما خفض أوتو كتفيه بنظرة متعبة.
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
ليس غريبًا على الناس أن يشعروا بحماس غريب أثناء الليل ويستخدموا كلمات لا تخطر ببالهم عادة. وقد كان من المعتاد أن ينظروا إلى تلك اللحظات في الصباح التالي بحسرة وتأنيب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سواء كنتَ تقصدها أو لا، سماع هذا من الجاني يجعل الأمر أسوأ!»
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
عبَّر غارفيل، بلا نية سيئة، عن رغبته في خوض حملته الرومانسية الخاصة تجاه رام. بالطبع، كانت محاولاته مرجحة أن تصطدم بالجدران الحديدية التي أقامتها رام حول قلبها.
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
《٧》
وسط تلك الأحاديث والتعليقات، انتظر سوبارو والباقون انتهاء المحاكمة.
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
دخلت إميليا القبر مليئة بالإصرار والحماسة. رغم أن المحاكمة كسرت قلبها سابقًا وجعلتها تبكي، إلا أن الجميع كانوا واثقين بأنها ستتجاوزها هذه المرة.
«يا له من حلم جميل يطرب له السامع… إنها كلمات حسنة النبرة ولا شيء أكثر.»
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
كانت تفهم الغرض الحقيقي من الملجأ.
«—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان سوبارو يوجه مرفقه نحو أوتو عديم الإحساس، ظهرت رام لتزيد من معاناة الرجل المسكين. نقرت على جبينه ببرود، بينما ضاقت عيناها بحدة.
«إيه…؟»
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
«على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
«أنتَ لا تفهم مشاعر الآخرين على الإطلاق… هل أنتَ حقًا تاجر؟»
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
«حديث البارحة، هاه…؟»
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
«سواء صحَّحت نفسك أم لا، يعرف الجميع أنك متعلق بها على نحو مبالغ فيه… معظم ما سألت عنه كان عن حالك قبل ما تدخل القبر. كنت أفكر فيك كثيرًا أمس.»
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
«…حقًا؟»
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أدار غارفيل وجهه في حرج، متجنبًا النظر في أعينهم. رغم أنه حاول قطع صلته بماضيه بعد اجتياز المحاكمة، إلا أن ذلك الماضي لم يتلاشى، وبقيت ذكرياته مثقلة بالندم المستمر، ما جعل الحديث عنه أمرًا مربكًا.
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
«يبدو أن غارفيل المعاقَب ليس راضيًا، لكن ما هو هذا الحديث الذي أجلته بالضبط؟»
رغم تذمرها الضمني من هذا التفسير المقتضب، أمسكت بياتريس بيد ريوزو، وسحبتها بعيدًا عن ساحة المعركة. ومع احتدام الصراع بين الساحرة والشيطان، كان عليهما الوصول إلى وجهتهما قبل أن تجرفهما أهوال تلك المعركة المحتدمة.
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
«ذلك…»
بعدما سمعت رد ريوزو، وجهت إيكيدنا توبيخًا صارمًا لبياتريس. ورغم أن ملامح الفتاة بدت شاحبة بخيبة أمل، كانت ريوزو مشغولة للغاية بارتباكها لتلاحظ ذلك.
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
«—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
أكملت شيما الحديث بصوت منخفض حين توقف سوبارو. كانت إحدى نسخ ريوزو التي تشاركها الشكل نفسه تسندها على كتفها بينما تقترب ببطء. حمل وجه شيما تعبيرًا متجهمًا، وصوت أنفاسها المتعبة يعكس إرهاقها الشديد.
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
«كما أُخبرت يا شاب، أجسادنا، تمامًا كالأرواح، تتعرض لاستهلاك مستمر.»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«عادةً، النوم والاستيقاظ بانتظام يساعدان في تجنُّب التدهور، لكني لست واثقة أنني سأصمد حتى تعود السيدة إميليا. لذا علينا التحدث بينما أستطيع.»
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
رغم اتكائها على كتف ريوزو، رفعت شيما وجهها وأومأت لسوبارو بعزم.
ومع هذه الكلمات، مدت بياتريس يديها نحو الغسيل بتعبير يبدو غير راغب على وجهها.
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
«من المستحيل فهم مَن تقصد، فلنُطلق عليهما من الآن فصاعدًا الجدة شي والجدة ريو. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكننا تبادل الأدوار بهذا الشكل. هذا الحديث لا يمكننا سماعه إلا من شفتي شيما.»
«—هذه المرة، سأحطم زمنها المتوقف.»
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
بينما ظلت ريوزو عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجه الرجل راحة يده نحو الكوخ حيث تجمدت في مكانها. لم تفهم ما كان يفعله، لكن شعرت كما لو أنه أصدر بحقها حكمًا بالإعدام.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
«—أنا وحدي، لأنني دخلت القبر وخضت المحاكمة، أستطيع التحدث عن هذا.»
«آه…»
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حينما دخل غارفيل إلى القبر عندما كان صغيرًا، كانت شيما هي مَن لحق به وأعادته. ونتيجة لذلك، رأت شيما ما كان هناك… أي—
«إذا جاء غارفيل الفظ والوقح وأزعج راحة السيدة شيما، فسنكون كمَن يضع العربة أمام التنين. سأشعر بالذنب إذا تركت رجالًا عديمي الحس والاعتبار بجانبها بدلًا من السيدة ريوزو.»
«ذكريات سلفنا جميعًا… ريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
////
«هذه الذكريات تتعلق بالأمل العزيز الذي حملته عائلة الشاب روز، آل ميزرس، وبتلك السيدة الساحرة التي أنشأت الملجأ وهدفها من ذلك— كما تتعلق بابنتها، الصديقة الوحيدة لريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
«ابنة الساحرة…؟»
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
«الحقيقة الكامنة وراء وجود هذا المكان…؟»
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
وبينما كان سوبارو غارقًا في هذا الإدراك الجديد، خفَّضت شيما صوتها، وكأنها تحكي حكاية خيالية لطفل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بدأ كل شيء هنا، قبل أن يُطلق على هذا المكان اسم الملجأ.»
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
—إلا أن نظرتها حملت في طيَّاتها شوقًا وحبًا رقيقًا.
《٢》
«—ما الأمر يا ترى؟ حتى وإن نظرت إليَّ بتلك العينين، فلن أمنحك شيئًا.»
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
بدأت الذكريات الغريبة بنظرة حادة من فتاة غاضبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
كان شعرها مفروقًا في ضفيرتين كبيرتين وطويلتين، وفستانها المتسع يجعلها أشبه بأميرة من كتاب قصص. وفي الواقع، لم يكن وضعها بعيدًا عن ذلك في المقام والهيبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما وجهت تلك الفتاة نظراتها الحادة نحو ريوزو، شعرت الأخيرة بالانكماش تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، إن قبلتِ بتعليمي، سأكون سعيدة جدًا.»
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
«همف! تصمتين مجددًا. هل أنتِ فتاة مملة وجبانة يا ترى؟»
《٥》
أطلقت الفتاة تنهيدة استياء تجاه ريوزو التي كانت تتلوى بخجل ووجهها موجه نحو الأرض. هذا السلوك الغاضب بدا متناقضًا مع مظهرها البريء، لكن كلماتها نفذت إلى قلب ريوزو كالإبر.
«مهما حاولت النظر للأمر، أنت تبالغ. تماسك قليلًا، جييز. لنفعلها معًا.»
لم تكن الإهانة هي ما آلمها، بل الخيبة التي حملتها نبرة الفتاة. شعرت ريوزو وكأنها لا تستطيع التقاط أنفاسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
«ماذا، حقًا؟!»
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
كان شعرها طويلًا وناعمًا بلون أبيض طبيعي، وبشرتها بدت كأن الضوء لم يمسها قط. عيناها وشفتاها، وكذلك فستانها الطويل، بالكاد أضفوا لمسات من اللون على حضورها، لكنها مع ذلك امتلكت جمالًا لا يحتاج إلى أكثر من هذا.
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
«السيدة إيكيدنا.»
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
«غاه… ها…!»
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
«إذا لم ترتكبي خطأً، فلا داعي للارتباك. عليكِ فقط أن تنقلي الحقائق بدقة. وإن لم تكوني مذنبة حقًا، فلن تكوني بحاجة إلى التردد، أليس كذلك؟ هل أنا مخطئة؟»
لم تكن ريوزو تفهم هذا الحديث المعقد، لكن بدا لها أن العائق الذي يواجه إيكيدنا وروزوال كان صلبًا إلى درجة أن تعاونهما معًا لم يفلح في تجاوزه.
«ربما… هذا صحيح.»
《٧》
كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
«نعم، تلك الآمال منذ أربعمائة عام في يدي الآن… وهي ثقيلة حقًا…»
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
«نعم؟»
كان تفسير بياتريس الطفولي صادقًا. حين رأت ريوزو بياتريس عند أطراف المستوطنة، لم تستطع سوى التحديق فيها بذهول، مما أزعج بياتريس ودفعها للتصرف كما فعلت.
«احرصي على ألا تفرطي في تناول الحلويات.»
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
«لقد انبهرتُ بمشهد السيدة بياتريس عند المغيب… أنا آسفة.»
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
فبعد كل شيء، كانت بياتريس، عندما تشرب الشاي معها، تلك الفتاة التي لا تقاوم الحلويات أبدًا. كانت لطيفةً لدرجة تجعلها لا تطيق رؤية ذلك الجمال يضيع بسبب زيادة في الوزن. كما أرادت ريوزو لأسنانها أن تبقى جميلة، أيضًا.
«انبهرتِ، إذًا…؟ بياتريس، هل تعترفين بصحة رواية ريوزو؟»
«في حال النجاح، أتوقع ذلك… أوه! وأوه مرة ثانية؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
«أمممم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
«قد لا يكون من اللائق أن أطلب منكِ، وأنتِ طفلة، أن تتصرفي بنضج أكبر، لكن سلوككِ ينقصه التسامح. صحيح أنكِ مميزة، لكن ليس من أجل أن تنظري إلى الآخرين بازدراء. يبدو أنني أكرر هذا الكلام كثيرًا.»
بعدما سمعت رد ريوزو، وجهت إيكيدنا توبيخًا صارمًا لبياتريس. ورغم أن ملامح الفتاة بدت شاحبة بخيبة أمل، كانت ريوزو مشغولة للغاية بارتباكها لتلاحظ ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه—»
لم يخطر ببالها قط أن السيدة الساحرة العظيمة إيكيدنا ستتذكر اسمها شخصيًا.
«—! جدتي!»
عاشت ريوزو في قرية صغيرة، لكنها شعرت بأن وجودها هو الأصغر على الإطلاق. كامرأة نذرت نفسها للساحرة، غمرها شعور عارم بالسعادة حين أدركت أن ساحرة الجشع نفسها تتذكر اسمها، حتى ارتجف قلبها فرحًا.
«… متى يمكننا البدء؟»
«سأترك الأمور لجيوس من الآن فصاعدًا. أنا واثقة أنه سيبذل قصارى جهده لإرشادكِ بالطريقة المناسبة.»
«هذه… جميع ذكريات ريوزو ماير التي رأيتها داخل القبر.»
وكذلك كان اقترابها من تلك الفتاة التي تحمل كتابها محاولة لتكون مثلها، وتعلمها منها لتُحسن التقليد، متتبعةً مستقبلًا طلبت فيه من الفتاة أن تعلمها أشياء أكثر.
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
«بالنظر إلى دوره، فإن استيائكِ منه هو بالتحديد التقدير الذي أريده وأتوقعه منه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رفع سوبارو حاجبيه وحده، إذ كان الوحيد الذي التقط مغزى خاصًا في كلمات شيما.
«أعتقد… أنها كانت الكآبة والغرور، على ما أذكر.»
ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
قفز قلب ريوزو مرة أخرى. لم تكن تتخيل أن تحصل على فرصة للتحدث، ودائمًا ما تركت الفرص تفلت من يديها، متذرعة بأسباب واهية لتبتعد. لذا، تفاجأت عندما أولتها إيكيدنا اهتمامًا مرة أخرى.
تنهد سوبارو بإعجاب من سرعة تفكير كلٍ من أوتو ورام، ثم نظر إلى شيما. ومن خلال استنتاج المجموعة وكل ما عرفه سوبارو عن حالة الملجأ الحالية، كان تاريخ ما حدث في الملجأ—
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
«حسنًا، هو أمر من هذا القبيل. أعتقد أنني سأحضر إلى هنا معها بوتيرة أكبر في المستقبل. لذا، ستلتقيان كثيرًا، وأود منكما أن تتفقا جيدًا.»
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
«نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
«—ما الأمر يا ترى؟ حتى وإن نظرت إليَّ بتلك العينين، فلن أمنحك شيئًا.»
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—ما الأمر يا ترى؟ حتى وإن نظرت إليَّ بتلك العينين، فلن أمنحك شيئًا.»
جاء إقرار ريوزو برد مطمئن من إيكيدنا، التي أومأت برضا. ومن خلفها، تمتمت بياتريس بصوت خافت فيه شيء من الحزن.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
《٣》
«نغغغ…!»
«أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رأت ريوزو كيف تدلت كتفا بياتريس، وارتسمت على وجهها ملامح الخذلان، ما جعل تعبيرها يلين بعض الشيء. عندها أومأ روزوال، مبتسمًا وكأنه يدرك تمامًا أن ريوزو لن تبلغ عن شيء كهذا. ثم مال برأسه متأملًا للحظة.
«نعم؟»
كانت ريوزو تحمل سلة مليئة بالغسيل حين ناداها أحدهم، مما دفعها إلى التوقف في منتصف الطريق. وعندما استدارت ببطء نحو مصدر الصوت، لم تستطع منع نفسها من فتح عينيها على اتساعهما دهشة.
«ووه!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…حقًا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تراخت ذراعاها من المفاجأة، وكادت تسقط السلة من بين يديها.
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هاكِ، احذري.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
انحنت ريوزو على عجل أمام الفتى، الذي خطا خطوة واسعة ليقترب منها ومدَّ يده تحت السلة لمنعها من السقوط. ابتسم ابتسامة لطيفة وقد ظهرت على وجهه علامات الحرج، ثم هزَّ رأسه نافيًا بلطف.
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
«لا عليكِ. أنا مَن ينبغي أن يعتذر على مقاطعتكِ أثناء عملك. لقد تصرفت دون مراعاة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أبدًا…! أنت لطيف جدًا يا سيد ميزرس!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
«يجب ألَّا ننسى أن نعامل السيدات بلطف، مهما كانت الفوارق بيننا… ولكن إذا كان لي طلب بسيط، فلا أحب أن يُناديني أحد بلقبي العائلي. هل يمكنكِ مناداتي باسم روزوال؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
كان يكبر ريوزو بنحو أربع سنوات، إذ لم يتجاوز عمرها حينها الثانية عشرة، وكان أطول منها برأس كامل. ومع ذلك، كان يبدو أنه لم يبلغ ذروة نموه بعد، فيما بدأت نبرة صوته تأخذ طابعًا رجوليًا، وهي تتأرجح بين الطفولة والرُشد. حمل الفتى سحرًا مميزًا في تلك الفترة العابرة بين الطفولة والبلوغ، وكان يشعُّ بأناقة طبيعية نادرة.
«وأنا أيضًا أوافق على هذا الرأي. في الذكريات التي شاهدتها، لم أجد سيدتنا الساحرة تفتقر إلى الإنسانية، لا تجاه ابنتها ولا تلميذها ولا حتى تجاه ريوزو ماير.»
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
«مم بالنسبة للسيدة إيكيدنا… لم أرها حتى الآن اليوم. ويبدو أن بياتريس أيضًا لم تأتِ إلى مكانها المعتاد.»
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مع صرخة مليئة بالمعاناة، سعل الشاب كتلة من الدم وهو يطير موازيًا للأرض.
«أفهم… ربما تأخر وصولهما. لكن بصرف النظر عن السيدة إيكيدنا، من الصعب عليَّ أن أصدق أن بياتريس لم تأتِ للقائكِ.»
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
«اررر… بياتريس لا تزورني إلا بين الحين والآخر…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تقولين بين الحين والآخر فقط لأن هذا ما تصر بياتريس على تسميته، أليس كذلك؟»
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
كانت إيكيدنا تقتطع وقتًا من جدولها المزدحم لزيارة هذه الأرض، مصطحبة معها بياتريس. ونتيجة لذلك، سنحت لهما فرص كثيرة للتواصل والتقاء وجهيهما أثناء انتظار انتهاء الساحرة من أعمالها.
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
«بففف.» كتم روزوال ضحكة خافتة عند سماعه رد ريوزو.
«بياتريس ليست فتاة صريحة، كما تعلمين. من الجيد أنكِ لا تجدين صعوبة في التعامل معها…»
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—أفهم.»
«بعيدًا عن ذلك. إنها تعامل حتى شخصًا مثلي بلطف بالغ. في الواقع، أنا دائمًا أُغضب السيدة بياتريس… حتى أنني خشيت أن تبدأ في كراهيتي.»
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
«ليس عليكِ القلق بشأن ذلك. كراهية بياتريس لا تؤخذ على محمل الجد. لو كانت تكرهكِ حقًا، لما اخترعت كل هذه الذرائع لقضاء الوقت معكِ.»
رغم تذمرها الضمني من هذا التفسير المقتضب، أمسكت بياتريس بيد ريوزو، وسحبتها بعيدًا عن ساحة المعركة. ومع احتدام الصراع بين الساحرة والشيطان، كان عليهما الوصول إلى وجهتهما قبل أن تجرفهما أهوال تلك المعركة المحتدمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم روزوال ابتسامة عريضة، لكن ريوزو لم تستطع سوى تصديق نصف ما قاله. كانت بياتريس تنفث أنفاسها غاضبة، منتقدة كل شيء تقريبًا حين تتحدث مع ريوزو، ولم يكن هذا يشبه ما تعرفه عن الرفض الحقيقي. ومع ذلك، شعرت ريوزو أن بياتريس قد أظهرت لها كراهية لا يمكن إنكارها.
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
«آمل أن تتمكني في يوم من الأيام من فهم مشاعر تلك الفتاة الحقيقية.»
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
رأى روزوال كيف سكتت ريوزو، فتمتم بتعليق بصوت بدا عليه شيء من الشجن. ومع أن ابتسامته لم تزل من على وجهه، إلا أن ملامحه بدت متألمة قليلًا، مما جعل صدر ريوزو يضيق بحزن غامض.
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
«كما أُخبرت يا شاب، أجسادنا، تمامًا كالأرواح، تتعرض لاستهلاك مستمر.»
قبل أن تتمكن ريوزو من الاعتذار، ارتسمت على وجه روزوال ملامح إدراك مفاجئ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
«معلمتي! سمعت أنك هنا اليوم، فجئت على الفور!»
«هل لدى أمي وروزوال ما يناقشانه معًا؟ لم يعد لديهما وقت لاهتمام بأمثالكِ، كما أتساءل؟ ثم، ألا تزعجك تلك السلة؟ ينبغي أن تعودي إلى عملك بسرعة، أليس كذلك؟»
توهَّجت عينا روزوال بلمعان طفولي، وركض نحوهما مفعمًا بالحماس، وقد اختفت تمامًا هيئته التي بدت راشدة قبل لحظات. انطلق نحو إيكيدنا، الساحرة المقصودة، التي تنهدت بصوت مسموع عندما رأته.
«أمم… سيدة بياتريس؟»
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
«لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«أنا واثقة أنني طلبت منك دراسة الألوان الأربعة فقط. إذًا، توصلت بنفسك إلى فكرة الألوان الستة من خلال الدراسة الذاتية؟ يا لك من طالب يتمتع بسرعة تعلم مرعبة ورغبة لا تشبع في التقدم… أو لعلها هوس؟ حسنًا، لقد أدهشتني بالفعل.»
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
《٤》
«ما الذي يجعلك تقفين هناك شاردة الذهن، كما أتساءل؟ كما هي عادتك، تبدين فتاة غير مبالية.»
«آه… السيدة بياتريس…»
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
《٦》
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
«آسف، ربما لم أكن موفقًا في التعبير. لكنني لا أعرف كيف كان عليّ أن أعبر عنه…»
«هل لدى أمي وروزوال ما يناقشانه معًا؟ لم يعد لديهما وقت لاهتمام بأمثالكِ، كما أتساءل؟ ثم، ألا تزعجك تلك السلة؟ ينبغي أن تعودي إلى عملك بسرعة، أليس كذلك؟»
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
«نـ-نعم، سأنصرف على الفور. أستأذنكِ الآن.»
بينما سكت غارفيل محاولًا أن يقرر كيف ينبغي أن يرد، أومأ أوتو له. وبينما كان ينظر نحو الثنائي، استمر سوبارو في التفكير في القبر— ومحاكمة إميليا.
انحنت ريوزو بخضوع أمام بياتريس المتجهمة، ثم أسرعت بمغادرة المكان على عجل.
رغم أن روزوال أخبرها أن بياتريس لا تكرهها حقًا، إلا أن ريوزو وجدت صعوبة في تصديق ذلك. غير أن فكرة خطرت على بالها فجأة.
«أمم… سيدة بياتريس؟»
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
عندما استأنفت ريوزو حمل السلة، تبعتها بياتريس بخطواتها. نظرت إليها ريوزو بارتباك، لكن بياتريس اكتفت بإبداء ملامح هادئة. وعندما تابعت ريوزو سيرها، ظلت بياتريس تسير خلفها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فكرت ريوزو في الأمر قليلًا. ثم قررت أن تؤمن بكلمات روزوال بإصرار.
«سيدة بياتريس، إن كان يطيب لكِ، هل يمكن أن تساعديني في طي الغسيل؟»
قاطعت ريوزو كلمات بياتريس وهزت رأسها بعمق، لأنها كانت تعرف هذا بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه… السيدة بياتريس…»
«…هاه؟»
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
اتسعت عينا بياتريس دهشة أمام هذا العرض المهذب بمساعدتها في الأعمال المنزلية. شعرت ريوزو في تلك اللحظة بندم سريع على اعتمادها على كلمات روزوال.
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
«… أوه، لقد وصلتُ فقط إلى حد زمني للتشغيل، لا أكثر. لقد بذلت جهدًا أكبر قليلًا مما ينبغي لشخص في مثل عمري.»
«هاه؟»
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
«هل أكررها، يا ترى؟ تحركي الآن، هل ستقفين هناك طوال اليوم، أتساءل؟»
وفي اللحظة التالية، انطلقت صرخة مدوية من روزوال مع التواء أطرافه وتحطمها، بينما تحطمت عظامه وتمزقت أنسجته.
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
تجاوزت بياتريس ريوزو التي تجمدت في مكانها من المفاجأة، واندفعت للأمام. وفي اللحظة التي عبرتها فيها، لمحت ريوزو على وجهها تعبيرًا غامضًا يمزج بين نفاد الصبر ومشاعر أخرى يصعب تحديدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آهننن؟»
«—آه.»
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
ومع ذلك، لم يكن لدى شيما الوقت الكافي. لم يستطيعوا الانتظار حتى تستعيد ريوزو اتزانها.
شعرت ريوزو بوجنتيها تحترقان، وبدفء يغمر صدرها، وكأن شيئًا ما قد ارتفع إلى عينيها.
بشيء من الجهد لكبح تلك المشاعر، انطلقت ريوزو بخطوات صغيرة إلى جانب بياتريس، متطلعة نحو وجهها.
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
«أمم…! إن لم يكن هناك مانع، هل أستطيع ترك الغسيل معكِ للحظة قصيرة؟»
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
ومع هذه الكلمات، مدت بياتريس يديها نحو الغسيل بتعبير يبدو غير راغب على وجهها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
《٤》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مرَّت ريوزو بالكثير من الأمور قبل أن تصل إلى هذه الأرض، ما بين الخير والشر. لكن الشرَّ كان أثقل وزنًا من الخير. ورغم ذلك، استطاعت الاستمرار بصمود حتى وصلت إلى هذا اليوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
ذات مرة، وبينما كانوا يتحدثون عن أوطانهم، قالت ريوزو إنها لا تحمل أي ذكريات جيدة عن موطنها. عندها، ردَّ أحدهم قائلًا: «وأنا كذلك.»، ثم ضحك. وبعدها أضاف: «لنجعل من هذا المكان وطنًا للجميع.»
«أفهم. والآن، ماذا لديكِ لتقولي في ذلك؟»
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
لم تتذكر ريوزو مَن الذي قال ذلك. لكنها ظلت تحفظ تلك الكلمات في قلبها منذ ذلك اليوم.
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في الآونة الأخيرة، بدأت إيكيدنا تزور المستوطنة بازدياد. أحب الجميع الساحرة، فقد كانت المنقذة لهم جميعًا، بما في ذلك ريوزو. منحهم وجودها وطنًا يحتضنهم، وهو امتنان لم يستطع أحدهم التعبير عنه بما يكفي.
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
حدث مرة أن ردَّت إيكيدنا على شكرهم بقولها: «لا داعي للامتنان.» عندها، رأت ريوزو على شفتيها ابتسامة صغيرة. ومن تلك الابتسامة الخافتة، شعرت ريوزو أنها فهمت السبب وراء كل ما بذلته إيكيدنا من جهود: لكي تستطيع—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com مع صرخة مليئة بالمعاناة، سعل الشاب كتلة من الدم وهو يطير موازيًا للأرض.
«هاه؟»
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بلا شك، لن يكون هناك أي ألم أو معاناة.
وفي كل مرة تأتي فيها إيكيدنا إلى المستوطنة، كانت بياتريس ترافقها بلا استثناء.
وحينما كان يحف بها جمع كبير من الناس، تطلب إيكيدنا من بياتريس أن تتصرف كما يحلو لها. وفي معظم الأحيان، قضت بياتريس وقتها قريبة من ريوزو.
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
بالنسبة لريوزو، التي ليس لها أي علاقة بالسحر ولا تستطيع حتى القراءة، بدت تلك المحاولات وكأنها معاناة تتجاوز فهمها.
في تلك اللحظات، كان روزوال دائمًا يظهر، قاطعًا تدريبات بياتريس، مما يثير غضبها. ومع ذلك، لم يُظهر روزوال سلوكه النبيل المعتاد إلا في حضرة إيكيدنا وبياتريس.
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
«لنعد إلى صلب الموضوع. يبدو أنني فهمت الأمر على هذا النحو: كانت هناك بالفعل ساحرة في هذا الملجأ. ترتعد فرائصي من مجرد تخيُّل وجود حقبة كان فيها حضور الساحرة أمرًا اعتياديًا.»
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
«بففف.» كتم روزوال ضحكة خافتة عند سماعه رد ريوزو.
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
إيكيدنا، روزوال، ريوزو، وحتى بياتريس— كان الجميع يضحكون قليلًا.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
مع إيكيدنا، تلاشت مشاق حياتهم اليومية، وتوفرت احتياجاتهم على نحوِ جيد، دون أن تطلب في المقابل شيئًا من أحد.
بالنسبة لريوزو ماير، كانت تلك الأيام في وطنها الجديد أيامًا سعيدة، سعيدة، سعيدة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه—»
《٥》
«هاه؟»
«تلك شظايا من ذكريات جمعتها معًا… كنت أنوي ترتيبها زمنيًا على طريقتي الخاصة، لكني وجدت أن سرد قصة من ذكريات شخص آخر— حتى لو كانت تخص أقرب شخص لي على الإطلاق— لا يزال أمرًا بالغ الصعوبة.»
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وربما اعتادت استحضار الذكريات، إذ انساب حديثها بهدوء وسلاسة. وبوصولها إلى تلك الوقفة في روايتها، بدا أن شخوص الماضي المحيطين بريوزو ماير قد اكتملوا للحظة. لكن—
أومأت ريوزو بحماس، وقد تلألأت عيناها فرحًا بهذا الطلب.
«—إذا كانت هذه المهمة أكبر من أن تقومي بها وحدكِ، فلا خيار آخر… ستساعدكِ بيتي.»
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
«رأيي لا يختلف عن رأيك… لكن هناك أمرًا… قبل ذلك… وقبل ذلك بكثير.»
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
كان ظهور بياتريس في ذكريات ريوزو ماير مفاجئًا لسوبارو، لكن ليس من الصعب عليه تقبُّل الأمر.
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
ما أرادت شيما الحديث عنه كان ماضي الملجأ— أمورًا لم تعرفها إلا شيما والأشخاص المرتبطون مباشرة بتأسيسه. والسبب—
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
«نعم، هي بياتريس ذاتها. لذا، فعلًا لها علاقة بالملجأ… وفوق ذلك، هي التي نقلتني إلى الملجأ حينها…»
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
في تلك المرة، عندما ذهب لإنقاذ القصر، فشل سوبارو في إنقاذ أي شخص من سيف إلزا الغادر، حتى أنه شهد موت بياتريس أمام عينيه. وعندما جاء دور سوبارو ليُقتل على يد إلزا، استخدمت بياتريس قوتها لتنقله إلى الملجأ.
حملت عيناها نظرة بعيدة مليئة بالأمل، وبدأت تسرد ذكريات ستنتهي لا محالة بالندم—
«حتى لو استخدمت المعبر، بقي أمر يحيرني: كيف استطاعت نقلي إلى الملجأ بهذه السهولة؟ إذا كان المعبر لا يستطيع إرسال الأشخاص إلا إلى أماكن مألوفة لديهم، فلا بد أن الملجأ…»
كان الملجأ، بالنسبة لبياتريس، مكانًا مليئًا بالذكريات. وربما كان بمثابة وطنها الحقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
«—لا أدري دونو بشأن تلك الصغيرة، لكنني مهتم أكثر بالساحرة. كنت أعلم أن هذا المكان هو ساحة محاكمة ساحرة الجشع، لكنني لم أحصل على فرصة لمعرفة المزيد عنها.»
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
«أنتَ مَن ألحق به الأذى، ثم تتجرأ على قول هذا الكلام؟»
«أرر، أكره أن أكون صريحًا إلى هذا الحد، لكن أليس سؤالك غريبًا يا سيد ناتسكي؟»
«آمل أن تتمكني في يوم من الأيام من فهم مشاعر تلك الفتاة الحقيقية.»
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
كان أوتو متشككًا من رد فعل سوبارو، لكن كلمات غارفيل منذ لحظة كانت شيئًا لا يمكن لسوبارو تجاهله.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان القبر مثوى إيكيدنا، وكان غارفيل يمتلك المؤهلات لخوض المحاكمة باعتباره رسول الجشع. اعتقد سوبارو أن هذه المؤهلات لا تُمنح لأحد إلا بعد لقاء إيكيدنا شخصيًا.
«هل ستستخدمين هذه البلورة كوسيط لتجعلين من طاقة أودو الخاصة بكِ نواةً للحاجز؟ إذا فعلتِ ذلك، يمكنكِ تجاوز حاجة انتظار تنشيط المانا في التربة، وستصبح الغابة ملجأا على الفور…»
«لكن من طريقتك في الكلام الآن، يبدو أن إيكيدنا لم تظهر خلال محاكمتك، صحيح؟ إذًا كيف عرفت أنك اجتزت المحاكمة؟»
«بياتريس، ما هذه التصرفات؟ هل علمتكِ أن تتصرفي بهذا الشكل؟»
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
تحاشى غارفيل الحديث عن تفاصيل تجربته في المحاكمة وهو يرد على سؤال سوبارو بشأن الساحرة. وعندما هز سوبارو رأسه بتفهم، طرحت رام سؤالًا فجأة.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نـ-نعم! اتركي الأمر لي، يا سيدة إيكيدنا…!»
«…حدث ذلك في اليوم الأول، حين دخلتُ المقبرة لاستعادة إميليا. سألتها عن ريوزو… وبعض الأمور الأخرى.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
«لكن من طريقتك في الكلام الآن، يبدو أن إيكيدنا لم تظهر خلال محاكمتك، صحيح؟ إذًا كيف عرفت أنك اجتزت المحاكمة؟»
«ما الذي يجري؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
دون أن يفصح عن تفاصيل محاكمته، شرح سوبارو لقاءه العابر مع الساحرة. كان يشك في سبب صمت رام، لكنها زفرت بهدوء على الفور.
«هذا أشبه بمزحة سيئة عن الاستنساخ… إذًا، يمكننا القول إن إيكيدنا كانت تأتي إلى هنا بين حين وآخر؟ وبياتريس كانت ترافقها؟»
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
«فهمت. كنت أعتقد فقط أن كل شيء يبدو منسجمًا الآن. لشخص جاء إلى الملجأ لأول مرة، قد رتَّبت الأمور بحنكة يا باروسو. وإن كان ذلك يبعث الطمأنينة في نفسي، فأنا سعيدة أن الأمر لم يكن بفضل مهاراتك الحقيقية.»
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«انتظري، هل هناك مشكلة في كوني رجلًا بارعًا؟»
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
«هاه! باروسو، رجل بارع؟ لا تقل ذلك حتى في أحلامك. إنه أمر مثير للقلق.»
قفز قلب ريوزو مرة أخرى. لم تكن تتخيل أن تحصل على فرصة للتحدث، ودائمًا ما تركت الفرص تفلت من يديها، متذرعة بأسباب واهية لتبتعد. لذا، تفاجأت عندما أولتها إيكيدنا اهتمامًا مرة أخرى.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل كان عليك الذهاب إلى هذا الحد؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وبالتالي، لم يجد صعوبة في تقبُّل فكرة أن بياتريس دخلت وغادرت الملجأ في ذلك الوقت.
أطلق سوبارو صرخة احتجاج مع ارتفاع صوته، فيما رام تنفجر ضاحكة. لكن رغم ذلك، لم يستطع التخلص من الشكوك التي تراوده حيال تصرفاتها. شعر وكأن عظمة صغيرة عالقة في حلقه.
«في المقام الأول، حتى الغرض من إنشاء الملجأ كان مخفيًا عن السيدة ريوزو. بمعنى آخر، وجود الكآبة قد مُحِي عمدًا. لا نعلم لأي غرض، لكن…»
«لنعد إلى صلب الموضوع. يبدو أنني فهمت الأمر على هذا النحو: كانت هناك بالفعل ساحرة في هذا الملجأ. ترتعد فرائصي من مجرد تخيُّل وجود حقبة كان فيها حضور الساحرة أمرًا اعتياديًا.»
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
حاول أوتو إعادة الحوار إلى مساره الصحيح، لكنه انتهى بضم كتفيه وهو يرتجف لا إراديًا.
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
«أن أسمع ذلك من شخص يحمل نفس ملامحي يجعلني أشعر كأنني أصبت بالخرف…»
«لا، لم تلتقِ بنا. لم تطأ السيدة بياتريس هذه الأرض منذ أن ولدنا كنسخ. لطالما تساءلت؛ أليس من الأجدر أن نلتقي بها؟»
«هذا أشبه بمزحة سيئة عن الاستنساخ… إذًا، يمكننا القول إن إيكيدنا كانت تأتي إلى هنا بين حين وآخر؟ وبياتريس كانت ترافقها؟»
تجاوزت بياتريس ريوزو التي تجمدت في مكانها من المفاجأة، واندفعت للأمام. وفي اللحظة التي عبرتها فيها، لمحت ريوزو على وجهها تعبيرًا غامضًا يمزج بين نفاد الصبر ومشاعر أخرى يصعب تحديدها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
قاطع سوبارو الحوار الهادئ بين شيما وريوزو بطرح سؤاله. أومأت شيما بعمق ردًا عليه.
«كثير من ذكريات ريوزو ماير تدور حول السيدة بياتريس. وكما أخبرتك، يبدو أنهما كانتا تستمتعان بصحبة بعضهما البعض.»
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
ومن ثم، فإن القصة التي سترويها شيما كانت عن الندم الذي حملته ريوزو ماير في قلبها حيال ماضيها— ذكريات مرتبطة بإنشاء الملجأ نفسه.
احتوت ذكريات شيما، التي رافقها شيء من اللين في تعابيرها، نسخة من بياتريس يعرفها سوبارو. تلك الفتاة التي لم تستطع التعامل بصدق مع الآخرين، بقيت على حالها منذ أربعة قرون. ولذا، تعمدت عدم إظهار مشاعرها الحقيقية للناس، محتفظة بمختلف الأحاسيس داخل جسدها الصغير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر سوبارو بحزن عميق يعتمل في صدره وهو يتذكر بياتريس، المتمسكة بعقدها وأرشيف الكتب المحرَّمة.
رغم أن المقارنة بينهما كانت ضربًا من الجرأة، إلا أن الفتاة التي تقف أمامها كانت أرفع شأنًا بكثير. كانت ريوزو تفتقر إلى الجمال في المظهر واللباس، مما زاد شعورها بالحرج لتقارب أعمارهم الظاهري.
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
«بصراحة، فوجئت بأن إيكيدنا كانت تتجول برفقة بياتريس. من خلال ما أعرفه، لم أكن أعتقد أنها تكنُّ لها أي مشاعر حب كعائلة.»
«ماذا، حقًا؟!»
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
«أتساءل عن نوع المحادثات التي أجريتها مع سيدتنا الساحرة حتى تتوصل إلى هذا الاستنتاج…»
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
«وأنا أيضًا أوافق على هذا الرأي. في الذكريات التي شاهدتها، لم أجد سيدتنا الساحرة تفتقر إلى الإنسانية، لا تجاه ابنتها ولا تلميذها ولا حتى تجاه ريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
«هذا… أتفق معكما في ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «علينا الفرار من هنا حالًا. لم نستعد بعد؛ وإن ظهر في هذا المكان الآن، فسينهار المشروع. ولن يكون بالإمكان إعادة بنائه أبدًا.»
ربما أدت تلك التغيرات إلى تحريف شخصيتها، وأفسدت جوهرها الداخلي.
«… لا، لقد أتيتِ في الوقت المناسب تمامًا. تلميذكِ أبطأني بشجاعة، مما أدى إلى تعطيل كل شيء عن جدوله. وهذا حقًا… يُثقل روحي. يجعلني أشعر بالكآبة، بلا شك.»
«سيدتي بياتريس، أحب هذا المكان. أؤمن حقًا بأنه كان من الرائع أن يُسمح لي بالعيش هنا. أحب كثيرًا الوجوه المبتسمة لكل مَن يعيش هنا. لا يجب أن يُفقد هذا المكان.»
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
كلمات سوبارو جعلت الحاضرين يومئون برؤوسهم، وكل منهم يحمل مشاعر مختلفة في صدره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
«حياة الملجأ، التي بدت هادئة على السطح، استمرت هكذا… فماذا حدث بعد ذلك؟»
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
«ماذا حدث، تسأل…؟»
خفضت شيما، الراوية الوحيدة لهذه الحكاية، عينيها وأجابت بصوت مرهق. ثم أخذت تمعن النظر في وجوه الحاضرين ببطء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
«ما حدث كان الدمار. وهنا ظهرت الحقيقة الكامنة وراء وجود الملجأ.»
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
«…ب يتي لا تحب جيوس كثيرًا.»
«الحقيقة الكامنة وراء وجود هذا المكان…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بياتريس ليست فتاة صريحة، كما تعلمين. من الجيد أنكِ لا تجدين صعوبة في التعامل معها…»
لم يكن الجو الذي أشاعته شيما وديًّا، إذ شعر سوبارو بتلك البرودة تتجسد في العرق الذي سال على جبينه. راقب قطرة العرق وهي تتشكل وتسقط من ذقنه، فيما أغمضت شيما عينيها، لتغوص تحت أغطية ذكرياتها مجددًا—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في ذلك اليوم، كانت السيدة الساحرة، والسيدة بياتريس، وسلف الشاب روز، جميعهم في الملجأ. كان المستوطَن كما هو دائمًا… وكنت أظن أن تلك الأيام ستستمر، هادئة وثابتة إلى الأبد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
《٦》
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه—»
«صدقًا، كيف يمكن أن يكون روزوال مزعجًا إلى هذا الحد؟ إنه حقًا شخص يصعب مسامحته.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي يجري؟»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
قالت بياتريس، وهي تحتضن ركبتيها، وقد احمرَّ وجهها بانزعاج طفولي. كانت تجلس على جذع شجرة، وكلماتها تنضح بنبرة غاضبة. عندها، ارتسمت على وجه ريوزو ابتسامة غامضة، تحمل شيئًا من الحيرة.
«مـ-معلمتي…»
«هل أزعجكِ وجهي، أتساءل؟ إن كان لديكِ ما تقولينه، فقوليها صراحة.»
«… أليس ما حدث لأن السيدة بياتريس بادرت بممازحتي أولًا، ومنحت السيد روزوال ذريعة للانتقام؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حاولت بياتريس، على نحو غير مقنع، تبرير فعلتها بعد أن أشارت ريوزو إلى السبب الحقيقي للنزاع بينهما. وبما أنها صادقة حتى النخاع، كانت سيئة جدًا في تقديم الأعذار. ورغم أن ريوزو وجدت هذه السجية لطيفة، فإن المزحة التي لعبتها عليها بياتريس لم تكن مما يمكن تجاوزه بابتسامة بسيطة.
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
فقد استخدمت السحر المظلم لتلتف بالفضاء، محبِسةً إياها في ممر متاهة لا نهاية له.
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
«فتحُ باب بعد الآخر، لأجد نفسي في كل مرة في نفس الغرفة، كان تجربة مرعبة بالنسبة لي.»
«… أكان ذلك لمجرد لمسة بسيطة من السحر المظلم، أتساءل؟ لا داعي لتضخيم الأمر.»
تكلمت ريوزو بصوت ثقيل وعينان منخفضتان. لم يكن أحد ليلومها. ولم يكن هناك داعٍ لأن تضغط على نفسها.
عقد سوبارو ذراعيه وقطَّب جبينه وهو يستمع إلى كلام رام.
«—أفهم. إذًا، لا حرج في أن أستخدم سحرًا مضادًا للرد عليكِ بنفس الطريقة. حسنٌ، جيد أن أعرف ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نغغغ…!»
«سيدتي بياتريس.»
صدمت بياتريس عند سماع الصوت القادم من خلفها، وعلقت الكلمات في حلقها. وعندما استدارت لترى، وجدت روزوال واقفًا خلف جذع الشجرة الذي كانت تجلس عليه بجوار ريوزو، وابتسامة واسعة ترتسم على وجهه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
أخذت بياتريس تزم شفتيها بامتعاض، ما دفع روزوال إلى الإيماء برضى، وكأن تعبيرها ذاك قد راق له تمامًا.
«يا لها من نظرة رائعة، بياتريس. بعد ردة فعل المعلمة، أجد هذه النظرة المفضلة لديَّ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
«يا له من أسلوب متعجرف في الحديث!! أنت مجرد شخص محظوظ وُلد في عائلة ثرية، ويمتلك قدرًا بسيطًا من الموهبة، وقد أُتيح له التعلم على يد أعظم معلمة في العالم! لا تتمادى في غرورك!»
تمتم الرجل في خمول، ثم دك اللهيب الجحيمي في الأرض قبل أن يصل إليه.
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
«أظن أن كل ما نفعله السيدة بياتريس ليس سوى مدحه…»
«ريوزو، أخبريني إن سببت لكِ بياتريس أي إزعاج مرة أخرى. سأتولى توبيخها فورًا، بل وأعاقبها بضربة على مؤخرتها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
«…هاه؟»
«هاه! هل تعتقد حقًا أن هذه الفتاة ستلجأ إليك بأي شكل من الأشكال، أتساءل؟ أخبريه بنفسكِ.»
«سيدتي بياتريس.»
«…»
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ماذا، حقًا؟!»
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
رأت ريوزو كيف تدلت كتفا بياتريس، وارتسمت على وجهها ملامح الخذلان، ما جعل تعبيرها يلين بعض الشيء. عندها أومأ روزوال، مبتسمًا وكأنه يدرك تمامًا أن ريوزو لن تبلغ عن شيء كهذا. ثم مال برأسه متأملًا للحظة.
«على أي حال، أعتذر عن مقاطعة قراءتك. اسمحي لي بالاعتذار بالنيابة عن بياتريس.»
«لا، هذا لطف مبالغ فيه. علاوة على ذلك، لا أعتقد أنه يمكنني اعتبار الأمر قراءة بعد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يتبقَ سوى مسألة واحدة: مَن سيرحل أولًا -روزوال أم ريوزو- في ثوانٍ معدودة لا أكثر.
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
«لكنني عازم عليها بكل جوارحي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
انطلق نفس من غارفيل، وكأن إدراكه لهذا الواقع أذهله.
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
للحظة، اتسعت عينا بياتريس استجابة لاقتراح روزوال، وكأنها شعرت بأنه يسخر منها. لكنها لم تكن أكثر اندهاشًا من ريوزو.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
بينما كان سوبارو يوجه مرفقه نحو أوتو عديم الإحساس، ظهرت رام لتزيد من معاناة الرجل المسكين. نقرت على جبينه ببرود، بينما ضاقت عيناها بحدة.
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
«—هل يعد ذلك مشكلة حقيقية، أتساءل؟ هذا الأمر لا يتعدى كونه لعب أطفال.»
ربما كان بدافع التحدي تجاه روزوال، إذ عقدت بياتريس ذراعيها وقبلت دور المعلمة. وبينما بدت الدهشة بادية على وجه ريوزو، تابعت بياتريس متسائلة وهي تشهق بازدراء:
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
«ما بكِ، يا ترى؟ إن لم يعجبكِ الأمر، فلا نية لدى بيتي في فرضه عليك. ليس وكأنني متحمسة لذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
«لا، إن قبلتِ بتعليمي، سأكون سعيدة جدًا.»
«الحقبة التي وُجدت فيها سيدتنا الساحرة كانت منذ زمن بعيد. ربما لهذا السبب لا تعرفون عنها شيئًا. في الواقع، حتى بالنسبة لي، هذه ليست ذكرياتي الخاصة، بل هي ذكريات شخص آخر.»
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
في الحقيقة، كان إعجاب ريوزو ببياتريس هو ما دفعها لرغبة تعلم القراءة في المقام الأول. فقد أُغرمت بمظهرها وهي تتنقل دائمًا حاملة ذلك الكتاب الكبير بين يديها، ما جعل القراءة شيئًا تولد لديها اهتمام به.
تصلب تعبير الفتاة على الفور عند سماع ذلك الصوت اللطيف. أطلقت ريوزو زفرة طويلة كانت تحبسها في صدرها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
انحنت ريوزو على عجل أمام الفتى، الذي خطا خطوة واسعة ليقترب منها ومدَّ يده تحت السلة لمنعها من السقوط. ابتسم ابتسامة لطيفة وقد ظهرت على وجهه علامات الحرج، ثم هزَّ رأسه نافيًا بلطف.
أدارت بياتريس وجهها على الفور، وقد تورد خَدّاها بسعادة وهي تتجاوب مع طلب ريوزو. وراحت تعبث بشعرها المجعد بعناية مبالغ فيها، وكأنها تهم بمواصلة الحديث—
«سواء كنتَ تقصدها أو لا، سماع هذا من الجاني يجعل الأمر أسوأ!»
«سيدة بياتريس؟»
تكلمت ريوزو بصوت ثقيل وعينان منخفضتان. لم يكن أحد ليلومها. ولم يكن هناك داعٍ لأن تضغط على نفسها.
«…هل تناديني أمي، أتساءل؟»
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ماذا حدث، تسأل…؟»
فجأة، تبدلت ملامح بياتريس جذريًا، فقفزت من فوق الجذع بخفة. وألقت نظرة جانبية سريعة نحو ريوزو التي بدت عليها الحيرة، ثم أشارت بيدها نحو منزل قريب.
لم تصمد حتى لجزء من الثانية.
«روزوال، أمي تستدعيك أيضًا. هل هذا أمر طارئ، أتساءل؟»
«فهمت. نفِّذي تعليمات المعلمة. سأ…»
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وبتلك الكلمات المقتضبة، انزلقت بياتريس برشاقة عبر الباب المفتوح. ولكن ما إن عبرت عتبة الباب حتى اختفت عن الأنظار؛ إذ لا شك أنها انتقلت فورًا إلى مكان بعيد عبر البوابة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى روزوال كيف سكتت ريوزو، فتمتم بتعليق بصوت بدا عليه شيء من الشجن. ومع أن ابتسامته لم تزل من على وجهه، إلا أن ملامحه بدت متألمة قليلًا، مما جعل صدر ريوزو يضيق بحزن غامض.
«—الوضع قد تغيَّر إلى حدٍّ ما. تعالي معي فورًا إلى حيث المعلمة.»
وضعت ريوزو يدها على صدرها الضئيل وهزَّت رأسها ببطء، فيما أطلق روزوال زفرة طويلة بعد ردها. ثم وجه بصره نحو إيكيدنا.
كان في تعابير روزوال ما يمنع أي تردد أو نقاش. دون أن تنبس ببنت شفة، وجدت ريوزو نفسها تستجيب طوعًا.
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
—خُيِّل إليها أنها تشعر برياح مزعجة تهبُّ في الأفق، رغم صفاء السماء الخالي من الغيوم.
«ليس عليكِ القلق بشأن ذلك. كراهية بياتريس لا تؤخذ على محمل الجد. لو كانت تكرهكِ حقًا، لما اخترعت كل هذه الذرائع لقضاء الوقت معكِ.»
《٧》
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
—تثاقل الجو وأصبح مشحونًا بالتوتر، حتى شعرت ريوزو وكأن الدم في عروقها بدأ يجف.
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
بينما ظلت ريوزو عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجه الرجل راحة يده نحو الكوخ حيث تجمدت في مكانها. لم تفهم ما كان يفعله، لكن شعرت كما لو أنه أصدر بحقها حكمًا بالإعدام.
«علينا الفرار من هنا حالًا. لم نستعد بعد؛ وإن ظهر في هذا المكان الآن، فسينهار المشروع. ولن يكون بالإمكان إعادة بنائه أبدًا.»
«…»
«…»
«روزوال… لا أذكر أنني سمحت لك بمناداتي بـ معلمتي.»
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
داخل الكوخ، ضرب روزوال الطاولة بقبضة مشدودة، وقد بدا صوته متحشرجًا.
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
《٧》
الشاب الذي اعتاد التحلِّي بأقصى درجات الهدوء والانضباط، بدا هذه المرة متوترًا، متشنجًا، ومرتبكًا. كانت إيكيدنا الساحرة قد أغمضت عينيها، متجاهلة توسلاته.
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
«لا تظني نفسك مهمة للغاية— لكن أظن أنه يمكنني ذلك لبعض الوقت، كما أقول.»
رؤية معلمته صامتة أمام استغاثاته زادت من توتر روزوال، الذي بدأ يتوسل بصوت مرتفع للفرار فورًا.
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ليست المشكلة في غياب الوسائل. إلى حدٍّ ما، بات الملجأ يلبي توقعاتي.»
اندفعت بياتريس غاضبة، لكنها لم تكن تمتلك ما يكفي من المهارة لتتفوق على شخص خبير في استفزاز الآخرين مثل روزوال. وكما في مبارزاتهما السحرية، كان روزوال دائمًا يبدو متقدمًا عليها بخطوة، الأمر الذي جعل هذه المناوشات اليومية بينهما أمرًا مألوفًا بالنسبة لريوزو، رغم أنها تجاوزت فهمها أحيانًا.
«إيه…؟»
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
فتحت إيكيدنا عينيها وحدَّقت في الطاولة الخشنة. وبدا على روزوال الذهول من كلماتها، ما جعل إيكيدنا تتنهد حيال رد فعله.
«آل… غووواااا!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ما الذي يجري؟»
«البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—حديث لا بد منه لتحرير هذا الملجأ.»
«إ-إذًا…!»
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
عندما وجهت تلك الفتاة نظراتها الحادة نحو ريوزو، شعرت الأخيرة بالانكماش تمامًا.
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
كاد الأمل أن يتجدد في قلب روزوال، لكن نبرة الخيبة في كلمات إيكيدنا جعلته يلتقط أنفاسه بمرارة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«دون تلك النواة المحورية، لا يمكن تفعيل الحاجز. ومن دون الحاجز، لا سبيل إلى صدِّه. وإن لم نستطع تأمين شبكة حماية متكاملة، فسيدمرنا بلا شك.»
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
انحنت ريوزو على عجل، مطأطئة رأسها حين نطقت باسم الساحرة التي ترعاها— إيكيدنا. وما إن ألقت نظرة نحو ريوزو، حتى استدارت الفتاة التي تُدعى بياتريس بسرعة بالغة.
انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
حينما دخل غارفيل إلى القبر عندما كان صغيرًا، كانت شيما هي مَن لحق به وأعادته. ونتيجة لذلك، رأت شيما ما كان هناك… أي—
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
في تلك اللحظة، وبينما كان الحزن يخيم على المكان، رفعت فتاة خجولة يدها -ريوزو- في محاولة لتحدي ذلك الجو الكئيب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بخصوص النواة الناقصة… أيمكنني أن أكون ذات نفع؟»
—انقلب المشهد مرة أخرى رأسًا على عقب.
«ريوزو…؟!»
«إذا لم ترتكبي خطأً، فلا داعي للارتباك. عليكِ فقط أن تنقلي الحقائق بدقة. وإن لم تكوني مذنبة حقًا، فلن تكوني بحاجة إلى التردد، أليس كذلك؟ هل أنا مخطئة؟»
اتسعت عينا روزوال من الصدمة، بينما هزت ريوزو رأسها ببطء ونظرت نحو إيكيدنا.
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
«سمعتُ عن هذا الأمر قبل فترة. وهو أنني أستوفي الشروط لأكون نواة الحاجز الذي تبنيه السيدة إيكيدنا… ولهذا اخترتموني.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
«—هل عرفتِ ذلك من بياتريس؟»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
«نعم.»
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
برباطة جأش هادئة، أومأت ريوزو ردًّا على سؤال إيكيدنا بلا خوف. أثار موقفها الجريء دهشة الساحرة، التي اتسعت عيناها بذهول. استحضرت ريوزو في ذهنها لحظة اندهاش إيكيدنا من روزوال، وشعرت ببعض الفخر لأنها استطاعت إحداث ذات التأثير.
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
«وفقًا لما قالته السيدة بياتريس، أخبرتِها بأنني أصلح تمامًا لتلبية هذه الشروط. كما علمت أن السيدة بياتريس قد أخذت عينات من المانا الخاص بي عدة مرات خلال الأشهر الماضية لهذا الغرض.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
«إن كانت بياتريس قد قالت هذا، فلا بد أن الأمر كذلك.»
«لا تنبهري بها لدرجة أن تلمسيها عن طريق الخطأ. أتساءل، هل ستصبحين جزءًا من البلورة؟»
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بالتأكيد، احتمالية أن تؤدي دور نواة الحاجز عالية. بوجودك كنواة، يُفترض نظريًّا أن يكتمل تأسيس الملجأ. غير أن ذلك يستلزم انتظار تكيف مانا جسدك مع هذه الأرض.»
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذًا، لا يمكن فعل ذلك الآن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
«هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
اللقاءات الكريمة التي عاشتها، والأيام التي قضتها بعزم على تكوين صداقات جديدة— كانت كلها قرارات اتخذتها بنفسها.
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
لم تكن ريوزو تفهم هذا الحديث المعقد، لكن بدا لها أن العائق الذي يواجه إيكيدنا وروزوال كان صلبًا إلى درجة أن تعاونهما معًا لم يفلح في تجاوزه.
بينما كانت رام تحتضن شيما، حاول غارفيل أن يتطوع لمساعدتها، لكن أوتو أوقفه. أثارت هذه الحركة زمجرة من غارفيل، إلا أن رام قالت بلا مبالاة: «أعتقد أن هذا منطقي.»
《٥》
ورغم عدم إدراكها لتلك التفاصيل المعقدة، كانت هناك فكرة وحيدة استقرت في ذهنها: ‹لابد أن لديكما طريقة للتغلب على هذا الأمر، أليس كذلك؟›
«أنا أيضًا لا أعرف عنه شيء دونو شيء… لو ما تصبح الجدة شي خَرِفَة، فإذًا ما الأمر؟»
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
صُدِم أوتو بتلك الكلمات الحادة، متألمًا نفسيًا وجسديًا.
«… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
حدَّقت إيكيدنا في ريوزو بعينيها السوداوين الباردتين، بينما قبضت الفتاة يديها بإحكام حتى شحبت أصابعها. وعلى مقربة منها، ارتسمت على ملامح روزوال بجوار الساحرة علامات العذاب.
«على أي حال، كان تركيزي أمس على التخطيط لكيفية اللحاق بك. لهذا طلبت من شيما تأجيل الحديث المهم إلى ما بعد تأديب غارفيل.»
«مـ-معلمتي…»
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
«كثير من ذكريات ريوزو ماير تدور حول السيدة بياتريس. وكما أخبرتك، يبدو أنهما كانتا تستمتعان بصحبة بعضهما البعض.»
نادى روزوال إيكيدنا بصوتٍ أشبه باللهاث، ولم يكن نداءه يحمل ثقةً في حكم معلمته؛ بل كان يحمل معنى: «لا يمكن أن تكوني جادة…»
هزَّت ريوزو رأسها برفق تجاه اعتذار روزوال، ثم مررت أصابعها فوق صفحات الكتاب الذي استقر على حضنها. كان هذا أحد الكتب التي قدمتها إيكيدنا لسكان المستوطنة الذين لا يعرفون القراءة ويرغبون في تعلمها. ورغم أنها لم تتقن النص بعد، فإنها كانت في منتصف طريقها نحو فهمه، خطوة بخطوة.
لكن إيكيدنا لم تمنحه الرد الذي كان يرجوه. بقيت عيناها السوداوان موجهتين نحو ريوزو دون أن تحيد.
غطَّى سوبارو وجهه الأحمر بكلتا يديه، فيما خفض أوتو كتفيه بنظرة متعبة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
«هذا يتوقف على مفهوم النجاة نفسه. لكن بلا شك، سنتمكن من صد الخطر الداهم الذي يهددنا في هذه اللحظة. ووفقًا لهدفي الأساسي، سنحظى بفترة من الهدوء تتيح لنا تحسين تدابيرنا المضادة.»
لم يكن رد إيكيدنا يهدف إلى تهدئة مخاوف ريوزو؛ فالساحرة لم تعرف المجاملات أو تزيين الحقائق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إذا قالت إيكيدنا إنها قادرة على فعل شيء، فهذا يعني أنها ستحوله إلى واقع.
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
كانت البلورة زرقاء، شفافة، وجميلة إلى حد جعل ريوزو ترتجف.
«… متى يمكننا البدء؟»
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
«—يمكننا البدء فورًا. هناك منشأة مهيأة لاستقبال النواة. ما تبقى هو تنقية البلورة السحرية التي ستصبح المحفز، والاستعداد لإجراء الطقوس المرتبطة بدماء سكان الكاتدرائية. المشكلة تكمن في كسب الوقت لمواجهة الخطر الداهم…»
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
«هذا… هو واجبي. أليس كذلك، يا معلمتي؟ سأبذل كل ما بوسعي حتى أنفاسي الأخيرة… ريوزو.»
أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
«أعتذر. لا أملك القوة الكافية لإنقاذ معلمتي بمفردي.»
«أبدًا. بالنسبة لي، أنت أيضًا يا سيد روزوال منحتني نعمة غالية لا أستبدلها بشيء. أشعر بالامتنان لذلك، ولا أجد في نفسي أي سبب لألومك على شيء.»
«آه…! اممم، نعم، ليس لديَّ عذر. لقد تصرفتُ بفظاظة بالغة…»
وضعت ريوزو يدها على صدرها الضئيل وهزَّت رأسها ببطء، فيما أطلق روزوال زفرة طويلة بعد ردها. ثم وجه بصره نحو إيكيدنا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سأنطلق حالًا. معلمتي، اهتمي بإعداد الحاجز… وأرجو أن تستدعي بياتريس.»
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
«هذه الذكريات تتعلق بالأمل العزيز الذي حملته عائلة الشاب روز، آل ميزرس، وبتلك السيدة الساحرة التي أنشأت الملجأ وهدفها من ذلك— كما تتعلق بابنتها، الصديقة الوحيدة لريوزو ماير.»
«… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
«آل… غووواااا!!»
«إن لم تستدعيها الآن، فستحمل ضغينة ضدك وضدي طيلة حياتها… ومع ذلك، قد يحدث هذا حتى لو استدعيتها.»
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
«بيتي انتظرت بهدوء في الخارج كما طلبتِ، أمي. ثم رأتها هذه الفتاة من بعيد… فتساءلت بيتي إن كانت لديها أي حاجة لتتحدث إليها.»
عندما أومأت إيكيدنا برأسها، توجه روزوال نحو باب الكوخ. وفي منتصف الطريق، وضع يده على كتف ريوزو وضغط عليها بشدة للحظة وجيزة.
ارتعش صوت بياتريس، ورفعت وجهها وكأنها تلقت صفعة، غير قادرة على استعادة رباطة جأشها.
كانت أصابعه المرتجفة أوضح دليل على أن روزوال سيفتقد وجود ريوزو.
«يجب ألا نتردد! قوته طاغية جدًا! أنا لستُ مستعدًا بعد لخدمة المعلمة كما ينبغي. إن طلبتِ مني أن أكون درعًا لك، فسأفعل بكل سرور. لكن دون خطة مضادة، لن نستطيع…»
«… السيدة بياتريس.»
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
أغمضت ريوزو عينيها وهمست باسم تلك الفتاة الصغيرة. وبينما كانت تفكر في تلك الفتاة العنيدة التي لم تكن موجودة، اعتصر الألم قلبها بشدة.
《٨》
—انقلب المشهد مرة أخرى رأسًا على عقب.
«غاه… ها…!»
مع صرخة مليئة بالمعاناة، سعل الشاب كتلة من الدم وهو يطير موازيًا للأرض.
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
في حين تصاعد الغبار بعنف جراء تدحرجه، وقفت ريوزو مبهوتة، وقد نسيت حتى أن تتنفس.
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
كان مشهدًا طاغيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
«…هاه؟»
في عمر السادسة عشرة فقط، أتقن الشاب الألوان الستة للسحر، وبلغ مستوى يُعد قمة ما يمكن للبشر تحقيقه من فنون السحر. ورغم حصوله على ساحرة كمعلمة، لم يتوقف أبدًا عن السعي إلى المزيد من التقدم. كان عبقريًا حقيقيًّا— لم يكن هناك كلمة أكثر دقة في هذا العالم تصفه من كلمة ”عبقري“ لوصف روزوال إل ميزرس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك آخرون من ذوي الخلفيات المشابهة، وقد كانوا لطفاء، حرصوا على حمايتها كونها فتاة صغيرة وضعيفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
ومع ذلك، ها هو روزوال ممدد على الأرض، يلهث، نافثًا زبدًا ممزوجًا بالدم.
«غاه… ها…!»
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
«… هل ما زلت تريد المزيد؟»
ببرود، انحنى رجل بدا عليه الإرهاق الشديد ونظر إلى روزوال وهو ينطق بهذه الكلمات.
مدحت إيكيدنا روزوال، مما جعل عيني ريوزو تتسعان ذهولًا. فقد كانت إيكيدنا ساحرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وكل ما يتجاوز توقعاتها كان بعيدًا تمامًا عن إدراك ريوزو.
كان عمره يقارب العشرين عامًا، بشعر بني محترق مربوط إلى الخلف. ظهرت تحت عينيه هالات داكنة كمَن يعاني من مرض العضال، وكان وجهه شاحبًا وقامته منحنية. بدا كما لو كان منفصلًا تمامًا عن الحياة، منهكًا لدرجة أنه بالكاد استطاع ارتداء ملابسه والتحرك.
《٣》
لكن لباسه كان الشيء الوحيد الذي يلفت النظر في مظهره، إذ كان أشبه بزي مهرج، رغم أنه لم يحمل في وقفته أي أثر للبهجة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان يسير ببطء، دفع روزوال بقدمه كما لو كان يلعب بحجر صغير، فتطايرت قطرات الدم من جسده المتهالك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
لم يكن رد إيكيدنا يهدف إلى تهدئة مخاوف ريوزو؛ فالساحرة لم تعرف المجاملات أو تزيين الحقائق.
«غــاه!… غههه… غوه…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه… السيدة بياتريس…»
«اصمت. صوتك يزعجني. محبط. مزعج. بائس. مثير للشفقة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أحسنت. لقد فعلت ما بوسعك. لم تنتصر عليَّ، لكنك بذلت جهدًا عظيمًا، أليس كذلك؟ هذا الجهد شيء جيد، أليس كذلك؟ …لكن، لن يجدي نفعًا أن تحاول أكثر من ذلك.»
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
لذا، لم تستطع منع نفسها من الابتسام أمام ملامح الفخر التي ارتسمت على وجه روزوال بعد إنجازه. حتى ريوزو، بحدسها البسيط، أدركت كم يكن روزوال مشاعر خاصة لإيكيدنا. أما إيكيدنا، فقد بدت متفاجئة بمقدار الحب والاحترام الذي يغدقه عليها تلميذها الذي أعلن نفسه بنفسه.
«ما هذا الهراء الذي…؟ إن لم أوقفك هنا… غه، آآااه!!»
«أنا حقًا أكره هذا. يجعلني أشعر بالكآبة. القيام بأمور بشعة كهذه هو الأسوأ. إنه بائس. مثير للشفقة. قاتم. موحش. الأسوأ على الإطلاق. أسوأ ما يمكن— كئيب جدًا.»
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
«هذا النوع من الأشياء يثقل الروح. يجعل صدرك يفسد، ويغرقك في مزاج كئيب.»
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
«لنذهب يا سيدتي بياتريس. أين جرى التحضير؟»
وفي اللحظة التالية، انطلقت صرخة مدوية من روزوال مع التواء أطرافه وتحطمها، بينما تحطمت عظامه وتمزقت أنسجته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا حقًا أكره هذا. يجعلني أشعر بالكآبة. القيام بأمور بشعة كهذه هو الأسوأ. إنه بائس. مثير للشفقة. قاتم. موحش. الأسوأ على الإطلاق. أسوأ ما يمكن— كئيب جدًا.»
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
«شكرًا جزيلًا، سيد روزوال. سأخبرك بالتأكيد إن حدث شيء.»
«آه—»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
كان حديثهما مليئًا بالحدة، مما أوضح أن علاقتهما أبعد ما تكون عن الود.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أليس ما حدث لأن السيدة بياتريس بادرت بممازحتي أولًا، ومنحت السيد روزوال ذريعة للانتقام؟»
سعل كميات هائلة من الدم، مما أقنع أي ناظر بأن أعضائه الداخلية قد انقلبت ودُفعت عبر فمه. انكشفت بياض عينيه، وارتعشت أطرافه حتى خمد تمامًا في سكون قاتل.
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
وفيما غاص روزوال في بحر من الدماء، لا يحرك ساكنًا، استمر الرجل في تفريغ كآبته بصوت خافت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—هكذا انتهت حياة روزوال المهيبة، على يد هذا الرجل الغريب الذي تجاوز كل فهم بشري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
راقبت ريوزو المشهد حتى النهاية، وقد نسيت كيف تتنفس، قبل أن تستعيد أنفاسها المتقطعة أخيرًا—
«آه؟ رغم كل هذا الثقل في صدري، يبدو أن هناك شخصًا هناك؟»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
«—!»
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
في اللحظة التي مرَّ فيها بعض الهواء إلى رئتيها، تحول انتباه الرجل نحوها.
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
تسللت تلك الكلمات الكئيبة إلى أعماق روزوال، وكأنها تلتهم قلبه. وآخر كلمة همس بها الرجل جاءت كضربة قاضية. عجز روزوال عن تحمل الضغط المتزايد، فانهار صدره كما لو سحقه بالكامل.
ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
«انتظر، ماذا؟ لم تقابل الساحرة من قبل يا غارفيل؟»
«إييك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
«… كآبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما ظلت ريوزو عاجزة عن الحركة أو الكلام، وجه الرجل راحة يده نحو الكوخ حيث تجمدت في مكانها. لم تفهم ما كان يفعله، لكن شعرت كما لو أنه أصدر بحقها حكمًا بالإعدام.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا قالت إيكيدنا إنها قادرة على فعل شيء، فهذا يعني أنها ستحوله إلى واقع.
لقد سُحق روزوال بقوة غير مفهومة… والآن سيواجه جسدها المصير ذاته—
جاء إقرار ريوزو برد مطمئن من إيكيدنا، التي أومأت برضا. ومن خلفها، تمتمت بياتريس بصوت خافت فيه شيء من الحزن.
«آل… غووواااا!!»
«لست هنا لسبب محدد… مجرد تمضية الوقت، كما أتساءل؟»
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
دوى هدير مزلزل تفجرت معه ألسنة من اللهب الهائج، مصطبغة بالأحمر القاني.
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
اندفع سيل هائل من الحرارة من يد روزوال المرفوعة، رغم سقوطه.
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
اجتاحت النيران القرمزية الرجل الغامض، وكأنها تنوي تحويله إلى رماد. كانت جحيمًا ملتهبًا جاء من عالم من الحرارة الحارقة.
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
لكن هذا الرجل الطويل النحيف، الذي بدا كتهديد يتجاوز حدود البشر، واجه فجأة هذا الهجوم المستعر—
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
«إذعانًا للعرق… كم هو كئيب.»
تمتم الرجل في خمول، ثم دك اللهيب الجحيمي في الأرض قبل أن يصل إليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان من المفترض أن تحرق الكرة الحمراء المتقدة الرجل وتحوله إلى رماد، مبددة وجوده بالكامل. لكنَّها عجزت عن مس شعرة واحدة منه، لتتحول إلى كتلة صغيرة متوهجة سقطت على الأرض.
«… متى يمكننا البدء؟»
«أدهشني أنك لم تختفِ بعد. اضطراري لاستخدام قوتي أمر كئيب… أريد فقط أن أموت.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما قبض الرجل المتذمر على يده المرفوعة، تسببت هذه الإيماءة في انفجار الكرة التي سقطت على الأرض. تردد صدى صوت الحرارة الحارقة التي تحرق الهواء مرة واحدة، ثم تبدد، واستنفدت مانا بالكامل.
«نعم. هذا ما قالته السيدة إيكيدنا.»
عاشت ريوزو في قرية صغيرة، لكنها شعرت بأن وجودها هو الأصغر على الإطلاق. كامرأة نذرت نفسها للساحرة، غمرها شعور عارم بالسعادة حين أدركت أن ساحرة الجشع نفسها تتذكر اسمها، حتى ارتجف قلبها فرحًا.
—كان هذا السحر هو ما أطلقه روزوال، وقد ناء بجسده وروحه المتهاويين، متشبثًا بأمل مستحيل في قلب المعركة. لكنه استنفد أنفاسه الأخيرة، وكل ما حققه كان إجبار هذا الرجل الغريب على بذل القليل من الجهد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
حاولت بياتريس، على نحو غير مقنع، تبرير فعلتها بعد أن أشارت ريوزو إلى السبب الحقيقي للنزاع بينهما. وبما أنها صادقة حتى النخاع، كانت سيئة جدًا في تقديم الأعذار. ورغم أن ريوزو وجدت هذه السجية لطيفة، فإن المزحة التي لعبتها عليها بياتريس لم تكن مما يمكن تجاوزه بابتسامة بسيطة.
لم يتبقَ سوى مسألة واحدة: مَن سيرحل أولًا -روزوال أم ريوزو- في ثوانٍ معدودة لا أكثر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
«تبًا، يا شيطان الكآبة!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يا له من لقب سيئ… يُثقل روحي. أتظن أنني اخترت أن أكون على هذه الحال، همم؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حتى وإن انحرفت حياتك أو فسدت بطريقة ما… فإنك أصبحت كما أنت بسبب اختياراتك، مهما كانت محدودة. لا تحاول أن تُقنع نفسك بأنك ضحية… يا شيطان الكآبة، هيكتور!»
«إذا فعلنا هذا، هل يعني ذلك أن هذه الأرض… أن الملجأ سيُنجى؟»
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
قطع هيكتور كلامه ووجه راحة يده نحو روزوال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إييك…»
«—غغ، آه!»
«ابنة الساحرة…؟»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
ما إن نطق هيكتور بصوت منخفظ حتى انطلقت صرخة مليئة بالألم، صرخة معلنة قرب نهاية روزوال.
هذه المرة، خمد روزوال تمامًا ولم يعد يقوى على الحركة. ألقى هيكتور عليه نظرة خاطفة قبل أن يستدير بكسل. ثم حدق باتجاه الكوخ حيث كانت ريوزو، و -دون سابق إنذار- انهرس الكوخ تحت ضغط هائل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—غآه… آااه؟!»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
لم تصمد حتى لجزء من الثانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
سُحقت من الأعلى بقوة تفوق وزنها بأضعاف. وبمعجزة ما، سقطت إلى الأمام على الأرض؛ لو تغير وضع جسدها قليلًا لكانت مفاصلها قد انكسرت وانقلبت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com للحظة، اتسعت عينا بياتريس استجابة لاقتراح روزوال، وكأنها شعرت بأنه يسخر منها. لكنها لم تكن أكثر اندهاشًا من ريوزو.
بعد أن خاطب ريوزو باعتذار، أغمض الفتى -روزوال- عينه في غمزة خفيفة.
غير أن تلك المعجزة لم تحقق شيئًا سوى تخفيف بعض الألم الذي سبق موتها المحتوم.
«إن لم تكن تقاوم، فهي ليست إيكيدنا. وإذا لم تكن إيكيدنا… فلا يهمني أمرها، أليس كذلك؟»
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
«—ماذا؟»
«… أتساءل، هل بيتي ليست بخير تمامًا حتى وهي وحدها…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غمر جسدها بالكامل ضغط خانق لا فكاك منه، شعرت كأن الهواء نفسه يسحقها. وفي اللحظة التي ظنت فيها أن صوت هيكتور البعيد سيكون آخر ما تسمعه في هذا العالم، اختفى ذلك الضغط فجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لهاثات متقطعة انبعثت من صدرها، وقد شوهت الدموع واللعاب ملامح وجهها. رفعت ريوزو رأسها بصعوبة وهي تلهث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بالنظر إلى الموقف، من الصعب القول إنني وصلت في الوقت المناسب.»
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
كانت الساحرة ذات الشعر الأبيض تقف خلف الكوخ المتهدم. بطريقة ما، تمكنت من إبطال القوة التي استُدعيَت لتدمير ريوزو.
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
عندما رأى هيكتور هذا المشهد، رفع حاجبيه بدهشة.
«اررر… بياتريس لا تزورني إلا بين الحين والآخر…»
«… لا، لقد أتيتِ في الوقت المناسب تمامًا. تلميذكِ أبطأني بشجاعة، مما أدى إلى تعطيل كل شيء عن جدوله. وهذا حقًا… يُثقل روحي. يجعلني أشعر بالكآبة، بلا شك.»
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
«—سنقوم ببناء نواة الملجأ عبر وضع أودو الخاص بكِ في محفِّز. بهذه الطريقة، سنُسرع عملية تكيُّف مانا جسدك مع تربة هذه الأرض، مما سيمكننا من تفعيل الحاجز.»
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
أبعدت إيكيدنا نظرها عن هيكتور الذي كان يتذمر بأسى، ونظرت إلى روزوال الملقى بلا حراك وسط بركة من الدماء. ضيقت عينيها قليلًا، وهي تتأمل تلميذها الذي أدى واجبه حتى النهاية المريرة.
عندها، صاح غارفيل بصوت عالٍ غير قادر تمامًا على مواكبة المحادثة. فقال له سوبارو، مخاطبًا غارفيل الغاضب: «بشأن ذلك، غضبك يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وهذا بالضبط لماذا أردت أن نبقي البطاقة العشوائية رام بعيدة عن هذا. لا يبدو أن ذلك كان ذا جدوى كبيرة، على الأرجح تخفي حالتها المتدهورة أيضًا.»
«… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
«في موقف كهذا، التزام الهدوء وعدم التأثر يبدو أكثر إثارة للرعب، أليس كذلك؟ إن أردتِ البكاء، فخذي ما يكفي من الوقت لذلك. لستُ بهذه القسوة.»
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
«—بمعنى آخر، باروسو قد قابل ساحرة الجشع؟»
«أنتَ مَن ألحق به الأذى، ثم تتجرأ على قول هذا الكلام؟»
«سيّدتي… بياتريس…»
كان حديثهما مليئًا بالحدة، مما أوضح أن علاقتهما أبعد ما تكون عن الود.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
عندما رفض روزوال الاستسلام لكلماته، انحنى الرجل على ركبته بنفور. أطلق زفرة عميقة وكأنه في مزاج بائس، ثم ضغط بإصبعه على صدر روزوال.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
«—إلى متى ستبقين مستلقية هكذا على نحوٍ مزرٍ؟»
«…هـه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
«هـ-هذا كثير عليَّ! لا يمكنني أن أسبب إزعاجًا للسيدة بياتريس، فهي مشغولة للغاية…»
فجأة، شُدت ريوزو من ياقة ثوبها، لتجد نفسها تُرفع إلى الأعلى. وفي خضم المفاجأة، أدركت أن مَن يقف بجانبها لم يكن سوى فتاة مألوفة، تنظر إليها بوجه متجهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
«آه، أ-أمي…! أنتِ مخطئة! بيتي لم تفعل شيئًا… لكن هذه الفتاة، هي—!»
«سيّدتي… بياتريس…»
«… آااه، فهمت. ريوزو لديها ثلاث نسخ يمكنها التناوب معهن، لكن شيما أُخرجت من الدورة، لهذا لا يوجد مَن يحلُّ محلها. لهذا تبدو متعبة هكذا…»
«ليس هذا وقت الاستلقاء في ذهول. كل ما تفعلينه هنا هو إبطاء الآخرين… غادري بسرعة بينما توفر أمي الوقت اللازم لكِ، أتساءل؟»
«لـ-لكن… السيد روزوال والسيدة إيكيدنا طلبا مني البقاء هنا.»
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
«… روزوال الآن مجرد كومة على الأرض. اسمعي، هل ترافقكِ بيتي، أتساءل؟ هذا ما أمرت به أمي— الطريقة الوحيدة لقلب هذا الوضع لصالحنا.»
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
ورغم ذلك، كانت بياتريس أقوى بكثير من ريوزو التي لم تتمكن إلا من التراجع بخوف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وعندما لا تساعد ريوزو في أعمالها، قضت بياتريس وقتها في دروس السحر، غارقة في صفحات كتاب ضخم لا يتناسب مع حجمها الصغير، وهي تتدرب على التحكم في المانا عبر محاولات متكررة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الاستعدادات قد اكتملت. ألم تخبركِ أمي بذلك، أتساءل؟ قالت إنك ستفهمين جيدًا.»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
«—أفهم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
انعقدت أنفاس ريوزو وهي تهز رأسها، متلقية رسالة إيكيدنا الشفهية. وعلى النقيض منها، لم تبدُ بياتريس وكأنها تفهم المعنى الحقيقي لكلمات أمها، لكن هذا لم يكن المكان المناسب لتوضيح الأمور.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
للفوز في هذه المعركة، التي تتخطى حدود الفهم البشري، كان عليهما المغادرة.
كان من المعتاد أن ترى بياتريس وقد احمرَّ وجهها من الغضب، وهي تتصدى لمزاح روزوال بمهاجمات مضادة. وفي بعض الأحيان، ألقت ريوزو نظرة على مبارزاتهما السحرية، فتبتسم وكأنها تشاهد شجارًا بين شقيقين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لنذهب يا سيدتي بياتريس. أين جرى التحضير؟»
«لقد استلت بياتريس الكلمات من فم المعلمة ذاتها— بالمناسبة، بما أنك تقضين الكثير من الوقت معها، ماذا لو أصبحتِ معلمة لريوزو؟»
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
«… في الغابة، في مبنى ينبعث منه عطر مقزز. كل ما قالته أمي هو أن تأخذكِ بيتي هناك عبر ممرَّها المزعج، أتساءل؟»
درست بياتريس السحر بجدية تامة، ولم تثنها مزاحمات روزوال المتكررة. كانت تحب والدتها إيكيدنا بشدة، والابتسامة التي أظهرتها لريوزو بين حين وآخر كانت ساحرة بحق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هل أكررها، يا ترى؟ تحركي الآن، هل ستقفين هناك طوال اليوم، أتساءل؟»
رغم تذمرها الضمني من هذا التفسير المقتضب، أمسكت بياتريس بيد ريوزو، وسحبتها بعيدًا عن ساحة المعركة. ومع احتدام الصراع بين الساحرة والشيطان، كان عليهما الوصول إلى وجهتهما قبل أن تجرفهما أهوال تلك المعركة المحتدمة.
«…»
«معلمتي! الوقت الذي نقضيه هنا ثمين للغاية! لقد… لقد وصل إلى هذا الحد بالفعل!»
مرة أخيرة، انحنت ريوزو بإجلال نحو ظهر إيكيدنا. لم تُلقِ الساحرة أي اهتمام لها، لكن ريوزو شعرت بواجبها في ذلك.
«ذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
فلم تكن هناك فرصة أخرى للتحدث معها، أو للتعبير عن امتنانها…
《٩》
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
كانت البلورة زرقاء، شفافة، وجميلة إلى حد جعل ريوزو ترتجف.
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
«لا تنبهري بها لدرجة أن تلمسيها عن طريق الخطأ. أتساءل، هل ستصبحين جزءًا من البلورة؟»
حذَّرتها بياتريس بنبرة جدية، مخافة أن تأسرها البلورة بسحرها لدرجة أن تقدم على فعل متهور. كانت تلك البلورة السحرية تحوي طاقة هائلة، قادرة على أن تسيطر على العقل وتدفع أي شخص للقيام بما لا يمكن تصوره. عادت ريوزو إلى رشدها على الفور، ومالت معتذرة: «آسفة!» وهي تخفض رأسها. أن تنجرف خلف سحر البلورة في مثل هذا الوقت الحرج…
وبهذا، أصبحت ريوزو على يقين أنها تستطيع ردَّ الجميل، ولو كان الثمن حياتها.
«تحوي هذه البلورة من المانا ما يكفي لتُسكر أي شخص، فلا عجب أنك تأثرتِ بها… الآن، ماذا نفعل من هنا فصاعدًا؟ كل ما أخبرتني به أمي هو أن أحضركِ إلى هذا المكان.»
حتى لو كانت طفلة، فقد كان على ريوزو، كأحد أعضاء المستوطنة، القيام بالكثير من الأعمال. أحيانًا، ساعدتها بياتريس في الغسيل أو الخياطة على مضض، متذمرة من أنها ليست ماهرة في هذه الأمور. لكن، رغم شكاويها، أنجزت العمل باجتهاد يفوق اجتهاد ريوزو نفسها.
فبعد كل شيء، كانت بياتريس، عندما تشرب الشاي معها، تلك الفتاة التي لا تقاوم الحلويات أبدًا. كانت لطيفةً لدرجة تجعلها لا تطيق رؤية ذلك الجمال يضيع بسبب زيادة في الوزن. كما أرادت ريوزو لأسنانها أن تبقى جميلة، أيضًا.
«ومع ذلك، يا سيدتي بياتريس، لقد قمتِ بما أمْلَتْهُ عليكِ السيدة إيكيدنا بكل إخلاص.»
«سيدة بياتريس؟»
«هل يُعَدُّ هذا أمرًا غير متوقع، أتساءل؟ بالنسبة لبيتي، أمي هي كل شيء… أنتم وسكان هذا المكان محظوظون بوجودها. وعندما ينتهي كل هذا على خير، ألا ينبغي عليكم رد الجميل لها بجدية، أتساءل؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنتِ هناك، أيتها الفتاة. أعتذر، فقد كان من المفترض أن تكون السيدة إيكيدنا هنا، لكني لا أراها في أي مكان.»
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
«— بياتريس فقدت صديقة، أليس كذلك؟»
ومع ذلك، أدركت الآن أن هذا التظاهر بالتعالي ليس إلا صورة من صور لطف الفتاة الصعب فهمه، وتعبيرًا عن مودتها العميقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—تبتسمين الآن بطريقة مقلقة بعض الشيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «السيدة إيكيدنا.»
أشارت بياتريس، الحادة النظرات كعادتها، إلى التعبير العاطفي على وجه ريوزو. لكنها، بحكم معرفتها العميقة بريوزو، أدركت أن تلك الابتسامة ليست عادية. وبمجرد أن وعت ريوزو ذلك، فاضت عيناها بالدموع.
تراخت ذراعاها من المفاجأة، وكادت تسقط السلة من بين يديها.
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
«أ-أنا آسفة جدًا…! دخل شيء في عيني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
«نغغغ…!»
أظهرت بياتريس تعاطفها مع ريوزو التي كانت تبكي، ثم حوَّلت نظرها نحو الخارج، حيث تُركت إيكيدنا وروزوال. أومأت عدة مرات باتجاه ريوزو، مؤكدة على ضرورة المضي قدمًا.
عندما استدارت، رأت بياتريس تقف هناك، بوجه كانت ريوزو تراه لأول مرة، ممسكةً بكمَّها بأصابع مرتعشة.
«بمجرد أن تقف بيتي بجانب أمي، سيعود كل شيء إلى طبيعته، أتساءل؟ ذلك الأحمق روزوال على وشك الموت، لذا عليَّ إنقاذه بسرعة أيضًا. وبعد الغد، يمكننا أن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
بدأت بياتريس بسرد قائمة من الأمور التي يمكن أن تبعث على الاطمئنان، بسرعة تفوق المعتاد، وكأنها تحاول مواساة ريوزو بأقصى ما تستطيع. وفي لحظة خاطفة، تأثرت ريوزو بصدق هذه المشاعر، وهو ما أشعل في صدرها دفئًا غريبًا. تلك الكلمات منحتها القوة، وشعرت بفخر عميق تجاه بياتريس في تلك اللحظة.
ولهذا السبب—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«سيدتي بياتريس، أشكركِ على الاعتناء بي طوال هذه المدة الطويلة… هذه هي لحظة الوداع.»
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
—رفضت ذلك العزاء، واختارت المضي قدمًا نحو مصير شائك، بلا تردد.
«—هـه؟»
وضعت ريوزو يدها على صدرها الضئيل وهزَّت رأسها ببطء، فيما أطلق روزوال زفرة طويلة بعد ردها. ثم وجه بصره نحو إيكيدنا.
ومن بعيد، تردد صدى زئير قادم من خلف المبنى.
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
استدارت ريوزو لتنظر إليها، فرأت بياتريس تحدق فيها بذهول. كان التردد والألم يطفوان في عيني بياتريس المستديرتين، لكن ريوزو، التي كانت تعرف طيبة قلبها، لم تتراجع.
ومع هذه الكلمات، مدت بياتريس يديها نحو الغسيل بتعبير يبدو غير راغب على وجهها.
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
طوال الوقت، كانت ريوزو تعتذر عن أي شيء قد يزعج بياتريس. لكن هذه المرة وحدها، لم يكن بإمكانها فعل ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«غــاه!… غههه… غوه…!»
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
«—آه.»
«لا، أنتِ مخطئة. لو كنت سأهرب، لأملت أن ألتقي بكِ مجددًا يومًا ما. لكن هذا وداع أبدي… لن أتمكن من التحدث إلى سيدتي بياتريس مرة أخرى.»
شددت بياتريس شفتيها بإحكام، بينما تطلعت بعمق إلى عيني ريوزو، وكأنها تبحث عن نواياها الحقيقية. كانت هذه أول مرة تسمح فيها بياتريس لريوزو برؤية مدى يأسها. اختارت ريوزو كلماتها بعناية وهدوء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com انخفض رأس روزوال، وقد ارتسمت على ملامحه حسرة عميقة. ثم ضرب الطاولة بقبضته بأقصى ما يملك من قوة، فأنَّت أرجل الطاولة القديمة تحت وطأة الضربة، وبدأت الدماء تتسلل من يده الممزقة.
اختارتها من بين كل الكلمات التي تملكها، لأن هذه اللحظة كانت الأهم في حياتها.
《٢》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا المرفق… قد صُمم لنشر حاجز حول الغابة. وكان من المفترض أن أصبح أنا النواة التي تُفعِّل ذلك الحاجز… لكن لم يعد هناك وقت كافٍ لتنفيذ الخطة الأصلية.»
«بعيدًا عن ذلك. إنها تعامل حتى شخصًا مثلي بلطف بالغ. في الواقع، أنا دائمًا أُغضب السيدة بياتريس… حتى أنني خشيت أن تبدأ في كراهيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —إلا أن نظرتها حملت في طيَّاتها شوقًا وحبًا رقيقًا.
«وقت الحاجز… وذاك الرجل يُشكِّل عقبة؟ إذًا علينا أن…»
«أنا أيضًا لا أعرف عنه شيء دونو شيء… لو ما تصبح الجدة شي خَرِفَة، فإذًا ما الأمر؟»
«لن يُهزم بالقتال وحده. كانت هذه هي النتيجة التي أدت إلى إنشاء الملجأ في الأساس. أعتقد أن سبب تفاني السيد روزوال هو إدراكه أن إنقاذ السيدة إيكيدنا لن يكون ممكنًا إلا بهذا الحل.»
كان شيطان الكآبة كائنًا يفوق التصور في قوته، لدرجة أن تلك الحقيقة كانت وراء هذا المشروع برمته. حتى ريوزو لم تكن تعرف بدقة تأثير تفعيل الحاجز على ذلك الشيطان. لكن هذا الوعد الوحيد الذي قطعته إيكيدنا كان راسخًا في ذهنها.
هزَّ سوبارو رأسه موافقًا بعد أن تحقق أوتو من الأمر معه، مستعيدًا ذكرى من دورة سابقة في الحلقة الزمنية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
أومأ سوبارو برأسه بعمق على تعليق أوتو، وانحنى برأسه نحو ظهر رام التي اختفت بالفعل. لم يستطع مجاراتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… أشعر بألم في صدري أكثر مما توقعت. لا أستطيع الحفاظ على حيادي تجاه هذه النتيجة…»
«هـ-هل تتحدثين بجنون، أتساءل؟! أن تقدِّمي جسدك… ما الذي تعتقدين أنك قادرة على فعله؟! أنت لا تفهمين شيئًا عن السحر! أنتِ… أأأ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
برفع صوتها وبكلمات متسارعة، اقتربت بياتريس من ريوزو بخطوات متلاحقة، لكن في منتصف حديثها، توقفت فجأة. الفتاة الذكية وجدت الجواب على سؤالها بنفسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت نبرة إيكيدنا خالية من العاطفة، لكنها بدت هادئة وحازمة وصارمة. لو كانت ريوزو تجهل بياتريس، لظنت أن والدتها تقسو عليها، لكن ملامح الامتعاض التي علت وجه الفتاة جعلتها تعتقد عكس ذلك.
حدقت بياتريس، وقد صُدمت، إلى البلورة السحرية الزرقاء التي تقبع بجانبهما.
«هل ستستخدمين هذه البلورة كوسيط لتجعلين من طاقة أودو الخاصة بكِ نواةً للحاجز؟ إذا فعلتِ ذلك، يمكنكِ تجاوز حاجة انتظار تنشيط المانا في التربة، وستصبح الغابة ملجأا على الفور…»
«نعم. هذا ما قالته السيدة إيكيدنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان ذلك هو القرار الذي توصلت إليه إيكيدنا وروزوال قبل بدء هجوم الشيطان.
«هل يُعَدُّ هذا أمرًا غير متوقع، أتساءل؟ بالنسبة لبيتي، أمي هي كل شيء… أنتم وسكان هذا المكان محظوظون بوجودها. وعندما ينتهي كل هذا على خير، ألا ينبغي عليكم رد الجميل لها بجدية، أتساءل؟»
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
خرج صوت بياتريس ضعيفًا، بينما رمشت عينيها غير مستوعبة.
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
«—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
«أنتِ مخطئة…! بيتي… بيتي لم تنوي ذلك…»
《١٠》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
ارتعش صوت بياتريس، ورفعت وجهها وكأنها تلقت صفعة، غير قادرة على استعادة رباطة جأشها.
«أنا لست أشبه بابنتكِ—أنا ابنتكِ بالفعل!»
«لم أفعل ذلك مع أمي بنية… انتظري، أتوسل إليكِ! هـ-هل يمكن لبيتي أن تطلب من أمي شخصيًا، أتساءل؟ أمي لطيفة مع بيتي، وستستمع لي بالتأكيد…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إذًا، بيتي قررت الذهاب لمساعدة أمي فورًا! إذا كانت أمي معي، هل تظنين أن ذلك الشيطان سيصمد؟! بيتي ستعالج روزوال أيضًا، ثم بعد ذلك…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هزت بياتريس رأسها في إنكار، لكن كلماتها تلاشت تدريجيًا في النهاية. هي نفسها عرفت أكثر من أي شخص آخر أن إعلانها اليائس لم يكن مقنعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس حاجزًا عاديًّا. يجب ألا يُكسر هذا الحاجز بأي حال. ولأجل ذلك، كنت أحرص على التحضير بعناية فائقة. على مدى سنوات، جمعتُ هنا مَن يحملون دماء بشرية وشبه بشرية، لضمان تحقيق النطاق اللازم لإقامة الحاجز. وقد تكونين أنتِ الدفعة الأخيرة التي نحتاجها. لكن…»
—كانت بياتريس رائعة. احترمتها ريوزو من أعماق قلبها.
على النقيض من إيكيدنا التي وقفت على مسافة، تصرف هيكتور بطبيعته المعتادة. ورغم يقين الجميع بقوة إيكيدنا، إلا أن هيكتور كان كيانًا يتجاوز حدود المنطق. لم تستطع ريوزو حتى تخيل أحد يهزمه في قتال.
كانت ريوزو تراقبها طوال الوقت. كانت تعلم مدى حب بياتريس لوالدتها، وكيف أن علاقتها المتضاربة مع روزوال أشبه بمشاكسات بين الأشقاء، وكيف كانت ترسل إليها اهتمامًا غير ملحوظ.
كانت تلك الفتاة هي ريوزو ماير، الأصل الذي استُنسخت منه شيما وبقية النسخ. داخل القبر، عايشت شيما، النسخة، ذكريات ريوزو ماير كما عاشتها في حياتها.
درست بياتريس السحر بجدية تامة، ولم تثنها مزاحمات روزوال المتكررة. كانت تحب والدتها إيكيدنا بشدة، والابتسامة التي أظهرتها لريوزو بين حين وآخر كانت ساحرة بحق.
«إذا جاء غارفيل الفظ والوقح وأزعج راحة السيدة شيما، فسنكون كمَن يضع العربة أمام التنين. سأشعر بالذنب إذا تركت رجالًا عديمي الحس والاعتبار بجانبها بدلًا من السيدة ريوزو.»
«لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
عندما شعرت بأنفاسهما تتوقف، استجمعت شجاعتها لتواصل:
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«صحيح؟ هل أفعل ذلك، أتساءل؟ هذه الحشود مزعجة بالنسبة لبياتريس، لكنها تستطيع التكيف. سأحمل روزوال حينما تتاح الفرصة، وسآخذ والدتي أيضًا… هيه، ومن ثم—!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
«وبعد أن نهرب بهذه الطريقة، سنعيش في خوف من مطاردة ذلك الرجل لنا مجددًا؟ بفضل السيدة إيكيدنا والسيد روزوال، حصلنا أخيرًا على مكان للسلام… إذا تخلينا عن هذا المكان، لا أستطيع إلا أن أتساءل، كم من الوقت سيستغرق بناء ملجأ جديد؟»
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
عندما رأت تعبير الحزن يتسلل إلى وجه الفتاة، اجتاحتها مشاعر مُرَّة أيضًا. كانت بياتريس ببساطة لطيفة، لكن ريوزو داست على لطفها لتُعبِّر عن رأيها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —إلا أن نظرتها حملت في طيَّاتها شوقًا وحبًا رقيقًا.
«لا تقلق، قائد. لم تفعل شيء غريب بفضلك فكرت في فعل شيء مثل هذا. الحب مثل السباق، مَن يصل أولًا يربح.»
لقد خانت كل ما فعلتاه معًا، وكل المشاعر التي تقاسمتاها يومًا بعد يوم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لو استخدمت بياتريس المرور ليهرب الجميع من هنا، فسيسير كل شيء على ما يرام.»
كم كان هذا قاسيًا، أنانيًا، وجاحدًا؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد بلغت حد نسخة تعتمد على إمداد ضعيف من المانا، وتستطيع النشاط فقط في أوقات معينة. لقد انتهى الحديث عن الماضي. سيسمحون لشيما بالنوم، بعد أن أدت واجبها. أما البقية، فقد أُوكلت إلى سوبارو والآخرين.
«سيدتي بياتريس، أحب هذا المكان. أؤمن حقًا بأنه كان من الرائع أن يُسمح لي بالعيش هنا. أحب كثيرًا الوجوه المبتسمة لكل مَن يعيش هنا. لا يجب أن يُفقد هذا المكان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
«—! جدتي!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد اكتفيتُ من الذكريات الدافئة. أنا، طفلة محظورة وغير مرغوب بها، تم استقبالي هنا ومنحي سعادةً لم أستحقها… لذلك، أشعر بالرضا.»
«حسنًا، هو أمر من هذا القبيل. أعتقد أنني سأحضر إلى هنا معها بوتيرة أكبر في المستقبل. لذا، ستلتقيان كثيرًا، وأود منكما أن تتفقا جيدًا.»
بلا شك، لن يكون هناك أي ألم أو معاناة.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
«نعم. أفهم ذلك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
قاطعت ريوزو كلمات بياتريس وهزت رأسها بعمق، لأنها كانت تعرف هذا بالفعل.
اختارت شيما كلماتها وذكرياتها بعناية وهي تتحدث عن ماضي ريوزو ماير.
كانت تفهم الغرض الحقيقي من الملجأ.
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
«هذا المكان هو لتواجه به السيدة إيكيدنا الرجل الذي يطاردها.»
«—تابعي قصتكِ، من فضلكِ. حتى الآن، تحدثتِ فقط عن ذكريات دافئة من الماضي. لكننا جميعًا نعلم أن المحاكمة لا تنتهي عند هذا الحد.»
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
«في هذه اللحظة، أفهم أن هذا ما هو عليه هذا المكان، وما أنا هنا من أجله.»
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
—الاستمرار في الابتسام بتلك الطريقة.
غير قادرة على الفهم، هزَّت بياتريس رأسها بضعف يمنةً ويسرة. وأمام نظرتها الملتمسة، أظهرت ريوزو ابتسامة مشرقة، سعيدة.
«—لكن، ليس هناك بعد ”نواة“ كافية لتفعيل الحاجز.»
«لا بأس. ربما بدأ هذا المكان هكذا، لكن كل الوقت الذي قضيناه هنا قد غيَّر الأمور بلا شك. العيش هنا، القدرة على التحدث معكِ يا سيدتي بياتريس، والتواجد مع الجميع… هذه جميعها خيارات اخترتها بنفسي.»
وفيما غاص روزوال في بحر من الدماء، لا يحرك ساكنًا، استمر الرجل في تفريغ كآبته بصوت خافت.
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
«—لا تقلقي. ألا تدركين أن حتى بيتي تفهم قلقك في مثل هذا الوضع، أتساءل؟ من الأفضل أن تبقي صامتة وتنتظري هنا.»
لكن هذا المكان كان مختلفًا. هنا، للمرة الأولى، اختارت ريوزو كيف تعيش حياتها.
«قائد، طريقتك في الكلام توحي وكأنك قابلت الساحرة… أما أنا، فقد اجتزت الأمر وانتهى. لم أقابل الساحرة. ولن أتحدث عن ما جرى في الداخل بعد الآن.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
اللقاءات الكريمة التي عاشتها، والأيام التي قضتها بعزم على تكوين صداقات جديدة— كانت كلها قرارات اتخذتها بنفسها.
وكذلك كان اقترابها من تلك الفتاة التي تحمل كتابها محاولة لتكون مثلها، وتعلمها منها لتُحسن التقليد، متتبعةً مستقبلًا طلبت فيه من الفتاة أن تعلمها أشياء أكثر.
«أسلوبك في الحديث لم يتغير أبدًا… ما زلت كما كنت حين افترقنا.»
«أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
«وقت الحاجز… وذاك الرجل يُشكِّل عقبة؟ إذًا علينا أن…»
حتى لو لم ترَ المستقبل الذي خططت له، فإن ريوزو ما زالت تُقدِّر سعادته، ودفء أيامه.
في تلك اللحظات، كان روزوال دائمًا يظهر، قاطعًا تدريبات بياتريس، مما يثير غضبها. ومع ذلك، لم يُظهر روزوال سلوكه النبيل المعتاد إلا في حضرة إيكيدنا وبياتريس.
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
«لقد عشتُ بسعادة هنا. لهذا يجب أن أرحل. سأحمي تلك السعادة. سيدتي بياتريس، أشكركِ كثيرًا على العطف الذي أظهرتِه لي مرات عديدة، واليوم مرة أخرى.»
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
ومن بعيد، تردد صدى زئير قادم من خلف المبنى.
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
استمعت شيما لتصريح سوبارو، وهزت رأسها ببطء وهي تتحدث. كانت خصلات شعرها الوردي الفاتح تتمايل في حركة بدت لسوبارو كأنها تعبير ملموس عن قلقها الداخلي.
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «السيدة إيكيدنا.»
في لحظة واحدة، أغلقت ريوزو عينيها، تخفي بحنكة القلق الخفيف الذي كان يراودها. أمامها مباشرة، كانت بياتريس تبذل قصارى جهدها، تبحث بيأس عن الكلمات… عن كلمات سحرية تجعل إرادة ريوزو تتزعزع، ومشاعرها تهتز، وتجعلها تتراجع عن قرارها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
—لكن مثل هذه الكلمات السحرية لم تكن موجودة في هذا العالم.
«—هل يعد ذلك مشكلة حقيقية، أتساءل؟ هذا الأمر لا يتعدى كونه لعب أطفال.»
انحنت ريوزو على عجل أمام الفتى، الذي خطا خطوة واسعة ليقترب منها ومدَّ يده تحت السلة لمنعها من السقوط. ابتسم ابتسامة لطيفة وقد ظهرت على وجهه علامات الحرج، ثم هزَّ رأسه نافيًا بلطف.
«سيدتي بياتريس.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
«سيّدتي… بياتريس…»
«احرصي على ألا تفرطي في تناول الحلويات.»
«في البداية، تقبلت ذلك تمامًا كما هو. ونتيجة لذلك، فقدت أفكاري وتصرفاتي كفاءتها الطبيعية، وتم استبعادي من مهمة الريوزو الإدارية.»
—بدلًا من الكلمات السحرية، قدمت ريوزو طلبًا أخيرًا إلى بياتريس.
كان مشهدًا طاغيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
فبعد كل شيء، كانت بياتريس، عندما تشرب الشاي معها، تلك الفتاة التي لا تقاوم الحلويات أبدًا. كانت لطيفةً لدرجة تجعلها لا تطيق رؤية ذلك الجمال يضيع بسبب زيادة في الوزن. كما أرادت ريوزو لأسنانها أن تبقى جميلة، أيضًا.
بالطبع، كانت تعلم أن إيكيدنا و روزوال لم يبحثا عنها وعن الآخرين من ذوي الدماء المختلطة بدافع طيب… على الرغم من أن ذلك منحهم وطنًا جديدًا وأملًا جديدًا.
«تقصد أن تكون بيتي معلمة لهذه الفتاة…؟»
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
بلا شك، لن يكون هناك أي ألم أو معاناة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«ووه… آه! أ-أنا آسفة للغاية!»
ورغم أنها كانت قد استسلمت لمصيرها، لم تكن تعرف كيف ستكون نهايتها. شعرت بأنها ضعيفة بعض الشيء لأنها وجدت الأمر مخيفًا ولو قليلًا.
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ابتسمت إيكيدنا، وقد ارتسمت على وجهها بسمة هادئة وهي تنظر إلى وجه بياتريس العابس، ثم التفتت نحو ريوزو.
عندما تبتلعها تلك النور، ستتمكن من تحويل المكان إلى ملجأ حقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
《٦》
فجأة، شعرت بجذبٍ خفيفٍ على كمَّها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ارتجَّت الأرض، متأثرةً بتوابع المعركة الدائرة بين الكائنات ذات القوة الخارقة، ما جعل الأجواء تهتز بعنف. كان التغير بطيئًا، لكن الزئير كان بلا شك يقترب، كأن القدر ذاته يطالب الثنائي باتخاذ قرار حاسم.
عندما استدارت، رأت بياتريس تقف هناك، بوجه كانت ريوزو تراه لأول مرة، ممسكةً بكمَّها بأصابع مرتعشة.
حتى بياتريس ربما لم تكن تفهم لماذا أرادت إيقافها.
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
لكن، دون تفسير، رأت ريوزو الصدق في عيني بياتريس المستديرتين.
«أ-أنا لقد وعدتُ… بتعليمكِ القراءة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… لقد أنقذتني السيدة إيكيدنا والسيد روزوال. كنت سعيدة بقدومي إلى هذا المكان، حيث تمكنت من العيش دون ازدراء أو نبذ. إن كان بإمكاني رد هذا الجميل الغالي، أعتقد أن ذلك سيمنح حياتي معنى.»
حقيقة أن المستقبل الذي خطته أفكارهما، في اللحظة الأخيرة، كان واحدًا، منحت ريوزو الشجاعة التي تحتاجها لتُكمل.
كم كان سيكون رائعًا لو استطاعت قضاء المزيد من الوقت مع بياتريس على هذا النحو.
تمتم الرجل كما لو كان يشكو لنفسه، دون أي نية حقيقية في التحدث مع الآخرين. ومع كل كلمة وكل خطوة، ازداد الضرر الذي أصاب جسد روزوال. عظامه أصدرت صريرًا، ولحمه تمزق وانفجر، وجسده انهار كما لو كان يسحقه الهواء، بينما انهمرت منه دموع ملطخة بالدم.
برفق، نزعت ريوزو أصابع بياتريس من على كمها.
وفي النهاية، مع دفء أطراف أصابعهما المتلامسة، ابتسمت ريوزو كزهرة تتفتح.
كان وجه الفتاة يحمل ملامح فاتنة، وشعرها بلون كريمي كأن النور قد ذاب في خصلاته، وبشرتها بيضاء شفافة تكاد تُرى من خلالها. عيناها المستديرتان بلون أزرق شاحب؛ ولو كان هناك كلمة واحدة تجسد مظهرها فهي آسرة.
لم تعد تخشى شيئًا— فقد بددت بياتريس كل آثار ذلك.
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
«شكرًا لكِ— وداعًا، بيتي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—الوضع قد تغيَّر إلى حدٍّ ما. تعالي معي فورًا إلى حيث المعلمة.»
وبعد أن شاركت مودتها مع الشخص الذي أحبته أكثر من أي شخص آخر في حياتها، احتوى الضوء الأزرق وعي ريوزو بالكامل.
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
《١٠》
أظهرت بياتريس تعاطفها مع ريوزو التي كانت تبكي، ثم حوَّلت نظرها نحو الخارج، حيث تُركت إيكيدنا وروزوال. أومأت عدة مرات باتجاه ريوزو، مؤكدة على ضرورة المضي قدمًا.
«هذه… جميع ذكريات ريوزو ماير التي رأيتها داخل القبر.»
حتى بياتريس لم تستطع الحفاظ على هدوئها أمام سقوط روزوال وحضور هذا الشيطان الغامض. بدا الغضب في قسماتها، وكأنها تعنف ريوزو بنظراتها.
انحنت شيما برأسها بعمق، منهية بذلك سردًا موجزًا، لكنه كان يبدو طويلًا للغاية، عن أحداث الماضي.
ارتعش صوت بياتريس، ورفعت وجهها وكأنها تلقت صفعة، غير قادرة على استعادة رباطة جأشها.
استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
«الذكريات تنتهي هنا. ليس لديَّ أي وسيلة لمعرفة ما حدث بعد ذلك. لكن من واقع استمرار الملجأ في الوجود، يبدو أن قرار ريوزو ماير لم يكن بلا جدوى.»
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
«ومع ذلك، فإن هذا… يختلف اختلافًا كبير عن حقيقة الملجأ كما أعرفه…»
«فهمت… سأستدعيها قريبًا.»
الأكثر تأثرًا من بينهم جميعًا كانت ريوزو، التي وُلدت بالطريقة نفسها التي وُلدت بها شيما. شغلت نفس الموقع، لكنها لم تكن تعلم بالمعرفة التي احتفظ بها ذووها في طي الكتمان، وكان الصدمة التي شعرت بها جراء معرفتها للحقيقة لا يمكن قياسها. ورغم أن سوبارو لم يشعر بالصدمة بذات القدر، إلا أنه لم يستطع إلا أن يتفاجأ بالحقيقة أيضًا.
«سيّدتي… بياتريس…»
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
«ماذا تعنين بالوداع…؟ هل تعنين أنكِ ستهربين؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، إنها موجودة هناك في منشأة النسخ… لكن الغرض من المنشأة، بما في ذلك البلورة، يختلف تمامًا عما سمعت به. لم تذكر إيكيدونا شيئًا عن الحاجز أيضًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خلال لقاءاته مع إيكيدونا في قصر أحلامها، لم تتطرق أبدًا إلى غرض الحاجز.
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
مرةً، ادعت إيكيدونا زورًا أن التجربة لا علاقة لها بها، لكنه غير رأيه تمامًا. ولتجنب الوقوع في مزيد من الأكاذيب، قرر سوبارو أنه في مسعاه للتحقيق في خلق الملجأ وطبيعة الحاجز، سيبحث لا لدى إيكيدونا بل لدى—
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
فجأة، تبدلت ملامح بياتريس جذريًا، فقفزت من فوق الجذع بخفة. وألقت نظرة جانبية سريعة نحو ريوزو التي بدت عليها الحيرة، ثم أشارت بيدها نحو منزل قريب.
«أين سمعتِ شيما… أو بالأحرى، كيف علمت الريوزو بمقصد إيكيدونا؟»
«حجة وجيهة. تؤلم أذني… وتشعرني بالسوء. همم. حقًا، لا أتفاهم معك إطلاقًا. ولهذا السبب—»
جاء الصوت من خلف الفتاة، ومن ثم مباشرة أمام ريوزو. ومن كوخ في عمق المستوطنة، خرجت امرأة تنضح بهالة بيضاء نقية.
كان هدف إيكيدونا الخلود— بنقل ذكرياتها إلى أحد النسخ، يمكنها أن تحقق حياة أبدية زائفة. لكن يبدو أن خللًا ما قد حدث؛ ولم يبق سوى بناء النسخ والأوعية المحتملة، وما زاد عددها حتى اليوم. تلك كانت القصة.
«نغغغ…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أنا… نحن النسخ الأولى التي أوكلت إليها مهمة الإدارة. الذكاء… والهدف… كانا في رؤوسنا منذ البداية. ولهذا لم نُفكر أبدًا في التشكيك بالأمر…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وفقًا لما قالته السيدة بياتريس، أخبرتِها بأنني أصلح تمامًا لتلبية هذه الشروط. كما علمت أن السيدة بياتريس قد أخذت عينات من المانا الخاص بي عدة مرات خلال الأشهر الماضية لهذا الغرض.»
لقد خانت كل ما فعلتاه معًا، وكل المشاعر التي تقاسمتاها يومًا بعد يوم.
«في البداية، تقبلت ذلك تمامًا كما هو. ونتيجة لذلك، فقدت أفكاري وتصرفاتي كفاءتها الطبيعية، وتم استبعادي من مهمة الريوزو الإدارية.»
بينما كانت ريوزو تحدق في إيكيدنا وروزوال، أطلت بياتريس من الجانب، مكتوفة الذراعين، وأطلقت شهيقًا ساخرًا، وقد بدت على وجهها تلك الملامح المعتادة التي اعتادت عليها ريوزو. ولأنها اعتادت على هذا التعبير الغاضب، لم تعتذر بياتريس عن تسببه.
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
«إذا تم تفعيل الحاجز، سيتحول هذا المكان إلى ملجأ، وسيصبح محميًا. السيدة إيكيدنا وعدتني بذلك… ولذلك سأقدِّم جسدي في سبيل تحقيقه.»
ومع ذلك، لم يكن لدى شيما الوقت الكافي. لم يستطيعوا الانتظار حتى تستعيد ريوزو اتزانها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com استمع سوبارو والبقية بوجوه متلهفة إلى نهاية حديثها، دون أن يبدوا أي تعليق على حركة شيما تلك. لا بد وأنها تحملت عذابات على مدار سنوات طويلة حيال ما تحدثت عنه: أصل الملجأ وعبء الحقيقة المخفية عن ريوزو ماير، الفتاة التي كانت جدتها.
«أنا آسفة، يا ريوزو، لكن علينا أن نمضي بالحديث قُدمًا. لستُ متفاجئةً من أن إيكيدونا أخفت هدفها الحقيقي. هذا أمر معتاد منها. إذًا، بشأن ذلك الهدف المخفي…»
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
«سيد ناتسكي، يثير اهتمامي بين حين وآخر أنك تتحدث بجرأة عن الساحرات، أليس كذلك…؟»
انحنت ريوزو بخضوع أمام بياتريس المتجهمة، ثم أسرعت بمغادرة المكان على عجل.
«ذلك لأن لديَّ ضغينة ضدهن. ومَن يكون هذا الكائن المسمى بالكآبة الذي ظهر في القصة؟»
ألحَّ سوبارو بالسؤال حول مفهوم الكآبة، الذي لعب دورًا بارزًا وجليًا. إن كان ذلك مجرد جهل منه، كما هو الحال مع الساحرات السبع المرتبطات بأسماء الخطايا السبع المميتة، فلا بأس. أما إذا لم يكن كذلك—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذه أول مرة تسمع فيها رام عن كائن يُدعى الكآبة أيضًا. حتى بخصوص ساحرة الجشع، أعلم القليل باستثناء الاسم… ومع ذلك، لم أسمع شيئًا عن هذا الكآبة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… متى يمكننا البدء؟»
«أنا أيضًا لا أعرف عنه شيء دونو شيء… لو ما تصبح الجدة شي خَرِفَة، فإذًا ما الأمر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن يُهزم بالقتال وحده. كانت هذه هي النتيجة التي أدت إلى إنشاء الملجأ في الأساس. أعتقد أن سبب تفاني السيد روزوال هو إدراكه أن إنقاذ السيدة إيكيدنا لن يكون ممكنًا إلا بهذا الحل.»
هزت رام وغارفيل رأسيهما جانبًا كردٍ على سؤال سوبارو. وعندما نظر إليهما سوبارو، وجد أوتو كذلك يهز كتفيه في حيرة، يزداد ارتباكه من الموقف.
لكن سوبارو جاءته فكرة واحدة، وإن لم يكن يحبذ تصديقها.
«الخطايا السبع المميتة هي الكبرياء، الغيرة، الغضب، الكسل، الجشع، الشراهة، والشهوة… لكنني سمعتُ أنه في الماضي، كانت مختلفة، وكانت هناك خطايا أخرى تُدرج بجانب الخطايا المعترف بها حاليًا.»
«من أين سمعت ذلك…؟ لا جدوى من السؤال على ما يبدو… إذًا، ما هي تلك الخطايا الأخرى؟»
«الشاب سو والبقية يعرفون أين انتهت البلورة السحرية وكذلك مصير ريوزو ماير.»
«أعتقد… أنها كانت الكآبة والغرور، على ما أذكر.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأت الفتاة التي كانت مخبأة في منشأة النسخ داخل الغابة، نائمة في داخل بلورة.
فإذا كانت الكآبة والغرور قد استُبعِدتا من الخطايا السبع المميتة، فيمكن تسميتهما بـ ”الخطايا المميتة القديمة“.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخفى روزوال حزنه العميق خلف نظراته، ثم التفت نحو ريوزو. لم يظهر على وجهه الشاب أي أثر للضعف، بل انعكس فيه احترام عميق لريوزو، التي كانت عزيمتها صلبة بقدر عزيمته.
استمعت شيما لتصريح سوبارو، وهزت رأسها ببطء وهي تتحدث. كانت خصلات شعرها الوردي الفاتح تتمايل في حركة بدت لسوبارو كأنها تعبير ملموس عن قلقها الداخلي.
وإذا كانت هذه مرتبطة بالكآبة التي لها صلة بماضي الملجأ، فربما قد يكون هناك وجود للغرور أيضًا.
«مع ذلك، هذا ليس فقط مزعجًا، بل أمرٌ رهيب بحق.»
«ربما… هذا صحيح.»
في هذه اللحظة، لم يشك أحد من الحاضرين في معلومات سوبارو، رغم أن مصدرها لم يكن واضحًا. فحتى أوتو، الذي كان أول المؤمنين، نظر إلى وجوه الجميع وقال: «أليس كذلك؟ مجرد وجود ساحرات الخطايا السبع المميتة ترك أثرًا في التاريخ. ومع ذلك، هناك خطايا مميتة غير مسجلة في التاريخ؟ وعلاوة على ذلك، من خلال مجرد السماع عنها، يبدو أنها كائنات قاسية بحق. هناك شيء غريب بالتأكيد.»
«…»
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
«في المقام الأول، حتى الغرض من إنشاء الملجأ كان مخفيًا عن السيدة ريوزو. بمعنى آخر، وجود الكآبة قد مُحِي عمدًا. لا نعلم لأي غرض، لكن…»
«… كآبة.»
«وجود أشخاص ذوي عقول حكيمة يسرع الحديث حقًا…»
«إن كنتِ مصَرّة، فما من خيار آخر، أتساءل؟ أنتِ فتاة محظوظة للغاية.»
«سيدة بياتريس؟»
تنهد سوبارو بإعجاب من سرعة تفكير كلٍ من أوتو ورام، ثم نظر إلى شيما. ومن خلال استنتاج المجموعة وكل ما عرفه سوبارو عن حالة الملجأ الحالية، كان تاريخ ما حدث في الملجأ—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى روزوال كيف سكتت ريوزو، فتمتم بتعليق بصوت بدا عليه شيء من الشجن. ومع أن ابتسامته لم تزل من على وجهه، إلا أن ملامحه بدت متألمة قليلًا، مما جعل صدر ريوزو يضيق بحزن غامض.
«—كل شيء مزيف. المهمة التي أُوكلت إلى ريوزو، وطريقة إنشاء النسخ— كانت كلها مجرد تمويه لتغطية الإجراءات التي قامت بها إيكيدونا لمواجهة الكآبة، هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى بياتريس ربما لم تكن تفهم لماذا أرادت إيقافها.
«—يبدو أن وجود الكآبة كان شيئًا اضطرت إلى إخفائه بكل هذه الجهود.»
حتى وصولها إلى الملجأ، عاشت حياةً لم تقرر فيها شيئًا لنفسها. وكمخلوقة نصف شيطان في عالم قاس، واجهت ريوزو تجارب مريرة لا تُعد رغم صغر سنها.
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
«—! جدتي!»
وكان يحدث بين حين وآخر أن تفاجئهم إيكيدنا وسط مشاجرتهم، فيبهت وجه كل من روزوال وبياتريس من الرعب، مما يثير الضحك بين سكان المستوطنة جميعًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «على أي حال.» بدأت رام وهي تلقي نظرة خاطفة على وجهه البائس قبل أن تلتفت نحو سوبارو، «السيدة ريوزو… أو بالأحرى، الآنسة شيما، لأن هذا هو الاسم الذي ترغب في أن تُنادى به، تريد التحدث معك، باروسو. يبدو أنها ترغب في متابعة حديث البارحة.»
أعلن سوبارو استنتاجه النهائي، وعندما وافقته رام، شحب وجه ريوزو واهتزت قليلًا. على الفور، دعمها غارفيل من كتفيها، وجلس بها برفق على درجات القبر الحجرية.
«آسف، ربما لم أكن موفقًا في التعبير. لكنني لا أعرف كيف كان عليّ أن أعبر عنه…»
«لا بأس. لقد توصلت إلى نفس الاستنتاج، يا شاب سوبارو… أنا فقط أشعر بشيء من الإرهاق.»
تكلمت ريوزو بصوت ثقيل وعينان منخفضتان. لم يكن أحد ليلومها. ولم يكن هناك داعٍ لأن تضغط على نفسها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ربما لم تكن تلك الصورة التي يحملها سوبارو عن إيكيدنا متوافقة تمامًا مع ما يعرفونه عنها، لكن هذا كل ما كان بوسعه قوله. مرَّت أربعة قرون على وفاتها، وقد يجلب مثل هذا الزمن الطويل تغيرات هائلة حتى لعقل ساحرة تمتلك قوة عظيمة كهذه.
المهمة التي كانت تؤمن بها طوال حياتها تم كشفها كخدعة كاملة. لا يمكن لأي أحد، سواء كان سوبارو أو غيره، أن يتخيل مدى مرارة معرفة ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاكِ، احذري.»
«هل تعتقدين أن كل هذا كان عبثيًا، سيدتي ريوزو؟»
لم تصمد حتى لجزء من الثانية.
«رام…؟»
«وأنتِ أيضًا… طريقتك في الكلام كما هي. أتساءل كيف انتهى بك الأمر بأسلوب حديث غير لطيف كهذا؟ رغم أنك كنتِ لطيفة جدًا في ذلك الوقت…»
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
وسط ذلك الصمت، ألقت رام بصوتها تجاه ريوزو التي نكست رأسها. تقاطعت ذراعاها ونظرت إلى غارفيل، الذي كان بجانب ريوزو، بنظرتها النافذة المعتادة.
«…»
بينما كانت رام تحتضن شيما، حاول غارفيل أن يتطوع لمساعدتها، لكن أوتو أوقفه. أثارت هذه الحركة زمجرة من غارفيل، إلا أن رام قالت بلا مبالاة: «أعتقد أن هذا منطقي.»
«أعتقد أنك تشعرين بخيبة أمل من معرفة أن المهمة التي كنتِ تؤمنين بها كانت كاذبة. لكن، السيدة ريوزو، هل كان الوقت الذي قضيته في الملجأ مجرد أداء لواجبك فحسب؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما كان يسير ببطء، دفع روزوال بقدمه كما لو كان يلعب بحجر صغير، فتطايرت قطرات الدم من جسده المتهالك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هل يمكن وصف هذا المشهد إلا بأنه كابوس؟ وهل هناك خيار آخر سوى الذهول والدهشة؟
«بغض النظر عن كيفية بدايته، بالتأكيد، ليس الواجب وحده ما دفعكِ للاستمرار. على الأقل، هذا هو الحال بالنسبة لرام.»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—راقب الجو قليلًا، يا رجل.»
كانت كلمات رام بمثابة عزاء حاد ومواساة بلهجة تأنيب. كان هذا بالضبط أسلوبها. ارتعشت شفاه ريوزو قليلًا وهي تستوعب تلك الكلمات، ثم أمسكت بيد غارفيل بيدها النحيلة، فأمسك هو الآخر بيدها دون أن ينبس بكلمة. كان هذا كافيًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «وفقًا لما قالته السيدة بياتريس، أخبرتِها بأنني أصلح تمامًا لتلبية هذه الشروط. كما علمت أن السيدة بياتريس قد أخذت عينات من المانا الخاص بي عدة مرات خلال الأشهر الماضية لهذا الغرض.»
لقد كان كما قالت رام؛ كيفما كانت البداية، وإن كانت زائفة، فلا يعني ذلك أن كل ما جرى بعدها بات ملطخًا بذلك الزيف. تقبلت ريوزو تلك الكلمات من أعماق قلبها.
بنبرة تنطوي على بعض الحذر، أمعنت إيكيدنا النظر في ريوزو بتمعُّن قبل أن تستأنف حديثها:
«ريوزو…؟!»
كلما تفكر سوبارو في الأمر، أحس بشعور مؤلم من الشوق ينهش صدره.
«— بياتريس فقدت صديقة، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجفت ريوزو من الذهول. لقد كانت تراقب المعركة من داخل كوخ بعيد، ومع ذلك استطاع الرجل أن يلاحظها من خلال ثغرة في الجدار الخشن وبسبب النفس البسيط الذي أخذته.
ساد الصمت داخل الكوخ، وكأن الزمن قد تباطأ فجأة، وأصبح الهواء ثقيلًا، يكاد يُلمس على الجلد.
بسبب تردد ريوزو ماير وخجلها، وطباع بياتريس العنيدة، لم تبح أي منهما بصداقة الأخرى حتى اللحظة الأخيرة المطلقة.
—على الرغم من أن بياتريس لم تكن تُظهر ابتسامتها كثيرًا، إلا أنها كانت، حين تبتسم، فتاة رائعة بحق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد ظل الحب الطيب الذي خلفته ريوزو ماير، بعد أن غمرها البلور السحري، ينهش قلب بياتريس كأنه لعنة، نابضًا بألم جرح لا يندمل.
«أنتِ مخطئة…! بيتي… بيتي لم تنوي ذلك…»
أخيرًا فهم سوبارو السبب وراء رفض بياتريس له، ورغبتها الصادقة في الموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «البنية النظرية قد اكتملت. وقد جُمعت كمية كافية من الدم اللازم لتفعيل الحاجز في الكاتدرائية.»
ذلك الجرح في قلب بياتريس، الناجم عن فقدان صديقتها الوحيدة، ظل ندبًا باقيًا منذ ذلك الحين. الأمل الذي تعلقت به لاحقًا، بلقاء ذلك الشخص كما أمرتها والدتها، لم يتحقق، وكان الزمن قد أنهك روحها.
«هذا المرفق… قد صُمم لنشر حاجز حول الغابة. وكان من المفترض أن أصبح أنا النواة التي تُفعِّل ذلك الحاجز… لكن لم يعد هناك وقت كافٍ لتنفيذ الخطة الأصلية.»
«هل يمكن أن يكون هذا ممكنًا، أتساءل…؟ مَهْمَا كان رأيك في الأمر، المعنى الحقيقي لهذا المكان لم يكن أبدًا من أجلكم…!»
—الأربعمائة سنة التي قضتها بياتريس كانت فراغًا، ويدها الممدودة لا تزال تبحث عمّا فقدته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قطع روزوال حديثه وهو يضغط على أسنانه غيظًا.
«… ريوزو، هل سبق لبياتريس أن التقت بك أو بالآخرين؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنا لا أفقد شيئًا. أحمل كل شيء هنا معي.»
«لا، لم تلتقِ بنا. لم تطأ السيدة بياتريس هذه الأرض منذ أن ولدنا كنسخ. لطالما تساءلت؛ أليس من الأجدر أن نلتقي بها؟»
تحدثت شيما كممثلة للنسخ، وكان سوبارو يتفق جزئيًا مع رأيها.
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
في النهاية، النسخ مختلفة عن الأصل، وحتى لو التقت بياتريس بريوزو وبالآخرين، فلن يكون ذلك لقاءً بريوزو ماير نفسها. قد يزيد ذلك من جرحها فقط. لكن—
«كانت تلك رغبة ريوزو ماير الأخيرة، أليس كذلك؟ أن يصبح هذا المكان ملجأا، حيث يمكن للجميع أن يبتسموا… وأن تكون بياتريس جزءًا من ذلك.»
«ربما كان كذلك. لم يتحقق ذلك، لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن أناديكِ بذلك. لقد أتقنت تمامًا ما طلبتِه في الواجب السابق، معلمتي. إذا ركَّزت المانا ذات الألوان الأربعة بمعدل موحَّد، تتحول إلى طاقة سحرية بلا خصائص عنصرية. ثم بإضافة اللونين المتبقيين، يصل المرء إلى خاصية ذات ألوان قوس قزح— ما رأيك؟»
من البداية، كان يعرف أن بياتريس هي الروح المتعاقدة مع إيكيدنا قبل أربعة قرون. فقد عملت إيكيدنا مع سلف روزوال على إنشاء الملجأ وأوكلت إلى بياتريس مهمة حراسة أرشيف الكتب المحرَّمة في قصر روزوال، منتظرة ذلك الشخص الذي وعدت بلقائه بعد وفاتها.
«بالتأكيد، مرور أربعمائة عام يُعتبر متأخرًا بعض الشيء… لكن لم يفت الأوان بعد.»
لم يلتئم جرح بياتريس لأن الزمن بالنسبة لها ظل متوقفًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مهما كان الجرح صغيرًا، لن يشفى إذا لم يتحرك الزمن للأمام. ولهذا السبب—
«بالتأكيد، احتمالية أن تؤدي دور نواة الحاجز عالية. بوجودك كنواة، يُفترض نظريًّا أن يكتمل تأسيس الملجأ. غير أن ذلك يستلزم انتظار تكيف مانا جسدك مع هذه الأرض.»
«—هذه المرة، سأحطم زمنها المتوقف.»
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
قبض سوبارو يده، ودفعها للأمام وهو يتحدث بحزم.
ردَّت بياتريس على كلمات ريوزو بنفخة خفيفة، وبما بدا كموقف متعجرف. استعادت ريوزو ذكريات تلك الأيام التي أخذت فيها مثل هذه العبارات على محمل الجد، مما أشعرها بالندم العميق.
كان شعور من الحماسة قد اشتعل داخل صدره. وفي أعماق عينيه، لاح بريق نور. أمام ذراعه، كانت هناك فتاة يرغب في الوصول إليها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، أنتِ مخطئة. لو كنت سأهرب، لأملت أن ألتقي بكِ مجددًا يومًا ما. لكن هذا وداع أبدي… لن أتمكن من التحدث إلى سيدتي بياتريس مرة أخرى.»
«… لطالما كنت أخشى أن رفع الحاجز قد يكون تعديًا على رغبات سلفنا ريوزو ماير.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استمعت شيما لتصريح سوبارو، وهزت رأسها ببطء وهي تتحدث. كانت خصلات شعرها الوردي الفاتح تتمايل في حركة بدت لسوبارو كأنها تعبير ملموس عن قلقها الداخلي.
«مع مرور الزمن، تتغير العصور كذلك. كان هناك وقت عندما أُجبر أفراد جماعتنا، الذين عُرفوا سابقًا بلعنة الدم، على اللجوء إلى هذا المكان… لكن في الآونة الأخيرة، أُحسِن التعامل مع ذوي الدم المختلط. كنت أخدع نفسي، متخذةً من رغبة جدتنا ذريعة.»
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
استدارت ريوزو ناظرة إلى البلورة السحرية العميقة، اللامعة، والمغرية تقريبًا. كل ما كان عليها فعله… هو أن تلمسها.
«… أفهم قلقك. ليس هذا بعيدًا تمامًا عن مسألة الدم، لكن هناك تمييزًا قائمًا على المظهر الخارجي هنا وهناك. وحتى لو خرجت من الغابة، قد تواجه بعض التجارب المريرة. لكن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقفت بياتريس في صمت، وقد فقدت القدرة على الكلام. هي التي أحضرت البلورة بنفسها، وكانت تعرف جيدًا أن ريوزو ملائمة تمامًا لتكون نواة الملجأ—
كان في ذهن سوبارو صورة مرشحات الانتقاء الملكي متجمعات في القصر. هناك، عبَّرت إميليا عن إرادتها بالكلمات، وتحدَّت الشرور الموجهة نحوها بشجاعة. كانت مثاليتها قد بدأت في رسم طريق يقود إلى العالم الذي تمنته ريوزو ماير.
بدت كلمات غارفيل نابعة من قلق عائلي على شيما التي جاهدت لتتحدث. أراد سوبارو احترام رأيه، إذ كان منطقيًا، لكنه لم يستطع قول ذلك في هذا السياق.
هذه المرة، خمد روزوال تمامًا ولم يعد يقوى على الحركة. ألقى هيكتور عليه نظرة خاطفة قبل أن يستدير بكسل. ثم حدق باتجاه الكوخ حيث كانت ريوزو، و -دون سابق إنذار- انهرس الكوخ تحت ضغط هائل.
على الأقل، هذا ما آمن به سوبارو. وآمن بأن إميليا ستنجح في تحقيقه.
«حينما كان غارفيل، استغرق ساعة تقريبًا. يا ترى هل ستأخذ الوقت نفسه؟»
«عندما تحقق إميليا ذلك، سيبدأ الملجأ المُكتمل من جديد. وعندما تُصحح الأمور، سيصبح بإمكان أي شخص أن يعتبر العالم بأسره ملجأا.»
«سيدتي بياتريس.»
لن توفر إميليا جهدًا في سبيل هذا الهدف. لم يكن يستطيع الجزم بما قد يفعله المرشحون الآخرون جميعًا، لكنه كان يرى أن نصفهم على الأقل قد يعملون من أجل المصلحة العامة.
وكان دوره هو دعمها عن قرب حتى يحين اليوم الذي تُشاد فيه أفكارها وتُرفع عاليًا.
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
«يا له من حلم جميل يطرب له السامع… إنها كلمات حسنة النبرة ولا شيء أكثر.»
«همم… ألا يمكن للقراءة إلا أن تكون مفيدة، أتساءل؟ فالقراءة تمنح الحياة غنى أكبر.»
في تلك اللحظة، اتسعت عينا غارفيل بلونها الزمردي فجأة عندما تذكَّر أمرًا. «الآن وأنا أفكر… لم تسنح لي فرصة أن أسأل عن التفاصيل. ما الذي دار بين القائد والعجوزة… أقصد الجدة العجوز… البارحة؟»
«لكنني عازم عليها بكل جوارحي!»
عندما تهادت كلمات شيما بشفتيها متهكمةً بتعليق متكاسل، ضرب غارفيل صدره بقوة. مبتسمًا بابتسامته ذات الأنياب الحادة، أومأ غارفيل لسوبارو بوجه خالٍ من الشكوك.
«لا تدعها تظل كلمات وحسب، أيها القائد… حتى لو اضطررت إلى ركل الأميرة… السيدة إميليا في مؤخرتها!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هاه! هل تعتقد حقًا أن هذه الفتاة ستلجأ إليك بأي شكل من الأشكال، أتساءل؟ أخبريه بنفسكِ.»
رغم صغر سنه، كان روزوال زعيم عائلة ميزرس التي تحكم عدة مناطق، وكان أيضًا الإداري المتعلم الذي يدير المستوطنة في الغابة بالتعاون مع إيكيدنا، ما جعله بمثابة المشرف على ريوزو. وبالنسبة لها ولغيرها من سكان المستوطنة، حظى باحترام يعادل احترامهم للساحرة إيكيدنا.
«لن أتعامل بخشونة مع مؤخرة إميليا تان الجميلة هكذا. لكنني أفهمك.»
«هذه السيدة بياتريس… من المؤكد أنها هي نفسها التي سمعت اسمها فقط في قصر المركيز؟ لم تسنح لي الفرصة لمقابلتها بعد…»
«لقد خرقت وعدي بكتابة مشاعري، لكن شخصًا آخر قرأها أولًا… الأمر انتهى بالنسبة لي…»
بدت شيما متأثرة بتبادل الحماسة بين غارفيل وسوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه… السيدة بياتريس…»
«العالم كله خارج هذا الملجأ… سيصبح هو ذاته ملجأا، تقول؟»
«يا للعجب، مع أنك دائمًا تحاول إغواءها في وضح النهار، كيف تشعر بالإحراج من مجرد كتابة مشاعرك؟ سيد ناتسكي، ألا تعتقد أن إحساسك بالعار في غير محله؟»
«عندما يحين ذلك الوقت، سيكون من العار البقاء محبوسين هنا. أما بالنسبة لأولئك الذين يبدون نظرات غير مصدقة، يمكنك الرهان على أنني سأكون هناك بابتسامة مغرورة على وجهي وأنا أخبرهم بأنني كنت أول مَن انضم إلى الفكرة.»
«إذًا… إذا كنتِ تفهمين، فلماذا…؟»
«هه، كوكو. فهمت… لا شك أنك ستكون كذلك.»
«لا وقت لذلك. يجب اتخاذ القرار في هذه اللحظة.»
جاملت شيما سوبارو على أسلوبه المرح بابتسامة. بدا من تعابيرها كما لو أنها ألقت عبئًا ثقيلًا كانت تحمله منذ زمن طويل— لا، لقد كانت تلك الحقيقة بالفعل. أخيرًا، وضعت ذلك العبء جانبًا.
«ليس هذا وقت الاستلقاء في ذهول. كل ما تفعلينه هنا هو إبطاء الآخرين… غادري بسرعة بينما توفر أمي الوقت اللازم لكِ، أتساءل؟»
وفي إلقاء هذا العبء الثقيل الذي حملته وحدها، يمكنها أن تبدأ بالمضي قدمًا من جديد.
«— بياتريس فقدت صديقة، أليس كذلك؟»
«—ربما ينبغي أن أقول إن السيدة بياتريس لم تتغير على الإطلاق؟»
«يبدو أننا جميعًا سنسير جنبًا إلى جنب للمضي قدمًا… آه، شيما؟»
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…هل تناديني أمي، أتساءل؟»
«… أوه، لقد وصلتُ فقط إلى حد زمني للتشغيل، لا أكثر. لقد بذلت جهدًا أكبر قليلًا مما ينبغي لشخص في مثل عمري.»
بضعف، ردَّت شيما بعبارة هزلية بينما دعمتها رام بجسدها الواهن. من كلمات شيما والطريقة النعسانة التي خفضت بها رأسها، أدرك سوبارو أنها وصلت بالفعل إلى حدودها.
لقد بلغت حد نسخة تعتمد على إمداد ضعيف من المانا، وتستطيع النشاط فقط في أوقات معينة. لقد انتهى الحديث عن الماضي. سيسمحون لشيما بالنوم، بعد أن أدت واجبها. أما البقية، فقد أُوكلت إلى سوبارو والآخرين.
«آآاه، آااه، آااه، ما هذا. ما هذا. مااااذا…؟ أكره هذا حقًا، أشعر بثقل في صدري. مزاجي ينهار. رأسي مثقل. كآبة. كآبة، كآبة، كآبة كآبة كآبة كآبة—»
«أعتذر إن أرهقتكِ كثيرًا. لكنكِ أخبرتنا بما أردتُ سؤالكِ عنه وأكثر. شكرًا لكِ.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
غارفيل وريوزو ورام وأوتو لم يستوعبوا ذلك، أما سوبارو فقد شعر بشيء لم يكن قادرًا على مقاومته؛ اشتياق أليم استقر في أعماقه.
«—الأمر بين يديك، يا سوبارو الصغير.»
«أتعلمين، أنا لا أفعل هذا لأنني أريده حقًا. سلب الأرواح يؤلم قلبي. سماع الصرخات يفسد مزاجي. أن يلعنني الآخرون يعني أن أعيش حياة كئيبة… هل توفرين عليَّ الوقت؟»
عندما شكرها سوبارو، ردَّت شيما برد غامض. بعد ذلك، أسلمت وزنها لرام بينما تخلَّت برفق عن وعيها. المرة القادمة التي ستستيقظ فيها ستكون على الأرجح في اليوم التالي، بعد أن يُحسم كل شيء.
«لا شك أن هذا الأمر كان صدمة بالنسبة لكِ، أليس كذلك يا ريوزو؟ هذه الفتاة، بياتريس، هي… أشبه بابنتي. كما ترين، لم تتعلم بعد التصرفات اللائقة، وأنا أعتذر عن ذلك.»
أومأت شيما برأسها لريوزو الحائرة، وقد تجاوزت تلك الصدمة ذاتها قبل عشر سنوات. كان واضحًا أن ريوزو لم تستوعب الأمر بعد.
«نعم، تلك الآمال منذ أربعمائة عام في يدي الآن… وهي ثقيلة حقًا…»
«انتظري. يا ليس هناك حاجة للضغط على نفسك. دعي العجوز السليمة تحلُّ محلها و—»
لم تكن شيئًا يمكنه أن يوكل به آخرين، وبالتأكيد يس شيئًا يستطيع أن يسقطه عند قدميه. حملها بكلتا يديه، وإن لم يكفي ذلك، فسوف يلتمس ويستعير أيدي الآخرين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في لحظة واحدة، أغلقت ريوزو عينيها، تخفي بحنكة القلق الخفيف الذي كان يراودها. أمامها مباشرة، كانت بياتريس تبذل قصارى جهدها، تبحث بيأس عن الكلمات… عن كلمات سحرية تجعل إرادة ريوزو تتزعزع، ومشاعرها تهتز، وتجعلها تتراجع عن قرارها.
ولذلك، في تلك اللحظة الحرجة، تمكَّنت بياتريس من تأمين هروب سوبارو إلى الملجأ.
«بأي حال، أريد السماح لشيما بالراحة… رام، هل يمكنني ترك هذا الأمر لك؟»
عندما حاولت بياتريس يائسةً أن تستخرج خطة بديلة، أجابت ريوزو بكلمات كانت لطيفةً لكنها قاسية.
«كوخ غارف المتداعي… أو بالأحرى، مخبأ السيدة شيما، هو الأقرب.»
عندما نُودي اسمها، رفعت بياتريس وجهها، متشبثةً بأمل ضعيف. كانت تتوقع أن تكون ريوزو هي مَن ستنطق بالكلمات السحرية التي لم تستطع بياتريس نفسها إيجادها. لكن—
«هيه، إن كنت ستذهبين إلى هناك، فيمكنني المجيء معكِ…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… ألن يكون من الأفضل ألا تعرف بياتريس؟»
«آآآه، من فضلك انتظر. غارفيل، لا تزال الأمور مبكرة جدًا عليك لتتجاوز حدودك. إن أردتِ يا الآنسة رام أن يكون لكِ مرافق، فلنسأل الآنسة ريوزو للقيام بذلك.»
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
«آهننن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—من خلال ردك، يا سيدتي بياتريس، أكَّدتِ لي أن هذا هو ما سيحدث بالفعل.»
بينما كانت رام تحتضن شيما، حاول غارفيل أن يتطوع لمساعدتها، لكن أوتو أوقفه. أثارت هذه الحركة زمجرة من غارفيل، إلا أن رام قالت بلا مبالاة: «أعتقد أن هذا منطقي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا، أنتِ مخطئة. لو كنت سأهرب، لأملت أن ألتقي بكِ مجددًا يومًا ما. لكن هذا وداع أبدي… لن أتمكن من التحدث إلى سيدتي بياتريس مرة أخرى.»
«إذا جاء غارفيل الفظ والوقح وأزعج راحة السيدة شيما، فسنكون كمَن يضع العربة أمام التنين. سأشعر بالذنب إذا تركت رجالًا عديمي الحس والاعتبار بجانبها بدلًا من السيدة ريوزو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم، تمامًا… ها؟! عندما قلتِ رجالًا الآن، هل شملتِني أنا أيضًا؟!»
ضيَّقت رام عينيها الورديتين ببطء، وحدَّقت في سوبارو بصمت.
تجاهلت رام صرخة أوتو الاعتراضية، وأخذت شيما وريوزو معها وغادرت. وبينما غادر هؤلاء الثلاثة الذين يحملون نفس لون الشعر، تمتم أوتو مفكرًا: «أظن أن رام ما زالت تشتبه بنا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لن أتعامل بخشونة مع مؤخرة إميليا تان الجميلة هكذا. لكنني أفهمك.»
«حسنًا، رام تتمتع بحدس قوي، لذا من الممكن تمامًا. لكن حقيقة أنها سمحت لنا بالمضي قدما تعني… لا، حقيقة أنها تعاونت معنا من الأساس تعني أنها في صفنا، أعتقد ذلك بثقة.»
بدأت ريوزو تعبر عن مشاعرها المتدفقة كلمةً تلو الأخرى.
توهَّجت عينا روزوال بلمعان طفولي، وركض نحوهما مفعمًا بالحماس، وقد اختفت تمامًا هيئته التي بدت راشدة قبل لحظات. انطلق نحو إيكيدنا، الساحرة المقصودة، التي تنهدت بصوت مسموع عندما رأته.
أومأ سوبارو برأسه بعمق على تعليق أوتو، وانحنى برأسه نحو ظهر رام التي اختفت بالفعل. لم يستطع مجاراتها.
«الطريقة التي قلتِ بها ذلك مؤلمة أكثر من أي شيء آخر…»
«نعم. هذا ما قالته السيدة إيكيدنا.»
«مهلًا، لا تتركوني في الظلام! ما الذي يحدث؟ اشرحوا لي الآن. يا إذا تركتم الأمور هكذا، فهذا أشبه بـ مورغللو العشرة وواحد، اللعنة!»
«هلَّا تتوقفين عن وصفها بالمزحة، أتساءل؟ لقد كان الأمر أكثر رقيًا من ذلك بكثير.»
«عظامك تتصدع. أعضاؤك الداخلية تنسحق. قلبك يتشقق. ماذا ستفعل الآن، ها؟»
عندها، صاح غارفيل بصوت عالٍ غير قادر تمامًا على مواكبة المحادثة. فقال له سوبارو، مخاطبًا غارفيل الغاضب: «بشأن ذلك، غضبك يجعل الأمور أكثر تعقيدًا، وهذا بالضبط لماذا أردت أن نبقي البطاقة العشوائية رام بعيدة عن هذا. لا يبدو أن ذلك كان ذا جدوى كبيرة، على الأرجح تخفي حالتها المتدهورة أيضًا.»
«إبعاد رام عن هذا؟ مهلًا، ما زلت لا أفهم ما الذي تتحدث عنه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—من هذه النقطة، سنقتحم مقر المركيز ميزرس، كما ترى. مع يدي غارفيل الاثنتين، واثنين من الأشخاص العاجزين، أنا واثق أننا سنتدبر الأمر بطريقة ما.»
بينما سكت غارفيل محاولًا أن يقرر كيف ينبغي أن يرد، أومأ أوتو له. وبينما كان ينظر نحو الثنائي، استمر سوبارو في التفكير في القبر— ومحاكمة إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خلف الفتاتين، تصاعد التوتر في الهواء مع تحول طاقة المانا إلى قوة متفجرة. المعركة قد بدأت بالفعل؛ مواجهة بين كائنات خارقة تتجاوز إدراك البشر.
«عليَّ العودة قبل أن تأتي إميليا تان منتصبة الصدر، فخورة بنفسها…»
////
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
