4 - طعم الموت.
طعم الموت
بقوته الساحرة، كواحد من أعظم السحرة في المملكة، لم يكن هناك مكان أفضل لخوض معركة مثل هذه. العدد لم يشكل عائقًا بالنسبة له؛ فبقوته الساحقة، يستطيع بلا شك اجتثاث ذلك الحشد وفتح الطريق.
«في النهاية، سيأتي اليوم الذي تلحق بي فيه حقًا، يا سوبارو.»
《١》
كان قد توقع عدة ردود من روزوال: أعذار، ارتباك، محاولات للتهرب، وربما حتى عنف. لكن الرد الذي حصل عليه كان خارجًا عن كل تلك التوقعات.
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
لكن رؤية ذلك المشهد بعينه أصابت قلبه بصدمة عميقة، صدمة يستحيل فهمها.
«بالنسبة إلى الأرنب العظيم، هذا المكان مثالي للتغذية. السكان ذوو الدماء الشبيهة بالبشر تلقُّوا بركة مانا غزيرة منذ ولادتهم… والأهم من ذلك، أن الجميع -بما فيهم القرويون الذين تم إجلاؤهم-ومجتمعون في مكان واحد.»
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هذا ليس مضحكًا… ما زلنا في اليوم الثاني فقط…»
«أ-أنت مَن اختار ذلك الطريق بنفسك، أيها الأحمق! فماذا؟ هل تساقط هذا الثلج عقابًا على كل إخفاقاتها؟! هل تقول إنها تلقي باللوم عليَّ وعلى العجائز هنا؟!»
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
«دوري هو حماية هذا المكان. أما دورك فهو حماية الأميرة. المحارب الحقيقي لا يتراجع. أو لعلي أنتزع عينك اليمنى أيضًا؟»
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
قطعت الرياح الباردة كالخناجر جسده، وتساقطت الثلوج عليه؛ لا لتتراكم بل لتصدمه بقسوة. كلاهما سلبا منه حرارة جسده سريعًا، وكأنها كابوس أبيض يسلب حياته ثانيةً بعد ثانية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في صمتٍ مطبق، راقب سوبارو المشهد المروِّع؛ شاهد كيف زال روزوال عن الوجود، وكيف تلاشت حياته قطعة بعد أخرى.
تساقط الثلج كاسيًا الملجأ. عرف سوبارو هذا المنظر جيدًا.
لإيقاف هذا الحوار العقيم، ضرب غارفيل بكعب حذائه الأرضية الخشبية بقوة، مما أثار سحابة من غبار الخشب في الغرفة. أغمض سوبارو عينه، متجاهلًا هدير غارفيل الغاضب.
لم يستطع سوبارو، الذي وقف مشلولًا من الصدمة، حتى أن ينطق بكلمة واحدة بعد مشاهدته لهذا العمل الوحشي. ولما أدرك روزوال حالة الذهول التي استبدت بسوبارو، حدَّق فيه بعينه الصفراء الوحيدة، وقال بنبرة هادئة:
«ولكن… لماذا بهذه السرعة؟»
«—! دافني قالت إن الأرانب تتغذى على الطاقة السحرية؛ وكلما زادت المانا، كان أفضل لها…!»
رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«يبدو أن الأمر لا يقتصر على النصف شيطانية فقط بل تحب أنت أيضًا إثارة أعصابي، صحيح لديك الجرأة لتتحدث عن هراء الحب هذا وسط كل هذه الفوضى، أليس كذلك يا؟!»
الآن، ومع برودة الهواء الذي يلسع جلده، تأكد تقريبًا مما سيحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سبق لسوبارو أن أرى هذا المشهد من قبل. ودفع حياته بسببه أيضًا.
لم يولي تساقط الثلج نفسه أهمية كبيرة آنذاك، ولكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هذا ليس منطق إنسان.»
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
«إذًا، تساقط الثلج بهذه الغزارة…»
كان عليه أن يدرك الأمر. في غضون ساعات قليلة، أو نصف يوم على الأكثر، سيغرق الملجأ بالكامل تحت طبقة سميكة من الثلوج، كان هذا الانهمار الغزير في مثل هذا الوقت القصير كافيًا لتخيُّل شدَّته.
لم يكن في وسع سوبارو امتلاك القوة أو المعرفة الكافية ليداوي جراح أربعة قرون من العزلة.
ارتعش سوبارو وهو يصيح بذهول أمام ظهور ”الأرنب العظيم“، أحد الوحوش الثلاثة العظيمة.
وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت نظرات روزوال المشفقة الموجهة نحو سوبارو تحمل سخرية مبطَّنة أثارت في نفسه مرارة أشد من الألم نفسه. لكن ما دفع الألم الحقيقي إلى التسرب من شفتي سوبارو كان شيئًا أعمق وأثقل، دائم الحضور في أعماقه:
«على أي حال… المستوطنة في هذا الاتجاه…»
«فقط… قليلًا… نعم. آه، لا بأس، لا بأس… يمكنني فعل هذا… يمكنني فعل هذا…»
نفض سوبارو الثلج المتراكم عن كتفيه، ثم ركَّز ذهنه على الوصول إلى المستوطنة، ساعيًا لفهم الوضع.
«أنـا… أنا… أنا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بينما غرس روزوال أظافره في خاصرة سوبارو الملقى على الأرض، أمال رأسه كما لو كان هذا مجرد موقف عادي. لم يعتمد على قوة ركلاته بقدر ما استغل معرفته الدقيقة بنقاط الضعف، ليزيد عذاب سوبارو بدقة مؤلمة.
«…»
وضع سوبارو تلك الأفكار على الرف مؤقتًا. سيكون هناك متسع لها لاحقًا، لكن في الوقت الراهن كان عليه التركيز. إذا تهاون، ستتوقف قدماه عن المسير. وهذا ما كان يخشى حدوثه.
«إذا كنتِ تسمعينني، أرجوكِ، أجيبي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت التعابير المتجهمة على وجهيهما تنبئ بما لا يدع مجالًا للشك أن التوتر بات يخيم على الأجواء. ورغم كل ذلك، ظل روزوال محتفظًا بهدوئه المعتاد، بل بدا وكأنه في مزاج طيب وهو يفتح ذراعيه ببساطة متعمدة.
أزاح سوبارو الظلال المتراقصة في ذهنه، ومدَّ يده إلى جيبه ليخرج البلورة. أمسك بها بإحكام بينما تركَّزت أفكاره عليها. إذا كان لا يزال مؤهلًا، فمن المؤكد أنها ستظهر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ارتجفت ركبتاه وسقطتا تحت ثقله. قد يراه البعض أمرًا مبالغًا فيه، لكنه لم يعد قادرًا على التحمل.
تلك العين التي تراقب الملجأ، ستستجيب لرغبة رسول الجشع—
سقط غارفيل على جانبه، ووجه نحو روزوال نظرة حاقدة بعينه الوحيدة المتبقية. وفي مصير مأساوي، سقط هو ورام معًا وكأنهما جسد واحد، ممددين بلا حراك على الأرض.
«—آه.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—رسالة؟»
شعر سوبارو أن غضبه يبدو أنانيًّا، وربما منفصلًا عن مشاعر الحقد والاحتقار التي حملها طوال رحلته حتى تلك اللحظة. لكنه لم يستطع السيطرة عليه.
وسط الرياح التي تعصف من حوله، لم يسمع سوبارو أي صوت. لكن ببطء، بدأت ملامح شخص تظهر.
حافية القدمين، تسير فوق الثلج المتراكم؛ كانت ريوزو أو بالأحرى، نسخة عنها. من المرجح أن تكون بيكو، إحدى النسخ التي أوكلت إليها الحراسة قرب منشأة التجارب.
كان استنتاج روزوال يصف حالة إميليا في القبر بدقة، وكأنه يراها بعينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ…ـذا… أ-أنتِ مخطئة. لم أقصد أبدًا أن أترككِ هكذا…»
ربما لم يتمكن عقله من استيعاب ذلك حينها بسبب الصدمة. أو ربما كان اكتشافه لهذا الأمر فقط في هذه اللحظة تحت هذا الضغط دليلًا على ضعفه وهروبه من الحقيقة… وهو أمر لم يعد مسموحًا بعد الآن.
«—آه.»
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
لم تنبس النسخة بيكو بكلمة، ولم تهز رأسها تأكيدًا، بل أدارت ظهرها لسوبارو بهدوء وركضت بخفة على الثلوج، غير مكترثة بما يحيط بها. تبعها سوبارو على الفور، مستعجلًا خلفها.
كان ما حصل عليه من سلطة دون قصد لا يزال صالحًا، لكن استخدام الحقوق التي منحته إياها الساحرة بقرار منها جعل مزاجه متوترًا. بالطبع، كان ممتنًا بشدة، ولكن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بالطبع، فقد كان صدرها مثقوبًا بعمق من الخلف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس مضحكًا… ما زلنا في اليوم الثاني فقط…»
«إلى أي مدى توقعتِ هذا يا إيكيدنا…؟»
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
«في البداية، كنت خائفة جدًا، كما ترى. استعسر الأمر عليَّ. أعني، لم أتمكن من القيام بأي شيء كما يجب، واعتقدت أن سوبارو سيشعر بالإحباط مني هكذا.»
كان هناك الكثير مما لم يفهمه بعد. لو أمكن، لتمنى لو أنه يجد جوابًا لهذا الوضع الغامض في تلك اللحظة ذاتها. لغز الملجأ، ونحيب بياتريس. لا شك أن إيكيدنا تمتلك الأجوبة لكل ذلك، بل ولكل ما لم يتضح بعد—
«اللعنة… سأفكر في هذا لاحقًا. الآن… يجب أن أتحرك!»
غمر الثلج الكثيف الملجأ، مسكونًا ببرود قاتل، يصبغ الحياة وكل شيء آخر باللون الأبيض القاتم.
وهذه الحقيقة بحد ذاتها أكدت أنها شريكة في مخططات روزوال، وإن لم تكن مشاركة في كل تفاصيلها. إلا أن الغموض كان يكمن في الغاية الحقيقية من تلك المخططات.
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو مطلقًا بأن روزوال يمتلك الإرادة للمقاومة. كان تقدمه المستمر يوحي بوضوح أنَّه رجل يمضي إلى حتفه بإرادته.
سبق لسوبارو أن أرى هذا المشهد من قبل. ودفع حياته بسببه أيضًا.
«ألم تكن تعرف ما كانت تعانيه؟! تلك التي ظلت أسيرة تلك الغرفة، متشبثة بوعد قديم مضى عليه زمن طويل… ألم تكن تعرف شيئًا عن دموعها؟!»
إذا كان كل شيء الآن مشابهًا لما حدث آنذاك، إذا كان كل شيء يسير بالنسق ذاته—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رو…ز…»
«—إميليا… ماذا جرى لكِ؟»
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
إذا كانت هي مَن سبَّبت هذا الجحيم الأبيض، فما الذي كان يدور في خلدها حينها؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٢》
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
العالم الأبيض الذي عبث بحسِه للمسافات، وفقدانه عينه حديثًا، جعلا هذه الرحلة مرهقةً إلى حد يصعب احتماله. سلبت الثلوج حرارة جسده، وقدرته على التفكير تراجعت لتصبح ثقيلة ومشوشة، أما ساقاه فقد بدتا وكأنهما تزحفان ببطء السلحفاة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«مع ذلك…»
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
همس سوبارو بشفاه مرتجفة ومخدَّرة، وهو يرفع قدميه من بين الثلوج التي غمرته حتى كاحليه.
أمامه، من خلف الرياح التي تعصف بالثلج، استطاع بصعوبة أن يلمح مبنًى حجريًا بسيطًا. بطريقة ما، نجح في العودة إلى المستوطنة التي يقيم فيها سكان الملجأ.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
لكن ما أقلق سوبارو بشدة؛ أنه لم يكن هناك أي أثر للحياة في المستوطنة.
«لا أضواء في المنازل… أليس هناك أحد بالداخل…؟»
ساد الصمت في الغرفة، ولم يُسمع سوى صوت الرياح والثلج المتراكم على النافذة. استمر هذا الهدوء الثقيل وكأنه لا نهاية له، حتى انكسر فجأة.
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
بقدر ما استطاعت رؤيته، لم تكن هناك أضواء من مصابيح البلور أو الشموع. وفي ظلِّ هذا البرد القارس، كان عدم إشعال النار ضربًا من الانتحار. فلا شكَّ أن وجود النار يمثل ضرورة قصوى لوجود الحياة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—!! إذًا…»
في الحال، تجمدت أحشاء سوبارو من الخوف. ومض في ذهنه أن هذا الملجأ المغطى بالثلوج قد يكون بالفعل مقدمةً لظهور ذلك الوحش الأبيض الرهيب—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com توقف سوبارو عن الكلام فجأة، إثر إحساس غير متوقع. أصابعها تسللت بين خصلات شعره الأسود وبدأت تملس على رأسه برفق.
‹—هل اجتاح الأرنب العظيم الملجأ بالفعل؟›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
«أخبرتك يا غارف. لن أسمح بأي وقاحة تجاه السيد روزوال.»
«—أوه، لقد عدت أخيرًا، لكن ما هذا الوجه الغبي الذي أعدته معك؟»
«—معرفة الجواب هي آخر شيء أود تحقيقه في هذا العالم».
ارتد سوبارو على الفور عند سماعه الصوت الذي اخترق أذنيه. وحين استدار، رأى شخصية تتقدم عبر الثلج بفظاظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مهلًا، سوبارو، هل تسمعني؟ هناك الكثير والكثير مما أريد أن أقوله لك. لذا، أرجوك، دعني أبقى إلى جانبك. استمع إلى صوتي. دعني أتحدث، حسنًا؟»
سار غارفيل بخطوات واثقة، مبعدًا كتل الثلج الغزير وكأنها لا شيء. توقف على مسافة أمتار قليلة أمام سوبارو، عابسًا بوجه مشمئز.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«آه؟ حقًا، ما هذه الملامح؟ هل سقطت عينك اليسرى في مكان ما أم ماذا؟»
لقد وقعت بالفعل مآسٍ لا يمكن إصلاحها في هذا العالم…
«…»
«حدثت أشياء كثيرة بعد مغادرتي… ليس من طبعك أن تكون هكذا، تخرج طوعًا لاستقبالي عند عودتي.»
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
«ها! هذا ليس تعاطفًا. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنك لاحظت القوة الموجودة في البلور أيضًا.»
من خلال رؤية بيكو واقفة بجانبه، استنتج غارفيل أن سوبارو قد حصل على حقوق القيادة. زادت عدائية غارفيل أكثر، وألم عينه اليسرى تفاقم بفعل المشاعر المعادية المتجسدة في غارفيل.
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
لكن، رغم الألم المتزايد، لم يشعر سوبارو بالخوف من عدائية غارفيل.
أولئك الذين في الداخل اختاروا الموت حرقًا بدلًا من أن تُنهش أجسادهم على يد الوحوش الشيطانية. هذا كل ما في الأمر.
ليس الأمر بسبب برودة الطقس التي تشتت انتباهه عن الألم؛ بل ارتبط ذلك بطبيعة العداء الذي يواجهه.
«… لا حاجة للانخراط في هذا الحديث الآن، رغم أن الأمر صحيح، فهذا ليس من طبعك. لا أظن أن الشخص الذي أعرفه سيقف هنا يتحدث معي بصورة غير رسمية في وقت مثل هذا.»
«إذًا، تساقط الثلج بهذه الغزارة…»
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«بمعنى أنه لديك شيء مهم لتخبرني به وليس حديثًا أثناء شرب الشاي.»
شخص ما داخل الملجأ كان يحرك الخيوط؛ أخفى رسالة سوبارو، وأقنع إميليا بأن تعتكف في القبر، وأجَّج غضب غارفيل تجاهها.
«روزواااااال—!!»
«…».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
تجمد غارفيل في صمته، حيث برزت مشاعر معقدة في عينيه الجادين.
«إميليا؟»
التقط سوبارو أنفاسه بعمق، ثم فتح عينه اليمنى. وعندما وقع نظره على روزوال، قال مباشرة:
كان غاضبًا، وغضبه كان شديدًا. ولكنه في الوقت ذاته، كان خائفًا. عندما فكر في تلك اللحظة، تدهورت علاقته مع غارفيل بطريقة تختلف عن تلك التي تجلت عند لجوئه إلى القتل.
ما زالت حيرة غارفيل من أفعال سوبارو، التي تتضمن حساب الموت، قائمة.
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
احترق الهدف بالكامل في غمضة عين، متحولًا إلى رماد، ولم يتبقَّ منه سوى صوت صرخاته المحتضرة: «كيي، كيي…»
«إن كنت لا تزال عاقلًا وغير هائج على نحوٍ مفاجئ… فهذا يعني أن الآخرين بأمان، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صوت غارفيل العميق، المليء بالعزم، قطع محاولة سوبارو التعبير عن قلقه بشأن رام. أحسَّ سوبارو بشيء من الحسد إزاء هذا التصميم الجازم؛ فبينما كان غارفيل يتمسك بموقفه حتى لو ثبت أن مَن يحبها قد تكون عدوته، امتلك قلبًا من فولاذ. وهو ما كان سوبارو يتمنى لو امتلكه.
«دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
الجحيم— هذا كان تصويرًا حيًّا للجحيم ذاته. كان سكان القرية، وأهالي الملجأ، وربما حتى ريوزو وأوتو، جميعهم داخل الكاتدرائية. كيف استطاعوا أن يتخذوا قرارًا بهذه السرعة؟
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
داعبت إميليا خصلات شعره، تداعب جبينه بأطراف أصابعها، وقد بدا عليها المرح وهي تستمتع بفعل ما يحلو لها مع سوبارو.
«في وضع مثل هذا، لا يوجد أعداء أو حلفاء، هذا ما قاله. لا سبب يدفعنا لعض بعضنا البعض بلا تفكير. وتخيَّل أنه مجرد شخص عادي متورط في كل هذا.»
«إن كنت لا تزال عاقلًا وغير هائج على نحوٍ مفاجئ… فهذا يعني أن الآخرين بأمان، أليس كذلك؟»
بينما كانت أنياب غارفيل تصطدم ببعضها البعض، أومأ سوبارو له برأسه. وسط هذا الثلج، لا، في هذا الوضع في الملجأ، كان ممتنًا من أعماق قلبه لأن أوتو اقترح قرارًا منطقيًا. بفضل تمكنه من التحدث مع غارفيل، تأكد من أمان القرويين. المسألة المتبقية، كانت أمرًا يجب عليه تأكيده بنفسه—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
«—الثلج. هل فعلت إميليا هذا؟»
ابتسامتها كانت ساحرة على نحو لا يُقاوم، وهمساتها الحلوة كانت تخلب القلب. تأمل سوبارو الحرارة المنبعثة من أنفاسها اللامعة والرطوبة في عينيها، فيما شعور غريب شبيه بالسحر التف حول قلبه.
أما روزوال، الذي لا يستمر وعيه، فحين يموت تنتهي قصته. ومع إدراكه لهذه النهاية، قبل بها وضمنها ضمن خطته وكأنها أمر واقع. كان هذا ضربًا من الجنون.
بالنسبة لسوبارو، كان سؤالًا بدا ككذبة واضحة.
استغرق سوبارو أكثر من ساعة حتى وصل إلى المستوطنة.
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
كان يعرف إجابة السؤال. لم يسألها رغم ذلك لأنه كان يأمل في العثور على شعاع من الأمل. من المحتمل أنه كان… خائفًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
«—هاه؟»
«دونو لا أدري ذلك، أيضًا. الأميرة حبيسة في القبر منذ الليلة الماضية، كما ترى؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنت متفائل للغاية. لن أسمح لك بلقائها. سأجعلك تتحدث مع أميرتك لتوقف هذا الثلج عن السقوط. أنت مَن سيذهب للداخل. هذا هو عملك اللعين، وليس عملي.»
الإرهاق، الخسارة، اليأس، والراحة… مشاعر كثيرة أثقلت جسده بالرصاص. قاومها طويلًا بقوة الإرادة، لكن حين وصل إلى أذنيه ذلك الصوت الناعم كجرس فضي، بلغ حده.
«—ماذا؟ حبيسة في القبر…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إ… إميليا…؟»
«أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
«هذا جنون! أعني، تركت لها رسالة ملائمة وكل…»
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
«رسالة…؟»
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
‹ماذا تقصد بالرسالة؟› كان ذلك معنيًّا ضمنيًا في الرد، مما جعل سوبارو يلتقط أنفاسه.
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
لقد دفع بالفعل برسالة تحت باب منزل ريوزو. كان سوبارو قد كتب وترك رسالة تخبرها بأنه سيغادر الملجأ. إذا كانت إميليا قد قرأتها، فلا ينبغي أن تتفاجأ إلى حد يجعلها تقع في حالة من الضيق. وحتى بدون تلك الرسالة، لم يكن هناك سبب يجعلها تختبئ عن الآخرين.
«… يبدو أن هناك مخططًا يحاكَ ليس منك أو مني.»
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
«إيه؟»
«يبدو أن عليَّ التكرار. هذا الثلج يضر بالسكان، ويؤدي إلى عزل السيدة إميليا، مما يجعلها في حالة نفسية مضطربة. ولولا هذا الثلج، لما وصلت إلى تلك الحالة، أليس كذلك؟»
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
«دع ذلك لوقتٍ لاحق. اتبعني. قرار إيزولتي أعاد الأمور إلى نصابها. يغضبني ذلك، لكنك الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه. سنتجه إلى القبر.»
شخص ما داخل الملجأ كان يحرك الخيوط؛ أخفى رسالة سوبارو، وأقنع إميليا بأن تعتكف في القبر، وأجَّج غضب غارفيل تجاهها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مؤشرًا برأسه، أشار غارفيل له ليتبعه وهو يمشي للخارج. القوة الكبيرة في أرجلهم تعني أن غارفيل دفع الثلج بعيدًا دون توقف. ومع ذلك، تمكن سوبارو من اللحاق به بعض الشيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تطايرت الدماء، وتردد صوت تمزيق اللحم معلنًا بداية مشهد مأساوي. تأخرت باقي الأرانب قليلًا، لكنها سرعان ما انقضَّت على ذراعيه، وركبتيه، وظهره.
«القبر، يمعنى… أنك ستسمح لي بلقاء إميليا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غوا.»
«أنت متفائل للغاية. لن أسمح لك بلقائها. سأجعلك تتحدث مع أميرتك لتوقف هذا الثلج عن السقوط. أنت مَن سيذهب للداخل. هذا هو عملك اللعين، وليس عملي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حافية القدمين، تسير فوق الثلج المتراكم؛ كانت ريوزو أو بالأحرى، نسخة عنها. من المرجح أن تكون بيكو، إحدى النسخ التي أوكلت إليها الحراسة قرب منشأة التجارب.
«…! حسنًا، هذا مقبول بالنسبة لي. إذا كنت لن تتدخل في حديثي مع إميليا، فحينها…»
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
كان طلب فظ، لكن سوبارو لم يعترض، وقبل ذلك برحابة صدر.
«—ماذا؟ حبيسة في القبر…؟»
لم يفقد أي من سوبارو وغارفيل عداءهما تجاه بعضهما البعض. ولكن كما حدث عندما واجها الساحرة، وضعت هذه المهمة اللحظية كليهما على نفس الصفحة، وهكذا ساروا معًا في تلك اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا أخبرتني بأنها تحبني. قالت لي إن وجودي بجانبها يكفيها».
«غارفيل، كم سمعت من ريوزو؟»
«…»
فجأة، بينما كان سوبارو يحدق في الثلج، طرح هذا السؤال على غارفيل الذي يمشي أمامه. لم تجعل الكلمات غارفيل يلتفت إليه.
«يبدو أن الأمر لا يقتصر على النصف شيطانية فقط بل تحب أنت أيضًا إثارة أعصابي، صحيح لديك الجرأة لتتحدث عن هراء الحب هذا وسط كل هذه الفوضى، أليس كذلك يا؟!»
«ها؟» همس بغضب وهو يقول: «…أفهم يا. لقد أجبرت العجوز على التحدث عن قوة البلور رغمًا عنها، أليس كذلك؟»
«لن أفصح عنها. لديَّ عهد لا يمكنني نقضه، تمامًا كما هو حالك. ما قلته حتى الآن هو أقصى ما أستطيع تقديمه لك من تنازلات. لكن دعني أقول هذا.»
«…»
«قد يسيء الناس الفهم إن سمعوا ذلك، لكن معظم ذلك الحديث كان طوعيًّا… حسنًا، بما أن المعني بالأمر قال إن هناك سلطة إجبارية، فربما يجدر الشك في مدى طواعيته حقًا…»
«لا شك أن الثلوج هي السبب.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هاه، مَن يدري؟ بالنسبة لي، لم أسمع شيئًا من العجوز. كل ما عرفتُه أنك عدت ومعك إحدى ”العيون“. هذا وحده كان كافيًا ليجعلني أخرج لأرى الأمر بنفسي.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن الأرانب العظيمة، المسكونة بالجوع وحده، قادرة على إشعال النار في فرائسها. إذًا، مَن أشعل النار؟ ولأي غرض؟ لم يكن سوبارو بحاجة إلى التفكير في الإجابة، فقد عرفها في الحال.
«العيون… فهمتُ. إذًا، ما يصل إلى ريوزو يمر من بيكو، أليس كذلك؟»
اختلط صوت طقطقة لسان غارفيل بتفسيره، ما دفع سوبارو إلى إيماءة إقرار. التفت بنظرة جانبية إلى الوراء، ليرى بيكو تتبعه دون أن تنبس بكلمة. منظرها أثار انزعاج غارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك شيء يخترق صدر رام أيضًا.
«—!! توقف عن النظر إليَّ بهذه العين! ما هذا بحق؟ ماذا دهاك؟!»
«لا أدري ما قصتك مع بيكو، لكن لا تمنحهم أسماء. هؤلاء مجرد دمى بلا عقول. لا فائدة من أن تشفق عليهم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكنه سرعان ما كشف عن أنيابه مرة أخرى، وقد أشعلت هذه الكلمات في داخله غضبًا كأنه تعرَّض للسخرية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن ذلك التحول يعني وقف السحر، وبالتالي موت رام. تصارعت عقله الواعي، الساعي لإنقاذها، مع غرائزه التي تناديه بالتحول حفاظًا على حياته.
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
طعم الموت
«لهذا السبب تحديدًا. لدينا عجوز واحدة، ولسنا بحاجة إلى المزيد. هؤلاء مجرد نسخ مزيفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع غياب باك، وجد سوبارو نفسه يؤدي دور البديل، لا أكثر.
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
«ها قد وصلنا. حتى هنا عند المدخل، تراكم الثلج على نحو لا بأس به.»
«الكاتدرائية—!»
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
«إميليا بالداخل. مع معرفتك بذلك، ألم تفكر في الدخول بنفسك؟»
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
«—هاه؟»
انسحبت الذراع ببطء، ومع انعدام أي دعم لجسدها، انهارت رام إلى الأمام. كان غارفيل، رغم نزيفه الغزير، هو مَن تلقفها بين ذراعيه.
«سمعت من ريوزو أن الحاجز يمنعهم من المغادرة، لكن الدخول والخروج مسألتان مختلفتان، أليس كذلك؟ بالنظر إلى الوضع الحالي، كان بإمكانك… غووه؟!»
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
«توقف عن هذا الهراء المطوَّل، أيها الوغد.»
حاول سوبارو الإشارة إلى أن غارفيل كان بإمكانه انتهاك القاعدة والدخول بنفسه.
ولكن غارفيل قطع حديثه بالإمساك بياقة سوبارو ورفعه قليلًا عن الأرض، بينما اقتربت يده المتحولة إلى مخالب من وجهه، وأظهر له أنيابه بوضوح.
«دوري هو حماية هذا المكان. أما دورك فهو حماية الأميرة. المحارب الحقيقي لا يتراجع. أو لعلي أنتزع عينك اليمنى أيضًا؟»
«أي عذر أتيت لتخبرني به الآن هاه؟»
أطلق روزوال هذه الكلمات أثناء انتقال نظراته الساخرة نحو غارفيل الواقف بجانب سوبارو، الذي وقف متأهبًا عند مدخل الغرفة ليغلق طريق الخروج. شم غارفيل أنفه باشمئزاز وهو يعبر عن ضيقه.
تفجرت عدائية غارفيل المدمرة باتجاه سوبارو قبل أن يرخى قبضته أخيرًا. سعل سوبارو بخفة وهو يحدق في غارفيل بنظرة غاضبة، لكن كل ما فعله غارفيل هو أن أشار له بذقنه.
《١》
«اذهب.»
«يبدو أن الأمر لا يقتصر على النصف شيطانية فقط بل تحب أنت أيضًا إثارة أعصابي، صحيح لديك الجرأة لتتحدث عن هراء الحب هذا وسط كل هذه الفوضى، أليس كذلك يا؟!»
«كتاب السحر؟ اطمئن. هذا ليس مجرَّد نسخة مقلَّدة، بل هو واحد من النسختين الأصليتين.»
ليس هناك مجال للمماطلة أو النقاش. بعد أن وصلوا إلى هذه النقطة، ليس لدى غارفيل سوى هذه الكلمة ليقولها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
استدار سوبارو وسار بخطواته على الثلج النقي، متجهًا نحو مدخل القبر المدفون تحت البياض.
تناثرت الدماء الطازجة على الثلوج البيضاء، لتشكِّل لوحة جحيمية على هذا القماش الطبيعي الهائل. ولم تلبث تلك اللوحة الدامية أن اختفت أيضًا، إذ راحت الوحوش الشيطانية تلعق الثلج الملطخ بالدماء، تمحو أي أثر متبقٍّ.
أما مَن راقبا ظهره وهما يقفان جنبًا إلى جنب، فكان غارفيل وبيكو فقط.
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إحداهما بلا مشاعر، أما الآخر فكانت مشاعره غامضة، تغلي في أعماق غضبه العارم.
كان طلب فظ، لكن سوبارو لم يعترض، وقبل ذلك برحابة صدر.
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
《٣》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان الهواء البارد الساكن في الداخل مختلفًا تمامًا عن الصقيع القارس في الخارج، وكأن الزمن نفسه قد توقف.
«إميليا بالداخل. مع معرفتك بذلك، ألم تفكر في الدخول بنفسك؟»
في ظلمة الممر، ترددت صوت خطوات سوبارو، بينما لم يسأل قلبه سوى سؤال واحد:
«ذلك الوغد في بيت العجوز. رام كان من المفترض أن تذهب لإحضاره، لكن… لا تتوقع منها الكثير في مثل هذا الوقت».
في هذه اللحظة، هل ما زال يتمتع بعقله، أم أن اضطرابًا قد ألمَّ به؟
لقد وقعت بالفعل مآسٍ لا يمكن إصلاحها في هذا العالم…
شعور بالغموض ساور سوبارو وهو يراقب الموقف، إذ انصب خوفه على احتمال اندلاع العنف من غارفيل وخشيته على سلامة رام. لم يكن هناك شيء غريب في جملة روزوال، فقد كان يمدح رام ببساطة على دفاعها المستميت عنه. لكن المشكلة لم تكن في الكلمات.
فقد ريم وبترا وفريدريكا، وشاهد بياتريس تموت أمامه. وبعد كل ذلك، عاد ليجد الملجأ في هذه الحالة. محاولاته للاحتفاظ بهدوئه ليست سوى ضرب من العبث في نظره.
ليس هناك مجال للمماطلة أو النقاش. بعد أن وصلوا إلى هذه النقطة، ليس لدى غارفيل سوى هذه الكلمة ليقولها.
رغم أن سوبارو لاحظ علامات هذا التحول الوشيك، لم تهتز ملامحه.
ومَن يدرك عبثية الأمور لا بد أن يصاب بالاضطراب. ليس هناك سبيل لأن يكون عاقلًا بعد كل هذا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
ومع ذلك، لم يكن بإمكانه التوقف عن التفكير. أزاح كل أفكار الاستسلام جانبًا بعزم لا يلين. كان عليه أن يتطلع إلى المستقبل، مهما كان بعيدًا وصعبًا. مستعدًّا لدفع أي ثمن من أجل ذلك، حتى لو كلفه الأمر حياته.
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
وإلا، فما الذي يُبقي سوبارو حيًا إلى الآن—؟
—واصل الركض.
«—سوبارو؟»
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جاءه الصوت من العتمة، وكأنما أطلقه من قفص أفكاره الطويل. أمامه تمامًا، انتهى الممر، ليكشف عن غرفة حجرية تشع بريقًا أزرق خافتًا. وفي قلب الغرفة، وقفت تلك الشخصية الوحيدة.
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
«…»
شعرها الفضي يلمع في الضوء الخفيف، وعيناها البنفسجيتان تأسران مَن ينظر إليهما. لم يخطر سوبارو أي وصف لهذه الملامح، بل خرجت همسة خافتة من شفتيه:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
فبالنسبة إلى روزوال الذي سيموت في هذه الحلقة، تنتهي حياته ووعيه هنا. حتى لو أعاد سوبارو الزمن، لن يكون هذا ”روزوال“ في انتظاره في الطرف الآخر.
«—إميليا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم. هذا صحيح، سوبارو… إنها أنا. أنا، إميليا.»
إذا كان كل شيء الآن مشابهًا لما حدث آنذاك، إذا كان كل شيء يسير بالنسق ذاته—
أربع مقاطع قصيرة تحولت إلى اسم، ومع الرد الذي تلقاه، اجتاح شعور هائل سوبارو كأنما صاعقة اخترقته.
أطلق روزوال زفرة ثقيلة، وكأن الكلمات فقدت معناها لديه.
أمام هذا الرجل الذي اشتبها في كونه العقل المدبر، وقف سوبارو وغارفيل جنبًا إلى جنب، مستعدين لمواجهته.
ارتجفت ركبتاه وسقطتا تحت ثقله. قد يراه البعض أمرًا مبالغًا فيه، لكنه لم يعد قادرًا على التحمل.
كان في يد روزوال الكتاب الثاني للمعرفة— ذلك الكتاب الذي تنبأ بالمستقبل. وكما فعلت بياتريس، التي أحكمت عزلتها عبر قرون أربعة بكتابها الفارغ، فإن روزوال أيضًا كان قد قرأ محتويات هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا—
الإرهاق، الخسارة، اليأس، والراحة… مشاعر كثيرة أثقلت جسده بالرصاص. قاومها طويلًا بقوة الإرادة، لكن حين وصل إلى أذنيه ذلك الصوت الناعم كجرس فضي، بلغ حده.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
مع انقطاع تلك الأوتار المشدودة، سقط بجسده إلى الأمام. وفي اللحظة ذاتها، امتدت ذراعان لدعمه برفق.
«—هاه؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر بملمس دافئ وناعم. دفء اللمسة أمامه جعل جسده يتجمد من المفاجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، كانت إميليا تحتضنه بلطف.
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
«آه، أنا… آسف… جسدي استسلم فجأة…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هناك مَن دفع تلك الفتاة إلى زاوية خانقة، حتى انتهى بها الحال إلى هذا الوضع. حوصر قلبها إلى درجة اضطرارها للاعتماد على شخص مثلي…».
«…»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
«إميليا؟»
—لقد شاهد كل شيء.
وصلت عضة الوحش في وركه إلى أمعائه. لم يتبقَ من أصابع يده اليمنى، التي استخدمها لإبعاد أرنب وثّاَب، سوى الإبهام. وتحت خصره، تراكمت جروح غائرة كشفت عن العظام، وقد نزف منها ما يفوق قدرة الجسد على الاحتمال.
بدلًا من الرد على اعتذاره المرتبك، أحكمت إميليا ذراعيها حوله، وشدت عناقها أكثر. لم تكن قوة كبيرة، لكنها حملت إحساسًا عميقًا وكأنها تتعلق به بشدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وسرعان ما أدرك سوبارو أن هذا ليس وهمًا أو سوء فهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—شعرت بالوحدة.»
«لمـ-لماذا…؟»
لم تكن تلك مجرَّد استعارة. بل كان إحساسًا حقيقيًا، وكأن قلبه قد وُضع تحت قبضة مميتة. وقع الكلمات كان شديدًا لدرجة لا توصف.
«… إيه؟»
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
«شعرت بالوحدة، سوبارو… أعني، لقد تركتني وذهبت.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هـ…ـذا… أ-أنتِ مخطئة. لم أقصد أبدًا أن أترككِ هكذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تنبس النسخة بيكو بكلمة، ولم تهز رأسها تأكيدًا، بل أدارت ظهرها لسوبارو بهدوء وركضت بخفة على الثلوج، غير مكترثة بما يحيط بها. تبعها سوبارو على الفور، مستعجلًا خلفها.
تكلم سوبارو بصعوبة، محاولًا تبرير خروجه من الملجأ. شعر أن ما حدث ما كان ليكون هكذا لو وصلت رسالته إليها. نعم، الرسالة…
«الرسالة… صحيح. كتبتُ رسالة. أخبرتكِ بكل شيء فيها، ولهذا السبب… نويت إخباركِ بكل شيء، لكن…»
سار غارفيل بخطوات واثقة، مبعدًا كتل الثلج الغزير وكأنها لا شيء. توقف على مسافة أمتار قليلة أمام سوبارو، عابسًا بوجه مشمئز.
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
وسط تلك الأجواء المشحونة، بدت ضحكتها وكأنها قادمة من عالم آخر. ضحكة بريئة وكأن شيئًا لم يكن يحدث، كما لو كان سوبارو قد ألقى مزحة عفوية في أيامهما العادية داخل القصر. وكأنها نسيت واجبها تجاه المحاكمة.
إذا كان كل شيء الآن مشابهًا لما حدث آنذاك، إذا كان كل شيء يسير بالنسق ذاته—
«حتى لو لم تبذل كل هذا الجهد لتبرير نفسك، لن أغضب منك. أوه، سوبارو، لا داعي لأن تكون شاحب الوجه هكذا. حقًا، أنت فقط… مهمل بعض الشيء.»
«يبدو أنك لست بحاجة إلى تفسير حول محتويات الكتاب. كما يبدو أنك تعرف تمامًا مَن يمتلك النسخة الأخرى. في هذه الحالة، أظن أنني أجبت عن سؤالك، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تقدم عبر ممر حجري جاف، يمضي أعمق فأعمق حتى وصل إلى وجهته—
«إ… إميليا…؟»
«لا بأس. لا داعي لأي أعذار. المهم أنك عدت، سوبارو. آمنت دائمًا بأنك ستعود. قلت لنفسي: سيأتي سوبارو من أجلي. إذا اجتهدت وأتممت واجبي على أكمل وجه، فسيأتي وينقذني… وهكذا كان الحال دائمًا، أليس كذلك؟»
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
كان في يد روزوال الكتاب الثاني للمعرفة— ذلك الكتاب الذي تنبأ بالمستقبل. وكما فعلت بياتريس، التي أحكمت عزلتها عبر قرون أربعة بكتابها الفارغ، فإن روزوال أيضًا كان قد قرأ محتويات هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا—
بينما كانت تتحدث بنعومة، اقتربت إميليا من صدر سوبارو.
ومَن يدرك عبثية الأمور لا بد أن يصاب بالاضطراب. ليس هناك سبيل لأن يكون عاقلًا بعد كل هذا.
ابتسامتها كانت ساحرة على نحو لا يُقاوم، وهمساتها الحلوة كانت تخلب القلب. تأمل سوبارو الحرارة المنبعثة من أنفاسها اللامعة والرطوبة في عينيها، فيما شعور غريب شبيه بالسحر التف حول قلبه.
«هاه، مَن يدري؟ بالنسبة لي، لم أسمع شيئًا من العجوز. كل ما عرفتُه أنك عدت ومعك إحدى ”العيون“. هذا وحده كان كافيًا ليجعلني أخرج لأرى الأمر بنفسي.»
ثم، وسط تلك المشاعر العميقة التي جعلت حلقه يجف، صرخ حدسه بشيء واحد.
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
هناك خطأ. شيء ما ليس على ما يرام. الإحساس المزعج الذي شعر به منذ لحظة لقائهما لم يتبدد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هناك شيء خاطئ. شيء ما، في مكان ما، بدا غير طبيعي، رغم أن إميليا بدت فاتنة للغاية.
«إنها منهكة. ظلت تخوض المحاكمة مرارًا وتكرارًا منذ الليلة الماضية. عقلها وجسدها… خاصةً عقلها، استُهلكا تمامًا. الآن، كل ما أريده هو أن أتركها ترتاح.»
رغم أنها بدت فاتنة للغاية وهي تتجاوب مع سوبارو…
«كم مرة قدمت لك وسادة من فخذي يا سوبارو؟»
أمام هذا الرجل الذي اشتبها في كونه العقل المدبر، وقف سوبارو وغارفيل جنبًا إلى جنب، مستعدين لمواجهته.
«عـ-على كل حال… سمعت أنك كنتِ هنا منذ الأمس…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى لو أراد الندم، كان الأوان قد فات. فات الأوان على كل شيء.
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
«انتظر! يبدو أنك تتهرَّب مرة أخرى—»
«كونك هنا يعني أنك دخلتِ المحاكمة، صحيح؟ ولكنك الآن…»
«…»
بينما كان يتحدث، وضع سوبارو إصبعه على أحد أطراف ذلك الإحساس المزعج.
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
هذه الغرفة هي غرفة المحاكمة داخل القبر. المحاكمة يبدأ بمجرد دخول إميليا، إذ تُستدعى لمواجهة ماضيها ولا يُسمح لعقلها بالخروج قبل انتهاء المحاكمة.
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إميليا؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلت همسات حبها المتفاني ودفء عناقها الحار عالقة في ذاكرته، مشتعلة في قلبه بمشاعر حب جياشة تكفي لجعل دمه يغلي، ومشحونة بندم ساحق جعله يتمنى الموت.
توقف سوبارو عن الكلام فجأة، إثر إحساس غير متوقع. أصابعها تسللت بين خصلات شعره الأسود وبدأت تملس على رأسه برفق.
ليس هناك أي سحر شفاء قادر على إنقاذ وجه ميت كتلك الملامح التي ارتسمت على وجه رام. وحتى إن حاول، فلن يُفعَّل السحر على جسد فارقته الحياة بالفعل.
مسدت إميليا على رأسه. خديها ازدادا احمرارًا، بينما ارتسمت على وجهها ابتسامة لطيفة.
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
«أوه، سوبارو، أنت تلمس شعري أحيانًا، أليس كذلك؟ لذا عليَّ أن أردَّ لك الجميل.»
«…»
«…»
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
«غارفيل، كم سمعت من ريوزو؟»
«بصراحة، كنت خائفة حقًا. خفت من أن سوبارو لا يحبني من أعماق قلبه، وأنه قد يكرهني. لهذا السبب جئت إلى هنا، ولكن لم أتمكن من النجاح… ولهذا أنا سعيدة جدًا، جدًا، لأنك جئت، سوبارو.»
بالنسبة لسوبارو، الذي يستمر وعيه عبر الحلقات، تختلف الشروط الأساسية تمامًا.
وعليه، اعتقد روزوال أنه لا يمكنه قتل سوبارو ما لم يُفعِّل الحلقة بنفسه عن طواعية. إذا كانت الأمور على هذا النحو، فهناك فرصة للنجاة—
لم يكن هذا جوابًا على سؤاله. ومع ذلك، نظرت إميليا إلى سوبارو بإخلاص شديد. لم يكن في عينيها سوى سوبارو. سوبارو وحده، ولا أحد غيره.
«—هاه؟»
ربما لم يتمكن عقله من استيعاب ذلك حينها بسبب الصدمة. أو ربما كان اكتشافه لهذا الأمر فقط في هذه اللحظة تحت هذا الضغط دليلًا على ضعفه وهروبه من الحقيقة… وهو أمر لم يعد مسموحًا بعد الآن.
«—سوبارو؟»
لهذا السبب—
كان هذا الجواب العبثي امتدادًا لوضعٍ يفوق التصور. تعليق مجنون على مصير مجنون. ما الذي يجري؟
«هل تبقى معي إلى الأبد؟ طالما أنك بجانبي، لا أحتاج إلى أي شيء آخر.»
«إميليا… قالت لي إنها تحبني».
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
في أشد أحلامه جنونًا، لم يكن يتخيل مدى الرعب الذي قد تحمله نظرات إميليا الغارقة في حب أعمى.
تسللت تلك الكلمات، وكأنها همسة عابرة، إلى أذنَي سوبارو المنهكتين.
«في البداية، كنت خائفة جدًا، كما ترى. استعسر الأمر عليَّ. أعني، لم أتمكن من القيام بأي شيء كما يجب، واعتقدت أن سوبارو سيشعر بالإحباط مني هكذا.»
«بالنسبة إلى الأرنب العظيم، هذا المكان مثالي للتغذية. السكان ذوو الدماء الشبيهة بالبشر تلقُّوا بركة مانا غزيرة منذ ولادتهم… والأهم من ذلك، أن الجميع -بما فيهم القرويون الذين تم إجلاؤهم-ومجتمعون في مكان واحد.»
«لكنني فكرت بعدها: هذا لا يصح. لا يمكنني الاستسلام للخوف وأتوقع من الآخرين أن يهتموا بكل شيء… كان هذا غباءً مني، أليس كذلك؟ أدركت أخيرًا أنك تكفلت دائمًا بكل شيء، سوبارو.»
«…»
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
‹—هل اجتاح الأرنب العظيم الملجأ بالفعل؟›
«أدركت أخيرًا أنك دائمًا ما فعلت أشياء عظيمة من أجلي. لكن بالرغم من كل ذلك، غيابك أرهقني؛ شعرت أن هذا العبء سيحطمني…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هذا ليس منطق إنسان.»
«آه—»
«لهذا، عندما رأيتك تأتي إليَّ الآن، شعرت أن قلبي ينقبض… وبدأت الحرارة تتصاعد بداخلي حتى لم أعد أستطيع تحملها. فكرت: ربما هذا حلم، لكنه ليس كذلك… أنا آسفة، حتى أنني لم أعد أعلم ما أريد قوله. أنا… ممم… أريد أن أعبر عن مشاعري بطريقة صحيحة، لذا…»
توقف سوبارو عن الحركة تمامًا. وجهها الجميل كان قريبًا جدًا منه، يكفي ليشعر بأنفاسها تلامس أنفاسه. وأثارت دهشته أكثر حين رأى حاجبيها ينخفضان بحزن بينما قالت:
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
ولكن هذا المشهد بدا متناقضًا مع كل ما يعرفه، بل وأكثر من ذلك، أربكته فوضى اللحظة وعطلت تفكيره.
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اذهب.»
«أحتاج… ممم أن… أوصلها لك بوضوح.»
«سوبارو، أحبك. أحبك حقًا. عندما أفكر فيك، عندما أفكر فيك وحدك، أرغب في أن أكون معك إلى الأبد. هذا ما أشعر به.»
«سأكون سعيدة… إذا كنت تشعر نحوي بنفس الطريقة، سوبارو…»
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
بينما كانت أنياب غارفيل تصطدم ببعضها البعض، أومأ سوبارو له برأسه. وسط هذا الثلج، لا، في هذا الوضع في الملجأ، كان ممتنًا من أعماق قلبه لأن أوتو اقترح قرارًا منطقيًا. بفضل تمكنه من التحدث مع غارفيل، تأكد من أمان القرويين. المسألة المتبقية، كانت أمرًا يجب عليه تأكيده بنفسه—
«إيه-هيه-هيه. نعم… أحبك. سوبارو… أحبك كثيرًا.»
《٤》
«كفاكم هذا الهراء! لم آتِ هنا لأناقش تفاهاتٍ كهذه! هل فقدتما صوابكما؟ العجائز في الخارج يرتجفن من البرد وينتظرن!»
«…هل أنت متعب؟»
«—ما الذي تظن نفسك فاعله، هااا؟!»
قطعت تلك الجملة سيل أفكار سوبارو، وأوقفته مؤقتًا. وبينما واصل عقله محاولة التحقق من المعلومات المتراكمة، اشتعلت في صدره مشاعر الفقد، ليواجه روزوال غضبًا من أجل الفتاة التي كانت في صميم ذلك الألم.
«انتظر! يبدو أنك تتهرَّب مرة أخرى—»
عندما وقف سوبارو عند مدخل القبر، استقبله صوت غارفيل مشحونًا بالغضب.
داعبت إميليا خصلات شعره، تداعب جبينه بأطراف أصابعها، وقد بدا عليها المرح وهي تستمتع بفعل ما يحلو لها مع سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تهدأ قسوة الثلج؛ بل زادت قوة الرياح التي حملته، فبدأت تتراكم طبقات الثلج وتغمر معالم الملجأ تدريجيًا. وكما هو متوقع من أحد سكان الملجأ، كان من الطبيعي أن يشعر غارفيل بالغضب تجاه هذا المشهد. ومن غير المعقول ألا يصب هذا الغضب على سوبارو أيضًا.
ثم انقضَّ الأرنب العظيم، الذي كان قد اقترب بشدة، وغرس أنيابه في عنق روزوال.
فقد خرج وحده، تاركًا الفتاة التي يُرجَّح أنها سبب هذا الثلج خلفه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه؟ حقًا، ما هذه الملامح؟ هل سقطت عينك اليسرى في مكان ما أم ماذا؟»
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
«بمفردك، بمفردك… بمفردك؟! ماذا عن الأميرة… ماذا عن نصف الشيطانة؟! وماذا عن هذا الثلج اللعين؟!»
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
«إميليا لن تخرج. إنها نائمة هناك الآن.»
«تقول إنها نائمة هذا ليس وقت الاسترخاء…»
تحقيق أمنية عزيزة؟ تلبية رغبة؟ بدا الأمر خاطئًا وغير متناسق. أما فيما يخص رغبته هو—
«إنها منهكة. ظلت تخوض المحاكمة مرارًا وتكرارًا منذ الليلة الماضية. عقلها وجسدها… خاصةً عقلها، استُهلكا تمامًا. الآن، كل ما أريده هو أن أتركها ترتاح.»
أصرَّت إميليا على تحدي المحاكمة عدة مرات، معتقدة أن ذلك هو السبيل الوحيد لكسر هذه الأزمة. لكنها لم تتمكن من تجاوزه رغم ذلك، وليس صعبًا تخيل الحالة النفسية التي وصلت إليها بعد كل تلك المحاولات الفاشلة.
وإلا، لماذا حمت سوبارو في النهاية؟
فهم سوبارو تمامًا ما شعرت به؛ فقد تذوق هذا الشعور بالعجز مرارًا، تمامًا كما ذاق الموت مرات لا تُحصى.
«أخبرتك يا غارف. لن أسمح بأي وقاحة تجاه السيد روزوال.»
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
في الغرفة الحجرية، نامت إميليا بسلام تحت معطف سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تقول إنها نائمة هذا ليس وقت الاسترخاء…»
ظلت همسات حبها المتفاني ودفء عناقها الحار عالقة في ذاكرته، مشتعلة في قلبه بمشاعر حب جياشة تكفي لجعل دمه يغلي، ومشحونة بندم ساحق جعله يتمنى الموت.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
رفع روزوال كتفيه كأنما يقول إنه أمر لا يستحق العناء، ثم اعترف بنواياه القاتلة بكل بساطة. اخترقت كلماته عقل سوبارو، متجاوزة مشاعره بالغضب، وأطلقت زفيرًا لا إراديًّا من صدره.
لن يفهم أحد مدى عذاب سوبارو حين فكر في الاستسلام لذلك الدفء، الغرق فيه، والانحدار في هذا المستنقع مع إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا جوابًا على سؤاله. ومع ذلك، نظرت إميليا إلى سوبارو بإخلاص شديد. لم يكن في عينيها سوى سوبارو. سوبارو وحده، ولا أحد غيره.
لا ملامة عليه. فهذا العالم قد انهار بالفعل. كان مجرد فقاعة معدَّة للزوال. فمَن ذا الذي يمكنه لومه على اختياره الراحة وإسدال الستار على كل شيء؟
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
«إيه؟»
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
تقدم روزوال بخطوة واحدة إلى الأمام. انثنت ساقه اليمنى، ثم انطلقت بسرعة خاطفة.
كان غارفيل لا يزال غاضبًا، وقد صكَّ أنيابه وهو يقترب من القبر. وقبل أن يصل إليه، وقف سوبارو عند المدخل. في تلك اللحظة، ضاقت عينا غارفيل بلونهما اليشمي، مشيرة إلى خطر داهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أظن يا أنك لا تدرك أنك السبب. اختفاؤك كان له تأثير كبير على قلب الأميرة. لقد أخرجها عن مسارها، ثم دخلت إلى القبر… ولم تخرج منذ ذلك الحين.»
«أي عذر أتيت لتخبرني به الآن هاه؟»
«إميليا… قالت لي إنها تحبني».
أولئك الذين في الداخل اختاروا الموت حرقًا بدلًا من أن تُنهش أجسادهم على يد الوحوش الشيطانية. هذا كل ما في الأمر.
«كان عليَّ إيجاد طريقة لتمييزك عن البقية…»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
«هل سقوط الثلج أيضًا وفقًا لما في الكتاب؟! هل الكتاب أخبرك أن تُسقط الثلج؟ ما الغاية من هذا بحق؟!»
في حين كان غارفيل يصر على غضبه ويؤكد مشاعره الغاضبة، جاءت إجابة سوبارو من حيث لم يتوقع. كان وقعها مفاجئًا إلى درجة أن غارفيل لم يستطع إلا أن يحدق فيه بذهول.
حاول سوبارو الإشارة إلى أن غارفيل كان بإمكانه انتهاك القاعدة والدخول بنفسه.
لكنه سرعان ما كشف عن أنيابه مرة أخرى، وقد أشعلت هذه الكلمات في داخله غضبًا كأنه تعرَّض للسخرية.
«انتظر، انتظر، تبًا، روزوال…! لم ننتهِ بعد من حديثنا!»
«يبدو أن الأمر لا يقتصر على النصف شيطانية فقط بل تحب أنت أيضًا إثارة أعصابي، صحيح لديك الجرأة لتتحدث عن هراء الحب هذا وسط كل هذه الفوضى، أليس كذلك يا؟!»
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
«أنـا… أنا… أنا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رغم أن سوبارو لاحظ علامات هذا التحول الوشيك، لم تهتز ملامحه.
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
كل ما فعله هو التحديق بعينه اليمنى فقط في غارفيل الغاضب، مستمرًا في الكلام بصوت ثابت:
بغضبٍ ومرارة، ألقى الكلمات التي قيلت في القبر، والدفء الذي شعر به من قربها، وكل المشاعر التي تأججت بينهما، في مهب الريح.
تفاقمت عاصفة مشاعره العنيفة، فأخذ يصرخ بكل ما أثقله من ألم حتى تلك اللحظة. ومع ذلك، كان التعبير الذي ارتسم على وجه روزوال غريبًا، لا يناسب الموقف.
«إميليا أخبرتني بأنها تحبني. قالت لي إن وجودي بجانبها يكفيها».
بينما كانت أنياب غارفيل تصطدم ببعضها البعض، أومأ سوبارو له برأسه. وسط هذا الثلج، لا، في هذا الوضع في الملجأ، كان ممتنًا من أعماق قلبه لأن أوتو اقترح قرارًا منطقيًا. بفضل تمكنه من التحدث مع غارفيل، تأكد من أمان القرويين. المسألة المتبقية، كانت أمرًا يجب عليه تأكيده بنفسه—
«أنت… ماذا…؟»
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—؟!!»
حين زأر غارفيل بكلماته، اندفع سوبارو نحوه، صارخًا في وجهه بكل ما أوتي من قوة.
عكست عيناها البنفسجيتان صورة سوبارو بوضوح تام، لكن الواقع لم ينعكس في نظراتها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن هذا جوابًا على سؤاله. ومع ذلك، نظرت إميليا إلى سوبارو بإخلاص شديد. لم يكن في عينيها سوى سوبارو. سوبارو وحده، ولا أحد غيره.
هذا الانفجار العاطفي جعل حتى غارفيل الغاضب يتراجع للحظة، ناسيًا غضبه. أطبق فمه على غير عادته، فيما سوبارو، وقد أصابته موجة من الاضطراب، أطلق صرخته المحمومة.
‹ها… ماذا؟ هناك ذراع بشرية تخرج من ظهر غارفيل…›
بغضبٍ ومرارة، ألقى الكلمات التي قيلت في القبر، والدفء الذي شعر به من قربها، وكل المشاعر التي تأججت بينهما، في مهب الريح.
«يبدو أنك لست بحاجة إلى تفسير حول محتويات الكتاب. كما يبدو أنك تعرف تمامًا مَن يمتلك النسخة الأخرى. في هذه الحالة، أظن أنني أجبت عن سؤالك، أليس كذلك؟»
لقد أحس بخسارتها. ولا مجال لإنكار هذا الألم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ندم على ضياع تلك الكلمات، وتلك اللحظات الحميمة، وتلك المشاعر التي خفق بها قلبه. ومع ذلك، لم يكن سوبارو قادرًا على أن يخدع نفسه بقبول ما بدا له كجوهرة زائفة.
اهتز جسد غارفيل بعنف، وكأن الزمن قد تجمد لوهلة، قبل أن ينحني على ركبتيه ويسقط أرضًا. ومع ارتطام ركبتيه بالخشب، اختفت الذراع فجأة من ظهره، لتتدفق الدماء بغزارة من الجرح الذي كانت تسده.
لو كان قادرًا على التظاهر بالغباء، والاكتفاء بما قُدم له، لما كان هذا الألم ينهش صدره الآن.
مع انقطاع تلك الأوتار المشدودة، سقط بجسده إلى الأمام. وفي اللحظة ذاتها، امتدت ذراعان لدعمه برفق.
«لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني… أنها تعتمد عليَّ بالكامل، وتقول إن وجودي يكفيها ولا تحتاج إلى شيء آخر؟ هذا مستحيل».
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
«مـ-ماذا تحاول أن تقول…؟»
«أن تقول لي ”كل شيء“ بهذا الشكل… هذا أمر غير ممكن. ثم لو كان باك بجانبها، لما اعتمدت عليَّ بهذه الطريقة…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com في صمتٍ مطبق، راقب سوبارو المشهد المروِّع؛ شاهد كيف زال روزوال عن الوجود، وكيف تلاشت حياته قطعة بعد أخرى.
«رو…ز…»
لم يكن سوبارو مدركًا تمامًا إلى أي حدٍّ يرغب في أن يكون الأهم بالنسبة لإميليا. لكنه ليس مغرورًا بما يكفي ليصدق أنه يحتل هذه المكانة بالفعل.
طعم الموت
أولى ثقتها المطلقة، ومكانتها الأهم، كانت لروح القط الصغير، رفيقها الوحيد وعائلتها.
بينما كانت تتحدث بنعومة، اقتربت إميليا من صدر سوبارو.
ومع غياب باك، وجد سوبارو نفسه يؤدي دور البديل، لا أكثر.
«مـ-ماذا تحاول أن تقول…؟»
ذلك الاعتراف بالحب، تلك الأنامل المرتعشة بحرارة، وتلك الأنفاس المتقطعة. لم يرد أن يصدق أنها كانت كلها مزيفة.
تقدَّم خطوة واحدة، غامرًا في بركة الدماء، مما دفع جسد سوبارو إلى الارتداد لا إراديًّا إلى الخلف. لوَّح روزوال بذراعه الطويلة، مرتسمًا على وجهه ابتسامة حزينة، ثم قال:
ورغم أن الكلمات بدت قاسية، إلا أن وقعها على مسامع سوبارو كان يوحي وكأن غارفيل يحاول إقناع نفسه بها.
لكنها لم تكن حقيقية. وإذا لم تكن حقيقية، فلا يمكنه أن يقبل بها.
هل يمكن أن ينجح ضبط النفس في كبح جماح القوة المسعورة التي تحركها نيران الغضب؟ أمام هذا الخطر، حاول سوبارو أن يرفع صوته، لكن حركة أسرع سبقته. فقد تقدمت شخصية بخفة أمام غارفيل لتقطع عليه الطريق، وارتفع صوتها:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com تطايرت الدماء، وتردد صوت تمزيق اللحم معلنًا بداية مشهد مأساوي. تأخرت باقي الأرانب قليلًا، لكنها سرعان ما انقضَّت على ذراعيه، وركبتيه، وظهره.
«هناك مَن دفع تلك الفتاة إلى زاوية خانقة، حتى انتهى بها الحال إلى هذا الوضع. حوصر قلبها إلى درجة اضطرارها للاعتماد على شخص مثلي…».
«ماذا؟»
«أ-أنت مَن اختار ذلك الطريق بنفسك، أيها الأحمق! فماذا؟ هل تساقط هذا الثلج عقابًا على كل إخفاقاتها؟! هل تقول إنها تلقي باللوم عليَّ وعلى العجائز هنا؟!»
ومثل مَن يمضغ كلماته بمرارة، دفع غارفيل الثلج جانبًا وأمسك بياقة سوبارو، ثم زجَّ به بعنف نحو الحائط خلفه. ارتطم جسد سوبارو، وخرجت من حنجرته آهة مؤلمة، كأنها غصة مغروسة في حلقه.
«غـواا! غـ-غيااا!»
«لا يهمني سبب انفجارها على هذا النحو! أحضر النصف شيطانية الآن! إذا عجزت حتى عن هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«إخراج إميليا لتوقف تساقط الثلج؟… لن ينفع. لأن…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لأن ماذا؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لأن إميليا ليست هي مَن تسبب في تساقط هذا الثلج».
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
وبينما كان غارفيل يحملق فيه بذهول، تابع سوبارو حديثه بنبرة هادئة:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس مضحكًا… ما زلنا في اليوم الثاني فقط…»
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
«ذ-ذاك… انتقامٌ مني ومن العجائز…»
«—أوه، لقد عدت أخيرًا، لكن ما هذا الوجه الغبي الذي أعدته معك؟»
«لماذا قد ترغب إميليا في الانتقام منك؟ هذا غريب جدًا. أنت تحمل ضغينة ضدها الآن بسبب تساقط الثلج. لكن الثلج، والضغط الذي دفعها إلى الزاوية… التوقيت لا يتطابق».
منذ البداية كان الأمر مريبًا. وليس من الصعب على سوبارو أن يستنتج أن هناك مَن خطط لهذا المشهد بهذه الدقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شخص ما داخل الملجأ كان يحرك الخيوط؛ أخفى رسالة سوبارو، وأقنع إميليا بأن تعتكف في القبر، وأجَّج غضب غارفيل تجاهها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تنبس النسخة بيكو بكلمة، ولم تهز رأسها تأكيدًا، بل أدارت ظهرها لسوبارو بهدوء وركضت بخفة على الثلوج، غير مكترثة بما يحيط بها. تبعها سوبارو على الفور، مستعجلًا خلفها.
أما عن هوية هذا الشخص، فقد كان لديه حدس وحيد.
«عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
«هل أنت واثق من ذلك؟»
«الأ-الأرانب…!»
«… تخمين قائم على بعض الأمل من جانبي. أريد أن أصدق ذلك وحسب. حتى في أشد حالات يأسها، إميليا ليست من النوع الذي يفعل شيئًا كهذا. هذا ما أريد أن أؤمن به».
انطلق كرة نارية قرمزية بحجم قبضة اليد بسرعة سهم، مخترقة النافذة ومذيبة زجاجها في طريقها، لتصيب مباشرة الظل الذي حاول التسلل عبر النافذة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تريد أن تؤمن…»
لا يستطيع إعادة عقارب الزمن لتغيير السنوات الطويلة التي قضتها بياتريس بين رفوف أرشيف الكتب المحرَّمة.
«النسخة الحالية منك غير كافية لتحقيق المستقبل الذي ورد في النص. وأي انحراف عما هو مسجَّل يتطلب تصحيحًا.»
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
كانت نظرات روزوال المشفقة الموجهة نحو سوبارو تحمل سخرية مبطَّنة أثارت في نفسه مرارة أشد من الألم نفسه. لكن ما دفع الألم الحقيقي إلى التسرب من شفتي سوبارو كان شيئًا أعمق وأثقل، دائم الحضور في أعماقه:
حينما استقرت قدما سوبارو على الأرض، مرَّر يده برفق على عنقه، ثم أومأ برأسه تجاه غارفيل بامتنان.
تفجرت عدائية غارفيل المدمرة باتجاه سوبارو قبل أن يرخى قبضته أخيرًا. سعل سوبارو بخفة وهو يحدق في غارفيل بنظرة غاضبة، لكن كل ما فعله غارفيل هو أن أشار له بذقنه.
«أين روزوال؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
«ذلك الوغد في بيت العجوز. رام كان من المفترض أن تذهب لإحضاره، لكن… لا تتوقع منها الكثير في مثل هذا الوقت».
«أوتو فعل ذلك؟ هو مَن اقترح ذلك؟»
عند البحث عن مَن تتوفر فيه شروط العقل المدبر، ليس هناك سوى اسم واحد يناسب هذا الوصف. بدا أن غارفيل تقبَّل هذه الفكرة بسهولة، ربما لأن الشكوك حول روزوال كانت قد بدأت تتغلغل في داخله مسبقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«رام…»
طعم الموت
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
«اصمت. حتى لو كانت الفتاة التي وقعت في حبها متورطة، هذا لا يغير ما عليَّ فعله».
«تلك كانت رغبتها. ما يتمناه كل شخص في نهايته هو أمر لا ينبغي للآخرين الاستهانة به، ورغباتها كانت تخصها وحدها. لا يحق لك أو لي تدنيس نهايتها.»
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
صوت غارفيل العميق، المليء بالعزم، قطع محاولة سوبارو التعبير عن قلقه بشأن رام. أحسَّ سوبارو بشيء من الحسد إزاء هذا التصميم الجازم؛ فبينما كان غارفيل يتمسك بموقفه حتى لو ثبت أن مَن يحبها قد تكون عدوته، امتلك قلبًا من فولاذ. وهو ما كان سوبارو يتمنى لو امتلكه.
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
باستخدام حقوقه بصفته رسولًا، استدعى سوبارو النسخ المتبقية من ريوزو في الملجأ. كلفها بمهمة اعتراض الوحوش الشيطانية، وفي غمرة الفوضى، تمكَّن بصعوبة من النجاة.
أما فيما يخص رام، فلم يتيقن سوبارو تمامًا من مكانتها في مخططات روزوال. بناءً على ما رآه منها خلال العوالم المتكررة في الملجأ، كان لديه تخمين يقترب من الأمل، لكن…
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
«—معرفة الجواب هي آخر شيء أود تحقيقه في هذا العالم».
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لماذا قتلت…؟ لماذا قتلت رام؟ وغارفيل أيضًا…»
«—؟»
همس سوبارو بهذه الكلمات بصوت خافت، بحيث لا يسمعها غارفيل المتحفز.
«الهرب؟ إلى أين؟ هناك الحاجز. سكان الملجأ لا يستطيعون الفرار.»
《٥》
«لمـ-لماذا…؟»
«يا للغرابة! ألا ترى أن اجتماعكم في هذا الوقت بالذات أمر مثير للاهتمام؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
ابتسم روزوال ابتسامة مشبعة بالعبث عند رؤية ضيوفه غير المتوقعين.
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
كان في يد روزوال الكتاب الثاني للمعرفة— ذلك الكتاب الذي تنبأ بالمستقبل. وكما فعلت بياتريس، التي أحكمت عزلتها عبر قرون أربعة بكتابها الفارغ، فإن روزوال أيضًا كان قد قرأ محتويات هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا—
أمام هذا الرجل الذي اشتبها في كونه العقل المدبر، وقف سوبارو وغارفيل جنبًا إلى جنب، مستعدين لمواجهته.
«وفر سخريتك، روزوال. كلانا يعرف جيدًا نوع الرجل الذي أنت عليه… لكن هناك مواقف معينة يتغير فيها ما يمكن التغاضي عنه، مثل هذه اللحظة.»
باغت سوبارو الجوهر بلا تردد.
ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت التعابير المتجهمة على وجهيهما تنبئ بما لا يدع مجالًا للشك أن التوتر بات يخيم على الأجواء. ورغم كل ذلك، ظل روزوال محتفظًا بهدوئه المعتاد، بل بدا وكأنه في مزاج طيب وهو يفتح ذراعيه ببساطة متعمدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «عندما نتحدث عن شخص يمكنه التحكم في الطقس، لديَّ مشتبهان فقط. لكن إميليا ليست إحداهما. فدون باك، لا يمكنها تنفيذ أمر بهذا الحجم».
«إذًا جاء شابان ليأخذا رجلًا مصابًا بجراح بالغة وسط هذا الثلج العنيف… مع أني أجد من الضروري أن أتساءل عن اختياراتكما. من مظهر عينك اليسرى، يبدو أنك بدورك مصاب بجراح خطيرة، أليس كذلك؟»
طعم الموت
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«وفر سخريتك، روزوال. كلانا يعرف جيدًا نوع الرجل الذي أنت عليه… لكن هناك مواقف معينة يتغير فيها ما يمكن التغاضي عنه، مثل هذه اللحظة.»
سبق لسوبارو أن أرى هذا المشهد من قبل. ودفع حياته بسببه أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
كان مقيدًا برغبته الأنانية في البقاء إلى جانبها خلال لحظاته الأخيرة.
أطلق روزوال هذه الكلمات أثناء انتقال نظراته الساخرة نحو غارفيل الواقف بجانب سوبارو، الذي وقف متأهبًا عند مدخل الغرفة ليغلق طريق الخروج. شم غارفيل أنفه باشمئزاز وهو يعبر عن ضيقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم يكن غارفيل مدركًا لهذا، فواصل كفاحه في محاولة يائسة لإنقاذها. لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله.
«مثلما قال هو، كل شيء يتوقف على الظروف. أنا لن أهدأ حتى أتيقن ممن هو عدو. وعندما أعرف سأمزقه إربًا.»
/////
ابتسم روزوال بخبث: «يا لها من طريقة همجية في التفكير… يبدو أن غارف هو غارف، كما هو معتاد.»
أطلق غارفيل صوتًا منخفضًا أشبه بالهدير، بينما أطلقت رام، التي وقفت في زاوية الغرفة، تنهيدة ملؤها الاستهجان. وكما توقعا عند القبر، كانت رام بالفعل تنتظر إلى جانب روزوال، حتى في ظل هذا الثلج المتساقط.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «دونو لا أدري إلى أي مدى تعرَّف الآخرين، لكن رجالنا ونسائنا ومَن في قريتك موجودون جميعًا في الكاتدرائية. جاء الرجل المزعج بهذه الفكرة.»
وهذه الحقيقة بحد ذاتها أكدت أنها شريكة في مخططات روزوال، وإن لم تكن مشاركة في كل تفاصيلها. إلا أن الغموض كان يكمن في الغاية الحقيقية من تلك المخططات.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
ما الذي يسعى إليه روزوال حقًا؟ ولماذا تتعاون رام معه؟
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
«لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
لم يدرك سوبارو مغزى السؤال.
رفعت رام حاجبها ببرود: «إذا تجرأت على إظهار وقاحة تجاه السيد روزوال، فلن أتردد في الوقوف أمامك. الأمر كله يتوقف عليك، يا غارف.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كما كانت تفعل إيكيدنا داخل القبر، حيث تقبع في قصر أحلامها المنفصل عن الواقع، فهل ورث روزوال الذكريات حتى بعد عودة سوبارو بالموت؟
تدخل روزوال مبتسمًا: «اهدآ أنتما الاثنان، سواء غارفيل أو رام. عليكم الآن التزام الصمت… تلك كلمات يجب أن تُقال في اللحظة المناسبة.»
ومع ذلك، ها هي مستيقظة أمامه، مما يعني أن محاكمتها قد انتهى—
«إيه؟»
تراجعت رام خطوة إلى الوراء، وعلت ملامحها نظرة مهيبة وهي تقول: «عليك أن تشكر سيد روزوال على كرمه.»
«لا أدري… ربما للمرة الثالثة؟ وأعتقد أنني كنت محطمًا في كل مرة.»
أصدر غارفيل صوتًا منزعجًا وهو يقرع لسانه بضيق: «لندع رام جانبًا… ليس لديَّ سبب لسماع كلامك أو الهدوء. كن حذرًا من كلامك، فمخالبي يمكن تنغرس في أحدكما.»
«…»
تساقط الثلج كاسيًا الملجأ. عرف سوبارو هذا المنظر جيدًا.
«ألا يمكن التوقف عن وضعي ضمن أهدافك المحتملة وكأنها مسألة عادية؟ أما زلت تشك فيَّ بعد كل هذا؟»
«…»
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
«أنا… بخير… تمامًا…»
«—إميليا.»
رغم أن كليهما شك في الشخص ذاته، إلا أن ذلك لم يعني وجود ثقة بينهما. لم يطمئن سوبارو بدوره تمامًا إلى غارفيل. فكما كان لغارفيل مخالبه جاهزة، لم يكن سوبارو مستعدًا لخفض دفاعاته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا كانت هي مَن سبَّبت هذا الجحيم الأبيض، فما الذي كان يدور في خلدها حينها؟
في تلك اللحظة، أغمض روزوال إحدى عينيه، لتلمع عينه الصفراء المتبقية بوميض متفحص وهو يقول: «إذا استبعدتُ مريضًا طريح الفراش مثلي، فلا تستهِن أبدًا بسوبارو. إن اشتبكتما، ليس مضمونًا على الإطلاق أن تكون كفة النصر في صالحك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
قهقه غارفيل بسخرية: « هل أخسر أمام فاقد العين هذا؟ هل لديك مشكلة في عينك؟! سأفوز بلا شك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ابتسم روزوال بخبث أعمق: «أوه، لو توافرت الظروف المناسبة… لا أظن أن فرص انتصاره ستكون ضئيلة كما تعتقد.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أحتاج… ممم أن… أوصلها لك بوضوح.»
ضاق سوبارو ذرعًا بتعليق روزوال، لكنه أدرك في أعماقه أن الأخير محق إلى حد ما. فمنذ وصوله إلى هذا العالم، لم يحقق سوى انتصار واحد في قتال فردي… انتصار تحقق بضربات مباغتة ثلاث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بالطبع، لم يكن مجديًا مقارنة غارفيل بثلاثة أوباش في زقاق مظلم.
«يبدو أن عليَّ التكرار. هذا الثلج يضر بالسكان، ويؤدي إلى عزل السيدة إميليا، مما يجعلها في حالة نفسية مضطربة. ولولا هذا الثلج، لما وصلت إلى تلك الحالة، أليس كذلك؟»
ومع غياب باك، وجد سوبارو نفسه يؤدي دور البديل، لا أكثر.
«كفاكم هذا الهراء! لم آتِ هنا لأناقش تفاهاتٍ كهذه! هل فقدتما صوابكما؟ العجائز في الخارج يرتجفن من البرد وينتظرن!»
بينما كان روزوال يحدق في عيني سوبارو المرتجفتين، أومأ برأسه وكأنه إيماءة تنمُّ عن مودة مصطنعة.
لإيقاف هذا الحوار العقيم، ضرب غارفيل بكعب حذائه الأرضية الخشبية بقوة، مما أثار سحابة من غبار الخشب في الغرفة. أغمض سوبارو عينه، متجاهلًا هدير غارفيل الغاضب.
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
لم يخطئ غارفيل في غضبه. فقد ترك سوبارو إميليا في القبر، والجميع يعلم جيدًا أن الوقت لا يسمح بالمماطلة.
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
التقط سوبارو أنفاسه بعمق، ثم فتح عينه اليمنى. وعندما وقع نظره على روزوال، قال مباشرة:
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
«…»
«أنت مَن تسبب في تساقط الثلج هنا في الملجأ، أليس كذلك، روزوال؟»
باغت سوبارو الجوهر بلا تردد.
«—معرفة الجواب هي آخر شيء أود تحقيقه في هذا العالم».
«…»
لم ينبس روزوال ببنت شفة، لكن الابتسامة التي ارتسمت على شفتيه تلاشت على الفور.
«تذكرت كلماتك، سوبارو. كلماتك التي ظلت ترافقني طوال هذه المدة. منذ لقائنا الأول، وأنت تمنحني الشجاعة وتدفعني للمضي قدمًا، تدعمني… وتقول لي إنك تحبني…»
وبينما كان غارفيل يحملق فيه بذهول، تابع سوبارو حديثه بنبرة هادئة:
كانت تلك اللحظة كاشفة؛ فقد ظهر الوجه الحقيقي وراء قناع مساحيق التجميل الذي اعتاده. وصمته لم يكن إلا دليلًا إضافيًا على أن سوبارو أصاب الهدف.
ساد الصمت في الغرفة، ولم يُسمع سوى صوت الرياح والثلج المتراكم على النافذة. استمر هذا الهدوء الثقيل وكأنه لا نهاية له، حتى انكسر فجأة.
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
«سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توجهت الأنظار نحوه عندما ذُكر اسمه، وبقي سوبارو صامتًا، مترقبًا ما سيقال بعد ذلك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—واجب؟ ما الذي تعرفه عن واجبها…؟»
ترك روزوال برهة قبل أن يتابع حديثه: «—هل سمعت هذا مني، كما أظن؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com بإمكانه أن يعود إلى الوراء، مستخدمًا قدرته لإعادة الأحداث، ليخلق ”فرصة أخيرة“ للتحدث مع بياتريس مرارًا وتكرارًا. لكن كيف يمكن علاج حزن استمر أربعة قرون؟
لم يدرك سوبارو مغزى السؤال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com جاءه الصوت من العتمة، وكأنما أطلقه من قفص أفكاره الطويل. أمامه تمامًا، انتهى الممر، ليكشف عن غرفة حجرية تشع بريقًا أزرق خافتًا. وفي قلب الغرفة، وقفت تلك الشخصية الوحيدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كان قد توقع عدة ردود من روزوال: أعذار، ارتباك، محاولات للتهرب، وربما حتى عنف. لكن الرد الذي حصل عليه كان خارجًا عن كل تلك التوقعات.
في مواجهة سؤال لم يفهمه، لم يستطع سوبارو تخمين الإجابة المرجوة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مهلًا، سوبارو، هل تسمعني؟ هناك الكثير والكثير مما أريد أن أقوله لك. لذا، أرجوك، دعني أبقى إلى جانبك. استمع إلى صوتي. دعني أتحدث، حسنًا؟»
«همم-مم… أفهم… أفهم… كم هو مخيب للآمال.»
«…»
هز روزوال رأسه، وقد تجلت الخيبة على ملامحه، وكأن الكلمات لم تكن كافية للتعبير عن إحباطه. كان واضحًا من صوته الشاحب ووجهه المرهق أنه هذا ليس ما تمناه.
أربكت تلك النظرة سوبارو؛ إذ شعر وكأن روزوال، رغم جروحه البالغة وشحوب وجهه، قد انهار من مكانته التي تفوق الرجال العاديين.
لكن غارفيل لم يهتم بهذا التغيير. قال بغضب: «يا ألن تنكر الأمر؟»
«… وكيف لا أشعر بذلك وهم يشبهون ريوزو تمامًا؟»
«لماذا قد ترغب إميليا في الانتقام منك؟ هذا غريب جدًا. أنت تحمل ضغينة ضدها الآن بسبب تساقط الثلج. لكن الثلج، والضغط الذي دفعها إلى الزاوية… التوقيت لا يتطابق».
بالنسبة لغارفيل، كان المهم هو كشف المتسبب في الأزمة التي ألمت بالملجأ، وليس مشاعر روزوال.
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
أطلق روزوال زفرة ثقيلة، وكأن الكلمات فقدت معناها لديه.
«بإمكاني أن أعلن براءتي، لكنك لن تتقبلها بأي حال، أليس كذلك؟ فقد جئت إلى هنا بعد أن جمعت ما يكفي من الأسباب لذلك. ألا يستحق هذا بعض الاحترام؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هذا ليس منطق إنسان.»
ضحك غارفيل بمرارة وقال: «الاحترام؟ ها! كم هو مثير للسخرية! ربما حان الوقت لأُريكم الاحترام على طريقتي، ياااه!»
استدار سوبارو وسار بخطواته على الثلج النقي، متجهًا نحو مدخل القبر المدفون تحت البياض.
اندفع غارفيل بخطوات واثقة نحو روزوال، ليختصر المسافة القليلة بين الباب والسرير في لحظة. وبحركة خاطفة، مد يده ليقبض على عنق روزوال الواثق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «إميليا أخبرتني بأنها تحبني. قالت لي إن وجودي بجانبها يكفيها».
«أنا أبذل قصارى جهدي دائمًا، وأتصرف بما يخدم مصلحتي في تحقيق رغبتي العزيزة. كل مخططاتي، تجديفي، دعمي ومساعدتي— كلها من أجل ذلك الهدف. لم أُدر ظهري له أبدًا.»
هل يمكن أن ينجح ضبط النفس في كبح جماح القوة المسعورة التي تحركها نيران الغضب؟ أمام هذا الخطر، حاول سوبارو أن يرفع صوته، لكن حركة أسرع سبقته. فقد تقدمت شخصية بخفة أمام غارفيل لتقطع عليه الطريق، وارتفع صوتها:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أخبرتك يا غارف. لن أسمح بأي وقاحة تجاه السيد روزوال.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وقفت رام بثبات أمام ذراعه الممدودة، نافخة صدرها المتواضع بعزم، لتسد طريقه بجسدها النحيل. لوهلة، لمع في عيني غارفيل مزيج غريب من الغضب والتردد، مزيج سببه خوفه من أن يؤذي شخصًا عزيزًا عليه. لكن بعد لحظة قصيرة، ظهر في نظره شيء آخر؛ عزيمة قاسية، وكأن إرادته باتت تميل نحو إزالة رام من طريقه أيضًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com صدمته العبارة بقوة مرعبة، إذ بدت كلمات روزوال وكأنها تشير مباشرة إلى ”العودة بعد الموت“. كان القانون الذي تحكمه الساحرة صارمًا وقاسيًا. ربما يتوقف الزمن في تلك اللحظة، وتنبثق الأذرع السوداء لتفرض حكمها. أو ربما، لا تكفي تلك الأذرع وحدها، فتعود الساحرة من جديد، لتلتهم الملجأ بأكمله—
تبدل لون وجه سوبارو حين استشفَّ ما تخفيه تلك النظرة؛ فقد سبق له في حلقة زمنية سابقة أن رأى غارفيل ينهي حياة رام بيديه.
«لا أضواء في المنازل… أليس هناك أحد بالداخل…؟»
تكررت في ذهنه مرارًا صورة وجنتيها المحمرتين وارتعاشة شفتيها وهمساتها الحانية بالحب.
«رام، أنتِ خادمة رائعة بحق.»
جاء رد فعل سوبارو متأخرًا جدًا على تلك الكلمات، إذ كان غارقًا في ذلك المشهد الذي ترسخ في ذاكرته.
لم يستطع سوبارو، الذي وقف مشلولًا من الصدمة، حتى أن ينطق بكلمة واحدة بعد مشاهدته لهذا العمل الوحشي. ولما أدرك روزوال حالة الذهول التي استبدت بسوبارو، حدَّق فيه بعينه الصفراء الوحيدة، وقال بنبرة هادئة:
شعور بالغموض ساور سوبارو وهو يراقب الموقف، إذ انصب خوفه على احتمال اندلاع العنف من غارفيل وخشيته على سلامة رام. لم يكن هناك شيء غريب في جملة روزوال، فقد كان يمدح رام ببساطة على دفاعها المستميت عنه. لكن المشكلة لم تكن في الكلمات.
روزوال، الذي كان راقدًا على السرير حينها، لم يُبدِ أي محاولة للنهوض، ولم يوجه أي نظرة غاضبة نحو رام أو غارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أحب أن أدللك، لكن تعلم أن الأطفال المدللين يتعرضون للمزاح بشعرهم…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ومع ذلك، تسلل إلى قلب سوبارو إحساس مزعج، وكأن شيئًا غريبًا يقبع في المشهد، دون أن يتمكن من تحديده بوضوح.
«هذا الترقب… أرى. إذًا لقد عقدتَ معها عهدًا. في ضوء ذلك، أستطيع الآن تقبُّل الكثير من أقوالك وأفعالك السابقة. إنها ماكرة بحق.»
«—! دافني قالت إن الأرانب تتغذى على الطاقة السحرية؛ وكلما زادت المانا، كان أفضل لها…!»
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
«حدثت أشياء كثيرة بعد مغادرتي… ليس من طبعك أن تكون هكذا، تخرج طوعًا لاستقبالي عند عودتي.»
حاول سوبارو الإشارة إلى أن غارفيل كان بإمكانه انتهاك القاعدة والدخول بنفسه.
«…»
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
‹ها… ماذا؟ هناك ذراع بشرية تخرج من ظهر غارفيل…›
كانت ذراع بشرية كاملة، بأصابعها الخمسة المرتجفة، تشق طريقها عبر صدره وتبرز من ظهره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«غـ… فو…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى تلك اللحظة، لم يستوعب سوبارو كلمة واحدة مما نطق به روزوال. كان ذهنه غارقًا في فوضى عارمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com همس سوبارو بشفاه مرتجفة ومخدَّرة، وهو يرفع قدميه من بين الثلوج التي غمرته حتى كاحليه.
اهتز جسد غارفيل بعنف، وكأن الزمن قد تجمد لوهلة، قبل أن ينحني على ركبتيه ويسقط أرضًا. ومع ارتطام ركبتيه بالخشب، اختفت الذراع فجأة من ظهره، لتتدفق الدماء بغزارة من الجرح الذي كانت تسده.
«لـ-لماذا… أنت…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—هاه؟»
«أنا… سكان الملجأ لا يمكنهم الدخول. هذا هو القانون. وأنا أحد سكان هذا المكان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
جلس غارفيل على الأرض، غارقًا في دهشته ودمائه. بينما كانت رام وروزوال يحدقان إليه من أعلى، وفي الوقت ذاته…
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ظلت همسات حبها المتفاني ودفء عناقها الحار عالقة في ذاكرته، مشتعلة في قلبه بمشاعر حب جياشة تكفي لجعل دمه يغلي، ومشحونة بندم ساحق جعله يتمنى الموت.
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
كان هناك شيء يخترق صدر رام أيضًا.
《٨》
«رو…ز…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حاولت رام أن تنطق باسمه بضعف، لكن روزوال قاطعها بصوت غاية في اللطف: «لم أنقض عهدي. أقدم هذه الروح لكِ.»
لكن رؤية ذلك المشهد بعينه أصابت قلبه بصدمة عميقة، صدمة يستحيل فهمها.
أخذت إميليا تتحدث بسرعة، وكلماتها توالت بلا توقف. لكن صوتها بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا.
من خلفها، احتضن روزوال جسدها النحيل برقة، وراح يمرر يده اليسرى بلطف على خصلات شعرها الوردي. بدا وكأن رام قد فقدت وعيها داخل لمسته الساحرة، إذ احمرت وجنتاها وارتسمت على شفتيها ابتسامة جذابة.
«بصراحة، كنت خائفة حقًا. خفت من أن سوبارو لا يحبني من أعماق قلبه، وأنه قد يكرهني. لهذا السبب جئت إلى هنا، ولكن لم أتمكن من النجاح… ولهذا أنا سعيدة جدًا، جدًا، لأنك جئت، سوبارو.»
لكن من زاوية تلك الابتسامة الناعمة، بدأ خيط من الدم الطازج بالتدفق ببطء.
بالطبع، فقد كان صدرها مثقوبًا بعمق من الخلف.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
قطعت الرياح الباردة كالخناجر جسده، وتساقطت الثلوج عليه؛ لا لتتراكم بل لتصدمه بقسوة. كلاهما سلبا منه حرارة جسده سريعًا، وكأنها كابوس أبيض يسلب حياته ثانيةً بعد ثانية.
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
انسحبت الذراع ببطء، ومع انعدام أي دعم لجسدها، انهارت رام إلى الأمام. كان غارفيل، رغم نزيفه الغزير، هو مَن تلقفها بين ذراعيه.
«يبدو أن عليَّ التكرار. هذا الثلج يضر بالسكان، ويؤدي إلى عزل السيدة إميليا، مما يجعلها في حالة نفسية مضطربة. ولولا هذا الثلج، لما وصلت إلى تلك الحالة، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
غارقين في دمائهما، احتضن كل منهما الآخر، وكأن الألم جمع بين روحيهما في لحظة مأساوية.
«غـ… روز… را… رام… رام… رام… رااااام…»
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
في لحظة واحدة، تحطم قلب غارفيل الذي كان ملتهبًا بالكراهية، بفعل رؤية الجروح التي أصابت محبوبته.
بينما نادى غارفيل باسم الفتاة التي في أحضانه، انطلق منه زئير غاضب مصحوبًا بنزيف دموي، في حين بدأت ذراعه تشع بضوء شاحب. أدرك سوبارو على الفور أن الطاقة المتدفقة من ذلك الضوء اللامع ما هي إلا سحر شفاء.
«هل أنت واثق من ذلك؟»
ولكن هذا المشهد بدا متناقضًا مع كل ما يعرفه، بل وأكثر من ذلك، أربكته فوضى اللحظة وعطلت تفكيره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com —بين إحساس بالخسارة ووحشة الوحدة، تمنى سوبارو أن يختفي، وأراد أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن.
في تلك اللحظة، كانت إميليا تحتضنه بلطف.
كانت صورة غارفيل في ذهنه لشخص بعيد تمامًا عن ممارسة أي نوع من السحر، فما بالك بسحر الشفاء. أن يُتقنه بهذا القدر وفي مثل هذا الظرف الحرج كشف عن مهارة مدهشة لم يتوقعها سوبارو أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ورغم أن غارفيل نفسه كان يعاني من جروح قاتلة، لم يأبه بجراحه، وكرَّس كل ما لديه من طاقة في محاولة لإنقاذ رام.
سبق لسوبارو أن أرى هذا المشهد من قبل. ودفع حياته بسببه أيضًا.
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أفهم، أفهم… —إذًا هكذا ينتهي الأمر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هذه الوحوش، التي لم يبقَ لها من غرائز سوى جوع لا يشبع، وصلت إلى الملجأ.
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بينما كان غارفيل يمارس سحر الشفاء، بدأت عضلاته ترتجف وتتضخم، وكأن عروقه تنبض بتسارع غريب.
«حتى لو لم تبذل كل هذا الجهد لتبرير نفسك، لن أغضب منك. أوه، سوبارو، لا داعي لأن تكون شاحب الوجه هكذا. حقًا، أنت فقط… مهمل بعض الشيء.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غوا.»
غطى الفراء الذهبي جسده المكشوف، وبدأت أنيابه الحادة تصدر صوتًا وهي تنمو ببطء. رغم أن جسده كان على شفا الموت، دفعته غريزته نحو التحول إلى هيئة النمر العملاق كوسيلة للهروب من الموت المحتم.
لكن ذلك التحول يعني وقف السحر، وبالتالي موت رام. تصارعت عقله الواعي، الساعي لإنقاذها، مع غرائزه التي تناديه بالتحول حفاظًا على حياته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وإن توقف عن الشفاء قبل التحول، فقد يبقى هناك أمل ضئيل بنجاتهما معًا.
من خلال رؤية بيكو واقفة بجانبه، استنتج غارفيل أن سوبارو قد حصل على حقوق القيادة. زادت عدائية غارفيل أكثر، وألم عينه اليسرى تفاقم بفعل المشاعر المعادية المتجسدة في غارفيل.
«سيكون من المزعج السماح لك بالتحول، أليس كذلك؟»
«—لأنك تؤمن بأن ما حدث يمكن التراجع عنه، أليس كذلك؟»
تقدم روزوال بخطوة واحدة إلى الأمام. انثنت ساقه اليمنى، ثم انطلقت بسرعة خاطفة.
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
اشتبه غارفيل بإميليا، وامتدت شكوكه بين سكان المستوطنة كالنار في الهشيم. وعلى الرغم من أن أهل قرية إيرلهام أرادوا تصديق إميليا، إلا أن ذكرياتهم عن الثلج كانت مرتبطة بها.
«—!!»
بدلًا من الرد على اعتذاره المرتبك، أحكمت إميليا ذراعيها حوله، وشدت عناقها أكثر. لم تكن قوة كبيرة، لكنها حملت إحساسًا عميقًا وكأنها تتعلق به بشدة.
ولكن غارفيل قطع حديثه بالإمساك بياقة سوبارو ورفعه قليلًا عن الأرض، بينما اقتربت يده المتحولة إلى مخالب من وجهه، وأظهر له أنيابه بوضوح.
سقط غارفيل على جانبه، ووجه نحو روزوال نظرة حاقدة بعينه الوحيدة المتبقية. وفي مصير مأساوي، سقط هو ورام معًا وكأنهما جسد واحد، ممددين بلا حراك على الأرض.
«أنا آسفة على كل ما حدث، سوبارو. لقد أسأت إليك. أن يكون هناك شخص دائم التفكير بك بهذه الطريقة أمر لا يصدق… أنا أنانية للغاية. حتى عندما قلتُ إنني أريد أن أفهمك أكثر، لم أفهمك على الإطلاق.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أدركت أخيرًا أنك دائمًا ما فعلت أشياء عظيمة من أجلي. لكن بالرغم من كل ذلك، غيابك أرهقني؛ شعرت أن هذا العبء سيحطمني…»
كانت الحياة تغادر جسد غارفيل، وفي أحضانه بقيت رام ساكنة، وابتسامة رقيقة لا تزال مرسومة على شفتيها.
«إذًا جاء شابان ليأخذا رجلًا مصابًا بجراح بالغة وسط هذا الثلج العنيف… مع أني أجد من الضروري أن أتساءل عن اختياراتكما. من مظهر عينك اليسرى، يبدو أنك بدورك مصاب بجراح خطيرة، أليس كذلك؟»
ليس هناك أي سحر شفاء قادر على إنقاذ وجه ميت كتلك الملامح التي ارتسمت على وجه رام. وحتى إن حاول، فلن يُفعَّل السحر على جسد فارقته الحياة بالفعل.
بقوته الساحرة، كواحد من أعظم السحرة في المملكة، لم يكن هناك مكان أفضل لخوض معركة مثل هذه. العدد لم يشكل عائقًا بالنسبة له؛ فبقوته الساحقة، يستطيع بلا شك اجتثاث ذلك الحشد وفتح الطريق.
بحلول اللحظة التي سحب فيها روزوال يده، كانت روح رام قد غادرت بالفعل، بعد أن تحطم قلبها.
شهق سوبارو عندما قبض روزوال على عنقه من الأمام ورفع جسده بسهولة بيد نحيلة. أنَّ سوبارو وتلوى في محاولة للفرار، لكن روزوال لم يعر مقاومته أي اهتمام. بخطى سريعة، جرَّه بلا رحمة نحو الباب، ليخرجه بعنف من المنزل ويقذفه إلى الخارج، حيث هبَّت رياح باردة تعصف بلا شفقة.
لم يكن غارفيل مدركًا لهذا، فواصل كفاحه في محاولة يائسة لإنقاذها. لكن لم يكن هناك ما يمكن فعله.
ومع ذلك، عضَّ سوبارو على تلك المرارة المتصاعدة، متشبثًا بقراره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
«حتى أنا كنت سأجد صعوبة بالغة في نسج سحر دون أن يلاحظ غارفيل. لذلك، لجأتُ للحظة وجيزة إلى وسائل تعتبر بدعة بالنسبة لساحر مثلي.»
«إميليا لن تخرج. إنها نائمة هناك الآن.»
مسح روزوال يديه وقدمه الملطخة بالدماء بأطراف الأغطية، ثم التفت نحو سوبارو، الذي ظل واقفًا في مكانه، عاجزًا عن النطق أو الحركة.
«لا أضواء في المنازل… أليس هناك أحد بالداخل…؟»
رمق روزوال سوبارو بنظرة متفحصة قبل أن يضيق عينيه قليلًا، ثم هز كتفيه بلا مبالاة وهو يتحدث مجددًا:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«والآن، ووفاءً بالعهد الذي قطعناه، فلنتحدث يا ناتسكي سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٦》
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
وقف سوبارو في ذهول وسط هذا المشهد الذي يفوق التصور.
رقدت رام غارقة في بركة من الدماء، بينما سُحقت جمجمة غارفيل حتى قضى نحبه. فوق جثتيهما، وقف روزوال، الذي ارتكب تلك المجزرة، متأملًا بهدوء في اتجاه سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يستطع سوبارو، الذي وقف مشلولًا من الصدمة، حتى أن ينطق بكلمة واحدة بعد مشاهدته لهذا العمل الوحشي. ولما أدرك روزوال حالة الذهول التي استبدت بسوبارو، حدَّق فيه بعينه الصفراء الوحيدة، وقال بنبرة هادئة:
«الاعتقاد بأن مستخدمي السحر لا يمكنهم القتال بلا سلاح… ضرب من التحيز، تراه؟ إنه الفخ الذي حتى الساحرات يقعن فيه أحيانًا. احرص على تذكُّر هذا لاحقًا.»
ربما كان يقصد بهذه الكلمات تقديم نصيحة صادقة، لكن حديثه المصحوب برفع إصبعه بدا أشبه بمحاضرة مرعبة لسوبارو.
ومَن يدرك عبثية الأمور لا بد أن يصاب بالاضطراب. ليس هناك سبيل لأن يكون عاقلًا بعد كل هذا.
ابتسم روزوال ابتسامة مشبعة بالعبث عند رؤية ضيوفه غير المتوقعين.
شعر سوبارو بصدمة هائلة. صحيح أن قدرة روزوال على القتال دون سلاح كانت مثيرة للإعجاب، لكن المقارنة بين هذه الصدمة والمشاعر التي اجتاحته بعد رؤية موت رام وغارفيل المفاجئ لم تكن بالأمر الهيِّن.
«دع ذلك لوقتٍ لاحق. اتبعني. قرار إيزولتي أعاد الأمور إلى نصابها. يغضبني ذلك، لكنك الوحيد الذي يمكنني الاعتماد عليه. سنتجه إلى القبر.»
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على استيعاب كيف يمكن لروزوال أن يبتسم بهذه الراحة، وكأن شيئًا لم يحدث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هناك خطأ. شيء ما ليس على ما يرام. الإحساس المزعج الذي شعر به منذ لحظة لقائهما لم يتبدد.
«لمـ-لماذا…؟»
«مم؟ لماذا ماذا؟»
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
«لماذا قتلت…؟ لماذا قتلت رام؟ وغارفيل أيضًا…»
«سمعت من ريوزو أن الحاجز يمنعهم من المغادرة، لكن الدخول والخروج مسألتان مختلفتان، أليس كذلك؟ بالنظر إلى الوضع الحالي، كان بإمكانك… غووه؟!»
«لأن غارفيل كان عقبة تحول دون حديثي معك. أما بشأن رام… فقد ارتكبت بحقها أمرًا مريعًا، لكن تعاونها كان ضروريًّا لإبعاد غارفيل عن طريقي. لولا أنها خلقت لي فرصة، لكانت فرصتي في الانتصار ضئيلة جدًا.»
«هـ…ـذا… أ-أنتِ مخطئة. لم أقصد أبدًا أن أترككِ هكذا…»
«—هاه؟»
«تييي- هييي.» ضحكت إميليا فجأة، ضحكة صغيرة ولطيفة.
رفع روزوال كتفيه كأنما يقول إنه أمر لا يستحق العناء، ثم اعترف بنواياه القاتلة بكل بساطة. اخترقت كلماته عقل سوبارو، متجاوزة مشاعره بالغضب، وأطلقت زفيرًا لا إراديًّا من صدره.
«ماذا؟»
كان هذا الجواب العبثي امتدادًا لوضعٍ يفوق التصور. تعليق مجنون على مصير مجنون. ما الذي يجري؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لكن ذلك التحول يعني وقف السحر، وبالتالي موت رام. تصارعت عقله الواعي، الساعي لإنقاذها، مع غرائزه التي تناديه بالتحول حفاظًا على حياته.
«ردة فعل غير متوقعة. سوبارو الذي أعرفه شابٌّ لا يرى شيئًا سوى ما أمامه، فيندفع بغضب ويحاول الإمساك بي. أليس كذلك، ناتسكي سوبارو؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com رأى سوبارو هذا المشهد المغطى بالثلوج من قبل، خلال دورته الأخيرة. عندما كاد غارفيل أن يقتله، نقلته قوة البلورة إلى منشأة التجارب. وعندما خرج منها، كان العالم من حوله قد تلون بالأبيض. لكن حينها… كان الثلج قد غطى كل شيء بالفعل.
لكن ما أقلق سوبارو بشدة؛ أنه لم يكن هناك أي أثر للحياة في المستوطنة.
«ما الذي تحاول قوله؟ أنت مجنون… لن أستطيع أبدًا…!»
لم يكن أي من هذا في حسبان سوبارو، فقد تجاوزت الأحداث كل ما يمكن لعقله تصوره، حتى أنه عجز عن تحريك قدم واحدة.
«أن تسامحني أو نحو ذلك؟ لا حاجة لمثل هذا الكلام. عليك أن تكون صادقًا مع قلبك. هذا هو الـ ”أنت“ الذي أريده، الـ ”أنت“ الذي كنت أريده دائمًا، دااائـمًا.»
«إميليا؟»
«لكن الأمر مختلف الآن. كنت أفكر فيك طوال هذا الوقت، سوبارو. شعرت بكل هذه المشاعر… والآن أريد أن أقول لك كل ما كنت تقوله لي. أنا آسفة جدًا… هذا غير منصف مني. أحتاج حقًا أن أعبر عن هذه الأمور على نحوٍ صحيح.»
«—!! توقف عن النظر إليَّ بهذه العين! ما هذا بحق؟ ماذا دهاك؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان هناك شيء يخترق صدر رام أيضًا.
طوال هذا الحوار، لم يكف روزوال عن التحديق في سوبارو بعينه اليسرى الوحيدة. كان بريق تلك القزحية الصفراء أشبه بشيء ينقب عميقًا في روحه، مما جعله يشعر بالغثيان حتى اهتز صوته وانكسر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لقد قتلتَ شخصين! وليس هذا كل شيء! أتحدث عن كل ما حدث من قبل أيضًا! نعم، حين كنت تتحدث عن جماعة طائفة الساحرة! ظللتَ تخدعني مرارًا وتكرارًا—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «ردة فعل غير متوقعة. سوبارو الذي أعرفه شابٌّ لا يرى شيئًا سوى ما أمامه، فيندفع بغضب ويحاول الإمساك بي. أليس كذلك، ناتسكي سوبارو؟»
«—مرارًا وتكرارًا. نعم، مرارًا وتكرارًا، سوبارو.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—شعرت بالوحدة.»
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تفاقمت عاصفة مشاعره العنيفة، فأخذ يصرخ بكل ما أثقله من ألم حتى تلك اللحظة. ومع ذلك، كان التعبير الذي ارتسم على وجه روزوال غريبًا، لا يناسب الموقف.
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
«ألم تكن تعرف ما كانت تعانيه؟! تلك التي ظلت أسيرة تلك الغرفة، متشبثة بوعد قديم مضى عليه زمن طويل… ألم تكن تعرف شيئًا عن دموعها؟!»
كان روزوال يبتسم. انفرجت شفتاه الرقيقتان بابتسامة شيطانية، يفيض وجهه بتعبير ملؤه الترحيب والسعادة وهو يواصل التحديق في سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
في نهاية الممر، كانت غرفة حجرية مضاءة بضوء أزرق خافت. ومن هناك، جاءه صوت ينادي باسمه.
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
ومع ذلك، تسلل إلى قلب سوبارو إحساس مزعج، وكأن شيئًا غريبًا يقبع في المشهد، دون أن يتمكن من تحديده بوضوح.
بينما كان روزوال يحدق في عيني سوبارو المرتجفتين، أومأ برأسه وكأنه إيماءة تنمُّ عن مودة مصطنعة.
رد غارفيل بحدة: «لديك جبال من الأسباب للشك بك. يا صاحب رائحة الساحرة!»
«حسنًا. بما أنك لا تفهم، سأقوم، بوصفي شخصًا يعتقد أنه يفهم، بإرشادك بإرادتي. سأخبرك تحديدًا لماذا، رغم مشاهدتك موت هذين الاثنين ومواجهتك لي، مَن قتلهما بيديه، لا تتصرف بدافع عاطفة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ترك روزوال برهة قبل أن يتابع حديثه: «—هل سمعت هذا مني، كما أظن؟»
«…»
أما فيما يخص رام، فلم يتيقن سوبارو تمامًا من مكانتها في مخططات روزوال. بناءً على ما رآه منها خلال العوالم المتكررة في الملجأ، كان لديه تخمين يقترب من الأمل، لكن…
«الأمر بسيط للغاية. أنت لست حزينًا على موتهما. أنت مندهش. ولكن، لا تشعر بالحزن. ولهذا السبب لم تهجم عليَّ بدافع الغضب.»
لم تكن تتجاهله، بل لم تكن تعي حالته. لم تدرك ما حدث له، ولا الدم الذي لطخ وجنتها.
كانت تلك حقًا كلمات شخص يتوهم أنه يدرك ما يدور في عقل الآخر.
‹ما الذي تفهمه أنت!؟ كيف لا أكون حزينًا على موتهما! سأقتلك!!›
طفحت في قلب سوبارو كلمات عديدة، كأصداء غاضبة تتزاحم على شفتيه، جاهزة لتُقال.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
ركض سوبارو دون تردد، عابرًا وسط أهوال المشهد في خط مستقيم نحو وجهته. أصداء الأنياب المحمومة تحاصره من كل جانب، والأرانب الشرهة للحم استبشرت بقدوم فريسة جديدة إلى ساحة وليمتها. أخرج الكريستالة من جيبه وأطلق صرخة مجنونة محفوفة بالمخاطر.
الغضب، واليأس، والحزن، والصدمة— كلها كانت تتأهب للانفجار في أي لحظة لتُمطر المهرِّج المتعالي بوابل من السخط والكراهية.
ومع ذلك، لم يكن بإمكانه التوقف عن التفكير. أزاح كل أفكار الاستسلام جانبًا بعزم لا يلين. كان عليه أن يتطلع إلى المستقبل، مهما كان بعيدًا وصعبًا. مستعدًّا لدفع أي ثمن من أجل ذلك، حتى لو كلفه الأمر حياته.
«—لأنك تؤمن بأن ما حدث يمكن التراجع عنه، أليس كذلك؟»
«—؟!!»
ارتعدت أوصاله وتجمد دمه في عروقه. شعر وكأن قلبه انقبض بقبضة قاتلة.
كل ما فعله هو التحديق بعينه اليمنى فقط في غارفيل الغاضب، مستمرًا في الكلام بصوت ثابت:
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم تكن تلك مجرَّد استعارة. بل كان إحساسًا حقيقيًا، وكأن قلبه قد وُضع تحت قبضة مميتة. وقع الكلمات كان شديدًا لدرجة لا توصف.
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
صدمته العبارة بقوة مرعبة، إذ بدت كلمات روزوال وكأنها تشير مباشرة إلى ”العودة بعد الموت“. كان القانون الذي تحكمه الساحرة صارمًا وقاسيًا. ربما يتوقف الزمن في تلك اللحظة، وتنبثق الأذرع السوداء لتفرض حكمها. أو ربما، لا تكفي تلك الأذرع وحدها، فتعود الساحرة من جديد، لتلتهم الملجأ بأكمله—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لن تأتي؟»
«هذا الترقب… أرى. إذًا لقد عقدتَ معها عهدًا. في ضوء ذلك، أستطيع الآن تقبُّل الكثير من أقوالك وأفعالك السابقة. إنها ماكرة بحق.»
«تقبل؟ لا، قبل هذا كله… كيف…؟!»
«هذا الترقب… أرى. إذًا لقد عقدتَ معها عهدًا. في ضوء ذلك، أستطيع الآن تقبُّل الكثير من أقوالك وأفعالك السابقة. إنها ماكرة بحق.»
ازداد شحوب وجه سوبارو فيما وضع روزوال يده على ذقنه وأومأ بتفكير. لم يكن هناك شك: لقد لمست كلمات روزوال للتو المحظور الذي يخفيه سوبارو في أعماقه—
من خلفها، احتضن روزوال جسدها النحيل برقة، وراح يمرر يده اليسرى بلطف على خصلات شعرها الوردي. بدا وكأن رام قد فقدت وعيها داخل لمسته الساحرة، إذ احمرت وجنتاها وارتسمت على شفتيها ابتسامة جذابة.
«أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
بينما كان روزوال يحدق في عيني سوبارو المرتجفتين، أومأ برأسه وكأنه إيماءة تنمُّ عن مودة مصطنعة.
«لأشرح لك، ربما يكون من الأسرع أن أريك بدلًا من الكلام.»
ركض سوبارو دون تردد، عابرًا وسط أهوال المشهد في خط مستقيم نحو وجهته. أصداء الأنياب المحمومة تحاصره من كل جانب، والأرانب الشرهة للحم استبشرت بقدوم فريسة جديدة إلى ساحة وليمتها. أخرج الكريستالة من جيبه وأطلق صرخة مجنونة محفوفة بالمخاطر.
كان روزوال يبتسم. انفرجت شفتاه الرقيقتان بابتسامة شيطانية، يفيض وجهه بتعبير ملؤه الترحيب والسعادة وهو يواصل التحديق في سوبارو.
«انتظر! يبدو أنك تتهرَّب مرة أخرى—»
«كم مرة قدمت لك وسادة من فخذي يا سوبارو؟»
حينما استدار روزوال واتجه نحو السرير، حاول سوبارو أن يقترب منه، لكنه تردد في تخطِّي بركة الدم التي لامست أطراف أصابعه، حيث ترقد جثتا رام وغارفيل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في تلك اللحظة، وصل روزوال إلى السرير. دسَّ يده تحت الوسادة، وبدأ يتلمس شيئًا هناك، ثم—
ثم، وسط تلك المشاعر العميقة التي جعلت حلقه يجف، صرخ حدسه بشيء واحد.
«…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن الأرانب العظيمة، المسكونة بالجوع وحده، قادرة على إشعال النار في فرائسها. إذًا، مَن أشعل النار؟ ولأي غرض؟ لم يكن سوبارو بحاجة إلى التفكير في الإجابة، فقد عرفها في الحال.
«كتاب السحر؟ اطمئن. هذا ليس مجرَّد نسخة مقلَّدة، بل هو واحد من النسختين الأصليتين.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
خائفًا من استنتاجه الخاص: أن إميليا قد تسببت في هذا المشهد بنفسها. جعل سؤال سوبارو الذي أطلقه بصوت بدا خشنًا، غارفيل يتفوه بـ «ها!»
«إذًا… كان معك طوال الوقت!»
«يبدو أنك لست بحاجة إلى تفسير حول محتويات الكتاب. كما يبدو أنك تعرف تمامًا مَن يمتلك النسخة الأخرى. في هذه الحالة، أظن أنني أجبت عن سؤالك، أليس كذلك؟»
ومع صرخته، كما لو أن الفزع استدعى الكارثة، قفزت الوحوش من بين الثلوج واحدة تلو الأخرى. أصدرت تلك الكائنات الصغيرة أصوات *كيي، كيي*، بينما استمر صوت *سكرت سكرت* يصاحب تحريك أنيابها، وعددها تجاوز حدود العد.
«…»
تسببت كلمات روزوال في ارتباك سوبارو للحظة، لكنه استوعب سريعًا معناها، وفي الوقت ذاته أدرك اختلافها عن الحقائق التي يعرفها.
طوال هذا الحوار، لم يكف روزوال عن التحديق في سوبارو بعينه اليسرى الوحيدة. كان بريق تلك القزحية الصفراء أشبه بشيء ينقب عميقًا في روحه، مما جعله يشعر بالغثيان حتى اهتز صوته وانكسر.
بينما كان سوبارو يحدق في الكتاب الأسود المغلَّف، دوى في أذنيه صوت رنين صاخب، وكأن العالم من حوله بدأ ينهار ببطء.
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com هز روزوال رأسه، وقد تجلت الخيبة على ملامحه، وكأن الكلمات لم تكن كافية للتعبير عن إحباطه. كان واضحًا من صوته الشاحب ووجهه المرهق أنه هذا ليس ما تمناه.
عندما ركز سوبارو أفكاره، محاولًا مطابقة ما يراه مع ذكرياته السابقة، وجد الدليل الذي يبحث عنه. مُتجاهلًا واقع اللحظة الراهنة، أرهق عقله حتى حافة الانهيار، ليصل في النهاية إلى استنتاج ذي معنى.
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
كان في يد روزوال الكتاب الثاني للمعرفة— ذلك الكتاب الذي تنبأ بالمستقبل. وكما فعلت بياتريس، التي أحكمت عزلتها عبر قرون أربعة بكتابها الفارغ، فإن روزوال أيضًا كان قد قرأ محتويات هذا الكتاب مرارًا وتكرارًا—
الآن، ومع برودة الهواء الذي يلسع جلده، تأكد تقريبًا مما سيحدث.
«لأن غارفيل كان عقبة تحول دون حديثي معك. أما بشأن رام… فقد ارتكبت بحقها أمرًا مريعًا، لكن تعاونها كان ضروريًّا لإبعاد غارفيل عن طريقي. لولا أنها خلقت لي فرصة، لكانت فرصتي في الانتصار ضئيلة جدًا.»
«من مظهرك، يبدو أن بياتريس قد أدت واجبها بطريقةٍ ما.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—واجب؟ ما الذي تعرفه عن واجبها…؟»
«يا للغرابة! ألا ترى أن اجتماعكم في هذا الوقت بالذات أمر مثير للاهتمام؟»
قطعت تلك الجملة سيل أفكار سوبارو، وأوقفته مؤقتًا. وبينما واصل عقله محاولة التحقق من المعلومات المتراكمة، اشتعلت في صدره مشاعر الفقد، ليواجه روزوال غضبًا من أجل الفتاة التي كانت في صميم ذلك الألم.
ارتجف سوبارو، إذ شعر بقشعريرة كأنما أصبع مبتل يمر على طول عموده الفقري.
شعر وكأن حقيقة مروِّعة، أو معلومة صادمة، قد كُشفت أمامه في تلك اللحظة.
هل كان هذا الرجل يدرك حقًا مشاعر بياتريس الحقيقية، تلك الفتاة التي صرخت بمرارة وحدتها؟
«…»
«ألم تكن تعرف ما كانت تعانيه؟! تلك التي ظلت أسيرة تلك الغرفة، متشبثة بوعد قديم مضى عليه زمن طويل… ألم تكن تعرف شيئًا عن دموعها؟!»
«الآن بدأت أشعر بالقلق. ليس لديَّ وقت لهراءك. إذا كنت ترى هذا الثلج، فلا حاجة لتفسير لماذا لا يمكنني الحديث معك أثناء شرب الشاي، اللعنة.»
«بالطبع كنت أعرف. إنها شخص عرفته منذ ولادتي. إحساسها بالكآبة الذي تحمله في قلبها، ورغبتها في التحرر… كانت أمورًا لطالما أدركتها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—!! إذًا…»
أصابت كلمات روزوال قلب سوبارو كطعنة موجعة، حتى شعر وكأن قلبه ينفث دماءً.
«أتمنى ألا تقول لي: لماذا لم تفعل شيئًا من أجلها؟ أو ما شابه. هل تعرف ماذا أرادت تلك الفتاة من شخص ما ليبدد حزنها؟ لقد سمعت مناجاتها، أليس كذلك؟»
أصابت كلمات روزوال قلب سوبارو كطعنة موجعة، حتى شعر وكأن قلبه ينفث دماءً.
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
نعم، لقد كانت الحقيقة. سوبارو سمع مناجاة بياتريس. حاول أن يمد يده لينقذها، لكن يده رُفضت، وصوته لم يصل إليها، وفي النهاية، سُلبت حياة بياتريس بسيف آثم.
لم يكن في وسع سوبارو امتلاك القوة أو المعرفة الكافية ليداوي جراح أربعة قرون من العزلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بإمكانه أن يعود إلى الوراء، مستخدمًا قدرته لإعادة الأحداث، ليخلق ”فرصة أخيرة“ للتحدث مع بياتريس مرارًا وتكرارًا. لكن كيف يمكن علاج حزن استمر أربعة قرون؟
لم يولي تساقط الثلج نفسه أهمية كبيرة آنذاك، ولكن—
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
لا يستطيع إعادة عقارب الزمن لتغيير السنوات الطويلة التي قضتها بياتريس بين رفوف أرشيف الكتب المحرَّمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لكن لا أخفي أنني أحسدها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«—لا يمكن أن تقول إميليا إنها تحبني، مستحيل!!»
تسللت تلك الكلمات، وكأنها همسة عابرة، إلى أذنَي سوبارو المنهكتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم يصدق ما سمعه للتو. رفع وجهه وحدق في فم روزوال، ذلك الفم الذي نطق بتلك الكلمات المستفزة. لكن روزوال لم ينتبه لنظراته، بل تابع كلامه مع تنهيدة غامضة:
«أنا أبذل قصارى جهدي دائمًا، وأتصرف بما يخدم مصلحتي في تحقيق رغبتي العزيزة. كل مخططاتي، تجديفي، دعمي ومساعدتي— كلها من أجل ذلك الهدف. لم أُدر ظهري له أبدًا.»
«تمكنت بياتريس من الاختفاء، محققة أمنيتها العزيزة. وهذا هو المغزى من كونك هنا الآن، أليس كذلك؟»
ضامًا كتفيه وناثرًا أنفاسًا بيضاء بفعل الصقيع، صرَّ سوبارو على أسنانه بإحكام. وشدَّ فكيه دون أن يُطابق بينها، متجاهلًا الألم النابض في عينه اليسرى، ومجبرًا عينه اليمنى المتجمدة على البقاء مفتوحة.
«أمنيتها العزيزة…؟ هل… هل تقصد أن موتها بتلك الطريقة كان أمنيتها العزيزة؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«تلك كانت رغبتها. ما يتمناه كل شخص في نهايته هو أمر لا ينبغي للآخرين الاستهانة به، ورغباتها كانت تخصها وحدها. لا يحق لك أو لي تدنيس نهايتها.»
«لقد قتلت رام وغارفيل، ثم تأتي لتلقي عليَّ مثل هذا الكلام؟!»
أصابت كلمات روزوال قلب سوبارو كطعنة موجعة، حتى شعر وكأن قلبه ينفث دماءً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
صرخ سوبارو في غضب، رافعًا إصبعه باتهام تجاه روزوال على المجزرة التي ارتكبها، لكن الأخير هز رأسه يمينًا ويسارًا وكأنه يقول: ”وهل كانت أفعالك أنت نبيلة بما يكفي لتأخذ هذا الموقف المتعالي؟“
«رو…ز…»
سمع سوبارو مناجاة بياتريس وآلامها. ومع ذلك، كيف يمكن لرجل مثل روزوال، الذي لم يفعل شيئًا من أجلها، أن يتصرف وكأنه يفهم بياتريس حقًا؟
«كما قلت، أنا أحسدها. —ففي النهاية، يبدو أن أمنيتي العزيزة لن تتحقق أبدًا.»
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
كان طلب فظ، لكن سوبارو لم يعترض، وقبل ذلك برحابة صدر.
كيف يمكن فهم أمنيتها بالموت؟ تلك الأمنية لم تكن ما أرادته حقًا.
وإلا، لماذا حمت سوبارو في النهاية؟
«كما قلت، أنا أحسدها. —ففي النهاية، يبدو أن أمنيتي العزيزة لن تتحقق أبدًا.»
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
«—؟»
لو كان قادرًا على التظاهر بالغباء، والاكتفاء بما قُدم له، لما كان هذا الألم ينهش صدره الآن.
حتى تلك اللحظة، لم يستوعب سوبارو كلمة واحدة مما نطق به روزوال. كان ذهنه غارقًا في فوضى عارمة.
تذكَّر سوبارو أن الأرانب العظيمة هاجمت الملجأ، وفقًا لما يعرفه، في اليوم الخامس. كان يفترض أن هناك متسعًا من الوقت. فما الذي دفعها إلى الظهور بهذه السرعة؟
ومع ذلك، أثار ما قاله روزوال أخيرًا شعورًا غريبًا ومُقلقًا في نفس سوبارو، كأن هناك نغمة نشازًا تخترق عقله.
تحقيق أمنية عزيزة؟ تلبية رغبة؟ بدا الأمر خاطئًا وغير متناسق. أما فيما يخص رغبته هو—
«ما الذي… تريده إذًا؟ ما رغبتك؟ ولماذا… لماذا تفعل كل هذا؟»
«لن أفصح عنها. لديَّ عهد لا يمكنني نقضه، تمامًا كما هو حالك. ما قلته حتى الآن هو أقصى ما أستطيع تقديمه لك من تنازلات. لكن دعني أقول هذا.»
في تلك اللحظة، أغمض روزوال إحدى عينيه، لتلمع عينه الصفراء المتبقية بوميض متفحص وهو يقول: «إذا استبعدتُ مريضًا طريح الفراش مثلي، فلا تستهِن أبدًا بسوبارو. إن اشتبكتما، ليس مضمونًا على الإطلاق أن تكون كفة النصر في صالحك.»
«…»
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
«أنا أبذل قصارى جهدي دائمًا، وأتصرف بما يخدم مصلحتي في تحقيق رغبتي العزيزة. كل مخططاتي، تجديفي، دعمي ومساعدتي— كلها من أجل ذلك الهدف. لم أُدر ظهري له أبدًا.»
توقف غارفيل، بينما ألقى سوبارو نظرة من خلف كتفه على ظل المبنى الكبير المحجوب بستار من الثلج المتطاير، ليؤكد أن القبر كان هناك. شعر بأنفاسه تتباطأ قليلًا.
أكد روزوال بصراحة وجرأة، وبدون أي خجل، أنه كان مخلصًا في كل أفعاله حتى اللحظة.
طعم الموت
بينما تلعثم سوبارو، دفع روزوال صدره بخفة وواصل سيره بهدوء نحو الأمام.
كيف يمكنه أن يقول هذا بكل هذا الهدوء وبتلك الوقاحة؟! اشتعل غضب أسود في أعماق سوبارو.
كان طلب فظ، لكن سوبارو لم يعترض، وقبل ذلك برحابة صدر.
شعر سوبارو أن غضبه يبدو أنانيًّا، وربما منفصلًا عن مشاعر الحقد والاحتقار التي حملها طوال رحلته حتى تلك اللحظة. لكنه لم يستطع السيطرة عليه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…فعلت كل هذا، ومع ذلك لا تحاول مرة أخرى؟ تبدو عنيدًا للغاية.»
«مصلحة؟ لم تُدر ظهرك لها أبدًا، هراء! أنت… حتى أنت، الأمر يتعلق بذلك الكتاب، أليس كذلك؟! أنت تتبع ما كُتب فيه، أليس كذلك؟! هل ستخبرني بنفس ما قالته بياتريس؟! أن كل ما فعلته حتى الآن -وما تفعله في هذا الملجأ- هو…!»
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه، أنا… آسف… جسدي استسلم فجأة…»
في المحاولة الأولى التي اكتشف فيها سوبارو ذلك الكتاب، أخبرته بياتريس أنها تتبع ما كُتب فيه حرفيًّا. لكن ذلك كان كذبًا؛ فقد اكتشف سوبارو لاحقًا أن صفحات كتابها كانت فارغة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ساد صمت ثقيل في الغرفة، وكانت التعابير المتجهمة على وجهيهما تنبئ بما لا يدع مجالًا للشك أن التوتر بات يخيم على الأجواء. ورغم كل ذلك، ظل روزوال محتفظًا بهدوئه المعتاد، بل بدا وكأنه في مزاج طيب وهو يفتح ذراعيه ببساطة متعمدة.
امتزج الفراء الأبيض الناصع تمامًا مع مشهد الثلج الذي غطَّى أراضي الملجأ، بينما ارتجفت أجساد صغيرة لا تكاد تملأ راحة اليد، وأخذت أعينها المستديرة تتفحص المكان ببراءة مخادعة. كانت تلك المخلوقات تبدو لطيفة، لكنها ليست سوى أدوات عشوائية للقتل.
وماذا عن كتاب روزوال إذًا؟ هل كان المستقبل مكتوبًا بدقة فيه؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«هل سقوط الثلج أيضًا وفقًا لما في الكتاب؟! هل الكتاب أخبرك أن تُسقط الثلج؟ ما الغاية من هذا بحق؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عند البحث عن مَن تتوفر فيه شروط العقل المدبر، ليس هناك سوى اسم واحد يناسب هذا الوصف. بدا أن غارفيل تقبَّل هذه الفكرة بسهولة، ربما لأن الشكوك حول روزوال كانت قد بدأت تتغلغل في داخله مسبقًا.
«الأمر واضح.؛ لعزل السيدة إميليا.»
«حسنًا. بما أنك لا تفهم، سأقوم، بوصفي شخصًا يعتقد أنه يفهم، بإرشادك بإرادتي. سأخبرك تحديدًا لماذا، رغم مشاهدتك موت هذين الاثنين ومواجهتك لي، مَن قتلهما بيديه، لا تتصرف بدافع عاطفة.»
«—هـ…ـاه؟»
من وخز الهواء البارد الذي غطَّى جلده، تيقَّن سوبارو تقريبًا مما يحدث.
عند البحث عن مَن تتوفر فيه شروط العقل المدبر، ليس هناك سوى اسم واحد يناسب هذا الوصف. بدا أن غارفيل تقبَّل هذه الفكرة بسهولة، ربما لأن الشكوك حول روزوال كانت قد بدأت تتغلغل في داخله مسبقًا.
«يبدو أن عليَّ التكرار. هذا الثلج يضر بالسكان، ويؤدي إلى عزل السيدة إميليا، مما يجعلها في حالة نفسية مضطربة. ولولا هذا الثلج، لما وصلت إلى تلك الحالة، أليس كذلك؟»
كان استنتاج روزوال يصف حالة إميليا في القبر بدقة، وكأنه يراها بعينيه.
«إذًا تركت الهجينة، والثلج لم يتوقف بعد؟! تعود خالي اليدين ورأسك منخفض، وتظن أنني سأتقبل هذا ببساطة؟! هيه، مَن تظن نفسك هاه؟!»
تقدمت الأمور تمامًا كما تنبأ روزوال. لكن المسألة لم تكن في النتائج؛ بل في التفكير المتطرف الذي قاده لاتخاذ مثل هذا القرار.
كان الهواء البارد الساكن في الداخل مختلفًا تمامًا عن الصقيع القارس في الخارج، وكأن الزمن نفسه قد توقف.
وقف سوبارو في حيرة من أمره، فيما فتح روزوال ذراعيه قليلًا وكأنه يشرح أمرًا بديهيًّا.
«كفاكم هذا الهراء! لم آتِ هنا لأناقش تفاهاتٍ كهذه! هل فقدتما صوابكما؟ العجائز في الخارج يرتجفن من البرد وينتظرن!»
«هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«لـ-لماذا… أنت…»
《٢》
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
سرت قشعريرة في جسد سوبارو بينما كان روزوال يتحدث. كان يشير إلى تلك الموجة الباردة التي عرفها سكان القصر والقرية سابقًا، عندما تساقط الثلج خارج موسمه حول قصر روزوال.
«أتمنى ألا تقول لي: لماذا لم تفعل شيئًا من أجلها؟ أو ما شابه. هل تعرف ماذا أرادت تلك الفتاة من شخص ما ليبدد حزنها؟ لقد سمعت مناجاتها، أليس كذلك؟»
تلك اللحظات كانت فترة سلام ممتعة بين سكان القصر وأهل القرية. لكن روزوال كان يستغل تلك الذكريات الآن.
في الحقيقة، كل شيء جرى وفقًا لمخططات روزوال حتى أدق التفاصيل.
اشتبه غارفيل بإميليا، وامتدت شكوكه بين سكان المستوطنة كالنار في الهشيم. وعلى الرغم من أن أهل قرية إيرلهام أرادوا تصديق إميليا، إلا أن ذكرياتهم عن الثلج كانت مرتبطة بها.
لقد كانت إميليا هي من أسقط الثلج، وكل ذرة تراب في تلك الأرض، في ذلك العالم، حملت مبررًا لإلصاق كل جريمة بها، بغض النظر عن الفاعل الحقيقي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ذلك كان الشيطان المسمى بالتحامل، الذي أذاق إميليا مرارة الألم على مدار سنوات طويلة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«روز…وال… أنت… تتحدث وكأني جربت… مرات كثيرة…»
«ولعلك تسأل: ماذا أستفيد من عزل السيدة إميليا؟ حسنًا، السيدة إميليا ضعيفة للغاية، في واقع الأمر. ليس غريبًا أن تُلقي بنفسها بين يدي ”شخص“ يستطيع تقبُّلها. وإذا كان هذا الشخص يرغب في دعم السيدة إميليا بكل جوارحه، فذلك أفضل بكثير.»
لم ترَ إميليا ما كان خطأً في سوبارو، ولم تدرك التغيرات التي طالت الملجأ، ولا النهاية التي كانت تقترب منهما ببطء. وربما كان سوبارو أيضًا على نفس الحال.
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
«انتظر، انتظر… انتظر لحظة، انتظر!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «—هذا ليس منطق إنسان.»
استمرت اعترافات روزوال، وأثارت تلك الكلمات في نفس سوبارو خوفًا غريزيًّا جعله يرفع يديه.
تداخل هذا المشهد مع ذاكرة أخرى في عقل سوبارو؛ مشهد بياتريس وهي مطعونة أمامه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن الأرانب العظيمة، المسكونة بالجوع وحده، قادرة على إشعال النار في فرائسها. إذًا، مَن أشعل النار؟ ولأي غرض؟ لم يكن سوبارو بحاجة إلى التفكير في الإجابة، فقد عرفها في الحال.
شعر وكأن حقيقة مروِّعة، أو معلومة صادمة، قد كُشفت أمامه في تلك اللحظة.
كان الهواء البارد الساكن في الداخل مختلفًا تمامًا عن الصقيع القارس في الخارج، وكأن الزمن نفسه قد توقف.
وكأن تلك الكلمات كانت المفتاح لفهم نوايا روزوال الحقيقية— وما إن عرفها، لم يعد بإمكانه التراجع.
ليس هناك أي سحر شفاء قادر على إنقاذ وجه ميت كتلك الملامح التي ارتسمت على وجه رام. وحتى إن حاول، فلن يُفعَّل السحر على جسد فارقته الحياة بالفعل.
«أحتاج… ممم أن… أوصلها لك بوضوح.»
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
دون أن ينظر إلى مشهد النيران، حوَّل سوبارو رأسه نحو الثلوج، إلى حيث يُفترض أن يكون القبر.
«هذا ليس…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com 《٥》
‹لا. لا يمكن أن يكون هذا صحيحًا.›
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لقد قاوم سوبارو هذا الشعور في تلك اللحظة التي لجأت إليه إميليا في القبر. تحمل كل ذلك لأنه علم أن تلك لم تكن مشاعرها الحقيقية، ولم يسمح لنفسه أن يغرق في مشاعر حب مزيفة ليست سوى ظل باهت للحقيقة—
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«أرى أنك ترفض هذا اليوم. يا للخسارة بالنسبة لي. يبدو أن النسخة الحالية منك منشغلة بأمور جانبية أكثر مما ينبغي.»
«والآن، ووفاءً بالعهد الذي قطعناه، فلنتحدث يا ناتسكي سوبارو.»
«أمور جانبية؟ انتظر… هل هذا السبب وراء ما فعلته برسالتي؟»
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
«—رسالة؟»
«—ماذا؟ حبيسة في القبر…؟»
احترق الهدف بالكامل في غمضة عين، متحولًا إلى رماد، ولم يتبقَّ منه سوى صوت صرخاته المحتضرة: «كيي، كيي…»
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدَّم خطوة واحدة، غامرًا في بركة الدماء، مما دفع جسد سوبارو إلى الارتداد لا إراديًّا إلى الخلف. لوَّح روزوال بذراعه الطويلة، مرتسمًا على وجهه ابتسامة حزينة، ثم قال:
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
«النسخة الحالية منك غير كافية لتحقيق المستقبل الذي ورد في النص. وأي انحراف عما هو مسجَّل يتطلب تصحيحًا.»
اشتبه غارفيل بإميليا، وامتدت شكوكه بين سكان المستوطنة كالنار في الهشيم. وعلى الرغم من أن أهل قرية إيرلهام أرادوا تصديق إميليا، إلا أن ذكرياتهم عن الثلج كانت مرتبطة بها.
«مم؟ لماذا ماذا؟»
«هل تنوي… قتلي؟»
رفع روزوال الكتاب بين يديه، مما ذكَّر سوبارو بالكلمات التي سمعها منه سابقًا. حين تطرق الحديث إلى هذا الأمر من قبل، أوضح روزوال أن هاتين النسختين هما الأصليتان الوحيدتان، وأن إحداهما كانت بحوزة بياتريس. أما الأخرى—
«قتلك سيكون كمن يضع العربة أمام الحصان، ألا تعتقد؟ سيكون موتك مزعجًا بالنسبة لي. فأنا بحاجة ماسَّة إلى أن تغتنم الفرصة التالية، مهما حدث لك.»
«—ماذا؟»
تسببت كلمات روزوال في ارتباك سوبارو للحظة، لكنه استوعب سريعًا معناها، وفي الوقت ذاته أدرك اختلافها عن الحقائق التي يعرفها.
في ظلمة الممر، ترددت صوت خطوات سوبارو، بينما لم يسأل قلبه سوى سؤال واحد:
بناءً على ما هو مكتوب في كتاب المعرفة، أدرك روزوال أن سوبارو يخوض حلقات زمنية. لكنه لم يكن يعلم أن الموت هو الزناد الذي يفعِّل العودة بالزمن.
شعر بملمس دافئ وناعم. دفء اللمسة أمامه جعل جسده يتجمد من المفاجأة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
وعليه، اعتقد روزوال أنه لا يمكنه قتل سوبارو ما لم يُفعِّل الحلقة بنفسه عن طواعية. إذا كانت الأمور على هذا النحو، فهناك فرصة للنجاة—
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
«لن أقتلك. لكن، أستطيع فعل أي شيء آخر بك. أليس كذلك؟»
في اللحظة التالية، تلقى سوبارو ضربة عنيفة اخترقت ضلوعه وكأنها تستهدف ضفيرة معدته مباشرة، لترسله مرتطمًا بالجدار بقوة.
جلس غارفيل على الأرض، غارقًا في دهشته ودمائه. بينما كانت رام وروزوال يحدقان إليه من أعلى، وفي الوقت ذاته…
«غـ-آه…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
«بالنظر إلى كيف سيتطور ما بيننا بعد هذا، لا أظن أن هذه التصرفات مني لائقة. هل استخدمت المصطلح بالشكل الصحيح؟»
أحاطت الرياح بساقه المنثنية وهي تندفع لتسدد ضربة مباشرة إلى مؤخرة رأس غارفيل، محدثة صوتًا ثقيلًا أشبه بكسر بيضة. وفي لحظة، تحطمت جمجمته، وانتشرت خصلات شعره الأشقر الملطخة بالدماء على الأرض في مشهد بدا غير واقعي.
«غـواا! غـ-غيااا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لا تتدخلي الآن يا رام. لا أريد أن أوجه مخالبي نحوك.»
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
بينما غرس روزوال أظافره في خاصرة سوبارو الملقى على الأرض، أمال رأسه كما لو كان هذا مجرد موقف عادي. لم يعتمد على قوة ركلاته بقدر ما استغل معرفته الدقيقة بنقاط الضعف، ليزيد عذاب سوبارو بدقة مؤلمة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدَّم خطوة واحدة، غامرًا في بركة الدماء، مما دفع جسد سوبارو إلى الارتداد لا إراديًّا إلى الخلف. لوَّح روزوال بذراعه الطويلة، مرتسمًا على وجهه ابتسامة حزينة، ثم قال:
ومع احتضار سوبارو تحت وطأة الألم، استمر روزوال في إنزال ضرباته عليه بلا هوادة— لكمات وركلات وأحيانًا ضربة قاسية على رأسه، حتى سالت من محجر عينه اليسرى دموع من دماء.
«…»
ومع كل هذا، لم يمت. لم تحدث العودة بالموت. لم تتكرر الحلقة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حافية القدمين، تسير فوق الثلج المتراكم؛ كانت ريوزو أو بالأحرى، نسخة عنها. من المرجح أن تكون بيكو، إحدى النسخ التي أوكلت إليها الحراسة قرب منشأة التجارب.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…فعلت كل هذا، ومع ذلك لا تحاول مرة أخرى؟ تبدو عنيدًا للغاية.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «مهلًا، سوبارو، هل تسمعني؟ هناك الكثير والكثير مما أريد أن أقوله لك. لذا، أرجوك، دعني أبقى إلى جانبك. استمع إلى صوتي. دعني أتحدث، حسنًا؟»
«أنـا… أنا… أنا…»
«انتظر، انتظر، تبًا، روزوال…! لم ننتهِ بعد من حديثنا!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «تمكنت بياتريس من الاختفاء، محققة أمنيتها العزيزة. وهذا هو المغزى من كونك هنا الآن، أليس كذلك؟»
«آآه… أم أن هذه محاولة أخرى منك بالفعل؟ الآن بعدما فكرت في الأمر، لا أملك وسيلة لمعرفة ما إذا كنت قد جربت أم لا. يا لها من هفوة كبيرة في حساباتي.»
هل يمكن أن ينجح ضبط النفس في كبح جماح القوة المسعورة التي تحركها نيران الغضب؟ أمام هذا الخطر، حاول سوبارو أن يرفع صوته، لكن حركة أسرع سبقته. فقد تقدمت شخصية بخفة أمام غارفيل لتقطع عليه الطريق، وارتفع صوتها:
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
كانت نظرات روزوال المشفقة الموجهة نحو سوبارو تحمل سخرية مبطَّنة أثارت في نفسه مرارة أشد من الألم نفسه. لكن ما دفع الألم الحقيقي إلى التسرب من شفتي سوبارو كان شيئًا أعمق وأثقل، دائم الحضور في أعماقه:
كان طلب فظ، لكن سوبارو لم يعترض، وقبل ذلك برحابة صدر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«روز…وال… أنت… تتحدث وكأني جربت… مرات كثيرة…»
«أوه؟ يبدو أننا نخوض في موضوع بالغ الأهمية الآن؟ هيا أخبرني.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس…»
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
«—لكن لا أخفي أنني أحسدها.»
أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
ذلك الشك كان أن روزوال يمتلك وسيلة لوراثة الذكريات.
أخذت إميليا تتحدث بسرعة، وكلماتها توالت بلا توقف. لكن صوتها بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا.
كما كانت تفعل إيكيدنا داخل القبر، حيث تقبع في قصر أحلامها المنفصل عن الواقع، فهل ورث روزوال الذكريات حتى بعد عودة سوبارو بالموت؟
«بمجرد أن تعتمد السيدة إميليا عليك، لن تتمكن أبدًا من إبعادها. بالطبع، فأنت تحبها… وإذا منحتك محبوبتك السيدة إميليا ثقتها الكاملة، فلن تتمكن من صدَّها.»
وإلا، فلن يكون منطقيًا كيف يمكنه التخطيط معتمدًا على إمكانية إعادة الأمور.
«هاه، مَن يدري؟ بالنسبة لي، لم أسمع شيئًا من العجوز. كل ما عرفتُه أنك عدت ومعك إحدى ”العيون“. هذا وحده كان كافيًا ليجعلني أخرج لأرى الأمر بنفسي.»
«إذا كان الأمر كذلك… فهذا مقبول. لكن إن كان صحيحًا… فلا أستطيع…»
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
أما عن هوية هذا الشخص، فقد كان لديه حدس وحيد.
لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
《٤》
لقد ارتكب روزوال العديد من الخطايا الفادحة لتحقيق هدف غامض بالنسبة لسوبارو، ولم يقتصر هذا المسار على هذه الحلقة فقط؛ بل كان نهج هذا الرجل في كل مرة ومضة من المستقبل القادم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا كانت هي مَن سبَّبت هذا الجحيم الأبيض، فما الذي كان يدور في خلدها حينها؟
إذا كان الأمر كذلك، فإن المستقبل الأمثل الذي يسعى إليه سوبارو، وأهداف روزوال—
«—يبدو أن الحديث قد انتهى…»
بينما كان يتحدث، وضع سوبارو إصبعه على أحد أطراف ذلك الإحساس المزعج.
ولكن غارفيل قطع حديثه بالإمساك بياقة سوبارو ورفعه قليلًا عن الأرض، بينما اقتربت يده المتحولة إلى مخالب من وجهه، وأظهر له أنيابه بوضوح.
لكن بينما بدأت كلمات سوبارو المتكسرة تخفت، التفت روزوال نحو نافذة الغرفة. وفي زاوية عين سوبارو المغمضة، ضاقت عينا روزوال قليلًا قبل أن ينطق بكلمة واحدة:
كان جسده المثقل بالجراح ملفوفًا بالضمادات، مستلقيًا على جانبه فوق السرير في الغرفة المخصصة له. وجهه كان مغطى كالعادة بتلك الألوان البهلوانية التي تشبه زينة المهرجين.
«غوا.»
كان استنتاج روزوال يصف حالة إميليا في القبر بدقة، وكأنه يراها بعينيه.
على الرغم من همسه بالكلمة بصوت منخفض، إلا أن النتيجة كانت ساطعة بلون أحمر متوهج.
«الوضع برمَّته خاطئ. الثلج وإميليا… لو كانت معتكفة في القبر، فالتوقيت المرتبط بتساقط الثلج مختل تمامًا. وإن كانت إميليا مَن أسقطت الثلج، فما هو السبب؟»
انطلق كرة نارية قرمزية بحجم قبضة اليد بسرعة سهم، مخترقة النافذة ومذيبة زجاجها في طريقها، لتصيب مباشرة الظل الذي حاول التسلل عبر النافذة.
«…»
«أمنيتها العزيزة…؟ هل… هل تقصد أن موتها بتلك الطريقة كان أمنيتها العزيزة؟!»
احترق الهدف بالكامل في غمضة عين، متحولًا إلى رماد، ولم يتبقَّ منه سوى صوت صرخاته المحتضرة: «كيي، كيي…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
شعر سوبارو بصدمة هائلة. صحيح أن قدرة روزوال على القتال دون سلاح كانت مثيرة للإعجاب، لكن المقارنة بين هذه الصدمة والمشاعر التي اجتاحته بعد رؤية موت رام وغارفيل المفاجئ لم تكن بالأمر الهيِّن.
«ما هذا الذي…؟»
كان قد توقع عدة ردود من روزوال: أعذار، ارتباك، محاولات للتهرب، وربما حتى عنف. لكن الرد الذي حصل عليه كان خارجًا عن كل تلك التوقعات.
«أنت… ماذا…؟»
«أفهم، أفهم… —إذًا هكذا ينتهي الأمر؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com وفي الحاضر، تمامًا كما في ذلك الحين، أحاط البرد بسوبارو كما لو أن جسده على وشك التجمد تمامًا.
ومع استمرار ذلك الإحساس المزعج عالقًا في حلقه، حاول سوبارو تغيير الموضوع بأداء كارثي حتى بمقاييسه. شعر أن عليه التمسك بأي شيء قبل أن ينجرف تمامًا في صوتها الحلو.
شهق سوبارو عندما قبض روزوال على عنقه من الأمام ورفع جسده بسهولة بيد نحيلة. أنَّ سوبارو وتلوى في محاولة للفرار، لكن روزوال لم يعر مقاومته أي اهتمام. بخطى سريعة، جرَّه بلا رحمة نحو الباب، ليخرجه بعنف من المنزل ويقذفه إلى الخارج، حيث هبَّت رياح باردة تعصف بلا شفقة.
«لم يكن الوقت كافيًا، سوبارو. ما دامت التجربة لم تنتهِ، فلن يتمكن السكان من مغادرة الملجأ. وبذلك، فإن المستقبل الذي تطمح إليه لن يتحقق أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
قُذف سوبارو وسط الثلوج، فحاول نفض شيء بارد لمس رأسه، وتمكَّن بصعوبة من الجلوس.
ثم أدرك ما كان أمامه، فتسمر في مكانه وعقدت الدهشة لسانه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
سمع صوت *سكرت سكرت* حادًّا، أشبه باحتكاك أشياء صلبة ببعضها، وكان هذا الصوت مألوفًا بالنسبة له— تلك كانت أنشودة أنياب مصممة لتمزيق فرائسها. إنه صوت جرَّبه من قبل.
ليس هناك مجال للمماطلة أو النقاش. بعد أن وصلوا إلى هذه النقطة، ليس لدى غارفيل سوى هذه الكلمة ليقولها.
امتزج الفراء الأبيض الناصع تمامًا مع مشهد الثلج الذي غطَّى أراضي الملجأ، بينما ارتجفت أجساد صغيرة لا تكاد تملأ راحة اليد، وأخذت أعينها المستديرة تتفحص المكان ببراءة مخادعة. كانت تلك المخلوقات تبدو لطيفة، لكنها ليست سوى أدوات عشوائية للقتل.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
توجهت الأنظار نحوه عندما ذُكر اسمه، وبقي سوبارو صامتًا، مترقبًا ما سيقال بعد ذلك.
«الأ-الأرانب…!»
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا ليس…»
ارتعش سوبارو وهو يصيح بذهول أمام ظهور ”الأرنب العظيم“، أحد الوحوش الثلاثة العظيمة.
ومع صرخته، كما لو أن الفزع استدعى الكارثة، قفزت الوحوش من بين الثلوج واحدة تلو الأخرى. أصدرت تلك الكائنات الصغيرة أصوات *كيي، كيي*، بينما استمر صوت *سكرت سكرت* يصاحب تحريك أنيابها، وعددها تجاوز حدود العد.
هذه الوحوش، التي لم يبقَ لها من غرائز سوى جوع لا يشبع، وصلت إلى الملجأ.
«لكن… هذا جنون. اليوم هو الثاني فقط… لماذا يحدث هذا الآن…؟!»
رقدت رام غارقة في بركة من الدماء، بينما سُحقت جمجمة غارفيل حتى قضى نحبه. فوق جثتيهما، وقف روزوال، الذي ارتكب تلك المجزرة، متأملًا بهدوء في اتجاه سوبارو.
تذكَّر سوبارو أن الأرانب العظيمة هاجمت الملجأ، وفقًا لما يعرفه، في اليوم الخامس. كان يفترض أن هناك متسعًا من الوقت. فما الذي دفعها إلى الظهور بهذه السرعة؟
«لا شك أن الثلوج هي السبب.»
«—! دافني قالت إن الأرانب تتغذى على الطاقة السحرية؛ وكلما زادت المانا، كان أفضل لها…!»
تراجعت رام خطوة إلى الوراء، وعلت ملامحها نظرة مهيبة وهي تقول: «عليك أن تشكر سيد روزوال على كرمه.»
خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
«الثلج…! لا شيء يمنعها من التهام السحر العظيم الذي يتحكم في الطقس. لهذا السبب…!»
«سيكون من المزعج السماح لك بالتحول، أليس كذلك؟»
«بالنسبة إلى الأرنب العظيم، هذا المكان مثالي للتغذية. السكان ذوو الدماء الشبيهة بالبشر تلقُّوا بركة مانا غزيرة منذ ولادتهم… والأهم من ذلك، أن الجميع -بما فيهم القرويون الذين تم إجلاؤهم-ومجتمعون في مكان واحد.»
طعم الموت
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com حتى تلك اللحظة، لم يستوعب سوبارو كلمة واحدة مما نطق به روزوال. كان ذهنه غارقًا في فوضى عارمة.
«الكاتدرائية—!»
وكأن تلك الفكرة أشعلت عزمه، دفع سوبارو جسده المتألم إلى الوقوف بصعوبة. مسح دماء أنفه بكمه، وتقدم نحو روزوال مع اقتراب هجوم الأرانب الوشيك.
«نعم… ربما قليلًا.»
«إذا فعلت ذلك—»
«روزوال! الآن… فقط الآن، لنوقف القتال! علينا التوجه إلى الكاتدرائية! هل يمكننا الاحتماء هناك؟ لا، يجب أن نلتقي بإميليا في القبر ونهرب معًا إلى الخارج…»
«الهرب؟ إلى أين؟ هناك الحاجز. سكان الملجأ لا يستطيعون الفرار.»
«هـ-هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
«لم يكن الوقت كافيًا، سوبارو. ما دامت التجربة لم تنتهِ، فلن يتمكن السكان من مغادرة الملجأ. وبذلك، فإن المستقبل الذي تطمح إليه لن يتحقق أبدًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لم تكن الأرانب العظيمة، المسكونة بالجوع وحده، قادرة على إشعال النار في فرائسها. إذًا، مَن أشعل النار؟ ولأي غرض؟ لم يكن سوبارو بحاجة إلى التفكير في الإجابة، فقد عرفها في الحال.
سار غارفيل بخطوات واثقة، مبعدًا كتل الثلج الغزير وكأنها لا شيء. توقف على مسافة أمتار قليلة أمام سوبارو، عابسًا بوجه مشمئز.
بينما تلعثم سوبارو، دفع روزوال صدره بخفة وواصل سيره بهدوء نحو الأمام.
«…»
هذا الانفجار العاطفي جعل حتى غارفيل الغاضب يتراجع للحظة، ناسيًا غضبه. أطبق فمه على غير عادته، فيما سوبارو، وقد أصابته موجة من الاضطراب، أطلق صرخته المحمومة.
أمام خطواته التي تركت آثارًا فوق الثلج، كانت الأرانب العظيمة تتقدم في خط غير منظم، لكنها تحمل الموت معها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بقوته الساحرة، كواحد من أعظم السحرة في المملكة، لم يكن هناك مكان أفضل لخوض معركة مثل هذه. العدد لم يشكل عائقًا بالنسبة له؛ فبقوته الساحقة، يستطيع بلا شك اجتثاث ذلك الحشد وفتح الطريق.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو مطلقًا بأن روزوال يمتلك الإرادة للمقاومة. كان تقدمه المستمر يوحي بوضوح أنَّه رجل يمضي إلى حتفه بإرادته.
مؤشرًا برأسه، أشار غارفيل له ليتبعه وهو يمشي للخارج. القوة الكبيرة في أرجلهم تعني أن غارفيل دفع الثلج بعيدًا دون توقف. ومع ذلك، تمكن سوبارو من اللحاق به بعض الشيء.
«انتظر، انتظر، تبًا، روزوال…! لم ننتهِ بعد من حديثنا!»
على الرغم من همسه بالكلمة بصوت منخفض، إلا أن النتيجة كانت ساطعة بلون أحمر متوهج.
«لا، انتهينا. على الأقل، ليس لديَّ ما أقوله لك بعد الآن، ولا سبب للعيش.»
ليس هناك مجال للمماطلة أو النقاش. بعد أن وصلوا إلى هذه النقطة، ليس لدى غارفيل سوى هذه الكلمة ليقولها.
«الأمر واضح.؛ لعزل السيدة إميليا.»
«حـ-حتى لو أعدت المحاولة، هذا المسار هو الأسوأ! لو تحدثنا أكثر… لو تحدثنا بصدق… أم أنك تظنُّ أنَّك ستفعل ذلك في المرة القادمة، لكن…»
«ما الذي تحاول قوله؟ أنت مجنون… لن أستطيع أبدًا…!»
«—يبدو أنك تسيء فهم شيء ما، سوبارو.»
الجحيم— هذا كان تصويرًا حيًّا للجحيم ذاته. كان سكان القرية، وأهالي الملجأ، وربما حتى ريوزو وأوتو، جميعهم داخل الكاتدرائية. كيف استطاعوا أن يتخذوا قرارًا بهذه السرعة؟
ثم إن إرادته وقواه كانت قد خارت تمامًا. فما كان يجب أن يملأ بطنه قد تسرب منه بالفعل…
«ماذا؟»
—وقبَّلت شفتي سوبارو الصامت.
تجمَّد سوبارو عند سماع كلمة ”سوء فهم“. وقف روزوال في مكانه، لكنه اكتفى بإدارة رأسه نحو سوبارو، الذي ظل مشدوهًا دون أن ينبس ببنت شفة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
ثم تابع روزوال حديثه:
«حتى لو أتيحت لك الفرصة لتكرار الأمور، لا أملك أنا مثلها. الشخص الذي ينتظرك بعد المحاولة الجديدة لن يكون أنا الذي تراه أمامك الآن. هذه نهايتي— ولكن هذا لا بأس به.»
اختفت ابتسامة المهرِّج تحت أجساد الأرانب التي احتشدت بجنون حوله. وكأنها تلتهمه بشغف، غطَّت الأرانب جسد روزوال بالكامل. ومع سقوطه على جانبه بلا مقاومة، أخذت الأنياب تنهش جسده بلا رحمة. راحت الأرانب تتغذى بنهم، تلتهم كل ما طالته أنيابها.
«… إيه؟»
صدمت كلمات روزوال سوبارو كأنها صاعقة. كان روزوال يؤكد أن الفرصة لإعادة المحاولة تخص سوبارو وحده، وأن كل شيء آخر في الحلقة الزمنية لا علاقة له بها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
بعبارة أخرى، كان روزوال على دراية بأنَّ سوبارو يعيش ضمن حلقة زمنية متكررة، وحاول استغلال ذلك لهدف ما. غير أن ما فعله كان محدودًا بإطار هذه الفكرة فقط.
«سوبارو.»
«نعم… ربما قليلًا.»
فبالنسبة إلى روزوال الذي سيموت في هذه الحلقة، تنتهي حياته ووعيه هنا. حتى لو أعاد سوبارو الزمن، لن يكون هذا ”روزوال“ في انتظاره في الطرف الآخر.
«إنها منهكة. ظلت تخوض المحاكمة مرارًا وتكرارًا منذ الليلة الماضية. عقلها وجسدها… خاصةً عقلها، استُهلكا تمامًا. الآن، كل ما أريده هو أن أتركها ترتاح.»
«—ماذا؟ حبيسة في القبر…؟»
لكن هذا النوع من التفكير كان ببساطة—
«ها! هذا ليس تعاطفًا. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنك لاحظت القوة الموجودة في البلور أيضًا.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «آه؟ حقًا، ما هذه الملامح؟ هل سقطت عينك اليسرى في مكان ما أم ماذا؟»
«—هذا ليس منطق إنسان.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…»
شعر بملمس دافئ وناعم. دفء اللمسة أمامه جعل جسده يتجمد من المفاجأة.
بالنسبة لسوبارو، الذي يستمر وعيه عبر الحلقات، تختلف الشروط الأساسية تمامًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أما روزوال، الذي لا يستمر وعيه، فحين يموت تنتهي قصته. ومع إدراكه لهذه النهاية، قبل بها وضمنها ضمن خطته وكأنها أمر واقع. كان هذا ضربًا من الجنون.
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
«في النهاية، سيأتي اليوم الذي تلحق بي فيه حقًا، يا سوبارو.»
«روزوال…؟»
تسربت ضحكة جافة من فمه وهو يتوقف، لتقع عيناه على المبنى المشتعل أمامه. كانت ألسنة اللهب تتراقص ببراعة مدمرة.
«استمع جيدًا ياسوبارو.لديك شيء مهم شيء واحد عزيز عليك بحق. تجرد من كل شيء آخر. تخلَّ عن كل ما سواه وفكر فقط في حماية ذلك الشيء الغالي على قلبك.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «أنت… هل أدركت ما كان يحدث لي؟!»
«…»
لا يستطيع إعادة عقارب الزمن لتغيير السنوات الطويلة التي قضتها بياتريس بين رفوف أرشيف الكتب المحرَّمة.
«إذا فعلت ذلك—»
ابتسم روزوال بخبث: «يا لها من طريقة همجية في التفكير… يبدو أن غارف هو غارف، كما هو معتاد.»
وسط هذه اللحظة التي حملت في طياتها إلحاحًا وصدقًا عميقين، ارتسمت ابتسامة على وجه روزوال وهو ينظر إلى سوبارو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «…انتظر، لا تقل لي إن هذا…؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «لقد قتلتَ شخصين! وليس هذا كل شيء! أتحدث عن كل ما حدث من قبل أيضًا! نعم، حين كنت تتحدث عن جماعة طائفة الساحرة! ظللتَ تخدعني مرارًا وتكرارًا—»
ثم انقضَّ الأرنب العظيم، الذي كان قد اقترب بشدة، وغرس أنيابه في عنق روزوال.
أما مَن راقبا ظهره وهما يقفان جنبًا إلى جنب، فكان غارفيل وبيكو فقط.
تطايرت الدماء، وتردد صوت تمزيق اللحم معلنًا بداية مشهد مأساوي. تأخرت باقي الأرانب قليلًا، لكنها سرعان ما انقضَّت على ذراعيه، وركبتيه، وظهره.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«روزواااااال—!!»
«—يمكنك أن تصبح مثلي.»
«إذًا جاء شابان ليأخذا رجلًا مصابًا بجراح بالغة وسط هذا الثلج العنيف… مع أني أجد من الضروري أن أتساءل عن اختياراتكما. من مظهر عينك اليسرى، يبدو أنك بدورك مصاب بجراح خطيرة، أليس كذلك؟»
اختفت ابتسامة المهرِّج تحت أجساد الأرانب التي احتشدت بجنون حوله. وكأنها تلتهمه بشغف، غطَّت الأرانب جسد روزوال بالكامل. ومع سقوطه على جانبه بلا مقاومة، أخذت الأنياب تنهش جسده بلا رحمة. راحت الأرانب تتغذى بنهم، تلتهم كل ما طالته أنيابها.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «الأمر بسيط للغاية. أنت لست حزينًا على موتهما. أنت مندهش. ولكن، لا تشعر بالحزن. ولهذا السبب لم تهجم عليَّ بدافع الغضب.»
تناثرت الدماء الطازجة على الثلوج البيضاء، لتشكِّل لوحة جحيمية على هذا القماش الطبيعي الهائل. ولم تلبث تلك اللوحة الدامية أن اختفت أيضًا، إذ راحت الوحوش الشيطانية تلعق الثلج الملطخ بالدماء، تمحو أي أثر متبقٍّ.
«عـ-على كل حال… سمعت أنك كنتِ هنا منذ الأمس…»
في صمتٍ مطبق، راقب سوبارو المشهد المروِّع؛ شاهد كيف زال روزوال عن الوجود، وكيف تلاشت حياته قطعة بعد أخرى.
وعليه، اعتقد روزوال أنه لا يمكنه قتل سوبارو ما لم يُفعِّل الحلقة بنفسه عن طواعية. إذا كانت الأمور على هذا النحو، فهناك فرصة للنجاة—
—لقد شاهد كل شيء.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
《٧》
«…»
عالم مكتمل، مستقبل بعيد المنال، آمال ضائعة، وروابط مداسة: كان كل شيء منها يعبق بطعم الدم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
ومع ذلك، عضَّ سوبارو على تلك المرارة المتصاعدة، متشبثًا بقراره.
لقد حان الوقت. هذه المرة سيستسلم حقًّا لهذا العالم؛ فقد آن الأوان للتخلي عنه.
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
من كل صوب، تردد صوت أنياب الوحوش، *كيشي كيشي*، أسرى لشهوتها التي لا تعرف شبعًا.
لم يعد هناك ما يمكن إنقاذه في الملجأ. لقد تحوَّل إلى مجرد أرض صيد لجحافل الأرانب العظيمة. امتزجت الصرخات الغاضبة واليائسة بصيحات الوحوش وأصوات مضغها، فيما كانت نهايات وحشية بلا عد تتكشف وسط تلك الثلوج الناعمة.
لم تكن تتجاهله، بل لم تكن تعي حالته. لم تدرك ما حدث له، ولا الدم الذي لطخ وجنتها.
صوت غارفيل العميق، المليء بالعزم، قطع محاولة سوبارو التعبير عن قلقه بشأن رام. أحسَّ سوبارو بشيء من الحسد إزاء هذا التصميم الجازم؛ فبينما كان غارفيل يتمسك بموقفه حتى لو ثبت أن مَن يحبها قد تكون عدوته، امتلك قلبًا من فولاذ. وهو ما كان سوبارو يتمنى لو امتلكه.
ركض سوبارو دون تردد، عابرًا وسط أهوال المشهد في خط مستقيم نحو وجهته. أصداء الأنياب المحمومة تحاصره من كل جانب، والأرانب الشرهة للحم استبشرت بقدوم فريسة جديدة إلى ساحة وليمتها. أخرج الكريستالة من جيبه وأطلق صرخة مجنونة محفوفة بالمخاطر.
باستخدام حقوقه بصفته رسولًا، استدعى سوبارو النسخ المتبقية من ريوزو في الملجأ. كلفها بمهمة اعتراض الوحوش الشيطانية، وفي غمرة الفوضى، تمكَّن بصعوبة من النجاة.
«إن كنت لا تزال عاقلًا وغير هائج على نحوٍ مفاجئ… فهذا يعني أن الآخرين بأمان، أليس كذلك؟»
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
لكن أعداد النسخ بدأت تتناقص أمام عينيه. لم يمضِ وقت طويل حتى تمزقت بيكو، أول مَن جاء لنجدته، بين أنياب الأرانب، وتحوَّلت النسخ الباقية إلى مجرد عوائق مؤقتة غير فعالة. دفع بها للقتال حتى النهاية، وجعلها تنفجر لتقضي على أكبر عدد ممكن من الوحوش. كرر هذا التكتيك مرارًا وتكرارًا—
«غارفيل، كم سمعت من ريوزو؟»
«ها! هذا ليس تعاطفًا. بالإضافة إلى ذلك، يبدو أنك لاحظت القوة الموجودة في البلور أيضًا.»
«ها-ها-ها-ها…»
بينما كان يتحدث، وضع سوبارو إصبعه على أحد أطراف ذلك الإحساس المزعج.
لقد دفع بالفعل برسالة تحت باب منزل ريوزو. كان سوبارو قد كتب وترك رسالة تخبرها بأنه سيغادر الملجأ. إذا كانت إميليا قد قرأتها، فلا ينبغي أن تتفاجأ إلى حد يجعلها تقع في حالة من الضيق. وحتى بدون تلك الرسالة، لم يكن هناك سبب يجعلها تختبئ عن الآخرين.
تسربت ضحكة جافة من فمه وهو يتوقف، لتقع عيناه على المبنى المشتعل أمامه. كانت ألسنة اللهب تتراقص ببراعة مدمرة.
«…»
لقد كانت الكاتدرائية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غوا.»
ما بين سكان قرية إيرهام وأهالي الملجأ، كان ينبغي أن يكون هناك ما يقارب مئة نفس احتموا بداخلها. المكان الذي كان من المفترض أن ينتظر فيه الناجون قد التهمته النيران بالكامل.
شعر وكأن حقيقة مروِّعة، أو معلومة صادمة، قد كُشفت أمامه في تلك اللحظة.
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
لم تكن الأرانب العظيمة، المسكونة بالجوع وحده، قادرة على إشعال النار في فرائسها. إذًا، مَن أشعل النار؟ ولأي غرض؟ لم يكن سوبارو بحاجة إلى التفكير في الإجابة، فقد عرفها في الحال.
كان هناك الكثير مما لم يفهمه بعد. لو أمكن، لتمنى لو أنه يجد جوابًا لهذا الوضع الغامض في تلك اللحظة ذاتها. لغز الملجأ، ونحيب بياتريس. لا شك أن إيكيدنا تمتلك الأجوبة لكل ذلك، بل ولكل ما لم يتضح بعد—
«سمعت من ريوزو أن الحاجز يمنعهم من المغادرة، لكن الدخول والخروج مسألتان مختلفتان، أليس كذلك؟ بالنظر إلى الوضع الحالي، كان بإمكانك… غووه؟!»
أولئك الذين في الداخل اختاروا الموت حرقًا بدلًا من أن تُنهش أجسادهم على يد الوحوش الشيطانية. هذا كل ما في الأمر.
إحداهما بلا مشاعر، أما الآخر فكانت مشاعره غامضة، تغلي في أعماق غضبه العارم.
الجحيم— هذا كان تصويرًا حيًّا للجحيم ذاته. كان سكان القرية، وأهالي الملجأ، وربما حتى ريوزو وأوتو، جميعهم داخل الكاتدرائية. كيف استطاعوا أن يتخذوا قرارًا بهذه السرعة؟
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «غوا.»
لكن سوبارو لم يحق له في لومهم. لقد مارسوا ببساطة حقهم الطبيعي؛ حقَّهم في اختيار نهايتهم. هذا الحق الذي لا يملكه سوبارو. وهكذا، اتخذوا خيارهم.
تسللت تلك الكلمات، وكأنها همسة عابرة، إلى أذنَي سوبارو المنهكتين.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… اجعلوا حياتكم في سبيل حمايتي. وبمجرد وصولي إلى القبر، افعلوا ما شئتم.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
أحاطت الأرانب العظيمة بالكاتدرائية، التي كانت تنهار تحت وطأة ألسنة اللهب. ومع اقتراب الوحوش، ترك سوبارو هذه الأوامر الأخيرة للنسخ الست المتبقية من ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
دون أن ينظر إلى مشهد النيران، حوَّل سوبارو رأسه نحو الثلوج، إلى حيث يُفترض أن يكون القبر.
المُلام الوحيد هو ناتسكي سوبارو. هو مَن دفعهم إلى اتخاذ قرار ينهي حياتهم، تلك الحياة التي، على عكس حياته، لن تُمنح فرصة أخرى. هذا كان ذنب ناتسكي سوبارو— جريمة لا يمكن محوها أبدًا.
بخطوات متثاقلة ثم بخطوات متسارعة، ركض سوبارو متخليًا عن تردده، ليندفع بقوة نحو هدفه. خلفه، أدركت الوحوش الشيطانية أن الفريسة الجديدة قد ولَّت هاربة، فقفزت الأجساد الصغيرة في أثره، لا تعرف سوى الجوع. التزمت النسخ بالأوامر، تقاتل دون هوادة، متجاهلة مصيرها في سبيل حمايته من الوحوش الطاردة.
«أمور جانبية؟ انتظر… هل هذا السبب وراء ما فعلته برسالتي؟»
اختلطت الأصوات من حوله: صرخات الوحوش وأصوات النسخ الممزقة وهي تتحول إلى نور ثم تنفجر. ترك كل ذلك وراءه، واضعًا يديه على أذنيه، وواصل الركض عبر الرياح المحمَّلة بالثلوج.
«… إيه؟»
كان ضجيج العالم يلاحقه، يعنفه بلا رحمة، ولكن سوبارو حاول بجهد تجاهل كل صوت، يدفعه بعيدًا عن أذنيه.
بينما كانت أنياب غارفيل تصطدم ببعضها البعض، أومأ سوبارو له برأسه. وسط هذا الثلج، لا، في هذا الوضع في الملجأ، كان ممتنًا من أعماق قلبه لأن أوتو اقترح قرارًا منطقيًا. بفضل تمكنه من التحدث مع غارفيل، تأكد من أمان القرويين. المسألة المتبقية، كانت أمرًا يجب عليه تأكيده بنفسه—
—واصل الركض.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
كانت قد زرعت في منديل بترا تدبيرًا لمواجهة الساحرات، ومنحته القدرة على جعل بيكو تتعاون معه في تلك اللحظة تحديدًا. لم يفهم مقصدها الحقيقي. لم يشك في كونها متعاونة معه، ولكن…
《٨》
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
عينه اليسرى غارقة في ظلمة فارغة، ورؤيته في عينه اليمنى تلاشت شيئًا فشيئًا. ومع ذلك، لم يكترث بالألم.
وسرعان ما تجسد ذلك الشعور الغريب أمام عينيه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
في ذهنه المثقل، لم تتردد سوى صورة فتاة واحدة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
تقدم عبر ممر حجري جاف، يمضي أعمق فأعمق حتى وصل إلى وجهته—
«—سوبارو؟»
«… لن تأتي؟»
في نهاية الممر، كانت غرفة حجرية مضاءة بضوء أزرق خافت. ومن هناك، جاءه صوت ينادي باسمه.
«لا، انتهينا. على الأقل، ليس لديَّ ما أقوله لك بعد الآن، ولا سبب للعيش.»
«أنا… مَن يطرح عليك السؤال… لماذا… تتصرف… وتخطط بناءً على افتراض أنني… أو أن أحدًا آخر… يمكنه إعادة الأمور؟ هل تعتقد حقًا…؟»
بدعوة من الصوت، خطا إلى الأمام بخطى ثقيلة، وفي وسط الغرفة، وقفت فتاة تنظر إليه وتقول:
«بمفردك، بمفردك… بمفردك؟! ماذا عن الأميرة… ماذا عن نصف الشيطانة؟! وماذا عن هذا الثلج اللعين؟!»
«سوبارو، هذا أنت حقًّا! عجبًا، أين كنت؟ كنت قلقة عليك!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«في مثل هذه الظروف، يكون انعدام الدهاء لدى غارفيل مفيدًا للغاية. ستجعله شكوكه الطبيعية يلقي اللوم مباشرة على السيدة إميليا، بصوت عالٍ كعادته. وهنا يأتي دور ذكريات سكان قرية إيرلهام. فهم يعرفون عن موجة البرد الموضعية التي تستطيع السيدة إميليا -أو بدقة أكبر، الروح العظمى- أن تتسبب بها.»
ركضت إميليا بخطوات صغيرة نحوه، وأمسكت بكلتا يديه. وملامحها تحمل شيئًا من العبوس، شدَّت يديه بلطف إلى صدرها. امتزج دفء جسدها بنعومة ملمسها، ورفعت عينيها لتنظر إليه بنظرة تفيض حنانًا.
«أحتاج… ممم أن… أوصلها لك بوضوح.»
«…هل أنت متعب؟»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«نعم… ربما قليلًا.»
لكن تلك الحيرة أوجدت مساحة كافية بينهما للحوار في تلك اللحظة.
«تيي-هيي إذًا… في هذه الحالة…»
«حين أراكما واقفين جنبًا إلى جنب، تصبح كلماتك أكثر إقناعًا بكثير…»
ابتسمت إميليا وقد احمرَّت وجنتاها خجلًا، ثم انحنت قليلًا، مائلةً على جنبها، وطوت ساقيها تحتها، وربتت على فخذيها الأبيضين.
حين بدأت الدنيا تتلاشى إلى بياض، كانت وعيه وروحه ينكمشان شيئًا فشيئًا، وبدأت قواه تتلاشى، وفقدت أطرافه الإحساس.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…وسادة على الفخذين، هاه؟»
جعل تصريح سوبارو الواثق قبضة غارفيل على ياقة قميصه ترتخي.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لا أستطيع مسامحتك. إذا كان كلاهما قد ورث تلك الذكريات، فلن يكون هناك مجال لاستمرار العلاقة بينهما.
«بالطبع. أنت تحب وسادتي، أليس كذلك؟ قلت لي هذا من قبل. ما زلت أذكر.»
بفخر طفيف يملأ تعابيرها مع احمرار خفيف على وجهها، قدمت إميليا عرضها. وببطء، جلس سوبارو في مكانه واستسلم لكرمها، واضعًا رأسه على فخذيها الناعمين. وبمجرد أن لامس شعره جلدها، تنهدت بلطف، «هممم.»، لكنها بدأت على الفور تمسح على رأسه برفق.
تجاوز البرد القارس في الملجأ كل توقعات سوبارو الفاترة.
«رسالة…؟»
«كم مرة قدمت لك وسادة من فخذي يا سوبارو؟»
«لا أدري… ربما للمرة الثالثة؟ وأعتقد أنني كنت محطمًا في كل مرة.»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «اللعنة… سأفكر في هذا لاحقًا. الآن… يجب أن أتحرك!»
حينما استدار روزوال واتجه نحو السرير، حاول سوبارو أن يقترب منه، لكنه تردد في تخطِّي بركة الدم التي لامست أطراف أصابعه، حيث ترقد جثتا رام وغارفيل.
«أحب أن أدللك، لكن تعلم أن الأطفال المدللين يتعرضون للمزاح بشعرهم…»
داعبت إميليا خصلات شعره، تداعب جبينه بأطراف أصابعها، وقد بدا عليها المرح وهي تستمتع بفعل ما يحلو لها مع سوبارو.
«الأمر واضح.؛ لعزل السيدة إميليا.»
بسبب تعابيرها البريئة والمحببة، لم يخطر ببال سوبارو أن يبعد يديها عنه.
«بيكو، أعتقد أن هذا أنتِ على أية حال… لديَّ طلب. أرشديني إلى المستوطنة. لا وقت لديَّ للضياع.»
ثم إن إرادته وقواه كانت قد خارت تمامًا. فما كان يجب أن يملأ بطنه قد تسرب منه بالفعل…
ما زالت حيرة غارفيل من أفعال سوبارو، التي تتضمن حساب الموت، قائمة.
بالنسبة لسوبارو، الذي يستمر وعيه عبر الحلقات، تختلف الشروط الأساسية تمامًا.
«…»
كان الهواء البارد الساكن في الداخل مختلفًا تمامًا عن الصقيع القارس في الخارج، وكأن الزمن نفسه قد توقف.
تسللت الشكوك إلى كلمات روزوال وهو يطرح السؤال على نفسه. لكن سرعان ما تخلَّى عن تلك الشكوك.
كان حال سوبارو يرثى له، حتى بات من الصعب على أي شخص أن يتحمل رؤيته في هذه الحالة.
ومع ذلك، لم يشعر سوبارو مطلقًا بأن روزوال يمتلك الإرادة للمقاومة. كان تقدمه المستمر يوحي بوضوح أنَّه رجل يمضي إلى حتفه بإرادته.
وصلت عضة الوحش في وركه إلى أمعائه. لم يتبقَ من أصابع يده اليمنى، التي استخدمها لإبعاد أرنب وثّاَب، سوى الإبهام. وتحت خصره، تراكمت جروح غائرة كشفت عن العظام، وقد نزف منها ما يفوق قدرة الجسد على الاحتمال.
«انتظر! يبدو أنك تتهرَّب مرة أخرى—»
رفعت رام حاجبها ببرود: «إذا تجرأت على إظهار وقاحة تجاه السيد روزوال، فلن أتردد في الوقوف أمامك. الأمر كله يتوقف عليك، يا غارف.»
أن يصل إلى ذلك الحد بعقل مشتت كان نتاجًا لعزيمة تشبه الهوس، ومعجزة بائسة ساعدتها برودة الجو التي أبطأت عملية الأيض في جسده. لكن حتى تلك المعجزة الرخيصة بلغت حدودها.
«سوبارو، هل تشعر بالنعاس؟»
خانته الكلمات، وبهت الضوء في عينيه السوداوين.
«فقط… قليلًا… نعم. آه، لا بأس، لا بأس… يمكنني فعل هذا… يمكنني فعل هذا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com ليس في هذه الابتسامة أي سخرية أو تهكم. شعر روزوال ببهجة صادقة لرؤية حال سوبارو. وبالنسبة إلى سوبارو، كان تدفق تلك المشاعر الغامضة مثيرًا للاشمئزاز.
شعر سوبارو بصدمة هائلة. صحيح أن قدرة روزوال على القتال دون سلاح كانت مثيرة للإعجاب، لكن المقارنة بين هذه الصدمة والمشاعر التي اجتاحته بعد رؤية موت رام وغارفيل المفاجئ لم تكن بالأمر الهيِّن.
«حقًا؟ ألستَ ترغم نفسك؟ أعني، أنت دائمًا تفعل أشياء متهورة من أجل الآخرين… أنت تدرك ذلك، أليس كذلك؟ وهذا يجعلني أقلق حقًا.»
«أنا… بخير… تمامًا…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com خلال لقائه العابر مع الساحرات، أخبرته ”ساحرة الشراهة“؛ دافني، أن الأرانب تنجذب إلى المانا. وعلى الرغم من أنه لم يجد بعد وسيلة لاستغلال هذه المعلومة لمواجهة تهديد الوحوش، إلا أن الحقيقة كانت واضحة الآن—
«أشعر ببعض التردد حيال ذلك. أريدك أن تفعل أشياء متهورة من أجلي وحدي… لكن لا أريدك أن تتظاهر بعدم رؤية الآخرين… آسفة، أعلم أنني أنانية جدًا، أليس كذلك؟»
أخذت إميليا تتحدث بسرعة، وكلماتها توالت بلا توقف. لكن صوتها بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
على عكس الساحات المغمورة بالثلوج في الملجأ، كانت أجواء القبر تحتفظ بقدر من الدفء، ما أعاد سريان الحياة في جسد سوبارو الممزق وأعاد نزيفه من جديد. بقع الدم على الأرض الحجرية أخذت في الاتساع، والدم الذي كان يسعل به سوبارو تناثر على خد إميليا. لكنها لم تكترث لذلك، ولم تلتفت إلى الدم الذي لطخها.
«غـاه-آآه-آآآآه…!»
«مهلًا، سوبارو، هل تسمعني؟ هناك الكثير والكثير مما أريد أن أقوله لك. لذا، أرجوك، دعني أبقى إلى جانبك. استمع إلى صوتي. دعني أتحدث، حسنًا؟»
كانت تلك العبارات بلا حصر، تشكَّلت من دوامات من المشاعر العنيفة التي عصفَت بداخله.
لم تكن تتجاهله، بل لم تكن تعي حالته. لم تدرك ما حدث له، ولا الدم الذي لطخ وجنتها.
أصابت كلمات روزوال قلب سوبارو كطعنة موجعة، حتى شعر وكأن قلبه ينفث دماءً.
عكست عيناها البنفسجيتان صورة سوبارو بوضوح تام، لكن الواقع لم ينعكس في نظراتها.
أحاطت الأرانب العظيمة بالكاتدرائية، التي كانت تنهار تحت وطأة ألسنة اللهب. ومع اقتراب الوحوش، ترك سوبارو هذه الأوامر الأخيرة للنسخ الست المتبقية من ريوزو.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
لم ترَ إميليا ما كان خطأً في سوبارو، ولم تدرك التغيرات التي طالت الملجأ، ولا النهاية التي كانت تقترب منهما ببطء. وربما كان سوبارو أيضًا على نفس الحال.
الخفقان المستمر في عينه اليسرى كان يُذكِّره بالمآسي المتتالية التي وقعت قبل لحظات. كأنها تهمس: ”لا تنسَ، لا تنسَ“.
«ألم تكن تعرف ما كانت تعانيه؟! تلك التي ظلت أسيرة تلك الغرفة، متشبثة بوعد قديم مضى عليه زمن طويل… ألم تكن تعرف شيئًا عن دموعها؟!»
«…»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com أخيرًا، تحولت الهواجس التي لطالما رافقته إلى شك ملموس.
تحت وطأة الغضب المتفجر داخله، تصاعد البخار من الثلج الذي لامس جسد غارفيل، إذ بخر الغليان في داخله كل ما حوله. أطراف أنيابه أخذت تصدر صريرًا وهي تزداد طولًا، فيما بدأ جسده يتضخم، على شفا التحوُّل، حتى بلغ ضعف حجمه الأصلي.
كان عليه أن يبذل قصارى جهده لإنقاذ إميليا من هذا المكان.
هناك شيء خاطئ. شيء ما، في مكان ما، بدا غير طبيعي، رغم أن إميليا بدت فاتنة للغاية.
«حسنًا. بما أنك لا تفهم، سأقوم، بوصفي شخصًا يعتقد أنه يفهم، بإرشادك بإرادتي. سأخبرك تحديدًا لماذا، رغم مشاهدتك موت هذين الاثنين ومواجهتك لي، مَن قتلهما بيديه، لا تتصرف بدافع عاطفة.»
خارج القبر، كانت وحوش الأرانب العظيمة قد بدأت في إحاطة المكان. وليس من المستبعد أن تقتحم الداخل قريبًا. وحينها، مثلما ابتلعت روزوال، لن تترك الأرانب أي أثر من إميليا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com «هذا المكان مرتبط بساحرة، والسيدة إميليا تقف في مواجهة التجربة لتحرير الملجأ. في مثل هذا الوضع، إذا هطل الثلج في غير موسمه في المكان الذي توجد فيه… يمكن تخيُّل ما سيحدث، أليس كذلك؟»
كان ذلك يعني موتها— لكن حتى مع علمه بذلك، لم يطلب سوبارو من إميليا الهروب.
«هـ-هذا…»
«يا للغرابة! ألا ترى أن اجتماعكم في هذا الوقت بالذات أمر مثير للاهتمام؟»
كان مقيدًا برغبته الأنانية في البقاء إلى جانبها خلال لحظاته الأخيرة.
سقط غارفيل على جانبه، ووجه نحو روزوال نظرة حاقدة بعينه الوحيدة المتبقية. وفي مصير مأساوي، سقط هو ورام معًا وكأنهما جسد واحد، ممددين بلا حراك على الأرض.
كلمات روزوال الأخيرة، موته المهيب، ندمه على فقدان رام وغارفيل، غموض مصير بيترا وفريدريكا، عجزه عن إنقاذ ريم وبياتريس— كلها كانت تمزق قلب سوبارو.
—بين إحساس بالخسارة ووحشة الوحدة، تمنى سوبارو أن يختفي، وأراد أن يحدث ذلك في أقرب وقت ممكن.
«ما الذي تقصده بحق؟! أليس واضحًا منذ البداية أن النصف شيطانية تحمل مشاعر نحوك! لكن ما أهمية ذلك الآن؟ أتريدني أن أسحق رأسك بين أنيابـ؟!»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
حين بدأت الدنيا تتلاشى إلى بياض، كانت وعيه وروحه ينكمشان شيئًا فشيئًا، وبدأت قواه تتلاشى، وفقدت أطرافه الإحساس.
شعر بالخوف… فقد واجه شيئًا لم يستطع استيعابه إطلاقًا.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
إميليا، التي لم تدرك أن سوبارو يحتضر، ستكون الوحيدة المتبقية.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
هل سيتركها هنا؟ إميليا، التي لم يعد لديها أحد تعتمد عليه؟
«قالتها بوجه لطيف، بصوت عذب، بجواري مباشرة… كان ذلك ساحرًا، لا شك في ذلك».
«آه—»
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«… لا حاجة للانخراط في هذا الحديث الآن، رغم أن الأمر صحيح، فهذا ليس من طبعك. لا أظن أن الشخص الذي أعرفه سيقف هنا يتحدث معي بصورة غير رسمية في وقت مثل هذا.»
حتى لو أراد الندم، كان الأوان قد فات. فات الأوان على كل شيء.
أخذت إميليا تتحدث بسرعة، وكلماتها توالت بلا توقف. لكن صوتها بدأ يبتعد شيئًا فشيئًا.
خانته الكلمات، وبهت الضوء في عينيه السوداوين.
«ها-ها-ها-ها…»
لم تنتبه إميليا لذلك، بل ظنَّت أنه صمت وحسب. أمالت رأسها في براءة، ثم ابتسمت بلطف، واقتربت من وجهه بهدوء—
أما روزوال، الذي لا يستمر وعيه، فحين يموت تنتهي قصته. ومع إدراكه لهذه النهاية، قبل بها وضمنها ضمن خطته وكأنها أمر واقع. كان هذا ضربًا من الجنون.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
«…»
—وقبَّلت شفتي سوبارو الصامت.
التقط سوبارو أنفاسه بعمق، ثم فتح عينه اليمنى. وعندما وقع نظره على روزوال، قال مباشرة:
وسرعان ما أدرك سوبارو أن هذا ليس وهمًا أو سوء فهم.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com إذا كانت هي مَن سبَّبت هذا الجحيم الأبيض، فما الذي كان يدور في خلدها حينها؟
—طعم قبلتها الأولى كان طعم الموت البارد.
شعر وكأن حقيقة مروِّعة، أو معلومة صادمة، قد كُشفت أمامه في تلك اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
أغمض غارفيل عينيه متأملًا للحظة، مستغرقًا في أفكاره، قبل أن يتخذ قراره. حرر قبضته عن ياقة سوبارو، مفسحًا له المجال ليلتقط أنفاسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com
/////
حسابنا بتويتر @ReZeroAR
جلس غارفيل على الأرض، غارقًا في دهشته ودمائه. بينما كانت رام وروزوال يحدقان إليه من أعلى، وفي الوقت ذاته…
«إيه-هيه-هيه. نعم… أحبك. سوبارو… أحبك كثيرًا.»
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
