الزائف (8)
الفصل 443: المزيف (8)
“حتى لو تظاهرت بأنك مسكين… حسنًا، أنت حقًا مسكين، لكن، أممم، حتى لو شعرت بالشفقة عليك، فهذا لا يعني أنني…” واصلت ميلكيث، متجاهلة تعليقه.
في “بنتاغون”، عاصمة “آروث”، لم تتردد “ميلكيث” للحظة واحدة قبل أن تصعد إلى أعلى سطح بمجرد وصولها إلى محطة الطيران الشهيرة.
بينما كان بالزاك يراقبهم، تقدمت ميلكيث بسرعة وفتحت باب أكروين.
“آه! آآااه!” أشار العديد من السياح وهمسوا نحو “ميلكيث” التي كانت تقف على السطح، لكنها لم تأبه لنظراتهم. بل ركعت وبدأت في العويل بعد أن أزاحت غطاء رأسها: “كااااا…”
“هل يمكن أن تكوني أقل قسوة، من فضلك؟” قالت ميلكيث بابتسامة خفيفة. وأشارت إلى بالزاك. “إنه ضيفي.”
كانت “ميلكيث” من مملكة “ألوس” الصغيرة في القطاع الشمالي من تحالف مقاومة الشياطين. مملكة صغيرة تقل مساحتها عن نصف مساحة “آروث”. ورغم أنها وُلدت وترعرعت في “ألوس”، إلا أنها انتقلت إلى “آروث” بعد أن بلغت الثالثة عشرة. فتاة بسيطة من قرية صغيرة في بلد ضعيف قد عقدت عقدًا مع الأرواح بفضل القدر. وبأحلام أن تصبح ساحرة عظيمة في سحر الأرواح، انطلقت الفتاة إلى “آروث” دون أن تحمل في جيبها مالاً.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سارت ميلكيث بثقة وسط نظرات الجميع. كانت خطواتها تتردد في الصمت.
لقد تغلبت على العديد من الصعوبات برفقة أرواحها في رحلتها إلى “آروث”. وبعد وصولها إلى العاصمة “بنتاغون”، تمت دعوتها إلى برج السحر الأبيض، وحصلت على لقب “أميرة الأرواح”، وأصبحت في النهاية ساحرة لا مثيل لها في سحر الأرواح. كانت قصتها ملحمة طويلة تستحق أياماً من السرد أو مجلدات من الكتب.
“هممم، بالزاك، أعتقد أنني أعلم ما تفكر فيه. ذلك… حسناً، أنا لست امرأة غبية بحيث لا أستطيع التمييز بين الشفقة والحب”، قالت ميلكيث بعد لحظة.
على أي حال، كانت “آروث” هي مسرح هذه الملحمة الطويلة، وهي بالفعل وطنها الثاني. في الواقع، لقد قضت سنوات أكثر في “آروث” ولم تترك أي روابط في “ألوس”. لذلك، يمكن القول إن “آروث” كانت وطنها الحقيقي الآن.
“سيينا!”
ولكن للأسف، تم إجبارها على مغادرة وطنها العزيز والعيش في الصحراء لمدة تقارب العام. كل يوم، كان عليها أن تحفر أنفاقاً مثل الخُلد لتجنب العواصف الرملية، ولم تجد حتى ليلة واحدة من النوم الهادئ بسبب التهديد المستمر من القتلة والسحرة السود.
“هممم، بالزاك، أعتقد أنني أعلم ما تفكر فيه. ذلك… حسناً، أنا لست امرأة غبية بحيث لا أستطيع التمييز بين الشفقة والحب”، قالت ميلكيث بعد لحظة.
[…..]
“أنتِ حقاً شيء، سيدة ميلكيث.” كرر “بالزاك”.
ملوك الأرواح المرتبطون بـ”ميلكيث” لم يتفقوا تمامًا مع مشاعرها. بدلاً من ذلك، شعروا ببعض التردد. على الرغم من أنها كانت تشتكي من أن حياتها كانت قاسية ومليئة بالعذاب، أليس قد عاشت في الواقع حياة مريحة إلى حد ما؟ فالأرواح كانت تعتني بها وتزيل عنها أي متاعب.
ورغم أنه لم يتم الإعلان عن ذلك علناً، إلا أن “ميلكيث الحياح” كانت تعتبر بالفعل واحدة من أسوأ المجرمين في “نهاما”. عدد السحرة السود الذين دفنتهم في الصحراء بلغ بالفعل المئات، فضلاً عن العدد الهائل من القتلة والمحاربين الذين اختفوا دون أثر بعد إرسالهم لاعتقالها أو قتلها.
“إنه أنا! لقد عدت!” صرخت “ميلكيث” وهي ترفع ذراعيها عالياً.
ولكن للأسف، تم إجبارها على مغادرة وطنها العزيز والعيش في الصحراء لمدة تقارب العام. كل يوم، كان عليها أن تحفر أنفاقاً مثل الخُلد لتجنب العواصف الرملية، ولم تجد حتى ليلة واحدة من النوم الهادئ بسبب التهديد المستمر من القتلة والسحرة السود.
لقد انتهت من تذكر حياتها الصعبة التي عاشتها في الصحراء. بالإضافة إلى ذلك، لم تعد بحاجة إلى إخفاء نفسها بعد الآن. لم تعد بحاجة إلى التنكر بالسحر والأردية كما فعلت في الصحراء.
“إنه الجشع”، أجاب بالزاك.
“أنا، ميلكيث الحياح، قد عدت إلى آروث!” أعلنت “ميلكيث”.
“ألا تتوقع الكثير من الأخت سيينا؟ أعني، بيننا، هي ليست بالضبط… الشخص الحكيم الذي نتوقعه”، همست ميلكيث بعد أن خفضت صوتها.
على الرغم من أنها حصلت على إذن “يوجين” للعودة إلى “آروث”، لم تستطع “ميلكيث” مغادرة “نهاما” بالطريقة المعتادة بعد أن تسببت في فوضى هائلة باعتبارها مقيمة غير شرعية.
“ساحر أسود”، قالت سيينا وهي تنظر إلى بالزاك بعينيها الواسعتين اللامعتين. غير قادر على الرد، ابتلع بالزاك ريقه بينما نزل السحرة الآخرون متأخرين.
ورغم أنه لم يتم الإعلان عن ذلك علناً، إلا أن “ميلكيث الحياح” كانت تعتبر بالفعل واحدة من أسوأ المجرمين في “نهاما”. عدد السحرة السود الذين دفنتهم في الصحراء بلغ بالفعل المئات، فضلاً عن العدد الهائل من القتلة والمحاربين الذين اختفوا دون أثر بعد إرسالهم لاعتقالها أو قتلها.
الفصل 443: المزيف (8)
كان “بالزاك” هو من ساعدها على مغادرة “نهاما” في هذا المأزق.
“إذًا لماذا اليوم؟” استفسر.
كان لديه وفرة من المعرفة فيما يتعلق بالأنشطة غير القانونية، وهو أمر لم يكن مفاجئاً بالنظر إلى مدى الشكوك التي تحيط به. عبرت “ميلكيث” الصحراء مع “بالزاك”، وعبرت الحدود، ومرت عبر بلدان أخرى، وهكذا عادت إلى “آروث” مع “بالزاك”.
“ما الغريب فيَّ؟” سأل بالزاك.
“……” نظر “بالزاك” إلى “ميلكيث” بصمت مع تعبير مليء بالذهول.
“ما الغريب فيَّ؟” سأل بالزاك.
كان يعلم أنها غريبة الأطوار، لكنه لم يكن يتوقع أن تتسبب في هذه الضجة فور دخولها البلاد. أي شخص عادي كان سيلتزم الصمت في “آروث” بالنظر إلى ما كانت متورطة فيه، ولكن…
“… هممم.” “بالزاك” تنحنح، محاولاً لفت انتباهها.
“بالزاك” قد تعلم شيئًا آخر خلال رحلتهما معًا. “ميلكيث الحياح” كانت خالية تمامًا من أي منطق أو عقلانية. حتى الآن، كانت تواصل التلويح بذراعيها وهي تعوي بصوت عالٍ.
كانت الحكيمة سيينا بهذه القداسة والجمال. كانت محاطة بحلقات سماوية وهي تنزل من السقف. عصاها تبعث بردًا أبيض، وشعرها الأرجواني المتطاير يتشابك مع تيارات ذهبية سحرية. وفوق كل ذلك، ما أثار إعجاب بالزاك أكثر كان عينيها الخضراوين العميقتين بلا نهاية.
“… هممم.” “بالزاك” تنحنح، محاولاً لفت انتباهها.
“أنت على وشك قول المزيد من الهراء…”، قال بالزاك بصوت بدا وكأنه نصف تذكير ونصف تحذير.
على الرغم من أنه كان يرغب بشدة في التظاهر بأنهم غرباء والمغادرة، إلا أنه لم يستطع. لقد حقق بالفعل ما كان يريده خلال عزلته، والآن كان بحاجة إلى الانتقال إلى المرحلة التالية من خطته.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قوة مظلمة؟
… للأسف، كان “بالزاك” بحاجة إلى “ميلكيث” للمضي قدمًا.
كان برج السحر الأسود قد احتضن العديد من السحرة السود حتى عام مضى. في الواقع، كان موطنًا لأكبر عدد من السحرة السود، ثانيًا بعد هيلموت. لكن الآن، كان مهجورًا. بعد العزلة المفاجئة وغير المتوقعة التي اختارها بالزاك، غادر السحرة السود طواعية بعد عودة سيينا. فكل شخص كان يعرف عن كراهية سيينا للسحرة السود.
[ميلكيث، من فضلك انزلي الآن.] أسقط “بالزاك” رجاءً عقليًا غير لفظي إلى “ميلكيث”.
ولكن للأسف، تم إجبارها على مغادرة وطنها العزيز والعيش في الصحراء لمدة تقارب العام. كل يوم، كان عليها أن تحفر أنفاقاً مثل الخُلد لتجنب العواصف الرملية، ولم تجد حتى ليلة واحدة من النوم الهادئ بسبب التهديد المستمر من القتلة والسحرة السود.
كانت محطة الطيران دائماً مزدحمة. كان من المدهش حقاً كيف استطاعت “ميلكيث” أن تغمر نفسها في عالمها الخاص دون أن تبالي بأي شخص آخر، حتى وسط الحشود التي كانت تشير وتهمس.
ورغم أنه لم يتم الإعلان عن ذلك علناً، إلا أن “ميلكيث الحياح” كانت تعتبر بالفعل واحدة من أسوأ المجرمين في “نهاما”. عدد السحرة السود الذين دفنتهم في الصحراء بلغ بالفعل المئات، فضلاً عن العدد الهائل من القتلة والمحاربين الذين اختفوا دون أثر بعد إرسالهم لاعتقالها أو قتلها.
لم يستطع “بالزاك” أن يفعل الشيء نفسه. لم يكتفِ بسحب غطاء رداءه بعمق فوق وجهه، بل ألقى أيضًا عدة أنواع من السحر على نفسه. ونتيجة لذلك، لم يستطع أحد في المحطة المزدحمة أن يلاحظه.
هوووووش!
“هممم.”
لقد تغلبت على العديد من الصعوبات برفقة أرواحها في رحلتها إلى “آروث”. وبعد وصولها إلى العاصمة “بنتاغون”، تمت دعوتها إلى برج السحر الأبيض، وحصلت على لقب “أميرة الأرواح”، وأصبحت في النهاية ساحرة لا مثيل لها في سحر الأرواح. كانت قصتها ملحمة طويلة تستحق أياماً من السرد أو مجلدات من الكتب.
بعد عدة طلبات رجاءً من “بالزاك”، نزلت “ميلكيث” أخيرًا من السطح. استقبلت الحشد المحيط بابتسامة، ولوحت بيدها، وقبلت التحيات، وصافحت السحرة الشبان المتخصصين في الأرواح الذين كانوا معجبين بها، وحتى هتفت للمتسابقين المتوجهين إلى امتحانات برج السحر.
“لا، ليس كذلك”، رد بالزاك وهو يضغط على أسنانه.
“…..” انتظر “بالزاك” بصبر خلال كل هذا. لقد أراد أن يسحبها من هناك ويلقي تعويذة على المواطنين المضيّعين للوقت. كان يتمنى بشدة أن يركل “ميلكيث” وهي تستجيب لكل محادثة تافهة وتتوقف عند كل خطوة، لكنه تماسك بكل إرادته.
“لا أعتقد أن السيدة سيينا من النوع الذي يهاجم شخصًا عند اللقاء الأول”، علق بالزاك.
“حقًا…”، لم يعد “بالزاك” يحتمل وأخيرًا قال بانزعاج.
“ما هذا الشعور المفاجئ بالشفقة على النفس؟ هل هذا مفهوم جديد لكِ؟” تمتمت ميلكيث، مما دفع بالزاك إلى أن يشد قبضتيه.
في النهاية، استغرق الأمر أكثر من ساعة لركوب العربة الطائرة التي تغادر محطة الطيران. وبعد أن ظل صامتًا طوال العملية، عبر “بالزاك” عن أفكاره بمجرد أن ركب هو و”ميلكيث” العربة.
“ما اسم توقيعك؟” سألت ميلكيث.
“أنتِ حقاً… شيء.” علق “بالزاك”.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “همم، هل كلماتي أذهلتك؟” شخرت ميلكيث وأشارت إلى الخارج. “إذن تعالي إلى الخارج. شاهدي قوة ميلكيث إل-هياس ‘قوة اللانهاية’….”
“آه؟ ماذا تعني؟” سألت “ميلكيث”.
“أنت أيضًا عدت إلى أروث بعد فترة طويلة. ألا تشعر بأي شيء؟” تساءلت ميلكيث.
“أنتِ حقاً شيء، سيدة ميلكيث.” كرر “بالزاك”.
“لقد عدت!” دخلت ميلكيث إلى أكروين، وهي تصيح بنفس الطريقة التي فعلتها في المحطة العائمة. تبعها بالزاك إلى الداخل وهو يراقب الخفافيش والجرذان، خدم مصاص الدماء.
“أعلم أنني عظيمة. أعلم ذلك أفضل من أي شخص آخر.” ردت “ميلكيث”.
“إنه أنا! لقد عدت!” صرخت “ميلكيث” وهي ترفع ذراعيها عالياً.
“هل تأخذين كلامي كإطراء بحت؟” رد “بالزاك” بغضب.
رغم أنها كانت مخفية، إلا أن بالزاك، كونه ساحرًا أسود، لم يفوت وجود القوة المظلمة. رأى الخفافيش والجرذان مختبئين في ظلال الأشجار حول أكروين.
لقد كان يغلي من الداخل. عندما رأى التعبير البريء الظاهر على وجه “ميلكيث”، شعر كما لو كان سينفجر من الغضب.
“…..” لم ترد سيينا.
“لماذا تتعاملين مع كل شخص؟” سأل “بالزاك”.
“اهدأ، تقول، بعد أن أثارتني. بالزاك حول نظره مرة أخرى إلى النافذة. برج السحر الأسود كان يلوح في الأفق من بعيد.
“لا أفعل ذلك عادةً.” ردت “ميلكيث”.
لذلك، وضعت ميلكيث جانبًا مؤقتًا مصطلح ‘أخت’. في العالم البارد الذي يسوده التنافس القاسي، تكون المصطلحات مثل أخت وأخ ناعمة. جميع السحرة العظام الذين نزلوا إلى الطابق الأول كانوا يحدقون في ميلكيث بدهشة.
“إذًا لماذا اليوم؟” استفسر.
كانت محطة الطيران دائماً مزدحمة. كان من المدهش حقاً كيف استطاعت “ميلكيث” أن تغمر نفسها في عالمها الخاص دون أن تبالي بأي شخص آخر، حتى وسط الحشود التي كانت تشير وتهمس.
“فكر في الأمر يا بالزاك، لقد عدت إلى أروث بعد ما يقرب من عام. انظر! الناس جاؤوا لملاقاتي”، أوضحت ميلكيث.
ربما، في هذا العالم القاسي والظالم، لا يكون مستوى الساحر، والعمق، والإنجازات بنفس أهمية القوة.
“عم تتحدثين؟ هذا هراء كامل. لم يأت أحد من هؤلاء الناس لمقابلتك. كانوا هنا لأسبابهم الخاصة”، رد بالزاك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “همم، هل كلماتي أذهلتك؟” شخرت ميلكيث وأشارت إلى الخارج. “إذن تعالي إلى الخارج. شاهدي قوة ميلكيث إل-هياس ‘قوة اللانهاية’….”
“حتى لو كان الأمر كذلك، فقد تجمعوا بسببي بعد وصولي! وكأنهم جاؤوا لمقابلتي. لا يختلف الأمر كثيرًا، أليس كذلك؟ والجميع يحبني، أليس كذلك؟ لهذا تجمعوا حولي. من الطبيعي أن أرد حبهم”، قالت ميلكيث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com قوة مظلمة؟
كان هذا مستحيلًا. الحوار العقلاني مع هذه المجنونة كان غير ممكن على الإطلاق. أخذ بالزاك نفسًا عميقًا، ثم نظر من النافذة ليهدئ نفسه.
“وما هو الغريب الآن؟” سأل.
“بل أجدك أنت الغريب”، قالت ميلكيث.
“الوعد”، قال بالزاك فجأة. نظر إلى ميلكيث. “لا تنسي الوعد.”
“ما الغريب فيَّ؟” سأل بالزاك.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “عم تتحدثين؟ هذا هراء كامل. لم يأت أحد من هؤلاء الناس لمقابلتك. كانوا هنا لأسبابهم الخاصة”، رد بالزاك.
“هذا… سؤال صعب. أنت أكثر غرابة من المعتاد. هناك أشياء مشبوهة عنك أكثر من تلك التي ليست كذلك”، واصلت ميلكيث.
“… هممم.” “بالزاك” تنحنح، محاولاً لفت انتباهها.
“وما هو الغريب الآن؟” سأل.
“….” نظر إليها بالزاك بعينين ضيقتين.
“أنت أيضًا عدت إلى أروث بعد فترة طويلة. ألا تشعر بأي شيء؟” تساءلت ميلكيث.
“اهدأ، تقول، بعد أن أثارتني. بالزاك حول نظره مرة أخرى إلى النافذة. برج السحر الأسود كان يلوح في الأفق من بعيد.
“بطبيعة الحال، لدي مشاعر. لكن بخلافك، السيدة ميلكيث، أنا لا أتباهى بها”، قال بالزاك بصوت هادئ. نظر إلى المدينة من عربة الهواء وهمس، “أحب هذه المدينة. رغم أنها قد لا تحبني.”
لقد تغلبت على العديد من الصعوبات برفقة أرواحها في رحلتها إلى “آروث”. وبعد وصولها إلى العاصمة “بنتاغون”، تمت دعوتها إلى برج السحر الأبيض، وحصلت على لقب “أميرة الأرواح”، وأصبحت في النهاية ساحرة لا مثيل لها في سحر الأرواح. كانت قصتها ملحمة طويلة تستحق أياماً من السرد أو مجلدات من الكتب.
“ما هذا الشعور المفاجئ بالشفقة على النفس؟ هل هذا مفهوم جديد لكِ؟” تمتمت ميلكيث، مما دفع بالزاك إلى أن يشد قبضتيه.
في هذه الأثناء، هبطت المركبة الجوية. لم يقل بالزاك شيئًا، وسحب غطاء رأسه.
“… أنا فقط أقول الحقيقة”، قال.
“هل تأخذين كلامي كإطراء بحت؟” رد “بالزاك” بغضب.
“هممم، بالزاك، أعتقد أنني أعلم ما تفكر فيه. ذلك… حسناً، أنا لست امرأة غبية بحيث لا أستطيع التمييز بين الشفقة والحب”، قالت ميلكيث بعد لحظة.
“ما هذا الشعور المفاجئ بالشفقة على النفس؟ هل هذا مفهوم جديد لكِ؟” تمتمت ميلكيث، مما دفع بالزاك إلى أن يشد قبضتيه.
“أنت على وشك قول المزيد من الهراء…”، قال بالزاك بصوت بدا وكأنه نصف تذكير ونصف تحذير.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “أي وعد؟ هل أبرمنا وعدًا؟” ردت ميلكيث.
“حتى لو تظاهرت بأنك مسكين… حسنًا، أنت حقًا مسكين، لكن، أممم، حتى لو شعرت بالشفقة عليك، فهذا لا يعني أنني…” واصلت ميلكيث، متجاهلة تعليقه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “هذا… سؤال صعب. أنت أكثر غرابة من المعتاد. هناك أشياء مشبوهة عنك أكثر من تلك التي ليست كذلك”، واصلت ميلكيث.
قبل أن تكمل، قاطعها بالزاك، “توقفي عن قول الهراء، السيدة ميلكيث. حقًا، لماذا تفعلين هذا بي؟”
كان “بالزاك” هو من ساعدها على مغادرة “نهاما” في هذا المأزق.
“اهدأ”، قالت.
كيف يمكنه التعبير عن مشاعره الحالية؟
“اهدأ، تقول، بعد أن أثارتني. بالزاك حول نظره مرة أخرى إلى النافذة. برج السحر الأسود كان يلوح في الأفق من بعيد.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على أي حال، كانت “آروث” هي مسرح هذه الملحمة الطويلة، وهي بالفعل وطنها الثاني. في الواقع، لقد قضت سنوات أكثر في “آروث” ولم تترك أي روابط في “ألوس”. لذلك، يمكن القول إن “آروث” كانت وطنها الحقيقي الآن.
كان برج السحر الأسود قد احتضن العديد من السحرة السود حتى عام مضى. في الواقع، كان موطنًا لأكبر عدد من السحرة السود، ثانيًا بعد هيلموت. لكن الآن، كان مهجورًا. بعد العزلة المفاجئة وغير المتوقعة التي اختارها بالزاك، غادر السحرة السود طواعية بعد عودة سيينا. فكل شخص كان يعرف عن كراهية سيينا للسحرة السود.
“إنها مزحة، مزحة. لا تبحلق في هكذا. سأحرص على أن أقدمك للسيدة سيينا”، قالت ميلكيث بابتسامة وتلويح بإصبعها. “أنا قريبة جدًا من السيدة سيينا، لا، أقصد الأخت سيينا. نحن مثل الأخوات. حتى لو كنت ساحرًا أسود، فلن تهاجمك طالما كنت بجانبي.”
فرَّ السحرة السود إلى هيلموت أو نهاما أو أزقة أروث الخلفية.
“الوعد”، قال بالزاك فجأة. نظر إلى ميلكيث. “لا تنسي الوعد.”
“الوعد”، قال بالزاك فجأة. نظر إلى ميلكيث. “لا تنسي الوعد.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com عادةً، لا يمكن لأي ساحر أن يستخدم السحر داخل أكروين. حتى ساحر عظيم سيتعرض لوابل من التعاويذ المختلفة من البرج إذا حاول استخدام السحر هناك.
“أي وعد؟ هل أبرمنا وعدًا؟” ردت ميلكيث.
الفصل 443: المزيف (8)
“….” نظر إليها بالزاك بعينين ضيقتين.
أدرك بالزاك مرة أخرى مدى صرامة الأمن في أكروين. لم يكن قد خطا خطوة داخلها، وفي طرفة عين، تم القبض عليه. لم يكن يخطط للمقاومة، لكنه قُبض عليه قبل أن يتمكن حتى من استيعاب الأمر.
“إنها مزحة، مزحة. لا تبحلق في هكذا. سأحرص على أن أقدمك للسيدة سيينا”، قالت ميلكيث بابتسامة وتلويح بإصبعها. “أنا قريبة جدًا من السيدة سيينا، لا، أقصد الأخت سيينا. نحن مثل الأخوات. حتى لو كنت ساحرًا أسود، فلن تهاجمك طالما كنت بجانبي.”
“أنا، ميلكيث الحياح، قد عدت إلى آروث!” أعلنت “ميلكيث”.
“لا أعتقد أن السيدة سيينا من النوع الذي يهاجم شخصًا عند اللقاء الأول”، علق بالزاك.
لم يستطع “بالزاك” أن يفعل الشيء نفسه. لم يكتفِ بسحب غطاء رداءه بعمق فوق وجهه، بل ألقى أيضًا عدة أنواع من السحر على نفسه. ونتيجة لذلك، لم يستطع أحد في المحطة المزدحمة أن يلاحظه.
“ألا تتوقع الكثير من الأخت سيينا؟ أعني، بيننا، هي ليست بالضبط… الشخص الحكيم الذي نتوقعه”، همست ميلكيث بعد أن خفضت صوتها.
“…..”
تفاجأ بالزاك قليلاً بسماع شيء كهذا من ميلكيث، بالذات.
“؟”
رد بالزاك مع عبوس، “ما أتوقعه منك، السيدة ميلكيث، هو ألا تحجبي الأخت سيينا من أجلي. اللطف والمعروف اللذان أظهرتهما لكِ، السيدة ميلكيث، والسيد يوجين…”
“أنتِ حقاً شيء، سيدة ميلكيث.” كرر “بالزاك”.
“حسنًا، حسنًا، فهمت”، قاطعت ميلكيث حديثه. “إذاً، بالزاك، ما تقوله هو أنك تريد أن تكون صديقًا للأخت سيينا، صحيح؟ بالنسبة لي، هذا يبدو وكأنك تقول إنك تريد البحث في السحر معها مثل باقي سحرة القوس، ثم لاحقًا، تطعنها في الظهر، مثل بوم!” صرخت ميلكيث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على أي حال، كانت “آروث” هي مسرح هذه الملحمة الطويلة، وهي بالفعل وطنها الثاني. في الواقع، لقد قضت سنوات أكثر في “آروث” ولم تترك أي روابط في “ألوس”. لذلك، يمكن القول إن “آروث” كانت وطنها الحقيقي الآن.
“عذرًا؟” تساءل بالزاك.
“أعلم أنني عظيمة. أعلم ذلك أفضل من أي شخص آخر.” ردت “ميلكيث”.
“هل تظن أنني لا أعرف خطتك؟ تحاول الاقتراب من الجميع بذلك الوجه المبتسم، لتخفيض دفاعاتهم، ثم، ما هي، توقيعك؟ تخطط لالتهامهم واحدًا تلو الآخر، أليس كذلك؟” واصلت ميلكيث.
كانت “ميلكيث” من مملكة “ألوس” الصغيرة في القطاع الشمالي من تحالف مقاومة الشياطين. مملكة صغيرة تقل مساحتها عن نصف مساحة “آروث”. ورغم أنها وُلدت وترعرعت في “ألوس”، إلا أنها انتقلت إلى “آروث” بعد أن بلغت الثالثة عشرة. فتاة بسيطة من قرية صغيرة في بلد ضعيف قد عقدت عقدًا مع الأرواح بفضل القدر. وبأحلام أن تصبح ساحرة عظيمة في سحر الأرواح، انطلقت الفتاة إلى “آروث” دون أن تحمل في جيبها مالاً.
تفاجأ بالزاك من هذا الاتهام المفاجئ.
“حتى لو كان الأمر كذلك، فقد تجمعوا بسببي بعد وصولي! وكأنهم جاؤوا لمقابلتي. لا يختلف الأمر كثيرًا، أليس كذلك؟ والجميع يحبني، أليس كذلك؟ لهذا تجمعوا حولي. من الطبيعي أن أرد حبهم”، قالت ميلكيث.
كيف يمكن للمرء أن يفهم مثل هذا التفكير؟ هل ينبغي أن يغضب من هذا الاتهام الذي لا أساس له؟ إذا أظهر غضبه، هل سيلام على ذلك أيضًا؟ توقف بالزاك عن التفكير وزفر بشدة.
“ما هذا الشعور المفاجئ بالشفقة على النفس؟ هل هذا مفهوم جديد لكِ؟” تمتمت ميلكيث، مما دفع بالزاك إلى أن يشد قبضتيه.
“لن أفعل شيئًا من هذا القبيل أبدًا”، قال.
“إنها مزحة، مزحة. لا تبحلق في هكذا. سأحرص على أن أقدمك للسيدة سيينا”، قالت ميلكيث بابتسامة وتلويح بإصبعها. “أنا قريبة جدًا من السيدة سيينا، لا، أقصد الأخت سيينا. نحن مثل الأخوات. حتى لو كنت ساحرًا أسود، فلن تهاجمك طالما كنت بجانبي.”
“ما اسم توقيعك؟” سألت ميلكيث.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com سارت ميلكيث بثقة وسط نظرات الجميع. كانت خطواتها تتردد في الصمت.
“إنه الجشع”، أجاب بالزاك.
كانوا في مكتبة أكروين الملكية.
“إذًا ستطفئ الأنوار بالتعمية! ثم تلتهمهم بالجشع! أليس كذلك؟” اتهمته ميلكيث.
“سيينا!”
“لا، ليس كذلك”، رد بالزاك وهو يضغط على أسنانه.
أحاطت نية القتل لميلكيث. شعرها وقف في مكانه، وبدأت ترتجف. جلست بحذر في مكانها، وهي تقول، “إنها مجرد مزحة، أختي، مجرد مزحة بسيطة.”
في هذه الأثناء، هبطت المركبة الجوية. لم يقل بالزاك شيئًا، وسحب غطاء رأسه.
“ألا تتوقع الكثير من الأخت سيينا؟ أعني، بيننا، هي ليست بالضبط… الشخص الحكيم الذي نتوقعه”، همست ميلكيث بعد أن خفضت صوتها.
كانوا في مكتبة أكروين الملكية.
“؟”
عندما نزلوا من العربة، ارتعش بالزاك ورفع رأسه.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com لقد انتهت من تذكر حياتها الصعبة التي عاشتها في الصحراء. بالإضافة إلى ذلك، لم تعد بحاجة إلى إخفاء نفسها بعد الآن. لم تعد بحاجة إلى التنكر بالسحر والأردية كما فعلت في الصحراء.
قوة مظلمة؟
ربما، فقط ربما….
رغم أنها كانت مخفية، إلا أن بالزاك، كونه ساحرًا أسود، لم يفوت وجود القوة المظلمة. رأى الخفافيش والجرذان مختبئين في ظلال الأشجار حول أكروين.
ربما، فقط ربما….
بينما كان بالزاك يراقبهم، تقدمت ميلكيث بسرعة وفتحت باب أكروين.
“حتى لو كان الأمر كذلك، فقد تجمعوا بسببي بعد وصولي! وكأنهم جاؤوا لمقابلتي. لا يختلف الأمر كثيرًا، أليس كذلك؟ والجميع يحبني، أليس كذلك؟ لهذا تجمعوا حولي. من الطبيعي أن أرد حبهم”، قالت ميلكيث.
“لقد عدت!” دخلت ميلكيث إلى أكروين، وهي تصيح بنفس الطريقة التي فعلتها في المحطة العائمة. تبعها بالزاك إلى الداخل وهو يراقب الخفافيش والجرذان، خدم مصاص الدماء.
كان هذا مستحيلًا. الحوار العقلاني مع هذه المجنونة كان غير ممكن على الإطلاق. أخذ بالزاك نفسًا عميقًا، ثم نظر من النافذة ليهدئ نفسه.
كانوا في الطابق الأول من أكروين.
“إذًا لماذا اليوم؟” استفسر.
عادةً، لا يمكن لأي ساحر أن يستخدم السحر داخل أكروين. حتى ساحر عظيم سيتعرض لوابل من التعاويذ المختلفة من البرج إذا حاول استخدام السحر هناك.
الفصل 443: المزيف (8)
تم تصميم النظام لأول مرة بواسطة الحكيمة سيينا. وعلى مر مئات السنين، تم تحديث التعويذات الأمنية، لكن الفكرة الأساسية التي تخصصت في قتل السحرة ظلت كما هي.
“ما هذا الشعور المفاجئ بالشفقة على النفس؟ هل هذا مفهوم جديد لكِ؟” تمتمت ميلكيث، مما دفع بالزاك إلى أن يشد قبضتيه.
أدرك بالزاك مرة أخرى مدى صرامة الأمن في أكروين. لم يكن قد خطا خطوة داخلها، وفي طرفة عين، تم القبض عليه. لم يكن يخطط للمقاومة، لكنه قُبض عليه قبل أن يتمكن حتى من استيعاب الأمر.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com على أي حال، كانت “آروث” هي مسرح هذه الملحمة الطويلة، وهي بالفعل وطنها الثاني. في الواقع، لقد قضت سنوات أكثر في “آروث” ولم تترك أي روابط في “ألوس”. لذلك، يمكن القول إن “آروث” كانت وطنها الحقيقي الآن.
فكر بالزاك في عدد التعاويذ التي أثرت عليه في تلك اللحظة.
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “عم تتحدثين؟ هذا هراء كامل. لم يأت أحد من هؤلاء الناس لمقابلتك. كانوا هنا لأسبابهم الخاصة”، رد بالزاك.
بمجرد أن اجتاز الباب المفتوح، تم نقله وأصبح معلقًا في الهواء في منتصف الطابق الأول. كانت أطرافه مقيدة بسلاسل سحرية، وعشرات من الشفرات السحرية كانت موجهة نحوه.
“… هممم.” “بالزاك” تنحنح، محاولاً لفت انتباهها.
كان هناك أيضًا عشرات من التعويذات غير المرئية وغير المفعلة. إذا حاول بالزاك المقاومة وتمكن بطريقة ما من الإفلات، فإن تعويذات أخرى كانت ستلاحقه على الفور.
تم تصميم النظام لأول مرة بواسطة الحكيمة سيينا. وعلى مر مئات السنين، تم تحديث التعويذات الأمنية، لكن الفكرة الأساسية التي تخصصت في قتل السحرة ظلت كما هي.
“…..”
في هذه الأثناء، هبطت المركبة الجوية. لم يقل بالزاك شيئًا، وسحب غطاء رأسه.
أراد أن يقول شيئًا، لكن حتى تلك الحرية حُرمت منه. فتح فمه كان يعني أن تُجرح وجنته. نظر بالزاك إلى الشفرة التي تلامس وجنته وأعاد ترتيب ملامحه.
ربما، فقط ربما، هناك فرصة ضئيلة أن أكون أقوى من ‘الحكيمة سيينا’ في هذه اللحظة. رغم أنني لا أستطيع مقارنتها من حيث مستوى الساحر، والعمق، والإنجازات، إلا أنني قد لا أكون أقل من حيث القوة….
كيف يمكنه التعبير عن مشاعره الحالية؟
بعد عدة طلبات رجاءً من “بالزاك”، نزلت “ميلكيث” أخيرًا من السطح. استقبلت الحشد المحيط بابتسامة، ولوحت بيدها، وقبلت التحيات، وصافحت السحرة الشبان المتخصصين في الأرواح الذين كانوا معجبين بها، وحتى هتفت للمتسابقين المتوجهين إلى امتحانات برج السحر.
كان بالزاك ممتنًا لعدم قدرته على الكلام. لو كان له حرية الحديث، لكان مشغولاً بتمجيد وتقديس تلك الساحرة العظيمة والرائعة – الحكيمة سيينا.
“؟”
لقد كانت كل ما تصوره بالزاك وأكثر. لو كانت هناك إلهة للسحر، لكانت بلا شك تبدو مثلها. حتى لو أعلنت نفسها إلهة السحر في هذه اللحظة، لقبل بالزاك بذلك دون تردد.
“ما الغريب فيَّ؟” سأل بالزاك.
كانت الحكيمة سيينا بهذه القداسة والجمال. كانت محاطة بحلقات سماوية وهي تنزل من السقف. عصاها تبعث بردًا أبيض، وشعرها الأرجواني المتطاير يتشابك مع تيارات ذهبية سحرية. وفوق كل ذلك، ما أثار إعجاب بالزاك أكثر كان عينيها الخضراوين العميقتين بلا نهاية.
كان يعلم أنها غريبة الأطوار، لكنه لم يكن يتوقع أن تتسبب في هذه الضجة فور دخولها البلاد. أي شخص عادي كان سيلتزم الصمت في “آروث” بالنظر إلى ما كانت متورطة فيه، ولكن…
“ساحر أسود”، قالت سيينا وهي تنظر إلى بالزاك بعينيها الواسعتين اللامعتين. غير قادر على الرد، ابتلع بالزاك ريقه بينما نزل السحرة الآخرون متأخرين.
على الرغم من أنها حصلت على إذن “يوجين” للعودة إلى “آروث”، لم تستطع “ميلكيث” مغادرة “نهاما” بالطريقة المعتادة بعد أن تسببت في فوضى هائلة باعتبارها مقيمة غير شرعية.
“ليس أي ساحر أسود”، تابعت سيينا.
[…..]
أفاقت ميلكيث أخيرًا. لاحظت أن بالزاك، الذي كان خلفها مباشرة، قد أصبح الآن مقيدًا أمامها. الهالة التي كانت تصدر من سيينا وهي تطفو أمامه كانت مشحونة بشكل ينذر بالخطر.
“…..” انتظر “بالزاك” بصبر خلال كل هذا. لقد أراد أن يسحبها من هناك ويلقي تعويذة على المواطنين المضيّعين للوقت. كان يتمنى بشدة أن يركل “ميلكيث” وهي تستجيب لكل محادثة تافهة وتتوقف عند كل خطوة، لكنه تماسك بكل إرادته.
ابتلعت ميلكيث ريقها واندفعت بسرعة إلى جانب بالزاك وهي تقول على عجل، “أختي سيينا!
“أنا، ميلكيث الحياح، قد عدت إلى آروث!” أعلنت “ميلكيث”.
ربما، فقط ربما….
كيف يمكنه التعبير عن مشاعره الحالية؟
ربما، فقط ربما، هناك فرصة ضئيلة أن أكون أقوى من ‘الحكيمة سيينا’ في هذه اللحظة. رغم أنني لا أستطيع مقارنتها من حيث مستوى الساحر، والعمق، والإنجازات، إلا أنني قد لا أكون أقل من حيث القوة….
كان هذا مستحيلًا. الحوار العقلاني مع هذه المجنونة كان غير ممكن على الإطلاق. أخذ بالزاك نفسًا عميقًا، ثم نظر من النافذة ليهدئ نفسه.
ربما، في هذا العالم القاسي والظالم، لا يكون مستوى الساحر، والعمق، والإنجازات بنفس أهمية القوة.
“…..”
القوة هي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يثبت قيمتي. أنا أحترم سيينا ميرداين كشخص يستحق التقدير. أعلم أنها تبلغ من العمر ثلاثمائة عام….
“أنا، ميلكيث الحياح، قد عدت إلى آروث!” أعلنت “ميلكيث”.
لكن في هذا العصر، في الأوقات العاصفة القادمة، تكون قوة الساحر أكثر أهمية من كونه عمره ثلاثمائة عام ونبية.
“أنا، ميلكيث الحياح، قد عدت إلى آروث!” أعلنت “ميلكيث”.
“سيينا!”
“بل أجدك أنت الغريب”، قالت ميلكيث.
لذلك، وضعت ميلكيث جانبًا مؤقتًا مصطلح ‘أخت’. في العالم البارد الذي يسوده التنافس القاسي، تكون المصطلحات مثل أخت وأخ ناعمة. جميع السحرة العظام الذين نزلوا إلى الطابق الأول كانوا يحدقون في ميلكيث بدهشة.
كانوا في الطابق الأول من أكروين.
“؟”
بعد عدة طلبات رجاءً من “بالزاك”، نزلت “ميلكيث” أخيرًا من السطح. استقبلت الحشد المحيط بابتسامة، ولوحت بيدها، وقبلت التحيات، وصافحت السحرة الشبان المتخصصين في الأرواح الذين كانوا معجبين بها، وحتى هتفت للمتسابقين المتوجهين إلى امتحانات برج السحر.
كانت سيينا مذهولة بنفس القدر. اتسعت عيناها بدهشة وهي تحدق في ميلكيث.
[ميلكيث، من فضلك انزلي الآن.] أسقط “بالزاك” رجاءً عقليًا غير لفظي إلى “ميلكيث”.
سارت ميلكيث بثقة وسط نظرات الجميع. كانت خطواتها تتردد في الصمت.
[ميلكيث، من فضلك انزلي الآن.] أسقط “بالزاك” رجاءً عقليًا غير لفظي إلى “ميلكيث”.
“هل يمكن أن تكوني أقل قسوة، من فضلك؟” قالت ميلكيث بابتسامة خفيفة. وأشارت إلى بالزاك. “إنه ضيفي.”
*إقرأ* رواياتنا* فقط* على* مو*قع م*لوك الرو*ايات ko*lno*vel ko*lno*vel. com “عم تتحدثين؟ هذا هراء كامل. لم يأت أحد من هؤلاء الناس لمقابلتك. كانوا هنا لأسبابهم الخاصة”، رد بالزاك.
كان بالزاك هو الأكثر صدمة بينهم. نظر إلى ميلكيث بعدم تصديق. التقت نظراتهم في الهواء، وغمزت ميلكيث لبلزاك، مشيرة له بألا يقلق.
“لا، ليس كذلك”، رد بالزاك وهو يضغط على أسنانه.
“لذا، اهدئي واتركيه برفق”، قالت ميلكيث.
أدرك بالزاك مرة أخرى مدى صرامة الأمن في أكروين. لم يكن قد خطا خطوة داخلها، وفي طرفة عين، تم القبض عليه. لم يكن يخطط للمقاومة، لكنه قُبض عليه قبل أن يتمكن حتى من استيعاب الأمر.
“…..” لم ترد سيينا.
“هل يمكن أن تكوني أقل قسوة، من فضلك؟” قالت ميلكيث بابتسامة خفيفة. وأشارت إلى بالزاك. “إنه ضيفي.”
“همم، هل كلماتي أذهلتك؟” شخرت ميلكيث وأشارت إلى الخارج. “إذن تعالي إلى الخارج. شاهدي قوة ميلكيث إل-هياس ‘قوة اللانهاية’….”
“اهدأ، تقول، بعد أن أثارتني. بالزاك حول نظره مرة أخرى إلى النافذة. برج السحر الأسود كان يلوح في الأفق من بعيد.
هوووووش!
“إنه الجشع”، أجاب بالزاك.
أحاطت نية القتل لميلكيث. شعرها وقف في مكانه، وبدأت ترتجف. جلست بحذر في مكانها، وهي تقول، “إنها مجرد مزحة، أختي، مجرد مزحة بسيطة.”
كانوا في الطابق الأول من أكروين.
*****
شكرا للقراءة
Isngard
“حسنًا، حسنًا، فهمت”، قاطعت ميلكيث حديثه. “إذاً، بالزاك، ما تقوله هو أنك تريد أن تكون صديقًا للأخت سيينا، صحيح؟ بالنسبة لي، هذا يبدو وكأنك تقول إنك تريد البحث في السحر معها مثل باقي سحرة القوس، ثم لاحقًا، تطعنها في الظهر، مثل بوم!” صرخت ميلكيث.
في النهاية، استغرق الأمر أكثر من ساعة لركوب العربة الطائرة التي تغادر محطة الطيران. وبعد أن ظل صامتًا طوال العملية، عبر “بالزاك” عن أفكاره بمجرد أن ركب هو و”ميلكيث” العربة.
---
ترجمة موقع ملوك الروايات. لا تُلهِكُم القراءة عن اداء الصلوات فى أوقاتها و لا تنسوا نصيبكم من القرآن
أشترك الان من هنا. ولامزيد من الاعلانات
